الفصل التاسع و العشرون
بمزرعة عمار
كان يقف مع احدى العمال و يقص عليه بعض الأعمال الذي يريد منه تنفيذها و اثناء حديثهم جاء من خلفه ذلك الرجل الذى يراه لأول مرة فتلك المرة الاولى التى سيرى بها عمار سليم الشرقاوى
-عمار المحمدي
التفتت عمار اليه و هو يعقد حاجبيه فنظر اليه من راسه لاخمص قدميه و تمتم بصرامة و بحه رجولية
-أيوة انا حضرتك مين
ارتسمت ابتسامة جانبية على وجهه سليم و وجهه حديثه للعامل
-لو سمحت سبنا على انفراد
نظر العامل تجاه عمار الذي إماء له بموافقة فتحرك العامل من مكانه و هتف عمار بتساؤل
-حضرتك مين
مد سليم يده و هو يعرف عن نفسه فبادله عمار التحية قبل معرفته لهويته
-أنا سليم الشرقاوى
تسمر عمار مكانه و جذب يديه و هتف بتهكم و استنكار
-وسليم الشرقاوى بجلالة قدره بيعمل ايه هنا فى مزرعة المحمدى ،بصراحة عندى فضول اعرف
-هتعرف متستعجلش و يستحسن منكلمش هنا
-اومال نكلم فين !!
-في المكتب اكيد مش فى وسط العمال الكلام اللى عندى مينفعش يتقال هنا
زفر عمار بضيق و تحرك من امامه و تحرك سليم من خلفه فدلف عمار مكتبه هو و سليم الذي أغلق الباب وراءه و اقترب من عمار الذى كان يجلس على مكتبه و هتف
-ياريت بقى اعرف ايه اللى يخلى سليم بيه الشرقاوى يجى مزرعتنا دى اخر حاجه المفروض تزورها و لا ايه ده انت يا راجل غايب عن البلد بقالك سنين
جلس سليم امام عمار يستمع الى كلماته التى شعر بها بهجوم شديد و لكنه لم و لن يبالى فابنه الان اهم ما لديه يريد انقاذه لا يجدون من يطابق عينيه و لذلك سيفعل تلك الخطوة لا يفكر برد فعل عمار أكثر مما يفكر بابنه فهو تعلق بعمار مثلما يتعرق الغريق فهتف بمرارة مصطنعة
-عارف انى كلامى ممكن متستوعبوش و ممكن يبقى صدمة بالنسبالك و
-من غير مقدمات حضرتك عايز ايه
-عايزك يا عمار ، عايز ابنى …
ضيق عمار عينيه و تشنجت عضلات وجهه و برزت عروقه و اقترب براسه قليلا منه و هو يهتف
-انت بتقول ايه !! و ابنك ايه ، انا مش فاهم حاجه
-انا هفهمك الحقيقة اللى صفية كدبت عليكوا كلكوا فيها الحقيقة ان انت ابنى انا يا عمار انت من عيلة الشرقاوى مش المحمدى
نهض عمار من مكانه بغضب جحيمى و اقترب من سليم و قام بامساكه من ملابسه فوضع سليم يده على يد عمار التى تمسكه وهتف
-انا عارف انى كلامي صدمك بس هى دى الحقيقة انت ابنى يا عمار و عصام عارف الكلام ده عشان كده مات بجلطة عشان سمع صفية وهى بتكلمنى و عرف انها كانت على علاقة بيا و بتحبنى انا
جزت عمار على اسمانه و قام بلكمه على وجهه بعنف و هتف بصياح غاضب
-انت بتقول ايه يا حيوان انت بتكلم عن شرف امى و بتقولى ان ابن حرام و عايزني اصدق التخاريف دى
و قام بلكمه مرة اخرى على وجهه فاغتاظ سليم كثيرا و قام بابعاد عمار عنه و هو يهتف
-هى دى الحقيقة اللى صفية مخبياها عنكم كلكم اسمع يا عمار انت املى الوحيد انا ابنى بين الحيا و الموت انا معنديش غيره هو و بنت وحيدة انا مش عايز اخسر ابنى انت اخوه يا عمار و لازم تساعده ابنى عنده كانسر لازم تيجى معايا و نعملك تحاليل و نتاكد من تطابق العينة انت املى الوحيد ارجوك
ضغط عمار باسنانه على شفتيه و ضم قبضته يريد قتل سليم فى الحال لايصدق ما يسمعه و ما كاد يتحدث حتى هتف سليم
-انا عارف ان كلامى صدمك بس تقدر تسأل صفية و هتتأكد من كلامى من توترها وخوفها اللى هيظهروا و اظن انك واعي و فاهم و تقدر تميز الكداب من اللى بيقول الحقيقة
________________