كانت جالسة في سريرها تضم ساقيها لصدرها وتبكي بصمت ..... وجهها مكدوم ومدمي ..... كل شبر في جسدها يؤلمها ......
دخل الغرفة يلف نصف جسده بالمنشفة ... نظر لها وقال بحرج وهو يجلس بجانبها على السرير(انا اسف ، لم اقصد ان اؤذيك ، عندما اراكي ... لا تستطيع السيطرة على جسدي وانفعالاتي .... سامحيني حبيبتي )
قالها وهو يضمها ويقبل رأسها ... انتبه لصمتها فرفع ذقنها ليرى وجهها المبلل بالدموع وتابع بقلق ( ميس ... حبيبتي ، باللهي ما الذي فعلته ... انا ... انا ... حقا ... انا اعتذر)
اخذ يتأمل وجهها المكدوم بفعل عواطفه ... وشعر بالقلق الحقيقي ....
كيف ستواجه أهله واهلها بهذا المنظر ... سيعرف الجميع اَي متوحش هو ... حتى لو تغاظى عن المنظر ... هي بالكاد تستطيع الحركة ....بدا صوت بكائها يرتفع وكأنها في حالة صدمة متاخرة ... ظل يهدهد بها حتى هدأت قليلا ... ساعدها على النهوض ... أخذت حمامًا ولبست بيجامة حريرية باللون الرمادي
توجهت الى السرير وهي تشعر بألم فظيع في جسدها.... اندثرت بالغطاء وبدات الأفكار تلعب بها ... ولشدة تعبها من الليلة الاولى ... ما هي الا دقائق وكانت تغط في نوم عميق
========دخل المنزل يبحث عن والدته .... نظر لها وقال ( امي اريد ان أكلمك قليلا ... لوحدنا)
خطى الى غرفته قديمًا وتبعته ... دخلت وأغلقت الباب خلفها وقالت بقلق ( مالك ... ما الامر ، اخفتني؟)
ابتسم لها وقال بهدوء ( لا تقلقي امي ... الموضوع مفرح ....
اردف قائلا (تعرفين صديقي أوس ... أليس كذلك ؟)أومأت برأسها وقالت ( طبعا اعرفه ، لماذا ؟)
قال ( يريد خطبة سارا ، رآها وهي تخرج من المنزل منذ ايّام ... ما رايك ؟ )
قالت متفاجئة ( اوس من عائلة محترمة ... لكن لا أستطيع ان احكم عليه ، انت صديقه وتعرفه جيدا ... ما رايك انت ؟)
ابتسم وقال ( ما كنت لأخبرك لو لم يكن إنسان رائع )
قالت بفرح ( أذن على بركة الله ، سأخبر والدك اولا ثم اسألها رايها )
أومأ براسه موافقا .... وتركته والدته وحيدًا في غرفته
فعادت به الذكريات الى نفسه .... عندما كانت اخته تخبره عن اجمل فتيات الجامعة .... وأنها هي من ستخطبها له ..... تذكر اول مرة رآها بها وهي تخرج مع صديقتها من الجامعة .... لا ينكر انها أعجبته جدا ... لكن ما زاد اعجابه بها ... هو رفضها المستمر له ... غرورها الواضح .... هو يرى نفسه فارس احلام جميع الفتيات ... فقد تخرج من كلية الطيران ....وعمل في سلاح الجو .... من عائلة معروفة ... مما يجعله فرصة مذهلة لأي بنت .... الا هي ... لم تهتم ابدا..... لقد رفضته مرارًا وتكرارًا .... الا انه كان يزيد اصرارا ... حتى أصبحت زوجته وفي مدة قصيرة لا تتجاوز الشهرين .... وهو يعلم في قرارة نفسه انها اجبرت على هذا الزواج .... لكنه تعهد لنفسه ان يجعلها تهيم به عشقا ... وقد كان مخطئا ... اذ انها لم تمنحه اكتر أربعة اشهر ....
أربعة اشهر كانت مدة زواجهما ....
كما بدا سريعًا .... انتهى سريعًا
أنت تقرأ
عَشقتُ طفلتي
Romanceاشتهي الابتعاد عن كل شيء ... الا عنكِ فأنتِ راحة لكل أوجاعي انتي مرضي ... انتي شفائي ... انتي نفسي ... انتي هوائي باختصار انتي دائي ودوائي