الفصل السابع والعشرون
أقتربت إيمان منهم بخطوات هادئة وهي تضيق عينيها اما عن عمار فقد لمحها منذ أن هبطت الدرج و لولا ذلك لكان اوقف ريتاج عند حدها بسبب جرئتها الزائده معه و لكن الان لن يفعل ذلك فهناك شعور بالفضول يعتريه يريد أن يعرف رد فعل حبيبته التى لا تتذكره
-خير الله ما اجعله خير
نظرت لها ريتاج بنظرات متوتره اتقنت اصطناعها وهو تزيح يديها عن ربطة عنقه وهتفت بتلعثم مصطنع تريد ادخال الشكوك داخل قلبها بعدما علمت من صفية حالتها
-مدام إيمان حمدالله على السلامة انا عرفت اللى حصل معاكى و حبيت اجاى و اطمن عليكى
-رفعت ايمان حاجبيها وابتسمت بتصطنع و هي ترمق عمار الذي كان يرمقها بنظرات باردة تنافى تماما شعوره الآن و سعادته لروئيه معالم الضيق على وجهها فصاحت ايمان بنبرة ساخرة
-جايه تطمني عليا .. انتى مين أصلا و لمؤاخذه يعنى ،يعنى اسفه يعنى لو مفيهاش إساءة أدب هو كنتى بتعملى ايه دلوقتى
شعرت ريتاج بغيظ شديد فها هى تحرجها الان فارادت ازعاجها و صاحت بدلال انثوى
-لا ابدا انا بس كنت بعدل الكرفته لعمار
-والله !!بتعدلى الكرفته لعمار
اردفت هذه الكلمات بسخرية ممزوجة بدهشه مصطنعة و بعدها تبدلت نبرتها مائة وثمانين درجة صائحة بنبرة غاضبه اثارت فزع ريتاج و اعجاب عمار
-و حضرتك بتعدليهاله بتاعت ايه اصلا انتى مين يا بت انطقى
ابتلعت ريتاج ريقها و نظرت لعمار ببراءه مصطنعه و اردفت
-ايه ده يا عمار فر ايه هى بتزعق كده ليه
-نعم هو انتى كمان مش عارفة انا بزعق ليه
خرج الجميع على اصواتهم عدا زينب و رافت الذين لا يزالون بغرفتهم ، واقتربت صفية و جمال الذي هتف بتساؤل
-فى ايه يا ايمان بتزعقى ليه
فأجابت صفية سريعا بسخرية لاذعة و استنكار لما تفعله ايمان
-هيكون ايه يعنى يا جمال بنتك من ساعة ما رجعت و هى بقت بيئة بجد انا مكنتش اعرف ان فقدان الذاكرة بيخلى الواحدة بشخصيه جديده و لا بنتك الحلوة بتشتغلنا
-الله ما طولك يا روح بقولك يا حماتى انا خلقى فى مناخيرى
فهتف عمار و اخيراً بنبرة أثارت أستفزارها عن قصد يريد أن يرى ما الذي ستفعله يريد اشعال غيرتها يريدها أن تشعر بما يشعر به فنيران قلبه لا تهدأ و لا تطفى بسببها تلك التى لا تشعر به
-في ايه يا ايمان محصلش حاجة لكل ده ريتاج مش قصدها حاجة يعنى بلاش تفكيرك يروح لبعيد
رفعت ايمان حاجبيها بسخريه و تمتمت وهي تحرك راسها بإيماءة
-حاضر يا عمار بيه و مدام انت شايف الموضوع مفيهوش حاجه و انه عادى اتحمل بقى
ثم ولاته ظهرها و اقتربت من زياد تريد ان تفعل معه ما فعلته ريتاج منذ قليل و ما كادت يديها ان تلمس ربطه عنقه حتى صدح صوت عمار العالى بالمنزل فهتف زياد بخوف
-لا ابوس ايدك ملقتيش غيري انا لسه مدخلتش دنيا روحى لابوكى هش
أما إيمان فجزت على أسنانها و ابتسمت عائشة على شقيقها و سريعا ما اخفت تلك الابتسامه أما عمار فاقترب منها بسرعة الفهد فالتفتت له ايمان و هى تهتف بتحدى
-ايه يا عمورى يا حبيبى مالك ده انا هعدل لاخوك الكرفته بس مفيهاش حاجه و لا دلوقتى بقى ليها و لا انت فى ايه بينك وبين عروسة المولد دى حاجة مصيبه لتكون متجوزها عليا
-هششش هششش اسكتى خدى نفس
ثم جذبها من ذراعها يتحرك بها الى غرفتهم تحت نظرات جمال السعيدة و نظرات الغل والكره من صفية و ريتاج و عقب صعودهم أشارت ريتاج على نفسها هاتفه بعدم تصديق
-بقى انا عروسة مولد
_________________
داخل غرفتهم
دفع عمار ايمان بهدوء داخل الغرفه و اغلق الباب خلفه فصاحت به ايمان بغيظ مما فعله منذ ثوانى أمام الجميع
-انت ازاى تشدنى كده قدامهم ها مفيش احترام ليا يا استاذ يا جوزى يا محترم
كان عمار يقف أمامها ببرود و يقوم بتشمير أكمام قميصه و اردف عقب انهاء كلماتها
-ها خلصتي الفيلم الهندى اللى بتعمليه ده
أشارت على نفسها متمته باستنكار
-فيلم هندى!انا بعمل فيلم هندى
-اومال انا !!
-لا انا انت متعملش افلام هندى انت تعمل افلام رومانسيه مع الهانم اللى تحت نظرات و غمزات و احضان و
كانت تهتف بهذه الكلمات و هى تعطيه ظهرها و التفتت حتى تكمل كلماتها فوجدته يميل امام وجهها مباشرة بعين ومكر شقى وأنفاسه اللاهبة تصفع أعلى وجهها
-و ايه يا ايمان كملى
قطبت جبينها و ابتلعت ريقها شاعره بحرارة انفاسه فكادت تعود للخلف حتى تبتعد عنها و لكنه جذبها داخل احضانه بحركة مفاجئة مردفا بجانب اذنها بهمس
-اوعى تكونى غيرتى عليا ، لا ازعل
كانت ايمان تحاول التملص من بين يديه و عندما هتف بتلك الكلمات صاحت به باستنكار ناسيه تماما بانها داخل احضانه و ذلك القرب المهلك له
-نعم اغير عليك بمناسبة ايه ده انا حتى معرفكش غير امبارح يبقى منين هغير عليك بقى
- طب ما تقولى لنفسك الكلام ده بدل اللى عملتيه تحت ده
-اللى انا عملته تحت ده عشان يا استاذ يا محترم شكلى قدام اللى فى البيت كان هيبقى ايه شكلى لو حد غيرى شاف المنظر ثم اقتربت منه اكثر فالتصقت أجسادهم تفعل ما كانت تفعله ريتاج بربطة عنقه غير مدركة بما تفعله فابتلع عمار ريقه و زفر بضيق لا يريد ان يفعل شئ يندم عليه لاحقا و لكن قربها هذا و وجودها داخل احضانه يهلكه يستنفذ قوته و قدرته كبشر فاقترب بوجهه منها يريد تقبيلها و لكن فعلتها الحمقاء جعلته يخرج من حالته تلك فأثناء تقليدها لريتاج و دون أن تنتبه لاقترابه منها حتى يقبلها قامت بخنقه بربطته تريد معاقبته عما فعله صائحة بانتصار
-و الحركة دى بقى عشان متخليهاش تلمسك تانى و تقرب منها كده
ابتعد عنها عمار بضيق محررا ربطته وزفر بغيظ و قام بالقائها على الارضيه
-اهو يا ايمان الكرفته مش لابسها
-احسن برضو يلا بقى عشان جعانه و نشوف الحلوة عروسة المواد بتعمل ايه
و اكملت فى سرها
-عى و الحيزبونه حماتى
رفع عمار كفه الخشن يمسح على وجهه و خرج خلفها مناجيا ربه حتى تعود ذاكرتها سريعا...
_________________