٢٥

5.3K 246 2
                                    

الفصل  الخامس و العشرون
(أخي ....أنت الأمان )
وفجأة أقبل أسامة مصفر الوجه بسرعة خارقة ليشد أخيه من ذراعيه .
أسامة بنفس متقطع : تعالى معايا بسرعة .... يا عصام .
عصام : فيه أيه يا أسامة ؟
أسامة : مصيبة .....................
عصام بدهشة : مصيبة إيه يا أسامة !!!!!!!
لم يجبه أسامة , وأمسك يده وجذبه عنوة وسط دهشة الحاضرين .
عصام باستنكار : في إيه يا أسامة ؟ فهمني ما بحبش حد يسحبني كده .
أسامة : هتفهم بعدين ............ سامح , رءوف  , شريف , مجاهد  تعالوا.
شريف : خير يا أسامة ؟!
رءوف : مالك واخد في وشك كده ليه .
أسامة : اسكتوا ...... وتعالوا ورايا .
أخذهم أسامة بسرعة لمكان متواري عن الجميع ليخبرهم بأمر هام ......
...........................................
أسامة : أنا وعصام لازم ننمشي دلوقت وأنتم *********
كل واحد عرف هيعمل إيه ........... تمام .
سامح : تمام ..
عصام : بس أنا لازم أفهم في إيه يا أسامة قبل ما نمشي .
لم يجبه أسامة بل أخذ يجري و يجر عصام عنوة حتى وصل إلي الشارع ليوقف تاكسي , لكن عصام لوى يده بقسوة حتى انتزعها من أخيه .
عصام : أنا مش ماشي يا أسامة , أنت عارف مش هقدر أسيبها .
أسامة : امشي دلوقتي عشان تعرف تزورها بعدين , أبوها كان دقيقة واحدة وهيعرف أنا مين , و أنا لو اتكشفت هتنكشف أنت كمان , و مش هتشوفها خالص ............... تاكسي .
عصام : روح أنت , أنا مش رايح .
أسامة : حتى لو قولتلك إن الموضوع يخص جنى ....
عصام بصدمة : جنى !!
لم يعطيه أسامة فرصة ليفكر , بل دفعه إلي داخل التاكسي الذي أوقفه , ودخل بعده وأوصد الباب بعنف .
عصام بنزق : إيه الغباوة دي يا أسامة , فهمني براحة إيه اللي حصل لجني .
أسامة : أنت لسه هتحكي , هش ...
السائق : على فين يا بهوات .
أسامة : كلية سياحة وفنادق يا أسطا , بس بأقصي سرعة ........
...................................................
ظل مروان يدفع جنى بكل قوته داخل السيارة وهي تقاومة بكل ما تملك من قوة , وتصيح طالبة النجدة , مستنجدة بأخيها أسامة رغم أنها تعلم أنه ليس موجود , ليس في هذا المكان فقط , بل ليس موجود في القاهرة كلها - من وجهة نظرها.
مروان بسخرية : بتندهي عليه ليه يا جنى , هو أساسًا مسافر .
جنى : أنت حيوان , ابعد عني , احلقوووووني , يا ناس .
مروان : ما حدش هيلحقك مني يا جنى , فخشي بمزاجك أحسن .
جنى : مش هدخل يا مروان , مش هدخل إلا في حالة واحدة ....... جثة .
مروان باصرار : هتخشي يا جني .
جنى بصريخ : لأأأأأأأأأأأأأأأ , إلحقووووووووووووووني
" في حاجة يا آنسة "
التفت كلا من مروان وجني إلي مصدر الصوت , فوجدوه شابًا في أوائل العشرينات يبدو عليه الثراء , ومعه اثنان من أصدقائه .
مروان : لا مفيش .
الشاب : بس الآنسة بتصرخ .
ضغط مروان على شفته السفلى و نظر اتجاه جنى , وقال بوعيد : ...
- دا خطيبتي ... مش كدا يا جنى ....... ولا إيه
مسح مروان على خدها برقة مصطنعة , فقذفت جني يده بسرعة , كان العرق يتصبب منها , ووجهها ممتلأ بالدموع , وحالته مزرية من كثرة مقاومتها لمروان
جني بصريخ : دا واحد حقير , انقذوني منه ...
............................................................
في غرفة مريم بالمشفي ,,,
الدكتور : كده خلاص كل حاجة تمام , بس ولتاني مرة يا سامي باشا أي مجهود خطر على دراع الآنسة , ودي أدوية جديدة لازم تيجي أنا هكتبهم لحضرتك .
سامي : شكرًا يا دكتور , هاقدر أخدها معايا ..
الدكتور : لا حيلك حيلك يا سامي باشا كده خطر , لازم تستني تحت الملاحظة على الأقل كام ساعة ....... الاصابة مش خطيرة بس ان الخياطة تتفتخ كدة غلط جدا ..
نزعت مريم الملاءة من عليها وقالت باستنكار :..
- كام ساعة إيه! , أنا همشي وحالا .
الدكتور : لا كدا غلط ... اتصرف أنت يا سامي باشا .
سامي محذرًا : مريم اسمعي الكلام وإلا ....
لم تستمع له مريم , بل انتعلت حذائها , واندفعت لتفتح باب غرفتها لتنصدم بمن يقفون عليه يمنعونها من الخروج .......
......................................
أما أمام سيارة مروان ,,,,
همس لها مروان بغضب :..
- جنى !! ماشي أنا كنت بعاملك بالذوق , لكن دلوقتي هتشوفي الوش التاني ..
جنى بخوف : الحقوووووووووني .
صاح مروان بعصبية :..
- بقى شوية الفرافير دول اللي هينقذوكي مني ......
الشاب : ليه الغلط ده , سيبها أحسلك يا جدع أنت .
مروان : خليك في حالك .
الشاب : مش إحنا اللي هنسيب حد زيك ياخد زميلتنا ببساطة و يمشي .
وضع مروان يده على كتف الشاب و هتف ببرود :..
- طب وريني هتعمل إيه يا شبح ؟!
رمق الشاب يد مروان التي تعلو كفه , وضع يده عليها و قال باستخفاف :..
-إيدك لتوحشك !
انهال الشاب على مروان بالضربات واللكمات بسرعة لم يتخيلها مروان , وانضم له الشبان الآخران فأفقدانه القدرة على الحركة , فوقع على الأرض دون حراك , وعندما سقط على الأرض تبعته جنى بنظرات مهينة لتتشفى فيه , أما الشاب فقد رمقه باحتقار و هتف :..
- كلب , أنتم اللي سوأتم سمعة الشباب كلها .
تقدم الحراس بسرعة بعد نداء الشاب بصوت عالى ينم عما بداخله من غضب .
أحد الحراس : خير ....
الحارس الآخر : هو إيه اللي حصل هنا بالظبط ........
الشاب بصوت عالٍ : كنتم فين لما واحد حيوان زي ده , يحاول يتهجم ويخطف بنت من بنات الكلية .
الحارس : إحنا كنا ....
الشاب : خدوا الزبالة دا من هنا وبلغوا فيه البوليس .
ثم اتجه بنظراته نحو جنى ليطمئن عليها وذهب اتجاهها وجثي على ركبتيه أمامها و هي جاثية على الأرض مستنده بظهرها على طرف السيارة بضياع ... تتخيل ماذا كان الممكن أن يحدث لها إذ لم ينقذها هؤلاء .. فبكت !!
الشاب : أنت كويسة يا آنسة ..
نظرت له بامتنان ثم انهارت على الأرض فلم تعد تتحمل هذا الضغط .
نظر الشاب لها بقلق بالغ حيث اختفت عن وجهها أية تعابير ... و سقطت أرضا !!
حرك وجهها وقال :..
-  يا آنسة , يا آنسة ....
أحد أصدقائه : أنا هجيب مياه .
صديقه الآخر : لا أنا هجيب شذي أختي بسرعة تشوفها ......
الشاب : بسرعة يا علاء , وأنت هات مياه بسرعة يا حسام .... لانهم فاكرنها فرجة هنا .
قالها و هو يرمق العدد الكبير من الشباب و الفتيات , الذين يتابعون المشهد من بعيد !!
و كأنهم يتابعون أحد أكثر الافلام رواجًا في الأسواق !!
أو بهلوانا يعرض حركاته المسرحية !
اللعنة على شهامة و نخوة أخر ما سمعناه عنها كانت كتب التاريخ و السيرة النبوية !!
أيا عرب ماذا حل بكم !! ألم تكن نجدة الملهوف شيمنا !!
أمتأكدون أنهم كانوا كفرة و نحن المسلمون !!
يا للسخرية !!
واحسرتاااه !!
.................................................
في غرفة مريم ,,,
هتفت مريم مستفهمة و هي ترمق هؤلاء بنظرات متعجبة :...
- أنتم واقفين هنا ليه ؟
هتف شريف بوجه خالي من التعابير : ...
- أوامر يا فندم .
مريم : أوامر إيه ؟ سيبوني أخرج .
وضع سامح يده مانعا إياها و تكاتف معه شريف , ثم أردف سامح :..
- ممنوع .
غقدت مريم ذراعيها و هتفت باستنكار :..
- بتقولوا إيه أنتم ؟!!
مجاهد : أنتم اتـچـنانتم ولا إيه .
مريم : قولهم يا مجاهد , أوعوا كده خلوني أخرج .
مجاهد بجدية : ممنوع .
مريم : هو إيه اللي ممنوع , أومال أنت كنت بتقول إيه من شوية .
مجاهد : أنا كنت بقولهم أنتم اتـچـنانتم تتسيروا معاها .
مريم بعصبية : أنتم بتهزروا .
شريف : دي أوامر .
قالت مريم وهي تضع يدها في خصرها :.......
- أوامر مين إن شاء الله .
سامح : الرائد أسامة .
مريم : نعم   !!!!!!!
تذكر كل من شريف وسامح ومجاهد الأوامر التي أمرهم بها أسامة عندما أخذهم في مكان متواري عن الجميع .
’’’’’’’’’’’ أسامة : أنا وعصام لازم نمشي حالًا .
سامح : في إيه يا عصام فهمنا .
عصام : مش أما أفهم أنا الأول .
أسامة : اسكت دلوقت يا عصام .... سامح وشريف ومجاهد عايزكم تقفوا قدام أوضة القائد مريم , مش عايز دبانة تخرج أو دبانة تدخل , حتى مريم نفسه لا تدخل ولا تخرج , و لو عملت أيه , ولا هديدتكم بإيه ........ دي مجنونة وسامي باشا مش هيقدر عليها لوحده وممكن تروح تتهم نفسها بالخيانة العظمى .
سامح : ليه يا أسامة , هي إيه اللي حصلها .
أسامة : أنا مش فاضي أشرح .. وأنت يا رءوف عايزك تراقب الوزير حسين لحسن يعملنا مصيبة ...

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن