٤٢

5.5K 258 1
                                    

الفصل الثاني و الأربعون
(لا أدري لكنه أخي)
أخرجت لها سترة من اللون القرمزي لترتديه فوق الشميز , لم تكون مريم مرتاحة لهذا الزي الذى تراه مبالغ فيه - فهي تعشق البساطة – لكنها وافقت فهي لا تملك القرار , والوقت يجرى ولم يبق على الموعد سوى نصف ساعة .
اكملت ارتداء ملابسها و أخفت السلاح في حزام خاص يحيط بذراعيها, و جهزتها بريهان لتكون كأميرة تغتاظ منها كل الفتيات لأنهم جوارها كالوصيفات .
نظرت مريم من الشرفة , فوجدت سالم واقف أمام البوابة ..
مريم : يوووه , أنا عايزة أمشي من غير ما حد يعرف , و كدة مش نافع .
سمعتا صوت طرقات على الباب , فاقتربت مريم من الباب دون أن تسمع للطارق بالدخول , فسمعت صوت سماح تهمس لها : ....
- مريم افتحي , أنا معايا الغدا ..
- جدو فين ؟
- دخل أوضة محمد بيه و قفل على نفسه  , افتحي قبل ما يجي !
- هو لسه متعصب .
- أكتر من الأول , دا مستني تفتحي الباب بس .
- يبقى مش فتحة .
- قولتك افتحي و سالم مراقب المكان من برا , وهيديني إشارة .
فتحت مريم بسرعة , و أدخلتها على عجالة .
- خشي , خشي بسرعة .
وضعت سماح الصينية على الطاولة الموجودة في الغرفة .
مريم : بصي , وركزي معايا , أنا عايزة أخرج من غير ما جدو يعرف  فعيزينك تسربي سالم .
- انسي , واخد أوامر ما يسبش مكانه , لأنك ممنوعة تخرجي !
- ليه بقى هو أنا معمولي حظر تجوال و لا إيه .
بريهان : عشان خاطرنا يا سموحة .
- لأ !!!
مريم : أنا كنت بكلمك الذوق , لكن ...
أزاحت مريم سترتها , ليظر السلاح واضحًا أمام عينيها , ثم غطه ثانية , فقالت سماح بتوجس : ....
- اعتبر دا تهديد !
أوماءت مريم برأسها , فقالت سماح : ...
- بس بشرط .
- أنتِ بتتشرطي عليا , يا سموحة ...
بريهان : سبيها تتشرط , اتفضلي .
سماح : اعرف أنت راحة فين وهتعملي إيه ؟
نظرت مريم لساعتها , وقالت : .....
- لا مفيش وقت مش فاضل غير ربع ساعة .
بريهان : خلاص أوعدك يا سماح , أما مريم تمشي هقولك على كل حاجة .
- بس ...
- والله هحكيلك .
- طب هشوف ممكن أعمل إيه ... تعالي ورايا بشويش ..
قبل أن تخرج مريم خلف سماح خلسة أخذت هاتف بريهان معها لتطلعها على التطورات عن طريق هاتف سماح .
ذهبت سماح تجاه سالم قائلة : ....
- سالم ! فين التليفون عشان أكلم الواد ابننا وحشني أوي ..
- جوا عندك .
- فين ؟ مش موجود .
- يا وليه هناك على السرير .
- قولتلك مش موجود , يا ساتر .
- يعني لو جيت وجبته .
- وريني هتجيبه إزاي يا أخويا ..
- أما نشوف , بس أوقفي على الباب على ما أجي ..
تنهدت سماح , ثم أشارت لمريم لتخرج بسرعة ....
- ما تتأخريش يا مريم الله يكرمك .
- أنا هركب تاكسي , و أحاول أجي بسرعة , بس إيه الخطط الجامدة دي و عندك دماغ إجرامي كمان يا سموحة يا قمر .
- خلصي امشي يا بكاشة أنتِ ..
غادرت مريم مسرعة , فتمتمت سماح : ...
- ربنا يحميكي يا بنتي ....
وقف قابلها سالم , وهو يشيح أمامها بعصبية : ...
- أهو , لقيته ولا ما لقيتوش ...
- طيب , الحمد لله , مع السلامة .
- راحة فين يا وليه يا هبلة , التليفون .
- معلش يا أخويا دماغي مش فيا ...
..............................................................
ماهي إلا دقائق حتى وصلت مريم إلي حيث ذلك المطعم , جابت المكان بعيونها , حتى وقعت عينيها على حازم و رفيقته , اتسعت مقلتيها بمجرد رؤيتهما و غمغمت مع نفسها : ...
- إيه الجنان دا , بقى هي دي فتاة أحلامك , مش عارفة إيه العيلة المجانين دي يا رب .............. بس أنا مش عارفة أنا شوفتها فين , فين يا مريم مش دي البت بتاع المستشفى .... لا لا دا كده احلوت أوي , هدايا تاني , كدة تدخلى وجب ..
كان حازم يفتح علبة من القطيفة لعصمت , وأخرج منها إسوارة ذهبية رائعة , تهللت أساريرها بمجرد رؤيتها , مدت يدها لتلتقطها , فوجدت يد تطبق على يدها والعلبة ...
نظرت لها بهلع , أما حازم نظر لها بذهول :..
- مريم !
ردت ببرود مستفز و دلع مصطنع :  ...
- إيه يا حزومي , إحنا مش اتفقنا , إنك هتقولها إنك خلاص هتسيبها , لزمتها إيه الهدية عشان تقولها , سيب الهدايا يا حبيبي , لحبيبتك خطبتك .
أشارت لنفسها بابتسامة عريضة , نظرت لها عصمت بذهول تام .
مريم بمياعة : أيوة أنا خطبته, و الهدية دي أعتقد من حقي .
اختطفت العلبة منها , نظرت عصمت لحازم شزرًا وقالت : ...
- مش هتقول حاجة يا حازم .
عجز حازم عن النطق , أو التفوه بأي كلمة , فأكملت مريم باستفزاز : ...
- هيقولك إيه يعني, مش عايز يجرح مشاعرك, حزومي قلبه رقيق , و أظن الخاتم ده كمان من حقي أنا..
نزعت الخاتم الذى أهداه حازم لها من إصبعها بعنف.
- أنتِ .... حازم , اتكلم ..
حازم : مريم ! عصمت .. أأ ...
قاطعته مريم قائلة : ....
- مش محتاج تبرير يا حازم , و بعدين بصى لنفسك , إش جاب لجاب , اتفضلي قبل ما أجيب الأمن يخدك من هنا ...
هرولت عصمت باكية , محاولة طمئنة نفسها بأنه سيجري خلفها ويوقفها , وبالفعل فعل , فتبعته مريم .
أمام المطعم كانت عصمت تتمهل حتى يلحقها , لكن مريم أوقفته في الردهة قبل أن يخرج , وجذبته بعيدًا عن الأنظار .
حازم:  أنتِ بتعملي إيه , أنتِ .
..............................................................
في فيلا سامي حجازي ,,,
كان سامي حجازي عائدًا من مكتبه , يسير في الممر الذي يطل على الردهة , فستوقفه مشهد سماح , وهي تمسك بريهان من مرفقها هاتفة :..
- انطقوا إيه اللي حصل , ومريم خرجت ليه في الخباثة كدة ..
- يا سماح استني أنتِ مش شايفني متوترة عايزة أطمن .
- طمنيني أنا الأول , بريهان أنت وعدتيني , لو مريم هتتهور مش هيحصلنا كلنا كويس , سامي باشا هــ ....
- يا ستي استني ...
- بريهان !!
قالتها بنبرة محذرة , فاضطرت لإخبارها حقيقة الأمر , ولم يدركن أن سامي حجازي كان يستمع حديثهما , وعينيه تدق شرارًا ..
.......................................................
في مطعم الوردة البيضة ,,,
حازم:  أنتِ بتعملي إيه , أنتِ ....
أجابته بصرامة : ...
- ما تتحركش خطوة واحدة .
- هتعملي إيه يعني ....
- مش أنا اللي هعمل دا اللي هيعمل .
قالتها وهي تبعد السترة ليظهر السلاح بوضو , نظر لها بذهول , وقال بتوجس :...
- ما .... ما تقدريش تعمليها , إحنا في مكان عام .
- معايا كاتم للصوت .
- أنتِ ..... مش أنا , أنا رايح مش هتمنعيني ...
- المسدس ليه ميزة تانية .
ثم أمسكت المسدس بيدها مشيرة إلي ظهره , و قالت بثقة : ...
- ضهره حاد , هما 3 حلول قدامك .... يعني يا إما هتفقد الوعي و مش هتلحقها , يا إما هتخدك رصاصة مش هتكلفني غير ضغطه زناد واحدة  و مش هتلحقها , يا إما تقف جانبي هادي , وعاقل  وبكدة برضو مش هتلحقها يا بيبي  .
ملت عصمت من انتظاره , كما أنه حان موعد عملها فتوجهت لتركب المترو .
تأكدت مريم أنها غادرت فتركت حازم , فوقف قابلتها و صاح فيها بغضب جم :.....
- ممكن أفهم إيه اللي أنتِ عملتيه ده , ومين إداكي الحق تقولي إنك خطيبتي و تعملي كده فـ عصمت .
مريم باستفزاز : أومال كنت عايزني أعمل إيه و أنا شايفك زي الأهطل وحدة زي دي توقعك , احمد ربنا إن ربنا بيحبك , وعندك إصحاب مخلصين هما اللي بلغوني أنا و بريهان عشان نلحقك من واحدة أكبر منك و عايزة تستنزف فلوسك ...
- و أنتم مالك , وأنتم تعرفوا إيه عنها .
- لتاني مرة هقولها , عشان أنت أهبل .
- احترمي نفسك .
- أنا محترمة , أنت اللي للأسف ما بقتش تعرف تفرق بين البنت المحترمة واللي ...... أموت وأفهم إيه " طول ما الراجل شورتها الأسرة تدوم سعادتها " اللي طلعلي فيها , السعادة بتبقى موجودة أما يبقى فيه مشاورة بينكم أنتم الاتنين , لما تكون ليها الأمان , وهي السكن , لما يكون فيه مودة و رحمة , زي ما ربنا قال , دا فعلا اللي يخلى الأسرة تدوم سعادتها .
- مش عايز من محاضرتك دي , انا حر أعمل اللي عايزة , وأنتِ بالذات ما تتكلميش عن الموضوع ده , لأن على حسب مفهومك أنتِ مش ست أصلا , وكمان أنتِ مالك .. أختي , أمي , بنت خالتي و لا زى ما أنتِ ادعيتي خطيبتي !! ما حدش ليه كلمة عليا , لا أنتِ و لا بريهان ولا إصحابي ولا أي حد , أنا أعمل اللي أنا عايزة فاهمة  ..
مست كل كلماته وترًا حساسًا في قلبها , لقد أهانها , أهان وظيفتها , أهان أختها , أهان الصداقة , كما أهان كل العلاقات التي تعني لها الكثير , حاولت كتم غيظها , متذكرة كلمات صديقها الوفي " اهدي يا مريم , اتحكمي في انفعالتك , عشان ما تبقاش نقطة ضعف ليكي " تلك الكلمات حاولت الالتزام بها , و أخذت تتنفس بعمق , وتعد من واحد لعشرة , وكلما زاد حازم في استفزازها كلما زادت العد .
- و أنا مش هسمح لحد إنه يهين عصمت , ولا حتى أنتِ يا ـــــ مش عارف أقولك إيه بصراحة , أصل علاقتنا بعيدة يا صاحبة أختي , و أنا أصلا مش عارف إذا كنتي ست و لا راجل .... بطلي تدخلي في اللي ما لكيش فيه .... إيه سكتي ليه , ولا كلت القطة لسانك  .
وصلت بالعد للمئة حتى وصلت طاقة تحملها للحد الأقصى, فغمغمت مع نفسها " آسفة يا أسامة , دا أخرى "
واصل حازم حديثه الحانق معها , و ما شجعه على المتابعة صمتها , لكن إجابتها كانت صادمة للغاية , فالصفعة على وجهه لم تكن ضمن توقعاته ..
- دي عشان أهنتي و أهنت وظيفتي .
صفعة أخرى على الجانب الآخر من وجهه ,  لكنها كانت أكثر حدة .
- ودي عشان أهنت أختك اللي كانت مستعدة تعمل لنفسها فضيحة عشانك .
و القلم الآخر كان قوى أيضًا .
- و دا عشان أهانت صداقتك مع اصحابك اللي كان من السهل يشوفك بتغرق ويسبوك .
نظر لها بذهول على تلك الصفعات الثلاث , فنظرت له بإزدراء قاتل لتضيف بقسوة : ...
- الراجل بيتقاس بكلامه و ووزنه قبل ما يتقاس بصوته , كلمة كمان يا حازم , والله ما حد هيعرف يحوشني عنك , أنا ما بسكتش عن حقي بسهولة , بس بحترم المحترم ,  يعني بحترم زميلي ؛ لأنهم محترمين , لكن أنتِ ....أنتِ يا أستاذ حازم , مش راجل , الراجل يقف جنب أبوه مش يسيبه و يهرب من المواجهة , لو شاف حاجة غلط يحاول يصلحها , و يبقى بار بوالديه , مش عاق زيك , يكون سند لأخته مش في التراوة زيك , الراجل هو اللي بيواجه المشكلة مش بيهرب منها , الراجل هو اللي بيختار الزوجة الصالحة اللي هتقودة للجنة مش زيك .....
كان متخشبا من الصدمة , لكن فارت دمائه و حاول رفع يده عليها , و قبل أن يمدها كان ذراعه مثبته خلف ظهره بعنف , ثم هتفت : ...
- على فكرة أنا مش هسيبها إلا أما هتأكد إنك هتسيبها و للأبد , ودا لأني ست بمليون راجل , هعمل اللي المفروض يتعمل و أحميك من إنك يتضيع مستقبلك , و لو إنك ما تستهلش .

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن