٢٨

5.2K 242 9
                                    

الفصل الثامن والعشرون
(لحظات ما قبل النهاية  )
خمس دقائق و رن هاتف أسامة مرة آخري .
أسامة : يا بني في إيه تاني , هو أنا راكب على صاروخ ..
رءوف : الحق المجنونة بنت المجانين .
أسامة : اتلم ياض , عملت إيه يعني ؟!
رءوف : ماسكة الزي العسكري بتاعها وحلفها لتولع فيه , ومعاها بنزين , وجدها وراها , ومش راضيه تسكت .
أسامة : يا بنت الهبلة , أمر مني اقتحمو الفيلا .
رءوف صارخًا : تور هايج في الفيلا ...  تور هايج في الفيلا .
انعطف أسامة وهو يردد في نفسه :..
-أشوف فيكي يوم يا مريم يا بنت أم مريم ....
عصام : يا أسامة كده هنموت ... خف السرعة !
أما جنى فعقدت يدها أمام صدرها و جلست تتابع الموقف بسخط !! بينما زاد في السرعة أكثر دون أن يجيب عليهم !!
وصل أسامة في أقل من ثانية إلي الفيلا , ودلف للدخل بصحبة أفراد الفرقة وكانت مريم أمام الباب مباشرة لتلقي بزيها العسكري في سلة القمامة بعد أن فشلت في حرقها له بسبب جدها !!
اقتحم أسامة البوابة و خلفه الجميع  , و هتف بابتسامة عريضة مصطنعة زيادة عن المعتاد :..
- مساء الخير .
تفاجأت مريم في البداية من تجمعهم , ثم وضعت يدها على خصرها , ثم هتفت ببرود :..
- إيه اللي جابكم .......
ارتفع حاجب أسامة الأيسر تلقائيًا و هتف مستنكرًا :..
- إيه الرقة دي ... مش موضوعنا , قولنا نيجي نطمن على.... على سامي باشا طبعًا ..
سامي مبتسمًا : الله يسلمك , أنتم نجتوني .
رفعت مريم كلا حاجبيها بغير رضا و هتفت:..
- تطمن على جدو , ولا الجواسيس بتوعك بلغوك باللي بيحصل هنا .
سامي بعدم فهم : جواسيس إيه !
عقدت مريم ذراعيها أمام صدرها و هتفت ببرود :..
- ليه يا جدو هو أنت ما خدتش بالك من اللي بقاله أربع ساعات بره بيقص الشجرة اللي جنب الفيلا... و كأن هيئة التشجير جوزته الشجرة دي بس , والكناس اللي من الصبح بيكنس الباب الوراني للفيلا  .... بجد فشله .
أشاح سامح ورءوف بوجهيهما عن أنظار أسامة التي تخترقهما بخيبة أمل ..
رمقهما أسامة بخيبة أمل و سخرية ثم هتف :..
- وقال واحد فيهم عملي جمعة الشوال , والتاني رأفت الهجان يا خبيتكم .
مجاهد بابتسامة عريضة أظهرت صف أسنانه ناصع البياض : كويس ما خدش بالها مني ...
مريم : لا طبعا خدت بالي , حد يبع قصب في المعادي , ولا الاي ...
عصام بقرف : خلاص عرفنا إنك لماحة ....أووف , ممكن أعرف يا أسامة أنت جيبنا هنا ليه ؟!
أسامة : إحنا جيين نقعد وناكل هنا .
مريم بحدة : هو بيت أبوكم مثلا .
حرك أسامة رأسه يمينًا ويسارًا بسرعة مستنكرا :..
- بيت أبوكم , يا ساتر ..... كويس إننا جبنا أكلنا معانا .
سامي : عيب يا مريم ... و ضيوفك سيباهم كدا على الباب كدة قلة ذوق , اتفضلو يا ولاد , أنتم لطاف جدًا ....
هتف سيد بمرح :..
-هو الراجل الذوق السكرة ده .. جه من نسله سليطة اللسان دي إزاي ..
ضحك الكل و لكن هناك من شعر بتأجج النيران بداخله !! كم أن الحقيقة مؤلمة و مخجلة !!
هتف سامي :..
-سالم حضر السفرة ...
مجاهد : سفرة إيه ,إحنا هنفرشوا إهنيه ...
سامي مستنكرا : إيه؟! يعني إيه  !!!
مجاهد موضحًا :..
-هنــعَسكروا إهنتيه ؟!
سامي بعدم فهم :..
-يعني إيه برده ؟!
سيد مصححًا : لا قصده هنقعد في الجنينة و ناكل في وسط الخضره ...
سامي : آآآه , سالم !! سماح ! شوفو البهوات عايزين إيه , وأنا ثواني وراجع ... أظن تجيبي دا وتستقبلي ضيوفك يا مريم .
انتزع سامي من مريم الزي العسكري , وذهب ليعيده مكانه .
بينما الجميع يحضرون مكانًا يجلسون فيه , طلبت مريم أسامة لتحدثه .
مريم مستفهمة : إيه اللي بيحصل ؟
هتف أسامة مدعيًا عدم الفهم : ..
-إيه اللي بيحصل ! عايزين نقعد مع بعض .
مريم : أسامة أنت بتخطط لحاجة ومش رادي تقولي وأنا ..
وفجأة اقتربت منهم جنى ...
جنى :  أسامة ....
أسامة : جون جون , معلش يا حبيبتي سيبتك مع الوحوش دول لوحدك .
تمتمت مريم بتهكم وصوت خفيض :..
- جون جون .
أسامة : أصل كنت بتكلم مع المقدم مريم .... مريم , دي جنى أختي الصغيرة .
مريم : أختك !! أهلا , تشرفت ...
أسامة : جنى ! دي مريم , القائد بتاعنا ..
جنى : أهلا وسهلا , أنا اللي تشرفت .
سلمت الفتاتان على بعضهما , وتبادلتا التحيات .
جنى بحرج : أبيه هو عصام فين ليكون مشي ..
أسامة ضاحكًا : ما تقلقيش رجلتي محاصرين المكان كويس .... تعالي بس معايا نشوف مساند جوا نقعد عليها .
جنى : ندخل كده عادي ...
وضع أسامة يده محاوطا كتفيها و ابتعدا عن مريم , دون أن يجيبها , و أردف ردًا على جنى ببرود مرح :..
- عادي ..
جنى : ما ينفعش  , و مش هنعرف ندور , إحنا ما نعرفش المكان .
أسامة مداعبًا : هو المكان يتوه بس ما تقلقيش إحنا إقتحمنا المكان دا أربع مرات قبل كده , هنلاقي في أوضة الجنينة أكيد .
جنى : دول فعلا مجانين .
أسامة : دي أقل حاجة عندهم  , ومش عايزيني أتجنن , الحمد لله إني لسه عايش , يا رب صبرني .
جنى : الله يكون في عون القائد بتاعتكم , دا أنتم أكيد مجننها .
أسامة : ما تقلقيش هي أجن مننا ... ههههههههه
جنى بابتسامه رقيقه : ههههه .
غادر أسامة وجنى بينما لاح لمريم عصام من بعيد يقف شاردًا , فذهبت تجاهه .
مريم : عصام بعد إذنك ممكن نتكلم لحظة .
عصام باقتضاب : أفندم !!
مريم بهدوء : أنا بس كنت بقول أنت مضايق مني ...
عصام : وأنتِ مين عشان تضايقني , أنا جيت هنا مجبر , وشوية وماشي ..
مريم : أنا قصدي إن كلها يومين وهسيبكم , وهبقي ذكري , فمش لازم تضايق من أسامة بسببي .
عصام : يبقي أحسن , بس هتبقي ذكري نفسي أمحيها من ذاكرتي , وما تديش نفسك أهمية كبيرة , أنتِ مش حاجة في حياتي أنا وأخويا عشان أزعل معاه بسببك , سلام يا ... يا .. يا كابتن .
غادر عصام وتركها متضايقة , بينما اعترض طريقه شريف .
شريف : إيه يا عم عصام مالك قافش علينا كده ليه ..
عصام : أظن أنت عارف كويس ..
شريف : عصام ما تبقاش عصبي زيادة , أسامة عمل كده لأنه متأكد إنك هتحمي بريهان وأختك , وعارف إنك أما تضايق هتلزق جنبهم , يعني أنت كنت أول واحد في خطته , وقال قدمنا إنه بيثق فيك أكتر من نفسه ..
عصام : يعني كان بيشتعلني .
شريف : بالظبط كده , وأنت وقعت فيها زي الجردل  ..
عصام بتوعد في سره : ماشي يا أسامة .
ثم هتف بحدة :..
-إيه جردل دي ما تحسن ملفظك يا حيوان !
شريف مصححًا :زي الدغوف حلوة دي ..
عصام بعصبية :هولع فيك قبله كدة .. اتلم !
شريف : بص ما تخلنيش أندم إني قولتلك , أنا حبيت أفهمك بس .....
وفجاءة سمعوا صوت ينادي على الجميع لتناول الطعام .. جلسوا في حلقة دائرة يتناولون ألوانًا من الطعام ....
..و أثناء الأكل ..
مجاهد : نولني جرايه من عِنديك يا رجوف .
رءوف : ماشي .
سامي هامسًا لمريم : مريم ! هما بيقولوا إيه , والغريبة إنهم فاهمين بعض وبيردوا على بعض كمان .
مريم : إيه اللي مش فهموا من كلامهم يا جدو .
سامي : دا على أساس ما فيش حاجة غريبة بالنسبة لك .
مريم : لا خالص ..
سامي : إيه الجرايه دي .
مريم بابتسامة : الجرايه يعني عيش .
مجاهد : چـول والله مش فاهم .... و مش فاهم هنفرشوا يعنى إيه كماني ..
سيد : أنت ما دخلتيش جيش ولا إيه يا باشا .
سامي : لا أنا معنديش إخوات ..
رءوف : دا أنت فاتك شوية مصطلحات .
أسامة : دي ألفاظ متدولة عندنا , دا فيه مثل بيقوله جنود الصف لما يبقوا قربوا يخلصوا فترة الخدمة بيقول "٣٠ يوم ياجيش ونقول على الجراية عيش " .. أومال لو سمعت البيادة و المخلاة و ـــ
قاطع سامي سلسلة المصطلحات المريبة بالنسبة له هاتفا :..
- عارفة يا مريم لو في يوم قولتي الألفاظ دي , هقتلك !!!
الكل : ههههههههههههههه .
رءوف هامسًا : الراجل دا لو شفها وهيا بتدربنا هيموت غريق ههههههه .
سامح : هههههههه دا إحنا بنتعلم منها المصطلحات البيئة .
ضحك كل من سامح ورءوف وأسامة ضحكات مكتومة , في نفس الوقت كان عصام يعد خطة الانتقام من أسامة ؛ لأنه سخر منه أمام جميع الفرقة واستخف بذكائه .
عصام لنفسه: بتشتغلني أنا يا أسامة , أنا هوريك الاشتغالات اللي على حق.
كان الجميع في غاية الانسجام , وفجأة تجمدت ملامح عصام , وتلاحقت أنفاسه وكأنه يلتقط آخر أنفاسه .
أسامة بقلق : في إيه مالك يا عصام .
عصام متألمًا : آآآآآه
وفجأم ارتمى عصام على الأرض متأوهًا , ثم بدأ يصرخ من الألم .
رءوف : يخرب بيتك يا سيد أنت جبت الأكل منين يلا .
سيد : يا عم من عند هوهو عادي يعني , دا أنا باكل من عنده كل ما أنزل أجازة وزي الفل ما جرليش حاجه .
سامح : طب أنت ما بتحسيش وكلنا عارفين , تسممنا إحنا ليه ؟!
أسامة : أنت بتهزروا , عصام ! رد عليا جرالك إيه , طب حاسس بإيه !
عصام بصوت متقطع : حاسس إني بودع !!
جنى بدموع : ما تقولش كده أنت هتبقى كويس .
مريم بقلق : بصوا هاتوه على الفوتيه القريب ده , جدو اطلب الدكتور بسرعه .
سامي : أنا هروح بسرعه أهو ...............
حملوا عصام إلي حيث أشارت مريم ..
مريم بصوت عالٍ : الدكتور يا جدو بسرعة ....
عصام بضعف : مافيش داعي يظهر إن دي نهايتي ..... أنا عارف إني ما كونتش أخ كويس ليك يا أسامة , ولا لجنى .... سامحوني .
جنى ببكاء شديد : لأ يا عصام , أنا اللي كنت قاسية عليك أوي , أنت هتبقى كويس .
أسامة بلهفه : أيوة يا عصام ...
عصام : لا أنا بتعاقب لأني سبت الفرقة و مشيت عشان مشاكلي مع مريم ..
وهنا أغمضت عينا عصام وارتخت عضلاته مودعًا العالم , انصدم الجميع  وتجمدت تعابير وجههم من هول ما حدث , وبدأت الدموع تترقرق في أعينهم , وانهارت جنى باكية , بينما دمعت عينا أسامة , وحثى على ركبتيه أما عصام , وأمسك كف يده ..
أسامة : لأااااااااا يا عصام , أنا عملت كده مش عشان مش عايزك معانا , أنا عملت كده عشان أنا عارف إنك الوحيد اللي هتقدر تحمي جني و بريهان ودي أهم حاجة في خطتي , بس أنا عارف إنك ما بتحبش يبقى حد عليك قائد , دا السبب والله ...
كانت مريم أشدهم انصدامًا , لكن صدمة من نوع مختلف .. حيث أنها كانت واقفة على بعد مناسب لترى المشهد كاملا , بينما الجميع يلتفون حول عصام يبكون !
مريم لنفسها : يخرب بيتك , أنت بتشتغلنا يا عصام , وقال أنا قلقت عليك , النوع ده ما يتخفش عليه , صحيح أسامة يستاهل اللي بيجراله عشان الخطة اللي بيعملها ومش رادي يقولي عليها , بس عشان خاطر أختهم الغلبانة دي , وعشان كمان اللي قلبوها مناحه دول ..... بس ما كنتش أتصور إنكم تكلوها بالطريقة الأوفر دي ........ يعني رموشه اللي عمال يحركها دي إيه .. مساحات !!
تقدمت مريم باتجاه عصام , و هي تبعد كل من يعترض طريقها فلم يتبقى سوى أسامة و جنى ....
مريم : أسامة أنت عايز أخوك يفوق ..
أسامة بعدم فهم : إزاي !!!
مريم بدهاء : هستعمل طريقة الابرة في الأتوبيس لانقاظ المتاعيس و القضاء على المتحرشين ....
عصام في سره : هتعمل إيه المجنونة دي , لسه ما وصلتش للي أنا عايزه .
انتزعت مريم أحد دبابيس حجابها , وأكبرها على الإطلاق , مشهرة إياه تجاه عصام ..
جنى بدموع : أنت بتعملى إيه .........
دفعت جنى مريم , لكن كفها أصاب كتف مريم المصاب , فصرخت متأوه .
مريم : آآآآآآآه
جنى : ابعدي , ابعد الست المجنونة دي عن أخويا يا أبيه ....
مريم بهدوء نسبي : العيب مش عليكَ العيب على الأخ الكبير العاقل اللي بيشتغلنا وعامل نفسه ميت ..........
صدمت كلمات مريم الجميع , فاقتربت من عصام و شكته بدبوسها , فاتنفض من مكانه , حاكمًا على دعابته بالفشل ........
عصام : يا بنت ال ...........
الكل بصدمة : عصام !!!
أسامة : كنت بتشتغلنا .
عصام : بس بصراحه دخلت عليكم , مش أنت بس اللي بتعرف تشتغلني ...
أسامة : والله لوريك , أنا هموتك بجد المرة  دي يا عصام ...
الكل : مش لوحدك يا أسامة , النهاردة هنطلع عليه الأرافه ....
أخذ عصام يجري مسرعًا , والكل يجري وراءه متوعدين له , بينما تجمدت قدما جنى مكانها .... وسامي حجازي يضحك بشده , وخدمه كذلك , أما مريم فقد انسحبت من بينهم ودلفت لداخل الفيلا .....
دخلت غرفتها لتطمئن على الجرح في ذراعها ...
مريم بابتسامة ممزوجة بالألم : يظهر أن الجرح دا مش مكتوب عليه يلم أبدًا ............ أوتش ... بس الحمد لله الخياطه ما فكتش المرة دي زي ......
تذكرت مريم موقف المشفى و ما فعله حسين ثابت الذي من المفترض أنه والدها الحقيقي ....... وفجأة أوقف تسلسل ذكرياتها صوت دقات الباب ..
مريم : مين .
جنى : أنا جنى ممكن أدخل !!!
مريم : ثانية واحدة ..
لفت مريم ذراعها بشاش نظيف بدلا من القديم بسرعة , ثم أذنت لها بالدخول ..
مريم : اتفضلي .
جنى بأدب : ممكن أعد .
مريم : طبعًا اتفضلي ..
جنى باستحياء : أنا كنت عايزه أقول إني .. أنا بجد آسفه .
مريم : لا مفيش داعي , أنا اتعودت على كده ..
جنى : لا قولي إنك سامحتيني ..
مريم بابتسامة : بجد مفيش داعي , أنا مش قلبى أسود أوي ...
جنى : هو أنا جرحتك .
مريم : لأ .
جنى : طب تحبي أساعدك .... لو سمحتي عشان أحس إنك سامحتيني .
مريم : مش عايزة منك غير إنك تلبسيني البتاعة دي ..
جنى : إيه دي ؟!
مريم : دي بتخلي دراعي مسنود عشان الدكتور محذرني إني لازم ما أحركوش دلوقتي ......
جنى : بجد أنا آسفه أوي ...
مريم : خلاص أنت هتعيطي , ما فيش حاجة , دا أنت لو بتشوفي أنا بعمل إيه في إخواتك الاتنين , هتضربيني كمان مرة ههههههههه .
جنى : ما تقوليش أخواتي الأتنين , أخويا أسامة بس ..
مريم : وعصام دا بعتيه ولا لقتوه قدام باب جامع هه , قوليلي , قوليلي أنا برده حاسه من زمان إنه لقيط هههه .
جنى : كنت بدأت أسامحه على كل اللي بيعمله , بس باللي عمله النهارده ...
مريم : ما تبقيش عبيطه , صحيح أنا وعصام ما بنطقش بعض أه, بس أنا عارفه هو عمل كده ليه , أحيانًا الواحد ممكن يلجأ لحاجات سخيفة عشان يحسس اللي حوليله بوجوده , ويعرف قيمته عندهم , وبعدين من اللي حصل أقدر أقول إن أسامة هو اللي اشتغله الأول , وماتزعليش أوي زمان الفرقة اللي بره خدت حقك وحقي وحق السنين منه .
فكرت جنى بكلام مريم فوجدت أن معاها حق ؛ فمن المواقف القليلة السابقة فهمت أن عصام ناقم على وضعه ويريدها أن تحبه وتخاف عليه لذلك لجأ لهذا الحل السخيف ....
مريم : يلا نشوف بقايا عصام اللي كسروها ..
جنى : أيوة صح , دا أبيه أسامة عينه بطق شرر ونويله ...
خرجت كلا من جنى ومريم , فوجدتا أنهم استطعوا القبض على عصام ويكيدون له اللكمات .
مريم : كفايه كده عليه النهارده , سيبوه يروح وأسامة هيتصرف ..
أسامة : و الله لتبات متغدغ النهاردة يا عصام .
عصام : أسامة إحنا إخوات ..
أسامة متوعدًا : إخوات بس !! بس دا أنت حبيبي من أيام الجيزة ....
غادر الجميع , بعضهم غاضب و البعض اعتبر ما حدث ترفيًا يتسلوا به عن الأيام الصعبة الماضية , جلس الإخوة الثلاثة في السيارة التي قادها أسامة بغضب, و كأن على رؤسهم الطير لا أحد يتفوه بكلمة واحدة , حتى دخل كل واحد إلى غرفته , ولا أحد ينظر للأخر ...
........................................
في فيلا سامي حجازي ,,,
كانت مريم متوجه إلي غرفتها لتنام , فأوقفها صوت جدها ..
سامي : مريم !!!
مريم : خير يا جدو ...
سامي بتردد :...... كان يوم لطيف .. بجد ظراف خالص ...
مريم بابتسامة : فعلا ظراف , بس مش دا اللي كنت عايز تقوله .
سامي : مش ناويه تغيري رأيك , يا بنتي خليني أتصل بعباس عواد دا محامي عقر , و هيتصرف ...
مريم : جدو بعد إذنك , الموضوع مش مستاهل ..
سامي : مش مستاهل إزاي , دي محاكمة عسكرية ....
مريم : جدو ما تقلقش أنا هتصرف ...
سامي : والله شكلك بتنيمني ..
مريم بتردد : جدو أنا عايزة , عايزة  أشوف بريهان ..
سامي : ما أعتقدش هتقدري , أبوها مش هيسمح لحد أنه يقرب منها ...
مريم باستسلام : طب , تصبح على خير يا جدو .....
سامي : تصبحي على خير ...............
............................................
على صوت الأذان في الأفق يحث المسلمين على الصلاة , فالصلاة خير من النوم .
رن هذا الصوت الإلهي في أذن عصام ليستيقظ , توضأ وتحهز للذهاب للجامع , وقبل الخروج من المنزل ذهب لغرفة أسامة .
عصام : أسامة , أسامة .
أسامة بنعاس ونزق : عايز إيه ؟!
عصام : قوم بقى .
أسامة : أظن أنت بالذات لازم تخفى من وشي .
عصام : مش هموت يعني وتكلمني , أنا بصحيك عشان تصلي الفجر , قوم وصحي جنى , عشان أنا رايح أصلي في الجامع ومش راجع النهاردة إلا بالليل ................ قوم بقى أنت قتيل ... أنا ماشي .
غادر عصام , واستيقظ أسامة وهو لا يصدق أن هذا بالفعل عصام , لكنه تأهب لأداء الصلاة وأيقظ جنى , صلا معًا .
و عند تمام السادسة صباحًا جاءه هاتف فذهب لغرفته ليجيب , وأوصد الباب ...
أسامة : أيوة يا فندم ....
المتصل : ....................
أسامة : أيوة أنا عارف إن الكلام اللي أنا قولته صعب ودا مش دليل قوي , بس كل اللي أنا قولته عن الحريق , والباب حقيقي .
المتصل : ....................
أسامة : تمام عشان كده طلبت التفتيش .
المتصل : ....................
أسامة : الساعة تمانية , مش أحسن نسرع عشان في المحاكمة النهاردة .
المتصل : ....................
أسامة : ما تقدروش , مفهوم , مفهوم , بس أقدر أحضر معكم ...
المتصل : ....................
أسامة : أنا شاكر جدا لأفضالك يا فندم .. بس السرية يا فندم .
المتصل : ....................
أسامة : بجد مش عارف أقول إيه , ممكن يا فندم نروح بعربيتي هيبقي أسرع ومريحه أكتر لسيادتكم .
المتصل : ....................
أسامة : في رعاية الله
استعد أسامة وخرج مسرعًا ...............
======================
عندما فرغ عصام من الصلاة ذهب إلي المشفي , لكنه لم يستطع الدخول لبريهان لأن والدتها كانت جوارها , فاضطر للبقاء في سيارته لعلها تغادر..
====================
في سيارة أسامة ,,,
اتصل رءوف بأسامة عدة مرات فأجاب الأخير .....
رءوف : أنت فين يا أسامة ؟
أسامة : ورايا مشوار مهم , ومش هقدرش أتكلم في التليفون , أنتم زي ما أنتم , بس ساعة المحاكمة عايزكم كلكم جنب مريم , و أنا هحاول بأسرع ما عندي أرجع قبل المحاكمة ....
رءوف : تمام يا أسامة , بس أنت عارف إن وجودك هيفرق ...
أسامة : عارف بس غصب عني والله , سلام ...
رءوف بخفوت : سلام يا أسامة ...
==========================
في فيلا سامح زهران ,,,
كانت جنى غاضبة من إهمال أخويها لها , فبعد ما حدث أمس كانت تنتظر من عصام اعتذارًا , و كانت تمني بعد ما حدث معها أن تجد الدفء والأمان , فبالرغم من غياب والديها فإنها كانت تتوقع اهتمامًا أكثر من أخويها .
بعدما فقدت الأمل في أن تجد الإهتمام قررت العودة إلي كليتها من الغد....
=======================
في مكتب معتز سالم الدمنهوري ,,,,
اتصل شكري بمعتز ......
شكري : باشا ..
معتز : خير يا شكري , ما تضايقنيش وأنا مبسوط ..
شكري : يا باشا , بلغوني إن في قلق في المستشفي , وعايزين ننفذ بقى ...
معتز : استني يا شكري , لسه شويه ..
شكري :  يا باشا , في قلق جامد في المستشفي , والبت الممرضة قالتلي نص ساعة والدنيا هتتلخم ومش هتعرف تنفذ , وبعدين الساعة خلاص 11:30 , يعني كلها نصاية والمحاكمة تبدي , مش فارقة كتير ..
معتز : خلاص , سديت نفسي الله يسد نفسك , قولها تنفذ , ومش عايز أخطاء , لإما هتشوف الويل أنت وهي .....
==========================
في داخل المستشفي ,,,
تأكدت الممرضة المذكورة من نوم والدة بريهان , فاقتربت من فراش بريهان لتحقن هذا العقار المميت في المحلول المتصل بذراعها , اقتربت أكثر وأكثر و كانت الغرفة بصمتها القاتل تشير أنها ستكون النهاية بوصول ملك الموت إلي تلك الحسناء النائمة ؛ لتمنع أحبتها من سمع صوتها مرة آخرى, اقتربت أكثر وهي تضع يديها التي تحمل الحقنة خلف ظهرها , كانت تبتلع ريقها ببطء , ثم قررت قتل إنسانيتها , و قتل تلك البريئة .
حقنت السم في المحلول , فبدء يمتزح السم بالمحلول , إلي أن رأت شيء ألجم لسانها...
الممرضة :  يا ليلتي السوده .......... دا ............
==========================
أمام سيارة سامي حجازي ,,
كانت مريم قد ركبت السيارة وسامي يستعد ليركب  ....
مريم بانزعاج وارتمت على مقود السيارة : يووووه , حرام عليكم بقى .
سامي بعدم فهم : فين إيه يا مريم , مين دول اللي حرام عليهم ؟
هتفت مريم وهي تشير لسيارة خلفهما :..
- اللي عملني فيها المغامرين الخمسة دول .
أردف سامي وهو ينظر لهم : ..
-هم بيرقبونا ليه ؟!
هتفت مقوسة فمها بغضب : ..
-أكيد المفتش كرومبو اللي معاهم هو اللي قالهم يعملوا كده , هما فاكرني إيه ؟!
فجأة تقدمت السيارة التي تضم خمسة أشخاص هم رءوف و سامح و مجاهد وشريف ومحمد ...
مريم بغضب : الفيلم بتاعكم خلص ولا إيه ؟!
رءوف : أيوة الحمد لله , و كلنا جيين نحضر المحاكمة ......
سامي : يلا يا مريم اتخري عشان أسوق بقى هنتأخر ....
مريم : أمري لله .
وقفت أمام باب المحكمة لبرهة ؛ لتقطت أنفاسها , ثم تقدمت بثقة وهي تتقدم على السلالم , بزيها العسكري يتبعها جدها والخمسة الآخرون , ثم وصل جميع أفراد الفرقة , ووقفوا خلفها , التفتت مريم لتسأل عن .....
مريم : هو أسامة فين ؟!
رءوف مخفضًا رأسه : قال فيه حاجة مهمة مش هيقدر أنه يجي إلا أما يخلصها .........
مريم باستنكار : حاجة مهمة ....... هو عارف إنه دي ممكن تبقي نهاية الفرقة , أو نهاية وجودي معاكم , فكان لازم ......... أين يكن و غريبة يعني عصام ما جاش يشمت فيا وولا إيه ........
نظرت لهم ففهمت أن لا أحد يعرف عنه أي شيء ..
مريم : مش مشكلة يلا بينا .......
==========================بقلمي أسماء علام

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن