الفصل الثانى من للعشق اسياد بقلمى ساره مجدى
فى المساء كان يرتدى ملابسه حتى يذهب لرؤيه عمته ضحك بسخريه وهو يتذكر كلمات والده
- عمتك بردوا ده على اساس انك مشفتش عمتك اول ما وصلت
طرقت فجر الباب وادخلت رأسها وقالت بأبتسامه كبيره
- ايوه يا عم رايح للمزه
لينظر اليها بتقزز من اعلى لاسفل ثم قال
- رايح للمزه بيئه اوووى
ثم اقترب منها وفتح الباب ومر من جانبها وهو يقول
- يا لوكل
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
- ماشى يا عم يا آدم خليك فاكر ... متجيش بكره وتقولى الحقينى يا فجر عايز هديه حلوه لچورى يا فجر .... وانت فى الكليه تكلمنى وتقولى طمنينى على چورى يا فجر
لينظر اليها من اعلى الى اسفل ثم غادر دون كلمه اخرى لتعض على شفتها السفليه انها تريد ان تذهب معه لقد اشتاقت له رغم انها سوف تراه بعد غد الا انها تريد ان تراه الان ايضا ..... بقلمى ساره مجدى لتركض خلفه وهى تقول
- آدم حبيبى اخويا الى مليش غيره ممكن اجى معاك
وقف مكانه دون ان يلتفت اليها ثم نظر اليها نظره صغيره و قال بمكر
- لا واطلعى اوضتك يا واقعه
وخرج سريعا وركب سيارته ليذهب لعشقه الاول والاوحد
************************
فتحت لمى الباب وقفزت بسعاده قائله أبيه آدم وحشتنى ليحملها ويضمها بحنان اخوى وهو يقبل قمه راسها وقال
- وانتِ كمان وحشتينى يا رويتر ... قوليلى بقا عامله ايه و ايه اخر الاخبار
لتقبل وجنته وهى تقول
- ألأمن مستتب وكله تحت السيطره متقلقش
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- يا بنتى نفسى احس انك طفله مره واحده فى حياتى ... فين برائه الاطفال انا حاسس انى بكلم جدتى
لتلوى فمها بضيق وبدأت فى التململ بين ذراعيه لينزلها ارضا لتقول بعصبيه بقلمى ساره مجدى
- ابقى شوف مين هيقولك اخر الاخبار وكل الحاجات الى متعرفهاش
قبل ان يجيبها كان صوت أواب يظهر من العدم وهو يقول
- احنى كام مره قولنا حرام ننقل الاخبار والكلام يا لمى
لتنظر ارضا باحساس كبير بالذنب واقتربت من اخيها الذى كان يقف فى نهايه الرواق وقالت
- انا اسفه يا آبيه بس انا مش بعرف اسكت اعمل ايه ... ابقوا نيمونى لما حد يجى يزورنا
واخفضت راسها وهى تذهب الى غرفتها بشكل طفولى شبيه بأفلام الكرتون ليضحك آدم بصوت عالى وهو يقول
- يا بنتى ارحمينا ايه ده ؟ دراما كوين
ليقول أواب باستسلام
- مفيش فايده
اقترب آدم من أواب وهو يقول
- اخبارك أيه يا أديبنا الكبير فى روايه جديده قريب ولا أيه ؟
ليسير أواب بجانبه وهو يقول
- ان شاء الله قريب جدا ... وكمان المعرض معاده قرب
ليهز آدم راسه بنعم وهو يقول
- اه ماما عامله شغل عالى انت ومريم مش هتقدروا تقفوا قدامها
ليبتسم أواب برزانه وقال
- أكيد طبعا طنط مهيره مميزه .... عن اذنك هنادي بابا وماما وچورى
لتقول چورى من خلفه
- چورى سهلت عليك الموضوع وجت بنفسها
ليبتسم أواب ابتسامه صغيره وغادر دون كلمه اخرى اقتر آدم منها وقال بحب
- وحشتينى
لترفع چورى حاجبها بتعجب وقالت
- انت لحقت
ليقول هو بحب كبير واضح فى عيونه
- انتِ طول الوقت وحشانى ومعتقدش ان الشوق ده هيخلص الا وانتِ فى بيتى
لتبتسم هى بخجل حين قال حذيفه من خلفها
- حمد لله على سلامتك يا آدم
اقترب آدم من حذيفه وهو يقول بأحترام
- الله يسلمك يا عمو وحشتوني والله
والتفت ينظر الى چودى التى فتحت ذراعيها لينحنى يحتضنها بقوه و استقام بها لترتفع قدميها عن الارض وهى تضحك بسعاده وفخر بأبن اخيها الذى يشبه والده بشده وقال
- احلى عمتو وحشتينى
ليجد حذيفه يمسكه من ملابسه وهو يقول
- سيب مراتى يا ولد هى سايبه ولا ايه
ليضحك الجميع بصوت عالى حين قال آدم بشىء من الملل
- انا لا عارف احضن امى ولا عمتى دى مش عيشه دى
جلس الجميع حول طاوله العشاء يتناولون الطعام بين مزاح آدم المستمر ولماضه المى التى لا تتوقف ... كانت بالفعل سهره لطيفه سعد الجميع بها
*********************
كانت الفتاتان يقفان فى المطبخ يقومان بتجهيز وجبه العشاء حين قالت خديجه لمريم
- صحيح الورشه زى ما كنتى بتتمنى
لتقول مريم بسعاده كبيره
- اكتر من الى كنت بحلم بيه يا ديچه الناس هناك بجد كلهم مميزين وفنانين حقيقين
لتقول خديجه بسعاده
- انا بجد سعيده جدا علشانك ربنا يوفقك يارب
دلف محمد الى المطبخ وهو يقول بمرح
- هنتعشا كلام مش كده ؟
اخفضت خديجه راسها بخجل ولم تتكلم حين قالت مريم وفى عيونها نظره لوم
- بنتكلم واحنى بنشتغل ولا هو احنى هنا الخدامين الى المفروض منتكلمش و نشتغل و بس
ليقطب محمد حاجبيه وهو يقول
- ايه الكلام ده يا مريم خدامين ايه انا بهزر على فكره
لتقول مريم بابتسامه وهى تشير بعينها تجاه خديجه
- والله قول الكلام ده للناس الى واقفين معانا
نظرت اليها خديجه باستفهام وقالت
- تقصدينى انا ؟
لترفع مريم حاجبيها تزامنا مع رفع كتفيها لتقول خديجه وهى تنظر الى محمد بقلمى ساره مجدى
- انا مش فاهمه ايه مشكلتها
ليرفع كتفه هو الاخر وهو يقول
- انا كمان مش فاهم
ثم نظر لمريم وقال
- ما تفهمينا تقصدى أيه
لتضع مريم ما بيدها على الطاوله وقالت
- معرفش بس انا ساعات بحس ان خديجه بتتجنبك انت ومحمود بتتكثف منكم مش مرتاحه معانا معرفش بس ده الى بحسه يمكن ماما معاملتها معاها جافه حبتين لكن هى بتحبها فأنا بصراحه مش فاهمه ليه هى ديما واخده جمب صامته راضيه بأى حاجه من غير اعتراض
كان محمد يشعر بنفس ذلك الشعور ولكنه لم يهتم لتفسيره او شعر بخوف من تفسيره
اقترب محمد من خديجه التى تنظر الى مريم بنظره لم يفهمها وقال
- حقيقى يا ديچه
رفعت عيونها اليه وقالت بخجل ولجلجه
- انا ..... انا مش فاهمه هى بتقول كده ليه مفيش حاجه من دى
ثم امسكت احدى الاطباق وغادرت المطبخ وهى تقول
- انا هجهز السفره
وغادرت المطبخ لينظر محمد لمريم بحيره لترفع مريم حاجبيها بمعنى (( قولتلك ))
ظل واقف فى مكانه يشعر بالحيره ولكنه قرر ان يتحدث مع محمود فى ذلك الامر هى اختهم الصغرى
وعليهم ان يجدوا حل لتلك الحاله الغريبه هى وصيه ابيهم
************************
بعد انتهائهم من وجبه العشاء و مناوشات محمد المرحه لوالدته التى بدأت حالتها الصحيه فى التدهور مؤخرا
دلف محمد الى اخيه الذى يشاركه الغرفه منذ صغرهم وقال بجديه نادرا ما يتحدث بها بقلمى ساره مجدى
- محمود فى موضوع مهم عايزه اتكلم معاك فيه
رفع محمود عيونه عن الكتاب الذى كان يقرأ فيه وقال باهتمام
- خير يا محمد فى ايه ؟
جلس محمد على السرير وقال
- خديجه
- مالها ؟
قالها محمود باهتمام شديد و تقطيبه جبين ليقص محمد عليه ما حدث فى المطبخ وكلمات مريم
ظل محمود صامت لعده دقائق يفكر ثم قال
- طيب يا محمد انا هشوف الموضوع ده ... بس انت قرب منها بطريقتك المرحه خرجها معاك يوم هى ومريم جبلها هديه شوكلاته حاجات البنات دى خدهم معاك مره النادى
ليقف محمد وهو يقول
- انا بعمل كده فعلا بس مش كتير الصراحه وعمرى ما فكرت فى حكايه النادى دى بس ماشى مفيش مشكله
ليقول محمود بإقرار
- اعملها كتير بقا ... وذود جرعه الهزار والضحك والخروج و الباقى سيبوه عليا
هز محمد راسه بنعم وكل منهم سارح فى افكاره كيف سيحل هذه المشكله
***********************
فى صباح اليوم التالى كان يجلس فى مكتبه بالجامعه يفكر بها انها تشغل كل تفكيره صداقتها لچورى تجعله يشعر بالاطمئنان وايضا متابعته لها طوال الوقت بقلمى ساره مجدى اعتدل واقفا واخذ اغراضه وتوجه الى المحاضره اليوم سيراها ولكن ليس الان فهى ستكون مسك الختام انتهى من محاضرته وعاد الى مكتبه و توجه مباشره ليقف امام نافذه مكتبه ينظر الى الحرم الجامعى بنظره عميقه يفكر فى الطريقه التى يخبرها برغبته فى التقدم اليها
لفت نظره تجمع بعض الشباب حول شىء ما خرج سريعا من مكتبه وهو يشعر ان لها علاقه بذلك الامر اقترب من الجمع ليستمع لصوت انسوى ناعم يقول بتهكم
- لو فاكر انك كده راجل ومفيش منك تبقا غلطان ... هى ومش معبراك ولا ناويه تعبرك اصلا ولا هو انت مش عارف تطولها بنرطبت فا الحل الوحيد انا عايز اتقدملك مش كده
لتضحك الفتايات التى تقف تشاهد ما يحدث و علت همهمات الشباب لتكمل چورى حديثها وهى تقترب من ذلك الشاب الذى يجد نفسه فلته زمانه ولا يوجد مثله فى الحياه وقالت بصوت عالى لكن يحمل من الحزم الكثير
- انت مجرد دكر ملكش علاقه بالرجوله اصلا ولو فكرت تقرب منها تانى انت متعرفش انا ابقى بنت مين وممكن اعمل فيك ايه
كانت ندى تقف بقوه وثبات بجانب چورى صحيح لم تنطق بحرف لكنها ثابته قويه غير خائفه وذلك اثار عجب ذلك الواقف يشاهد ما يحدث بتركيز شديد
ظلت چورى صامته لعده ثواني حين قالت ندى بثبات وقوه
- انا مليش فى العلاقات المختلطه ... ولا عمرك تحلم يوم تكون خطيبى او تربطك بيا اى علاقه ولو فكرت تتعرض ليا تانى صدقنى مش هيحصل طيب
كان سعيد بكلماتها ولكنه بدء يشعر ان بعض الطلبه لاحظت وجوده فقال بصوت عالى و حازم
- ممكن افهم ايه الى بيحصل هنا
شعرت ندى بالخجل الشديد وتمنت لو تبتلعها الارض الان او تتبخر فى الهواء
شعرت بها چورى لتتقدم خطوه وقالت
- الزميل كان بيعاكس واحنى وقفناه عند حده
ليقترب ذلك الشاب السمج وقال باسلوب مستفز
- انا معكستش حد انا بس كنت بطلب رقم والد الانسه ندى لقيت الاستاذه چورى بتدخل وبتزعق
تجاهل محمود كلمات ذلك السمج وقال لچورى
- ما بلغتيش حرس الجامعه ليه يا أنسه
ليقول ذلك السمج سريعا
- الموضوع مش محتاج حرس الجامعه يا دكتور هو سوء تفاهم وعدى خلاص
لينظر اليه محمود بقوه وقال
- اعتقد ان كل الى واقفين دول عارفين اذا كان سوء تفاهم ولا تعمد
ليبتعد السمج خطوه للخلف ونظر الى ندى و چورى وقال
- انا اسف
وغادر سريعا ليضحك كل من كان يقف ويشاهد ما يحدث لينظر اليهم محمود بواقره المعهود وقال
- يلا كل واحد على محاضرته
ابتعد الجميع ليظل هو ينظر الى ندى وهى تنظر ارضا بخجل ثم غادر دون ان يقول اى كلمه اخرى
التفتت چورى الى ندى وقالت
- خلاص يا حبى الموضوع خلص متتوتريش كده ... يلا عندنا محاضره دلوقتى
أخذت ندى نفس عميق وهى تقول
- انا مش هقدر احضر عايزه اروح
لتقطب چورى بين حاجبيها وقالت
- دى محضره دكتور محمود يا نودى
لترفع ندى عيونها التى بدأت فى الأمتلاء بالدموع وقالت
- انا مش هقدر اشوفه بعد الى حصل معلش يا چورى انا محتاجه اروح
شعرت چورى بالاسف تجاه صديقتها المقربه ولكنها اقتربت منها وضمتها بقوه وقالت
- ماشى يا حبيبتى روحى ارتاحى وانا هحضر المحاضره وابقا اسلفهالك تنقليها يلا ان شالله ما حد حوش
لتبتسم ندى ابتسامه ضعيفه وغادرت
دلفت چورى الى المدرج وبعدها مباشره دكتور محمود الذى نظر لمكان ندى الفارغ بقلق ونظر الى چورى التى كانت تنظر اليه بأسف ليشعر بألم قوى فى قلبه و يجعله يفكر فى تنفيذ ما يريد و فورا
***********************
وصلت مريم الى الورشه ككل يوم عيناها تبحث عنه من اول يوم عملت فى هذه الورشه ولفت انتباهها شخص شديد الوسامه بشكل يؤلم القلب ظلت تتأمله وقتها لدقائق قليله ....بقلمى ساره مجدى شخص مقطب الجبين دائما يعمل بتركيز شديد وبعد ان استقبلتها فتاه لطيفه تدعى هاله واخذتها جوله فى الورشه وقامت بالتعريف بينها وبين كل الذين يعملون بها وحين وصلت لذلك الشخص الذى لفت انتباهها لم تقترب هاله منه ولكنها اشارت عليه من بعيد وقالت
- ده استاذ عمر و هو شريك فى الورشه بس مش سهل التعامل معاه ومش بيتكلم غير فى الشغل وهتتعرفى عليه مع الوقت
هزت مريم رأسها وظلت طوال فتره عملها فى الورشه ذلك اليوم تنظر اليه تدرسه وتتابع كل حركه منه
لتكتشف انه لا يتحدث كثيرا ولكنه لديه حس فنى عالى
كلماته قليله ولكن حين الضروره من الممكن ان تستمع الى محاضره كبيره منه
قصته مؤلمه ومؤثره وتألمت كثيرا حين رأته وهو يسير ورأت ذلك الفراغ فى ساقه وعلمت قصته من هاله و حقا شعرت بالشفقه عليه مؤكد حزين و يتألم بشده
وهى كفراشة صغيره تنجزب الى الضوء الذى يحيط به نفسه و الغموض الرهيب رغم حالته الصحيه الا انه مميز جدا
*******************
كانت تجلس على احدى الارصفه القريبه من البيت تبحث فى الجريده عن اعلانات الوظائف ككل يوم لتجد ذلك الاعلان الذى يطلب سكرتيره ولا يشترط سن او مظهر معين رغم شعورها بالغرابه من ذلك الاعلان ولكن ما المانع من التجربه وقفت سريعا بعد ان حفظت العنوان وصلت الى المكان لتجدها شركه كبيره ومبهره شعرت بمدا ضائلتها و زاد احساسها بأنها ليس لها مكان هنا كادت ان تغادر حين خطر على بالها لما لا تجرب انها لن تخسر شىء بقلمى ساره مجدى
دلفت الى الداخل ومع كل خطوه تتأكد من شعورها هى دخيله على ذلك المكان ... الفتيات فى تلك المؤسسه الكبيره فاتنات هو اقل وصف يمكن ان يقال عنهم اين تذهب هى وسط كل تلك الفتيات وايضا هؤلاء المقدمين لتلك الوظيفه وقفت امام الموظفه الجالسه خلف مكتب كبير ويبدوا عليها البساطه فى الملبس والقدم ايضا فى العمل وقالت بصوت واضح رغم انتفاضه قلبها
- صباح الخير انا جايه علشان وظيفه السكرتريه
نظرت اليها السيدة سعاد وابتسمت بعمليه ولكن من داخلها شعرت بشىء من الراحه قدمت لها ورقه وقالت
- املى الاستماره دى .... واقعدى هناك استنى دورك
هزت نور راسها بنعم و جلست على احد الكراسى الفارغه و بدأت فى كتابه بيناتها
وكان فى نفس الوقت صهيب يجلس خلف مكتبه ينظر الى تلك الفتاه الجالسه امامه تتكلم بدلال مقزز تكشف من جسدها اكثر مما تستر ابتسم بداخله وهو يتخيل والدته حين تقوم بحملتها التفتيشيه و تجد تلك الفتاه فى مكتب والده لا شك سوف تقتلها و تمثل بجسدها حتى تكون عبره
رفع نظره للفتاه وقال بابتسامه صفراء
- شكرا ليكى .. هنبقا نتصل بيكى
وضغط الزر الداخلى وبعد ثوانى قليله كانت مدام سعاد تقف امامه ليقول مباشره و بتقزز
- كل البنات الى بره نفس العينه الى خرجت دى
هزت راسها بنعم مع ابتسامه صغيره لينفخ هو بضيق وكاد ان يقول شىء الا انها قالت
- بس فى واحده مختلفه
لينظر اليها باهتمام وقال
- مختلفه ازاى
لتقترب وتفتح شاشه التلفاز الذى يظهر عليها كل مكان فى الشركه وقربت الشاشه التى توضح مكتبها واشارت على نور
ظل يتأملها بأندهاش وهو يقول
- ده ولد ؟
هزت راسها بلا وقالت
- بنت جدا
وابتسمت ابتسامه صغيره ذات معنى ليقول هو بأمر
- مشى الباقين ودخليهالى
********************************
كانت ملك تقف امام الخزانه تبحث عن شىء ما بين الملابس والأرفف بعصبيه شديده وكانت تتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة وكان أيمن يقف عند الباب ينظر اليها بنظرات غامضه يسكنها الغضب ثم قال بصوت بارد بقلمى ساره مجدى
- بتدورى على ايه يا ملك ؟
انتفضت على اثر سماعها لصوته ونظرت اليه بقلق وقالت
- حا ... حاجات كنت ... كنت شايلاها فى الدولاب ومش لاقيها
ليقترب منها وهو يخرج يده من خلف ظهره لتجد ملف تحاليل طبيه بين يديه وهو يقول
- ده ؟!
توترت ملامحها و ارتفع صوت تنفسها وهى تنقل بصرها بين الاوراق وبين وجه ايمن الغاضب ببرود لم تعهده من قبل
ظل الصمت يخيم عليهم لعده دقائق لتبتعد خطوتان للخلف وجلست على السرير وهى تقول
- مكنتش عايزاك تعرف .... مش عايزه اوجع قلبك مش عايزاك تعيش الاحساس ده تانى يا ايمن
اقترب منها وجلس بجانبها ينظر اليها بعيون يملئها الخوف والالم وقال
- وانك تخبى عليا ده الحل
هزت راسها بلا وقالت
- كنت بس عايزه أتأكد ... انا ... انا خايفه اوووى يا ايمن خايفه اسيب البنات خايفه اوجع قلوبكم مش عايزاكم تحزنوا ولا تتألموا كفايه الخوف الى جوايا
اغمض عينيه بألم وهو يضمها الى صدره بقوه وقال
- وجعك ده المفروض يتقسم علينا احنى الاتنين .... و انا معاكى وهفضل جمبك ودى ازمه وهتعدي ان شاء الله
قبل اعلى راسها عده قبلات وهى تبكى بين ضلوعه خوفها والمها ثم قال
- احكيلى كل حاجه
**********************
كان يجلس فى غرفته مساء داخل السكن الجامعى الخاص بكليه الشرطه يمسك هاتفه ينظر الى صورتها التى التقطها لها دون ان تنتبه بقلمى ساره مجدى
يتأملها و عيونه يظهر بها العشق هى حبيبته الذى من اجلها قرر ان يدخل كليه الشرطه حتى يكون مناسب لها وليكسر حاجز انه اصغر سنا منها يريد ان يكون ضابط الشرطه القوى الذى يحترمه الكبير والصغير
نفخ بضيق وهو يتذكر ان بعد غد موعد التجمع العائلى وهو لم يحصل على تصريح الاجازه بعد
هل سيمر اليوم دون ان يراها وينتظر شهرا اخر
وضع الهاتف جانبا ووقف على قدميه ينظر من نافذه الغرفه وبعد عده دقائق شعر بحركه ثم خطوات اقتراب صديقه صفى الذى وقف بجانبه وهو يقول
- ااااه ميسهرش الليل غير الى جلبه مشغول ... وعشج الرجال يا ولدى نار ومرار
نظر اسر اليه وقال بابتسامه صغيره
- معاك حق يا صفى العشق نار لكن عمره ما كان مرار يا صاحبى العشق حياه
اعتدل صفى فى وقفته وقال
- انت اخترت طريجك يا صاحبى والله يعينك و يجدرك عليه
وربت على كتفه وعاد الى سريره ليكمل نومه ظل اسر واقف فى مكان ينظر الى السماء ثم اخذ نفس عميق وهو يغلق النافذه ويعود الى سريره من جديد وهو يفتح هاتفه على صورتها التى ظل يتأملها حتى غرق فى النوم
********************
فى اليوم التالى كانت مريم تقف امام لوحتها الكبيره التى قررت رسمها حين وصلت الورشه صباحا و اول شىء وقعت عينها عليه حينها كان هو بقلمى ساره مجدى
يقف عند باب الورشه يتحدث مع احد الشباب الموجود بالورشه وحينها نظر اليها واطال نظرته لثوان ثم عاد بأهتمامه لمحدثه شعرت وقتها انها غرقت فى بحور عينيه المظلمه
عادت من افكارها وبدأت فى إكمال الرسمه الذى كان هو يتابعها من وقفته البعيده وهو مقطب الجبين كان يتذكر حين قابلت عينيه عيناها صباحا شعر بشىء ما تحرك بداخله و ألم قوى فى قلبه جعله لم يستطع ابعاد عينيه عن خاصتها ولذلك يشعر بالغضب من نفسه
هو لم يعد يصلح للحب و هى فتاه صغيره وجميله لابد ان تعيش السعاده والحب وهذا لم يعد موجود لديه
************************
كان يجلس فى غرفتهم يقراء شىء ما على هاتفه حين دلفت الى الغرفه واغلقت الباب وهى تقول
- معاد التجمع العائلى بعد بكره و مش عارفه آسر هيلحق ينزل اجازه ويكون معانا ولا لا
رفع عيونه ينظر اليها بابتسامه صغيره وقال بعتاب
- مبقاش حد شاغل بالك غير عيالك ... وانا ايه خلاص اتركنت على الرف
لتنظر اليه بمشاغبه واقتربت منه وهى تغلع عنها مئزرها وتمسك هاتفه و وضعته على الطاوله وجلست على قدميه ولفت ذراعيها حول عنقه ثم قبلت وجنته اليمين وقالت بقلمى ساره مجدى
- هو فى اغلى منك انت يا زوز
ليرفع حاجبه مع ابتسامه صغيره حين قبلت وجنته الاخرى وهى تقول
- وبعدين انت بتغير من ولادك يا زين
ليرفع يديه الى وجنتها وهو يقول
- ايوه بغير اصل انتِ مش عارفه انتِ ايه بالنسبه ليا يا فرح ..... انت سبب كل حاجه حلوه فى حياتى انى مش وحيد وبقا ليا عيله كبيره ... شريكه حياه. و ولاد واصحاب ... انت بالنسبه ليا يا فرح حيااااه
لتضمه بقوه وهى تهمس فى أذنه
- غير و حبنى واعمل كل الى انت عايزه حسسنى ديما انى غاليه عليك ومهمه وان وجودى فى حياتك ضرورى زى ما وجودك بالنسبه ليا الدنيا كلها
ليضمها هو الاخر بقوه وهو يقبل جانب عنقها بشغف كبير لم يقل يوما من يوم زواجهم حتى الآن
*********************
كان يقراء كتاب وهو ممدد على السرير او هكذا هى تظن وهى تتابعه بعيون قلقه فاليوم عاد من الجامعه متعب بشده قدماه لا تحملانه ويشعر بأرهاق كبير وحين طلبت منه ان يذهب للطبيب رفض بشده بقلمى ساره مجدى
وكان هو يعلم جيدا انها تراقبه ويعلم ايضا انها قلقه عليه لكنه لا يريد ان يقلقها ليذهب للطبيب اولا بمفرده ثم يخبرها بكل شىء
تركت ما بيدها واقتربت منه لم تجلس بجانبه بل جثت ارضا وبدأت فى تدليك قدميه ليبعد الكتاب ومد يده يمسك ذراعها وهو يقول
- مفيش داعى يا چودى صدقينى انا كويس دول شويه أرهاق مش اكتر
لتنظر اليه بلوم وهى تقول بقلق حقيقى
- ما هو انت لو تريحنى ونروح للدكتور
ليبتسم وهو يسحبها لتقف ثم تقع فوقه مباشره لتصرخ بصوت عالى ليسكتهت هو بقبله متطلبه وشغوفه ثم قال بمشاغبه
- انا لسه شباب وممكن اثبتلك دلوقتى حالا
لتضحك وهى تقول بحب
- ربنا يباركلى فى صحتك يا حبيبى ويديمك ديما جمبى ومعايا بس مفيش مشكله لما نطمن يا حذيفه
وضع طرف اصبعه على شفاهها وبدء بتمريرها عليها برفق وهو يقول
- حاضر يا قلبى هروح للدكتور بس بعد التجمع العائلى ماشى
لوت فمها كالاطفال وهى تقول
- ماشى بس وعد
ليضحك وهو يقول
- انت شبه لمى اوووى دلوقتى ... بس حاضر وعد
ابتسمت ليبادلها الابتسامه ثم عاد ليقبلها بشغف بدلته اياه وكأنها مرت الاولى