الفصل الخامس والعشرين

10K 222 42
                                    

وماشي في البلاد سواح
والخطوة بيني وبين حبيبي براح
مشوار بعيد وأنا فيه غريب
والليل يقرب والنهار رواح
سواح وماشي في البلاد سواح
والخطوة بيني وبين حبيبي براح
مشوار بعيد وأنا فيه غريب
والليل يقرب والنهار رواح

التفت خلفها عند سماع صوت فتح باب المكتب ويدخل منه "هيثم" بـ إبتسامتة الواثقة لتهز رأسها تجاهله مكملة سماع الأغنية لمطربها المفضل "عبد الحليم حافظ)

وإن لقاكم حبيبي سلموا لي عليه
إن لقاكم حبيبي سلموا لي عليه
طمنوني الأسمراني عاملة إيه الغربة فيه

-يعني مش هتقوليلي أتفضل أو عامل ايه حتي..؟ قلبك أسود
تجاهلته ببرود وهي تكمل همسها مع الأنشغاال الأغنية وتركته يحدق بها بضحك علي زعلها منهُ..لم يكن يعلم مدي زعلها أتجاهه… أمسك صوت المسجل وكاد يطفيه الإ أنها منعته قائلة
سيب الأغنية… جاي ليه يا هيثم..؟
جاي أعتذر

قهقهة بسخرية قائلة،
-بجد المشكلة أن كلكم شايفني واحدة هبلة فـ مافيش تلطشوا فيا بقاَ صح..؟
-لا طبعاَ بطلي كلام الهبل ده.

شَبكت الأصابعها في بعض البعض تنظر لهُ بجمود مرددة
-وتقدر تفهمني أزي حبيب أختي وأزي تقولي بحبك؟ … وأزي حبيبها وسيبتها تخطب حد تاني؟… هو ايه اللي بيحصل ده؟؟

-بصي هفهمك كل حاجة بس أوعديني تبقي هادية كداً
-أكلم يا هيثم أنا مش طايقة روحي متجيش تكمل عليا أتفضل..

تركت قلمها من بين أصابعها علي الورق أمامها تنظر لهُ ببرود تحثه علي الكلام...بدأ يحكي لها بهدوء
-بصي يا ستي أول مرة كنتي محتاجة دكتور نفسي أختك جات وقالتلي حالتك وكل حاجة عشان أقدر أساعدك و أخرجك من الحالة دية… أنا وأختك بنحب بعض من ٣ سنين كنا الأصدقاء في الجامعة و أتقابلنا بعد الجامعة صدفة و الكلام خد بعضه بينا ومع الأيام عرفنا إننا بنحب بعض ده حتي بصعوبة عقبال ما أعترفت  ليها أصلها صعبة شويتين.

ثم أضاف بجدية
-بس صدقيني لا أنا ولا هي كانت نيتنا مش خير إتَجاهك هي لما جات وحكيتلي كل حاجة وأنا كـ طبيب لأزم أشوف واجبي صح مش أقوم أسالك سؤال وكدا خلاص… باباكي الله يرحمه لجأ ليا وقت سفرك وطلب مني خدمة أني أساعدك في البلد و أنتي في الغربة ومكنش ينفع أرفض طلبه… وكداً كداً كنت مسافر عشان البعثه بتاعتي هناك.
إنَفرجت شفتاها عن إِبتسامة ساخرة وهي تتابع كلامه الباقي
-عارف إن الكلام مش داخل دماغك بس والله هو ده اللي حصل أختك و باباكي كان بيدوروا علي أي حاجة تفوقي من الوهم ده و باباكي كان بيدور أزي يحميكي في سفرك.
ضيقت ما بين حَاجبيها بتفكير ثم مُطت شَفتاها الصغيرتين لإمام، تسأله
-وبالنسبة إنها تخطب لواحد غيرك..ايه متوجعتش ولا ديه كمان من الخطط العظيمة بَتاعتكم ؟..
أؤمي لها لتقهقه بغيظ شديد فكانت هي المغفلة بينهم يا لها من الغباء عاشته في وسط البشرية حتى ظلوا يُعاملوها كـ الدمية، ليقول
-خالد هو اللي سرق الورق والمشروع وكان عم شريف شاكك فيه ونُورهان قالتلي إنهم عايزين يعرفوا مين اللي ورا أحمد لأن في حد تاني معاه ولما قالتلي كداً...مش هنكر إن دمي فار وكنت هقتلها بس كانت مستعدة تعمل كل حاجة عشان باباها يرتاح من الهم...وقالتلي أنا مش هتجوزه هي خطوبة كذب في كذب والإ لو رفضت يبق بسيطة اللي بينا منتهي طالما مش واثق في قراراتي..بس يا ستي و لما قولتلك بحبك أو أتجوزك

جحود الصقر  «تحت التعديل من سرد وحوار » حيث تعيش القصص. اكتشف الآن