٤٥

5.2K 232 1
                                    

الفصل الخامس و الأربعون
( نصبوا الصوان )
فجر حسن قنبلته في وجهها , ثم شيعها بابتسامة و قبل أن يغادر , لمح بطرف عينيه أسامة و عصام الذان يقفان في الجوار و قال و هو يحاول أن يتذكر :..
-أعتقد إن دول ...
نظرت حيث يشير بارتباك شديد جدًا و قلبها على وشك التوقف من الخوف .. و زاد الطين بلة كما يقولون عندما تذكر و قال : ..
-أيوة .. مش دول اللي كانوا في المستشفي ..
اندفعت بريهان في ثوان محاولة تبرير ذلك الموقف السخيف سابقا قائلة :..
-دكتور حسن ! الأمر و ما فيه إنـ ..
-ألف مبروك على خطوبتكم !
سمعته يقولها بابتسامة ففغرت فاهها قائلة : ..
-what ?
-congratulation of your engagment !
ثم تابع مبتسم على نظرات البلاهة الظاهرة على وجهها قائلا بعدها : ..
-كدة فهمتي و لا لسه ؟!
-أأأ .. أنا فاهمة خطوبتي أنا  ...
-أنتِ و الكابتن الغليظ اللي كان اسمو .. اسمو .. آه اسمه عصام !
تخضبت وجنتها بحمرة لا تفهم هي نفسها معنها إن كانت خجل أو غضب من ذلك الإدعاء أم ماذا ؟!
لكنه تابع : ..
-مريم قالتلي إنك في حكم المخطوبين لولا ذلك لكنت بالفعل تركت الرسالة بتاعتك .. لأن مش أنا الشخص اللي حد يتعامل معايا بالطريقة دي .. أنا ما أسمح بأي نوع من التجاوز .... و أنت عارفة !
أومأت برأسها و خوفها منه يزداد , سمعته و هو يتابع : ..
-بس هو عشان راجل شرقي أنا مقدر غيرته و طبيعة شغله بس دا أخر تحذير تعامله مع الناس غير تعمله مع المجرمين !!
عادت ابتسامته و هو يقول : ..
-بس بعيد عن استايل التهديد ده ربنا يعينك عليه .
صحيح أنها خائفة بالإضافة لكونها غاضبة من إدعاء مريم بكونها مخطوبة لعصام ! لكنها ابتسمت على دعابته و كذلك حازم الذي ابتسم !!
.....
و عند عصام و أسامة ..
-عصام هو مش أنتِ كنت ناوي تروح تضرب الجدع ده من ساعة ما سمعت عن الخطوبة و أنا وقفتك !
قال أسامة بعصبية : ..
=آه
-أنا محقوقلك روح اضربه ..
=إيه ؟!
-لو ماروحتش إنت .. هروح أنا .... طيب شوفوا هتنقذوه من بين إيديا إزاي ؟!
و كاد عصام أن يفتك به لولا أن أمسكه أسامة بقوة !
=هتودينا في داهية ! إحنا مش عاملين تموية و هو عارفنا .. استنا نفكر ..
كان أسامة بالأصل يجاهد ليتمالك نفسه ..
-ماهو الأفندي اللي عملي دونجوان و يخطب واحدة و التانية نزل معها كركر كركر , و هي شبه الهبلة بتضحك ...
....
تعرف حسن عن حازم بسرعة , و كانت السيارة الخاصة به قد وصلت فغادر بعدها , و هو يردف لبريهان : ..
-طبعا مستنيكِ في الخطوبة
...................................
لم يعد أسامة يستطيع تمالك نفسه أكثر , و في ثوانٍ كان أسامة أمام بريهان هاتفا بغيظ : ..
-عجبك كدة .. و بيعزمك كمان البجح !
أردف عصام هامسا بخوف على و من أخيه :..
- هو مش النهاردة التلات !!
صدموا حقا فبعد غد تكون الخطبة , فهتف أسامة : ..
-مش هسكت و الله ما هسكت !
ثم غادر نحو سيارته بغضب ..
عصام : استنى بس يا مجنون !
ثم لحقه عصام بسرعة قبل أن يرتكب حماقة , و قاد بدلا عنه السيارة ...
أما بريهان فقط نظرت إلي أخيها بقلة حيلة , أشفق عليها أخيها لما رأى الدموع أقرب إلي عينيها .. حتى هو انتابه الغضب !
ضرب حازم بكف على كف و كأنه يقول "و يبقى الحال كما هو عليه"
...............................
عاصفة مجنونة تتأجج داخل مريم , تشعر بشعور مقيت بداخلها , هي التي لم تعجز يوم عن مساعدة أحد تجدها اليوم عاجزة عن مساعدة نفسها !!
تبا !! تبا !!
ودعتها سماح و هي تعلم أنها تشتعل من الداخل لكن ماذا بيدها لتفعل إنها مجرد خادمة هنا ! رغم أنهم لم يعاملوها يوما هكذا ! لكنها هذه الحقيقة التي لم يستطيع أحد إنكارها رغم أنها تشعر بأنها كوالدة مريم ...غادرت إلي منزلها البسيط لتجلس مع زوجها و أبنائها ...
لم يأبه سامي و أو مثل ذلك و هو يتجه نحو غرفة مكتبه !!
دلفت إلي تلك الحجرة بالجنينة لترتمي على الفارش باكية , تدثرت بالفراش بملابسها , و كأنها تدفن نفسها فيه ...
...................................
في فيلا حسين ثابت ,,,
دلفت بريهان و معها حازم للداخل , و هو يحاول أن يحدثها , فهتفت قائلة بحدة : ..
-حازم ! اخرس بتعرف تخرس .. مش عايزة صوت !!
على أثر صوتها التفت والدهم الذي كان يسير في الممر ...
حازم :يا بنتي اسمعيني .. أنتِ عارفة أنا هقول إيه ؟
-مش عايزة أسمع ! أنت مش كنت واخد مني موقف , يلا روح على أوضتك ماتكلمنيش ..
-بس أنا معاكم فـ ..
-مش أنت ماكنتش عايز تيجي , و أنا أجبرتك خلاص ارتاح بقى و ريحني .. خلاص !
=في إيه يا ولاد !
قالتها نورا و هي تنزل من على الدرج , فنظرت بريهان لها و قالت بحنق : ..
-مفيش  !
ثم رمقت حازم نظرة أخيرة و ركضت على الدرج إلي غرفتها !!
=أله في إيه يا حازم أختك مالها .. و كنتم فين ؟
-مفيش !
قالها بنزق و هو يركض خلف بريهان !
أطل حسين ينظر بارتياب و هو يقول : ..
-مالهم دول ؟
أشارت له بيدها بمعني " لا أعلم "
فأشار بيده نحو رأسه بمعني أنهما قد جنا و قال : ..
-مجانين !
ابتسمت بخفة و صعدت خلفهم لتعلم ما الأمر , لكنها وجدت حازم ذاهب إلي غرفته و هو يتمتم بضيق : ..
-أنا غلطان أصلا أني جاي أكلمك أصلا !! إيه الأخوات المجانين دول يا رب ! ليه يا رب ما خلتش أخواتي ولاد بدل هم البنات ده ..
ثم أغلق باب غرفته , فابتسمت نورا بحق عليهم فهم كالأطفال لا يملون من الشجار ...
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أشرق قرص الجوناء بشموخ مبدد الظلام ليعم النور في الأفق معطيا مظهر دال على عظمة خالق أبدع في تشيد ذلك الكون فقط إن تأملنا !!
لكن و ياللأسف للشمس القدرة على تبديد الظلام من الأفق , لكن هل لها تبدد الظلام الموجود بداخلنا ...
وصل عنان جواب التهديد الثاني , فتحته و قرأت سطوره بعينيها غير مصدقة أن ذلك الشخص الحقير هو بالفعل زوجها !! كيف كانت عمياء إلي تلك الدرجة فلم تعرف معدنه الحقيقي أبدًا !!
طوقت الورقة بعنف ثم مزقتها و ألقتها في القمامة , و هي تجاهد حتى لا تبكى إنه يهددها بنقطة ضعفها الوحيدة .. أولادها !!
أوليسوا أولاده أيضا ؟!!
لكنها قررت !! قررت أنها لن تستلم .. ستتخذ الخطوة التي لم تكن تجرأ على اتخاذها , ستفعل !! مهما كانت ردة الفعل التي ستواجهها لكنها ستحاول !! و لن تهدأ قبل أن تتخلص من سامح زهران !!
ارتمت على كرسي في الصالون تريح رأسها , تعد نفسها لتلك الزيارة التي تأخرت و لابد منها الآن ..
سمعت صوت جلبة من الجارح , فنهضت متعجبة , لتجد أسامة و عصام قادمين من الخارج ؟ أي أنهم باتوا خارجا ؟
لكن المثير للدهشة أصواتهم المرتفعة , فوقفت من بعيد تسمعهم ..
عصام : يا ابني اهدى بقى ... لففتني طول الليل بحاول أهديك و أنت مجريني وراك ... فكر بالعقل يبابا ... خطتكم العبقرية بتاع خطف العريس فشلت شوف هتعمل إيه ؟
-ما هو بسبب مين ؟ مش بريهان هانم !
-مالكش دعوة ببريهان أنت فاهم ..هي مجنونة و جبانة بس تخصني ..
-بس و الله ما هسكت .. مس هسكت يا عصام ... مريم مش هتتجوز حد غيري .. مش هتكون لحد غيري أنت فاهم ..
-أسامة ! أنا مقدر بس جدها معصلج , و راسه و ألف سيف يطلعها من الشغل مع أنه هو اللي بالينا بيها ...دلوقتي أنت منعت الاستقالة .. مع إن كان نفسي نخلص منها بس مش مشكلة ... هتفضل تشتغل بقى من ورا الستارة لحد إمتى ؟ و بعدين ما يمكن هي تكون موافقة ..
صاح فيه أسامة بعصبية عاشق :..
-لأ أنا متأكد إنه جابره زي ما جابرها على الإستقالة ... بس أنت عندق حق ... مش هفضل أشتغل من ورا الستارة كتير ... مريم ليا لو خطفتها من جدها ..
.........
وقفت عنان مصدومة من أفكار أولادها الإجرامية ، لكن هذا لم يمنع ضحكتها الجانبية من الظهور على ثغرها ، هذه لم تكن أول مرة تسمعهم يتحدثون عن تلك المدعوة مريم و أيضا بريهان , و قد وشت لها جنى بدون قصد عن وقوع أخويها العنيدين أسر فتاتين قادمتين من إحدى قصص الخيال !
يدوا أنها ستخظى على كنتين مرة واحدة قريبا جدًا! 
°°°°°°°°°°°°°°°°
في فيلا سامي حجازي ,,,
استيقظت مريم على صوت جلبة في الحديقة , غسلت وجهها و تأكدت من وضع حجابها على رأسها و خرجت و هو تشعر بالإنزعاج فقد فاتتها صلاة الفجر , لم تحظى بنوم هادىء مطلقا بسبب الكوابيس !!
بمجرد ما أطلت على الحديقة حتى نظرت ببلاهة لما يحدث , كان العمال في كل ما كان في الفيلا , و إنها المرة الأولي في تاريخ تلك الفيلا الذي يوجد فيها عمال كثر هكذا ! و كيف لا و غدا هو خطبة ابنة المنزل .. حفيدة سامي حجازي !
سارت بينهم و كل واحد منهم مشغول في عمله و كأنهم لا يرونها , حتى وجدت سماح أمامها فسألتها : ..
-سماح ! هو في إيه أنا حاسة إني في بيت تاني !! مين دول ..
=أنتِ صحيتي ! اتأخرتي النهاردة في النوم و دي مش بعادتك .
-ليه هي الساعة كام ؟
=11 !
-يا خبر أنا نمت كل ده .. بس برده ما تغيريش الموضوع من دول !
=أصل بصي ... يعني .. هو في خبر كدة يعني .. كنت ..
-في إيه يا يا سماح اخلصي ؟
قالتها بحدة فقالت سماح : ..
=غيروا معاد الخطوبة و بقا النهاردة لأن العريس لازم يسافر ضروري فاستأذن الباشا و الباشا وافق ..
-نعم ! و أنا إيه إن شاء الله زلطة و لا طوبة و لا ظروفي إيه ؟!!
=يا بنتي اهدي ...
لم يتنظر لتسمع فكانت تندفع للداخل كثور هائج !!
دقائق و سمعت سماح صوت مريم يأتيها من الداخل تصرخ باسمها بغيظ ..
على أثر الصوت هرولت تجاهها سماح فسمعتها تصيح : ..
-هــــــــو فين ؟
=هو مين يا بنتي ؟
-سامي باشا !
=دا راح على الشركة من بدري .
-ماشي , ماشي !
قالتها بتوعد و هي تغادر , فأوقتها سماح , فقطبت مريم حاجبيها , فأسرعت سماح مبررة : ..
=أصل ..
-أصل إيه و فصل إيه !!
أشارت سماح بيدها تجاه سالم المرابط أمام البوابة , ففهمت على الفور أن سامي باشا فعلها مجددا .... سيحبسها !!
رأتها سماح تتجه بكل ثبات إلي السلم لتصعد على الدرج , تعجبت كثيرا , فتتبعتها بنظرها حتى وجدتها تصعد على سطح الفيلا !!
-ربنا وحده أعلم بتفكري في إيه يا مريم ؟!
لم تجد سوى رقم بريهان لتكلمه ..
صعدت مريم إلي سطح الفيلا الذي يحتوى على الحل الوحيد لتفرغ غضبها الهائل , بدل أن تفتعل مصيبة تندم عليها ..
شرعت في ضرب كيس الرمل بعنف بقهر , بانكسار!!
إلى أن جلست أرضا بتعب , و الحيرة تنهش فيها نهشا !
ماذا تفعل ؟ يا الله لقد وضعها جدها في خانة اليبك , لقد ضاق الخناق .
............................
و على الجانب الأخر ,
هناك رجل عارق في عرقه و يتنفس بعنف من المجهود الهائل الذي يبذله , و قد تمزق كيس الرميله من قوة لكماته و ركلاته و تحررت حبات الرمل من محبسها ..
-لأ يا مريم ! مش هسمح بكدة مش هضيعي مني أبدا أبدا ..
نهض من فوره , تحمم , و ارتدى ملابسه على عجاله متجاهلا تماما يديه التي جرحت من عنف اللكمات ..
إن كان لا حل غير المواجهة , فهو اعتاد مواجهة كل أزماته !
هو أبدًا ليس بجندٍ جبان هارب من معركته !
مريم خاصته , لن يجبرها أحد على شيء لا تريده حتى لو كان جده !
مريم له مهما طال الزمان , هو قادر على جعله تحبه , المهم أن ينتهي من تلك المهمة الآن ..
................................
في شركة سامي حجازي ،،،
أسند سامي حجازي ظهره للخلف , اغمض عينيها , يفكر بعمق و شرود !
لا يعرف هل ما يقدم عليها خطأ أو صواب ؟!
أحيانا لا نفكر بمنطقية الأشياء عندما يكون الخطر يحاوطك من كل جانب و يلتف حولك كما تلتف الأفعى على فريستها !
و المصيبة أن مريم تجذب لذلك الخطر كما تنجذب الفراشة لنيران لتحترق في النهاية ..
سمع صوت السكرتير الخاص به يخبره بقدوم سيدة تريد أن تقابله و لم تبوح باسمها .. فكر بشرود من ممكن أن تكون ؟
سمح بدخولها ... و انتظرها بهدوء ....
حتى دلفت و هي مرتبكة و خجلى تماما ... ضيق عينيه يحاول التعرف عليها ...
-مش عارفني يا أبيه سامي ..
قالتها بخجل واضح , خجل أعاده إلي سنيين طويـــــــــلة بعيـــــــــــــــدة جدا !!
نهض من مكانه هاتفا :..
-عنان مش معقول ... اتفضلي ..
عنان ! معقول لقد كبرت !
من كانت يوما كأخت صغيرة له و لزوجته بل كابنته .
   ................................   
وقفت بريهان أمام مرآتها تشعر باحتقار عميق لذاتها ! أي نوع من البشر هي ..
كيف تكون مقززة هكذا !!
منذا أن اتصلت بها سماح , و هي واقفة مكانها هكذا !!
مريم سترضخ لجدها من أجلها خوفا على مستقبلها و هي ستقف هكذا مكتوفة اليدين مختبئة بكل جبن كالفئران .. أي قرف هذا ؟!
لكن ليس بعد الآن ..
---------------------------
-إيه الدنيا ودت على فين ؟
ابتسمت بشجن مجيبة :..
-بقى عندي ولدين و بنت .. بس الحمد لله ما طلعش حد منهم زي بابهم .
قالت الأخيرة بخزى من اختيارها .
تأمل سامي نظراتها بقلق ، ثم هتف باهتمام :..
-ماله بابهم يا عنان ؟ أنتي مخبية عني إيه ؟ زمان خبيتي عليا جوازك و اسم جوزك و سبتي الشغل فجأة دلوقتي كمان هتخبي عليا .
أخفضت عنان رأسها , ثم استجمعت شجاعتها و هتفت:..
-لا النهاردة أنا جاية عشان أحيلك كل حاجة ..
......................
وقف حسن أم مرأته يتأكد من حسن مظهره , ابتسم ابتسامة هادئة , ألقى نظرة على صورة فوتوغرافية على الحائط و أردف بهدوء :...
-أخيرا هبني عيلة ، لازم تكون هادية و سعيدة زي عيلتنا زمان ..
قاطع خلوته مع عائلته رنين هاتفه المزعج ..
اعتقد أنه خاص بترتيبات الخطبة لكنه لم يكن كذلك ..
.............................
في شركة سامي حجازي ،،،
-كله ده يحصل يا عنان و ما تقوليليش .. الراجل دا عمل فيكي كل دا .. الراجل دا اسمه إيه قوليلي و أنا هعرفه إن الله حق ...  هكلملك عباس عواد محامي قديم و عقر ... هيخلصك من الندل .
-أنا مش عايزة حاجة تأذي ولادك أهم حاجة ..
-ولادك ولادي يا عنان ما تخافيش ، المهم أعرف هما زي أبوهم و لا زيك أنتي ..
-مشكل ؟
قالتها بارتباك ، فهتف هو بإستهجان :.
-نـــــــــعم يعني إيه فهميني بقى ؟
-يعني جنى بنتي هادية و شبهي كدة و على نياتها خالص و دي أكتر واحدة خايفة عليها بصراحة .... و عندي ابني الكبير هو قريب من جوزي شكلا بس منفوخ كدة ..
ضحك سامي من التعبير , و ضحكت هي معه ثم تابعت :..
-و حمقي و متسرع كدة بس مش شبه جوزي خلقا ، صاحب صاحبه كدة و بيحب بجد ، بس شكله حبيبته مجنناه ..
-قلبه قلب خساية يعني هههههههه ..
-مش أووي ؟ أما بقى ابني الوسطاني ده حكاية و رواية لوحده , شبهك كدة يا أبية شخصية ، حامي الحمى بصحيح , مغرور شوية بس طيب و عاقل بس ما بيتعصب يا ساتر ...
ضحك سامي , و ارتح في جلسته مستأنسا بحديثها , الذي تابعته :...
-مش بقولك شبهك ..
-يا سلام !
هتفت هي بارتباك مصطنع مرح , و كأنها نست أساس مشكلتها من الأساس :..
-أنا بقول حقائق الله ..
-حقائق يا عنان ماشي ...
-مش فاكر عملت إيه عشان تتجوز علياء هانم ..
ابتسم بشجن ، ثم هتف مراوغا :..
-مش فاكر لأ ..
-لأ فااااكر .. و أنا فاكرة ... أبلة علياء كانت حكيالي كل التفاصيل ..
-ما يتبلش في بؤها فوله  ... الله يرحمها .
قال الأخيرة بحزن , فهتفت :..
-الله يرحمها ... أهو أسامة محطوط فنفس الموقف تقريبا ..
-طب هو مرفوض ليه أما بتقولي كويس .. طب أنا كنت صغير في السن ..
-لا الجزء الأول هو اللي متحقق , البنت اللي بيحبها أهلها عايزين يجوزوها لحد تاني سبقه .. عملوا عصابة و بيخططوا يخطفوا العريس ههههههههه ...
-بدأت أصدق إنه شبهي .. بس أنا نفذت فعلا ههههههه ..
-لحد دلوقتي ميعرفوش إني سمعت .. مش عارفة بيقولوا إن جد البنت دي صعب أووي و اناني  ... غصبها ع الجواز من حد هي مش عايزه, بس أسامة و عصام مش هجيبوها البر  ...لأ و حبيبة أسامة مريم دي جنى بتقولي إنها ظابط  ... طلع العشق أعمى زي ما بيقولوا ..
ارتسمت ابتسامة حالمة على وجه عنان , بينما العكس تماما رُسم على وجه سامي الذهول بحرافيةشديدة , و اختلج كفه , و ليتأكد من ظنونه سأل :..
-ولادك اسمهم إيه تاني يا عنان ؟
-أسامة و عصام ..
-بيشتغلوا إيه ؟
قالها بحذر يرجو أن تخيب ظنونه , لكنها أجابت مأكدة :..
-ظباط , شرطة و جيش ..
صاح حسين بذهول :..
- سامح زهران متجوزة سامح زهرااااااان يا عنان .
أخفضت رأسها بسرعة في خجل , و قد فهمت – خطئأ – أن غضبه بسبب تحذيراته الكثيرة – قديما – لها من ذلك الرجل المتلاعب سامح زهران الذي أفسده مال والده ، لقد كان حسين يملك من الفراسة ما افتقدتها هي حينما خدعت بحديثه و صدقته ، و تزوجت به و أخفت الأمر على الرجل الذي اعتبرها كابنته أو أخته الصغيرة , كانت غبية و حمقاء ، اعتقدت أن شجرة طيبة كعبد الواحد زهران لا تنتج ثمرًا معطوبا ,  لكن للأسف قد أنتجت ثمرة سامة سممت حياة الجميع !
هتفت هي بخزٍ :..
-أنا عارفة إنك كنت صح و أنا غلط , بس أرجوك ما تتخلش عني .. سامح زهران مش ناوي يسكت .. و أنا تعبت .. أنت الأمل الوحيد قدامي عشان ..
قاطع سامي حديثها الذي أخرجه من ذهوله و صدمته المؤقتة , فهتف مهدئا :..
-شششش عنان أنا مش هتخلي عنك .. أنا عايزك تعملي توكيل لعباس عواد ، هتخلصي منه ......عشان سامح وهران دا حسابه معايا أنا شخصيا .
أسر الأخيرة في نفسه و لم يبدها لها , فقطع حديثهم دلوف السكرتير الخاص بسامي , و أعطاه بطاقة تحمل اسم شخص يطلب أذنا للمقابلة ، رأه سامي حجازي فضحك بقوة , و أرجع رأسه للخلف من شدة الضحك ، هاتفا بتسلية :..
-الأمير الشجاع جاي ينقذ الأميرة من مرات الأب الشريرة هههههه ... خليه يدخل يا بني .. خلينا نضحك شوية .
قالها مخاطبا سكرتيره الذي غادر منفذا طلبه ..
استقامت عنان موافقة , و أردفت بارتباك :..
-طب أستاذن أنا ... و اجي وقت تاني .
-لا استني استني محدش غريب ... اقعدي !
جلست مرتبكة لم تستطع تخمين القادم , بينما ارتاح سامي في مكانه متأملا القادم بعين تمتلأ بالخبث ..
دلف أسامة بقامته الطويلة , ثم جلس أمام مكتب سامي حجازي بلامح مشدودة , سرعان ما انفرجت عندما تأمل من تجلس في مقابلته , فهتف :...
-ماما ! أنتي بتعملي إيه هنا ؟؟
-أسامة !!
هتف سامي مبتسما بغموض :...
-أهلا يا سيادة الرائد , كنا لسه جايبين في سيرتك .
-في سيرتي أنا !!
قالها أسامة بارتباك , برر سامي بسماجة :..
-أصل عنان كانت بتحكيلي , عن حبيبتك و جد حبيبتك القاسي الشرير اللي هيجوزها غصب عنها .
أخرج أسامة محرمة من جيبه , و أردف بتوتر :...    
-أنا ... أنا مبحبش حد !
قالها و نظر لوالدته نظرة متوعدة , لكنها هتفت نافية :...
-لا بتحب .. دا بقى زعيم عصابة ... مش عارفة هو لسه فيه أهل بيجبروا ولادهم على الجواز ..
أظلمت نظرات سامي , فتأملها أسامة و هتف :..
-ما كفاية بقى يا ماما أبوس إيدك .
أردف سامي بإستجان :..
-ما تقولي مين جدها الشرير دا يا أسامة ... دا ممكن أكلمهولك .
لقد خربت والدته كل شيء ! يا الله الرجل  على وشك قتله !!
استجمع شجاعته , و أجلى صوته :..
-سامي باشا الكلام دا مش حقيقي مطلقا !
-أومال إيه الحقيقة يا أسامة ! أنا سامعك ...
نقلت عنان نظراتها بينهما , تلاحظ هالة من الشد بين الاثنين ...
لكنها لم تفهم لماذا ؟!!بقلمي أسماء علام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المساء ،،،
وقفت مريم أمام مرآتها, تتأمل مظهرها بقلب مرتجف , ارتدت فستان المقدر لها ارتدءه , أحمر منفوش يليق بعروس الليلة !!
ابتسمت بعروس بسخرية ، أي عروس ؟! هي تبدو فقط كعروس الماريونت !!
فستان ! و زينة و حفل و عريس قادم بعد قليل ..... و من المفترض هي العروس ..
يا الله ! هي لا تريد كل هذا ! هي لا تنتمي لهذا المكان أبدًا !
قاطع رثاءها لحالها , ولوج جدها للعرفة , أشاحت بنظرها عنه , بينما هو وقف أمامها تماما !
و بدون أن تحسب حساباتها ! أجفلتها الصفعة التي هوت على وجنتها الأبية ...  
-جدو !
قالتها مذهولة , فهتف هو باستياء :...
-إيه كنتي مستية الأمير ينقذك و لا إيه ؟!

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن