(25)

98.6K 3.4K 167
                                    

فوت +كومنت يا بنات برايكم
___________________
الفصل الخامس و العشرون
خرج حسان من منزله مهرولاً يشعر بأنه يريد الانطلاق جريا يريد الذهاب اليها باسرع وقت لا يريد لأحد أن يجدهم لا يريد لأحد أن يجدهم يريد إخفاءها عن العالم كله ...فتلك الفرصة التى جائته لن تذهب هباء فمن اليوم سيفعل أي شيء لأجلها أي شئ سيعوضها عن جفائه و برودة بحب و عطاء سيظل يعطى لها حتى تكتفى فكلماته لها لن تكفى مشاعره الجامحة التى يشعر بها نسى كل شئ نسى تلك العقبة التي تقف امامهم و نسى بأنها اصبحت ملك لاخر ترى هل أدرك قيمتها الآن ،بعدما اصبحت لغيره و تحمل باحشائها طفل لرجل اخر ،رجل لطالما كرهه و الآن أصبح يكرهه ويبغضه أكثر من السابق بعدما سلب منه قلب زوجته و معشوقته .. مهلاً مهلاً متى أصبحت إيمان معشوقته فما فعله معها لا يغتفر ولا ينسى ..كل ما يهمه الآن أن يمتلكُها مرة اخرى و تصبح له
هو ليس الا بالتأكيد سيأخذ وقتا حتى تعتاد عليه و لكن الأهم انها ستكون امامه امام مرأى عينيه...
وما كاد ان يستقل سيارته حتى وجد كريم يصل بسيارته ويترجل منها متمتما بتساؤل
-رايح فين يا حسان انا جاي اتكلم معاك!!
-مش وقته يا كريم مش وقته
-مش وقته ازاى يعنى بقولك عايز اتكلم معاك و بعدين انت رايح فين دلوقتى
-فاكر لما قلتلك ان انا محتاج فرصة تانية مع ايمان و ان الفرصة دي لو جتلى مش هضيعها
اماء كريم برأسه 
-ايوة طبعا فاكر
-الفرصة جت لى يا كريم و جتلى على طبق من ذهب و أخيرا الحظ ضحك لى انا مش مصدق
-ليه ايه اللي حصل
-إيمان عملت حادثه و فقدت الذاكرة يا كريم عارف يعنى ايه فقدت الذاكرة يعنى هبدء معاها من جديد هخليها تحبنى
ضيق كريم عينيه يستوعب حديثه و هتف بتساول
-و عمار !انت نسيت انهم متجوزين
زفر حسان و جز على اسنانه بغضب و هتف
-بص لسه مفكرتش كويس بس كل اللى عارفة انى مش هضيع الفرصة دي من ايدي انا هروحلها دلوقتى هاخدها على البيت اللى انا قاعد فيه عشان مجهز و هقعد انا فى اى بيت تانى حاليا و ابقى اجهزه على مهلى
-طب و مفكرتش ان الذاكرة ممكن ترجعلها ساعتها ولا كأنك عملت حاجة و بعدين هيفضل عمار عقبة في طريقكم 
-طب اعمل ايه انا مش عارف افكر
ابتسم كريم بمكر و خبث مردفا
-سهله انت خدها قعدها فى البيت و بعد كام يوم ادخل عليها وقولها انك عايز تعترف لها بحاجة وساعتها هتزور الحقائق 
-ازاى
-سوال جميل اسمع يا سيدي انت هتاخدها البيت و طبعا هتوريها اهتمام و حب هيخليها تحبك غصب عنها و بعديها بفتره هتروحلها و هتقولها انك حابب تكلم معاها و تقوم بقى مزيف كل الحقايق
-بمعنى!!
-بمعنى انه انت و هى كنتوا عايشين قصة حب اسطورية و انه عمار هو الوحش الشرير اللى فرق بينكوا و ضحك عليها و خلاها اطلقت منك و بنتكوا اتبهدلت فى النص
-و هى هتصدق
-بنسبة خمسين في الميه لانها هتبقى مشوشه بس انت اللى تقدر تخليها تصدقك او لا غير كده انك لازم نبقى فاهم انه ممكن الذاكرة ترجعلها فاى وقت
__________________
كانت جالسة على ذلك الفراش تنتظر وصول حسان على أحر من الجمر فقد ملت من جلوسها بتلك الغرفة فنهضت من مكانها و تحركت تجاه الشرفة و ظلت تتطلع على الجميع لا تعلم ماذا عليها أن تفعل فحتى الآن لم يسأل عنها اى احد امن المعقل انها وحيدة الا يوجد لها اب ام اخ اخت زوج حبيب لماذا لم يصل اليها حتى الان زمت شفتيها و رفعت حاجبيها باستنكار هاتفه بسخرية:
-اظاهر كده انى مليش حد باينة يعنى لو كان في كانوا سألوا عنى 
ثم تنهدت بضيق و التفتت حتى تجلس على الفراش مرة اخرى فوجدت الباب يفتح على مصراعيه و صوت تشعر بأنه مألوف ينادى باسم ما و بصحبته رجل ما يتطلعون إليها بشغف ولهفة كبيرة مقتربا منها مرددا ذلك الاسم مرة أخرى يريد ضمها و احتضانها فقطبت جبينها و عادت خطوة إلى الخلف رافعة يديها امامه حتى يتوقف عما كان سيفعله ،أما هو فلم يعلم كيف وصل الى هنا سليما بعد قيادته للسيارة بتلك السرعة فأحدهم قام بأخباره بتواجدها و لم يعلم هوية المتصل و لم يصدق أذنيه و تحرك مهرولا بصحبة والدها
-إيمان مالك يا حبيبتى
ثم اقترب منها مرة اخري فصرخت به هاتفه
-خليك مكانك 
ثم نظرت لذلك الرجل الذي يقف خلفه يتطلع عليها بشوق ممزوج بدهشه فاكملت حديثها
-أنتوا مين
-نعم!!
-انتو مين ،انتو تعرفوني
سيطر الأندهاش الممزوج بالصدمة وجوههم و نظروا لبعضهم بعيون متسعة فهتف جمال بعدما ابتلع ريقه
-انتى مش فاكرانا يا ايمان انا جمال المحمدي ابوكى يا بنتى و ده عمار جوزك و ابن عمك فى نفس الوقت
رفعت إيمان حاجبيها و رددت اسمها 
-إيمان ،أنا إسمى إيمان
ابتلع عمار ريقه و ظل يتطلع إليها بعدم تصديق فأومأ جمال رأسه بحزن 
-أيوة يا بنتى أسمك إيمان 
ثم نظر لعمار و ربت على صدره هاتفا 
-وده عمار جوزك يا ايمان ده احنا منمناش من امبارح يا بنتى من قلقنا عليكي انتى مش فاكره حاجه
أومات ايمان براسها و هتفت بتأيد
-أيوة الدكتور قالى انه عندى فقدان ذاكرة و بالتالى انا مش فاكرة اى حاجة
اقترب جمال منها واخذها بين احضانه فقطبت إيمان حاجبيها بانزعاج فلا يزال غريبا عليها و غير ذلك لم تتأكد من حديثهم بعد 
فابتعدت عنه و صاحت به بحدة
-لو سمحت انا لسه متأكدش من كلامكوا افرض بتضحكوا عليا
-بتضحك عليكى
هتف عمار بها باستنكار و حزن شديد فهتفت إيمان مؤكدة حديثها مرة اخرى 
-ايوه
اغمض عمار عينيه بألم فهى لا تشعر بالنيران التي تتآكله الآن فلو تعلم كم يريد احتضانها و كم يريد الشعور بها و لكن صبرا جميلا فاخرج هاتفه مخرجا احدى الصور من هاتفه و ناولها اياه فاخذته من يديه و هي تتطلع لعينيه لتتقابل أعينهم بنظرة طويلة فازاحت ايمان عينيها و تطلعت بالهاتف فوجدت صورا لها برفقته و الابتسامة تغزو وجهها فنظرت له مرة اخرى و كانت عينه لا تزال عليها فهتف جمال بابتسامة
-ها يا بنتى اتاكدى
اماءت له إيمان فاقترب جمال منها و هو يتمتم 
-ينفع بقى اخد بنتى فى حضنى
ترددت إيمان فلايزال غريبا عنها و لكنها وجدت نفسها تستلم لاحضانه فضمها جمال بحب ابوى فليلة امس شعر وكأن روحه تغادره لغيابها خرجت ايمان من احضانه فهتف جمال 
-انا هروح اشوف الدكتور هيقولى ايه و تقدري تخرجي امتي
كاد يتحرك فمنعته ايمان و هتفت بلا مبالاة
-مفيش داعى انا زي ما قولتلك و بعدين هو كتبلى خروج 
-نعم كتبلك على خروج ازاى و انتى حالتك كدة هو عبيط ده و لا ايه و بعدين كنتى هتروحى فين بحالتك دي انا عايز افهم
هتف عمار بتلك الكلمات بصياح فانزعجت إيمان من طريقته و اسلوبه فى الحديث و صاحت بحده موجهه حديثها لجمال
-ايه ده هو بيكلم كدة ليه براحة شوية اعصابك
-عمار أهدى شوية
كان عمار يتطلع إليها بصدمة و دهشة من طريقتها فى الحديث فمن أمامه ليست ب إيمان السابقة و كأنه يرى شخصية جديدة أمامه و لكن تلك الشخصية اقوى و اجرء ،و فجأة اتسعت عيناه و اقترب منها بسرعة الفهد وقام بجذبها من ذراعها بغضب هاتفا
-ايه شعرك ده يا ايمان فين الحجاب
تأوهت إيمان من قبضته الفولاذية و تمتمت وهي ترفع يديها تمسد على شعرها 
-حجاب ايه !!هو انا محجبة
-وحياة امك
صاح عمار بتلك الكلمة بغيرة شديدة فصاح جمال عليه
-عمار لاحظ انها لسه تعبانة و كمان فقده الذاكرة يعنى اللى بتعمله ده مينفعش
زفر عمار بضيق و جز على اسنانه فهتفت إيمان
-قوله انا مش عارفه ماله داخل بزعبيبه عليا كدة ليه يعنى المفروض يلاحظ انى واحدة فاقدة الذاكرة و مش فاكرة اي حاجة 
-والله انا مش شايف كدة انا شايف واحدة زي القرد قدامى و بترد عليا الكلمة بعشرة و بعدين انا جوزك يا هانم يعنى تحترمينى و تكلمينى بصوت واطى
-والله تشرفت يا استاذ جوزى
نظر عمار تجاه جمال و أشار إليها هاتفا بعدم تصديق
-هي مين دي !!
منع جمال ظهور ابتسامته معجبا بتلك الشخصية الجديدة امامه جذب عمار من ذراعيه 
-تعال هنتكلم بره
-لا مش هنكلم اعرف ازاي كانت هتخرج ازاى دى مستشفى دي و لا زريبه
-لا مستشفى وبعدين مكنتش هخرج لوحدي الشاب اللى انقذنى كان هياخدنى اقعد فى بيته لحد ما نلاقى حد
-الطم يا إيمان الطم
عقدت إيمان حاجبيها بدهشة من حركاته التى تفهم سببها بعد و هتف جمال بغضب مصطنع
-ما تهدي يا عمار فى ايه
-اهدى ايه بتقولك كانت هتروح تقعد فى بيته 
ثم ولاها ظهره رافعا يديه يمسح على وجهه بغضب محاولا تهدئة نفسه قمرالتفتت اليها و هتف 
-مين الشاب ده اسمه ايه
ايمان بتافف
-اسمه حسان
-الله الله
لم تبالى ايمان بغضبه و صاحت بضيق
-ممكن لو هنمشى نتحرك بقى انا اتخنقت من المستشفى هنا
جز عمار على أسنانه و اخرج هاتفه و طلب يقلب به حتى استقر على احدى الصور
-هو ده حسان !!
ايمان بإيماءة 
-ايوة هو انت تعرفه ده صاحبك و لا ايه
-صاحبى!! اه صاحبي الروح بالروح 
ثم نظر تجاه جمال و اردف بهدوء مزيف
-عمى حصلوني على العربية و انا جاى وراكو ،و انتى حطى حاجة على شعرك 
-و انت 
-هروح اشوف الزريبة دي و كانوا هيخرجوها ازاى و هى حالتها كده مع واحد متعرفوش
و تحرك من مكانه بغضب فلحقت به ايمان و هتفت
-يا اسمك ايه انت استنى بس حسان معملش حاجة ده محترم جدا و 
التفت لها و هتف بتلك الكلمة التي جعلتها تتسمر مكانها
-و طليق حضرتك و عندك منه بنت ...
_________________

و إذا تملكك الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن