الفصل الثامن | هـكـذا بـدأت الـلـعـبـه |

38.6K 1.2K 64
                                        

{لا يُمهلنا الله إلا رحمة، ولا يُؤخر الأمور إلا لحكمة.
في ظنّنا تأخّر، وفي علمه توقيتٌ مُعجز.
فلا تجزع إن ضاقت، ولا تظن أن الله غافل عنك،
فكلّ ما تخبّئه الصدور، يعلمه العليم الخبير.
وما دمتَ حيًّا، فالباب لم يُغلق بعد، والرحمة لا تزال تُناديك.}

{‏إن مُحمَّدًا له في القلبِ حُبًا ‏فصلّوا عليه كي يزيد الحُبّ حبًا.}

                          _____________

قبل البدأ، لاحظت أن هُناك مشهد تم حذفه من الفصل السابع بسبب التطبيق، لذلك سيُضع هُنا كفلاش باك (المشهد هو ظهور ليلى في عيد مولد حسناء).
 
                           ___________

كل شيء بدا هادئًا؛ أكثر مما ينبغي، كأنّ السكون نفسه كان يُخفي خلفه زمجرة إعصار يتأهّب للانقضاض.

لم تُطلق الصافرة، ولم تُرفع الرايات، ولم يعلن أحدٌ بدء المعركة، ومع ذلك، كانت الأقدام تتحرّك، والأنفاس تُحبس، والعيون تترقّب.

كأن الجميع على علمٍ داخلي أن شيئًا ما تغيّر، أن الخيوط التي ظنّها البعض خاملة بدأت تتحرك وحدها، أن الأدوار لم تَعُد ثابتة، وأن الرقعة ذاتها قد انقلبت دون سابق إنذار.

لم يكن الأمر وليد لحظة، بل كانت اللعبة تُنسج في الظلال منذ زمن. كلمة هنا، نظرة هناك، سرّ يُقال في وقتٍ غير مناسب، وآخر يُكتم في وقتٍ قاتل؛ حتى أصبح الصمت أكثر ضجيجًا من الكلام، وأصبحت الحقيقة نفسها تُشبه الكذب.

لم ينتبه أحد أن البداية الحقيقية جاءت من لحظة خيانة صغيرة، من تردّدٍ، من قرارٍ اتُّخذ على استحياء…
ثم بدأت الأحجار تتساقط، واحدًا تلو الآخر، وكلُّ مَن حاول النجاة، وجد نفسه داخل دوّامة لا ترحم.

لم يعد الأمر مجرّد نزاعٍ بين أطراف، بل صارت لعبة؛ لعبة أكبر من الجميع، لعبة لا تُرحم، ولا تنتظر، ولا تعترف بالقلب حين يُحطّم، أو بالروح حين تنهار.

وهكذا... بخطوةٍ واحدة غير محسوبة، بابتسامةٍ زائفة، بكلمةٍ خرجت في غير موعدها؛ بدأت اللعبة.

وقف عاصف الرمّاح أمام جموع الصحفيين كمن يحاول السيطرة على عاصفة من الغضب والقلق، كانت نظراته مشتعلة ونبرته تحمل من الحدة ما يكفي لإسكات جوقة كاملة من التساؤلات:

-معلش يا جماعة، محدش عنده رد دلوقتي على الكلام ده، لكن اللي أكيد إن الكلام ده إشاعات، ومينفعش تقتحموا المكان كده وتتعبوا أعصابنا. عمتي ست مريضة، عشان كده محدش يمشي ورا القيل والقال.

الــورثــة | قـيـد الـتـعـديـل |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن