٣٤

5.2K 239 1
                                    

الفصل  الرابع والثلاثون
( قسوة أب ..... "موعد مع فرج " )
نظرت بريهان لمريم , ففهرت فاها , ونظرت برعب لمن يمسك بمريم التي كانت قد شارفت على الوصول للأرض .....
هتفت بريهان بفزع عندما التفتت لترى عضلاته المفتولة يمسك مريم كالجرذ من تلابيبها و على وجهه تعبير خطر :...
-فـ... فرررج .
ازدردت مريم ريقها بقلق , و تزم فمها متوجسة من القادم !!
أجبر فرج مريم على النزول , وبالمثل فعل مع بريهان , أحكم قبضته على ذراع كلتيهما , و شرع في جرهن ...
حاولت مريم رفع بصرها لترى وجهه , لكن لم تصل سوى لعضلات صدره البارزة و المخيفة أيضا !! فهتفت صائحة :...
-أنتِ كدابه يا بريهان …… بقي دا 16 x 18 .......دا  500x   1600 .
هتف فرج بصوت أجش كرعد :..
- اخرسوا ..
صمتت بريهان و مريم , دمعت عينا بريهان في رعب بائن في عيونها , وبدت ارتجافة جسدها ظاهرة للعيان , لكن مريم كانت تحاول إعداد خطة حتى تستطيعا بها الهرب , والفرار من مصيرهما المحتوم , لكن كيف لها هذا , فبريهان أضعف من أن تبدي أي مقاومة , وهي ليست في أفضل حالتها , كما أن الموقع ليسا في صالحهما .... لكنها قررت عدم اليأس ..
مريم لنفسها : أكيد هيدخلنا الفيلا من قدام , هحاول أشاور لبريهان , و نضربه تحت الحزام في وقت واحد , وبعد كده نجري من ناحية الباب ..
لم يكن ذلك أفضل خيار لكنها رأت أنه لا يوجد حلا سوى هذا .... شرعت في الغمز لبريهان , في البداية لم تنتبه , للحظة نظرت لها , حاولت فهم الاشارات التي تعطيها مريم لها بعيونها وحاجبيها , بدأت تفهم لكنها انصدمت ؛ فهي أضعف و أجبن من أن تفعل ذلك .....
..............................................
في فيلا سامي حجازي ,,,
كان سامي جالسًا في الحديقة يعمل في الهواء الطلق , هو يحب العمل في وقت الغروب , وأيضا كانت سماح تنظف المنزل , و لا أحد يعلم مكان مكتبه السري الآن سوى مريم , و هو لا يريد أن يعلم أحد مكان مكتبه السري ..
بدء القلق يدب في أوصاله ..
سامي : لا إله إلا الله , في إيه بقي أنا تعبت ,  أنا حاسس بدقات قلب سريعة أوي , وكمان أنا قلقان أوي ...
تقدمت سماح من رب عملها مردفة :...
-يا باشا الشمس غربت , والمغرب خلاص هيأذن مش هتدخل جوا .
أردف سامي و هو يضع يده على قلبه بتوجس :...
-أنا قلقان , ومش عارف ليه يا سماح ؟!!
سماح مطمئنة : خير إن شاء الله !
سامي بقلق : يكوش حاجة حصلت للبنات ..
سماح : تف من بؤك يا سامي باشا , ما تقلقش مريم هانم عاقلة و ما يتخفش عليها .
سامي : بس اتأخروا أوي ..
سماح : طب اتصل بيهم .
سامي : ما هو دا اللي قلقني الاتنين تليفونتهم مقفولة ... استر يا رب .
سماح : جيب العواقب سليمة يا رب ..
...................................................
في فيلا حسين ثابت ,,,
تمزقت كل خيوط الأمل دفعة واحدة , فقد أوصد الحراس البوابة الأمامية , ووقف عليها ثلاثة من مفتولوا العضلات , و اشتد فرج على ذراع الفتاتين أكثر و أكثر ..
مريم لنفسها : يبقي دا كانت خطة عشان بريهان تجي و يحبسوها في البيت , وأنا زي الجردل وقعت فيها ........ لكن مش المقدم مريم اللي تفع فريسة خطة زي دي , دا ماسك دراع واحد , أنا هوريك القائد مريم ممكن تعمل إيه و بدراع واحد ...
بدأت مريم في شن هجوم شرس مباغت على فرج ... سددت العديد من اللكمات لمعدته المصفحة , فاضطر لدفع بريهان للأمام , لتسقط على الأرض , وأطلق صفيرًا عاليًا , و أمسك مريم بحركة سريعة من الذراع الذي نزعت عنه الضماد البارحة فقط , لكنها لم يشفي بعد , تأوهت مريم في داخلها لكنها أصرت على المقاومة , في حين أقبل على أثر صفير فرج , ثلاثة من نفس حجمه , أمسك أحدهم بريهان , وحاوط الاثنان الأخران مريم , وسدد أحدهم سلاحًا إلي رأسها , نظرت إليها بحدة , حاولت أن تنتزع السلاح من يده بحركة سريعة , لكن هيهات , فقد أحكم فرج قبضته على ذراعيها , وقيد قبضتيها بيده خلف ظهرها ...
أحد الحراس : ما نخلص أحسن ..
هتف فرج بصوت خشن :..
- نعرف أوامر الباشا ..
لمح فرج بعينيه الحادتين أن الحارس الذي يمسك بريهان يحاول فعل مثل ما فعلوه مع مريم من تقيد , فصاح فرج بحده :..
- أنت اتجنت , شيل إيدك من على بريهان هانم ..
مريم لنفسها بحسرة : يعني هي بريهان هانم و أنا بنت الغسالة !
الحارس مبررًا : بس يا فرج ..
فرج : يلا على حسين باشا , تعامل الهانم باحترام أحسنلك .
الحارس بطاعة : حاضر يا فرج ..
في هذه اللحظة تأكدت مريم أنها هذا كان خطة مدبرة لايقاع بريهان , فهذا الرجل استغل مرض زوجته ليجذب بريهان , لكن مريم سقطت أيضًا في هذه المؤامرة ..
كانت بريهان تساق إلي داخل المنزل بدموعها الحارة , ونظرات الأسف تبعثها لمريم , التي يمسكها فرج بقساوة مقيدًا يديها للخلف , يحاوطها أيضًا رجلان أخران بأسلحتهم , كانت مريم يراودها أمرًا ما ..
-يا ترى نورا هانم مشتركة في الخطة دي , و يا تري بيري كانت هي الهدف , وأنت جيت بالغلط ف النص , و لا أنا برده كنت هدف للمؤامرة دي .....
شردت قليلًا إلي أن وجدت نفسها فجأه بين يدي من تبغض , يجلس على مقعده متسلي وهو يراقب تقدمهم ...
حسين بفخر : أهلا يا ابنتي العزيزة ........... فكره أنك هتهربي كتير يا بريهان ..
اكتفت بريهان بنظرات الغضب , بينما نظرت له مريم نظرات قرف .
هتف حسين بحدة :...
- بصيلي عدل يا بريهان أحسلك ........ أمممممممم إيه دا أنا أسف ما رحبتش بالضيفة الغير مردغوب فيها , ما كنتش أعرف إني محظوظ للدرجة دي , أرتب عشان أمسك بنتي الهربانة , تقوم يقع في إيدي حفيدة عدوي اللدود , واللي حرضت بنتي إنها تعصاني .
بدأ في الإقتراب من مريم التي يقيدها فرج , لكن بريهان وقفت بشجاعة قابلته أمام مريم ..
بريهان : ابعد عنها يا داد , هي مالهاش علاقة بمشاكل عيلتنا كفاية اللي بيحصلها من تحت راس عيلتنا ..
رمقها حسين بنظرات قاسية غير مبالية بما تقول , و نادي بصوت هادر على الخادمة لتقود بريهان لغرفتها لأعلى ..
أمسكتها الخادمة خوفًا من سيدها , و شرعت في سحبها لأعلى ..
صرخت بريهان قائلة :..
- أنا رجعت أهو بقي , سيب مريم تروح يا داد , سيبها بقي ..... سيبها .
قادتها الخادمة للغرفة التي في الطابق الثاني ..
"أنا أسفة يا بريهان هانم , مش قادرة أعمل أي حاجة "
قالتها الخادمة بصوت أسف وهي توصد الباب على بريهان ..
أسرعت بريهان  تجاه النافذة الصغيرة جدًا الموجودة في الغرفة وتطل على الردهة حيث والدها ومريم , حتى تطمئن على مريم ...
.........
في الردهة ,,,
هتفت مريم بكبرياء رغم قبضتيها المقيدتين :..
- بنتك رجعت البيت يا معالي الوزير أقدر أمشي …
أشار حسين بيده لفرج ليرخي قبضتيه عنها , فلمست يديها محاولة تخفيف الألم .. بينما أردف حسين بنبرة استفزاز :..
- لولا بس إنك بتكلمي بذوق , بخلاف جدك خالص …
كظمت مريم غيظها , فأبغض شئ إليها هو ذكر جدها بسوء … بينما حسين استمر في استفزازها :..
-يا تري دي كانت خطتك يا بنت سامي حجازي ..
مريم باقتضاب : مع إني مش فاهمة خطة إيه بس يا  معالي الوزير أنا اسمي مريم محمد ..
قاطعها حسين متهكما :..
- ليه أنتِ مش فخورة بإضافة اسم جدك لاسمك , معلش معلش ..
أنا عارف إنها حاجة ما تشرفش إنك تضيفيه لاسمك و خصوصًا بعد ما استغلك عشان يوصل لبنتي و يوصلي …
لم تستطع مريم السكوت أكثر من ذلك , فانفجرت فيه بصوت هادر , واحمر وجهها غضبًا , أشارت إليه محذرة بسبابتها و هتفت بغضب أسود :…
-كفاية كده , حضرتك غلطت في جدي كتير , ودي حاجة أنا ما أرضهاش , بنتك عندك زي ما هيه ... اللسان اللي يغلطت في جدي أنا أقطعه بايدي … و والله ما يهمني لا وزير ولا غفير ..
اتسعت مقلتي حسين , و حملق بها بغضب , ولإصبعها المشهر في وجهه ………
كانت بريهان في داخلها تنهر مريم على تسرعها :..
- حرام عليكي يا مريم , كنت استحملي شوية وكان هيسيبك , أنتِ ماعندكيش نظر , مش شيفه اللي حوليكي .. فين خططتك دلوقت يا مريم هانم , عصبيتك دي هتموتك…… يا رب ما يعملهاش حاجة يا رب!
……………
أما الخادمة كانت تفكر ماذا تفعل وهو تراقب الوضع من بعيد ..
الخادمة ( إجلال ): البت دي مجنونة ع الأخر , حسين باشا من النوع اللي يقدرش يشوف حد بيتحداه ………. بس البت دي الأولي اللي قدرت توقف في وشه , بش شكلها هتبقي أخر مرة تتكلم فيها …… طب أعمل إيه , نورا هانم نايمة تعبانة , ما تقدرش تعمل حاجة .. أتصل بحازم بيه بقي يمكن يقدر يعمل أي حاجة …
أخذت الخادمة تتصل بحازم مرارًا وتكرارًا , لكن بلا نتيجة مرجوة فهاتفه كان مغلق – و ها قد عرفنا جاسوسته المذعومة –
الخادمة بتأفف : دا وقته يا حازم بيه …. بس حتى لو عرف هيعمل إيه , هو حد بيقدر يقف في وش حسين باشا لما يكون متعصب … بس برده هتصل بيه , أبقي ريحت ضميري شوية …
………………
ظل حسين يحدق في تلك التي تجرأت عليه , بل و في كل مرة تتحداه لا تهابه , وهذه المرة تنهره أيضًا … أما هي فقد هدئت من حدة غضبها ولقطت أنفاسها , و للحق شعرت بالقلق من عدم إبدائه ردة فعل على حديثها , خشيت أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة كما يبدوعلى وجهه .
لكن كبريائها أهم من أن تفكر في شئ أخر , فأشاحت بوجهها عنه , و هتفت بتحدٍ : أنا ماشية يا معالي الوزير ..
التفتت إلي الخلف لتغادر , فأمسكها من شعرها - المغطي بالحجاب - بعنف , لتسدير و تلتقي عيونهما التي لم تعرف سوى التحدي ..
حسين بعنف : دخو الحمام مش زي خروجة …. والله يا بنت سامي حجازي لأندمك على اللحظة اللي قررتي فيها إنك تدخلي على حياة بنتي , وعلى اللحظة اللي فكرتي تتحديني فيها ..
هتفت مريم بتحدٍ غير مبدية أي تعبير يدل على الألم من يده , التي تشد شعرها بعنف :..
-الرب واحد و العمر واحد , و المرة الأولى أنت اللي جبت بنتك لحد عندي في الصحرا … بمناسبة إننا افتكرنا الموضوع ده , عايزة أسالك أنتِ أب بأي منطق , أما تجيب بنتك على مكان زي دا , أنت …
الإجابة كانت أبسط و أسرع و أعنف مما كانت تتوقع.... صفعة مدوية رسمت أصابعه على وجهها , و كحركة لا إرادية وضعت يدها على وجهها …
هتف حسين بحنق :..
- دلوقت عرفت بنتي اتعلمت قلة الأدب منين ؟!! و أنـتي أكيد قعدتك في الصحرا مع الرجالة , خلتك زيهم .. بس أنا هربيكي ..
هتفت مريم بغضب هادر :..
- أنتِ مين عشان تمد إيدك عليا …
صرخ بها حسين و هو مازال يمسك خصلاتها بين يديه :..
- أنا صبرت عليكي كتير و على قلة أدبك … فرج  … فرج .
فرج : أوامرك يا باشا .
دفعها حسين بجبروت لتقع على الأرض على وجهها ...ثم هتف حسين أمرًا :..
- ربوها .. علموها الأدب , لو قدرتوا تقطعوا لسانها أقطعوه … عايزة تروح لسامي حجازي جثة ..
حدقت عيون كل من في القاعة بحسين الذي يطلب من رجاله التعدي على مريم بالضرب … شلت الصدمة تفكير مريم فعجزت على الانتباه إلي التفاف الرجال الأربعة حولها , انتشلها من هذا صوت صراخ بريهان ..
بريهان ببكاء : مرريم , حرام عليك يا بابا , حرام عليكم , دي تعبانة … سيبوها …
حسين بقسوة : اقعدي جوه يا بريهان بدل ما تحصليها …
بسرعة خاطفة من مريم انتشلت السلاح من حزام أحد الرجال الأربعة و جعلته في وضع الاستعداد , حيث شحنته بالذخيرة , ثم وضعت إصبعها على الزناد , و أشارت به تجاه حسين ثابت …
- ابعدوا عني أحسنلكم …
حسين ببرود : شيلي من إيدك يا شاطرة ..
مريم بعناد : فكرني ما قدرش أعملها ..أنا المقدم مريم مش بنتك بريهان .
حسين : دا أنا راجل عسكري حتى , أنت ما تقدريش تتسببي لحد هنا ولو خدش أد كده .
وأشار لعقلة إصبعه …
ثم استطرد قائلًا : خصوصًا إن دا بيتي , ومش أنتِ بس اللي هتنضري , كمان عدوي العزيز سامي هيتأذي ولا إيه ؟!
نظرت مريم للسلاح بيدها , ثم نظرت لعينيه , دمعت و ألقت السلاح أرضًا , الذي بمجرد وقوعه بعنف أطلق رصاصة أرضا لم يـتأثر بها أحد فزعا سوى بريهان و بعض الخدم !!
  لم يكن خوف مريم من العزل فقط السبب , لكنها استغبت نفسها لبرهة , وكرهت ضعفها أمام من هو من المفترض والدها , عرفت لماذا هي عنيدة لتلك الدرجة ؟!!
لماذا تسري القسوة في عروقها بدل الدم ؟!!
لأنها - لولا إختلاف الجنس - هو .
أشار بإصبعه لرجاله فانهالوا عليها ضربًا , كانت كالمقيدة , مقيدة بقوانين الجيش ! مقيدة باحترام شعارات طالما رددتها لنفسها ولرجالها !
قعد حسين على كرسيه الهزاز حاول أن يمتع نفسه بكسرها , بإلامها , لكنه لاحظ ارتجافة يده اليمني بمجرد رؤيتها تتعذب وتُبرح ضربًا , لكنه لمح في عيونها الألم الذي لم تسمح له بالوصول لشفتيها , لم تصرخ ...
شخص أخر كان يبكي كأنها هو من يبرح ضربًا , تتعالي شهقاته , إنها من قاسمتها الألم , من تتألم إن شعرت صديقتها بالألم .... بريهان .
كان الرجال الأربعة يضربونها بلا رحمة , يضربها أحدهم ويبعثها لرفيقه بالتبادل وكأنها كرة , كانوا كالاصنام لاتري , لا تسمع , لا تتكلم , لا تعترض على ضربهم لفتاة كأنها رجل ... بدأت الرؤية تصير ضبابية أمامها , الألم يتفاقم , بالأخص ألم ذراعها الأيسر الذي لم تعد تشعر به , تمزق فستانها من الجوانب , امتلاءت ملامح وجهها بالكدمات التي زرقت بشرتها الجميلة , لكن تلك العيون الزرقاء حاولت الصمود , لكن العقل لم يعد يحتمل الألم أكثر من ذلك , لكن العند من سمات تلك المريم , التي تلقت أخر لكمة من فرج لتسقط في منتصفهم دون حراك , فاقدة لوعيها تمامًا , أغلقت عيونها التي لا تعلم هل ستفتحها وتجد نفسها حية أم ميته لكنها تمنت أن تستيقظ وتجد أن الأمر برمته لم يزد عن كونه كابوس مرعب .... وانتهي ...
لم يعلم حسين لما تمزق قلبه عند وقعت فاقدة الوعي , انتفض من مكانها , وكان فرج على وشك أن يمسكها من رقبتها ليكمل ما بدءه ....
حسين : كفاية ..
فرج : مش لازم أخلص يا باشا ..
حسين :  كفاية كده , ارموها برا , خلاص ...
.......................
قعدت بريهان على أرضية غرفتها في وضعية القرفصاء , تبكي بشدة على ما أوصلت صديقتها إليه ... تبكي وتبكي حتي جفت دموعها , لكن برقت في عيونها شرارة الانتقام ...
بريهان : والله , والله , والله لنتقم لك  يا مريم من اللي أذاكي , حتى لو أبويا ... هخليه يدفع التمن من غروره و كرامته و كبريائه و شغله ..
أمست هاتفهها – الذي لم يغب عن يدها لحظة – ونظرت له بتركيز كبير , فهو وسيلتها للانتقام !!

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن