٥٢ جزء ١

6.2K 240 1
                                    

الفصل الثاني و الخمسون و الأخير الجزء الأول
(عرض جواز)
-أنتي مجنونة .. أكيد مجنونة صح .. حرس ايه اللي مشتيهم ؟! أنتي فاكرة أنتي فين ؟! أنتي مش في بيت جدك .. دا بيتي .. طب جدك مجنون مستني أما يغتاله عشان يعمل حراسة .. أنا لأ 😠😡 أنا هنا المسئول هنا عن عيلتي و حمايتهم .... مش هسمحلك تسببي بأذيتنا كلنا فاهمة .. دا بيتي و عيلتي والله لو حصلهم حاجة مش هرحم حد فاهمة .. الضيوف عندنا ملهمش أي حق فاهمة ..
ترك ذراعها و هرول للبوابة صائحا :..
-عزيزز ..
ظهر هنا طاقم الحراسة خارج البوابة ..
عزيز : أحنا هنا يا فندم .... ما تقلقش ... و الحرس محاوطين السور الخارجي ... و سدينا نقاط الضعف اللي حضرتك قولتها .
دُهش حسين قليلا و قال :..
-أنا ؟!
-أيوة يا فندم .. احنا نفذنا الأوامر اللي اتبعتت .
-أوامر ايه بالظبط ؟
-نحرس كلنا من برا لمدة ساعتين و ندخل و نقاط الضعف بتاع الفيلا اللي مكناش واخدين بالها منها .. في حاجة قصرنا فيها .. أو نسينها يا فندم ..
-لأ ..
-----------------
يا إلهي هذا الألم ؟!
أمسكت مريم قلبها الذي ألمها !
ذاك الشعور المقيت ! ذاك الفراغ الذي حاوطها !!
و كأن الأرض تميد بي !!
كلماته القاسية مازالت تخترق أذني ! يده و كأنها مازالت تعقل يدي .. مؤلم !!
نظرت حولها غير مصدقة و كأنها حقا لا تنتمي لهذا العالم !
ضحكت على نفسها 😒🙄 ماذا كنت أنتظر يا ترى ؟!
ماذا أفعل أنا هنا ؟!
اقتربت منها نورا بحذر وضعت يدها على كتف مريم بحنان :..
-معلشي .... أسفة دا كله ذنبي أنا يا مريم 😢 هو بس خايف علينا كلنا .. مش قاصد .. هو ما بيغضب بيقول كلام كتير مايقصدوش .. أنا هكلمه .. عشان خطري ماتزعليش .. أنا هصلح كل حاجة أوعدك ..
ضحكت مريم بوجع و هتفت :..
-يا ستي مستعجلة على ايه .. استني كمان 27 سنة و لا حاجة ..
ثم خطت خطواتها للداخل و هي حرفيا تتقطع من الداخل !
و ربما تحرك فياض الذكريات و تترقرت الدموع في عينيها !!
---------------
اندفعت بريهان لغرفتها و هي تنهار باكية .. قابلها حازم في طريقها فأوقفها ، و هتف بقلق :...
-بيري في ايه ؟! حد جراله حاجة ؟
أبعدته هاتفة :..
-سيبني يا حازم !
-لا مش هسيبك !
أخدها نحو غرفته هو و أوصد الباب خلفه .. فهو لن يكون بعيدا عن عائلته بعد الآن .. سيتولى مسؤلياته .
-فضفضي يا بريهان .. قولي كل حاجة يا حبيبتي .. أنا جنبك .
هنا ازدات بيري في البكاء هاتفة :..
-أنا مستهترة يا حازم .. أنا .. ليه كدة .. خراام عليه هو بيعمل فينا ايه ؟! لما هو بيكره البنات خلفنا ليه ؟! ما قتلناش ليه ؟! أنا تعبت نفسيا .. رماني سنين برا .. ما بشوفكمش إلا كل كام سنة برا .. كنت بستنى و أستنى مكالمة تليفون واحدة منه ... كن بيستخسرها فيا يا حازم 😭😭 اتصلت فيه مجبرة لما كان فيه مصيبة ... حلها صحيح بس فال كلام صعب أووي صعب أووي يا حازم .. كسرني يا حازم .. فاكر يا حازم من أكتر من سبع سنين أنا جيت مصر جيت أصلح اللي اتكسر بيني و بين مريم .. جيت أشوفكم .. قالي بطلي تنطي كل شوية .. رده قتلني يا حازم .. قتلني حرفيا ! رمتوني في بلد أجنبية لوحدي من غير اهل مليش اصحاب .. مليش حد خالص ...... معرفش عن ديني الا ابسط الحجات و جيين تعتبوني على لبسي .. بس انا اتغيرت و الله و اتجحبت و مقتنعة بيه .. أنا افتكرت بس اني في بيتي و اقدر البس اللي عايزة .. افتكرت مرة اني اقدر اعيش طبيعي زي أي بنت وسط عيلتها 😭😭 أنا . أنا .. هو أنا كدة غلطت .. محطوطة في جبهة لوحدي بحارب ، بحارب عيلتي لصالح عيلتي . مش من حقي أعيش يوم طبيعية .. ليه بيكرهنا كدة .. كرهني في نفسي بجد .. I hate myself
😭😭😭😭
بدون كلام ضمها أخوها لصدره .. بعد أن أفرغت ما في جعبتها ، لكنها زادت في البكاء .. فضمها بحنان و أخذها ليجلسا على الفراش هو مازال محتفظ بها يعانقها بقوة ..
و هي تابعت بكاءها .. بكاء اختزنته أكثر من اثنى عشر عام !!
------------------
دلفت مريم الغرفة .. لم تجد بريهان !!
شعرت مريم بالذنب فهي إلي حد كبير السبب ..
كانت تشعر بالتحطم .
جثت على ركبتها بجوار حقيبة سفرها .. فتحتها و اخرجت منها صورة كبيرة لعائلتها ..
تحسستها باشتياق و حزن و هتفت بألم :..
-انتم وحشتوني اوي .. نفسي اجيلك بس حرام ادعي على نفسي بالموت و الا كنت طلبتها كل صلاة .. ليه يا جدو .. جبتني هنا ليه .. انا تعبت .. انا عايزة بابا محمد و ماما دعاء.. عايزاهم مش عايزة دول ... مش عايزاهم .. يا رب بقى .. تعالي يا جدو بسرعة بقى .. خدني من هنا .. قبل ما يجرالي اكتر من كدة ..
============
عاد حسين إلي حيث كان يقف معهم .. عذرا حيث كان يبكيهم !
عاد بهدوء جامد يخفى خلفه الكثير ، فلم يجد غير تنتظره بتعبير صارم !
نورا : اطمنت ! على فكرة هما استأذنوني و أنت وافقت .. مريم متعودة على كدة و بريهان كان نفسها تدرب عشان تعرف تدافع عن نفسها .. يعني معملوش جريمة تعاقبهم عليها .. نكدت على التنين و زعلتهم .. خليت مريم موقنة انها ضيفة تقيلة و لا يمكن رهينة لأنها مش عارفة تتحرك من هنا .. حرقت دمها و هديت ... البت كل مرة تعرض نفسها للخطر عشانا و احنا .. أظن عارف أنا هقول ايه ؟! و بريهان بقى يا ترى انت منتظر منها .. أنا مكنتش منتظرة منها أي حاجة . بنت و عاشت سنين لوحدها بعيد عنها .. معرفتش معنى الحنان و لا الدفء و لا الأسرة ... بس بيري أقبت إنها قوية قوية جدا .. للدرجة دي بتكره البنات .. و نجحت انك تخليهم يكرهوا نفسهم ..
-نورا ..
قاطعته قائلة بشجاعة غريبة استمدتها من أمومتها و أخيرا :..
-خلاص بقى كفاية .. ما تدمرهمش أكتر من كدة .
شعر حسين بتأنيب الضمير و تكرر أمام ناظريه منظر بريهان الباكي .. و ملامح مريم المصدومة !!
-نورا ! أنا .... كنت خايف عليكم كلكم .. مش خايف على نفسي .. و مكنش قصدي أزعلهم على فكرة .. و بطلي نظرات الاتهام دي اللي عينيك .. و مش عارف أعمل إيه .
أشارت له بعينها أن يصعد ليصالحهما .. بادلها نفس حركتها و كأنها يتأكد من ما فهمه من تواصلهما البصري .. أكدت له مقصدها بإيماءها و أوضحت عيناها اصرارها !!
ثوانٍ قليلة مرت و بدأ حسين فعليا في صعود الدرج .. سمع صوت حازم يأتي من جانب غرفته فاقترب ليسمع :..
-تعالي معايا بس يا بريهان .. أنا هخدلك حقك منه .. يا استني تعالي أنا هتصرف .
قالها حازم و هو يسحب بريهان خارج غرفته إلي أن سمع صوت حسين يهتف :..
-تأخدلها حقها من مين يا واد ..
رجعت بريهان للخلف خطوة ، و على عكسها حازم الذي تقدم :..
-منك .. مزعل أختي الجميلة و معيطها ليه ..
أزاحها حسين من طريقة و تابع خطواته نحو بريهان التي كانت تنظر للأرض صامتة ، تفاجأت به يمسح أثر دموعها متمتما :..
-متزعليش مني ... حقك عليا !!
نظرت له بريهان لترى حنان لم تره يوما منه جعله تقف متعجبة ، بينما صدح صوت حازم :..
-ما تضعفيش .. ما تحبيش .. لأ ..
حسين : أنت بتدخل ليه يلا ؟!
-مش هتضعف بردو صح يا بيري .. مش هتسامحيه .
نظر لها حسين بنظرات أبوية كانت تحتاج لها ، فارتمت في حضنها بدون مقدمات و تعتبر المرة الأولى التي تضمه ..
بينما هتف حازم مازحا :...
-يا سهلة يا رخيصة حنيتله في ثانية واحدة .. و بقالك ساعة هرياني عياط .. و أنا أطبط و فضفضي يا حبيبتي و عملت فيها أسامة منير .. و من كلمة واحدة تحني 😂😂
حسين : هتخرس و تنظبط و لا أجيلك أظبتك .
-ما تحاولش مهايا .. أنا ه..
قاطعاته بريهان :..
-خلاص بقى يا حازم اسكت .
جاءت نورا من خلفهم هاتفة بمرح :..
-خلاص يا حازم أنت هتعمل انقلاب في البيت .. هنسيب بابا عليك و ما ترجعش تزعل ..
نظر لهم بصدمة و هتف :..
-أنا ما اتربتش أني بعملكم بحنان .. و بعمل فيه الأم الحنون .. أنا رايح الجامعة ... أبقى عيل لو اتدخلت في مشكلكم تاني .. يا عيلة بتشرب لبن حيوانات 😂😂
قالها و هو تنزل الدرج ، فهتف حسين :..
-أنت ياض يا متخلف .. أومال أنت بتشرب لبن إيه ؟!! 😂😂😂😂
بعدها هتف حسين لبريهان :..
-روحي اغسلي وشك و اجهزي و حضري ترنج عشان ريحين مشوار ماشي .. و ما تسأليش فين ؟!
أومأت لها ، كادت تدير ظهرها و تذهب لكنه نادى عليها ثانية :..
-بريهان ! ترنج غير اللي أنتي قلعه ده 😂😂
" نفس رأي مريم , سبحان الله "
أومأت بريهان بعدها أخذتها والدتها بعيد عن غرفة بريهان لأنها تعلم أن حسين ذاهب إليه ..
..
وضع حسين يده في جيبه ليتأكد من وجود شيء ما ... تنهد قبل أن يطرق باب الحجرة حيث توجد مريم ..
-خشي ....
دلف حسين فرأها تدير ظهرها ، و تمسك حقيبتها و تمسك صورة تنظر فيها :..
-بصي أنا مش هقد هنا تاني .. أنا آسفة أني كنت السبب في انه زعلك ... أما أمشي كل حاجة هتكون كويسة .
-مريم !
سمعت صوته فاستدارت و هي مرتبكة و مشدوهة ، حاولت اخفاء الصورة لكنه لمحها و عرف أصحابها ..
أعطته ظهرها ثانية و هي تحتضن الصورة تخفيها ، فأردف :..
-زعلانة جامد أنتي بقى على كدة .. أمممم و متأثرة كمان دا أنا عكيت الدنيا جامد على كدة .
اقترب حسين داعسا كبرياؤه ، حتى صار خلفها تماما ، ألتقط منها الصورة بسرعة ، و أجبرها على الالتفاف ، فهتفت :..
-لو سمحت هاتها ..
-بشرط .
التقط نظرتها المتعجبة فتابع :..
-ما تزعليش مني .. و تقعدي معانا ..
كانت عيناها تهمس بعتاب صادق ، تعجب عندما استطاع قرأته ، تمتمت :..
-مبحبش اكون ضيفة تقيلة على قلب حد.. و كمان حفيدتة الراجل الم ..
قاطعها :...
-ما تكمليش ..
-مكنتش اقصد ..
-مش انت اللي قولت .
-قصدي متهور .
نظرت له بحدة ، فصحح قائلا :..
-مش قصدي ... فهماني .. هو .. بصي .. هو احنا مختلفين و بس و مشاكلنا كتير .. بس أنا بحترمه على فكرة .. و عشان كدة أنا كونت جايب ده ..
أخرج هاتفها الذي تحطم بعد أن أصلحه لها و تابع :...
-فونك .. عشان تكلميه ..
وضعه في يدها مع الصورة ، ثم مسح على رأسها بهدوء متابعا :..
-عايزك تلبسي لبس تدريب و تستعدي .. هنتحرك كمان ساعة ساعة .. بسرعة يلا ..
ثم غادر ... ظلت تراقب أثره في تعجب مذهول ، ثم نظرت للهاتف و الصورة .. بعدها فهرت فاها بذهول ..
--------------------------
بعد حوالي ساعتين وصلت سيارة الوزير حسين ثابت خلفها سيارة الحراسة بعد أن شدد على الأمن ..
ترجل من السيارة حسين ثم بيري ثم مريم في النهاية ..
دلفوا لساحة التدريبات المجهزة بأحدث الأجهزة و التي أعدها خصوصا لفقرة العاصفة !!
كانت مريم تنظر بسعادة لكل ما حولها هي و بريهان أيضا .. و تضاعفت سعادتها عندما رأت أعضاء الفرقة بأكملهم بالداخل ..
تقدمت مريم نحوهم هامسة :..
-هو ايه اللي بيحصل بالظبط ؟!
سامح : و لا نعرف أي حاجة .
شريف : أنا قمت من الأكل على تليفون من القيادة اتجمعوا على المكان الفلاني و انتم صمن بكمن ..
مجاهد : أنا بدي أعرف أنت ما بتتخناش كيف .... و انا طول النهار و الليل نازل حسر 😂😂
شريف : الله أكبر ! كل أعوزوا برب الفلق ..
هتف حسين بصوت جوهري :..
-اتجموا بسرعة .
في ثوان كانوا في صفين على جانبيه و هو بينهم كخلية نحل :..
-حسين : صفا ... انتباه .. طبعا أنتم افتكرتم اننا مدينك اجازة و لا حاجة .. فقلنا قبل ما تكملوا أحلام نوقكم ..... انا بوضح التدريب معايا غير مع أي حد تاني .. عايز كل مهارتكم تظهر .. عايز أشوف أنتم تستحقوا تكملوا و لا لأ ... الكل يعرف نفسه بسرعة ..
استمع لتعريفهم لكنه انتبه جيدا لاسمس عصام زهران و أسامة زهران ..
اتسعت حدقتي عيناه بعد سماع ذلك ذاك اللقب .. و بدأت القلق ينسب بداخله ... لكنه أخفى ذلك ببراعة ..
بدأ يدربهم و يحاول الوصول بهم لطاقاتهم القصوى .. و بالفعل صدق فالتدريب معه ليس كالتدريب مع أي أحد أخر !!
شعر أن لقب زهران سيخنقه فأعطاهم استراحة قصيرة و ذهب لعمل مكالمة هاتفية ....
-ألووو .. الاتنين اللي قولتلك تعرفني كل حاجة عنهم امبارح .. لقبهم زهران .. المعلومات تكون عندي بأسرع ما يمكن فاهم ....
عاد إليهم فوجد عصام يهمس لبيري ببعض كلمات .. فابتسمت ابتسامة واسعة ..
بعدها هرولت لمريم التي كانت تحاول أن تتحدث مع أسامة الذي كان يتجاهلها ثم بعدها اختفى !!
أخذتها للخارج وسط تعجب حسين الذي زاد و وصل لمرحلة الذهول عندما تحاولت صالة التدريب إلي دار مناسبات حيث الزينة و البدل الرسمية ..
ارتدى أسامة حلة رمادية و قميص أبيض و بيبيون و كان وسيم ..
عدل مدنيله الأحمر .. و أعطاه شريف باقة ورد حمراء ... و أخضر لها عصام شوكلاة .. و اتسعت ابتسامة أسامة ...
أجرى أسامة اتصالا بسامي تحت أنظار حسين ..
أسامة : أيوة حضرتك فين ....... إييييه مش جاااي .. طب و ربنا و ربنا كمان مرة مش طلعة من هنا إلا و معاها دبلتي .. اتصرفوا لأخطفها 😂😂
سامي : غصب عني يا أسامة .. على أخر لحظة بجد .. دا أنا كنت في المطار ..
أسامة باصرار : أنت هتحضر معانا وجدنيا .. و نكلمك فيديو ... و دا أخر كلام عندي .. 😂😂
سامي : لاما هتصور قتيل حافظ جملتك اللي هتقوله .. بص طيب أنت جهزت كل حاجة يعني .. خلاص موافق يا سيدي ..
-أيوة كدة .. حمايا حبيبي .. أجدع حما في المجرة 😁😁
......
-بريهان يا بت المجانين أنتي ...
-ايه يا ميري ؟!
إيه اللي أنتي ملبسهولي دا يا مجنونة أنتي ..
كانت مريم في حجرة تبديل الملابس ترتدى فستان أزرق من الستان .. واسع و منيدل و حجاب أبيض أبرز سحر عينيها و لا توجد رفاهية الزينة في مركز التدريب بالتأكيد 😂😂
" هنعمل العريس هيصور جناية 😂😂 "
بيري : يا ميري بقولك عندي فرح بالليل .. و بجرب عليكي الفستان عشان هو لسه جيلي حالا من المعرض .. فيها إيه ..
-خلاص شفتيه .. أغير بقى و ألبس هدوم التدريب عشان السحل اللي أبوكي موريهولنا .. هو معندوش أخوات ظباط و لا إيه 😂😂
-لا بصي .. اطلعي بس في النور عشان أتاكد من ظهره..
فعلتها مريم مجبرة ، فوجدت بريهان تدفعها نحو الخارج .. ثم سحبتها بسرعة لباب قاعة التدريبات ....
مريم : أنتي مجنونة .. هدخل ازاي كدة .... أنا ...
فجأة وجدت الزينة تسقط عليها و جميعهم ملتفون و يفسحون لها طريق به بساط أبيض في أخره يدير لها أحدهم ظهره.
فزعت مريم ، ثم نظرت لهم بدهشة ، و هتفت :..
-في ايه ؟! إيه دا ؟!
دفعتها بيري هاتفة بمرح :..
-أنتي لسه هتسألي ..
أصبحت مريم خلف أسامة ، كادت تتحدث لكنه أسامة استدار و ركع لها يقدم الشكولا و الورود و الدبل ، و أردف بابتسامة :..
-تتجوزيني !
قالها أسامة بابتسامة سعيدة و عينان بهما بريق العشق !
أما مريم فقد كانت مذهولة فقط !!
لا تفهم و لا تستوعب ما يحدث ؟! لم تتخيل نفسها أبدا في هذا المكان أو ذاك الدور!
هتف الجميع يشجعونها على الإجابة .. التي هي نفسها لا تعرفها ..
" استوب ! "
نظروا جميعا نحو سامح الذي تابع :..
-ارجعي لورا كدة يا حضرة القائد .
قالها مشيرا لها أن تتراجع ، و وقف أمام أسامة الذي ينظر له بدهشة ثم هتف : ..
-إيه ؟!
سامح بضحكة خبيثة : هتعرف حالا ....... رءوف جبت اللي قولتلك عليه ...
جاء رءوف و هو يحمل كرسي و هو يهتف :..
-أيووووة جججججااااي ..
وضع الكرسي ليجلس عليه سامح و يضع قدما فوق الأخرى :....
-بصى يا بني .. أنا كنت شارط على أخوك أنه هيطلبها منا الأول .. و بما انك سبقته .. هنفذ فيك انت كمان .... و سامي باشا مش وجود فهتطلبها مننا كلنا ... ها .....
ضخم سامح من صوته و هتف :..
-أنتي مين ؟! و تملك ايه ؟! و هتقدم ايه لبنتنا ...
فهر أسامة فاه و هتف بصدمة : هاه ؟!
مجاهد : ما تنحش يا ولد .. أنا معاك .. كرسي يا سيد ..
جلب سيد الكرسي و جلس مجاهد في مواجة سامح جوار أسامة :..
-إحنا ولدنا زينة الشباب ... مش هتلاقي زيه واصل .
سامح : العريس يتكلم عن نفسه بعد اذنك يا حاج ... ليكون أخرس و لا عنده اعاقة ذهنية و لا حاجة ...😂😂😂
نظر له أسامة بصدمة و لم يتحدث فلكزه مجاهد أمرا :..
-اتحددت يا ولد .... ما تعرناش .. جدم نفسك للعروسة و أهلها و ناسها ..
شريف : اجز يا بني و إلا مش هتتجوز في سنتك 😂😂 سامح بيخططلك من الصبح .. انجز نفسك و اتعامل 😂😂
تنحنح أسامة و تعامل مع الموقف بفطنة و مرح :...
-يا عمي أنا اسمي أسامة زهران .. رائد في الجيش المصري ..
مجاهد بفخر : و مفصول عن العمل ما شاء الله عليه ولدي ..
سامح بجدية مصطنعة : ما شاء الله يا حج .. ربنا يبارك .. و نعما الأصل كمل يا ابني 😂😂
تدخل سيد مازحا : كلناا مفصولين 😂😂😂
تابع أسامة : بسكن مع والدتي و أختي و أخويا البغل اللي هناك دهون اللي مش واقف في صفي ..
عصام : و أنا مالي .... البس يا معلم ..
شريف : ليك يوم يا عصام و هيتردلك متقلقش 😂😂
سامح : خلص يا بني .. أنا بحب أأقيل العصر .. و العروسة خلقها ضيق ....
مجاهد : أبااي يا حج ما هو قالك ظابط و مراتبه زين .. و ساكن في حته مليحة ..
سامح : معلش سوري بنتي تقعد في بيت لوحدها .. دي بتاكل أطفال و مسجل خطر .. تاكل دراع حماتها .. و لا تكسر رجل عمتها (أخت الزوج)😂😂 أنا مش مسئول .. و ليكون في معلومك أنت ليك يومين بعد الخطوبة تراجع نفسك بعدهم خلاص .. البضاعة المباعة لا ترد و لا تستبدل 😂😂😂 أحنا مصدقنا ....
أسامة : أنا موافق يا عمي ..بس أنول الرضا ..
قالها غامزا مريم التي شعرت و ياللغرابة بالخجل الممزوج بالدهشة ..
سامح : مهر بنتنا ٢٠٠ ألف جنيه .
مجاهد : كتير يا حج .
سامح : هو أنت واخد أي واحدة .... مقاتلة و مفترية و قوية و ٣ رياضات عنيفة و معندهاش عزيز 😂😂 عايز مميزات أكتر من كدة ايه ... بص خليها ربع مليون و لا مفيش جواز .
مجاهد : طب نص مليون و الا هحلف على المصحف ماهما متجوزين ..
أسامة : أنت بتقول إيه ؟ 😂😂
مجاهد : أنا مبحبش حد يعالي عليا 😂😂😂
سامح : مليون الا ربع .. و انجز ..
مجاهد بعصبية مضحكة : مليون اجنييه ...
أسامة: أكتبلك شيك على بياض أسهل ..
هنا هتفت بريهان و التي كانت تحمل هاتف مريم :...
-باااس .. المشهد خلص .. جدو سامي بيتصل .. هتموا الخطوبة ... و لا أخد مريم و اتخنقوا براحتكم ...
صدح صوت أسامة :..
-و ربنا دا أنا هصورلكم قتيل هنا . الخطوبة هتم .. فاهمين و لا ..
أخرج أسامة سلاحه ، فهتف سامح بسرعة و هو يصافح مجاهد :..
-ألف ألف مبروك أنا موافق .. هما شبه بعض ويستهلوا بعض 😂😂
ظهر سامي خلال مكالمة الفيديو مبتسم جدا جدا يهتف :..
-مبروووك مبروووك يا حبيبة جدك .. زي القمر زي ما تخيلتك .. الفستان كان اختياري أنا و أسامة .. عجبك ..
اقتربت مريم من شاشة الهاتف و هتفت بصوت مشتاق متلهف :..
-جدو أنت هتجي امتي ؟!
-انا كنت جاي أحضر الخطوبة معاكو يا حبيبتي بس حصل مشكلة اضطريت ارجع و انا في المطار ... بس اكيد جاي في طيارة بكرا الفجر و لازم تجيلي .. و هعوضكم و اعملكم حفلة محصلتش .. ايه يا أسامة مش هتلبسوا الدبل ... ما تهيصوا ...
كادت مريم أن تتحدث ، لكن أسامة قاطعهم قائلا :..
-بصراحة قبلها كنت عايز أقول لمريم شعر نزار القباني .. أقوله ليها بس .. فااا ..
هتفوا جمييعا مشجعين .. فاقترب أسامة و نظر في عينيها قائلا بحب :..
-أحببت امرأة استثنائية ..
أكثر ما يعذبني في أحبك .. أني لا أستطيع أن احبك أكثر .
أكثر ما يضايقني في حواسٍ الخمس .. أنها بقيت خمسا لا أكثر .
إن امرأة استثنائية مثلكِ... تحتاج إلي مشاعر استثنائية ..
و أشواق استثانية !
و دموع اتثنائية !
تعالت التصفيقات من الجميع ، تلك التصفيقات التي أفاقت أسامة من أسر عينيها الزرقاء .. و أقافت مريم من سحر اللحظة و التي كانت مغيبة فيها تماما !
يا إلهي إنها تغرق في مشاعر غريبة .. تشعر بفراشات تحلق حولها !!
تنحنح سامي قائلا :...
-كفاية كدة يا بابا .. أنتم لسه ما اتخطبتوش ...
-نعم !! أخطبهالك حالا .. فين الدبلة 😂😂
💍
اقتحمت بريهان المشهد و اختطفت من يده الدبلة هاتفة :..
-احنا عيلة محافظة يا كابتن .. مع نفسك البس دبلتك .. و دبلتها ..
بسرعة كانت تضعها بيري في اصبع مريم ليزينه و يعلن صك الملكية !
هتف أسامة بضجر : يا رب كل دول عليا .. محدش في صفي ..
عصام بابتسامة : أوس أوس ...
-عايز ايه 😠
-تعالي ألبسك دبلتك با حبيبي 😜😛😝
دبدب أسامة أرضا !!
....
حسين : كفاية لحد كدة .. أظن .
قالها و هو يشعر بالانزعاج و لا يعلم السبب ....
بيري : عشان خاطري يا داد .. ربع ساعة بس .. دي خطوبة ميري .
زفر حسين بقوة و ابتعد قليلا ..
اشعلوا بعض الأغاني الرومانسية و وقفوا جميعا له بالمرصاد و أخذت بيري مريم ليرقصا معا .. بينما رقص أسامة مع عصام للأسف 😂😂
و في مجمع السناجل هذا كانت الأزواج كلها ذكور .. إلا مجاهد الذي ابتعد عنهم لأن العدد فردي ... كما أن أصوله الصعيدية وفقت مانعه ايه من الوصول إلي مستواهم من الجفاف العاطفي 😂😂
جلس مجاهد في مواجهة حسين يبتسم له ببلاهة .. ربما لم يكن يريد ازعاجه لكنه فعلها و انتهي الأمر ..
أردفت مريم لبريهان بتوهان :..
-هو إيه اللي حصل .. ايه اللي في ايدي دي ....
ضحكت بريهان و أردفت :..
-دا أنتي مش هنا خالص .. نامي نامي ... و اما نروح هفهمك 😂😂
........
بعدها وقف حسين موقفا كل شيء بصرامة لكنه كان منزعج فأمرهم بالنصراف دون أن يتابعوا ..
كان عصام يهمس لبريهان :..
-عقبالك ..
ابتسمت هي برقة و خجل ..
اقترب أسامة من مريم قائلا :..
-مريم أنتي مقولتيش أي حاجة النهاردة ..... بس تعرفي انك زي القمر .. كان المفروض أقول .. الموج الأزرق في عينيك .. يجرجرني نحو الأعمق .. و أنا ما عندي تجربة في الحب و لا عندي زورق 😍
قتعجبت هي من كلمات العشق الصادقة التي يقولها .. هل حقا يحبها لتلك الدرجة !!
لكنها لا تستحق هذا الحب .. هي تشعر أنها مشوشة ...
كادت أن تتحدث ، لكن قاطعهم صوت حسين الغاضب :..
-بريهان .. مريم .. ع العربية فورا !
سماع نبرته الغاضبة جعل بريهان تمسك يد مريم بقوة و تسحبها خارجا !!
رمق حسين أسامة بنظراته المتفحصة و هتف :..
-معرفش بتخطط ليه بس تمثيلك مش هيستمر كتير صدقني .
ثم غادر هكذا لبساطة .. بينما اشتعل أسامة غصبا منه حقا !!
يا الله ! في كم جبهة سأحارب !
==============
وصلت السيارة لفيلا حسين .. الذي كان صمته مقلق و مربك و مخيف ..
سحبت بريهان يد مريم و انسحبتا بسرعة خشية أن ينفجر فيهم حسين !!
قابلتهم نورا متعجبة :..
-إيه دا ؟! أنتم كنتم بتدربوا و لا في حفلة ... بس الفستان تحفة يا مريم .... إيه دا دي دبلة ..
كانت مريم مازالت مصدومة .. أما بريهان فأجابت :...
-اتخطبت في حفلة رسمية .. شوفتي الصغيرة اتخطبت قبل الكبيرة ..
نورا : أنتي اتخطبتي بجد يا مريم ..
أمسكت مريم فستانها لترفعه و أطلقت لقدماها العنان راكضة للغرفة ..
نظرت لها والدتها بتعجب .. فزفرت بريهان و هتفت مسدلة كتفيه : ...
-استعنا ع الشقى بالله .. تعالي يا ماما هحيلك اللي حصل الأول و اطلعلها ..
..
صعدت بريهان بعد مدة .. فوجدتها قد أبدلت ثيابها و تدثرت بالفراش ..
لم تعلم إن كانت نائمة بالفعل أم تدعى .. حاولت أفاقتها لكن لم تستجب فتأكدت أنها نائمة !!
أبدلت ثيابها و صلت فريضها و ارتمت على السرير بتعب و هي تتذكر ما فعله بهم والدها 😭😭
_______________
لم يغمض لحسين جفن ، بل ظل يحدق في الفراغ و جواره نورا نائمة ..
-الصبح هعرف كل حاجة .. لازم أعرف كل حاجة ..
أغمض عينيه لحظات رأى فيهم كابوس مزعج ، فاستقظ يستعذ بالله ..
شعر بأن قيدا يخنقه ، و ألم يجتاحه .. فقد جاءته في منامه ابنته الصغرى ... صغيرته التي لم تعش معه .. التي لم يودعه .. فقد سافرا غاضبا متوعدا و عاد ليخبروه بموتها ..
سمع حسين صوت أذان الفجر يصدح .. فاستغفر الله بأسي و توضأ ليصلي ..
-----------------
استيقظ بريهان على صوت منبهها لأذان الفجر ... بالرغم من أنها نامت كثيرا إلا أنها تشعر بالتعب و الإرهاق و شد في عضلات جسدها كلها .
قامت تتخبط حتى المرحاض ، و انهت صلاتها .. لم تجد مريم في أي مكان .. فقررت البحث عنها .. وصلت للدرج لكنها شعرت أن الأرض تميد بها و ترى خيالات و تتأرجح و كأنها ثملى .. فعادت غرفتها و نامت بدون مقاومة ...
---------------
عند السادسة صباحا كانت مريم تقف أمام المرأة تهندم ملابسها ، ثم نظرت لاصبعها للمرة المائة .. لا تعلم ماذا يحدث ؟! و لا ما يجرى ..
قضت ليلتها كلها على سطح المنزل على الأورجوحة تفكر .. لكنها لا تفهم شيء . أي شيء .. و كانت للسرعة التي تم بها الأمر أثر كبير في عدم استيعابها ..
ارتدت مريم قلادتها - هدية بريهان - بشرود .. و إذا بها تفيق على صوت صياح و قفز أحدهم من على السرير .. و بالطبع هذا الشخص هو بريهان ..
-أنتي لبسه السلسلة بجد ... هي لسه معاكي .. ياس ياس .. أنا كنت خايفة اسألك تكون ضاعت .. I 'm so happy
أجابت مريم بصراحة بطريقة غريبة عليها و كأنها متناولة حبوب الصراحة ..
-طبعا معايا .. أكيد مش هضيعها .. تعرفي إن يوم المهمة بتاع مجموعة الموت وقعت مني وسط هدم الحجارة .. رجعت دورت عليها لحد ما لقيتها ..
نظرت لها بريهان بسعادة و ضمتها ثم أردفت :..
-مرسي .... أنتي متخيلة سعادتي أني بسمع منك الكلام دا .. بس إيه الصراحة دي يا عم الشجاع .. المهم إيه إحساسك دلوقتي ....
-فرحانة جدا ... جدو هيرجع عايزة اخلص عشان أقبله أخيرا هروح معاه ..
-اه هتروحي معاه .. و أرجع أشوفك بالقطارة تاني 😶 بس أن مش بسأل على كدة أنا بتكلم عن دا ..
أمسكت بريهان كف يد اليمن هاتفة :..
-بعد ما لبستي دبلته 😉
-مش عارفة .
أجابت مريم بحيرة ..
-يعني ايه مش عارفة ؟!
-يعني بدور على عقلي .. إزاي سبتكم تعملوا المهزلة دي .. دي مش أنا يا بريهان .. مش دوري .. مش طموحاتي .. مش أفكاري .. مش أنا البنت اللي هتحب و تتجوز .. أنا كنت طول الليل براجع نفسي قولت أنا إزاي سكت ..
-ليه يا مريم ؟! أسامة بيحبك .. و قبل ما تنكري زي المرة اللي فاتت .. شوفتي لمعة عينيه شوفتي اصراره .... و شوفتي فرحته ... أسامة مكنش شايف غيرك امبارح .. أسامة بيحبك ..
-للأسف .. أسامة تخيل الصداقة حب .. أنا محبتوش .. هو هيتظلم معايا .. أنا هتكلم مع جدو و نلغي الهبل اللي حصل امبارح .
-بغض النظر عن انك مبتشفيش .. هسألك كام سؤال و تجاوبي عليها بصراحة ... أنتي و أسامة أصدقاء .
=جدا !
-المواقف الصعبة مين بيساعدك فيها من غير ما تطلبي ؟!
تنهدت مريم ثم أجابت :..
=أسامة ...
-عمرك طلبتي مساعدته و مكنش أول واحد يلبي ؟!
= لأ .
-لو قعتي في مصيبة مين اول واحد بيجرى عليكي ..
=أسامة .
-شغل تفكيرك في مرة لدرجة انك حلمتي بيه ؟!
أومأت مريم فقط ...
-تفتكري بعد كله دا ما بيحبكيش .. أو أنتي محبتهوش .
=مش حب .. مش أنا ..
هتفت بريهان بقوة :...
-ليه مش أنتي .. جمال و أنتي جميلة جدا .. ثقافة و فكر .. الاتنين عندك .. أما أسامة فشاب كل بنت تتمناه وسيم .. رياضي .. متفهم .. مثقف .... جينتل .. يرمى نفسه في النار عشانك .. يواجه الكل عشانك .. واجه باب عشانك ..
قطبت مريم بين حاجبيها متسائلة ، فأجابتها بيري :..
-يوم ما حازم جاب الكلب أسامة كان معايا ع الفون كان عايز يبررلك موقفه و يصلحك .. و لما أنتي جريتي من الكلب هو اللي قالي انك عندك فوبيا .. معرفش ازاي في ثواني لقيتها معايا بيكسر الباب عشان يخرجك و كان زي اللي روحه بتطلع .. خدك و جري بيكي من غير ما يهتم بأي حاجة و وقف قصاد بابا عشانك .. كل دا و مش حب أومال أسمه ايه .. ما شفتيش عينه اللي بضمك من بعيد .. خوفه عليكي .. فرحه لما بيشوفك .... و أسامة مش الشخص اللي ممكن يهد طموحك ... بل هيساعدك .. بدليل انه منع الاستقالة بتاعتك .. بصراحة كل دا و مش عجبك .. دا يبقى اسمه بتبتري على نعمة ربنا ..
ثم تركتها و خرجت ..
نظرت مريم لنفسها في المرأة هاتفة :...
-افهموني العيب فيا و الله مش فيه .. أنا إنسانة ما اتحبش .. ما اتحبش أبدا 😭😭
ثم بكت .. جثت أرضا و هي بأنها بحاجة لترتاح .. تحتاج لقسط من الراحة ..
أمسكت شريط المنوم وضعته في جيبها تحسبا لحالة أرق جديدة قد تصيبها .. و التي قد زادت الفترة السابقة !!
اكملت ارتداء ملابسها ، ثم نظرت للساعة بعدها قفزت في الهواء !
اللعنة إنها السابعة .... عااااااااا .
-بريهان !
لا رد
ذهبت تبحث عنها مهرولة ، فوجدتها تجلي في الردهة و لا تعيرها اهتمام .. ذهبت لها بهدوء و أردفت مازحة :.
-دا أنتي زعلانة بجد .. أنتي معايا و لا مع أسامة .. تحبي أسيبهولك 😂😂 ميغلاش عليكي ..
-ظريفة 😕😒
عمزت لها مريم و هي تردف :..
-أها .. صح صح .. كفاية عليكي عصومي .
قفزت بيري من مكانها و هتفت :...
-هششششش .. بس يخربيتك هتودينا في داهية .. و تفضحيني .. مش كفاية هو و غباءه كمان أنتي ..
ضحكت مريم من قلبها على منظرها ثم أردفت : هسكت بس هاتي السلاح بقى .... الساعة سبعة و ربع الطيارة وصلت من ربع ساعة و انا هموت و اشوفه .
-هنظطر نروح للزفت ...
-زفت مين .
-زومي ..
-ما تتلمي .. هو عشان سكتلك .. اتعملي مع أخوكي كويس يا بريهان ما تتحسوهش انو عيل .... حازم راجل و كبير .. فاهمة !
-خلاص ! احنا يس متعودين على كدة عشان بابا بس ... اهدى يا وحش .. بس دا حازم هياخد الأوسكار 😉😉
-يلا يا ظريفة ... و بعدين موضع السلاح اللي خبتوه مش مسامحكم عليه ..
ثم توجها نحو حازم ..
استمع حسين للحوار .. ثم اشتعل كعود الثقاب ... فالوضع خرج عن السيطرة .. و لو كان شكه في محله فسامح زهران قد حرق كارته الأخيره معه .. و لن يرحمه !!
ثم خرج للحديقة يتنفس بعض الهواء لعله يخفف من غضبه قليلا !!
ينتظر تلك المكالمة التي ستحدد كل شيء ..
==============
نزلوا بصحبة حازم الذي اعتذر لها عن الموقف الأخير و سامحته فورا !
مريم : ما تقول السلاح فين اتأخرت على جدوو يا ابني أنتي .. مانزلنا الدور الأول ليه أنت .
بيري : ما تحبطيش الواد مش دا كلامك 😂😂 كمل يا مفتش كرومبو .
حازم : وطوا صوتكم بس ... أكيد أنا مخبي اليلا في مكان مريم ما تتوقعوش و ما تعرفش توصله .. اسكتوا بقى ..
فجأة وقفت أمامه إجلال هاتفة :..
-تمام يا حازم بيه .. الباشا في الجنينة .
-قشطا عليكي يا إجلال .. زوعي أنتي .. و لو حد سألك قوليله ..
هتفت مريم بسخرية : قوليله ريحين نقطف توت القرود 😂😂
بيري : وربنا عندك حق 😂😂 أنت بتتفرج على أفلام جواسيس كتير ..
-يوووه بقى اسكتوا .. أنتي ما تعرفيش عنا حاجة يا إجلال ..
مريم : ما تسكتي يا بريهان سيبي استاذة نادية الجندي تكمل شغلها 😂😂
غادرت إجلال ضاحكة 😂😂 لكن حازم أسكتهم ثانية .. اقتربوا من مكتب حسين .
حازم : هنا ..
بيري : يا بن اللذينا .. محدش يخطر على بالله إنك تحطه هنا أبدا .
صدح صوت هاتف بريهان .... فتركتها وذهبت لتجيب فقد كان دكتور حسن !
فتابع حازم و مريم مهمته حتى أخذوا السلاح ..
أمسكت مريم السلاح تتفقده و تنظفه .. فهتف حازم : .
-أنتي خايفة عليه كدة ليه .
-دا أعز من عيالي 😂😂 روح ذاكر أنت اجرى .
-غوري يا بت من هنا ..
-بتزعل من سيرة المذكرة أنت 😂 و بعدين ايه بت دي .. أنا سامحتك على موضوع الكلب بالعافية .. ما تزودهاش .
ضحك حازم ضحك هستيري ثم أردف :....
-و الله كان شكلك مسخرة يومها و أنتي بتجري 😂😂
زمجرت مريم ، ثم شحنت سلاحها و هتفت :..
-أنت كدة لعبت في عداد عمرك .. شكلك قرفان من الامتحانات و انا هخلصك منها ..
ثم ابتسمت بشر ، فهتف هو بخوف :..
-اعقلي كدا .. سيكهانا .... سيكهانا يا وحش .. أنا عايز أعيش ... أنا عايز أعيش ..
ثم قفز من نافذة المكتب المفتوحة ..
😂😂
==============
دلف حسين الفيلا و هو ينفث الدخان من أذنيه و يشعر بالغليان !
الآن قطع الشك باليقين .. سامح زهران الحقير !
يتلاعب بهم ... سيريه !
-ماشي يا سامح .. بتلعب ع الحبلين أنا و سامي حجازي .. كل واحد من ولادك يأثر ع البنتين ... و رلنا ما هسيبك .... خلاص أنت وقفت قدام القطر ... هنسفك .. و سامي بيتشطر عليا أنا و سايب الكلب دا يلف عليه زي الحيه .. هو بكرا الصبح يا سامح و هيكون مورق مكشوف للكل ..
كان قريب جدا من مكتبه و إذ به يرى مريم تخرج وحيدة من مكتبه و هي تخفي شيئا في سترتها !
ظل يتابع حركتها بذهول .. وجدها تهتف دون الانتباه ليه :...
-أروح اجهز شنطتي بقى .
في تلك اللحظة لمع خاتم الخطبة أثر ضوء الشمس عليه .. و حسين يكاد أن يجن .. يرى ماذا أخفت !
و قبل أن يذهب خلفها صدح هاتفه برقم غير معروف أجاب :..
-ألوو مين معايا
سمع صوت ضحكت ساخرة خبيثة من الهاتف بعدها صوت منفر يردف :..
-حسين باشا ههههه .. إيه لسه معرفتش صوتي .. أنا اللي أنت بتنخور وراه .. و للأسف هتطلع خسران .
لحظات و استطاع حسين التعرف على نبرة صوته :..
-عايز إيه .. و ازاي وصلت لنمرة .. بص مش عايز أعرف احتفظ بشجاعتك و ثقتك لحد ما الورق اللي معايا يوصل للنائب العام يا بن زهران .. و ابعد ولادك عشان مايحصلوكش ..
هتف سامح باستفزاز :....
-تؤتؤ .. هو أنا ما قولتلكش .. يا خسارة صعبت عليا و أنت زي الأطرش في الزفة .. الساعة دلوقتي ٧ و نص .. يعني زمان مرات ابني المستقبلية راحت بمكان أمن بالورق .. باي باي يا سحس و مرسي على تعاونك و ثقتك يا مغفل .. بس مريم نمرة جامدة صح .. أصل ابني طالع لأبوة بيعرف يختار صح ...
ثم أغلق الهاتف.. تاركا زلزال و بركان و رياح سوداء يندلعوا داخل حسين الذي موقف مذهولا بضع لحظات 😲😲
دائما تأتي الطعنة من القريب !!
بعدما اعتبرها كابنته ! و اعتذر لها و وثق بها !
بينما هي خدعته و لعبت به !
حاول اقناع نفسه بأنها خطة سامح .. لكن ترأى له مشهدها و هي تخبأ شيئا في ثيابها و لمعة خاتمها !!
سيمنعها قبل أن تنفذ باقي خطتها و تهرب .
فصدح صوته صارخا : مااااااريمممم
انتفضت الكل على صوت الصرخة أولها مريم التي كانت تنزل على الدرج تجر حقيبتها .. و نورا التي كانت تعد هدية توديع لمريم في غرفتها فخرجت من غرفتها على أثر الصوت ..
أما بريهان فقد كانت تتحدث في الهاتف في الحديقة و كانت على وشك الدخول .. فسمعت صوت الصراخ .
خطت مريم خطوتها الأخيرة ، و قفت في الردهة مشدوهة من صراخه ماذا يحدث ؟!
بيرعة بالرق كان يمسك يدها بعنف أخافها لوهلة .. جذبها بحدة مخيفة و هتف : ..
-الورق فين ؟! انطقي ... مش هتخرجي من هنا بيه أنتي فاهمة ..
حدقت به مذهولة لا تفهم .. تحشرج صوتها و هي تسأل :..
-ورق ايه ؟
كان تحوله مخيفا و كأنه تحول من بشري إلي مستذئب ، لوى ذراعها و صفعها بحرقة و خيبة :...
-الورق اللي عملتي كل التمثلية دي عشان تسرقيه .. انطفي هو فين .
وضعت يدها على وجنتها بصدمة و قبضة باردة تعتصر قلبها و دمعة نزلت فوق خدها الذي تورم من صفعته !!
هذه المرة الألم أعظم من أي مرة ..
اندفعوا كلهم نحوهما ..
نورا : حسين ايه اللي بتعملوه ده .. سيبها ..
بيري : بابا .. مريم معلتش جاحة ... أنت بتعمل معاها كدة ليه .
أمسكها حسين من شعرها و هو يصيح بعنف : ..
-مش هسيبها مش هسيبها .... انطقي بدل ما اندفنك هنا .
أمسكته نورا من قميصها و هي تهزها بعنف :..
-بقولك سيبها .. سامعني سيبها ..
دفع حسين مريم بعنف .. و هي باردة كالهلام لم تقاوم فكادت تسقط على وجهها أرضا .. لكن بريهان أمسكتها و أخذتها منها نورا تضمها و تمسح على شعرها بحنو و تمتم بكلمات لعتذار .
بيري بصدمة : أنت بتعمل فيها كدة ليه أنت أكيد مش بني ادم .. انت مستحيل تكون أب .
دفعها و هو يصرخ بجنون :..
- اخرسي أنتي كمان ما اسمعش صوتك فاهمة .. أنا كنت صح .. كان عندي حق .. استفدت ايه من البنات غير الغدر و قلة الأدب .. كلمة كمان و قسما بالله هعمل فيكي اللي هعمله فيها .
وقفت نورا أمامه بتحدي و هي تضم مريم الباردة كالثلج و عيونها شاخصة في الفراغ و مأن ما يحدث كابوس ..
هتفت نورا :...
أنت مش هتعمل فيها حاجة ... أنت هنا أب .. مش ظابط و لا وزير .. أنت إيه مابتعرفش تتعامل إلا كدة .. أنت مش .
-اسكتي مش عايز اسمع صوتكم كلكم فاهمين و هنشوف بعد اللي هلقيه هيبقى عندكم عين تدفعوا عنها ..
أمسك حقيبتها و فتحها بعنف و هو يمزق كل ما يراه بجنون . صرخت مريم و تخلصت من جمودها عندما مزق صورة عائلتها :..
-لاااااا ..
جثت تجمع بقايا الصورة و هي تبكي :..
-حرااام عليك .. حرام عليك .

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن