الفصل الحادى والعشرون

9.5K 434 27
                                    

الفصل الحادى و العشرون من للعشق اسياد بقلمى ساره مجدى

كانت تجلس امام سفيان فى غرفه نومهم بعد ان اعطته الدواء تنظر اليه بضيق و هى تقول بقلق
- انت بردوا هتروح يا سفيان انا قلبى مش مطمن يا حبيبى
ظل صامت هو ايضا لا يفهم سبب طلبها و اصرارها عليه هو يشعر من داخله بالفضول يريد ان يفهم سبب ما قامت به من فعل شنيع كاد ان يؤدى بحياه ولديه و اغلى ما يملك ..... ابتسم ابتسامه صغيره و هو يعتدل فى جلسته و قال بهدوء شديد
- يا مهره قلبى متخافيش دى واحده محبوسه .. يعنى مفيش منها اى خطر .. كمان انا محتاج اعرف و افهم هى عملت كده ليه ... معقول الموقفين اللى حصلوا يخلوها تحاول تقتل ولادى علشان تحرق قلبى عليهم
كانت مهيره تنظر اليه و تستمع الى كلماته و دخلها احساسان انها سبب هذان الموقفان ... و ايضا هى سبب انتقام تلك الروان و احساس اخر برغبه قويه للذهاب اليها و اخراج احشائها بيديها .... عادت من افكارها على يد سفيان التى تربت على ركبتها و هو يقول 
- سيبك منها و متقلقيش ان شاء الله خير ... قوليلى اخبار ليل ايه دلوقتى
نظرت اليه بتشتت ليكمل هو
- انا كنت بكلم ايمن كل يوم و بطمن على ملك ... بس اخر مره حسيت منه انه عايز يسألنى على حاجه
اخذت مهيره نفس عميق وهى تقول
- ليل بعيده عن ابوها خالص بعد اللى حصل .... حاسه انها خايفه منه و انه مش امان ليها انها تقرب منه و كمان بعد اللى عرفناه من جواد .. المشكله الاساسيه هنا شمس مش ليل و للاسف مش هقدر اقول اى حاجه لأيمن دلوقتى كفايه اللى هو فيه
ظل سفيان صامت لعده دقائق ثم قال
- يبقا لازم تدخل سريع يا مهيره و المواجهه احسن حل
قبل ان تقول اى شئ سمعا طرق على الباب و دخول فجر التى تنظر من عند الباب بأبتسامه واسعه و قالت
- الكبير اللى نور الدنيا كلها ... و حشتنى يا بابا
وركضت اليه تحتضنه برفق ليربت على ظهرها و هو يقول
- وانا وحشنى وجودى وسطيكم اخبارك ايه ؟
وقفت مهيره وربتت على كتف ابنتها و قالت
- اقعدى يا فجر هروح اشوف الغدا خلص و لا لا
جلست فجر امام والدها و انحنت تقبل يديه بأحترام شديد وامتلأت عيونها بالدموع و قالت
- انا كويسه يا بابا ... طول ما سندى و امانى وظهرى بخير ... انا مش عارفه اشكرك ازاى... جمايلك كتير اوووى يا بابا اوووى انا كل ما اتخيل الى حصل و افتكره احس انى هموت من الخوف
كان يستمع اليها بتأثر كبير و احساس بسعاده و فخر كم هو جميل ان يشعر بحب ابنائه له وان يكون لديهم بتلك الاهميه ... ان يكون لهم اب و صديق و ناصح امين جذب يديها لتقترب و وضعت رأسها على كتفه و ظل يربت على ظهرها و قال
- بعيد الشر عنك يا حبيبتى ...... انتوا اغلى حاجه فى حياتى انتوا ثمره عمرى كلوا و لا يمكن اقبل ان اى حد يمسكم بشر
ابتسمت ابتسامه واسعه و قالت
- ربنا ما يحرمنا منك يا بابا ... يا احلى بابا
ابعدها عن حضنه ينظر الى عينيها و قال
- اخبار أواب ايه ؟
صمتت لعده ثوانى ثم قالت
- بيحاول يا بابا ... بس
- بس ايه .... اوعى تفقدى الامل من الاول وانت عارفه حاله أواب .... و اكيد عارفه ان الحياه مش هتكون سهله مش كده
قال كلماته بتأكيد و بنظره عميقه تخترق روحها .... هزت راسها بنعم و اخذت نفس عميق وهى تقول
- عارفه يا بابا عارفه ... بس أواب
صمتت لثوانى تنظر الى والدها برجاء
- انا خايفه ... انا مش زيك يا كبير .. معنديش طاقتك .. و قوتك ... يمكن مقدرش اكمل
ليمسك يدها يضمها بقوه و نظر اليها بثقه و حب و ايمان و قال بصوت هادئ لكن به من التشجيع و القوه الكثير
- انتِ قويه يا فجر ... قادره على التحدى وعلى انك تعدى كل صعب .. أواب رغم قوته اللى هو مش مقدرها صح محتاج حد قوى جمبه يساعده يخرج كل ده
ابتسمت ابتسامه صغيره ثم قالت بأقرار
- زى ما مهرتك كده بقت قوه لا يستهان بها
ابتسم ابتسامه واسعه و قال بصدق و بنظره تحكى كم المعانه التى عاشها مع مهيره حتى اصبحت بهذا الانفتاح و القوه
- متفتكريش كان الامر سهل .... هى كانت بتتعذب و انا كنت بتعذب ضعف عذابها ... و بتعذب من الالم اللى كنت ببقا حاسس بيه تجاهها
نظرت اليه و هى تشعر من داخلها انها شحنت طاقه كبيره و اصبحت على استعداد للحرب التى ستشنها على أواب نفسه قبل اى شئ
**********************
جالسه امامه تنظر اليه بأبتسامتها الجذابه تنظر اليه بحب لا يخطأه احد و كان هو الاخر ينظر اليها بسعاده كبيره 
طرق باطراف اصابعه على الطاوله و قال
- انا راجع الكليه بعد بكره
اخفضت راسها بضيق ثم قالت
- عارفه و رغم سعاتى انك بقيت كويس الحمد لله مضايقه جدا من انك راجع الكليه
ليرفع حاجبه بأندهاش مصدوم ثم قال
- يا بنتى دى كلها اسبوعين ونبدأ اختبارات التخرج ... و نتجوز بقا
قطبت جبينها و هى تقول باستفهام
- نتجوز ايه ادم ... انا لسه قدامى سنه
- ايوه تكمليها فى بتنا يا حبيبتى ... اصلا انا هبقا فى التكليف يعنى مش هزعجك كتير ... و بصراحه مش هقدر اصبر سنه كمان
قال كلماته بأقرار و بهدوء شديد جعلها تشعر ان هناك شئ غريب فقالت وهى تنظر اليه بشك
- انت بدلوك فى المستشفى يا حبيبى و لا ايه ؟!
ليرفع حاجبه و هو يقول بغرور
- يا بنتى كلها ايام و ابقى ظابط قد الدنيا .. و اكيد ليا كاريزما و اقدر اقنع الناس ... و كمان اسيطر على عقولهم
لتضحك بصوت عالى جعله يقطب جبينه وهو ينظر حوله ثم اليها و قال بغضب
- وطى صوت ضحكتك يا جورى الناس بتبص عليكى
نظرت حولها ولم ترى اى شخص ينظر اليها فعادت بنظرها الى و قالت بتحدى 
- ياريت زى ما انت عايز تتحكم فى الناس بالكاريزما الى تخلى الناس كلها تغضع ليك تتحكم كمان فى غرورك و غيرتك المجنونه دى
ظل ينظر اليها دون تعابير واضحه على ملامحه و كانت هى تنظر اليه بتفحص ليقول بأبتسامه صغيره بجانب فمه
- فى واحده من خوفها عليا وقت الحادثه قالتلى غير براحتك ... وانا مش بحب اكسر لها كلمه
ابتسامه عينيها الان جعلته يشعر من داخله بالسعاده لكنها اجابته بهدوء شديد و قالت
- بس نصيحه ... حاسب و انت بتحافظ على انك متكسرش لها كلمه تكسر قلبها و روحها
ظل ينظر اليها و كلماتها تضرب داخل قلبه و عقله و تشعره حقا بالخوف رغم عناده و ايمانه الكامل بانه على حق
**********************************
طرقات على الباب جعلته ينتبه من افكاره الذى يحاول ترتيبها من اجل حل مشكله شمس و ليل سمح للطارق بالدخول ليجد آسر يقف عند الباب بأبتسامته المرحه وهو يقول
- حمدالله على سلامتك يا كبير ... انا واقع فى عرضك
ليرفع سفيان حاجبيه بأندهاش و هو يقول
- الله يا سلمك خير يا ابنى فى ايه ؟ اوعى تكون عامل كارسه فى الكليه ؟
ليقترب آسر من السرير و جلس ارضا على ركبتيه و امسك يد سفيان وقال برجاء وتوسل
- جوزهالى يا كبير ..... ابويا مش راضى يتكلم وانا هموت لو متجوزتهاش
كان سفيان ينظر اليه بأندهاش مصدوم و زاد مع كلماته فقال له باستفهام
- انت بتتكلم عن مين يا بنى انت ؟ .. قوم اقعد قدامى هنا و فهمنى
قال كلماته الاخيره بأمر ليقف آسر على قدميه و جلس بجوار سفيان و قال بصدق
- الانسه خديجه ... انا عايز اتجوزها
ظهرت الصدمه على وجه سفيان الذى ظل صامت ينظر الى آسر بأندهاش ليكمل آسر بجديه
- عارف حضرتك بتفكر فى ايه ... فى فرق السن بس فرق السن ده مش عاملى اى مشكله ... انا شايف نفسى راجل حقيقى استحق فرصه معاها .... و كمان قادر عل تحمل المسؤليه وفوق كل ده انا بجد بحبها و معنديش استعداد اشوفها بتتجوز حد غيرى .. ويكون له حقوق عليها او تكون مسؤله من حد غيرى مش هقدر
كان سفيان يستمع اليه غير مصدق ان ذلك الشاب الصغير يكون بداخله كل ذلك الحب الكبير ... لقد لخص عشقه الكبير لخديجه فى كلمات معبره يفهمها و يشعر بها جيدا ظل صامت لثوانى وعينيه ثابته فى عينى آسر الذى لم تهتز عينيه و لو للحظه واحده
ابتسم سفيان وهو يقول
- مستعد لكل المواجهات الممكنه علشان تحقق حلمك
- مستعد جدا ولو كانت حروب مش مجرد مواجهات
اجابه سريعا و بقوه وثقه ليبتسم سفيان بسعاده و قال
- خلاص سيبلى الموضوع ده ... وانا هخلصه
ابتسم آسر بسعاده و اقترب يحتضن سفيان بقوه ليتأوه بألم ليبتعد آسر سريعا وهو يرفع يديه امامه وقال بأسف
- اسف يا كبير بس انت عارف بقا حماس الشباب
ثم جثى على ركبتيه من جديد وقال بتوسل
- هعتمد عليك يا كبير .. البت عامله زى الكريم شانتيه .. و ممكن اى حد يخطفها فى ثانيه
ليضحك سفيان بصوت عالى و ضرب وجنه آسر برفق وهو يقول
- يخربيت تشبيهاتك ... حاضر متقلقش فى اسرع وقت يمكن على اجازتك الجايه ابشرك
لينحنى آسر وقبل يد سفيان وهو يقول
- منتحرمش منك يا كبير .... ههرب انا بقا و الموضع فى ايد امينه
وسار نحو الباب وهو يقول بأندهاش
- امينه مين ؟ انا شكلى اتهبلت
وغادر الغرفه ترافقه ضحكات سفيان السعيده و المندهشه
*****************
يقف بسيارته امام الجامعه ينتظرها فاليوم قد قرر اخبارهم بما قرر هو متأكد من عدم رفضهم لكن لم يصبح لهم سوا بعضهم البعض عليه ان يكون سند لهم وهم سند له ... هو بدونهم لا شئ 
صعدت الى السياره و على و جهها ابتسامه رقيقه قالت
- السلام عليكم ... اسفه لو اتأخرت
ابتسم اليها وهو يقول
- متأخرتيش و لا حاجه ... و حتى لو اتأخرتى ايه المشكله ما انا قاعد فى العربيه و التكيف مش واقف على رجلى فى الشمس و حتى لو فداكى يا ديجه
كانت تسمتع اليه وهى مبتسمه ابتسامه خجله و قالت
- ربنا يخليك يا ابيه
و صلا الى البيت ليجدوا مريم تخرج من المطبخ وهى تقول
-  طبخالكوا بأديه و حياه عنيا
لتقترب ديجه منها و هى تقول
- اتصل بالاسعاف من دلوقتى و لا بعد ما ناكل
لتضربها مريم على كتفها و قالت
- طيب انتِ محرومه من اكلى ادخلى بقا اعملى لنفسك سندوتش جبنه
ليقترب محمود وهو يقول
- معلش يا مريم اختنا الصغيره بقا و نفوتلها غلطه .... طيب نتصل بحد يبقا يطمن علينا كمان ساعه
لتضحك خديجه بصوت عالى فى نفس اللحظه التى ضربت مريم الارض بقدميها و هى تقول بغضب طفولى
- حتى انت يا محمود .... طيب ده انا اكلى لا يعلا عليه
- طبعا يا بنتى ... اكل يوصل للدار الاخره مباشره
ليلتفت الجمع الى صاحب الصوت مع ارتفاع اصوات الضحكات و تزمر مريم
- بقا كده يا محمد يعنى انا بقول انت اللى هتنصفنى
ليقترب محمد وهو يضمها قائلا
- يا بنتى هو حد فينا يقدر يتكلم على اكلك ... اهو ربنا يصبرنا كلنا هنقول ايه
لوت مريم فمها و قالت
- طيب لو مجربتش فيكوا هجرب في مين ؟

للعشق أسياد (( جاريتى ٣ )) بقلمى ساره مجدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن