الفصل الثالث والعشرين

8K 222 18
                                    

فتحت عينيها تنظر حولها .... عادت وأغمضتهم وشريط ذكرى ليلة امس يمر امام عينيها سريعا ....
التفتت له فوجدته يتأملها وهو نصف مستلقي .... سحبت الملاءة تغطي نفسها وقد ادركت انها مكشوفة ....
كانت تعابير وجهها حزينة ... فادرك ان ما حدث لن تعتبره شيئا بسيطا وسيمر.... حاول تخفيف وطأة ما حدث فقال بصوت هادئ
(صباح الخير صغيرتي )

الا انها لم تجب .... تنهد وتابع
( حبيبتي .... ما حدث كان أمرًا طبيعيًا .... لا داعي للخجل )

هنا سمعها تتحدث قائلة بصوت ميت
( لا ... ليس طبيعيًا .... ليس في مثل وضعنا )

اقترب منها بجذعه وقال بثقة وهدوء وهو يبتسم لها
( افهم ما تقصدينه .... لكن ما طلبه والدك كان واضحا ... طلب منا ان نتزوج ... والزواج ليس فقط عقد قران ... إنما حياة مشتركة ... نعيش مع بعض ونمارس حياتنا ك زوجين طبيعيين ...... لذلك ما حدث لم يكن شيئا شائنا )

أغمضت عينيها بألم وهي تهز رأسها نفيا
( لا اعلم ... كل ما اشعر به الان هو النفور من نفسي ... والاشمئزاز )

استقام جالسا بعد ان سمع كلامها ... قال بصوت صلب وجاف
( لن يتكرر ما حدث .... )

وقف سريعا واتجه الى الحمام ... اخذ حمامًا باردا يخفف به غضبه بعد ما سمعه منها .... وهو يفكر ... لم يكن هذا ما كانت تشعر به ليلة البارحة .... لقد كانت ناعمة .... دافئة ... مستسلمة .... ومغرية .... حد الجنون....

=============

خرج بعد وقت يلف المنشفة حول خصره .... أرخت نظرها عّنه .... سحبت الملاءة تلف بها نفسها واتجهت الى الحمام ....

أنهت حمامها وخرجت ترتدي الروب ... واخدت تبحث بنظرها عن ملابسها ....

قال بصوت لا يحمل اَي مشاعر وهو ينظر الى جهاز الكمبيوتر الموضوع أمامه
( في الخزانة ملابس جديدة لك ....)

نظرت اليه وهو يتحدث اليها دون حتى ان يكلف نفسه وينظر اليها ....
عملت انها قد جرحته .... هو لم يفرض نفسه عليها .... لقد كانت سعيدة ....

توجهت الى الخزانة .... فتحتها .... نظرت الى كم الملابس التي احضرها لها .... اختارت منها شيئا ترتديه .... وذهبت الى الحمام ....

جهزت نفسها .... كانت ترتدي بنطالا من الجينز الأزرق الفاتح يظهر قوامها ونحولها ... يعلوه سترة أنيقة باللون الاسود تغطي نصف الفخذين .... مع حذاء بكعب عالي باللون الاسود ... وارتدت حجابا باللون الوردي الهادئ ....

خرجت أمامه ... كانت تعلم انه غاضب منها بسبب كلامها ... لكن كبريائها كالعادة يمنعها من الاعتذار والمصالحة ..... لكنها هذه المرة ... ستحاول

عَشقتُ طفلتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن