الفصل السادس

6.7K 260 2
                                    

(الفصل السادس)
( صديق في الطريق  )
أقربت مريم المصباح من الأرض فرأت أن هذا الشيء كان ثعبانا كبيرًا , ولما حولت قتله ,اختل توازنها , و سقطت من على حافة الجبل .
وبدأت تسقط .... و تسقط  , لكنها عنيدة تحارب الموت بكل قوة , فتمسكت بكل قوتها في الصخور بيدها السليمة , لكن لم تجرؤ على الصراخ ؛ لأن هذا سيكون اعتراف بهزيمتها و يأبى كبريائها الاعتراف بذلك .
مريم متألمة : آه , طب أعمل إيه دلوقتي أصرخ , لا لأ  أنا عمري ما صرخت قبل كده , وأنا كمان بعدت عن المعسكر أوي ..... أنا إزاي وصلت هنا , يظهر إن فضولي دفعني لكده ... أيوه وأديني بدفع تمن فضولي وكبريائي دفعة واحدة .. عجبك كده يا ست مريم هانم .
وعندما أوشكت طاقتها على النفاذ , واستيقنت أنها لن تستطع الصمود أكثر من ذلك , فيديها تؤلمها حد الموت , فاستسلمت للأمر الواقع .
رددت مريم وهي تفلت يدها : ...
ـ يظهر أن الحكاية خلاص وصلت للنهاية , سلام يا جدي , سامحني ما قدرتش اطلع فكرتك للنور سلام يا جدي سلام .
وأغمضت عيناها مودعه العالم , و فجأة وجدت يداً تمتد لمساعدتها , رغم أنها آخر يد كانت تتوقعها - إنه أسامة -
أسامة : أمسكِ كويس في أيدي .
مريم بدهشة : أنت .....أنت ...
أسامة : مش وقت اندهاشك خالص .
أسامة أشد أعدائها بالماضي هو من خاطر بحياته لينقذنها , وشد يدها بعد أن كادت تسقط ورفعها إلي الأرض ثانية , وأجلسها لتلقط أنفاسها قليلاً .
فقال أسامة غاضبًا مندفعًا  - كانت أول مرة تراه مريم هكذا : ..
- كده الموضوع زاد عن حده أوي , طيب أنا هوريهم.
أمسكت مريم بملابس أسامة لتمنعه قائلة :..
ـ استنى
ثم تركته في استحياء وأكملت قائلة :.......
ـ ده غلطي أنا اللي وقعت .
أسامة : أنتِ كويسة .
مريم  : الحمد لله .
ثم هبت واقفة بسرعة و قالت : ..
-يا لهوي التعبان .
انفجر هو ضاحكا , فقالت بغيظ : ..
-أنت بتضحك على إيه ؟!!
-هو أنتي تعرفي إيه الفرق بين الحية و التعبان .
صاحت فيه بذعر :..
-أنتِ بتهزر .. هو دا وقته .
-بس صورتيني ...
ثم تابع أسامة ببرود : ..
- الحية هي أنثي التعبان .. أما الأفعي بقى ...
-يا بني أدم حس ..
-لا أنا جبلة .
-تصدق إني غلطانة فعلا ... أنا هدور عليه و أقتله ... ممكن يموت حد !
ثم انحنت تبحث عن حجر , فضحك أسامة مرة أخرى .. فنظرت له بغضب الدنيا , غير قادرة على تحمل سماجته , أخذ منها الحجر و رماه , ثم نظر لها باستفزاز و قال : ..
-دا كان حنش يعني كان هيعضك بس مش هيسممك ..
-لا يا راجل ... تصدق كدة ما خوفتش ... يا مستفز .
-بنرد شوية من اللي بتعمليه فينا هههههههه .
أصدرت زمجرة تنم عن ضيقها , فانحني و أمسك جثمان الحنش الميت الذي قتله قبل إنقاذها , و رفعه أمامها , فصرخت هي : ..
-عاااااا
أطلق قهقهات عالية على منظرها الخائف , و أخذ يحركه أمامها بمسرحية و هو يقول : ..
-ما بيفكركيش بحاجة كدة ... موقف شبيه , مش عاملة فيها سبع رجالة في بعض حضرتك ..
-يعني موته .... أنت مقرف !
- يا سلام و بالنسبة للفران .. كان ظروفها إيه ؟!
استمر أسامة فيما يفعله , فهتفت : ..
-بس بقى هرجع .
-لا إجمدي كدة عيب ... دا إحنا هنشوف أيام سودة هنا .. هههه !
تراجعت مريم للخلف و هي تشعر بالغثيان , فكادت تسقط ثانية , ألقى أسامة ما بيده و أنقذها , التقطت أنفاسها الضائعة , بينما ابتسم لها أسامة بسماجة و قال : ..
-لا دا أنتي طلعتي خفيفة خالص هههههه .
تجاهلت كلامه , و اسفزازه , و حتى وضعهم و هو ممسك يدها , و قالت بقرف : ..
-دا نفس الإيد اللي كنت ماسك بيها التعبان ... كتك الأرف !!
قال أسامة ضاحكا : ..
-يعني أسيبك تقعي دلوقتي بطولت لسانك دي .
جذبها أسامة لتبتعد عن وضعية السقوط و تتزن , شعرت بألم في ذراعها , فجذبته من يده و ضمته إلي صدرها , وجلست على الأرض بتعب و هي تتأمل المكان المحيط .
   فزعت عندما سمعت أسامة يصيح : ..
-حاسبي .. حاسبي !
-إيه في إيه تاني ؟!!
ابتسم لها باستفزاز و قال : ..
-لا مفيش !
ثم جلس بجانبها و قال : ..
-المكان فعلا جميل .
سبته بداخلها بكل الشتائم منذ اخترعوها و حتى الآن , فقال : ..
-بطلي طولت لسانك دي .. هي اللي ودتك في داهية ..
ابتسمت له بنزق , ثم قالت بعد برهة : ..
-بس من إمتي ؟!
رد ببرود ليغيظها : ..
-مالكيش دعوة .
نظرت له بغيظ و هتفت : ..
-أنا غلطانة إني بتكلم معاك .
ثم نظرت أمامها , بعد مدة من الصمت قطعه أسامة قائلا : ..
-اكتشفت إني كنت بدافع عن باطل وكبرياء فاضي , وافتكرت كلام حد قالي أوعي تدافع عن باطل بس ... دا كل حاجة , مش كدة أحسن و لا إيه ؟!
مريم بخجل : آه أحسن .
ابتسم أسامة و قال : ..
-بعد كدة ابقي اطلبي المساعدة و اصرخي , ما حدش عارف كان إيه اللي هيحصل لو أنا ما كنتش بتمشي قريب منك .
قالت مريم بحيرة :..
-للأسف ما بعرفش , لأن شعاري ما تثقش في حد عشان ما تقعش على جدور رقبتك .
نظر لها أسامة يحاول قرأتها , فاستشف أنها ربما ليست الفتاة القوية كما تدعي , أنها بحاجة لتثق بأحد ... أنها وحيدة تماما !
مريم : المهم .. شكرا على إنقاذك حياتي .  
أسامة : العفو ..
خيم الصمت على المكان لفترة إلي أن مد أسامة يده و قال : ......
- ممكن نبقي اصحاب ؟
سكت مريم قليلا ثم قالت : ..
- أهم حاجة أوعدني إنك عمرك ما هتخون الصداقة أبدا.
أسامة :أوعدك .
أشارت بيدها بشكل معين بحيث يصبح الإبهام عمودي على السبابة , وقالت : ...
ـ  إذا اصحاب .
فعل نفس حركتها و قال : ..
-اصحاب , و هدنة مفتوحة .
قالت مريم :..
-ممكن أسئلك سؤال .
-اسألي.
مريم : هو أنت اسمك إيه ؟
نظر لها أسامة بدهشة وقال :..
-بجد ما تعرفيش اسمي ... أنا أشهر واحد في الدفعة .
مريم بعفوية : هو هتنيني مركزة دا اسمه إيه , ودا مين , يبقي مش هتعلم حاجة في الكلية دي .
ضحك أسامة بشدة ثم وضع يده على فمه ليكتم ضحكاته .
مريم بحدة : هو أنا قولت حاجة تضحك أوي كده .
أسامة بابتسامة : لا بس أنتِ تركيبه غريبة شوية , المهم اسمي أسامة .
مريم بهدوء : أوكي , أسامة .
أسامة : تحبي أوصلك خيمتك ؟
مريم : لا شكرًا , أنا هقعد هنا شويه , اتفضل أنت .
أسامة : ما تتأخريش عشان بكرا تحية القائد ودي مهمة جدًا والتأخير يعتبر إهانه كبيرة جدا عشان آخر امتحان .....تصبحي على خير.
مريم : تصبح على خير .
جلست مريم  قليلاً ترتاح و تراقب النجوم , وتفكر في الحوادث المستمر الحدوث . وأيضا الصديق الجديد الذي كان بالأمس العدو الشديد .
مريم لنفسها: يا تري يا أسامة بتفكر في إيه ؟ يا تري أنت صادق ولا كذاب ؟ يا تري غلط لما وثقت فيه ؟ لأني في الحقيقة ما بقاش عندي القدرة على التفريق بين الصدق والكذب .
ولما أرهقت مريم من كل هذه الأفكار ذهبت لنوم , فغدا أخر امتحان , وبعدها بأسبوع التخرج من الكلية الحربية , وبداية المشوار الأصعب (الجيش)  .
من العادات الملحوظة لمريم شرب كأس ماء بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة , ولم تكن تعرف أبدا أن هذه العادة ممكن أن تكون نقطة ضعف, وكالعادة استيقظت فجرًا وصلت الفريضة , وملأت إناء بالماء وغطته ونامت ثانية , وفي الصباح استيقظت ثانية , وقامت بكل نشاط كالعادة , وشربت كوب ماء من الإناء وخرجت من الخيمة ومدت ذراعها لتقوم ببعض التمارين .
مريم بنشاط  :1-2-3 هوب -4-5-6 , أحسن حاجة أن الخيمة بتعتي بعيدة عنهم , يلا 7  -8 - 9 .............
وفجأة وبدون مقدمات شعرت مريم أن جسدها بارد كالثلج بالرغم من الحرارة العالية في الصحراء ,و شعرت بالعرق الغزير و بدأت الرؤية من حولي تتلاشى شيئا فشيء , حركت رأسها يمينا ويسارا لتفيق وما إن حركت رأسها حتى شعرت بالدوار الشديد ثم انهارت قواها وسقطت على الأرض دون حراك , لكن هذه المرة حاولت طلب المساعدة , وصرخت :
ـ أسامة ة ةةةةةةة ..
لكن لم يكن صوتها مسموعًا , فقط كان منبوحًا , وبدأت تحس نفسها تنهار شيئا فشيئا , سمعت ضجيجًا وبعدها رأت أسامة يقترب منها , فقد جاء ليبحث عنها عندما تأخرت على الطابور, بالكاد رأت تعبير وجهه المنصدم , واقترب منها مسرعًا وهو ينظر إلى وجهها حيث ذهبت منه كل معالم العناد والقسوة و أصبح بريئًا طفوليًا ثم فاق من شروده وهو لا يدري ماذا يفعل .
أسامة غاضبًا :  " المرة  دي مش هرحمهم . "
ثم قام بحملها بين زراعيه و نادي على احد ليساعدها بكل لهفة وخوف .
أسامة : دكتور ، حد يجيب دكتور بسرعة .
ثم فقدت مريم وعيها بين ذراعيه .
الطبيب وهو يفحصنها : ضغطها انخفض فجأة .
أسامة بدهشة : إيه ! إزاي يعنى ؟
الطبيب : أنا كده أنقذت حياتها بشكل مبدئي , لازم تتنقل المستشفي بسرعة , لأن حياتها لسه في خطر , عربية الطوارئ جاهزة يا حضرة القائد معتز .
القائد معتز : جاهزة   .....بسرعة ..... بسرعة يا جماعة .
ذهبت مريم في عربة الطوارئ بسرعة مع الطبيب الذي طلب منه أسامة أخذ إناء الماء معه وبعثه  للتحليل ؛ فالغرفة ليس بها شيئا يثير الريبة غير إناء المياه هذا و هذا يعني أنه السبب !
وبعد فترة ليست بطويلة اتصل أسامة بالطبيب وعرف أن الماء كان يحتوي على دواء لخفض ضغط الدم .
ذهب أسامة لمكان تجمع هؤلاء الأغبياء دون أن يشعروا به , فوجدهم يبحثون بجنون وسط مجموعة من الأدوية , فدخل وأمسك زعيمهم من بعده - سامح- من رقبته وقال له:...
- أحسلك تقولي إيه اللي حصل , أنا عارف أن كل اللي بيحصل أنتم السبب فيه .
سامح : إيه الموقف الغريب ده , دا أنت كنت زعمينا .
أسامة : زعيمكم , نخوفها , نوقعها على الأرض ممكن , واكتشفت إني غلطان ، بس أنتم حاولتم تقتلوهم , ومش مرة دول مرتين , أمبارح كانت هتوقع من الجبل والحنش ,و النهاردة لولا أن دخلت عليها على طول كانت ماتت من الدوا , أنتم ايه مفيش مخ خالص .
سيد : أيه هتموت .............. إحنا غلطنا غلط بسيط  .
أسامة: انطق بسرعة إيه اللي حصل لحسن ورحمت أمى أخلص عليه وأنتم ورآه .
رءوف : خلاص سيبه , أمبارح كنا عايزين نخوفها بالتعبان بس جري وهرب مننا وإحنا خوفنا وهربنا , و النهاردة اتفقنا إنها لازم ما تحضرش الامتحان , لكن ........
أسامة : لكن إيه انطق.
رءوف : اكتشفنا من الدكتور دلوقتي إننا غلطنا وحطينا دوا الضغط , بدل المنوم .
أسامة: يا كلاب , المرة دي أنا بحذر المرة دي بالبق المرة الجاية هيبقي ليا تصرف تاني , ومش معني كده إني سامحتكم ,أنا هسيب مسألة عقابكم لصاحبة الشأن, هي تتصرف معاكم, وما أعتقدش هتسامحكم بسهوله .
ورمي أسامه سامح غاضبًا وذهب بعيدًا .
ثم قال رءوف : أنا حاسس إن لو أسامه اللي عاقبنا يبقي أحسن .
سيد : عندك حق , يا جماعة أنتم ما بتشفوهاش في التدريبات القتالية بتبقي عاملة إيه ! دا غير الخرتيت اللي كانت مورينا صورته في الباص .
وفجأة سُمع صوت نداء ينادي كل الطلبة للانتباه وأنه سوف يقومون بالامتحان ويكفي ما ضاع من وقته , وبعد انتهاء الامتحان استأذن أسامه بالمغادرة بدلا من الذهاب لمقر الكلية , وذهب أسامه لزيارة مريم  .
أسامة بابتسامة : صباح الخير .
مريم : صباح الخير .
أسامة : ما أنت زي القرد أهو ... قولي بقى إنك بتعملي كده عشان تهربي من الامتحان ......... فكرة جامدة  .
مريم : هزارك تقيل .
أسامة : من بعض ما عندكم .
مريم : أوعي يكون جدي عرف اللي حصل .
أسامة : ما تقلقيش , دا لو حتى حاول يوصلك ما حدش هيبلغه , الكل خايف على سمعة الكلية .
مريم بحزن : هم  اللي عملوها صح  ؟ كانوا عايزين يقتلوني ؟
أسامه :لا مكنش يقصدوا هو يعني ...
مريم  : إيه اللي حصل يا أسامة ..
ثم أخبرنها ما حدث بالضبط , صدمت كثيرًا ولم تعرف ماذا تفعل , وعندما سألها عما ستفعل , أخبرته ألا يفعل أي شيء إلا عندما تعود , فاستعد للرحيل .
أردف أسامة وهو يغادر  :..
-آه صح  أنا كلمت القائد وقال ما تخرجي هيعدلك الامتحان بشكل خاص عشان نخلص من أم السنة دي .
مريم بامتنان : شكرًا يا أسامه أنت بجد صديق وفي , بس ما تغبش تاني عن الكلية بسببي أنا خلاص هرجع الكلية بعد بكرا .
أسامه مبتسمًا  : المهم ما تتعبيش نفسك , لازم ترجعي أقوي من الأول , سلام .
أنا : آه أسامة ما تقولش لحد عن اللي هما عملوه , سلام.
بالطبع غضب أسامة لكنه انصاع لرغبتها ولم يقل شيء بل غادر بهدوء.
وأخيراً جاء موعد خروج مريم من المستشفي , لقد ملت الجلوس هناك , لكن الطبيب أخبرها .
الطبيب : أنت في فترة النقاهة لازم تخدي بالك على نفسك وعلى هدوء أعصابك .
مريم : حاضر .
الطبيب : هو أنت حفيدة النائب سامي حجازي .
مريم : أيوة .
الطبيب : حجازي وهدوء الأعصاب , دا من رابع المستحيلات !
مريم :هههههه للدرجة دي .
الطبيب : أصلي متابع لجلسات مجلس الشعب , وعلى فكرة معجب بجدك جدًا .
مريم :  شكرًا .
الطبيب : خلي بالك من صحتك .
مريم : شكرًا كمان مرة مع السلامة يا دكتور .
وأخيرا غادرت المستشفي , وعندما عادت , كان الجميع يحدق بها . ففهمت أنه بالرغم من كتمان أسامه لسبب مرضها إلا أنه قد تسرب لبعض الطلبه , مما جعلها تحظى ببعض الدعم والتأيد , وأيضا القادة والمعلمون يعلمون لكن لا أحد يتجرأ على الاعتراف بالأمر , وينتظرون ردة فعلها , أما أسامه وهذه المجموعة فكانوا في انتظارها ليروا ما سوف تفعله بهم , الجميع يعرف أنها قوية جداً وهذه فرصتها للانتقام مما فعلوه بها طوال فترة الكلية , فهي لم تحظى بيوم هادئ واحد فيها , وهذه فرصتها لترد لهم الصاع صاعين , دخلت مريم غرفتهم مع أسامة .
مريم مبتسمة : صباح الخير , ما حدش هيجي يباركلي أني خرجت من المستشفي .
سامح : بطلي تمثيل إحنا عارفين إنك عارفه أننا السبب في دخولك المستشفي .
مريم: كويس إنكم عارفين , أيه كان إحساسكم ؟ ولا أغير السؤال , إيه كان هيبقي إحساسكم لو مت ؟ ...سؤال صعب ولا إيه!
سامح : إحنا قولنا إنها كانت غلطه .
مريم : غلطه ! سهلة الكلمة دي أوي , شوفتم طريق الكراهية وصلنا لإيه ! الكل عارف أني أقدر أخد حقي كويس أوي , بس يا ترى هيريح مين الانتقام  بالطريقة دي  , أحب إنكم تعرفوا كويس أنا جيت هنا عشان هدف واحد نبيل ومش همشي غير لما أحققه , أنا هربت مرة واحدة في حياتي بس عمري ما هكررها تاني, وما عنديش كلام أكتر من كده .
خرجت مريم من الغرفة بكل ثقة واختفت بعدها لتستعيد هدوء أعصابها .
بعد ذلك  قررت أنه ينبغي عليها استعادة قوتها, وذهبت لتكمل تدريباتها , و طبعا تلقت تعنيف من القائد .
القائد بحزم : الجندي لازم يكون منتبه , ميسبش الظروف تتحكم فيه , إحنا هنبقي مسؤلين عن حماية وطن  , إزاي وأنت مش قادرة تحمي نفسك , عيونك دايما لازم تبقي مفتوحه , ما تفوتيش حركة , همسه إلا ما لازم تترجميها , مفهوم .
مريم : مفهوم يا فندم , وأنا أسفه .
القائد بحدة : الغلط مش مسموح بيه في الجيش , و الأسف كمان ... ما توقعيش في غلط يخليكي تعتذري أبدًا .... و دلوقتي ورايا عشان الإمتحان ..
مريم  : تمام يا فندم .
وقالت لنفسها : خلاص يا مريم , التراجع مش مسموح بيه , انتهت , ياتنجحي نجاح واحد , يا إما  نهاية كل شيء , قاب قوسين أو أدني .
أصبحت كلمات القائد كحلقة في أذنها , لا تنسي منها حرفاً واحدًا وكانت هذه الكلمات عوناً لها في الكثير من المواقف التي تمر بها في حياتها , حتى تخرجوا نهائيًا من الكلية الحربية !!
ظل أسامة عونًا لها طول هذه السنوات , أما بالنسبة للبقية فتوفقوا عن إزعاجها تماما , منهم من أصبح من مؤيدينها ومنه من ظل على موقفه , لكنه لا يستطع أن يفعل شيء , و منهم من تعرف مريم بالضبط ما هو انتمائه , مثل هؤلاء الفشلة الحمقى ( لم تستطع مريم أن تتخلى عن هذا اللقب ) . والحمد لله نالت مريم ثقة جميع قادتها , وكل تقييماتها تسير على ما يرام , و جدها أصبح فخور بها جداً , وأصبحت تتدرج بسرعة في الرتب بطريقة لم يسبق لها مثيل في الجيش , أرادت أن تعيش هكذا في هدوء لكن ( أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد ) , فدوام الحال من المحال !!!
عصام 👇

 والحمد لله نالت مريم ثقة جميع قادتها , وكل تقييماتها تسير على ما يرام , و جدها أصبح فخور بها جداً , وأصبحت تتدرج بسرعة في الرتب بطريقة لم يسبق لها مثيل في الجيش , أرادت أن تعيش هكذا في هدوء لكن ( أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد ) , فدوام ال...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن