أحبيتهُ وأدمنتهُ بين جميع البشر، تمنيتهُ في دعائي كل ليلة وكل سَجده، تركت روحي تسحب جسدي خلفها أينما تكون، لم أدري معني العذاب وأني أحترق بداخلي كلما ذهبت خطوة تجاه الحب، أنطُفت شمعة روحي عند استسلامي لعزف أوجاعي، مازالت أتنفس وهذا ما أتعجبه! لماذا أتوجع بروحي وليس جسدي !! ألم يقل بإن وجع القلب كـ الأشواك ولكنه أخف من أي وجع الأخر..!
أغلقت أجندة مع أخر نقطة كتابتها، تركت القلم، لتبتسم لهدوء مستمتعة بالهواء النقي ويتطاير شعرها معاً، أغلقت عليّ ذكرياتها مبدأ صفحة جديدة مع بناتها وتترك نفسها لحياة وتذهب باتجاهها أينما تكون، تركت مذكراتها عليّ الترابيزه الصغيرة والقلم بجانب مذكراتها فهو من رأي الحزن بداخلها، وشهد عليّ كل حرف وكل كلمة تتنفس بها بالوجع، شهد عليّ كل دمعة نزلت مع كل حرف يتطاير من شفتيها المؤلمة ..
أتي شخص من خلفها يهمس في أذنيها :-ماما أنا جعانة
شهقت عبير بخضة، التفت نصف التفاتة برأسها وهي تأخذ أنفاسها بهدوء:- خضتيني يا أسيلاً حد يخض حد كدا!
جلست معاً وهي تبتسم لوالدتها :- حبيت أخضك ايه فيها حاجة ديه؟
-طب يا لمضة ..خلصتي مذاكرتك الأول؟
أومأت بنعم، قائلة : أها والله يلا بقا بقول جعانة
تنهدت بتعب : قولتلك يا أسيلاً شوية والأكل هيتحط وهنأكل كلنا أصبري ربع ساعة.
لمحت أسيلاً مذاكرت والدتها عليّ التربيزاه، لتسألها بحزن :- لسه مخلصة كتابة صح؟!
أنزلت عبير بنظراتها لأجندة متنهدة بعمق، رفعت عينها لـ لبنتها تؤمي برأسها بنعم، غيرت مجر الحديث مبتسمة وهي تقول بحماس مصطنع :- تعالي نعمل أي أكلة تصبيره لحد ما يخلصوا الغداء.
قاطعتها أسيلاً مردفة بحزن :- لحد إمتي يا ماما هتفضلي تهربي من سؤالي كل ما أجيب سيرة بابا، ومش بتخليني أنا وأختي نسأل فين بابا .
نفخت عبير بحنق مغمضة عيناها،تقول بداخلها لا لبكاء، لا لضعف يكفي ما عاشته من الحزن، فتحت عينها وكأن فيهم تحدي:- أسيلاً طول عمرك فاهمة وواعية رغم صغر سنك، وأنتي عارفة أن أنا وأبوكي أطلقنا يبق ليه مصره تتعبني معاكي وأنتي فاهمة أنا بعمل كدا ليه!
أسيلاً :- لو كنتي بتكرهي بابا ومش عايزة تسمعي سيرته مكونتيش فضلتي تكتبي وتفتكري كل حاجة مع بعض.
عبير :- ديه حاجة وديه حاجة ومينفعش تكلمي بطريقة ديه.
أسيلاً : أنا جعانة.
عبير : أسيلاً يـ
قاطعتها بإصرار :- خلاص يا ماما أوعدك مش هجيب سيرة بابا تاني، المهم يلا نعمل الأكل.
أنت تقرأ
جحود الصقر «تحت التعديل من سرد وحوار »
Randomوما بين أسمي وأسمك وجع .. بحجم نطقها تسكنها جروحي ..فـ أين لگ يا قلب بكل هذا الوجع ."
