الفصل التاسع

6.1K 292 2
                                    

الفصل التاسع
(وداعا للطافة , و أهلا بالعنف )
ضربت مريم يد أسامة في منتصف ذراعه بقوة مجبرة إياه على وقف اللكمة  , نظر لها أسامة نظرة نارية , قابلتها بواحدة أكثر نارية ..
فهو ببساطة لا يساعدها , بل يعرقل مهمتها أكثر ! هي تعلم أن عصام يتعمد استفزاز غريزة الحماية و النخوة و الشهامة الذكورية في نفوس فريقها لاثبات فشلها !! و المصيبة أن أسامة لا يقبل أي تطاول عليها و لا حتى كلمة !
فصرخت فيهم قائلة :.....
-ثابت مكانكم !! انتباه يا أسامه !
فوقفوا على مضض , و وقف أسامة في وضع الاتنباه و عيناه تقدح شررا , فلو أن سهام عينيه لها قدرة الاختراق لأردت عصام قتيلا من فوره ..
هتفت مريم بقوة و هي تمر بينهم عاقدة ذراعيها خلف ظهرها بشموخ و هيبة قائد حقيقي يجبرك على التزام الأوامر : ..
-الموضوع ده مسئوليتي , وده كلام بين قائدين ما حدش من اللي أقل رتبه يتكلم , كل يقف بره بسرعة 5 صفوف , وسبوني مع القائد عصام لوحدنا .... الكل شرطة وجيش .. بسرعة .
غادروا كارهين , فقالت مريم لعصام بابتسامة مزيفة شرسة : ..
-آسفين يا مقدم عصام .
ثم تابعت بتحذير :...
-يظهر إنك جاي و حاطط خططك من زمان , بس يظهر ما حطتش في بالك إنك في منافسة مع المقدم مريم محمد حجازي , أنت عملت مشاكل كتير , وبالرغم من كده ما عملنكمش بنفس السوء بس مش معنى ده إننا بنخاف ... لا ما عرفتناش كويس , بس أحب أحذرك ، مش عشان أنا ست هسكتلك , أنا ممكن أتعامل مع قلة ذوقكّ وعدم احترامك ليا كبنت بكياسه , إنما عشان أنا ضابط أنا ممكن أخليه معسكر تعذيبي مش تدريبي واسألهم هما عارفيني كويس ...... كان لازم تركز كويس و تفكر ألف مرة قبل ما تفتكر تلجأ لطرق من بتاعتك لأن صدقني واحدة زيي عارفة كويس أنتِ بتعمل إيه , فسوري يا سيادة المقدم اللي بتفكر فيه مش هيحصل , كان لازم تعرف أنا مين و إزاي وصلت للمنصب ده في الوقت القصير ده ؟! لو حاولت تعمل حركاتك دي تاني أنا مش بس أبلغ القيادات عنك , أنا هخلي منظرك وحش أوي قدام اللي برا دول , ودا أخر تحذير بالنسبة ليك ...........و من غير سلام كمان .
ثم تنهدت بعمق و هي تغادر الغرفة معلنة أن اللعب على المكشوف منذ الآن   !
خرجت مريم من الغرفة وقد أسكتت عصام تمامًا لم يجرؤ على قول كلمة واحده ، وكان يعض على أنامله من كثرة الغضب , و هو يتوعد لها , و يقسم أنه بالفعل سيكون معسكرا تعذبيا بالفعل .
و أنتِ أيضا كان يجب أن تعلمي أنك تتحدين المقدم عصام زهران !!
مرحبا بك في الجحيم الآتي !
==================
في مطار القاهرة الدولي ,,,
استقبلت بريهان النسيم الذي يلفح وجهها بعذوبة و هي تتمنى لو يتوقف الزمن للحظة !!
يا الله إنه أجمل من أن يكون حلم حتى !!
مسدت خصلات شعرها المنسابة حول وجهها و التي طارت بفعل نسمات الهواء الباردة !
و الله إن رائحة ترابك أحب لدي من أعذب العطور !!
قاطعه نظراتها الحالمة النهمة لحلاوة المكان صوته الأجش : ..
-يظهر إنها كانت وحشاكِ أوي .
تحدثت بريهان بلغاتها الأنجليزية : ..
-أنتِ لا تتخيل كما اشتقت لها دكتور حسن .. تلك البلد كأجمل مقطوعة موسيقية لبيتهوفن ... أو كلوحة لجوست في القرن التاسع عشر .. إنها كالتعويذة لا يمكنك مقاومة سحرها, كالقلب و نحن دماء نتجول بين شريان و وريد .. بطين وأذين ثم نعود لها متمرمغين في ترابها ... و الشكر لك دكتور حسن .
ابتسم على تشبيهاتها و قال : ..
-حاولي تظبطتي سوفت اللغة شوية ... أنتِ هنا في مصر مش في لندن .
ابتسمت له مؤيدة , و ودعته بابتسامة شاكرة ممتنة فلولاه ما كانت هنا تستنشق هذا العبير !!
هو الآن مشرف على رسالتها في الماجستر في الجراحة بعد أن أثبت كلاهما جدارته !! و قد طلب لعدة أشهر في مصر , و وافق على أخذها معه , ليكون هنا هو ميدان الدراسة !!
لمحت من بعيد بعض الرجال ذو البدل الرسمية يبدو و كأنهم يبحثون عن شخص ما ! شكت في هويتهم , فأخفت وجهها بقبعتها , استطاعت أن تلمح في يدهم صورة قديمة لها !
ابتسمت بسخرية !! من الصعب أن يعرفوها بتلك الصورة القديمة , لكنها استطاعت التخفي و الهرب منهم , و استقلت سيارة أجرة ..
أعطت السائق العنوان , و فتحت النافذة مستقبلة ذلك النسيم !!
لكن فجأة رأت السائق و هو يرمي الورقة ذات العنوان من النافذة , و يغلق النوافذ الكترونيًا !! تسألت هي بنبرة مرتجفة : ..
-what happen ? hey .. you  (ماذا يحدث .. هاي أنت)
ابتسم بدهاء مدبر و هو يهتف : ..
-أهلا ببنت سيادة الوزير شرفتي مصر !!
نظرت له بذعر و هي تشعر بالرعب من كلماته .
-----------------
-يعني إيه ما لقتوهاش ... أقسم بالله لو حصلها حاجة لكون مربيكم كلكم !
هتف بها حسين ثابت عبر الهاتف لحراسه الذين بعثهم لجلب ابنته من المطار .
جلس يحاول ان يهدأ , لكن كافة الأفكار السوداء تطارده , إلي أن أتته تلك الرسالة اللعينة التي أطارت البقية الباقية من عقله !!          
==================
وعندما ذهبت للخارج وجدت الجميع مصطفين كما طلبت ، فأمرتهم بالانتباه وتعريف أنفسهم !!
وفي هذه الأثناء خرج عصام من الغرفة وذهب ليقف بجانب مريم , وهو أهون عليه أن يقتلها بسلاحه , لكنه لم يبد ذلك خوفاً على كرامته أمام الجميع , وفضل التظاهر بالرضى عن كل ما تفعل , مما أثار غضب وشك وحيرة أسامة ..
وقبل أن تبدأ التدريبات قامت مريم بتوبيخ الجميع على ما حدث .
مريم : كلكم عارفين إنكم غلطانين , وتستهلوا العقاب , بس مفيش وقت لكلام ده , بس من هنا و رايح محدش يتجرأ أنه يدخل في أي نقاش بيني و بين القائد عصام مهما كان صلته بينا , وأي حد مش هينفذ تعليماتي أو تعليمات القائد عصام هيتعاقب عقاب ما يتخيلوش  , ووقتها هيندم .
بعدما أنهت كلامها بلحظات ووصل اتصال باللاسلكي , فأجاب عصام .
كان ما ورد في المكالمة طلب استدعاء للقائد عصام لأمر طارئ , فذهب وبقت مريم لتدريب الجنود !!
بدأت بتدريبات من النوع الثقيل حيث صفت الحواجز و الحبال و الأسلاك الشائكة و أشعلت النيران في أماكنها المحددة ... إلي أن إكتمل الشكل النهائي المرعب لتمرين .
لم يستطع أسامة منع ابتسامته الجانبية من الظهور , فهو يعرفها جيدًا , هما لم يتفقا أبدًا على أن تكون تلك هي البداية , بل كانت تدريبات عادية !!
لكن مريم و إن ادعت أنها لن تعاقبهم , فهذا التدريب في حد ذاته عقاب فقد وضعاه معا في المرحلة الرابعة و ليس الأولى !!
وقفت مريم أمامهم و كتفت ذراعيها للخلف و قالت باتزان : ..
-التدريب عبارة عن هتزحفوا على الرمل 50 متر دول تحت الأسلاك الشايكة , قفز على الحواجز و استخدامها كحماية من النار , و توصلوا لأعلى حاجز و  تنطوا من فوقه على الأرض و بعدها تجروا لحد الكوخ اللي هناك ده و أنا هكون ولعت فيه , هتحولو تبحثوا عن صندوق نحاسي فيه و تفتحوه تتأكدوا إن هو اللي فيه  الخرايط و تجبوه و تطلعوا ...و كل ده في ... في .. 3 دقايق ...
فهر الجميع فاههم و هو ينقلون أبصارهم بينهم , لكنها تابعت : ..
-و ناخد بالنا إن بسبب جو الصحرا الرائع ده ممكن و الله أعلم تزداد النار اشتعالا فالسرعة أفضل لكم .... نبدأ بالرائد أسامة اللي عملي فتوة و معاه أنت .
و أشارت لأحد رجال الشرطي (إبراهيم ) ثم أشارت لشريف و أردفت : ..
-و أنت وراهم و معاك سامح يلا استعد ..
أعطتهم شارة البدء ...و انطلقوا !
أتم أسامة المهمة بمهارة و هذا ما كانت تتوقعه ! و كذلك سامح نظرا لسرعته المشهور بها , أما ابراهيم ففشل في اختيار الصندوق الصحيح نظرا لشدة النيران في الكوخ , أما شريف فقد تأخر 25 ثانية  لكنه أتمها بشكل صحيح ..
و على عكس المتوقع اختارت سامح ليدون الملاحظات و يتابع المهام بدلا عن أسامة .. فسرعة سامح و قوة ملاحظته جعلتها تختاره عوضا عن صديقها الغاضب ذاك !!
و تركتهم هي لتعد للتمرين الجديد , كما تريد أن تتمرن هي الأخرى بعيد عن العيون فهذا أفضل !!  
إلي أن اقترب وقت العصر , و كانوا قد أتموا جميعا التدريب و هم يتصببون عرقًا بعد أن أعيد التدريب عدة مرات للراسبون فيه حتى تمكنوا من اختيازه , و أيضا حدثت الكثير من المواقف الهزلية , كاحتراق سروال سيد و استخدام مجاهد بعض المياه المدخرة لإطفائه لكنه أخطأ و رش عليه قطرات من البنزين لولا أسامة لكان انشواى سيد كالبطاطا , لولا أن سيد كان متعبا و مرهقا بعد ما حدث لم يكن ليترك مجاهد إلا و هو جثة .... و أيضا ما حدث مع أحد الشرطيين و يدعى محمد عندما قفز من أعلي الحاجز , لكنه توازنه اهتز فسقط بظهره على صخره صغيره سببت له ألمًا جمًا .. فصرخ : ..
-آآآآآآآآآآآه ... أبو شكلك .. تولعي يا اللي في بالي .... أه اسندني يا شريف يا ابني .
انفجر شريف ضاحكا عليه , ثم انحنى ليساعده و هو يردف مازحا : ..
-إيه يا سبع الرجال فضحتنا .. قوم يا أخويا قوم ..
-قولي يا أختي .. جالي كسر في العمود الفقري .. أه يا غضروفي ..
فانفجروا كلهم ضاحكين عليه .
عادت مريم هي الأخرى تتصبب عرقا ,استلمت دفتر الملاحظات من سامح بعد تأكدت من إتمامهم التدريب ...و شرعت في الترتيب للتدريب الجديد , فهتف سيد: ..
-بس يا فندم كده الأكل وجب .
مريم : لأ أنا كنت بضبط الدنيا بس ..
ثم تمتمت لنفسها : ..
-مفيش مياه بملح قريب من هنا ... آه يا رجلي !
سامح: هناكل إيه , إحنا الصبح قضينا على الأخضر واليابس .
رءوف: ما تيجوا نعك شوية , أكيد هنوصل لحاجة في الاخر.
صابر : ما إحنا أكيد مش هنجري 10 كيلو تانين رايح جاي عشان نتغدى .
أخدوا يجمعون المكونات من كل مكان ولكنهم لا يعرفون ما الذي سيفعلوه بها ... إنه أمر محير , إلي أن  توجه سؤال محرج من رءوف لمريم ..
رءوف:هو مش أنتِ يا حضرة القائد بنت ؟ أكيد بتعرفي تطبخي مش كده ؟
وضعت مريم  يدها على حجابها بتوتر , وقالت  :...
- إيه الإحراج ده ! أنا صحيح بنت بس للأسف مش بعرف أطبخ.
أحد ضباط الشرطة (إبراهيم ): مستحيل ! أنا أختي الصغيرة عندها 12 سنة وبتعرف تطبخ .
سيد :  أكيد والدتها علمتها من بدري .
إبراهيم : طبعا البنت لازم والدتها تعلمها الحاجات المهمة دي , كانت بدخلها المطبخ من وهي عندها 10 سنة , وأنتِ مامتك سابتك إزاي .
فتغيرت ملامح وجه مريم واستطردت قائلة : ...
- لو كانت عاشت لحد أما بقي عندي 9 سنين حتى أكيد كانت علمتني .
سيد : إحنا آسفين يا فندم سامحينا .
إبراهيم : أنا أسف .
أحد ضباط الشرطة (ماجد) :  أسفين .
تجاهلت مريم الموضوع و لم تتحدث فيه , فهتف رءوف مغيرا الموضوع : ..
-يلا يا جماعة نحاول سوا ونشوف إحنا هنعمل إيه وأكيد هيطلع أي حاجة تتاكل .
سيد : من الأول كدة .. قرب من النار مش هقرب ..
انفجر كلهم ضاحكين مستعيدين الموقف , فهتفت مريم مستفهمة : ..
-ليه هو إيه اللي حصل ؟!!
رءوف ضاحكا : هههههه أصل سيكا ..
أشار له سيد على رقبته محذرًا إيه من التفوه بحرف , فأردف سامح بسخرية : ..
-بيخاف على بشرته من النار لتسمر هههههههههه .
ضحكوا كلهم , لم تفهم مريم فسألت : ..
-إيه ده !! أنتو بتشتغلوني صح ..
همس لها رءوف دون أن ينتبه سيد : ..
-هوقلك بعدين .
ثم غمز لها , فقالت بابتسامة : ..
-ماشي يا رءوف أنتِ فتان .. تنحرق لو موقلتش .
وبعد ساعتين من المحاولات , وعلو أصوات الضحكات و الابتسامات , ظهرت النتيجة .
سيد بقرف : يع ... إيه القرف دا .
رءوف : أشهد أن لا إله ألا الله .
ماجد بتقزز : إيه الشيء ده .
مريم : أنا ما دوقتش أكل في حياتي أسوء من ده ....... بس أنا ما ضحكتش كده أبدًا .
رءوف : أي خدعة , بس أنا استنتجت حاجة مهمة جدًا .
مريم : إيه ؟
رءوف :  أن الرجاله ما ينفعوش للطبخ أبدًا .
ماجد : هههههههههههههههه.
إبراهيم :ههههههههههه عندك حق .
صابر: هههههههههههههه والله عندكم حق .
وبعدها استأنفوا تدريباتهم  - بفضل الله - دون مشاكل .
وبعد انتهاء التدريبات لم تكن مريم تعلم أن المشاكل تلاحقنها أينما كانت , كانت ذاهبة للراحة فقد كانت متعبة  , وعندما كانت على وشك دخول غرفة القيادة , رأت أسامه مستنداً علي باب الغرفة قائلا في تهكم :....
- يظهر إنك مرتاحة لوجودك مع القائد عصام في نفس الأوضة .
مريم بحزم : احترم نفسك يا أسامة والتزم حدودك معايا .
أسامة ساخرًا : أنا مش قصدي أي حاجة يا كابتن , أنا قصدي إن ما حدش قدر يأثر عليه إلا أنتِ , وسبحان الله سيتطرتي على غروره المعروف وسمع كلامك ووقف جانبك في الطابور , ياريت تقوليلي إزاي بما إننا كنا أصدقاء .
مريم بضيق : كنا !! أوكي , أهم حاجه إني ما بدخلش مشاكلي الخاصة في واجبي الوطني زيك .
تغيرت نظرات أسامه وارتبك وقال :........
- قصدك إيه ؟
فقالت : لدرجه دي فاكرني غبية , من النظر بس لأسمائكم أقدر أعرف إنكم إخوات , غير أنك ما بتغيرش إلا بعد أجازتك , يبقي أكيد عندك مشاكل معاه عشان كده وشك بيتغير لما بتشوفه , يا أستاذ أسامة سامح زهران , عندك كلام تاني تحب تقوله ...... على العموم تصبح علي خير  .
لم تنتظر إجابته ودخلت الغرفة وهي متضايقة تماماً من اتهامات أسامه , فكلامه يحمل الكثير من المعاني الغريبة, أخذت الأشياء التي ستنام بها , وتأكدت أن لا أحد يراقب المكان ثم غادرت هذه الغرفة وذهبت لغرفة المعدات بالرغم من أنها ممتلئة بأغراض التدريب , وحتى وعصام غير موجود فأخلاقها ودينها تمنعها من الجلوس مع عصام بمفردهما في نفس الغرفة , وأيضا لم تتوقع أن يتهمها أسامة في هذا الامر تحديدًا .
أما أسامة ذهب إلي العنبر بغضب الدنيا و استلقي على سريره و شياطين الدنيا كلها تتراقص أمام عينيه !!
نعم للأسف عصام شقيقه !! و هما يكرهان بعضهما بشدة كما يكره والده كذلك !!
و قد اتخذ أسامة لنفسه لقب جده لينادوه به الأخرون , لكن لا يستطيع أن يمحو اسم والده من السجلات ... ليته يستطيع !!
....
مريم لنفسها : أنا تعبانه أوي أوي  , ومش قدرة أفكر ,  طب أفكر في إيه ولا إيه !! في أسامه وعناده ومشاكله, ولا عصام وغروره دا مستعد يعمل أى حاجة حتى ولو على حساب نجاح المهمة وعلى رقبتي قبلها, ولا الجنود و تدريبها وترويضهم علي طاعتي , ولا إزاي أكسب ثقتهم فيا كقائد..... يا رب ساعدني .
وبمجرد أن أثقلت رأسها بكل هذه الأفكار محاولة إيجاد حلول لها , نامت دون أن تدرك ذلك , وفي معادها المعتاد استيقظت ولم يكن عصام قد جاء من العاصمة , فانتهزت هذه الفرصة وأيقظت ضباطه مع جنودها , فلم يقدر أحدهم علي الرفض , فقاموا بما قامت به مع جنودها أمس , لكن هذه المرة أحضروا طعام يكفي طوال اليوم , وكان نشاطهم في هذا اليوم كبيرًا .
كان التدريب علي التصويب أول التدريبات  ,  فكان يجب تعليمهم التصويب عن بعد .
مريم : أنا درست ملفاتكم كلها وعرفت قدرات كل واحد فيكم , وعارفة إن أغلب جنود الشرطة شغلكم كله تصويب عن قرب , وأغلبكم ما تعرفوش التصويب على البعد المطلوب , عشان كده تدريبنا النهاردة هيبقي على النشان , بس رئيسنا في التدريب ؟
حامد (شرطي) : أكيد أنتِ !
مريم نافية : لا طبعا , مجاهد لأنه أكتر واحد ماهر في التصويب , حتى أكتر مني أنا شخصيًا , اتفضل يا مجاهد .
مجاهد : شكرًا يا فندم , أنا إعملت المسافة چده  في لول (الأول) 5  متر , عشان أشوف خبرة كل واحد إهنيه (هنا ) , وبعد كده هكبر المسافة لحد ما  تبجي15  متر .
مريم : أحسنت يا مجاهد , يلا نقف كلنا صف .
وبعد انتهاء التدريب .
مريم وهي تصفق : برافو يا جماعة بجد برافو .
وتوالت بعد انتهاء هذا التمرين عدة تمارين صعبة  , إلي أصبحت الساعة 2 ظهراً , وعاد عصام و معه إضافات جديدة لهذه المهمة , فقد ازدادت هذه الخلية الإرهابية خطورة وقد اختطفت  ابنة وزير الدفاع , مما زاد الأوضاع توتراً , وكان يجب عليهم تعجيل الهجوم , ذكر عصام الأمر للجميع وأعطى مريم نسخة من ملف المهمة الجديد وانصرف ليرتاح , وكانت قد لاحظت مريم الإرهاق علي وجوه الجميع , فأمرتهم بالانصراف وأخبرتهم أن التجمع بعد ساعة واحدة , وأن يذهب كل واحد إلي سريره ليستريح , وذهبت هي للمكان الذي تذهب إليه دائمًا , وبدأت تطلع على أوراق المهمة , ووصلت إلي الصفحة التي تتحدث عن الرهينة
وبدأت تقرء : "الاسم: بريهانْ ........... حسين ثابت "وسكتت وقالت لنفسها   : لا لا أكيد مش هيه
وأكملت القراءة : طبيبة .
ثم ألقت نظرة على الصورة المرفقة في الملف .
دمعت عيناها بشدة وقالت  : لا مش ممكن , هو أنا عمري ما هقدر أرتاح من الماضي بقي  ...............

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن