٤٠

5.8K 238 1
                                    

الفصل الأربعون
(أنا أسف)
- دكتور بريهان , بعد إذنك تشوفي مشرف على الرسالة غيري .
نظرت له بصدمة ثم قالت مترجية إياه ..
- دكتور بس .
- لو سمحتي يا دكتورة , اتفضلي .
غادرت بريهان الغرفة مقتضبة فقررت الذهاب لحديقة المشفي لاستنشاق الهواء النقي .
.........................................
داخل غرفة مريم ,,,
كانت ملامح سامي حجازي تبين ما هو علية من حالة غضب وعصبية و حيرة , فسألته مريم باهتمام ...
- في إيه يا جدو , مالك ؟
- أنت شوفتي البرنامج اللي طالع في ناس من فرقتك ..
- أيوة شوفته , و مش موافقة أنا ما طلبتش اعتذار من حد ..
أجابها بسخط ..
- ما يولع حسين ثابت بكل اللي يخصها , انا شخصيًا طلعت على رئيس الوزرا , ومش هسكت إلا ما أندمه على اللحظة اللي فكر فيها يمد يده عليكي .
- يا جدو أنا ...
أشار لها لتصمت ..
- مش مهم عندي دا دلوقتي ....... أنتِ تعرفي إن أسامة و عصام  يبقوا إخوات .  
- أيوة عارفة .
- ما قولتليش ليه ؟
-عادي يا جدو ما جتش مناسبة .
انتابه عصبية أكبر , وحاول أن يهدأ من روعه , حاولت مريم أن تتفحصة بنظراتها لتتبين ما هو سر هذا الغضب الغير مبرر .
- في إيه يا جدو أنت مش طبيعي .
- مش هيفع الكلام هنا يا مريم , استعدي عشان نروح البيت .
- بجد هو أنا اتكتبلي على خروج .
- لا بس أنا هخلية يتكتب .
- أنا مش فهمه حاجة بس على العموم انا هطق من الأقعدة  .
- هتقعدي في البيت , وتتعالجي هناك .
قالها ثم غمغم مع نفسه : ...
- بيتي هو المكان اللي الكلاب ما تقدرش توصله .
قاطعه صوتها  : ...
- جدو , أنت سامعني .
- أه .. أيوة معاكي , قولتي إيه ؟!
- موافقة طبعًا هي دي عايزة كلام .
- أنا رايح أخلي الدكتور يكتبلك إذن خروج , و كمان أشوف ممرضة كويسة تقعد معاكي الفترة دي ..
- لا يا جدو , تجيب ممرضة إيه , وأنا معايا دكتورة بريهان .
- إيـــــــه ؟!!!! هي بريهان جاية معانا .
أجابتة بثقة وكأنه أمر مفروغ منه :  ..
-  طبعًا ..
- بس أنا مش موافق .
- خلاص وأنا مش موافقة أرجع البيت .
- يووووووووه  مريم ما تنشفيش دماغك .
- أنت اللي ما تنشفش دماغك , دا أخر كلام عندي , رجلي على رجلها .
- أوووووووووووف
أوشك على المغادرة فقالت بنبرة استفزاز صريحة :...
- هقولها تجهز عشان تيجي معانا .
نظر لها شزرًا فأكملت بدون خوف :...
- ما تقطعش الجوابات سلام ..
غادر بغضب , و صفق الباب بقوة . لكنها التفت للأمام باسمة فمن المستحيل أن تغضب منه , ثم بحثت عن هاتفها , وأقامت اتصال ببريهان .... رنت طويلا بلا إجابة , وبعد عدة محاولات أجابت ..
بريهان : سلام عليكم .
مريم : إيه يا بنتي ساعة عشان تردي ...
بريهان : خلاص رديت أهو ...
- مالك يا بنتي ؟
- ما فيش .
لم تقتنع مريم بالاجابة فسألت مرة آخري ...
- مالك يا بيري ؟
- يووووه يا مريم , قولت مافيش حاجة .
- يووه.. متأكدة إن مفيش , طب إطلعيلي فوق و أنا هتأكد بنفسي إذا كان في حاجة ولا لأ ..
- خير .
- حاجة مهمة , جدو قرر إننا هنمشي .
- ليه ؟
- قولتلك ما تيجي .
- أوك أنا في الجنينة , وطالعة على طول .
- سلام .
..................................................
في كلية سياحة وفنادق ,,,
وصل أسامة وعصام إلي كلية أختهم الوحيدة , دلفوا من البوابة باستخدام البطاقات الشخصية , فقد اشتدت قواعد الأمن منذ أخر مرة .
انتظروها في حديقة الكلية , بعد قرابة الربع ساعة .. شاهدها أسامة من بعيد تقف مع شذى , فتقدما تجاهها وقالا بابتسامة :..
أسامة : عملتي إيه في الامتحان يا قمر .
عصام : بتضحك يبقي شرفتنا .
ابتسمت جنى برقة .
أسامة بثقة : طبعًا دي جنى , مش أنت اللي كنت بتنجح شفقة .
عصام : أنا بنجح شفقة , يا بني دا أنا كنت متفوق , دا أنا جايب في الثانوية العامة 65 % وبمجهودى .
أسامة : ونعم التفوق .
ابتسمت الفتاتان بأدب ..
"في حاجة يا أساتذة "
قالها حسام وهو يتطلع لأسامة وعصام بسخط ..
أسامة : أنت اللي في إيه ؟
حسام : حد بيضايقك يا شذى أنتِ و جنى .
شذى : لا , دا .. 
عصام : لأ دا أنت اللي مين وتعرف اسمهم منين ؟
اقترب منه عصام , وكذلك حسام وكلاهما ينظران لبعض بنظرات نارية . أسرعت جنى في تبرير الموقف .
- اهدي يا أبية ..... دا زميلنا صاحب أخو شذى , أنت شوفته قبل كدة , بس هو يمكن ما يعرفكمش فبيطمن علينا بس .
هدأ عصام من روعه و قال :..
- طيب !!
حسام : بس أنا ما أعرفش مين دول , وأنت يا شذى واقفة معاهم ليه , علاء لو شافك هـ .....
تدخل علاء بينهم قائلا..
- بتجيبو في سرتي ليه ؟
نظر الجميع لعلاء الذى جاء بصحبة حازم ..
علاء : أنت أعتقد شفت حضراتكم قبل كده .. فين ..... فين ..
شذى : علاء دول إخوات جنى , وأنا كنت ماشية معاها و هما جم , و بعد كده حسام جه فافتكر إنهم بيضايقونا .. بس ..
علاء : أوكيه ..
حسام : بس برده ما حدش يعرف إنهم أخوات جنى .
علاء : خلاص يا حسام , أنا واثق في شذى , وما يهمنيش رأي الناس .
أسامة : خلاص يا جماعة , إحنا كنا جايين نخد أختنا ونمشي .
علاء : لا أبدًا , بس حسام زى أخويا فيطمن على أختي لو أنا مش موجود .
ابتسم له أسامة مجاملا  وقال : ..
- أنا أتذكر إنكم أنتم اللي ..
أجابت جنى على استحياء :..
- أيوة يا أبية هما اللي ساعدوني قبل كدة ..
أسامة : أنا متشكر جدًا على اللي أنتم عملتوه مع أختي ..
سلم على كلا واحد منهم على حدا , و أثناء التحية عرف كلا منهم نفسه , أثناء مصافحة أسامة لحازم تذكره أنه نفس الشاب الذي كان مع مريم و بريهان ذاك اليوم في المطعم . انتبه عصام أيضًا لحازم , وكذلك حازم فلقد رأهم أكثر من مرة .
عصام في نفسه : يعني طلعت بريهان ماشية مع حته عيل ..
أسامة لنفسه : صلاة النبي أحسن .
حازم لنفسه : أنا شوفت الاتنين دول قبل كدة , بس مش فاكر .. هو أنا هفتكر إيه ولا إيه .
وكأن الكون لا يشمل سوى ثلاثتهم نظراتهم تتحدث والجميع من حولهم لا يفهم ما يدور بينهم , قطعه صوت جنى التي كانت قلقة بشدة على والدتها , و ودت لو طارت إليها : .....
- مش هنمشي .
..................................................................
في غرفة مريم ,,,
دلفت بريهان لداخل الغرفة , وعلامات القلق تكسو وجهها الرقيق الذابل من كثرة توالي الأحزان عليها . رأت مريم بوضوح كل ذلك في وجهها وسألتها بتهكم واضح من إدعاءها أنها بخير :.....
- دا أنت فعلا زى الفل , إيه يا بنتي بطلي ضحك , كدة ما ينفعش إحنا في مستشفي ..
- أنت بتهزري !
- دا أنتِ كدابة كدب يا شيخة , اقري واعترفي , لإما ...
- خلاص ما تتوعديش , دكتور حسن قالي شوفي مشرف على الرسالة غيري ..
- شوفي مشرف تاني .
- هي بالساهل كده , إحنا بدئين في الرسالة من فترة , ولو خدت مشرف تاني هشرحله الشغل من الأول و دا غير إني ما اضمنش هيعجبه الموضوع ولا لأ , وممكن يخليني أعيد الشغل كله من الأول عشان يبقي من وجهة نظره , وما اضمنش يبقي واحد محترم زى دكتور حسن .... دا غير إن رسالتي في لندن , بس هو اللي ظبط الموضوع عشان نقدر نيجي هنا ... يعني هلبس في الحيط ..
- طب ما حولتيش تقنعيه  ؟
- تفتكري ما حاولتش , دا رافض يسمعني بسبب اللي الأستاذ عصام هببه ..
ابتسمت لمريم لمجرد ذكر ذلك الموقف , فتابعت بريهان بنزق : ....
- أنت بتضحكي , مفيش حاجة funny  في الموضوع والله , ما أنتِ كمان السبب و أنتِ ما تعرفيش دكتور حسن كرمته مهمة عنده إزاي و أنتم دوستم عليها أوي ............ وبعدين أنا عايزة أعرف هو ماله أصلا أقف مع مين ولا أكلم مين , يعني أنا بكلمه و هو ماشي كل يوم مع بنت , دا كفاية ما اتكسفش وهو جاي يزورك مع واحدة ..
كانت مريم تجاهد لإحفاء ضحكاتها فقد علمت للتو أنا صديقتها هي الأخرى واقعة في حب عصام كما هو غارق بحبها , و تخيلت قريبًا شكلها وهي ترتدي الفستان الأبيض وهي و صيفتها . استوقفتها جملة بريهان الأخيرة فقالت لها باهتمام : ....
- عيدي اخر جملة تاني ...
- أنتِ مش مركزة خالص , بقولك كان جيلك مع واحدة .
- الكلام دا إمتي ؟
- يوم الحادثة بليل .
بدئت مريم تمعن التركيز في الأمر , فقالت : ..
- أوصفهالي كدة .
- هي قمحية فاتحة , طولها يعني ..بتوصل عند كتف عصام , وعندها غمزتين ..
- أنا متأكدة إن اللي مضايقك الغمزتين , كملي ..
- و كانت لابسه جيب شيفون و بلوزة طويلة كده .
- كانت ماسكة إيده ولا مأنجشاه .
- إيه الأسئلة دي ..
- ردي .
- كان ماسك إيديها البيه .
رفعت مريم يدها إلي السماء قائلة ..
- الرحمة يا كريم .......... دا أخته يا بريهان .
وضعت يدها على فمها قائلة بدهشة : ..
- أخته , بجد .
ثم انتبهت للحديث وأكملت قائلة :..
- وأنت عرفتي منين ؟
- بريهان عذرا أنا عندي الضغط بيعلى بسرعة , و السكر ممكن يوطي في دمي عادي جدًا ........... اسمعي الكلام ما تعصبنيش ..
- أيًا يكن , وأنا مالي بالموضوع ده ..
نظرت لها بخبث و قالت :...
- يا بت ..
سمعتا صوت طرقات على الباب , فسمحت مريم للطارق بالدخول لتدلف منه سماح , حاملة معها حقيبة بلاستيكية . ركضت سماح تجاه مريم بلهفة لتحضنها بعاطفة قوية لا يشوبها كذب أو نفاق كما في أغلب العلاقات ..
- مريم هانم حبيبتي ..
- بس يا سماح فعصتيني , جسمي تعبني ..... استني أما ترجعلي صحتي .
ابتعدت عنها بحذر وقالت بأسف :..
- معلش , أنا أسفة ....
أمسكت مريم يدها وابتسمت , فتابعت سماح قائلة : ....
- أنا كنت عايزة أجيلك من بدري لكن سالم أأأ.......
- قوليلي زعلك وأنا أقطملك رقبته ..
- لأ , هو بس ما كنش عايزني أسيب الفيلا لوحده .
- فيه الخير سالم , محافظ على الأمانة ..
سماح بتهكم : أيوة فعلا ..
- في إيه يا سموحة , مالك .
- لا يا حبيبة سموحة مفيش , بس أنا جبتلك هدوم , غيري بسرعة عشان سامي باشا شكله مستعجل .
- أوكيه يا سمحمح يا قمر .
ثم قبلتها من وجنتيها ..
أعطتها سماح الحقيبة البلاستيكية , ثم ولجت للخارج مع بريهان دون أن تنبس أحداهن بكلمة واحدة .
............................................
في سيارة عصام ,,,
كان عصام يقود سيارته , وأسامة جواره في المقعد الأمامي , وجنى بالخلف . كان يدور بخاطر أسامة و عصام أسئلة كثيرة لكنها عن شخص واحد ......... حازم , ذلك الشخص المجهول لكنه قريب بشكل مبالغ فيه من مريم وبريهان كلتيهما . بادر عصام بأول سؤال ..
- جنى هو التلاتة الشباب دول أنت تعرفيهم كويس .
- إزاي يعني ؟ إيه معني السؤال ده .
- سؤال بريء والله .
- إلى حد ما .
- اللي كان واقف في الجنب ورا تعرفيه .
- أنهي واحد .... قصدك علاء أخو شذى .
- لأ .
- يبقي حسام اللي جه في الأول .
- التالت بقى .
- آآآآآه , حازم .
- عنده كام سنة .
- مش عارفة بس تقريبًا أكبر مننا بسنتين , لأنه في رابعة .
- يعني حوال 22 سنة , تعرفي أسمة بالكامل .
- لأ طبعًا .. بس إيه لزمتها الأسئلة دي .
أجابها ووهو يضغط على المقود بعنف : ..
- مفيش .
فهم أسامة ما يدور بخاطر أخيه , فهو أيضًا لم يستطيع ان يصل للجديد من كلام جنى , لكن سؤال كان يحيره , من ذلك الحازم القريب من مريم وبريهان لذلك الحد ..
.................................................
في المشفي ,,,
خرجت مريم من الغرفة بعد أن ارتدت الملابس المنمقة التي اختارتها لها سماح – فهي تمتاز بذوق متميز – نظرت لها سماح و بريهان بإعجاب ..
سماح : بسم الله ما شاء الله , دا إحنا بنحلو على المستشفيات .
مريم : إيه دا يا سماح , دا أنا لسه كنت بشكر فيكي , أنا برتاح كده برده .
بريهان : والله جميل عليكي روعة ..... تسلم إيدك يا دادة سماح .
سماح : الحمد لله في حد نصفني .
كانت سماح قد اختارت لها جيبًا من الشيفون الأبيض , وبلوزة زرقاء , وحجاب من اللون الأبيض , جعلها تبدوا كالفراشة في وسط زهور الربيع .
مريم : يا جماعة أنا قولت ميت مرة أنا مليش غير في الجينز .
بريهام : يا ريت تسمعي كلامنا مرة زي ما إحنا بنسمع كلامك .
مريم : أمري لله , هو أنا عندي حل تاني .
غادر ثلاثتهم , واستقلوا المصعد ليقف بهم في محطته الأخيرة الدور الأرضي , و هن على وشك الخروج أوقفتهم مريم قائلة : ...
- استنوني ثانية واحدة .
بريهان : على فين يا مريم .
سماح : سامي باشا مستني في العربية ..
مريم : دقيقة واحدة , اسبقوني أنتم .
بريهان : بس ـــــ
مريم : لأ أنا مش حمل المناهدة ..
سماح : خلاص يا بريهان يا بنتي سبيها براحتها , وتعالي معايا .
بمجرد أن تأكدت مريم من مغادرتهم حتى التفت إلي موظفة الاستقبال , وكانت هي ذاتها (عصمت ) , حاولت مريم تذكر أين رأتها من قبل , لكن صوت عصمت المتسائل قطعها من مواصلة التفكير ...
- أخدمك بإيه . 
- أنا كنت عايزة أسأل أوضة دكتور حسن فين .
- دكتور حسن , الدور التاني  أول أوضة على اليمين جنب أوضة المدير .
- شكرًا .
اتبعت مريم الأرشادات إلي غرفة دكتور حسن , إلي أن وصلت إلي غرفة مكتبه وطرقت على الباب ..
- ادخل ..
دخلت مريم وتركت الباب مفتوحًا وقالت  ..
- سلام عليكم .
- وعليكم السلام , اتفضلي ........... حضرتك الأنسة مريم .
جلست مريم وابتسمت ثم قالت بهدوء ..
- أيوة .. هو حضرتك نستني من نص ساعة .
- لأ طبعًا بس أنا مكنتش مركز في الأول و بس اللي فاجئني فعلا لما عرفت إن حضرتك حفيدة النائب سامي حجازي .. أنا لسه كاتب إذن الخروج , وأديته لجدك .... بس الراحة , الراحة تامة وخصوصًا عشان دراعك اليمين .
- شكرًا لحضرتك يا دكتور , بس أكيد هتندهش أكتر لما تعرف إني المقدم مريم مش أنسة مريم .
- بمعني ؟
- يعني أنا قائدة فرقة العاصفة , أظن حضرتك سمعت عنها .
- أيوة طبعًا , مستحيل حضرتك .
- أنا كنت عايزة أكلم حضرتك في موضوع مهم .
- أنسة مريم و لو موضوع رسالة دكتور بريهان , فأنا أسف ..
- لو سمحت يا دكتور اسمعني , الفكرة عن الأستاذ دا يبقي مقدم شرطة فهو , سوري يعني , دبش شوية .
- أنسة مريم دا شيء ما يخصنيش .
- هو بس كان غيران لأنه يبقى خطيبها .. و بيغير عليها من الهوا .
ظهر على وجهه ملامح الدهشة ..
- بجد هي دكتور بريهان مخطوبة , أنا مش عارف .
- هما لسه ما أعلنوهاش رسمي ,  فأرجو من حضرتك أنك ما تسبش رسالة بريهان , حضرتك ما تعرفش هيا أد إيه بتحترم حضرتك .
- أوعدك إني هفكر , وإن شاء الله أتخذ قرار إيجابي .
- أنا بشكر حضرتك جدًا , بس عندي رجاء إنك ما تقولش لبريهان عن لقاءنا دا .
- إن شاء الله .
قامت مريم , ثم حيته و ابتسمت ابتسامة شكر , ابتسمت هي له ابتسامة شكر , لكنه ابتسم لها ابتسامة إعجاب . غادرت مريم , وأسرعت الخطى حتى وصلت لسيارة جدها , فأشار لها لتجلس في الأمام جواره , بينما جلست بريهان وسماح في الخلف , بعد أن ركبت جواره , وضعت الهاتف أمامه في السيارة , سألها جدها : ...
- كنت فين ؟
- ما فيش حاجة يا جدو عادي .
- هعديها بمزاجي .
- براحة يا جدو و أنت سايق لو سمحت .
- حاضر .
انطلق سامي بهم إلي حيث توجد فيلته .
.....................................................
في مكتب رئيس الوزراء ,,,
ظل يفرك بأصابعه تارة , ويضغط بها على مكتبه تارة منتظرًا موعده مع أحدهمًا , جاءه اتصالا من سكرتير مكتبه يخبره عن وصول صاحب الموعد المنتظر , فسمح له بالدخول ...... ثوانٍ معدودة وأطل حسين ثابت من الباب بعد أن طرق عليه وأذن لها بالدخول , ثم قال بنبرة تهكم : ....
- أهلا سيادة الوزير , اتفضل اقعد .
- السلام عليكم معاليك .
جلس حسين وهو يدرك تمام الإدراك أن كلمة واحدة منه ليست في موضعها لن تكون محمدوة نتائجها في مجلس ذلك الرجل المهاب المعروف عنه النزاهة والجد , فكلمته نافذة لا محل فيها للهزل .
- هلا , بسيادة الوزير العاقل اللي ما بيغلطش , وما بيخليش غضبه يعميه , وبيقدر حجم المسئولية اللي عليه .
- معاليك , أنا ....
- أنت إيه يا حسين , دا أنا أما سمعت الكلام ده من سامي حجازي بنفسه ما صدقتش , أنت تعمل كده !!!!
- هو اللي جالك بنفسه عشان يـ ....
- ما تظنش كتير , أنت أكيد عارف إنه مش هيسكت , و لو سكت ما يبقاش سامي حجازي , عمره ما بيسكت عن حق أبسط واحد في ديرته هيسكت عن حق حفيدته .. و بعدين هو دا اللي همك , بعيدًا عن السمعة , والمنصف بكلمك بصفتك أب تقبل دا يحصل لبنتك , مهما كانت مريم عملت ما كنش دا لازم يحصل . تخلي رجاله زي دول يمدوا إيدهم على بنت , ما كنتش أتصور إنك تعمل كده أبدًا .
طأطأ حسين رأسه خجلا ليقول بخنوع : ....
- أنا أسف معاليك .
- اعتذارك مش لازم يكون ليا الاعتذار لازم يكون لحفيدة سامي حجازي .
جحظ حسين يعنيه وهتف بعدم تصديق : ...
- معاليك عايزني أعتذر لها بجد ..
-  و على الهوا كمان يا حسين .
- مستحيل !!
- إن مكنش عشان سمعتك , فعشان منصبك لو خايف عليه ..
- حضرتك بتتخلى عني .
- الموضوع ليه أبعاد تانية يا حسين , ثانًيا احترامًا لصاحب عمرك اللي أنت اعتديت على بنته .
أغمض عينيه بألم , وتذكر ذلك الحلم الذى ينغص عليه أحلامه ليطارده في كوابسه , لكنه قال ...
- هو حضرتك تعرف إني و محمد ..
- أيوة طبعًا عارف كل حاجة .... أنا هسيبك 10 دقايق يا حسين تفكر و مستني قرارك اللي هيتحدد عليه حاجات كتير أوي ..
وبالفعل تركه منفردًا في مكتبه ليفكر في ذلك الوضع الذي وضع نفسه فيه .
بعد مرور تلك الدقائق العشر عاد إيه ليسأله ...
- قرارك إيه يا حسين .
- تحت أمر معاليك , أنا مستعد أعمل اللي حضرتك  تقول عليه .
وضع كفه على كتف حسيين بابتسامة , وقال : .....
- عين العقل .
قام حسين من مكانه قائلًا : ....
- أنا هستأذن , والوقت اللي حضرتك تحدده , أنا جاهز .
- أنا هتكلم مع سامي حجازي , وهحدد معاد .... و كله في مصلحتك يا حسين .
- مع السلامة معاليك ..
كان ذلك قرار صعب لكنه لابد له أن يتم , بالفعل اتصل به سامي حجازي , وكان الاتفاق على أن يقام البرنامج مساء اليوم باقتراح من رئيس الوزراء كي ينتهوا من الأمر سريعًا .
............................................................
في منزل سامي حجازي ,,,
انتهي سامي حجازي من محادثة رئيس الوزراء فوضع هاتفه جانبًا , ثم بحث عن مكان مناسب ليخفي هاتف مريم بعد أن أخذه بدون وعي منها بذلك . أغلق الهاتف ثم وضعه خلف المكتبة الموجودة  في غرفة ابنه محمد , باعتبار أنه لا أحد يدخل الغرفة بعد وفاته , ثم عقد العزم على الذهاب إلي غرفة مريم ..
............
في غرفة مريم ,,,
تمدت مريم على السرير , بينما كانت بريهان ترتيب خزانة الملابس بعد أن بدلت كلتيهما ملابسهما ..
مريم : بتعملي إيه يا بيري ؟
- و لا حاجة بظبط الهدوم .
- سيبي يا بيري اللي إيدك وتعالي اقعدي جنبي شكلك مجهد أوي
- أنت كمان لسه شكلك تعبان .
- جدًا , انا هموت ونام .
- بس أنتِ مش متعودة تنامي العصر .
- أتعود , لما نبقي ميتين من التعب نتعود ننام العصر .
- بس أنا خايفة , عن جدو سامي يكون مضايقك من وجودي ...
- relax , هياخد وقت ويرجع زي الأول , يا بنتي دا أنا لما قررت أتدخل الكلية الحربية استفزيته واتحديته فكان مش طايقني , ومن منظره تقولي هيقعد 10 سنين ما يكلمنيش .
بريهان بلهفة : ها وحصل إيه ؟!
- كلمني بعدها بتلات ثواني .
- بجد !!!
- أه و الله يا بنتي .
- يا رب يا مريم ميفضلش زعلان مني كتير .
- do not warry !      
في تلك اللحظة دلف سامي للداخل بعد أن طرق على الباب فأذنت له مريم , كانت ملامح وجهه مازالت تظهر عليها ملامح الاقتضاب ..
- مريم استعدي عشان هتتطلعني النهاردة الساعة 9 في برنامج , عشان وعدي أنفذه .
- أنا مش فاهمة , وعد إيه وبرنامج إيه ؟!!!
- عشان الوزير حسين ثابت هيعتذرلك على الهوا .
قال ذلك ثم انصرف أما هي فجحظت عينيها و لم تنبس ببنت كلمة , وكذلك وضع بريهان فجلست جوارها . لما طال الصمت قررت بريهان أن تقطعه , فقالت دون أي تردد : ...
- لازم تروحي يا مريم .
- أنت بتقولي إيه دا أبوك !!
- بس غلط , ومن حقك إنه يعتذرلك .
- و أنا مش عايزة أي حاجة من أي حد , أموت وأعرف بس مين اللي نشر الفيديو وخلى الموضوع على الهوا , وأنا أندمه على اللحظة اللي فكر فيها إنه يمسك موبيله ساعتها .
ابتلعت بريهان ريقها بتوتر و توجس عقب جملتها الأخيرة , ثم تغلبت على ذلك الخوف حتى لا ينكشف أمرها وينتهي بها المطاف فريسة لتلك الغاضبة مريم , فقالت ...
- مريم اللي غلط لازم يتحمل غلطة , وتأكدي إنه مش هيعمل كده لعشانك ولا عشان حاسس بالذنب , دا عشان سمعته وشغله , عندك وقت تفكري وتتأخدي القرار .
تركتها بريهان وتمدت على طرف الفراش الأخر مدعية النوم , لكن النوم لم يطرق لها ببال . بينما جلست مريم ضامة ساقيها إلي صدرها , ثم وضعت رأسها عليهما , وحدقت في العدم لعلها تصل إلي إجابة لكن هيهات أن يهديها قلبها أو عقلها إلي إجابة . مرت الساعات و كلتيهما على نفس الوضعية . كان ذلك اللقاء المنتظر قد تمت له دعية وإعلانات ضخمة لمثل ذلك الحدث . عندما وصل عقرب الساعات إلي الثامنة مساءً طرق سامي على باب غرفة مريم قائلًا : ................
- مــــــــريم !
فانتفضت مريم من مجلسها و أجابت بصوت شبه ناعس دون أن تفتح الباب : .............
- نعم !    
- استعدي يا مريم أنا مش عايزنا نروح بدري , بس كمان مش عايزنا نتأخر .
- أنت لسه مصمم ؟
- إلا مصمم , عشر دقايق وهاجي تاني تكوني جاهزة يا مريم .
كانت كلماته توحي بمدى إصراره على ذلك اللقاء , حتى الآن لم تتخذ قرار و ارتدت ملابسها بضعف , كانت ترتدي حجابها و هي تنظر لوجهها كيف أصابه الذبول وتبلد من الجمود لليأس , وكيف سلكت الكدمات مسلكها على بشرتها البيضاء , تحسست بوجهها أثار بعض الجروح الغائرة في وجهها .
نظرت بيأس لانعكاس صورتها في المرآة . أفاقها صوت طرقات على الباب .
سامي : خلصتي يا مريم ؟
مريم : هصلي .
سامي : مستنيكى في العربية .
مريم : أوكي .
أقامت صلاتها , وتضرعت إلي الله أن ينقذها من حيرتها اللي تفقدها صواب الرأي , حيرة ما بين قرار جدها وغضبه و قرار رئيس الوزراء و و ما بين رؤية هذا الراجل الذى طالما رأتها معتزًا بنفسه شامخًا , فهي لا تقدر أن تراه يعتذر .
- يا رب خلصني من حيرتي , أنت اللي ليا تدلني على الحق , يا رب ماليش غيرك ما تسبنيش في حيرتي , أنا عارفة إنك أمرتني ببر الوالدين , بس إزاي يا رب أقدر أتعامل معاهم على إنهم أبويا وأمي , يا رب مش هقدر أزعل جدي اللي رباني , و لا الراجل اللي خلفني ... يا رب .... يا رب .... يا رب .
تعبت من كثرة البكاء , و عندما فرغت من الصلاة , وقفت تمسح أثار كل دموعها , فلم ترد أن تظهر أمام أي أحد كأنها ضعيفة , لكنها لا تعلم أن في كل مرة تبكي تبدو اقوى أمام من تراقب كل سكناتها و همساتها . تظاهرت بريهان أنها تستيقظ للتو , وتثاءبت , ثم نظرت لمريم بتمعن و قالت : ....
- خلاص نويتي .
لم تجب مريم , بل غادرت الغرفة , قامت بريهان ثم دخلت المرحاض , أخذت تسكب المياه على وجهها أكثر من مرة لعلها تستطيع أن تفق .
ارتدت ملابس و أدت الفريضة , ثم توجهت إلي الصالون لتجلس أمام التلفاز و في يدها جهاز التحكم  و بحثت عن القناة التى سوف يذاع عليها البرنامج حتى وجدتها , ثم نادت على سماح لتجلس معها .    
...........................................................
وصل سامي حجازي و مريم إلي محطة البث أحد البرامج الشهيرة حوالي الثامنة إلا عشر دقائق , و طوال الطريق لم ينبس أحدهما بكلمة , تقدما للداخل , واستقبلهما المخرج باحترام كبير , بعد خطوات استقبلتهما مقدمة البرنامج , و طلبت منهما أن يستريحا في الاستوديو . ما هي إلا لحظات حتى وصلت سيارة الوزير حسين ثابت وطلبوا منه كذلك الاستراحة . طلب سامي حجازي أن لا يكون جزءًا من البرنامج , فلبي طلبه . جلس حسين في مواجهة مريم مباشرة . ما هي إلا لحظات و اعتدلت المذيعة في جلستها
و بدأ البرنامج بكلمات المذيعة كلماتها المنتقاة بعناية لتزف ذلك المشهد الذي تجمع الكثير أما شاشات االتلفاز للمشاهدة ذلك الاعتذار . لكن لم يكن عقلها معها , لم تسمع حتى ما كانت تقدمه المذيعة من حوار . أفاقها من ذلك طلب المذيعة من حسين أن يتحدث . لا تعلم مريم لماذا انقبض قلبها فجأة , لماذا ارتجفت هي بدلا عنه و لماذا رأت بعينيها تلك اللمعة القوية في عينيه , لم تعي بنفسها , إلا وهي تقطع حديثه .
حسين : أنا كنت ......
مريم مقاطعة : أنا آسفة على المقاطعة , بس أنا كنت عايزة أقول إني مش طالبه من سيادة الوزير أي اعتذار .
اتسعت حدقتي حسين ثابت و حدق بها باندهاش , وكذلك كل من في الاستديو , وكانت عينا سامي حجازي كجمرتين مشتعلتين وهو يشاهد ما يدور من غرفة مجاورة .
تابعت مريم حديثها : ....
- أنا آسفة مرة تانية لأن الكلام ده متأخر لأنه كان لازم يكون الكلام ده بدري عن كدة .... بس أنا شايفة إن ده هو الصح ...
المذيعة : قصد حضرتك إنك بترفضي الاعتذار والصلح , وعايزة تتأخذي إجراءات قانونية ضد معالي الوزير ..
هدرت فيها مريم بعصبية واضحة : ....
- هو أنتِ بتفسري الكلام على مزاجك !
توترت المزيعة من ردة فعلها , فأجابت : ....
- أنا ... مش قصدي ...
- أنا اللي عندي قولته , ومش عايزة أتخذ أي إجراء ومش عايزة أي اعتذار من حد , و بس .
كانت حالة الصدمة مسيطرة على حسين , قامت مريم من مكانها , وتتبعتها عيون حسين , ثم بسرعة نهض مسرعًا خلفها . اعتذرت المذيعة للمشاهدين على ما حدث , و تركتهم مع الفاصل الإعلاني , فين حين خرج سامي حجازي من الغرفة التي كان بها غاضبًا يبحث عنها في كل مكان فأشارت له المذيعة عن مكان الخروج فأسرع الخطى ورائها .
كانت مريم تجري مسرعة في الممر و فجأة وجدت يد تكمم فمها وتجذبها إلي ممر جانبي ...
..........................................................
في فيلا سامح عبد الواحد ,,,
عصام : و الله البت دي مجنونة .
جنا : أظن يا جماعة إن مريم مش معها حق في اللي عملته .
أسامة بهدوء : كل واحد وليه ظروفه !
"جنا ............. جنا "
جاء ذلك الصوت من الداخل , فأجابت جنى بلهفة .....
- حاضر يا ماما .
دلفت جنا إلي حجرة والدتها , وقالت : .....
- نعم يا ماما , الدوا صح أنا مش ناسية .
- لأ يا حبيبتي أنا خدته .
- يا ماما مش قولت دواكي أنا مسئولة عنه .
- أهم حاجة دلوقتي يا حبيبتي مذاكرتك , أنتِ عندك امتحانات .
- أيوة يا ماما , أنا كنت أعدة مع إخواتي شوية , و هدخل أذاكر .
- ربنا يخليكوا لبعض .
قبلت جنا جبهة والدتها ثم قالت : ...
- و يخليكي لينا يا حبيبتي .
..................................................
في مكان ما بجوار إستوديو التصوير ,,,
أحكم الرجل قبضته على مريم التي حاولت الفرار والمقاومة , لكن من خلال مقاومتها إستنتجت أن هذا الراجل ليس رجل عاديًا بل هو مدرب جيدًا , و ذا قوة بدنية عالية فقد ثبتها بحركة واحدة و أعجزها عن المقاومة .
اصطحبها معه دون أن ترى وجهه حتى ابتعد بها عن الأنظار , ثم تركها و ابتعد عنها ثم وقف قابلتها , لتنظر بذهول .... إنه هو .علمت الآن كيف استطاع أن يترقي في مناصبه بالجيش حتى استحق و عن جدارة أن يصير وزيرًا للدفاع , وعلمت أنها لم ترث منه القسوة فقط , بل الصلابة أيضًا . تلاقت عيناهما بصمت لتبوح بالكثير , ثم قال هو بتردد وهو يبتلع ريقه : ....
- على الطريقة اللي أنا جبتك بيها هنا أنا أسف و بس أنا كنت عايز أتكلم معاكي و.. وكنت عارف إنك مش هتوافقي ولا جدك كمان هيوافق بعد ... اللي .... أنا .. عـــ ..مـ .. عملته .
- لو سمحت , اتفضل قول عايز إيه لأن جدي بيدور عليا أكيد ..
- أنت عملتي كدة ليه ؟
- أحب أحتفظ بالأسباب لنفسي ممكن .
- لأ أنا لازم أعرف , أنتِ كنت ممكن تعملي كتير , بس ليه اخترتي الحل ده .
- مش هتفرق لو عرفت , لأن اليوم اللي هتعرف فيه الحقيقة هتندم إنك حولت تعرفها قبل أونها , في اليوم ده حياتي وحياتك وحياة الناس اللي بنحبنا هتدمر .
- أنت غامضة بدرجة مخيفة ... عمر محمد ما كان غامض كدة .
- محمد مين ؟
- أبوك مش أنت بنت محمد حجازي .
- أول مرة ما تقوليش يا بنت سامي حجازي .
- مش أنتِ بس اللي عندك أسرارك , بس محمد أنا عارفه كويس أنت مش شكله بس عقلك قريب زيه تقدري تسمحي إنما أنا للأسف ما طلعتش زيه ؟
- حضرتك عايز إيه دلوقتي , أنا لازم أمشي .
صمت و لم يجب , فقالت : ...
- لو مش عندك حاجة تقولها , أنا آسفة لازم أمشي .
أدارت رأسها وابتعدت قليلًا مبتعدة عنها , لكن صوت كلماته أوقفها ......
- أنا آسف .... يا مريم ........ يا بنت صاحبي .
استدارت لتراها لكنها اختفي من أمامها ولم تعد تراه , خشيت أن يكن كل ذلك حلمًا ليس إلا . ظلت تتسأل هل حقا اعتذر منها , أهو نادم بالفعل على ما فعله , ولما فلم يكن يومًا رقيق المشاعر , هل من الممكن أن يكون عرف الحقيقة . لكنه ذيل جملته بكلمة لا تستطيع مريم تفسيرها , ماذا يقصد بندائه لها باسمها ولأول مرة و ليس هذا فقط بل دعها باسم أبيها معترفًا في النهاية بصداقتهما .
هرولت في سيرها تبحث عنه فهي تريد تفسيرًا لتلك الجملة , شاهدته من بعيد يركب سيارته , فهرولت أسرع إليه لكن قبل أن يصل كان قد أعطى إشارته للسائق كي يتحرك . فتركها تقف وحيدة ضائعة تنظر له . فجأة وبدون سابق إنذار لمس كتفها يد شخص ما , ففزعت وشهقت عاليًا و هي تستدير تجاهه
عااااااااااااا
أختان في العاصفة بقلمي أسماء علام موكا

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن