الحلقة السادسة والعشرون

543 29 13
                                    

عند البركة 
انيكا : "ملك شيفاي ، يجب علينا أن نعود" ...
همست بصوت منخفض بعدان ابعدت  نفسها عنه ولا زالت تحدق في ماء البركة ... 
شيفاي : "أليس لديكي شيئا لتقوليه ايتها الاميرة ، انا أريد فقط أن أتحدث" ... 
تنهدت وقامت بإمساك بردائها بإحكام في قبضتها ، وبدأت تغوص في اعماق ذاكرتها ، لتنتقل  عيناها من الماء إليه وحدقت  له لمدة دقائق قبل تبعد عيناها عنه لتعود لتركز مرة أخرى على الماء ... 
انيكا : "كانت والدتي سعيدة مع عائلتها في مملكة كورام وفي أحد الأيام هجم ملك مملكة أخرى على كورام مع الآلاف من رجال الجيش ، وقعت الحرب فجأة ولم يحصل أجدادي على الوقت الكافي لإعداد أنفسهم والقتال ، جدي قتل بينما تم القبض على جدتي وخالتي من قبل ذلك الملك ... على أي حال ، هربت والدتي من هناك واستقرت في مادهافغار ، ذات يوم تخفي والدي كرجل عادي وخرج من قصره لمعرفة احوال  مملكته ، التقيا ووقعا في الحب ثم تزوج والدي من أمي وكل شيء كان طبيعيا ولكن الجميع لم يكن على علم بنيران الانتقام المشتعلة في قلب والدتي " ...
لتتوقف عن الحديث ورمشت مرتين لتمحي الصورة الضبابية للماء واستنشاق كمية كبيرة من الانفاس قبل ان تتابع قصتها مرة أخرى ...
انيكا : "بعد بضع سنوات ولدت انا ، وانا في الرابعة من عمري ،عندما كانت الاميرات الاخريات يلعبن بالدمي والالعاب الاخري كنت انا أمسك بالسيف ، عندما كان الآخرون يتعلمون كيفية تقطيع الخضروات ، تعلمت انا كيفية تقطيع الاشخاص إلى قطع ، عندما كان الآخرون يتعلمون كيف يجعلون من انفسهم جميلات ، تعلمت انا كيفية افساد جمال شخص ما" ...
التفتت الي الملك شيفاي وثبتت نظراتها عليه بينما الألم كان يشع من جسدها والدموع الدافئة كانت تتجمع عند زاوية عينيها لتبدو كالضائعة ، بينما انقبض قلبه بطريقة مؤلمة واستمر في النظر اليها  دون أن يرمش له جفن ولو لمرة واحدة ...
لتكمل ...  
انيكا : "والدتي جعلتني أتعلم شيئًا واحدا منذ الطفولة وكان ذلك هو هدف ولادتي والذي هو تدمير كورام ، السبب في ولادتي هو كورام فقط ولن أتردد إذا اضطررت إلى التخلي عن حياتي مقابل الوصول الي كورام " ...
كان ألمها وغضبها واضحا في كلامها بينما قاوم الملك شيفاي رغبته في جذبها الي حضنه وجعلها قريبة من قلبه ...
انيكا : "منذ الطفولة وانا استمع الي السخرية والانتقادات وكل هذا لأن والدتي اختارت أن تجعلني قبيحة" ...
كانت تحاول ان توصل اليه حقيقتها الخفية عنه ولكن الملك شيفاي كان ضائعًا جدًا ومشتتًا للغاية حتي يلاحظ كل كلمة ...
انيكا : "وعلي الرغم من الانقادات والتهكمات الا ان كان هناك ربح من هذا القبيح وهو أنه لا يمكنك أن تكون سببًا لأي إلهاء لأن لا يوجد لدي اي شيء حتي استطيع  إلهاء أي شخص ، كنت دائمًا أغلق فم الجميع باستخدام قبحي كداعم لي ، ملك شيفاي ، هناك الكثير بداخلي  ولكن ليس هناك كلمات يمكنها التعبير عما بداخلي .. أنا ... "
بدأت تتعلثم من العصبية لأنها اعتقدت أنها الفرصة المناسبة للكشف عن سرها ولكن جذبه المفاجئ لها والرتب المحب المفاجئ على ظهرها هو ما جعلها تغلق فمها ... تنهدت  لفشلها عما كانت تريده ووضعت رأسها على صدره لأن مداعباته الناعمة وفرت لها الراحة ...
شيفاي : "لم يعد هذا هدفك انتي فقط الآن أيتها الأميرة ، الآن اصبح هدف حياتي أيضًا ، قريبًا سنحكم كورام أيضًا والعديد من الممالك التي تريدها" ...
لينبض قلبها  بقوة ، لتمسك بملابسه  بقبضة يدها بينما ظل هو يداعب شعرها ، لتنجرف ببطء في نوما عميق بينما احكم هو قبضته حولها جاذبا اياها اكثر الي مكان قريب من قلبه ...
مرت بضع دقائق بدأت أنيكا في الشخير بهدوء لينظر الملك شيفاي الي وجهها ، ليقرأ كل تفاصيل  وجهها ، قرأ عينيها الجميلتين الكبيرتين ورموشها الطويلة ، وانتقلت نظراته من عينيها إلى أنفها وزوج بتلات الورود على شكل شفاه ، كان وجهها لامعا تحت ضوء القمر وشعر برغبة قوية داخل قلبه ان يحبها  ، يحميها ، تدليلها ولكن قبل ذلك ، شعر برغبة قوية  في يهديها كورام ، شعر بالغضب يتصاعد بداخله وهو يتذكر وجهها الحزين وعيونها التائهة عندما أخبرته بكل شيء ولكن سرعان ما تلاشى غضبه عندما شعر بها تغوص في صدره ...
وقف علي قدميه وحمل الأميرة أنيكا بين ذراعيها وبدأ في التحرك نحو القصر ، بعد المشي خمس واربعون دقيقة وأكثر ، وصل أخيرًا الي غرفتها ...
غرفة الاميرة انيكا
كان الوزير ابرام يهمس بشيئًا ما  في أذن سارا ليحمر خديها خجلا وبدأت في الابتعاد ولكن امسك بها ابرام ...
ابرام : "هل يجب أن أنتظر غدًا؟" ...  
كانت تتحرك بين يديه ولم تجيبه ...
شيفاي : "فقط اخبريه اجابتك إذا كنتي لا تريدين البقاء بين ذراع وزيري" ...
اتسعت أعينهم ولم يستغرق الأمر ثانية ليبتعدا عن بعضهما ، كان هناك نظرة مذنبة وواثقة على وجه أبرام ، انحنى  احترما  وسحب سارا التي فعلت الشيء نفسه ، أومأ شيفاي لهما قبل ان يدخل إلى غرفة الاميرة أنيكا وهي بين يديها ...  
سارا "بخوف" : "ماذا سيفكر الملك شيفاي عني؟" ...  
امسك ابرام بيدها ...
ابرام : "لا شيء ، فهو مثل السلحفاة ، صعب من الخارج وناعم من الداخل"...
بعد مرور يومان
غرفة التخطيط للحرب
مر يومين في غمضة عين ، لم تترك أنيكا حجرًا واحدًا دون اي جهد استعدادًا للحرب ضد كورام ، ويبدو أن كل عضو مهم في المملكة بما في ذلك الملك شيفاي نفسه قد اعجب بطريقتها في التفكير والمعرفة في امور الحرب ، أوضحت  الفخاخ للايقاع بملك كورام في الفخ دون إيذاء وقتل العديد من القوات ...
انيكا : "لدينا عشرة آلاف جندي بينما هم لديهم ستة فقط  لذا فهذه هي النقطة في صالحنا ، الرجل والقوات الذين هم من الرماة الجيدين ، سيكونون خلف الحجارة أو الأشجار للعمل كنسخة احتياطية لكل قائد وجندي"
ليومئ الوزراء للتأكيد ...
انيكا : "كل ما علينا فعله هو تشكيل أشكال دائرية ومستطيلة ومثلثة من القوات بمجرد وصول ملك كورام إلى منتصف ميدان الحرب ، علينا أن نحبسه ببطء ولا ننسى أن نوجه الصف الأخير يجب أن يكون  على الجانب الآخر للحماية ، وسيكونون مسئولون عن  إنقاذ الشخص الموجود داخل الشكل من التعرض للاصابة " ...
قامت الأميرة أنيكا برسم شخصية كبيرة على ورقة بيضاء وأشارت علي كل شيء صغير قبل شرحها ...
بعد ان انتهي دورها جاء دور الملك شيفاي لشرح خطته الاحتياطية للحرب ...
شيفاي: "نعلم جميعًا أن هناك إمكانية لفقدان الحرب أيضًا ، لذا إذا شعرنا بأي حال من الأحوال أن الأمور تخرج من تحت سيطرتنا ، فسنذهب الي الخطة بي ، سوف يصعد ثلاثمائة من رجالنا الي كورام  من الخلف دون أن يتم ملاحظتهم ، و المئتان الاخرون من رجالنا سوف يدخلون القصر سراً أثناء الحرب ، إذا شعرنا في أي وقت بخطر متزايد فسوف نحبس ملك كورام ونحن متخفين وسط جيشه " ...
ليومئ الوزراء بروؤسهم ...
شيفاي : " يمكنكم المغادرة الأن ، فغدا هو اليوم الموعود" ...
وابتسم ابتسامة قلبية باردة ، وأومأ جميع الوزراء بروؤسهم وانحنوا باحترام وتركوا غرفة التخطيط تاركينهم وشأنهم ...
شيفاي : "لقد قمتي بعمل رائع" ...
كلماته جعلتها تبتسم وشعرت مرة أخرى بنفس الفراشات التي كانت تشعر بها خلال اليومين الماضيين عندما يصبح الملك شيفاي بجوارها ...
انيكا : "شكراً لك ، ملك شيفاي ، انا متاكدة من اننا سننتصر" ...
همست ليهز رأسه ويلف يديه حول كتفها وادارها لتصبح مواجهتا له ...
شيفاي : "سنفعل" ... 
قال بثقة كبيرة جلبت إحساس الإيجابية في قلب أنيكا ...

الجمال الخفي (قصة مترجمة) .... ✅✅✅✅✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن