ما ان انتهت الحرب ، تلك الحرب التي اخذت وقتا اطول مما كان الجميع يعتقد ، ها هو الملك شيفاي يعود الي جهانشي مع قواته وجرحى الحرب ، لتقام الاحتفالات الكبري والتي اشرفت عليها الملكة بادما بنفسها احتفالا بانتصار جهانشي في الحرب ... لتتزين المملكة حيث تم اضاءة المصابيح والشموع في كل ركن من اركان المملكة ، وتم توزيع الاطعمة والاقمشة والملابس من جانب العائلة المالكة ، وعلي الرغم من مظاهر الفرح التي كانت تعم المملكة الا ان في مكان ما بالمملكة كان هناك شخصا ما يحترق قلبه بالكراهية والغضب المتزايدين تجاه الأميرة انيكا ليقرر تحويل هذه السعادة التي تعم المملكة الي حزنا دفين ...
غرفة الاميرة انيكا
كانت سارا تقف خلف الاميرة انيكا لتظفر خصلات شعرها البري الطويل الي عدة ظفائر ...
سارا : "سمو الاميرة ، ماذا قررتي؟ ، اعتقد انه حان الوقت ليعلم الملك شيفاي بسرك قبل اتمام الزواج" ...
لتومئ الاميرة انيكا التي كانت شاردة مع افكارها براسها ...
انيكا : "ماذا لو ..." ...
لتوقف كلماتها ما ان شعرت بعدم الارتياح في قلبها ... لتأخذ نفسا قويا ...
انيكا : "سوف أواجه الملك شيفاي الليلة سارا ، بغض النظر عما سيقرره بعد ذلك ، لكنني لا أستطيع إبقائه في الظلام بعد الآن" ...
لتومئ سارا براسها قبل ان تربت علي كتف الاميرة ...
سارا : "كل شيء سيكون على ما يرام سمو الأميرة ، أنا أعتقد أن الملك شيفاي سوف يأخذ بعض الوقت لتقبل الامر الأمر ولكن في النهاية كل شيء سيكون على ما يرام " ...
لتعطيها كلمات سارا القليل من الأمل لتومئ برأسها بينما انقبض قلبها من فكرة ابتعاد الملك عنها ، لم تكن تعرف لماذا احست بهذا الخوف ولكنها بالتأكيد تتألم كلما جالت تلك الفكرة بخاطرها ، لتقف فجأة على قدميها وتبدأ في المشي ذهابا وإيابا ...
انيكا : "سارا ، أرسل رسالة للملك شيفاي اخبريه فيها بأنني أريد مقابلته في منطقة البرك" ...
لتفتح سارا عيناها بصدمة وتتجه بعدها الي غرفة الملك شيفاي...
غرفة الملك شيفاي
الحارس : " جلالة الملك " ...
وانحني امامه ... ليشير اليه بالحديث ...
الحارس: "خادمة الاميرة انيكا ، سارا ، تريد مقابلةجلالتكم" ...
شيفاي : "ادخلها" ...
ليخرج الحارس وتدخل بعده سارا ... لتنحني امام الملك ...
سارا :"صاحب الجلالة" ...
اومأ لها براسه ...
شيفاي : "ما الذي اتي برئيس وزراء الاميرة انيكا الي غرفتي" ...
سارا : "الأميرة أنيكا ارسلت معي رسالة لجلالتكم" ...
هز راسه واشار اليها لتكمل ...
سارا : "الأميرة تريد مقابلة جلالتك في منطقة البرك" ...
ليستغرب تلك الدعوة المفاجئة وشعر بأن هناك خطبا ما فهذه ليست من عادات الاميرة ان تقوم بدعوته ...
شيفاي : "هل هناك شيئا آخر ، سارا" ...
لتومئ برأسها سلبيًا قبل ان تنحني مرة أخرى ليسمح لها بالمغادرة ...
وما ان غادرت سارا الغرفة حتي بدأ الملك شيفاي يتحرك في الغرفة ذهابا وايابا ...
شيفاي : "ما هو الشئ المستعجل لهذه الدرجة والذي جعل الأميرة تريد مقابلتي الآن بينما الاحتفالات ستبدأ في غضون نصف ساعة" ...
حدث نفسه ثم اتجه ليضع تاجه علي راسه وما ان انتهي حتي توجه الي منطقة البرك ...
في الطريق الي البرك
خرج من غرفته واتجه الي منطقة البرك بينما قلبه ينبض بسرعة عالية ليغمره شعورا بعدم الارتياح مجتاحا معدته ... ولكن كلما كان عقله يتذكر انه سوف يراها بعد مرور نصف يوم بعيدا عنها كانت تتملكه مشاعر الاثارة ...
منطقة البرك
ما ان وصل إلى منطقة البرك ، اخذ يتلفت يمينا ويسارا بحثًا عن أي أثر للأميرة ، وأخيرًا توقفت عيناه على الأرجوحة ، فقد شاهدها وهي تجلس على الأرجوحة بكل مجدها ، كم تبدو جميلة مع لون بشرتها الداكن ولمعانها المذهل ، ظل الملك شيفاي يحدق بها من بعيد والابتسامة ترتسم على شفتاه ، وبعد عدة لحظات تحرك نحوها بخطوات بطيئة وانضم إليها علي الأرجوحة ، ليخرجها من سلسلة افكارها ، التفتت إليه بعيونها العريضة لتلتقي اعينهما ، عيناه المليئة بالمودة والشعور المجهول الذي فشلت أنيكا في تسميته بينما عيناها كانت مليئة بمشاعر الذنب والخوف ، ليقرأ عواطفها ويشعر بعدها بالألم في قلبه ، رفع يديه ببطء ووضعها على خديها ...
شيفاي : "ما الأمر" ...
كان يحدثها بنبرتا ناعمة عن ذي قبل و انتقلت عينيه من عينيها الباكيتين إلى شفتيها المرتعشة ليجعله كل ذلك أكثر توتراً مع كل ثانية تمر عليهما ...
شيفاي : "ما هو الخطأ يا أميرة" ...
ليداعب كفه خديها بهدوء بينما هي كانت تنظر مباشرتا في عينيه ، ولم تفشل عيناه الاشبه بالمحيط الازرق في أسرها مرة أخرى ، لتستمر في التحديق فيهما بينما استمر هو في مداعب خدودها بهدوء ، لتعطيها تلك اللمسات الناعمة الشجاعة من جهة ومن جهة أخرى جعلتها تخاف من الأسوأ ، شعرت بقلبها ينبض بغضب وعصبية في صدرها ، لقد كانت في اضعف حالتها وهذا الشيء لم يكن عجب الملك شيفاي ، فعيناها المؤلمة والمرتعشة خوفا جعلت قلبه يتألم أيضا ، وضع رأسه علي رقبتها وعانقها بإحكام ، لينصدم بقوة ما ان وجدها تبادله العناق بنفس الطاقة ...
بقوا على هذا النحو لبضع دقائق ... لم يعلم ما الذي جال بخاطره ليجد نفسه يقبلها في المنطقة التي تتلاقي فيها رقبتها مع كتفها لتكن تلك القبلة هي السبب في ارتعاشها بين يديه ليبدأ هو في مداعبة رقبتها بانفه مستنشقا رائحة النعناع والاعشاب الاخري التي تفوح من جسدها ...
وبعد عدة دقائق ، قررت انيكا ان تضع كلمة النهاية لما يحدث بينهما لتبتعد عنه قليلا ...
انيكا : "انا لم اخبرك بالحقيقة كاملة في ذلك اليوم" ...
لتختفي الابتسامة من علي وجه الملك شيفاي ليشق العبوس طريقه الي وجه الملك ...
انيكا : "أنا .. أنا ... أنا ... هذا" ...
كانت تتعلثم ليجد قلبه يبدأ في الخفقان بشكل مؤلم داخل صدره ، لم يكن يعرف ما الذي سيواجهه بعد ذلك ، ولكن أيا كان هذا الشيء الذي سوف تخبره اياه الا ان شيئا ما بداخله كان يجعله رافضا للاستماع لما ستقوله...
انيكا : "هذا .. أنا ... هذا اللون ... كل شيء كذب" ...
كانت نظراته اليها تمتلئ بالحيرة والارتباك ولكنه امسك بها من ذراعيها ...
شيفاي : "اهدئي ، أنتي تشعرين بالذعر" ...
تحدث بهدوء وحاول تهدئتها ولكن لا يوجد شيء يستطيع مساعدتها في هذه اللحظة ، فالشعور الغريب الذي في صدرها والالم الذي في المعدة كانوا يزيدون من توترها وخوفها في كل ثانية ، لتبدأ في الشعور بالاختناق وحاجتها الي التنفس ، لتنتهز هذه الفرصة لكسب مزيد من الوقت لتجد ضميرها يؤنبها علي استسلامها والاستماع الي قلبها لتصبح بهذا الضعف امامه ...
استغرقت بضع دقائق لتجمع نفسها قبل أن ترفع رأسها عالياً فاردتا كتفها لتقول ...
انيكا : "كل هذا كذب ، أنا لست هكذا" ...
كان لايزال صوتها مهزوزا بينما الملك شيفاي كان ينظر اليها بحيرة قبل ان يقف علي قدميه ...
شيفاي "بصرامة" : "هل يمكنك ان تكوني اكثر ايضاحا؟" ...
لتقف بدورها علي قدميها وتبدأ في التحرك نحو البركة ليتبعها الملك شيفاي جاهلا ما ستفعله بعد ذلك ...
في مكان اخر
كانت هناك تلكالسيدة التي تسير ساحبتا الامير رودرا معها دون ان تلتفت الي بكائه ومناشدته لها بان تتركه ...
السيدة : "لن يحتفل أحدا بالسعادة في هذا القصر ، لا أحد ، إذا استمرت احتفالات اليوم بسلاسة فانا من ستفقد كل شئ ... سافقد فرصتي بان اكون الملكة وانا ايضا امك الصغيرة التي تستطيع ان تضحي من اجلها بهذه التضحية البسيطة امير رودرا ، اليس كذلك ، وانا اعدك بانك لن تشعر باي ألم ، انت فقط سوف تغرق في الماء ، وبعد ان تختفي تحت سطح الماء سوف يطلق عليك احد رجالي سهما بحيث لا تخرج حيا" ...
لتكشف تلك الماكرة خطتها الدنيئة لهذا الامير الصغير الذي كان ينظر اليها باعين جاحظة وهو يتحرك في قبضتها حتي يخرج من اسرها ...
رودرا : "انا اريد ان اذهب .. اتركني ، امي الملكة" ...
كان يبكي ويضربها بيده الاخري وقدميه مما جعل الملكة آشا اكثر غضبا الان ...
آشا : "لا ، انا لست امك الملكة ، أنا امك الصغيرة ، والا لماذا ارتديت تلك الملابس ، انها ملابس تلك الأميرة القبيحة ومجوهراتها أيضًا ، لأنني بعد الذي سيحدث معك سوف أضع اللوم كله على رأسها هي في النهاية " ...
ضحكت بطريقة هيسترية ثم التفتت الي الامير الصغير ورسمت تعابير الحزن المزيفة ...
آشا : "اوه يا صغيري ... سوف أفتقدك يا أميرنا" ...
لتبدأ ببكاء دموعها المزيفة قبل ان تبتسم ابتسامتها الخبيثة عندما وجدت نفسها قد وصلت إلى ضفة البركة من الطريق القريب للقصر ...
عند شيفيكا
ارتجفت الأميرة أنيكا ولأول مرة كانت ترغب في أن تكون قبيحة ولكن فات الأوان علي ان تتمني تلك الامنية لانه وللاسف امنيتها لن تستطيع تغيير حقيقتها التي هيعلي وشك الظهور ...
وبدلا من ان تنزل الي الماء كانت تتجول علي ضفة البركة والملك شيفاي يسير خلفها حتينفذ صبره ...
شيفاي :"أميرة أنيكا ، شعب المملكة سوف يتجمع في المنطقة الرئيسية للقصر قريبا ، وأنتي هنا تضيعين وقتنا" ...
لتتوقف ونظرت اليه ...
شيفاي : "أخيرًا" ...
وقبل ان يكمل وجد الاميرة انيكا بدأت تقترب من الماء وتنزل اليه ، غمرت ذراعها داخل الماء وما ان رفعته واظهرته الي الملك حتي فتح عيناه بصدمة رافضا تصديق ما يراه امامه ...
لتبدأ انيكا في غسل وجهها وما ان انتهت وقبل ان تلتفت الي الملك دوت صرخة الامير رودرا في اذنها ، نظرت حولها بتركيز لتحدد مصدر الصوت ...
اتسعت اعين الملك شيفاي ليبدو غير قادر على تصديق ما راته عيناه ولكن قبل أن يتمكن من قول أي شيء ، وجد الأميرة أنيكا تركض في اتجاه معين وقبل أن تتمكن من الوصول إلى هناك تم إلقاء شيئا ما في الماء ، ودون إضاعة ثانية ، قفزت هي أيضًا في الماء وفي تلك اللحظة تم تصويب سهمًا ليأتي من العدم ويضرب ظهرها ...
آشا التي كانت تتابع ما يحدث اتسعت عيناها لكنها سرعان ما جمعت اشلاء نفسها وابتسمت ابتسامة النصر عندما رأت الأميرة أنيكا تحت الماء وقبل أن تتمكن من فعل أي شيء آخر ، كانت خطوات شيفاي الثقيلة وصراخه الذي أذهلها لتبدأ في الركض لتهرب بعيداً عن اعين الملك ولكن ولحظها السيئ انتبه الملك شيفاي لسيدة تركض ولكن ما لفت انتباه اكثر هوان تلكالسيدة كانت ترتدي نفس نوعية الملابس التي ارتدتها الاميرة انيكا من قبل ولكنه فشل في تحديد هوية تلك السيدة...
ليعود لتلك التي تتمدد في الماء ودون اهدار اي ثانية اخري قفز هو أيضًا في الماء وساعد أنيكا التي كانت تكافح للسباحة مع الأمير رودرا الذي كانت تحمله بين ذراعيها ، أخرجهما من الماء لتتسع عيناه ما ان رأي لون بشرتها الحقيقي ، لتدور العديد من الأفكار في ذهنه لكنه تجاهلها كلها ليسحب السهم من ظهر أنيكا ولم تاخذ الاميرة ثانية اخري بعدها لتفقد الوعي وهي بين ذراعيه ...
أنت تقرأ
الجمال الخفي (قصة مترجمة) .... ✅✅✅✅✅
HistoryczneHistorical Fantasy Story قصة تاريخية خيالية (مترجمة إلي العربية) The original book in English is here https://my.w.tt/VbM6kzjol6