في الطريق الي مادهافغار
استعادت الأميرة أنيكا وعيها في منتصف رحلتها ، لتقفز سارا صعودًا وهبوطًا بفرح وأبلغت الملك والملكة ، عانق الملك أديتيا والذي كانت سعادته تصل حد السماء ابنته وعبر عن حزنه بشأن مدى أسفه حيال كل شيء عانته منذ الطفولة ، ابتسمت الأميرة أنيكا والدموع تملئ عيناها وعانقت والدها لأول مرة منذ الطفولة ، تحدثت الملكة كالا أيضًا مع الأميرة دون ان يظهر عليها اي اثر لشعورها بالذنب ، قالت لها كم هي فخور بانها انجبتها وعلمتها وانها ابنتها ...
كان هذا اليوم الثالث من الرحلة وكانت محطتهم التالية والتي سيقفون عندها هي مملكة مادهافغار ، ذهبت الملكة كالا إلى الاميرة أنيكا حاملتا العجينة السوداء في يدها ...
كالا : "ابنتي سوف نصل مادهافغار قريباً لذا أريدك أن تضعي المعجون" ...
نظرت اليها الأميرة أنيكا التي كانت بالفعل تحترق غضبا بسبب أفعال الملك شيفاي نظرات خطيرة قبل تأخذ الوعاء من يدها ورميه من العربة ... صدمت الملكة كالا وخادمتها سارا ايضا ...
انيكا : "لقد حصلتي على انتقامك يا أمي ، لقد أكملت المهمة التي من اجلها ولدت والآن انا فقط من سأقرر ما أريد أن أكونه ، إنه حق لي ولا يمكن لأي شخص آخر التدخل فيه وإذا كنتي لا تريدين أن يعرف شعب مادهافغار حقيقتي لذا أطلب منكي أن توقفي هذا العربة هنا وأن تتركيني هنا فقط " ...
كان ردها قاسيا مما جعل عيون الملكة كالا تدمع بالدموع الغاضبة ...
كالا "صارختا" : "أنا أمك وبسببي انا أنتي تملكين هذا الجمال وهذا الفخر ولقب المحاربة ، فلا تجرؤي على عدم احترامي ورفض طلبي" ...
كانت تستمع اليها وهي تنظر بشكل مباشر في عينيها...
انيكا : "أنتي أمي ، وبسبب ذلك تبرأ مني كل شخص ملكي باستثناء ابي الملك، لم يظهر أحد لي الحب ، لم يكن مسموحًا لي باللعب ، لم يكن مسموحًا لي بالتحدث ، الشيء الوحيد الذي كنتي تعلمني اياه دائمًا هو ان اكون بلا قلب وام لئيمة ، بسبب أفعالك أنا هنا في الطريق الي مادهافغار لأن ملك جهانشي تخلى عني بسبب حقيقة أخفيتها منذ سنوات وهذا الجمال لم يساعد في منعه من فعل ذلك ورفضني " ...
كانت عيناها ممتلئة بالدموع الغاضبة عندما قفزت من العربة بغضب دون أن تهتم بإصاباتها لتصرخ سارا برعب ليوقف السائق العربة فورا ...
تلاشت إصابات الأميرة أنيكا بعد أسبوع من وصولها إلى مادهافغار ، لا توجد اي كلمات تم تبادلها بين الملكة كالا والأميرة أنيكا ، بينما انتشر الحديث عن جمال أنيكا وسر جمال الملكة كالا كالنار ليصدم كل شخص في المملكة ، الزوجات الأخريات للملك أديتيا بما في ذلك ملكة المملكة كانوا الاكثر صدمة عندما علموا تلك الحقيقة التي كانت خافية عنهم ...
مملكة جهانشي
أمر الملك شيفاي بالحجز المؤقت كعقوبة للملكة آشا حتي ميعاد جلسة المحكمة الأخرى ، لقد شعر بالتعب والكسر ، حيث كان هناك العديد من السيناريوهات والأفكار التي تدور في عقله ليقرر في النهاية ان يتم حبس الملكة آشا عكقوبة مؤقتة قبل أن يقرر العقوبة الفعلية والمستحقة للملكة آشا التي كانت عيناها تمتلئ بمشاعر الألم والشوق والتي كانت صحيحة فهو لا يمكن أن يخطئها عندما لاحظ يدها وهي تمسك بطنها وهي تفكر في ابنة أخيه أو ابن أخيه الذي قتل على يد والده...
لتبدأ الامور في جهانشي للعودة للاستقرار مرة أخرى ، استغرق الأمر بعض الوقت حتى تمكن الملك شيفاي من الامساك بزمام الامور في يداه ، وكانت عقوبة سوخرام مثالا على العواقب التي يمكن ان يتعرض لها الجميع في حال فكروا في فعل شيئ خاطئ ...
عاد الأمير رودرا للكلام مرة أخرى ، والقفز والضحك ، فقد كان ضحكاته الرهيبة وبراءته الصافية سببًا في أبقى الملك شيفاي عاقلًا ...
لم يكن هناك أي أخبار من مادهافغار عن الأميرة أنيكا ، لقد مرت العديد من المرات في الأسبوعين الماضيين عندما قرر الملك شيفاي ترك كل شيء والذهاب الي مادهافغار لإعادة مليكته ولكن في كل مرة كان يوقفه شيء أو آخر يتعلق بعمل المملكة...
احد الوزراء: "يا مولاي ، مملكة كورام تحت سيطرتنا ، فلماذا لا نبدأ في أخذ الضرائب من شعب كورام لتعويض خسارتنا الاقتصادية؟"
اقترح أحد كبار الوزراء ليفرك الملك شيفاي جبهته بتعب ونظر إلى أبرام الذي اعتذر اليه من خلال عيناه ...
شيفاي : "لقد حاربنا مؤخرًا ضدهم وبالتاكيد هم يعانون أيضًا من الخسارة ، الآن أرسلوا رسالة إلى الممالك الأخرى التي تقع تحت سيطرة جهانشي لإرسال 30 ٪ من دخلهم الملكي كضريبة في عام" ...
ليومأ الوزراء بالموافقة ...
شيفاي : "هل هناك أي شيئا آخر؟" ...
كان يسأل بطريقة اثبتت نفاذ صبره حيث كان عقله يفكر باستمرار في أميرة مادهافغار ، فقد كان الامر كما لوان كلا من قلبه وعقله قد اتفقا على عدم العمل بشكل صحيح حتى عودة الأميرة ...
قال أبرام وهو ينهض من علي كرسيه مرفوع الرأس ...
ابرام : "ماذا عن عائلات الجنود الذين ماتوا في الحرب يا صاحب الجلالة؟ نحن بحاجة إلى مساعدتهم أيضًا" ...
شيفاي : "سوف يحصلون على مساعدة مالية من الدخل الملكي ، وأيضًا إذا كانوا يريدون القدوم للعمل في القصر ، فإنهم مرحب بهم هنا" ...
ثم ناقشوا المزيد من الموضوعات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والحرب قبل أن ينتهي الاجتماع ...
شيفاي : "ستغلق قاعة المحكمة لمدة أسبوع ، سأكون في طريقي إلى مادهافغار وأريد كل التفاصيل حول الاشياء التي قرّرناها اليوم وأيضًا الرد على رسالتنا من الممالك الأخرى" ...
ليومأ كل شخص في غرفة المحكمة رأسه بالموافقة قبل ان تنفض قاعة المحكمة ، ليغادر الجميع باستثناء الملك شيفاي ووزيره أبرام ...
شيفاي : "ماذا تريد أبرام؟" ...
نظر اليه ورفع حواجبه ليبدأ الوزير أبرام بفرك رقبته بعصبية قبل أن ينتقل من قدم إلى أخرى ...
ابرام : "يا صاحب الجلالة ، هل يمكنني أن أنضم إليك في رحلتك الي مادهافغار" ...
ليبتسم الملك شيفاي ابتسامة خبيثة قبل أن يبتسم ببرود وإيماءة إيجابية ليشرق وجه ابرام بابتسامة قوتها 400 فولت لكنها اختفت بمجرد أن خرجت الكلمات التالية من فم الملك شيفاي ...
شيفاي : "لكنني لن أسمح لك بإحضار تلك السيدة الشريرة معنا" ...
ظل أبرام ينظر للملك شيفاي بعيون عريضة وفم مفتوح حيث كان يفتح ويغلق فمه عدة مرات دون ان ينطق بكلمة واحدة قبل ان تكسو ملامحه نظرة مكسورة ومدمرة لينحني أمام الملك شيفاي ...
ابرام : "جلالة الملك" ...
انحنى وادار ظهره حتي يرحل ، لترتسم ابتسامة علي شفاه الملك شيفاي لتخرج بعض الكلمات من فمه جعلت ابرام يتجمد مكانه ...
شيفاي : "ولكني أشك في أن مليكتي ستأتي إلى هنا بدون تلك المرأة الشريرة" ...
التفتت اليه وطار في الهواء ، فهو يفهم عقل الملك شيفاي ، وركض مرة أخرى نحو الملك شيفاي وصاح ...
ابرام : "يحيا الملك شيفاي" ...
ليأخذ الإذن ويغادر غرفة المحكمة ....
مملكة مادهافغار
جايتري : "الملكة كالا يجب أن تعاقب على خيانتها والأميرة أنيكا ليس لها مكان في مادهافغار ، بعد ان تم رفضها من قبل ملك جهانشي فان ذلك سيجلب عليها الخزي وسيخلق الكثير من العقبات في زواج ابنتنا الأخرى" ...
ليتنهد الملك اديتيا وهو يستمع الي كلمات زوجته الغاضبة ...
جايتري : "إلى جانب ذلك فإن الأميرة أنيكا مسؤولة أيضا ويجب معاقبتها لخيانتنا" ...
كانت تتحدث بينما الملك اديتيا يحاول السيطرة على غضبه ...
اديتيا : "هل أنتي غاضبة بسبب الخيانة ام انكي غاضبة بسبب ملك ميراث يريد أن يتزوج من الأميرة أنيكا وليس من الأميرة سونيا" ...
كان يتكلم بلهجة ساخرة لتحترق الملكة جايتري غاضبا ... ألقت نظرة خاطفة على الملك أديتيا ...
جايتري : " سوف أجعلك تعاقب كلتاهما ملك أديتيا ، لانهما تستحقان العقاب وبصرف النظر عن ذلك سوف تحصل أميرتي على عريسا أفضل ، وفي النهاية فقد تم الاحتفاظ بالأميرة أنيكا من قبل ملك جهانشي وتم رفضها أيضًا" ...
قبض الملك اديتيا قبضته للسيطرة على نفسه حتي لا يلكم الملكة جايتري ...
مر يومان في صمت عندما جاء ملك ماجدا بعرض زواج مع احدي اميرات مادهافغار ولكنه قد أسر من قبل جمال الاميرة أنيكا ومهارتها القتالية ، جالت عيناه عليها ليلاحظ كل حركة تقوم بها من كيفية تحريك السيف ووقوفها على قدم المساواة مع خصمها لكنها بدت مشتتة حيث كانت تهاجم بسرعة ثم انخفضت سرعتها لتلقي بسيفها في غضب قبل أن تصرخ باسم حصانها وتختفي في غمضة ...
قدم ملك ماجدا عرض زواج للأميرة أنيكا لكن الملك أديتيا رفض مما ادي الي غضب ملك ماجدا والذي اعتبرته الملكة جايتري فرصة لابد انتستغلها لترسل احدي الخادمات الي ملك ماجدا حتي تبلغه عن الفترة التي قضتها الاميرة انيكا في مملكة جهانشي ثم تم رفضها ...
مر اليوم كله وطلب الملك أديتيا من ملك ماجدا البقاء لمدة ليلة ...
لم يكن هناك أي رد من جانب ملك ماجدا مما اغضب ملكة مادهافغار ، لتقرر تصعيد هذه المسألة الي غرفة المحكمة ... نهضت الأميرة أنيكا في وقتها المعتاد فقط لتختفي في مكان ما من دون علم أي شخص في المملكة ، لا يزال جرحها في سبيله للشفاء بينما سلوكها السيء هو ما كان يزعج الملك أديتيا الذي أراد فقط أن يأتي الملك شيفاي ويتعامل مع كنزه قبل أن يخلق المزيد من الأخطاء في مادهافغار ...
قاعة محكمة مادهافغار
تم ملء قاعة المحكمة من قبل الجميع بما في ذلك العائلة المالكة ، الوزراء ، والخادمات بما في ذلك ملك ماجدا ، لتبدأ ملكة مادهافغار في تسليط الضوء علي موضوع خيانة الملكة كالا وجميع زوجات الملك أديتيا دعمتها نتيجة غيرتهن من الملكة كالا ...
بدأ الجميع يشيرون بأصابعهم إلى الملكة كالا لاخفائها جمالها ، لم يتكلم الوزراء بكلمة ، يبدو أن التاريخ يتكرر وهذه المرة قرر الملك أديتيا دعم حب حياته ...
انتشرت أخبار قاعة المحكمة مثل النار وسرعان ما وصلت إلى أذن الاميرة أنيكا ، التي لم تهتم بحالتها السيئة ومظهرها غير المهذب قبل أن تصعد على حصانها وتعود إلى القصر ، كانت ملابسها تمتلئ بالتراب والطين كما كان هناك القليل من التراب على وجهها ودون الاهتمام بالعواقب دخلت الي غرفة محكمة مادهافغار مع حصانها غير مدرك للإضافة الجديدة في غرفة المحكمة ، بدا الجميع مستمتعًا وألقى الملك اديتيا نظرة غير سارة تجاه ابنته ...
ساد الصمت قاعة المحكمة بأكملها ، لم يجرؤ أحد على فتح فمه برؤية الأميرة الغاضبة حيث يدرك الجميع جيدًا العواقب ، الملكة كالا التي كانت تقف في منتصف قاعة المحكمة كمذنبة كانت تحدق بابنتها بعيون دامعة ، لم تنظر أنيكا نحو والدتها بسبب غضبها الشخصي لكنها أعطت نظرة خاطفة وخطيرة لكل امرأة خلف الستارة ...
احد الوزراء : "هذه ليست طريقة الدخول الي قاعة المحكمة أميرة انيكا" ...
اعترض احد الوزراء وهو يقف في مكانه ليتلقي نظرةغاضبة من الاميرة انيكا ...
انيكا : "هل تريد أن تعلمي بعض السلوكيات ايها الرجل" ...
سحبت سيفها ووضعته على ظهر بازي ...
كان ملك ماجدا يشاهد هذا المشهد بشكل مسلي ، وفي كل ثانية تمر كان يصبح آسرًا أكثر وأكثر بجمال وشجاعة السيدة التي أمامه...
اديتيا : "أميرة أنيكا" ...
صاح الملك أديتيا على سلوكها السيئ ، وركزت الأميرة أنيكا على والدها ...
اديتيا : "انزلي من علي الحصان وأخرجي بازي" ...
أمر والدها ، لتهبط أنيكا من علي بازي قبل مداعبة رأس طفلها وأمرته بالخروج ...
كل هذا كان يحدث تحت انظار شخصا اخر يقف عند مدخل قاعة المحكمة ، ولان الجميع كان ماخوذ بما يحدث داخل قاعة المحكمة ، لم يلحظ احدا حضوره ...
جايتري : "يجب معاقبة الأميرة أيضًا بسبب سلوكها السيئ ودعمها للملكة كالا" ...
ولكن هذه المرة لم يدعم احدا الملكة جايتري ولم يسمع صوتا واحدا يقول نعم ، فقد اصبحت جميع النساء الأخريات صامتات ، ولم يتحدث أحد بكلمة ، وكانت كل العيون على الأميرة التي كانت تشتعل غضبا ...
انيكا "بغضب" : "الشخص الذي يستحق العقاب هو أنت ملكة جايتري ، يجب أن تعاقبي على إحضار قضية عائلية الي غرفة المحكمة ، فهذا اختيارنا وحقنا في إخفاء جمالنا اوإظهاره ، لا يجب ان يكون هذا الامر وضع اهتمام اي احدا اخر ، أو يجب أن أقول انكي تشعرين بالغيرة من الملكة كالا بعد اتضح انها أجمل منكي ، اتركي هذا الأمر ولكن في رأيي يجب أن تعاقبي على حمل الضغائن في قلبك وإحضار كل القضايا العائلية الي غرفة المحكمة سواء كان ذلك حضوري في غرفة التدريب على الحرب ، طاقم عمل الملكة كالا ، الحرب أو الجمال" ...
اشعلت كلماتها غضب الملكة جايتري لتنظر الي الأميرة نظرة غاضبة...
جايتري : "أنا لا أشعر بالغيرة منها وبالتأكيد ليس منك انتي التي تم رفضها مؤخرًا من قبل ملك جهانشي"...
لتقف كلماتها في المنتصف ما ان دوي صوته البارد الصاخب ارجاء قاعة المحكمة ...
شيفاي : "كفى" ...
لتتجمد انيكا مكانها بينما ركضت القشعريرة في عمودها الفقري ، وتحركت مشاعر مختلفة في بطنها لكنها لم تجرؤ على الاستدارة ...
أنت تقرأ
الجمال الخفي (قصة مترجمة) .... ✅✅✅✅✅
Historical FictionHistorical Fantasy Story قصة تاريخية خيالية (مترجمة إلي العربية) The original book in English is here https://my.w.tt/VbM6kzjol6