٣٩

5.2K 240 2
                                    

الفصل التاسع و الثلاثون
( تشابكت خيوط اللعبة )
طرقات على الباب , ولج بعدها الدكتور المعالج لمريم (حسن) ..
حسن مبتسمًا : صباح الخير .
ابتسمت مريم ابتسامة مجاملة ...
- صباح النور يا دكتور حسن .
قامت بريهان لتقف باحترام , وقالت بدهشة  ..
- دكتور  حسن .. 
- دكتور بريهان , فرصة سعيدة .
- أنا أسعد يا دكتور .
مريم : أنتِ تعرفي دكتور حسن يا بيري .
بيري مبتسمة : دكتور حسن يبقي المشرف على رسالة الماجستير بتاعتي .
هكذا عرفته للكل , ثم أشارت لمريم , بالرغم من ذلك التعريف العملي إلا أن امتعاضة وجه عصام لم تُمحَ ..
بريهان : دكتور حسن دي مريم ...... أأأ ..
ترددت قليلا (أتقول أختها , أم صديقتها ) كان ترددها مقلق و مربك , حاولت جمع شتات نفسها لكن لم تعرف ماذا يجب أن تقول , فقالت مريم ضاحكة ...
- في إيه يا بريهان أنت نستيني ولا إيه هههههه !
بريهان : لا ... مريم تبقي صاحبة عمري .
حسن : أنا ما كنتش أعرف كنت اتوصيت كمان شوية .
مريم مجاملة : لا يا دكتور حضرتك عامل الواجب وزيادة .
تنحنح عصام في غضب , تبعه زفير أسامة .
بريهان : أيوة .. المقدم عصام و دا الرائد أسامة , زمايل مريم في العمل .
حسن : أهلا .
توجه حسن بالحديث مع بريهان , و وقفا متقابلين أمام سرير مريم في منتصف الغرفة . لم يستطع عصام أن يتحمل أكثر من ذلك , فوقف خلفه , أما أسامة فقد قعد على كرسي بجوار مريم ... وشاهدا معًا بابتسامة متسلية ردود أفعال عصام , فلم يعد ماهرًا في إخفاء مشاعره أكثر ..
حسن : أخبار الرسالة إيه ..
بيري : في شوية مشاكل كانت معطلاني بس ..
حسن : لا مش عايزين حاجة تعطلنا ..
عض عصام على شفته السفلى بغضب فقال بنزق:..
- فعلا , حاجة تضايق .
التفتت بريهان و حسن ليقولا معا في نبرة واحدة :...
- إيه دي ؟
عصام : العطلة .
حسن : أيوة .... أنت عارفة من زمان إن موضوع الرسالة عجبني .. جديد فعشان كده محتاج شعل و مجهود .. وأنا واثق جدًا في مهاراتك .
بيري : أنا كنت اشتغلت عليها جامد , ووصلت لنظريات وفروض عن المخ وعلاقته بالضغوط وتقسماته بالجمجمة بس محتاجة تأكيد عملي جامد عشان أقدر أضيفها بشكل جدي في الرسالة .
- أنا متأكد من قدراتك .
كانت ملامح عصام توحي أنه على وشك الانفجار , والمتابعين للموقف من بعيد يكتمون ضحكاتهم بصعوبة , وخصوصًا مريم .. نظرا لها أسامة بابتسامته , فعاودها الشعور بالضطراب مرة أخرى وخفقان القلب , فأخفضت بصرها , فعاد التوجس لأسامة بشأن تصرفاتها مرة أخرى ...
لم يحتمل عصام الموقف أكثر من ذلك فصاح بغضب ..
- أعتقد يا دكتور أنت جاي عشان تطمن على كابتن مريم , مش تتكلم مع صاحبتها .
بيري : إيه الاسلوب ده , أنا فعلا كنت محتاجة أتكلم مع دكتور حسن ؛ لأنه مش موجود كتير في الجامعة .
حسن : فعلًا أنا بروح الجامعة وقت محاضراتي بس لأني مشغول في الأبحاث الجديدة بجد .
بريهان بانبهار : أبحاث تاني بعد الدكتوراة يا دكتور , دا كده كتير .
عصام بغضب : فعلا كتير .
حسن : في حاجة !!
عصام : أيوة فيه , أنتم عاملين دوشة , كابتن مريم تعابة وعايزة هدوء عشان ترتاح  ... ولا إيه يا مريم .
مريم : لأ .. أنا ....
نظر لها محذرًا ففهمت قصده , فوضعت يدها على رأسها و قالت ...
- أيوة فعلا مصدعة ..
نظر له عصام نظرات ذات معني , وقال : ...
- شوفتم ... ممكن حضرتك بلاش إزعاج لمريضة .
غضب دكتور حسن , و قال :....
- بس أنا جاي عشان المريضة ..
عصام : وهي ما طلبتش مساعدة , تقدر تمشي تشوف أبحاثك ..
- أنا ماشي ..
استعد للمغادرة بغضب فقالت بريهان ..
- دكتور حسن أنا جاية أتكلم مع حضرتك ..
وقف عصام قابلتها يمنعها قائلا ...
- راحة فين ؟
- وأنت مالك ..
- إيه وأنت مالك دي , ردي عدل ..
- أنت مين أصلا عشان تمشي الناس بمزاجك , أنت مالكش حق تكلم دكتور حسن بالطريقة دي ..
مريم : اهدي يا بيري , هو ........
بريهان : لا يا مريم , وبعدين أنت واقفة معاه , كانت قلة ذوق بجد .
عصام : أنا قليل الذوق , لأ قلة الذوق اللي أنت بتعمليها وأنتِ واقفة تضحكي وتتمرقعي ..
- أنت بتقول إيه , أنا مش فاهمة كلامك.... بس أنا مش بعمل حاجة غلط أنا بتكلم معاه في علم , حاجات ما تفهمش فيها .
- لا بقى أنت زوتيها وقليتي أدبك , وأنا مش هسكت ..
تدخل أسامة في الحديث ..
- خف يا عصام شوية .
عصام : لا مش هسكت , العلم ليه أدبه , مش بالأسلوب المدلع ده .
- لا أنت كده كتير , أنت أصلا ما لكش حق تدخل , زي ما أنا بشوفك و أنت ماشي مع البنات براحتك , أنا كمان حره أعمل اللي أنا عايزة أما شىء بارد صحيح ..
عصام بغضب : كلمة كمان وإيدي هتطول ..
"عصام .... بريهان كفــــــــــاية "
قالتها مريم بغضب , ثم أضافت ........
- هو عشان أنا وأسامة ساكتين هتزودوها , ولا فاكريني عشان تعبانة يعني مش .........    
قالتها وهي تحاول النهوض من على الفراش , فخذلتها قدمها و كادت تسقط فأسرع الكل تجاهها , أسندتها بريهان بلهفة لتجلسها على الفراش من جديد .
وقف الكل حولها , ونظرات أسامة تحمل تأنيب صريح وهو يقول :.......
- يعني أنا مكنتش هعرف أتصرف .
بريهان : مريم أنا ..
عصام : أنــــــــــــا ...
مريم : خلاص ممكن تقعدوا أنتم الاتنين , بجد حرقتوا دمي ..
أسامة : يلا اترزع يا عصام جنبي .. وأنتِ اتفضلي يا أنسة بريهان جنب مريم .... وأنتِ مريم اهدي و إلا ...
جلسا عاقدين ذراعيهما أمام صدريهما كتلامذة في الصف . نظر أسامة لمريم نظرة طويلة عميقة معاتبة , فقالت مريم بأسف ........
- خلاص يا أسامة أنا أسفة , أنا بس انفعلت شوية .    
أسامة : يا ريت ما تنفعليش تاني عشان الدكتور محذر من الانفعال ..
مريم بنبرة دعابة ...
- دكتور حسن ؟! هههههههههههههههههههه .
أسامة : ههههههههههههههههههههههه
كانت أصوات ضحكاتهما الاتنين رائعة وملفتة ومثيرة للبهجة , فدفعت بريهان وعصام للضحك رغمًا عنهما .
قطع صوت الضحك رنين هاتف أسامة ..
- رءوف .. باعتلي رسالة ..
عصام : خير !
مريم : صحيح , إيه الفيديوهات اللي بتقولوا عليها ..
رأت مريم أن بريهان لا تنظر لعيونها البتا .
عصام : هو أنت ما تعرفيش أن فيديو الضرب بتاعك اتنشر ع اليوتيوب .
مريم : إيــــــــــــــــــــــــــــــه ؟!!
أسامة : يخربيتك !!
أغمضت بريهان عينيها ووضعت كفيها على وجهها من الصدمة ..
مريم : مين اللي عمل كده ! ردوا عليا مين اللي نشره ..
أسامة : يا مريم ما تتعصبيش أرجوكي ..
مريم بعصبية أشد : إزاي عايزني ما اتعصبش , أنا اتفضحت , هحط عيني في عيون فرقتي إزاي دلوقت .. يعني موت وخراب ديار كمان ..
احمر وجهها , وتمدت على السرير بسرعة , وغطت وجهها بالملاءة . رفع أسامة الملاءة من على وجهها وقال بصوت رخيم .
- قولتلك إهدي , و هنعرف مين اللي نشر الفيديو قريب .... المهم حد معاه تاب متصل بالنت ...
بريهان بتوجس : أنا معايا ...... بس ليه ..
أسامة : رءوف بعتلي ضروري عشان أشوف برنامج (....) بس مباشر ..
بريهان : اتفضل !
ناولته بريهان لأسامة .. فبدء بالبحث حتى وصل لضالته المنشودة فرأى ما لم يكن يتوقعة قط ...
أسامة : تعالوا بصوا كلكم .
عصام : إيه دا ....... دول سامح وشريف و رءوف ..
أسامة : ومجاهد و محمد و سيد كمان
مريم : بيعملوا أيه دول في برامج التوك شو ..
أسامة : مش عارف .... ما حدش قالي ..     
..................................................
في إستوديو البرنامج التليفزيوني ,,,
جلست مقدمة البرنامج باعتدال بعد انتهاء الفاصل الإعلاني , ونظمت الأوراق في يدها , وقالت بابتسامة ..
- عودنا إليك مرة آخرى سيداتي سادتي  مع برنامج ( تحت المجهر ) مع هذة الفقرة المفعمة بالأسرار الخطيرة لنركز المجهر على قضية آخرى شغلت الرأي العام هذه الفترة .. و هناقشه مع ضيوفنا و مع حضراتكم ...
ثم التفت إلي ضيوفها بابتسامة , وتابعت قائلة ..
- أهلا بحضراتك ..
سامح : أهلا ..
- (فرقة العاصفة ) دا موضوعنا النهاردة , ضيوفنا هما 6 من أعضاء الفرقة , و هما الرائد سامح .. و الرائد رءوف  والرائد شريف .. وكمان الرائد مجاهد , و ملازم أول محمد , النقيب سيد .   
أجابوها بابتسامة مجاملة ..
- تمام ..
- اسمحولي حضراتكم إني أبدء بتعريف صغير عن فرقة العاصفة .. الاسم اللي انتشر في كل مواقع ال social media   , مع إنه لم يكن معروفا قبل بضعة أسابيع , كانت البداية عندما كان خطر , كان الحل الأمثل هو الاتحاد , الاتحاد بين أهم عنصرين من عناصر الدولة ( شرطة و جيش )  تلك هي بداية فرقة العاصفة .. تولي أمرها تجربة خاصة القائد مريم محمد حجازي , لم يكن أحد يعرف عنها شيء سوى تفاصيل طفيفة لأنها كانت سرية لكن , بعد تلك المهمة أصبح أمرًا علنيًا . تمت المهمة بنجاح لم يُسبق له مثيل . لذلك كانت مكافأتهم غير أي مكافأة , كانت عبارة عن لم شتاتهم لتصبح فرقة واحدة .. لكن المفاجأت كانت تطرق دومًا بابهم ........... تسمحولي أبدأ أسئلتي ..
رءوف : اتفضلي .
مقدمة البرنامج : اسم العاصفة دا جه إزاي .
رءوف : هو بصراحة القائد مريم هي اللي اخترته , لأن في يوم الحادثة اللي حصلت كان في عاصفة رهيبة كانت ممكن تدمر المعسكر , بس بفضل الله أمنا المكان , فهي قصدها إننا غلبنا العاصفة .
ابتسمت ثم قالت ..
- ممكن أعرف تقبلتم إزاي إن القائد بتاعكم تبقي ست .
سامح : هو بحكم إننا كنا معاها في الكلية الحربية ....
مقدمة البرنامج :حضراتكم كنت معاها ؟!
- تقدري تقولي أنا والرائد رءوف والنقيب سيد , والرائد مجاهد طبعًا ..
لكن الرائد شريف , و الملازم أول محمد , تعرفوا عليها في المهمة ..
مقدمة البرنامج : طب ممكن نتطرق لتفاصيل أيام الكلية الحربية , كان تعاملكم معاها إزاي , كتجربة فريدة يعني .
سامح : أنا هسيب الرائد رءوف يتكلم لأنه بيحب يحكي الحكاية دي أوي .
ابتسمت الجميع ابتسامة مجاملة .
رءوف : هي الموضوع زى ما حضرتك قولتي , الكل عارف إن دخول الجيش حاجة بتميز الرجاله لأن ممكن السيدات يدخلوا الشرطة إنما الجيش غريبة حبتين .. القائد مريم محجبة  وملتزمة و قليلة الكلام , فكنا كلنا فكرين إننا هنخلص منها بسهولة ....
مقدمة البرنامج : كلكم !!!
رءوف: تقدري تقولي كده , عملنا جماعة عشان نخلص منها واخترنا وكر في الكلية .. بس للأسف ديما كانت بتكشفه .. وعملنا كتيب كمان ... بس كل أسلحتنا فشلت ضدها , لأن هي بصراحة إنسانة مكافحة وعندها عزيمة وإرادة , فبعد فترة تجنبنا كل المشاكل وبعدنا عن أي صراع . لحد ما جت المهمة , اللي خلتنا نفهم إننا كلنا بنكمل بعض , وبقينا فريق متكامل ومتناسق جدًا ..
مقدمة البرنامج : رائد مجاهد من الاسم يبدو إن حضرتك ..
مجاهد : صعيدي .
مقدمة البرنامج : بالظبط , بعادات الصعيد وتقالدهم إزاي قدرت تتعامل مع القائد بتاعتك ..
مجاهد : ما أني كنت مع مجموعة الفشلة الحمقى .....
مقدمة البرنامج : نعم !!
سيد : ما هي كانت مسميانا كده ..
ضحكت المذيعة ثم تابعت ..
- تقدر تتفضل يا رائد مجاهد .
- ولا حاجة .. زى ما حصل لرءوف كلنا سواء ..
- وبالنسبة للبوليس تعاملت مع الوضع ده إزاي ؟!
شريف : إحنا في البداية استنكرنا الموضوع خصوصًا إن زميلنا بتوع الجيش كانوا بدافعوا عنها جامد , ملتزمين بالأوامر , كنا حاسين إن القائد بتاعنا هو اللي هيبقي القائد فما اهتمناش ... لكن اللي خلنا نضرب كف على كف .. إن القائد بتاعنا يبقى أخو دراع القائد مريم اليمين , اللي كان في الأول رئيس مجموعة الفشلة الحمقى ..
عاودت الابتسامة وجه المذيعة وهي تسمع باهتمام , فتابع شريف ...
- وكان كل يوم وتاني خناقة بنهم , القائد عصام مش طايقها , والقائد أسامة حاله زي حال فرقتها بيدافع عنها ...... بما إننا استغربنا أوي فكانت حياتنا هناك زي القط والفار ..
- والتدريب ..
- ماهي ماكنتش بتسمح بأي تسيب , كانت جد أوي .... بس وقت ما نحب باكل كانت هي دي المصيبة الكبرى ..
- ليه ؟
- مافيش طبعا في الصحرا مكان للأكل , كانوا جيبين حاجات المفروض تتعمل .... و مع مجموعة رجاله زينا أكيد الموضوع كان صعب ..
- بس موجود معاكم بنت !
تدخل محمد قائلا ..
- هو دا كان السؤال اللي سألنه , بس اكتشفنا إنها في النقطة دي بالذات أرجل مننا ..
ضحكت المذيعة بشدة , ثم قالت ...
- عفوا ...... بس كنا عايزين نعرف كانت القائد بتتعامل إزاي لو حد رفض ينفذ الأوامر .
شريف بحزن مصطنع : أنا مش هقدر أحكي .
محمد : وأنا كنت معاه مش هقدر .
- بس إحنا عايزين نعرف .
محمد : قول أنت يا سيد بجد مش هنقدر .
سيد : القائد مريم كان عندها زى اللي بنسميها في البلاغة براعة استهلال .
- ممكن توضح .
- ما كنتيش تقدري تتوقعي ردة فعلها .. يعني شريف ومحمد و معاهم زميل كمان ..... كان محسن تقريبًا  أيوة , رفضوا إنهم ينفذوا الأوامر , ما اتعصبتش خالص ولا اترفزت بكل هدوء قالت مين اللي نعترض , بتوع الجيش صنم ما حدش اتكلم لأننا عارفين .. هما التلاتة رفعوا اديهم , فعملت معاهم تحدي , مباراة رياضة بينها وبين كل واحد على انفراد ... وغلبتهم , فنفذوا الأوامر وكان ليهم كمان عقاب خاص ...
المذيعة : إيه هو ..
- يحفروا بير مياة .
- بير !!
- أيوة , وبعد أما بدءوا الحفر بنص ساعة , قالتلهم إن المنطقة دي مستحيل يبقى فيها مياة جوفية , وخلتهم يكملوا حفر ..
انفجر الجميع ضاحكين بمجرد ذكر سيد لذلك الموقف الذي انحفر في ذاكرتهم ..
بعد الانتهاء من الضحك , قالت مقدمة البرنامج ....
- بس أقدر أفهم يعني إزاي قدرت تغلبكم , مهما كان هي ست .
شريف : كل واحد فينا كان فاكر كده  , بقول دا أنا بمجرد حركة هجبها الأرض , بس هيا كانت وخده الموضوع جد , وبحركة واحدة كانت كل شيء انتهي , وكانت الضربة القاضية ...... وطبعًا ما كناش نعرف إنها بتدرب على 3 رياضات عنيفة وهي عندها 3 سنين ....... وباستهيفنا للموضوع كانت النتيجة زي ما سيد حكى الظبط .
- دلوقتي أنا عايزة أتطرق لسؤال آخر .. يعني تفاصيل المهمة , دي اتضحت وقتها , لكن اللي المفروض القائد مريم اللي أنقذت بنت الوزير يعني ...
سامح : كل الحكاية إن الوزير حسين ثابت و النائب سامي حجازي ممكن نقول أعداء و بس .
رءوف : والأغرب إن الأنسة بريهان , والقائد مريم أصدقاء .
- دا شيء غير متوقع , بس يعني العداوة بينهم والصداقة حاجة غريبة شوية , بس أنا ممكن أسأل يعني العداوة ممكن تخلي الوزير يـ...
قاطعها شريف قائلاً : لو سمحتي إحنا مش عايزين نتكلم في النقطة دي , أظن الفيديو وضح كل حاجة .
- أنا آسفة ... أخر سؤال لحضراتكم , إيه الهدف من إن حضراتكم تطلبوا إنكم تنضموا للبرنامج ؟
صمتوا قليلاً , قطعه سامح قائلاً : ....
- إحنا حابين نوصل رسالة مهمة لكل الناس من خلال البرنامج هنا .. إن فرقة العاصفة مش سلعة , تتباع ويتشهر بيها عشان الشهرة .. أنتم بتتكلموا عن بشر بيحسوا , بيزعلوا , بيتألموا ... في حادثة أصداقنا الشهداء بأمر الله , وسائل الاعلام تناولت الموضوع بشكل مهين , بدون مراعاة لأسر الضحايا , بدون مراعاة لمشاعرنا , بدون احترام للقائد بتاعتنا اللي إحنا بنحترمها .. وكل واحد قال الرأي اللي على مزاجه , ماحدش سأل عن رأينا .. يا ريت نبطل ندوس على جراح بعض من غير ما نفكر إحنا هنجرحهم أد إيه ... وإذا أنتم كنتم معترضين على قائدنا , فإحنا واقفين معاها وبندعمها ؛ لأننا فرقة واحدة , بس أنا مش عايز أقول أكتر من كده .
رءوف : وأنا هقول كلمة أخيرة , إحنا الستة بنمثل موقف الفرقة كلها , اللي بتقول لمصر كلها , اسم فرقة العاصفة مرتبط باسم القائد مريم .
شريف : و في حاجة أنا حابب أضفها بعد إذنكم على كل الكلام ده , إننا مش هنسامح اللي أذي القائد مريم , ومش هنسكت و زى ما إحنا وقفنا مع بعض في المحكمة قبل كده .. هنقف مع بعض مهما حصل , وإذا كانت زي ما في الفيديو مريم ما دفعتش عن نفسها , صحيح إحنا ما نعرفش السبب , سواء كان ده احترامًا لقواعد الجيش , و أو احترامًا عشان أبو صاحبتها .. إحنا هندافع عنها .
تأثرت المذيعة من تلك الكلمات وكذلك الحال مع كل سمع البرنامج ..
- سيداتي سادتي في نهاية الفقرة نود أن نعرض ذلك الفيديو بطلب من أفراد فرقة العاصفة ..
قاموا بعرض الفيديو الأخير الذي نشرته بريهان عن الفرقة وفرحهم وتعاونهم , كل من شاهد الفيديو أثار إعجابه , وخصوصًا مشاهد تعاونهم مع بعض وهم مقيدو الأيادي , وأيضا مشاهد ضحكاتهم وهو يعدون الطعام , مشاهد تثير الضحك ومشاهد تثير الحماسة , هذا ما عرضه الفيديو .
- بعد ذلك الفيديو سيداتي سادتي ماذا تبقى لكي يقال ..
قاطعها سيد قائلا :.
- بصراحة في حاجة أخيرة , من مكانا هنا بنطالب باعتذار رسمي من الوزير للقائد مريم , دا بالنسبة لنا هو الحل الوحيد اللي مش هنقبل غيره ؛ لأن إهانة قائدنا هي إهانة لينا كلنا .
حدقت العيون كلها بسيد و بطلبه الجريء . ظلت المذيعة صامتة مندهشة إلي أنا جاءها تحذير من المخرج لإنهاء اللقاء .
- كانت هذه نهاية حلقتنا من برنامجكم " تحت المجهر "  و إلي اللقاء في نفس المكان , ونفس الزمان , وعلى نفس القناة كانت معكم ( هادي عبد الهادي ) .
.............................................
في غرفة مريم ,,,
سيطر الضحك للحظات على من في الغرفة من ذكر مواقف طريفة ... لكن بعد أخر جملة قالها سيد أربكت الجميع , فبريهان لا تعرف ماذا تقول , و مريم نظرت للعدم بشرود وجمود في آن واحد ؛ فماقله سيد لا يحتمل فهي لا تريد أن تراه بعد الآن , كما أنه لا تريد أن تراه ذليلا , نظر لها أسامة بأسي على حالها فقد علم حقيقة تلك النظرات الحزينة الحائرة . أما عصام فقد أثر الصمت .. كانت العيون فقط هي من تتحدث إلي أن قالت مريم : ..
- هو كل واحد بقى يتصرف من دماغه ..
أسامة : مريم هما ليهم هدفهم من كدة .
- أنت كنت عارف يا أسامة .
- لأ أنا قولتلهم بس إني عايز أعرف مين اللي نشر الفيديو , بس أنا مش معترض على اللي هما عملوه بالعكس مؤيده .
- أنا عارفه إنهم زى إخواتي بالظبط , بس أنا ما طلبتش من حد ياخد حقي ولا طلبت الإعتذار من حد .
نظرت لها بريهان و أسامة بأسى , أما عصام فقد احتار من أمرهم ما سر ذلك الجمود , ما سر ذلك الغموض , فمن نظرات الكل يبدو أنهمل يعرفون حقيقة ما يحدث عداه هو .
مرت عدة دقائق و بعدها وجد الجميع أحدهم يدفع الباب , ليطل سامي حجازي بمظهر جاد , مقتضب , وقف أمامهم ليقول بصوت أمر وهو مثبت نظره على مريم ..
- الكل يطلع برا مش عايز غير حفيدتي في الأوضة .
مريم : في إيه يا جدو ؟!
- مش عايز مناقشة .
خرج الكل مطرقين الرأس إلي أن وصلوا لخارج الغرفة فقال عصام ..
- مش ملاحظين إننا بقينا نطرد كتير .
أسامة : اتكلم عن نفسط , أنا أول مرة أطرد , إنما أنت بقيلك طرده وتكسب العجلة الشقية .
أما بريهان فكانت صامتة حزينة . إلي أن أتي نداء من الطبيب حسن يطلب أحد أقارب مريم فذهبت بريهان بنفسها مما أغضب عصام ..
- هدي نفسك يا عصام .
- شايف الراجل اللي ما عندوش دم بعتلها بحجة مريم عشان يكلمها براحته في مكتبه .
- دا الحب بهدلة صحيح ..
- طبعًا مش شايف عامل فيك إيه ؟
- بص ما تيجي نروح نجيب جنى بعد الامتحان من الكلية , بدل ما نتنينا قاعدين على نار , ويمكن نسمع حاجة غصب عننا وتبقي تجسس وحرام .
- أيوة وكمان عشان نطمن على ماما , عشان أبوك دا مش مضمون .
- ما تقولش أبويا .
- خلاص عشان ابن عمك من أم تانية مش مضمون ... وعلى رأي المثل يا ما أمنا للراجل يا مأمنا للمياة في الغربال .
- إيه جو خالتي اللتاتة دي ..
- يلا وبلاش رغي ...
..........................................
في مكتب دكتور حسن ,,,
جلس على مكتبه منزعج من تصرفات عصام , لكنه تطلع باهتمام لأوراق الأشعة الخاصة بمريم , وزم فمه للأمام . طرقت بريهان الباب في خفة .
حسن : ادخل ..
دخلت بريهان بأدب وتركت بالباب مفتوح وقالت ...
- السلام عليكم .
- وعليكم .
أدار الكرسي المتحرك لينظر لها , بمجرد أن رأها حتى ظهرت امتعاضة وجهه . أشار لها بالجلوس فجلست , حاولت الإعتذار لكنه أسكته بإشارة من يده ...
- لو سمحتي يا أنسة بريهان , أنا هحاول أصرف نظر على سوء المعاملة اللي ما حدش عاملني بيها قبل كدة .
- دكتور , أنا بجد ..
أشار لها لتصمت مرة أخرى وأكمل قائلاً ..
- أنا هدخل في موضوع الحالة بتاعتي .. بعد الأشعة اللي اتعملت لأنسة مريم مافيش أي كسور كلها كدمات بسيطة , كام يوم وهتبقى كويسة زي الأول , بس اتضح إن دراعها الشمال في حالة دفع ..
- الحكاية يا دكتور إنها دخل فيه رصاصة قبل كدة , بس كانت سطحية هو في خطورة .
حسن بإيجاز : لا .. بس تكرار الإصابة في نفس المكان أدي لحالة الضعف دي فلازم يتعرض لكفايته من الراحة ولا ..
قاطعته بريهان قائلة ...
- ما تقلقش يا دكتور أحاول أخليها ما تعرضهوش لأي  Pressure
- دا يرجعلكم .. تقدري تفضلي .
غادرت بريهان وقبل أن تلج للخارج استوقفها صوته يقول ..
- دكتور بريهان , بعد إذنك تشوفي مشرف على الرسالة غيري .
؟؟؟؟
بقلمي أسماء علام موكا

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن