الحلقة السابعة والعشرون

513 29 14
                                    

كانت الحرب تسير على قدم وساق ، في البداية كانت الأمور صعبة على جيش جهانشي حيث ابدا خصمهم بعضا من الذكاء مما جعلهم يغييرون افخاخهم وخططهم بشأن محاصرة الملك لتخرج عليهم أنيكا يخرجون بخطة جديدة ، وقد أحب الجميع فكرتها  وقرروا الذهاب معها ...
شيفاي "متألما" : " لقد مر شهران ونحن نخوض هذه الحرب وفقدنا الكثير من الجنود" ...
لقد تألم قلبه على فقدان شعبه ، هذه الحروب دائما ما تصيبه بألم شديد ، فهو يكره فكرة موت الأبرياء ...
انيكا : "لقد تبين أنهم أكثر ذكاء مما كنا نعتقد" ...
كانت تتحدث بينما تتخذ مكانها بجانبه لتمسك وجهه بين راحة يديها ، كانت عينيها حمراء ومتعبة ، وبدا أنها لم تنم بشكل صحيح منذ أيام ، ولم تكن حالة شيفاي أقل منها ، فكلاهما كانا يكافحان بجد لمنح  شعبهما الحماية الجيدة ... ففي الصباح  تقاتل الأميرة في الميدان وفي الليل تكافح من أجل علاج كل رجل تأذى ...
شيفاي"هامسا" : "أتمنى أن ينتهي كل شيء قريبًا" ...
لتومئ براسها ...
بمجرد انتهاء الحديث بينهما ، بدأت أنيكا في مغادرة الغرفة لتجده يوقفها بوضع قبضته على معصمها ، عادت وعادت عينيها تلتقيان بمحيط عيناه الأزرق التي أسرتها لدقائق حتى جذبها نحوه مما جعلها تعود إلى وضعها السابق ، رفعت أنيكا حواجبها تجاهه بغضب ولكن قبل أن تتمكن من فتح فمها وضع تفاحة في يديها ...
شيفاي : "كلي" ...
قال بصرامة وتنهدت وهي تعيد وضع التفاحة في يده ...
انيكا : "أنا لست جائعة"...
لتتلقي منه نظرة حادة ردا علي ما قالته ...
شيفاي : "كلي ايتها الأميرة" ...
ووضع التفاحة قريبة من فمها ، لتنظر اليه قبل أن تفتح فمها ، لترتسم ابتسامة المليون دولار علي شفاه الملك شيفاي فقد جعلها تأكل التفاح والبرتقال من يده...
انيكا "بصوت منخفض" : "يجب أن أتحقق من الجرحى أيضًا" ...
أومأ برأسه ليعدل ثيابه قبل أن يخرجوا من الغرفة ...
كلاهما دخل في غرفة الإنعاش وعالجت الأميرة أنيكا الجرحى بينما وقف الملك شيفاي على الجانب يتابعها وهي تقوم بواجبها بصمت...
استمرت الأيام وبدت حالة جيش جهانشي تتحسن ، وبدأت خسارة القوات في الانخفاض ، ووفقًا للتفتيش ، كانت اعمار الجنود المتوفين  في الغالب تتراوح ما بين 50 إلى 60 عامًا ، على الرغم من أنها آلمتهم أيضًا ولكن لا تزال ليست بنفس قدر خسارة الجنود الشباب ...
اما علي الجهة الأخرى ، بدت حالة كورام تزداد سوءًا ، وظلت نسبة الوفاة بين القوات تزداد في كل يوم يمر ويبدو أن إمداداتهم قد انتهت بالإضافة  الي ظهور المزيد من المشاكل لهم ...
سمعت دقات الطبول الصاخبة عندما حان الوقت للهجوم على الأعداء ، بمجرد أن لامس العلم الأخضر الأرض ، هاجمت القوات بعضها البعض وهم متعطشين الي الدم ، بدا شيفاي يقاتل أمير كورام بينما ثبتت الاميرة انيكا عيناها علي ملك كورام ، فقد كان هدفها هو اقتلاع رأس هذا الملك اليوم ووضع نهاية كاملة لهذه الفوضى الدامية ...
لتبدأ تلك العبارات في التردد داخل راسها ...
"لقد اغتصبوا والدتي"
تلك كانت صرخة أمها الغاضبة المؤلمة تسمعها في أذنها وهي تلاحظ الابتسامة القبيحة التي رسمت على وجه الملك ...
"لم يتركوا أختي حتى ، لقد اغتصبتها ، ضربتها أو حتى قتلها ، انه شعور اللعنة ، كان جمالنا لعنة لذا غيرت نفسي لما انا عليه الان"
لتومض صورة أمها في عينيها قبل أن يخرج صراخها من فمها ، وللمرة الأولى لم تستخدم عقلها للتفكير ودون إضاعة ثانية واحدة ، سحبت مقاليد حصانها "بازي" الذي بدأ يتحدث للهواء ...
ليجذب تصرفها المفاجئ انتباه كل واحد وكانت كل سهام الأعداء تستهدفها قبل أن تشكل سارا ومالا وأهلية وأبرام درعًا  حولها كلا على حصانه ، ليتوجه الخمسة معا صوب ملك كورام بأقصى سرعة ، ليصبح الدرع الذي كان يستخدم لتفادي الاصابة من الأسهم مرفوعًا عالياً ، ليغطي أنيكا ومن معها من جميع الجهات
انيكا : "الآن تفرقوا واستخدموا السلاح  ضد الرماة ، اطلبوا من رجالنا الرماة المخفيين ان يهجموا" ...
أمرت لينفذ أبرام على الفور ، ليطلق سهمًا نحو السماء والذي ما ان رأوه جميع الرماة المخفيين حتي بدأوا  في اطلاق الأسهم نحو الأعداء ...
اوقفت حصانها أمام حصان الملك مباشرتا وبدأت في مهاجمته بينما دافع هو عن نفسه ، اصطدم سيفها المتعطش للدماء مع سيفه الخشن والقديم ، سحبت سيفها مرة أخرى وهاجمته ولكن من زاوية مختلفًا مستهدفتا يديه لكنه كان سريعًا في الدفاع ، ليتدفق شعرها البري إلى الأسفل لتبدو في حالة مشوشة ولكن عيناها وسيفها المتعطشان للدماء بدا أنهما مصدر لجذب انتباه الجميع ...
استمر قتالهم بالسيف وبحركة سريعة مفاجئة من ذراع الملك اصابها إصابة صغيرة على الرقبة ، ليبدأ الدم في الخروج من الجرح ولكن هذا لم يزعجها ، واصلت مهاجمته ومع اول منعطف ناجح ، جاء سيفها على اتصال مع  خده وأعطته ندبة كبيرة على خده ، وبمجرد أن ذاق سيفها دم عدوها صرخت كل خلية في جسدها من أجل دمه لتتوهج أنيكا قبل أن يبدأوا في مهاجمة بعضهم البعض بشراسة أكبر ...
استمروا في القتال ليدوي صدي أول ضربات طبول الحرب المكان ، بدأت ضربات قلب أنيكا تسرع بدقتين اضافيتين ، فإذا فشلت في اقتلاع رأسه اليوم ، فلا أحد يعرف كم من الأبرياء سيموتون قبل أن تحصل على هذه الفرصة الذهبية مرة أخرى
لتدق نغمة الضربة الثانية ‘ رفعت أنيكا سيفها عالياً ، بينما الملك كان يمتلك ابتسامة شريرة علي وجهه وقبل أن تضرب الطبول للمرة الثالثة كان رأس الملك على الأرض معلنا انتصار جهانشي بينما اخفضت قوات وأمير كورام اسلحتهم اعلانا عن استسلامهم ...
لتنمو ابتسامة النصر على وجه الاميرة أنيكا وبدأت عيناها في البحث عنه ، لتلتقي اعينهما وهما ينظران الي بعضهما البعض بدموع السعادة ، ولم يستغرقها الأمر دقيقة واحدة قبل ان تجذب مقاليد حصانها وتتجه به نحو جيشها ...
لقد اتممت انتقام والدتها ، لقد نحرت رقبته عن جسده أخيرًا وبدأت الدموع الفرح في التلألأ في عينيها ...
ليرفع الجميع سيوفهم عالياً قبل أن يصرخوا بأعلي اصواتهم ...
"النصر"
اخيرا بردت نيران انتقامها وسمعت نغمات ضحكته الرخوة لينبهها عقلها بان لازال لديها مهمة اصعب فيادائها من خوض المعركة ...
استعدوا للدراما الحقيقية ...

الجمال الخفي (قصة مترجمة) .... ✅✅✅✅✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن