٢٧

6.4K 263 4
                                    

الفصل السابع والعشرون
(نحن فرقة واحدة )
مريم عاقده ذراعيها أمام صدرها : يووه ..
سامي : مستحيل يحصل اللي في دماغك .......
مريم : عايزة أزور بابا وماما يا جدو فيها حاجة دي !!
سامي : مريم هو أنت البرج اللي في دماغك خلاص طار .
مريم : لزومه إيه الكلام ده ..
سامي : أنتِ مش هتنزلي من العربية دي إلا في الفيلا يا مريم .
مريم : يا جدو يبقي بنا وبنهم متر واحد وما نزورهمش .
سامي : أما تبقي طبيعية إنما في حالتك دي مستحيل ... كمل بسرعة على الفيلا وما تقفش إلا هناك ...
مريم بضجر : هو أنا محبوسة ولا إيه .
سامي بحزم : اعتبريه زي أنتِ عايزة ..
عقدت مريم يديها أمام صدرها استياءً من أسلوب جدها وكأنها طفلة ,  بينما انطلقت السيارة بدون توقف إلي منزل سامي حجازي , أما مريم فظلت محدقة في المناظر الطبيعية الخلابة من نافذة السيارة , لبرهة وجدت نفسها تائهة , كما لو أنها ترى هذه الأماكن لمرة الأولى , فهي لم تحظى بيوم واحد لتتأمل هذا الجمال الذي نشره الله في الأرض , كانت طفلة صغيرة عندما غادرتها , وعندما عادت إليها عادت أملا في إشفاء جروحها , التي أقادها القلب في ظن خاطئ , فلم تكن ترى أي جمال في الكون , وبعدها اتجهت إلي للصحراء لتنسي شكل الخضار , عاشت وسط المعدات حتى نست شكل الأزهار , وحينما أدركت خطأها , كانت وصلت إلي نقطة لا عودة منها , وُضع بينها وبين الأمل ألف سور و سور . سحرها جمال أبدعه الرحمن , فبدئت تغفو , ولكنها كانت تقاوم هذا الإحساس , وتنظر إلي جدها لتتأكد أنه لا يراها , فشعرت بالراحة , لكنه كان بالفعل يسترق النظر إليها دون أن تشعر , كانت وصلت لذروة إحساسها بالنعاس , أفاقها فقط وصل السيارة إلي مستقرها .
ترجلت هي وجدها لحديقة الفيلا , وفجأة أحكم جدها قبضته عليها , فسارت خلفه دون إعتراض فقد انهارت مقاومتها , ووجدته يدخلها إلي غرفتها , أجلسها على فراشها , وحاول أنا ينزع عنها حذائها .
مريم : بتعمل إيه يا جدو .... استني أنا هقلعها بس فهمني عايز إيه .
خلعت حذائها , وكانت توجه له أسئلة كثيرة لم يجبها , بل وضعها في فراشها , ودثرها فيه جيدًا , وهم بالإنصراف .
مريم : جدو فهمني ...
سامي بهدوء : هشش , بطلي بقي أنا زهقت , "إن لبدنك عليك حق " دا جسمك شوية وهيشتمك , نامي , وأنا هطفي النور , وهقفل الباب وعلى الله أشوفك خارجه من الأوضة قبل الصبح .
مريم : أنا .. بس ..
سامي : مش عايز أسمع حاجة .. نامي وما تفكريش في حاجة .
أغلق المصباح وأوصد الباب من الخارج ؛ خوفا من عدم سماعها لكلمته , لكنها قد وصلت لذورة إرهاقها وضعفها , بالفعل قاومت النوم لتفكر لكن عقلها رفض أمرها له بالتفكير , وأمر عينيها بالنوم , ليرتاح من صاحبتها المتعبه .....
......................................................
في منزل سامح زهران ,,
وصل أسامة وعصام للمنزل .
عصام بأسي : مين كان يصدق إن ده ممكن يحصل لزميلنا .
أسامة : خلاص بلاش تتكلم عن الموضوع كتير , كل ما تفتكرهم أقرلهم الفاتحة .
عصام : ربنا يرحمهم ..
أسامة : ما تعرفش حاجة عن جنى ..
في هذه اللحظة تقدمت مدبرة المنزل اتجاههم .
المدبرة : حمدلله على سلامتكم .... ما تأخذونيش في السؤال , بس جنى زى بنتي هو إيه اللي حصلها ؟
عصام : ما فيش حاجة هي بس تعبانة شوية .
أسامة  : أيوة .. بس هي عامله إيه ؟
المدبرة : هي لسه نايمة من ساعتها .
أسامة : شكرا على تعبك , تقدري تروحي ..
المدبرة : لا ما أقدرش أسيبها .
عصام : ما تقلقيش إحنا هنخلي بلنا منها .
المدبرة : بس ..
أسامة : كتر خيرك يا ست سعاد , بس إحنا موجدين , روحي أنت .
سعاد : حاضر , لو صحيت أنا مجهزة الأكل بتاعكم على السفرا متغطي , وأكل جنى في الأوضة .
أسامة  : ربنا يبارك فيك يا ست سعاد ..
انصرفت سعاد , واتجه كل واحد منهم إلي غرفته ليبدل ثيابه , ثم اجتمعا بعد ما صلى كل منهما الفريضة , ليتناول معًا طعامهما دون أن يتفوه أحدهما بكلمة واحدة , وبعد أن انتهيا .
أسامة : أنا دلوقت هدخل أوضة جنى وأنام جنبها , عشان لو صحيت بالليل.
عصام : أنا ممكن أجي معاك .
أسامة : ما تقلقش أنت , ولازم تنام عشان فيه حاجات كتير لازم نعملها بكرا ....
عصام باستغراب : حاجات إيه ؟!
أسامة : مش عايز أقولك على أي حاجة دلوقت , عشان تقدر تنام , إحنا ما نمناش بقلنا يومين .
ذهب أسامة لينام بجوار أخته الراقدة في سباتها العميق , ثم قبل وجنتيها بحنان ورقد إلي جانبها ليشعرها بالأمان , لكنه سرعان ما غفى في سبات عميق من كثرة تعبه , بعد فترة قرابة النصف ساعة اقترب عصام من غرفة جنى ليطمئن عليهما , فوجدهما نائمين , لكنه وجد أن جنى كادت تسقط من على سريرها , فانتفض واقترب منها وحال دون سقوطها , ودثرها في الفراش , ونظر لها نظرة حزن وعتاب وجلس على كرسي بجانب الفراش قائلا :.....
- كل دا شيلاه في قلبك يا جنى .. ما كنتش أتوقع إنك بتكرهيني كل ده .... أنا مش وحش أوي كدا يا جنى .. أنا دلوقت عايز أتغير ... بس يا ترى هتسامحيني , ولا زي ما قولتيلي عمرك ما هتسامحيني يا أختى ... أنا للأسف قلبي عرف الحب , بس خايف زي ما أنتِ قولتي ما تحبنيش ... أنا مستعد أتغير يا جنى .. بس سامحيني ...
غفى عصام على هذا الكرسي .
................................................
في منزل مريم ,,,,
كانت مريم تسير بلا هدى في مكان مظلم , وفجاة وجدت شخص يجذبها من شعرها وثبتها , واضعًا مسدسًا في رأسها , لم تستطع التعرف على ملامح وجهه , فحاولت الفرار لكن بلا جدوى , وجدّت ثلاثة يمرون بجانبها , فنادت عليهم .
مريم : إلحقووني ..
لم تجد منهم إلا ضحكات عالية ونظرات ساخرة .
مريم : أنت بتضحكوا على إيه ؟! انقذوني ... أنتم مين .
الثلاثة في نفس واحد : إحنا ضحاياكي .
نظرت لهم مريم بتمعن فوجدتهم إبراهيم وصابر وخالد , وكأنهم يتشفون فيها , وأخذت تبكي بشدة وتتوسل لهم , ورأت من بعيد والدها (حسين ثابت) يراها ويبتسم , وفجأة وجدت من ينادي عليها ويقول ...
- ميري .
مريم : مين ...
الشخص : أنت ما غلطيش يا مريم , ثقي في نفسك ..... أنا بيري .
مريم بدموع وتوسل : سامحيني يا بيري , قبل ما الراجل ده يموتني , مش عايزة أموت وأنا غلطانة في حقك , كفاية إنهم مش هيسامحوني .
بيري : أنت مغلطيش .
مريم بدموع : طالما أنا ما اتغلطش ليه الراجل ده بيعاقبني , ومش لقيه اللي ينقذني  .
بيري : عشان أنت ما نادتيش علي الشخص الصح اللي يقدر يساعدك .
مريم : مين , مين .
بيري : بتسألي مين , مين اللي ديما بيساعدك .
مريم بهمس  : أسامة .
بيري : هو دا الصح .
أخذت مريم تستنجد بأسامة بأعلى صوت فسمعته من بعيد يقول :...
- مريم , مريم .... أنا هنقذك يا مريم .
فرحت مريم عندما شاهدته قادم من بعيد , لكن الشخص الذي يجذبها جرها بعيدًا عن الكل .
مريم : أسامة , بريهان , الحقوني ..
استيقظت مريم وهي تلقظ باسمه : أسامة ...
أفاقت مريم فوجدت نفسها على فراشها و والعرق يتصبب منها , كانت في حالة ذعر شديد من هذا الكابوس الغريب , الذي يؤكد على وجود يد خفية تلعب بها كالدميه .
مريم : استغفر الله الغظيم , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ....... هي الساعة كام ....... فاضل ربع ساعة على الفجر ... كويس , أقوم أتوضى وصلي ركعتين لله وادعي ربنا يفك الضيقة اللي أنا فيها ...
...............................................
في فيلا سامح زهران ,,,
ومع إشراقة شمس يوم جديد , لاعبت أشعة الشمس وجه الزهرة الفواحة جنى لتوقظها من سباتها العميق , استفاقت لتنظر جانبها لتجد أخاها أسامة ينام جوارها , انحنت بجذعها قليلًا , ونظرت لجمال قسمات وجهه وقبلته من جبهته .
جنى بابتسامة : كنت متأكدة إنك هتفضل جنبي , يا بخت اللي هتتجوزك يا أبيه ... مش زي اللي .....
نظرت في الجانب الآخر فبدت الصدمة على ملامح وجهها  وفتحت فمها من هول المفاجأة , فلم تكن لتتوقع لبرهة أن تجد أخاها عصام القاسي , يغفو على كرسي بجانبها  .
جنى : مستحيل , معقول عصام يكون سهر جنبي طول الليل .
وفجأة لمحت عصام بدء يستفيق , فادعت النوم بسرعة فلم تكن تعلم كيف تتصرف , وكيف يمكن أن تواجهه بعد كلماتها اللاذعة له ....
استيقظ عصام , مد يديه في الجانبين, وأمسك ظهره بألم مردفا: ..
- إيه دا أنا نمت هنا .. ضهري وجعني جدا .
ثم مسح على وجنتي جنى و قال بحنان :....
- تقوملنا بالسلامة يا شقية ..
غادر عصام من غرفته ليغتسل لعله يستعيد نشاطه , بينما ذهلت جنى من تصرفه الغير معتاد .
جنى : هو دا عصام .. لا أكيد مش هو .. يمكن أنا كنت بتوهم ..... جنى حولي تركزي في أي حاجة تانية .. أيوة أنا ما أعرفش الأخبار بقالي فترة ... هفتح فيس ........................ إيه دا مش ممكن ....
بدأت تيقظ أسامة بقلق ..
جنى : أسامة ... قوم يا أسامة ... قوم .
بدأ أسامة يفيق ..
أسامة : في إيه يا جنى ..
جنى : قوم يا أبيه .. اللي منشور على الفيس ده صح .
فرك أسامة فى عينيه وقال بنعاس ...
- مكتوب إيه ...
بدأ أسامة يرى الأخبار , وقد بدا غير مهتم ..
أسامة ببرود : لحقوا يعملوا كل دا .
جنى : أبيه , كل دا حصل ... معقول .
أسامة بحنان : أنت عاملة إيه دلوقت يا حبيبة أبيه ..
جنى : أبيه , صحيح القائد بتاعتكم هي السبب ..
أسامة بعصبية : جنى !! ما تبقيش زي الناس الجهلة وترددي كلام مش فهماه .. قائد مريم عمرها ما تعرض حد فينا للخطر .
جنى : أنا آسفه يا أبية , أنا غلطانة .
أسامة : خلاص يا حبيبتي , بس لازم تفطري وتتغذي .
جنى : أنت ناوي تعمل إيه يا أبيه , هتسيب الموضوع كده ..
أسامة : أكيد لا , بس مش عارف أعمل  إيه بالظبط .
جنى : ولوني ما أفهمش في شغلكم , بس أعتقد إنك لازم تبدأ من البداية .
أسامة بعدم فهم : قصدك إيه ؟!
جنى : شوف أصل الحكاية فين , والموضوع حصل فين , هتعرف حصل إزاي ؟ ديما أفضل مكان لكشف الحقيقة هو مكان الجريمة .. لأن المجرم على طول بيدور حواليه .
أمسكها أسامة من ذقنها مداعبًا ..
أسامة : يا بت الإيه .. صح .. حلوة .
جنى بابتسامة : البركة في المفتش كونان يا أبيه .
-ههههههه ماشي يا لمضة .
انتعل أسامة خفه مغادرًا الغرفة وقد لمعت له فكرة , لكن استوقفه صوت جنى المتردد .
جنى : أبيه هو .. أأأأ ..
أسامة : إيه يا حبيبتي .
جنى : أنا كنت عايزة .....
أسامة : قولي على طول يا جون جون .
جنى باندفاع : أنا عايزة أسيب الكلية .
أسامة بدهشة : إيه !!  كلية إيه اللي عايزة تسيبها .
جنى : كليتي .
هتف أسامة رافعًا ذراعه للسماء بحزن مصطنع و توسل :..
- يارب أنا كنت فاكر إن في حياتي مجنونة واحدة بس , طلعوا اتنين , ارحمني يا كريم ... مش أنتِ ومريم عليا يا جنى .
جني : يا أبيه أنا .. آآآ..
أسامة : بصي يا حبيبتي , حاليًا ورايا بلاوي , عايز أصلحها , ما تعمليش أي حاجة قبل ما أخلصها وأفضالك , ولازم تاخذي بالك من صحتك يا جنى , وأنا خارج أنا وعصام , و دادا سعاد نص ساعة وهتوصل .... فاهمة .
جنى بضجر : فاهمة حاضر .
ارتدي أسامة ملابسه بسرعة , و أخذ عصام معه دون أن يفهمه أي شي وركبا كلاهما سيارة عصام فهي الأوسع .
عصام : فهمني إيه اللي حصلك يا أسامة .
أسامة : إحنا لازم نعرف مين اللي ورا اللي حصل لفرقتنا يا عصام , ولا أنت مش عايز تنتقم لصاحبنا .
عصام : أيوة طبعًا عايز أنتقم لهم , بس أعرف هنعمل إيه .
أسامة: أنا لحد دلوقت الصورة عندي مش كاملة , بس أما نجتمع بالكل هنعرف كلنا هنعمل إيه .
عصام : أيوة بس هنتقابل فين ..
............................
في منزل مريم ,,
بدأ سامي يستيقظ ببطئ , أفاق بعد هذا اليوم المتعب مرهقًا للغاية , لذلك استيقظ متأخرًا , دخل حمامه واغتسل وتوضأ ؛ ليصلي الفريضة , وعندما شرع في تلاوة أذكار الصباح , تذكر أنه موصد الباب على مريم .
سامي : دا أنا نسيت أفتح الباب لمريم , دا زمنها شيطه ومطلعه غضبها كله على سماح الغلبانة ........ بس أنا مستغرب إني مش سامع صوتها من هنا , مع إن الأوضة بتعتي في آخر الفيلا , بس بسمع صوتها من هنا عادي ..
ذهب سامي ليفتح الباب لمريم , ثم دلف إلي الغرفة مندفعًا ليوضح لها سبب تأخره عنها ..
سامي : أنا ...
تفاجأ سامي حجازي مما رأى , وأخذ يفتح عينيه ويغلقها عدة مرات متتالية , فقد وجد مريم هادئة , جالسة على سجادة الصلاة , تتلو القرآن وتدعو الرحمن , رغم أنه معتاد على رؤيتها تصلي وتقرأ القرآن إلا أنه لم يراها يوما بهذا الجمال  ...
أنهت مريم قرائتها ونظرت إلي جدها ..
مريم : خير يا جدو ..
سامي : أنا كنت عايز أقولك أنا اتأخرت عليكي عشان أفتح الباب لأني صحيت متأخر وو..
مريم بهدوء : لا يا جدو ما فيش حاجة خلاص ...
سامي : بما إنك هادية كده , ممكن نفطر سوا ؟
مريم بابتسامة : ما فيش مشكلة .
..................................................
في منزل رءوف ,,,
دق جرس الباب , فأسرع ليفتح الباب ليرحب بالقادمين ...
رءوف : في معادكم بالظبط .
أسامة : الجيش علمنا الإنضباط .
عصام : في حد جه قبلنا ...
رءوف : تقريبا نصهم , مش عارف ما جتوش مرة واحدة ليه .
أسامة : معلش أزعجناك يا رءوف .
رءوف : ما تقولش كده يا أسامة , الموضوع طالما في مصلحة الفرقة , و أنا أقدر أساعد , نفذ من غير ما تسألني .
أسامة : أنا اخترت بيتك لأنه أبعد بيت عن الأنظار , وكمان أنا عارف إن أبوك وأمك بيسافروا في الوقت ده .. وأنت عايش لوحدك .
رءوف بحماس : يعني أعتبر ده الوكر الجديد بتاعنا .
أسامة : أيوة , لحسن كل وكر كنا بنختاره مريم كانت بتكشفه ..
رءوف بابتسامة  : لأ ما تقلقش مريم ما تعرفش بيتي .
أسامة : تمام .
و فجأة سمعوا صوت خلفهم .
شريف : أنت مش هدخلنا ولا إيه يا رءوف .
رءوف : كدا الكل وصل , تمام .
شريف : أيوة ما تقلقش , وكمان جيين بالمشاريب والأكل بتاعنا بما إنك جلده يا رءوف .
عصام : يلا نخش دا أنتم دمغتكم فاضية .
دلفوا للدخل , وجلسوا في حلقة مستديرة .
أسامة : أنا عارف إنكم بتحاولو تداروا حزنكم على استشهاد زميلنا , بالهزار اللي  مش طالع من قلبكم .
عصام : يلا أسامة خش في الموضوع .
أسامة : إحنا لازم ننتقم لصحابنا .
شريف : لو في إيدينا طريقة يبقي يا ريت .
أسامة : قبل كده هسأل سؤال مهم , مين شاكك ولو لواحد في المية إن مريم هي السبب في اللي حصل .........
.....................................................
في منزل معتز سالم الدمنهوري ,,,
اتكأ معتز على فراشه بعدما تعب من كثرة التجوال في الغرفة , وفجأة لمعت في رأسه فكرة نيرة .
ثم أمسك هاتفه واتصل بمساعده شكري .
معتز : شكرى , هو أنت قولتلي المستشفي اللي فيها بنت حسين ثابت كان اسمها إيه ...
شكري : اسمها مستشفي (.....) يا باشا , اللي على أول الصحراوي .
معتز : كده تمام ..
شكري : هتعمل إيه يا باشا .
معتز : عايزك تشوفلي حد من هناك .
شكري : موجود يا باشا , أقوله  ينفذ .
معتز : لا استني , أنا عايزها في يوم المحاكمة بتاعت بنت سامي حجازي .
شكري : وليه التأخير يا باشا .
معتز : اللي أنت مش فاهمة يا شكري , إن الحاجة الوحيدة اللي اتفق فيها سامي وحسين زمان كان إنهم يدموروني وينهوني , وأنا عايزها يدمروا سوا .......
شكري : أستاذ يا باشا ورئيس قسم .. هتوصل على إمتي يا باشا .
معتز : نصايه وجاي يا شكري ....
..............................................
في منزل رءوف ,,,
عصام : بقى أنت جايبنا ومجمعنا من صبحية ربنا عشان خاطر ست مريم , أنت البت دي خلاص كلت عقلك , لحد هنا ومش لاعب , سلام ..
قام شريف من مكانه وأمسكه من قميصه هاتفا : ......
- استني بس يا عصام  .
جذب أسامة شريف من بنطاله وقال ..
- اقعد يا شريف , اتفضل يا عصام , أنا أساسًا مش عايزك معانا .
عصام منفعلا : كده ماشي يا أسامة , أنا ماشي .
غادر عصام والغضب يعتري كل جوارحه .
شريف : ليه كد يا أسامة , كنت سيبني وأنا هقنعه .
سامح : أيوة يا أسامة , عصام بس متضايق عشان اصحابنا .
أسامة : هو أنتم فاكرني قولت كده عشان مش واثق في عصام , أنا عملت كده لأني واثق في عصام أكتر من أي حد , عصام هينفذ مهمتين من غير ما هو يعرف ....
رءوف: لا يا أسامة أنا مش فاهم حاجة ممكن توضح .
أسامة : أنا هشرحلكم كل حاجة بالتفصيل , بس ردوا الأول على سؤالي.
الكل : لا طبعًا يا أسامة .
أسامة : كده تمام , نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم , في الأول مهمتين عصام , زي ما كلنا عارفين عصام أد إيه عصام بيحب بريهان , فهو الوحيد الي هيقدر يحميها , لإني شاكك إن حياتها في خطر .
شريف باعجاب : يا ابن الذينا , كمل والمهمة التانية .
رءوف : بردو ما وضحتش ليه ؟! هعمل نفسي فاهم و المهمة التانية .
أسامة : تاني حاجة , أختي تعبانة شوية , وأنا هبقي مشغول ع الآخر , فهو هيخلي باله منها .
رءوف بعدم فهم : يا ابني ليه الأسلوووب دا ؟!
مجاهد :ما ترودوش عليه .. دا دماغه مفاوته ..
سيد : قال يعني مش عارف عصام .
شريف : وأل أنا اللي كنت مفكر إني الوحيد اللي بيأثر على عصام , وأخليه يعمل اللي أنا عايزه , دا أنت طلعت محترف عني بمراحل , كمل يا كبير .
أسامة : في الأول , كل اللي حصل مستحيل يكون صدفة , الموضوع دا كان مترتب بالثانية , وحد كبير اللي عملها كمان .
رءوف : وضح يا أسامة , أنا مش فاهم حاجة خالص .
سامح : ما تركز يا عم رءوف , أنا حاسس إنك النهاردة واخد حبوب منع الفهم ....
الكل : ههههههههههههههه
رءوف : يا خفه
أسامة : ركزوا معايا أنا ...
مجاهد : اتفضل يا أسامة .
أسامة : الخطة كالاتي , هنتقسم فرق , سامح ورءوف عايزك زي ظل مريم  , شريف ومصطفى تحموا سامي باشا عشان حاسس إن الموضوع فيه مؤمراة عليه .
مصطفي : إشمعنا يا أسامة ؟
أسامة : لأن الكل عارف إن مريم لو حصل معاها لو غلطة صغيرة التجربة بتعته كلها هتبوظ .. فيمكن يكون هدفهم سامي باشا .
مجاهد : طب ممكن إني أبـچـى مع شريف ومصطفى زيادة في الإحتراس .
سامح : أعتقد كده يبقي أحسن .
أسامة : تمام , تلاتة زيهم يرقبوا حسين ثابت .
حاتم : ما تقولش أنك خايف عليه هو كمان , دا يتخاف منه  .
سيد : أيوة يا أسامة , وبعدين معاه حراسة .
أسامة : أنا خايف عليه ومنه , وخصوصًا موضوع بريهان قلقان منه ؛ لأن بريهان ملهاش علاقة بالموضوع وكانت مستخبيه , إزاي اتصابت الأول !
وكمان مضروبة على دماغها مش بالرصاص زي الباقي وفي ظروف زي دي المفروض يعني أشك ..
متولي : ماشي يا أسامة , أنا هرقبه .
أسامة : تمام , وخد مراد وحاتم .
مصطفي : والباقي .
أسامة :  ياسين وعبد الله , عايزكم من غير ما دبانه تحس تروحوا الإدارة تشوفوا ملفاتنا , وتشوفوا لو حد حاول ياخد منها نسخة  و تجبولي نسخة منها .
عبد الله : ما يكونش عندك فكرة .
أسامة : أنا عايز أتاكد إذا كان حد يدعبس ورانا ولا لأ وعنده معلومات عن فرقة العاصفة .
محمد :  دي مهمتي أنا بقي .
أسامة : فل الفل , عايز حد معاك .
محمد : هاخد اتنين معايا .
أسامة : خد اللي أنت عايزهم معاك , و سيد وحامد عايزكم تدعبسوا في مكاتب المسئولين عن المعسكر, وتعرفوا إذا كان في حد بيكرهم أوي ولا.
سيد : تمام .
أسامة : والباقي معايا , هنحاول نعرف أي معلومات عن المرتزقة اللي ماتوا , بس حاجة مهمة لازم نجمع هنا آخر النهار , أخركم 5 المغرب .
سيد : بس مش هنقدر نجمع المعلومات اللي أنت عايزها في الوقت ده .
أسامة : دا أنت بتهز , إيه رأيك نستني أما مريم تتحاكم وتتعزل أحسن .
ضرب سيد مقدمة رأسه بيده
- أخ , صح نسيت المحاكمة .
أسامة : لا ركزوا معايا , وقبل المحاكمة بنص ساعة الكل يتجمع قدام المحكمة , عشان نبقي واقفين مع بعض ......تمام
الكل بحماس : تمام .
قبض أسامة يده ومدها إلي وسط الدائرة , فتجمع الكل بسرعة ومدوا يديهم ليضعوها فوق يد أسامة كدلالة على الاتفاق والإتحاد .....
....................................
في منزل سامي حجازي ,,,
كان سامي ومريم يتناولون الإفطار معًا على الطاولة , كانت مريم شاردة , لا تتناول الطعام بل تدعي ذلك .
سامي : مريم !!
مريم : ........
سامي بصوت أعلى : مرررريم
مريم وقد أفاقت من شرودها : أه , في إيه يا جدو .
سامي : مش بتكلى ليه .
مريم : لا ما أنا باكل أهو .
سامي : مش باين , طبقك زي ماهو , لازم تتغذي يا مريم عشان الدوا بتاعك ....
وفي هذه اللحظة دخل سالم مترددًا .
سالم : يا باشا , أنت عايز الجرايد زي كل يوم .
سامي : لا , مش لازم .
مريم : لا هاتهم يا سالم .
سامي : يا مريم هيكون فيها إيه الجرايد يعني , زي كل يوم .
مريم : لو سمحت يا جدو احترم ذكائي , هات يا سالم .
نظر سامي شزرًا إلي سالم وأخذ يعض على شفته السفلي , بادله سالم نظرات آسفة , بينما أخذت مريم تبحث في الجرائد عن ضالتها حتى وجدتها .
بدأت تقرأ عناوين الصحف التي تتحدث عن أمر الفرقة , وفجأة دمعت عيناها , وتركت الجريدة , وركضت لغرفتها .
أخذ سامي الجرائد ليتحقق مما كانت تقرأ " قائد عسكري يهمل في أداء واجبه فيودي بحياة فريقه "
نظر إلي صحيفة آخري " تجربة مؤسفه تودي بحياة ثلاثة أفراد من أجدد فرقة خاصة " , وصحيفة آخري "نهاية مؤسفة لتجربة النائب سامي حجازي" . توقع سامي حجازي أنهم سيتحدثون بشكل سيء لكن لم يتوقع كم أنهم انتقوا مثل هذه الكلمات اللاذعة لينيروا أسمائهم في صفحات الجرائد , لقد أصبحت الصحافة تجارة رخيصه في يد من لا يهتمون بأحاسيس البشر , وبدون انتظار قرار المحكمة .
...............................................
في شركة معتز سالم الدمنهوري ,,,
دخل شكري إلي مكتب رب عمله فوجده يجلس بسعادة غامرة بحلة سوداء أنيقة على مكتبه .
شكري مهللًا  : ربنا يديم السعادة عليك يا باشا .
معتز : ادخل يا شكري .
جلس شكري على كرسي أمام المكتب , فسمع معتز يقهق عاليًا .
شكري : ما تضحكنا معاك يا باشا.
معتز : خد شوف الجرايد دول .
نظر شكري إلي عناوين الجراد ففهم سبب ضحكات سيده فارتسمت على وجهه ابتسامة انتصار وبادله نفس الضحكات .
شكري : أيوة يا باشا هو دا الشغل , سامي حجازي زمانه هيتجنن .
معتز : لا ولسه أما الجو يسخن , و الموضوع يشعشع في الاعلام , والتوك شو يعمل شغله .
شكري وهو يضغط على كل حرف : أستــــــــــــــــاذ .
......................................................
ظل عصام يتجول بسيارته , تذكر كلامات أخيه , فبدأ الشرر يتطاير من عينيه , وفجأة تذكر أمر أخته فعاد للمنزل مسرعًا . دخل المنزل فوجد المدبرة سعاد تستقبله بابتسامة .
عصام : سلام عليكم , هي جنى فين .
سعاد : وعليكم السلام , هي بس بتاخد shower , كويس إنك جيت أنا حضرت الفطار , ويبقي أحسن لو تفطروا سوا ....
عصام : تمام , يعني هي كويسة .
سعاد : الحمد لله .
خرجت جنى من الحمام, بعد أن ارتدت ملابس الإستحمام (بورنص) , خرجت على أساس أن تتناول الطعام مع المدبرة سعاد , كان شعرها المبتل ينسدل بعضها على وجهها ليزينها برقة , دخلت غرفة الطعام بابتسامة .
جني : أنا جعانه موت .
عصام بحنان : ألف سلامة عليكي .
انصدمت جنى وقالت : أنت ..
عصام : لقيت نفسي ما فطرتش , ونفسي مسدودة , قعدت أدور على حد يفتح نفسي , ما لقيتش أحلى منك يفتح نفسي .
جني بتلعثم : أنا ..أنا
نظرت للأسفل فتذكرت انها ترتدي ملابس الاستحمام الذي تصل لركبتها , فشعرت بالحرج , وانكمشت على نفسها , واحمرت وجنتيها , صحيح أنه أخيها لكنها لم تعتد أن تظهر أمامه هكذا .
حنى بخجل : أنا هروح أغير هدومي .
كانت جنى تحاول المغادرة فوجدت عصام يجذبها من ذراعها .
عصام بابتسامة : أنت بتكسفي مني يا جنى  .
جنى بارتباك : أنا بس ....
عصام : تعالي نفطر أنا واقع من الجوع ...
جذبها من يدها وأجلسها جواره وأخذ يطعمها بيديه , وينظر لها بحنان , وهو تنظر له باندهاش .
جنى لنفسها : أهذا أنت يا عصام , لما أخفيت حنان قلبك ودفء مشاعرك حتى وضعت بيني وبينك حائط منيع .
وفجأة توقف عصام عن إطعامها , و نظر لها بعمق وقال بشرود :...
- جنى .. هو أنتِ .... يعني ... قصدي ............ أنتِ فعلا بتكرهيني .
صدمت جنى من كلمته لم تعرف كيف تجيب , وتوقفت لقمة في حلقها وأخذت تسعل بقوة , قلق عصام بشدة , وناولها شربة ماء و ربت على ظهرها برقة .
عصام بقلق : أنت كويسه يا جنى .
التقطت أنفاسها و قالت :..
- أيوة الحمد لله شكرا ..
عصام : ما كنتش أعرف إن كلامي معاكي بيتعبك ...........
جنى : أنا .. لا ..
تأثر عصام و نهض من مكانه .....
- شكرا إنك لحد دلوقتي بتحاولي تحافظي على مشاعري , يظهر إني إتاخرت عشان أتغير , أنا همشي أنا عشان تعرفي تفطري بنفس .
جنى برقة : بس أنت ما كلتش .
عصام بابتسامة زائفة : ما تقلقيش عليا أنا هتصرف .
غادر عصام والحزن يملأ أركانه , و جنى أيضا كانت حزينة لأنها أحزنته لكن لم تعرف ماذا يجب أن تقول له .
جنى : ينفع كده يا جنى كدا أنت زعلتيه وأحرجتيه جامد , دا كل ده بيحاول يتغير عشانك .. كان لازم أشجعه إنه يتغير , مش أزعله .... طب هو اللي المفروض يزعل .... أنا بعيط ليه أنا دلوقت ...... طب أعمل إيه ... أيوة اتصل بأبيه أسامة هو هيقولي أعمل إيه ........... إيه دا هو كمان مش بيرد ... أنا هستنى أكيد عصام هيرجع تاني هحاول أصلحه .
..................................................
أحس عصام بقلبه يخرج من مكانه .
عصام لنفسه : يا خبتك يا عصام , لا قدرت تحب حد , ولا حد هيفكر يحبك , و جنى عندها حق , أنا عمري ما كنت ليها أخ , إزاي عايزها بعد 20 سنة تديني قلبها و تعملني زي أخوها , أنا كان نفسي بس تحبني نص ما بتحب أسامة ....... حتى أسامة مش شايفني أد المسئولية , دا ببثق في فرقته أكتر مني , أما عيلتي مش بتحبني .. إزاي أطمع في حب ملاك زيك يا بريهان .
لم يشعر عصام بنفسه إلا وهو أمام المشفي حيث ترقد بريهان , دخل وأخذ يتجسس حتى تتأكد من عدم وجود حسين , بدء يقترب حتى وجد والدتها نائمة في الغرفة المجاورة , وحازم جالس بجانبها يذاكر , وفجأة اتصل أحد رفائقه (علاء) يطلب منه الحضور لأمر هام , فاضطر أسفا للمغادرة وترك أخته .
بدء عصام يقترب من حجرة بريهان , دخل الغرفة واقترب من سريرها , جلس جوارها , ولا إراديا وجد نفسه يقبل يدها بحنان , نظر لها بعيون دامعه , يشكو لها همه وحزنه ومأسيه , لم يصور أنه يمكن أن يبكي يومًا وخصوصًا أمام امرأة , كانت دموعه تسقط على كفها , وتتبعها عبرة آخرى .. إلي أن ابتل قميصها بدموعه .
عصام : شوفتي اللي جرالي يا بيري , لما بدئت أحب وأعيش في حلم جميل معاكي , اتقلب الحلم كابوس , أنتِ وبتضيعي مني , واكتشفت أد إيه أنا تعيس , عرفت أد إيه أخويا مابيثقش فيا ... و أختي بتكرهني ... تصوري إنها قلتلي إنها مش هتسامحني حتى لو شفتني ميت قدامها ... لدرجة دي أنا وحش يا بريهان , أرجوكي صبريني وقوليلي إني مش وحش أوي يا بريهان ... أنا حاولت أتغير يا بريهان ....... والله حاولت , بس يظهر إني اتاخرت , يا ترى أنت كمان يا بريهان شيفاني زيهم .......قومي يا بريهان وقوليلي إن فيا أمل .... قولي إنك شوفتي الخير اللي جويا .......... إنك حبيتني .......
لم يعرف عصام كم مر عليه من الوقت وهو علي هذه الحالة يشكو لها همه , رغم أنه يعلم أنها لا تسمعه , لكنه متأكد أنها تشعر به !!
أفاق من شروده على صوت أذان الظهر , فذهب للمسجد القريب من المشفي . وقف وسط صفوف المصلين ,  أخد يبكي وهو ساجد لربه , ولأول مرة يشعر أنه يصلي لأنه يريد , لم يشعر أنها عادة لديه , بل كانت رغبة  قوية منه ليبث حزنه إلي اللطف الخبير , الذي يعلم حاله , هو الوحيد الذي يرى الخير في قلبه , كلما قام من سجدته وجد دموعه تتبل موضعه .
انتهت الصلاة , غسل وجهه , واتجه ناحية بريهان النائمة في سباتها , كانت والدتها غادرت المشفي لتجلب بعض المتعلقات الشخصية الخاصة بها وبابنتها , فاستغل الفرصة وجلس جوارها من جديد ...
.........................................
أما عند مريم فكانت معتزلة الكل معتكفة في غرفتها لا ترى أحد ولا تفعل شيء سوى البكاء , وقراءة القران .
..........................................
وأسامة كان مشغول بشدة في مهامه , ويتلقي اتصالات من كافة أفراد الفرقة كتمام على مهامهم .
وعند تمام الساعة الثانية ظهرًا كل كل فرد أنهي مهمته , وأحضر كل واحد منهم ما طلبه أسامة , واجتمع أغلبهم في بيت رءوف ,أما من كلفوا بمهام المراقبة والحراسة فلم يغادروا أماكنهم .
محمد : أنا حضرت كل اللي أنت عاوزة , وطلع ظنك في محله , في حد بيدعبس ورانا ..
أسامة : قدرت تعرف هو مين .
محمد بأسف : للأسف لا , الإسم مستعار , وحاطط كل البيانات لناس تانية , ومكان البث برا مصر , بس دي كلها خدعه .
أسامة : طب بيدعبس ورانا إزاي .
محمد : في الأول المواقع اللي بتكلم علينا كتير , فتقسمنا إحنا التلاتة عليهم , وفي الآخر وصلنا لنتيجة واحدة , أي موقع كان بيتكلم علينا هو متابع , وبيرد وبينسخ الأخبار , بس في موقع ديما أرائه سلبية علينا , وعامل صفحات على الفيس  باسمنا على أساس إنه حد منا , وبينشر أخبار كذب عننا , وبينشر حاجات وحشة عن القائد ..... بس الغريب واللي لفت نظري إن اسم الصفحة فرقة العاصفة , وفيها صورنا ..
أسامة : إيه الغريب في كدا , صورنا معروفة , ما حفلة التكريم كانت مذاعه
سيد : معقول ما خدتش بالك ! الإسم بتاع الصفحة دا اتغير يوم الحادثة الساعة 4 العصر , عرفوا إزاي , دا إحنا أساسًا عرفنا الإسم دا من قائد مريم وقت الهجوم علينا الساعة 1 بليل .
أسامة متفاجئًا : صح !! يعني المفروض الوحيدة اللي كانت تعرفه مريم لأن هي صاحبته ... و ممكن مش أكيد بريهان تكون عرفته حتى .
مصطفي : حاجة غريبة أوي فعلا ...
محمد : و الأغرب كأنهم قاعدين معانا , بينشروا صور تدريباتنا كمان , دا في صور لبريهان معانا ......
أسامة : طب سيبوا الورق دا معايا , وكمان الصور , وأنا هراجعهم ..
سيد : أنا وحامد مسكنا كل اللي ليهم علاقة بالمعسكر سواء من قريب أو من بعيد , وعرفنا كل أخبارهم ..
أسامة : ووصلتوا لإيه ؟
سيد : بص الراس الكبيرة وزير الداخلية , راجل زي الفل وكل الناس بتحبه , وشايف شعله على أكمل وجه , واللوا جلال ما لهوش مشاكل مع حد , والكل زي الفل , ومريم زي ما أنتم عارفين الناس معترضة عليها , بس ما حدش بيكرها شخصيًا .
محمد : أومل ليه اللي متابعنا , ناشر عنها هي بالذات كلام وحش .... و كمان فيه انتقادات كتيررر لوجود بريهان , و تلميحات مش لطيفة !
أسامة : المهم يا سيد أوعي تكون نسيت سامي حجازي وحسين ثابت .
سيد : ودي تفوتني برده .. النائب سامي حجازي , دايرته كلها بتحبه وبدافع عنه , وكمان في دواير تانية هتموت وترشحه عنها , لأنه ما بيقبلش غير الحق , وأي حاجة مشبوهة مالوش أي صلة بيها , والتجربة بتاعته الناس كانت شايفه طالما ناجحة يبقى زي الفل , و شركته عاملة شغل حلو في السياحة  ... بس طبعًا في ناس بتكرهه من الناس الكبار , لأنه ما شاء الله في كل جلسة برلمان لازم يشعل النار على مسئول فاسد وما يرتاحش إلا لما يخلعه ....... وحسين ثابت مع إن هو راجل رخم , إلا أنه بصراحة شغله نضيف , وملفه كويس جدًا , و معروف عنه إنه عصبي بس كل مشواره نضيف ..
سيد : في معلومة مهمة برضه , سامي حجازي و حسين ثابت مختلفين في كل حاجة , وكل واحد بيعترض على الطريقة التاني , وحسين ثابت مش بيتصور فكرة سامي حجازي ......
حامد : وخصوصا إنها في ملعبه ...
أسامة : بس كده .
سيد : لا في معلومة مش عارف تهملك ولا لا , بس أنا أول ما عرفتها زعلت على الآخر واتلخبط ...
أسامة : إيه يا سيد ...
سيد : فاكر العقيد معتز سالم الدمنهوري ..
أسامة : مش واخد بالي .
سيد : القائد بتاع آخر امتحان في الكليه الحربية .
أسامة : أيوة أيوة , الراجل الرخم حبتين ده .. اللي كرهنا في كلية من أول يوم !
سيد : مش لوحدك .. دا غير إنه ميقبلش الغلط و انضباطي زيادة عن اللزوم , لكن من حوالي سنتين كده يعني بعد ما الوزير حسين ثابت توالي المنصب بحوالي 6 شهور لقى مشاكل حواليه , و الوزير حطه في دماغه ...
أسامة : مشاكل إيه , المسألة شخصية ولا إيه ؟!
سيد : والله مش عارف , ماعنديش معلومات , الغريب أكتر إن النائب سامي حجازي كان برضه حاطه في دماغه , وكان أول حاجة يتعاون فيها سامي حجازي وحسين ثابت , إنه يجمعوله قايمة اتهامات حلوه كده ... و الموضوع انتهي بعزله من الرتبة العسكرية , ومن ساعتها اختفي من ع الساحة , وما حدش يعرفله طريق ..
حامد : حاجة غريبة أوي , بس أعتقد دا حاجة بعيدة أوي عن الموضوع بتعنا يا أسامة .
أسامة : والله مش عارف .
سيد : أنت عرفت حاجة عن المرتزقة دول  .
أسامة :  ولا أي حاجة  , وأنت يا مصطفي جبت ملفاتنا ..
مصطفي : كل ملفاتنا معايا أهه , وعرفت إن ملفاتنا حد غريب حاول يسحابها , بس ملفات الجيش ما قدرش حد يوصلها , لأن مستحيل حد غريب يعرفها , أنما اللي يقدروا يخدوا منها نسخة بتوع الشرطة .
أسامة : حاليًا أنا لازم أربط كل المعلومات ببعض , وأنت تشوفوا زميلكم اللي بيرقبوا , زمنهم تعبوا من الوقفة , بدلوا معاهم , وحد يعرفلي عصام فين .... وعلى تليفون .
سيد : ولو عوزناك هنلقيك برده في بيت رءوف .
أسامة : مش هتنقل إلا ما قولكم سلام ....
غادر الجميع و ظل أسامة يربط المعلومات ببعض .
أسامة : كده اللي ممكن يبقي مدبرها , يا إما حد بيكره تجربة سامي باشا , يا أما سامي باشا نفسه , ولولا إن بريهان في المستشفي كنت قولت إنه حسين ثابت ........ طب مش ممكن دي خطته ...... طب أنا هخلى دا أخر احتمال عندي .... واحتمال تاني إن يكون اللي مدبرها بيكره مريم نفسها وعايز يبوظ سمعتها ... احتمال تالث إن يكون حد بيكره حسين ثابت , أو يكون عايزنا نتهمه ......أنا هفكر في صفحات الفيس و الصور دلوقت......أصلها حاجة تمخول إزاي عرفوا اسم الفرقة قبلنا إحنا شخصيًا , لازم يكون حد سمع مريم بتقوله , أو بتتكلم في الموضوع دا مع بريهان , بس لازم الشخص دا يكون ...... مننا إحنا , لازم أخد الإحتمال دا معايا مع إن صعب عليا أفكر فيه ...
أخذ أسامة يفكر في هذا الاحتمال , وهو ينظر لصور التدريبات التي سربت على مواقع التواصل الاجتماعي , وفجأة لفت انتباه شيء غريب في هذه الصور ..
ضرب مقدمة رأسه بيده ..........
- دا أنا غبى أوي ... إزاي ما خدتش بالي من الشخص دا وهو بيصورنا , لو كنت مركز من الأول ما كنش كل دا حصل , مش عايز أقول لأي حد , الموضوع بقى يخوف , و لو صح لازم أخد حذري .... للأسف عايز أطلعك برئ لكل أنت الشخص الوحيد اللي مش موجود معانا في الصور دي ......
استنتج أسامة أن هناك شخص خائن بينهم يكره مريم , وباع فريقه , لكنه كل ما معه ليس بالدليل القاطع الدامغ الذي يثبت صحة استنتاجه , فتقدم بطلب رسمي يطلب فيه تفتيش المعسكر  , لكن الموافقة تحتاج وقت ...
.....................................
في منزل مريم كانت قررت الخروج من غرفتها حتى تتأكد من أمر ما ..
سامي : أخيرا خرجتي ما أوضتك .... عشان خطري كولي بقي وخدي الدوا ..
مريم : لا يا جدو أنا طالعه عشان .......
سامي : بحلفك بحياتي يامريم تكلي , وإلا والله ما هكلمك تاني ..
مريم : جدو ما تقولش كده تاني يا جدو .. أنا هاكل , بس وأنا بتفرج على التلفزيون ..
سامي بفرح : يا سلام يا ستي طلباتك أوامر .......... سماح حضري الأكل قدام التلفزيون اللي في الجنينه .
سامح : تمام يا باشا .
جلسوا بالخارج مما أتاح فرصة أكبر لمن يراقبون مريم أن يعرفوا ما يحدث لها .
جلست مريم , و أخذت تقلب القنوات إلي أن وصلت إلي أحد برامج السياسية , وقد كانت تتحدث عن فرقة العاصفة وما حدث لهم ...
...................................
في بيت رءوف ,,
أسامة بحزن : يا رب ظني يطلع غلط ...........
فجأة رن هاتف أسامة .
أسامة : سلام عليكم إيه الأخبار يا رءوف .
رءوف : ما تطمنش يا أسامة , مريم ما خرجتش لا هي ولا سامي باشا , بس أنا سمعت الخدامة وهي بتتكلم مع البواب عنها , كان بيحكوا إنها كانت بتفطر مع جدها , شافت الجرايد وعينك ما تشوف إلا النور , دخلت أوضتها وما طلعتش .
أسامة : ليه كان فيها إيه ؟
رءوف : قول ما كنش فيها إيه , دا أنا أما شوفت عناوين الجرايد اتنرفزت وقطعت الجرنال , كانوا بيتكلموا عنها وحش أوي يا أسامة .
أسامة : خلاص قدر الله وما شاء فعل , المهم أخبارها إيه دلوقت .
رءوف : ززززززززززيفت , ززززززززززيفت .
أسامة : في إيه تاني ؟!
رءوف : ماهي اللي ما بتدهدش , عارفة إن الأخبار كلها عنها , بتفتحها ليه ؟!
أسامة : قصر وهات المفيد .
رءوف : قاعدة قدام برنامج في الجنينة , والمذيع عمال يقطع في فروتها .
أسامة : طب أنا هتصرف , اقفل وكلمني كمان دقيقتين وهقولك تعمل إيه .
أغلق معه وهو يرتب ماذا سيفعل فجاءه اتصال من سيد .
سيد : سلام عليكم .
أسامة : وعليكم السلام , إيه الأخبار يا سيد .
سيد : عصام عند بريهان , بقاله فترة كبيرة .
أسامة : طب كويس , في أي قلق .
سيد : أنا أمنت على الكل , والكل الوضع عندهم تمام ...
أسامة : عايزكم كلكم تجمعوا واستنوا مني تليفون ...
سيد : ونجيب عصام ..
أسامة : لا مش هتقدروا عليه , سيبوه وسيبوا اللي عند فيلا مريم .
سيد : تمام , السلام عليكم .
أغلق أسامة الهاتف ووضعه في جيبه , وهم ليغلق باب شقة رءوف , وكان يهم بالخروج , إلي أن رن هاتفه مره آخرى , فأجاب دون أن ينظر للمتصل فقد توقع أنه رءوف .
أسامة : أيوة يا رءوف اسمع .....
المتصل : رءوف مين , إيه علاقة اسمي باسم رءوف .
أسامة : جنى !! أنا آسف يا حبيبتي , بس كنت مستني تليفون .
جنى : طب أاقفل ..
أسامة : لا يا جنى , أنا كنت هطلبك أصلا , قولي يا حبيبتي !!
جنى بحزن : عصام حاول يصلحني , و قعد يأكلني بايده .
أسامة بدهشة : عصام !! مستحيل !
جنى : مش دي المشكلة , المشكلة إنه سألني إذا كنت بكرهه ولا لأ , وأنا ما عرفتش أرد عليه , فمشي من البيت , وهو زعلان أوي ... ومن ساعتها ما رجعش , وأنت ما بتردش عليا ..
أسامة : خلاص ما تقلقيش أنا هتصرف , بس عايزك تتصلي بيه وبعدين تقفلي قبل ما يفتح وأنا عشر دقايق وهرجع , بس ألقيقي لبسه عشان في مشوار مهم عايزك فيه ... وقبل ما تسألي هتعرفي في الطريق ...
جنى : أيوة بس أنا مش معايا رقمه ...........
أسامة بابتسامة : خدي الرقم أهو   ********* 01 .
............................................
فعلت جنى مثل ما طلب أسامة بالضبط فاتصلت بعصام , وعندما رأى عصام اسمها انتفض بشدة , وساد القلق على قسمات وجهه , و عندما قرر الرد , أغلقت الخط , فازداد قلقه فقرر الذهاب سريعًا إليها .
عندما وصل عصام وجدها مستعده للخروج بينما دخل هو محاولًا التقاط أنفاسه
عصام : إيه يا جنى في إيه .......... إيه اللي أنت لابسه ده , أنت خارجة .
جنى بتلعثم : هو ..هو
وفجأة دخل أسامة عليهما مبتهجا متأنقا .
أسامة بمرح : كده أنتم جاهزين , يلا بينا .
لم يعطي أسامة لعصام فرصة ليندهش بل عقد ذراعه لتطأبت به جنى , وبكف يده الآخرى أحكم قبطته على عصام , وركب السيارة مسرعًا .
عصام : أنت أتعودت على كده ولا إيه يا أسامة , وما بحبش الطريقة , ما بحبش حد يسحبني و أنا مش فاهم .....
لم يجبه أسامة , بل شاهد عصام ثلاث سيارات مفتوحة السقف تحاوط سيارة أسامة , وتكتظ براكبيها , أمعن عصام النظر فيهم فرأي أنهم أغلب أفراد الفرقة .. ففهم أنها خطة مدبرة لكنه لم يفهم ما هي , بينما جنى لا تستوعب شئ مما يحدث .
جنى : أبيه أسامة , أنا مع عصام المرة دي , أنا عايزة أفهم .
أسامة : ما فيش حاجة دول الفرقة بتاعتنا وقررنا ناكل سوا , عشان وحشنا العك اللي إحنا بنعكه في الأكل .
جنى : والله ما أنا فاهمة حاجة .
سكت كل من في العربة على أثر رنة هاتف أسامة .
أسامة : خير يا رءوف , إحنا جيين حالًا .
رءوف : اسمع البلاوي اللي جاية .
أسامة : أنا تعبت مفيش حاجة حلوه أبدا .
أخذ رءوف يسرد على أسامة ما حدث مع مريم منذ آخر اتصال .
""""""""" كانت مريم تشاهد البرنامج وكان هذه الفقرة عبارة عن اصطلاع رأي عن ما حدث لفرقتهم .....
المذيع : رأيك إيه في اللي حصل لفرقة العاصفة .
رجل ما : والله أنا مش عارف أنتم كنتم متوقعين إيه من واحدة ست يعني .
رجل ثاني : دي غلط المسئولين إنهم سمحوا لوحدة ست تخش الجيش , وإيه كما تبقى قائد فرقة , دي ناس بتهزر .
سيدة ما : أنا مش عارفة إيه اللي حصل للبنات اليومين دول , متخيلين إنهم يقدروا يحلوا محل الرجالة في كل حاجة , وأدي النتيجة .
فتاة ما : المسئولين كانوا لازم يختاروا البنوتة اللي ينفع تدخل الجيش وتبقي واحدة مسئولة , مش أي حد .
رجل ثالث : دا غضب ربنا علينا ..
المذيع :هذه ردة أفعال الشعب المصري تجاه تجربة النائب سامي حجازي , والجميع في انتظار قرار المحكمة للفصل في هذه القضية , ونرجو منهم الاسراع في اتخاذ القرار , وانهاء هذه المسألة التي شغلت الرأي العام بشكل كبير . """""""""
أسامة بسخرية : التلفزيون اتكسر ولا لسه .
رءوف : هو لسه فيه تليفزيون الله يرحمه ...... يا نهار أبيض ...
أسامة : إيه تاني ..
رءوف : زقت الخدامة لحستها الاسفلت , ودخله الفيلا تكسرها  يظهر أن سامي باشا هيبات في الشارع النهارده ..
أسامة : وقفوها بسرعة .
رءوف : نوقف مين استهدي بالله دا جدها مش قادر عليها , دي عاملة شبه التور الهايح .
أسامة : دا أنتم خامسة , وكمان في إيد من إيدها متصابها مش بتحركها .
رءوف : خمسة مين ياعم !! دي ما بيهمهاش أنا عايز أتجوز الأول وبعد كده أبقى أموت عادي .
أسامة : طب يا خيبتها , اقفل ودقيقة وهنوصل ...........
بقلمي أسماء علام

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن