٥٠

5.3K 224 1
                                    

الفصل الخمسون 
" الكلب "
لكن الشل الذي أصابهما لم يكن ذلك الوقت المناسب له , في حين كان أحدهما الاسرع في ردة فعله , و بسرعة خاطفة بمجرد رؤية السور الخشبي يقع , التقطت قطعة من زجاج القصيص المكسور , قطعت بها حبل الأرجوحة من إحدى جانبيها , لتتصنع منها حبلا متين تتمسك به , لتمسك نورا بقوة , نظر لها الكل بصدمة , لكن حسين تحرر من حالة الجمود تلك ليركض للداخل سريعا ...
بريهان : عزيز ... تعالي بسرعة .. و هات حد من الحرس ....
كانت نورا مذعورة بشدة إلي أن وجدت من يمسك و يحول دون سقوطها , لكن في نفس الوقت تألمت مريم بشدة لكن حاولت ألا تتأوه , فقد خرحت يدها و ذراعها أثر ذلك الهبوط المفاجئ , لم تدري متي و كيف فعلت ذلك .. نظرت لها نورا بامتنان , لكنها بادلتها بنظرة صارمة و نادت على بريهان بصوت عالٍ : ..
-بريهان !! قوليله يطلع على الأوضة اللي فيها البلكونة دي .
- أأقول لمين ..
- لـ .. لـ .. لحسين باشا .. بسرعة ..
- حاضر .. حاضر .............. عزيز بسرعة الحق دادي قوله .
عزيز : هوا يا هانم .
نورا : أنتِ هتعملي إيه ؟ ما نطلع من فوق ..
مريم بأنفاس متقطعة : م.. مش هينفع , مسافة بعيدة أوي  ... و الحيطة منزلقة و حادة , و الحبل مش هيستحمل كتير .. البلكونة أسهل ..
بريهان : بس البلكونة بعيد ..
مريم بألم : هـ... هــ هتصرف ... وصلوا  ..
حسين : أنا في البلكونة يا مريم .. هتعملي إيه ؟
بيري : هتعملي إيه ؟
مريم بحدة : اسكتووووووا عشان أعمل ..
ثم وجهت كلامها لنورا : ..
-أنا هسيبك ....
- إييييييه !!!
-استني أكمل .. أنتِ امسكي وسطي ..... بسرعة ..
- ح ..حاضر .
فعلت نورا كما أمرت , أبعدت مريم نفسيهما عن الحائط بذراعها و جعلت نورا أمامها كي تكون هي من تحتك بالجدار و ليست هي .. كانت البلكون بعيدة نسبيًا عن مريم طولا و ارتفاعًا , فاضطرت لأرجحه الحبل حتى أصبح باستطاعة الحبل الوصول للشرفة .. حمدت الله أن الشرفة لم يكون يحاوطها سور حديدي بل من الرخام .. و طلبت من نورا أن تنخفض بمستواها قليلا لتمسك بمريم في النهاية من منطقة الساق .. و اشرأب حسين بجسده حتى يلتقطها عندما تصل إليه بفعل أرجحه الحبل , التقطها أخيرًا في حين كان يمسكه عزيز جيدًا حتى لا يسقط ... حمدت مريم الله و كذلك الكل و التقطوا أنفاسهم الضائعة بسبب الخوف في حين .. ضمها حسين إليه فلم يكن يتصور أن يفقدها أبدًا ...
أما بالنسبة للأخت مريم التي ابتعد بها الحبل و ازاد احتكاكها بالحائط , فبدأت تدرس الإمكانيات المتاحة , وصولها للشرفة بنفس طريقة نورا صعب للغاية .. كما أن قوتها بدأت تخونها و تنهار , فهي تشعر بالوهن يسير مجرى الدم الآن , نظرت لأعلى فعلمت أنه يجب عليها الإسراع و أيضا لا يمكنها تسلق الحبل للصعود للسطح ؛ فالحبل على وشك أن ينقطع , فأخذت تحدث نفسها : ..
-هتعملي إيه يا مريم .. و لا هتفضلي متعلقة زي طرزان .. ما أنتِ لو فضلتي كدة هتسلمي على الأسفلت تحت بوشك ....
قاطعها صوتهم الجماعي يسألها عما ستفعل , ثم صرخت بريهان فجأة , ففزعت مريم وكادت تسقط ..
بريهان : الحبل هينقطع ..
مريم : يخربيتك ..عارفة ... بس بصوتك العالي , كده هقع قبل ما ينقطع .
حسين : هتعملي إيه البلكونة بعيدة ..
مريم : استعنا عـ الشقا بالله .. هي موته و لا أكتر .
نورا : هتعملي إيه يا مجنونة !!
مريم : وسعولي كدة ... ابعدوا خالص ..
حسين : مريم ! بلاش جنان .. المكان بعيد دا إحنا بالعافية مسكنا نورا .......
صرخت مريم قائلة : ..
-ابعدووووا , قولت ابعدووا .
امتثلوا لأمرها ... فأرجحت الحبل عدة مرات , ثم أرجحته بسرعة لتتركه فجأة وتقفز , لتسقط بعدها متدحرجة , لداخل الشرفة .. تأوهت بألم , وكان متكورة على نفسها بعد قفزها للشرفة , و الكل ينظر لها بذهول , ركضت بريهان إلي الشرفة .. اقترب منها حسين بحذر : ..
-مريم أنتِ كويسة ..
أصدرت صوت متألم : ..
أوه ..
أوه !!! طب قادرة تقومي ..
أردفت مريم بصوت متألم مضحك : ..
تقريبًا ..
كانت متألمة للغاية .. أشار حسين لعزيز كي يرحل , ثم نظر لوجهها المتألم , و شاهد عيناها التي تكابر حتى لا تظهر الألم .. انحني بجذعه و امتدت يداه لتحملها , فشهقت قائلة : ..
ـ أنت بتعمل إيه ؟
ـ هشيلك ..
ـ لأ شكرا أنا هقوم ..
ـ يا بنتي ما تعانديش ..
ـ قولت لأ .
أصرت على الرفض , و تمسكت بسور الشرفة , اقتربت منها نورا سريعا لتساعدها , فقالت مريم معترضة : ..
ـ شكرا مش عايزة ..
ـ مفيش حاجة اسمها مش عايزة .. ما أنتِ ساعدتيني .. كنت قولتلك مش عايزة مساعدة .....
أرغمتها على قبول مساعدتها , حتى أتت بريهان , فقالت مريم : .
ـ بريهان .. اسنديني ..
ـ أوك .. حاضر , ألف سلامة ..
سندتها بريهان , و دخلت بها لغرفتها لتجلس على السرير , طرقت الباب بعد لحظات لتدلف نورا , وتعطي علبة الإسعافات الأولية لبريهان ..
بريهان : هاتي إيدك .... هتفضلي على طول متهورة كدة ...
لم ترد عليها مريم , فلو نطقت لانفجرت مريم في وجهها , فمريم بالأساس لا تعرف لما خاطرت بحياتها من أجل نورا ..
بريهان : بس .. كنت عايزة أقولك thanks .
مريم باقتضاب : اطلعي برا ..
بريهان : why ?
-أنتِ ليه متطفلة .. ضهري انجرح من الحيطة .. عايزة تعرفي حاجة تانية ..
- طب ما أنا أعملهولك .
- لأ .
- مريم ! أنتِ دافية شوية .
- لأ عادي .. اطلعي بقى .
- دا أنتِ غريبة .
خرجت بريهان , عندما سألها والديها عن السبب , أخبرتهما فضحكا على تلك المجنونة , و أعطت نورا لبريهان طعام لمريم , فطرقت الباب و أذنت لها بالدخول .. ظلا بالخارج و لم يغادرا حتى سمعا صوت مريم الرفض رفضا تاما للطعام ... عندها اقتحم حسين الغرفة ...
بريهان : داد ..رافضة تاكل ..
حسين : أنا هتصرف ..
مريم بغضب : هتأكلوني بالعافية ولا إيه ..
حسين : مريم كلي بالذوق ..
مريم بعند : لأ ..
كانت نظرات حسين عدائية , فخافت نورا و قالت : ..
-هتعمل إيه ؟
- هتشوفي ..
اقترب منها و بلحظة كان يكبل يدها خلف ظهرها ثم قال أمرًا : ..
-أكلوها ..
مريم : دي مش طريقة .. أنا مش عيلة صغيرة .
نورا : بس تصرفاتك بتقول كدة .
مريم : نعم !!
حسين : أنتم هتتناقشوا معاها .. قولت اكلوها بالعافية ..
تمنعت مريم كثيرا , لكن بالنهاية كان لهم ما أرادوا , وأطعموها فنظرت لهم بغضب , فقال حسين : ..
-إيه هخاف مثلا ..
ثم نظر لنورا و قال : ..
ـ تعالي معايا يا نورا عشان لو انجرحتى ..
نظرت له الفتاتان فقالت بريهان :.
ـ نحم .... تروح مع مين ؟ أنتِ بقيت شقي أوي يا حج ..
احمر وجه نورا خجلا , بينما نظرا لها حسين شزرًا ..
بريهان مازحة : شوفي و اشهدي يا مريم وشها جاب ألوان إزاي يبقى أنا فهمت غلط بذمتك !!
حسين هامسًا : أهو احمرارك دا اللي مودينا في داهية ... مش عارف ليه فهمونا صح ..
نظرت له مشدوهة , فقالت بريهان : ..
ـ انحرفتي يا نونا ... إيه يامو العيال .
حسين : أمو العيال ..
ـ سمعتها في فيلم كدة ... صحيح يا مريم معناها إيه ؟
مريم : بلغتك اسمها ال mom  بتاع ال kids .
بيري بتفهم : Oh … I can understand
مريم : برا يا بيري ... مش طيقاك أصلا .. عايزة أنام ..
بيري : صحيح أخرة خدمة البتوع دول علبة ..
مريم : علبة ...... اسمها أخرة خدمة الغز علقة .
بيري : whatever
أمسك حسين بريهان من ياقة التير الخاص بها من الخلف و هتف : ..
ـ أنتِ حسبك تقل معايا أوي ... تعالي ..
بيري : dad ! relax …come down…come down .
حسين : اخفي من قدامي ..
بيري : Okay !
ثم أسرعت نحو الباب .. فأتاها صوت مريم قائلة : ..
ـ لما حازم يجي .. ناديلي .
ـ و قبل ما يجي .. إحنا نسنغني .
ثم خرجت , تلاها حسين وزوجته و دلفا لغرفتهما الخاصة بالأسفل ... فدخلت هي مبتهجة قائلة : ..
ـ أنا فرحانة أوي يا حسين ..... انقذتني يعني هي مش بتكرهني .
نظر لها بتساؤل و قال : ..
ـ و هي تكرهك ليه ؟
ارتبكت نورا و لم تعرف كيف تجيبه , و زاغت ببصرها عنه و قالت بارتباك : ..
ـ لا أبدا .. أقصدي .. مننا كلنا ... عشان موضوع ضربها ...
ـ اقفلي على الموضوع دا يا نورا لو سمحتي .
ثم قال في نفسه : ..
ـ أنا لحد دلوقتي مش عارف أنا عملت كدة إزاي ؟!
تنهدت نورا و ارتبكت ... و فكرت في قرارة نفسها كيف يمكنها أن تصارحه يومًا بالحقيقة , إنها مهمة صعبة للغاية ..
حسين لنفسه : بس مريم قدراتها ما يستهنش بيها أبدًا .. فعلا تستحق تكون تجربة سامي حجازي ... لأ فعلا رهيبة , أنا لازم أفكر في الموضوع ده ... يعني الفرقة اللي قاعدة في البيت دي و فاكرنها فسحة ... بس هما تبع وزير الداخلية .. خلاص أكلمه في الموضوع ده بدل ما الموضوع نايم كدة ..
نورا : في إيه يا حسين ؟
حسين : لأ مفيش .. يلا نقعد في الجنينة ..
جلسا قليلا في الحديقة بعدما تأكدت نورا من عدم إصابتها بأي جرح .. كانت بريهان تعمل بتركيز شديد .. من يراها لا يصدق أنها تلك المشاكسة , مرت حوالي ساعة والنصف , فوجدوا مريم قادمة في اتجاههم ..سارت قليلا و هي غير منتبه فاصطدمت بنورا التي تعمدت ذلك .. فنظرت لها مريم بريبة ,, لكن نورا همست في أذنها قائلة : ..
ـ شكرا يا .. بـ... بنتي .
فغرت مريم فاهها حتى كاد يقابل الأرض من اتساعه ... كان قلبها يهتز لا تعلم هو فرحة أم غضب .. يا إلهي ما هذا الشعور الوليد الذي نبت بداخلها ليجتاحها و يجتاح كل ذرة في وجدانها .. لا تعلم نورا أنها بقولها هذا .. أماتتها و أحيتها , و تركتها الآن شريدة تحاول استعادة عقلها , أمن كلمة مال قلبها , و فقدت تعقلها .. أفاقت و اتخذت الوضعية المعتادة لوجهها (الوش الخشب) لتعود مريم الطبيعية ..
أمل نورا فقد شعرت و كأنها وضعت تاج على رأسها هي و ليس لمريم .. و كأنما استعادت روحها الضائعة , الهاربة .. و انتعش روحها , ارتسمت ابتسامة صافية على صفحة وجهها البيضاء , و ازداد خديها توردًا .. اتجهت إلي الداخل لتخبأ سعادتها قليلاً و تستطيع أن تبدو طبيعية ..
ظلت مريم تتحرك أمام بريهان بدون ثبات , تسير يمينًا ويسارًا , حتى تركت بريهان ما بيدها و هتفت : ..
= و الله أنتِ مجنونة .. في إيه مش كنتي دخلتي تنامي و ترتاحي .. جاية تزعجيني ..No way أخلص منك ..
ـ chat up .
قالتها بغضب استفز بريهان فاندفعت قائلة : ..
how dare you ! I don’t like this way of…..=
(كيف تجرئين .. أنا لا أحب تلك الطريقة من .. )
ـ أنتِ بتقوليلي أنا الكلام ده ... و بعدين أنتِ معندكيش دم , مش أخوكي بيمتحن .
= oh حازم هينجح , هينجح ... دا أنا حاسة إنك أنتِ اللي بتمتحني .
ـ يا باردة يا تلمة ...
صمتت قليلا و قالت : ..
-هي الساعة كام ؟
=2و نص ..
ـ و مجاش ليه ؟ أنا مش قولت يجي على طول .... يوووه .
= اقعدي واهدي ..
.......................
مرت حوالي الربع ساعة حتى وصل حازم , أصدر صوت بفمه لينتبها له و لم يقترب بل وقف عند البوابة ..
هتفت مريم قائلة : ..
-حازم ! أنتِ جيت .. تعالي ! تعالي !
رن هاتف بريهان فأجابت على أسامة , ثم نهضت بعيدًا قليلا عن مريم التي وقفت تنتظر حازم ليطمئنها ..
مريم : حازم ! ما تيجي بقى ..
=معايا مفاجأة !
-مفاجأة إيه ؟
=حاجة كان نفسي فيها من زمان , و النهاردة كنت مبسوط بعد الامتحان فعديت من جنبها محل و جبت معايا ده ........
...
بريهان : أيوة يا أسامة ؟
-إيه الأخبار عندك ؟ مريم تليفونها مغلق , مش عارفة أكلمها ..
=بالنسبة للأخبار فهي يعني ...not so bad , but not good  .. و بالنسبة ليك فأنت يعني ..
-خلصي بتلجلجي ليه !
= أنت ظروفك وحشة .. و أنا هسيبك تكتشف بنفسك رأيها و هفتح الاسبيكر و أنت و حظك ..
اقتربت بيري من مريم و التي كانت تقف تنتظر حازم الذي دخل من البوابة للتو و معه شيء .. هو ليس شيء بالضبط ..
مريم : في إيه يا حازم ؟
بيري : كنت عايزة أقولك ...
صمتت بريهان عندما رأت ما الذي يصحبه حازم بالضبط , إنه كلب ضخم (فحازم  مهوس بالكلاب ) , تيبست مريم قليلا , و جحظت عيناها و هي تردد بهلع : ..
-كـ ... كـ ... كلب !!
أخذ حازم يتحسس ظهر الكلب , بينما الكلب يخرج لسانه مستمتعا , فقال حازم : ...
-عجبك مش كدة ! أول ما شفته قولت هتحبوه ..
بريهان : disgusting (مقزز) إيه ده يا حازم ؟
كانت مريم فقط من تترجع للخلف في خوف ظاهر على وجهها و العرق يتصبب على وجهها .. و قالت و هي تشتر بيدها : ..
-ابعده .. مشيه ! مشيه .. مشيه !
حازم = مالك  يا مريم .. دا لطيف خالص !
بيري : لطيف إيه يا بني آدم أنت !!
و نسيت بريهان تماما أسامة الذي على الهاتف و بمجرد أن سمع كلمة " كلب " حتى أخذ يهتف في بريهان لكن لم تكن منتبهة..
لفت انتبه حازم حركات غريبة من الكلب متزامنة من الذعر الذي كان مرتسمًا على مريم و هي تعود للخلف ..
=مالك يا مريم ؟ ما تقوليش إنك خايفة من ....
-قولتك ابعده !
=أنتِ خايفة بجد !!
ابتسم حازم على الفور على منظرها و أخذ يقرب الكلب منها بمزاج و هي تبتعد إلي أن بدأت تهرول و حازم بحركاته المضحكة خلفها , مما جعل بريهان لا تقاوم نفسها من الضحك ! فمن يرى مريم يستحيل أن يصدق أنها تخاف هكذا من الكلاب !!
خرج الأبوين من الداخل ليشاهدا هذا المنظر ..
حسين : في إيه ؟!
بريهان ضاحكة : مريم بتخاف من الكلاب هههههههه !
ابتسم كلاهما , و أخيرًا انتبهت بيري أن أسامة مازال على الهاتف , فوضعته على أذنها و قالت : ..
-سوري يا كابتن أسامة ... بس هههه مين يصدق إن مريم بتخاف من الكلاب..
-كلب !! كلب إيه مين جاب كلب ؟
-حازم !
- " و سي زفت بيعمل إيه عندكم "
قالها عصام بغيظ حيث كان يتابع الحديث و هو جوار أسامة في السيارة يقودها.
بريهان بضيق : طب أنا دلوقتي بكلم مين .. أكيد مش بكلمك يا كابتن عصام !
أسامة بعصبية و صراخ : اسكتوا أنتم الاتنين ....... وقفيه يا بريهان .. وقفيه , مريم عندها فوبيا من الكلاب !!
-إيه ؟!!!
لم تكن تتوقع بريهان أن الموضوع يصل لرهاب من الكلاب !!
-هوقفه ! حاضر .
فأسرعت توقف حازم  , و هي تصرخ : ..
-خلاص يا حازم !! مريم عندها فوبيا من الكلاب .
لكن الأمر تطور بسرعة , فقد استطاع الكلب أن يستشعر هرمون الأدرينالين الذي أفزه جسد مريم بسبب الخوف , فسبب زيادة سرعتها و مع زيادة نبضات قلبها بجنون .. فأخذ يركض خلفها , و من سرعة الكلب استطاع الفكاك من حازم ..
هرول حسين و نورا أيضا بعد أن سمعوا قول بيري !!
ما إن سمعها حازم حتى أسرع محاولا اللحاق بالكلب , لكنه لم يستطع !
كانت مريم تركض بسرعة رهيبة , و فجأة انتبهت لباب خلفي فدخلت و كانت تتخبط من سرعتها في الحائط و الأثاث , و لكنها كلما سمعت صوت نباح الكلب كلما أسرعت أكثر , حتى وجدت باب غرفة المخزن , فدخلت و أغلقت الباب مسرعة خلفها ..
--------------------------
في سيارة عصام ،،،
هتف أسامة بخوف لأخيه :..
-قوم أنا هسوق .
-ليه ؟!
-قولت قوم .
قالها أسامة بصراخ ، فاضطر عصام للموافقة .. أسرع أسامة بالسيارة فوق حدود المعقول .. و وجهه للقلق عنوااان .
و سيضطر أن يكون للأسف في وجه المدفع ! لكن من أجلها الغالي يفقد ثمنه !
من أجل عينيها فقط .
---------------------------
بعد صراع مع الكلب استطاع حازم و حسين السيطرة على الكلب و أبعده عزيز ..
صرخ حسين في حازم بحدة فقد سأم من تهوره :..
-أنت مش هتبطل تفاهة بقى يا عسل أنت .. نفسي أحس أني مخلف راجل .... حرام عليك يا أخي ..
شعر حازم بالخزى ، و لولا أنه كان السبب في ما حدث لمريم لغادر المنزل في التو ، لكنه تنحنى جانبا ...
حاول حسين فتح باب المخزن لكن مريم أوصدته خلفها ، فظلت بريهان  تطرق الباب و تناديه في محاولة لتهدائتها لكن لا صوت ، كما حاول حسين بلا نتيجة !
انتبهت نورا لهاتف بيري يصدر منه صوت فهتفت :..
-شوفي تليفونك ده , عامل وش ..
انتبهت بريهان أن أسامة مازال على الهاتف  ، فوضعت الهاتف على أذنها بسرعة فسمعته يهتف :...
-قوليلهم يدخلوني ...
-أنت فين .
صرخ صراخًا أجفلها :...
-برا قولي للحرس الزفت دول ينيلوني  ...
نظرت بطرف عينيها نحو البوابة ، فوجدته هو و عصام أمام المنزل ،  أدخلتهم و قادتهم خلفها و هي تشرح باختصار ما حدث ..
ظل حسين يطرق الباب هاتفا :..
-مريم ! افتحي خلاص مفيش حاجة ..  افتحي ..
ألقى حسين نظرة خاطفة ، فوجد شابان ذوا بنية رياضية أمامه ، كان عصام يشعر بالقلق الشديد من مواجهة حسين , لكن لا يستطيع أن يترك أخيه بمفرده !!
أما أسامة لم يسمح لنظرات الاستنكار و الذهول من حسين أن تردعه ، بل اندفع نحو الباب يطرق هاتفا باسم مريم
-مريم .... افتحي .. عشان خاطري .. افتحي بقى .
هتفت بريهان :..
-اكسروا الباب ... حالة الفوبيا ممكن توصل لانهيار ..
تدف الادرينالين بقوة في دم أسامة .. فاندفع بكل قوة نحو الباب يحاول كسره .. و أسرع حسين للمساعدة  .. و قبل أن يمد عصام يد المساعدة كانوا قد كسروه بالفعل .
مسحوا المكان بأعينهم فكان أسامة الأسرع في رؤيتها و الركض إليها ..
كانت فاقدة للوعي ، و ينساب على وجهها العرق الغزير بفعل الخوف ، و تختبأ خلف إحدى الأثاثات البالية .
وقف أسامة يمسح على وجهها أثر العرق ، و القلق يرتسم على وجه ، بدون تفكير حملها و خرج بحد من السرعة لم يسمح لهم بالاعتراض ..
شعر حسين بالذهول .. من هذا بحق السماء !!
😳😳😡
و لولا بعض من التعقل لأمر الحرس برميه خارجا ..
أما نورا فخوفها على ابنتها كان أكبر من أن تفكر في من هذان و ما يفعلان !
كانت بريهان تتبع أسامة مسرعة ..
و حازم خلفهم جميعا يشعر بالذنب .. بمحازاته شخصا ينفث النيران من أنفه و أذناه و هو يرمقه بنظرات مشتعلة 😡😠
""
..
دلف أسامة بها الفيلا دون أن يدرك ما يفعله تحديدا أو يترك للتعقل مساحة التصرف ، هتف قائلا بقلق :..
-أوضتها فين ؟!
أشارت له بريهان قائلة :...
-فوق فوق .. اطلع .
دلته بريهان على الحجرة ، وضعها على الفراش ، و هو يطالعها بقلقه و لوعته..
فمشاهدها و هي فاقدة الوعي من الذعر يدمى فؤاده .
نحته بريهان جانبا و اقتربت من مريم تفحصها ، هتف لوالدتها :..
-مامي ! هاتي الشنطة اللي هناك  دي ، و أي برفيوم  .
جلبتهم نورا ، و أمرتهم بريهان :..
-اطلعوا برا كلكم يلا .
امتثلوا للأمر و ارتصوا  خلف باب الحجرة ...
ما بين نظرات قلق من الجميع بالاضافة للنظرات الدهشة من حسين نحو الزائرين !
بعد برهة انتبه أسامة لحازم و الذي يقف بعيد عنهم نسبيا  و هتف بنبرة عدائية خطرة  :...
-أنت اللي جبت الكلب ..
تلعثم حازم مردفا :..
-أأأأأ .... أنا كنت .. جايبه عادي ... ما توقعتش .. أنها تخاف .. دي .. دي .. مريم .. ما توقعتش كدا .. هي أصلا ازاي تخاف .
زفر أسامة بقوة و أسف ثم أردف :..
-كلب في الكلية الحربية جاله مرص الصعار ... قبل ما نضربه بالرصاص هجم على مريم .. و لحقناها في أخر لحظة .. و من يومها و هي عندها فوبيا منهم .
خرجت بريهان على قوله ، فهتف بحدة  :..
-إزاي دا يحصل ؟! مفيش ...
قاطعها حسين :..
-الكلاب في الحالات دي تصرفتهم بتكون وحشية جدا و غير متوقعة .. و البور بتكون عنده  زيادة و هيبر .
قالها رامقا أسامة بتحير  ..
هتفت نورا بقلق :..
-هي عاملة إيه يا بيري ؟
-في حالات الخوف المرضي بيحصل انهيار و مريم ارتفعت درجة حرارتها .. أنا اديتها مهدأ .. بس عندها حمى  .
هتف أسامة بقلق :..
-هي كويسة بجد ... يعني ... نـ...
كانت نظرات حسين مرعبة ألجمت أسامة ، نادى حسين بصوت جوهري يدل على عصبيته :..
-إجلااااااااال ... مياة و تلج و هاتي خافض حرارة حالا  ..
أجابت إجلال بخوف من نبرة صوته العالية :.....
-حاضر هوا يا بيه .
تابع حسين بصرامة :..
-و أنت يا زفت تأخد البلوة اللي أنت جيبها دي .. و تخفيها .. مش عايزة اشوفه تاني .. أنا مش جايب كلاب للحراسة تجبهولي أنت .. و ماشوفش وشك قدامي فاهم .
حازم بخضوع : حاضر .. و أنا آسف عن أذنكم .
غادر حازم بأسي ، أخفى عصام ابتسامته بصعوبة .
تابع حسين أوامره :..
-أظن جه وقت البهوات أعرف هما مين .. و ايه دخلهم بيتي ؟!
ازدرد أسامة ريقه بتوتر! فقد حان  موعد المواجهة ! هذان ما كان يخشاه !!
و عصام خلفه يشعر بأن كارثة على وشك الحصول !
تمسك أسامة بقناع  ثقته  ، و مد يده للمصافحة فلم يبادله حسين ، فأجبره أسامة على  المصافحة و هو يردف بثقة و بسرعة :..
-أنا الرائد أسامة و دا أخويا المقدم عصام من فرقة العاصفة .. و انا المسئول عن حماية مريم  بأوامر من سامي باشا حجازي  ..
سحب حسين يده و هتف بعصبية :..
-بس أنت بالع راديو .. ايه الفيلم دا .. سامي حجازي عمره ماعين حراسة .. و الا مكنتش مريم جت هنا .... أنت مين و بتعمل إيه هنا ؟؟؟
وضعه في خانة اليك ..
بقلمي أسماء علام موكا

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن