الفصل التاسع عشر

7.3K 181 13
                                    

فتحت الشباك بارتباك ولم تتحدث

قال الرجل ( يا ابنتي هل انتي بخير ... الوقت تاخر قليلا ... هل تحتاجين الى مساعدة ... )

نظرت الى ساعتها وقد قاربت على التاسعة ليلا ... لم تشعر بالوقت وهي منعزلة عن العالم ...

ابتسمت له وقالت برقة ( شكرا لك يا عم ...انت محق ...  لقد تاخر الوقت فعلا... يجب ان اعود الى المنزل )

انطلقت عائدة الى المنزل.... وهي تتمنى ان لا تصادف والدتها ... لقائها مع مالك استنزف طاقتها ... ولا مزاج لها بالشجار معها ...

ما ان وصلت المنزل .. استقبلتها والدتها بسيل من التوبيخ .... وقفت تستمع لها دون اَي كلمة .... تنظر الى والدتها باستغراب ... تود لو تعرف لماذا كل هذا الكره ... لماذا تغيرت معاملتها معها الى هذه الدرجة .... هي تعلم انها لا تكن لها مشاعر قوية ... لكنها لم تكن تظهر كل هذا الحقد .....

لاحظت السيدة ملك ان ديمة لم تهتم لكل ما قالته ... استشاطت غضبا فوق غضبها .... عادت تقول بصراخ حاد
( انت اوقح ابنة رأيتها في حياتي .... تتجاهليين كلامي ايتها التافهة.... )

اقتربت منها وصفعتها على وجهها صفعة قوية ... جعلتها تلتفت للجهة الأخرى

نظرت لها ديمة بعينين غاضبتين وقالت بثبات وهي تضع يدها على خدها المحمر من الصفعة
( لماذا امي ... ما الذي فعلته ابنتك الوقحة .... حتى تضربيها ... حتى تهينيها بهذه الطريقة )

وصل غضبها ذروته ... حتى أصبحت ملامح وجهها الجميل تميل الى الشيخوخة من الشر المتصاعد بداخلها .... وهي تتذكر حب والدها لها ... تشبيبه لها بوالدتها ... والآن وقد دخل في غيبوبة بسببها ... لم  تشعر بنفسها والكلمات تخرج منها

( توقفي  عن مناداتي ب امي ... انا لست والدتك ... انت لست ابنتي ... منذ ان رايتك اول مرة وانا اكرهك ... احقد عليك .... اتمنى لك الموت في كل لحظة ... حتى أعيش سعيدة )  

كانت تنظر لوالدتها بصدمة .... عينيها مفتوحة على اتساعها .... وخيط دموع ينزل من عينيها ... فاغرة فمها بصدمة .....

وضعت السيدة ملك يدها على فمها وقد ادركت ما تفوهت به .... اقتربت من ديمة ... وقد ظهر على وجهها التوتر والقلق من كلامها .... مدت يديها تريد ان تضعها على كتف ديمة .... الا انها ابتعدت عنها .... انسحبت الى غرفتها بهدوء ... وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح .....

اتجهت الى الحمام .... وقفت أمام المرأة وهي تطرق راسها بيأس وحزن وتضع يديها على المغسلة أمامها ..... نظرت الى المرآة .... تتفحص وجهها ... معالمها .... هي محقة ... انا لست ابنتها .. لا أشبهها ... ولا اشبه ابي ... ولا حتى ادم وكريم .... يا اللهي هل يعقل ان لا أكون ابنته .... اذن من أكون انا ....

عَشقتُ طفلتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن