الفصل الثالث و العشرون

9.3K 452 61
                                    

الفصل الثالث والعشرون من للعشق اسياد بقلمى ساره مجدى

جالسه فى غرفتها تشعر بالقلق لماذا وضعت فى ذلك الموقف امامه و ماذا كان يقصد حين قال
- انتِ مش مورطه اختك بس انتِ مورطه نفسك كمان
ماذا يعلم هل قصت عليه ليل ما حدث هل طلبت منه العون ...... من البدايه كانت تشعر بعدم الارتياح من تواجد ليل طوال الوقت مع عمتها ولكنها لم تتخيل ان تكون قد اخبرتها بما حدث ليل جبانه و خجوله و كلامها قليل .... اذا كيف عرف زوج عمتها بما حدث و ماذا علم بالاساس هو لم يعقب على كلمات الرجل و لم يسألها عن الصوره 
ظلت تسير فى الغرفه بتوتر تجمع كل الخيوط حتى تعلم اين هى و كيف تتصرف
جلست على السرير و هى تفكر اول شىء لابد ان الا تبدو ضعيفه وان لا تهتز ثقتها فى نفسها و ذكائها لابد ان تجعل ليل تبدوا امام الجميع كاذبه عديمه الادب و الاخلاق حتى تنال من الجميع صفعه كالتى نالتها من والدها
ظلت تدور فى الغرفه وهى تفكر فى خطه ..... حين وقعت عينيها على هاتف اختها موصول بالشاحن لتبتسم بانتصار حين وجدت الفكره التى ستجعل الجميع يشعر بالاحتقار تجاه ليل اغلقت الباب بالمفتاح ثم امسكت الهاتف و بدأت فى تنفيذ خطتها
••••••••••••••••••••••••
ظل الرجل ينظر الى الطبيب بصمت و دون ان يبدوا على ملامحه اى شىء اقترب زين منه و جثى على ركبتيه امامه و قال
- احنى مقدرين صعوبه اللى بنقوله عليك كمان مقدرين خسارتك الكبيره اللى لا يمكن تتعوض .... بس كمان ده امل جوزها و بناتها مستنينه وحلم خايفين لا يقلب كابوس ... حضرتك خسرت ولادك و مراتك واكيد مقدر احساس جوزها دلوقتى و بناتها ... حضرتك بقيت وحيد لكن كلنا حواليك صدقنى حتى لو رفضت انت بقيت فرد من عيلتنا احنى و ولادنا ولادك واحفادك واحنى هنفضل حواليك كمان اعتبرها صدقه جاريه على روح اولادك انا و الله عارف انت بتتألم دلوقتى قد ايه انا اب و فاهم مشاعرك بس ارجوك فكر ... ارجوك
كان الرجل يستمع لكلمات زين بصمت و طال هذا الصمت حتى ظن زين و الطبيب ان ذلك الصمت رفض مبطن كاد زين ان يقف حين قال الرجل
- عايز اشوفها
نظر اليه زين بحيره ليقول الرجل من جديد
- عايز اشوف المريضه
استوعب زين الموقف سريعا و وقف على قدميه و اشار الى الرجل وهو يقول
- طبعا اتفضل
سار الرجل بتثاقل بجانب زين وخلفهم الطبيب يخيم على ثلاثتهم الصمت التام ولكن بداخل كل منهم صراخ و خوف رجاء و امل تفكير عميق فى تدابير القدر و كيف يسير الله الامور و الاقدار
وصلا امام غرفه الرعايه لينظر ايمن فى اتجاههم بصمت وعيونه بها من الشفقه و الرجاء ما يجعل من ينظر اليه يشفق على حاله و ما يدور بداخله من افكار الان
ظل الرجل ينظر الى ايمن دون تعبير محدد وقال
- انت جوزها
هز ايمن راسه بنعم ليقول الرجل من جديد
- عايز اشوفها
اشار ايمن على النافذه الزجاجيه و قال بصوت ضعيف
- اتفضل
هز الرجل راسه بلا و قال بأمر واهى
- عايز ادخل لها
نظر ايمن الى الطبيب الذى اقترب و قال
- اتفضل معايا من هنا
قام الرجل بتعقيم نفسه كما اخبره الطبيب و ارتدى الزى المناسب و دلف الى الغرفه ينظر الى ملك الموصوله بالاجهزه جسد هزيل ارهقه المرض و وجه شديد الصفار و صوت جهاز القلب بأصواته المزعجه اشياء جعلت قلبه يزداد الماً اقترب اكثر منها و وقف بجانبها مباشره وظل صامت يتأمل ملامحها الصغيره و وجها البرىء الذى ذبل من شده المرض ظل هكذا لاكثر من عشر دقائق ثم غادر الغرفه ليقف امام ايمن ينظر اليه بنظره غير مفهومه ثم قال
- انا موافق
و غادر من امامهم دون ان يقول شىء اخر او يستمع الى اى شىء منهم
كان ايمن يشعر بالسعاده و الامل و ايضا يشعر بحزن شديد على ذلك الرجل اقترب من الزجاج و قال بابتسامه و عيون دامعه
- خلاص يا ملك هترجعيلى من جديد خلاص ... خلاص
ليربت زين على كتف ايمن وقال
- مبروك يا صاحبى ... ربنا يطمنا عليها و العمليه تنجح و ترجعلنا بالف سلامه
نظر اليه ايمن بابتسامه وهز راسه بنعم ثم قال
- زين انا مش عايز اسيب الراجل ده احنى لازم نقف جانبه ... نكون ولاده بدل اللى راحوا جميله كبير و مفيش حاجه ممكن تسده
ليبتسم زين ابتسامه صغيره وقال
- متقلقش يا صاحبى انا كمان كنت مقرر كده
اخذ ايمن نفس عميق به بعض الراحه ثم قال
- طيب انا هروح البيت افرحهم و اجيب شويه هدوم لملك و ليا و ارجع على طول ماشى
هز زين راسه بنعم ليغادر ايمن سريعا حتى يطمئن بناته انه اصبح هناك امل كبير فى عوده امهم اليهم و عوده سعادتهم و ايضا عودتهم الى بيتهم
••••••••••••••••••••••
طرقات على باب الغرفه فتحته لتجد عمتها و زوجها و ليل دلفوا الى الغرفه و اغلقوا الباب خلفهم ليجلس سفيان على السرير مقابل شمس و جلست مهيره بجانبه و ظلت ليل واقفه بجانب السرير و بجانب عمتها
وكانت شمس تجلس بثقه و ثبات تنظر اليهم بقوه جعلت سفيان و مهيره يشعرون بالاندهاش و لكن كل شىء سوف يتضح الان
فتحت مهيره هاتفها قال وهى تديره الى شمس
- ممكن نفهم ايه ده ؟
نظرت شمس الى الصوره بصدمه وقالت بحزن مصطنع
- هى الصوره دى وصلتك انتِ كمان يا عمتو انا حاولت بكل الطرق انها ما توصلش لحد فيكم و قولت الحمد لله ان عمو سفيان راح معايا للراجل اللى صور الصوره علشان يبطل يبتز ليل لكن واضح كده ان الموضوع كبر
كان سفيان و مهيره ينظران اليها باندهاش و كانت ليل تنظر اليها بصدمه و قالت
- بس اللى فى الصوره دى مش انا
رفعت شمس عيونها الى ليل و قالت
- هو انتِ امتى بقا هتعترفى بغلطك ... هو انا هفضل الم وراكى اخطائك ... انت بجد
صمتت لثوانى ثم اكملت بضيق مصطنع
- انا مش قادره الاقى وصف ليكى و لكل تصرفاتك
صدمه ... صدمه كبيره على الجميع و ايضا لذلك الواقف خلف الباب يستمع الى ما يدور داخل الغرفه ام يدلف مباشره حتى يستمع لما يحدث عله يفهم ما يحدث مع بناته 
وقف سفيان وقال بجديه
- شمس انا سمعت الراجل و هو بيهددك وهو ما اتكلمش عن ليل خالص
لتنظر شمس الى سفيان و بنظرات بريئه و دامعه قالت
- يا عمو انا كنت بحاول امنعه يوصل لبابا علشان ما يقولش حاجه عن صورها اللى معاه
لتصرخ ليل و هى تقول
- صور ايه ... انا مش بتصور اصلا انا مش بحب الصور و مخرجتش قابلت جواد
لتقترب منها شمس وقالت بغضب كبير
- بطلى كذب بقا ... كفايه الصور القزره اللى على تليفونك و شوفى بقا بتبعتيها لمين
لتقف مهيره سريعا و امسكت شمس من ذراعها وقالت بغضب
- ايه يا بنت اللى انت بتقوليه ده عيب كده
لتسحب شمس يدها من يد عمتها و امسكت هاتف ليل و مدت يدها به اللى اختها و هى تتصنع عدم معرفتها بكلمه السر و قالت
- افتحى تليفونك
امسكت ليل الهاتف بيد مهزوزه من اثر ما قالته اختها عنها وفتحته لتسحبه شمس من يدها سريعا و فتحت معرض الصور و اظهرت صور كثيره لجسد فتاه و مفاتنها ظاهره بوضوح و بشكل فج و قالت
- شوفى يا عمتو شوف يا عمو مصوره نفسها ازاى ؟
لتشهق مهيره بصدمه وابعد سفيان عينيه سريعا و ظلت ليل تهز راسها بلا حين ظلت شمس تقول
- شوفتوا بقا انها انسانه قزره و قليله ادب شوفت يا عمو انك ظالمنى شفت مصوره نفسها عريانه ازاى و يعالم بقا هى كانت بتصور نفسها كده لنفسها و لا بتبعتها احد
الى هذا الحد لم يستطع ايمن ان يظل بالخارج و دلف الى الغرفه بقوه و على وجهه معالم الغضب و يبدوا عليه انه استمع لحديث شمس يقترب من ليل ينوى الفتك بها ليقف سفيان سريعا امام ليل يمنع ايمن من الوصول اليها
- انتِ بتعملى كده يا ليل انتِ بتعرى جسمك للى يسوا و ما يسواش انتِ ليل
كان سفيان ممسك به بقوه وهو يقول
- اهدى ايمن لما نفهم المواضيع متتحلش كده
ليصرخ ايمن وهو يقول
- اومال تتحل ازاى .... بنتى بتصور نفسها عريانه زى
لتصرخ مهيره قائله
- بس ولا كلمه
كانت شمس تتابع ما يحدث بنظرات انتصار خطتها نجحت و اخيرا
ضحكت ليل بصوت عالى و بشكل هستيرى جعلت الكل ينظر اليها باندهاش و صدمه و بعض الشفقه رغم كل شىء و اقتربت خطوتان و هى تقول لوالدها بصوت لا روح فيه
- تعالى اضربنى زى المره الى فاتت من غير ما تتأكد تعالى اغسل عارك و شرفك
ثم نظرت الى عمتها التى تنظر اليها بحيره وقالت برجاء
— انت لا يا عمتو انا مليش غيرك
لتقترب منها مهيره و ضمتها بحنان و قالت
- طيب قوليلى الكلام اللى شمس بتقوله ده ايه و الصور اللى على تليفونك دى ايه كمان
نظرت ليل الى اختها بنظرات لا روح فيها و امسكت الهاتف من يدها كل ذلك وايمن يغلى غضبًا و يقول كلمات كثيره جارحه و يلوم و يعاتب اظهرت ليل صوره من ضمن الصور لمحتها وشمس تريهم الى عمتها وزوجها و قالت
- شايفه الصوره دى يا عمتو
نظرت مهيره الى الصوره ثم قالت بنفاذ صبر وضيق
- ايوه مالها
لتشق ليل بلوزتها المنزليه ليظهر جسدها امام عمتها وقالت
- فين الحسنه اللى فى الصوره ... انا معنديش حسنات فى صدرى
كان الجميع يشعر بالصدمه من تصرف ليل و لكنهم انتبهوا لكلماتها حتى شمس ظهر التوتر و القلق على ملامحها لينتهز ايمن الفرصه و اقترب من ابنته وامسك الهاتف دون ان ينظر الى الصور فهو لن يتحمل المنظر و قال لمهيره
- حقيقى يا مهيره .... اللى بتقوله صح
هزت مهيره راسها بنعم لتقول ليل
- بس شمس عندها
لتتحول الانظار كلها الى شمس التى تتراجع الى الخلف بتوتر وقلق و هى تنظر الى الجميع ليقول ايمن برجاء والم
- مهيره شوفى شمس اتأكدى
اقتربت مهيره خطوه واحده لتصرخ شمس قائله بغضب حقد و غل
- ايوه صورى .... وانا اللى اتصورت مع جواد ... علشان اكرهكم فيها ... هى ولا حاجه جمبى انا الكل بيحبنى انا اللى الكل يتمنى رضايا لكن السهتانه دى ليه موجوده فى حياتى ليه ... ليه تشاركنى حب بابا وماما ليه تشاركنى فى اوضتى ليه ديما اتقارن بيها دوده الكتب دى فى المدرسه و البيت و بين اصحابنا ايه ... انا شمس اللى الكل يتمنى يقرب منى انا و بس
كان ايمن يشعر بالصدمه حقا ما كل ذلك الحقد و الغل الموجود بداخل ابنته متى زرع كل ذلك بداخلها و ماذا فعل هو وملك حتى يكون بداخلها كل ذلك الكره لتوأمتها
اقترب منها و هو يقول
- انت مريضه ... انت اكيد مش طبيعيه عملنا ايه احنى علشان تبقى كده اختك عملتلك ايه
- بكرههااااااااااااااااااااااااا
اجابته بصوت عالى يصل الى حد الصريخ ليرفع يديه ويصفعها بقوه لتسقط على السرير فى نفس اللحظه التى ارتضم جسد ليل بالارض
••••••••••••••••••••••••••
كان الموقف بكل المقاييس لا يوصف مؤلم و قاسى صدمه قويه ان تكتشف ان ابنتك بها من الحقد و الغل و الغرور ما يصل بها لتدمير اختها  
كان الجميع يجلس فى غرفه الجلوس الصغيره الواقعه بين غرف النوم فى الدور الثانى ... فأصواتهم العاليه وصلت لفرح و زينه الذان يجلسان الان صامتان بعد ان حاولت فرح ان تظل جوار شمس و صرخت بوجهها ان تتركها بمفردها و لولا سفيان لعاد ايمن اليها و ضربها من جديد
كان الجميع ينتظر خروج الطبيب من غرفه سفيان الذى نقل اليها ليل بعد ان فقدت وعيها
خرج الطبيب من الغرفه و وجهه غير مفسر لم يستطع ايمن الاقتراب من الاساس قدميه لم تعد تحمله ليقف سفيان امام الطبيب و قال
- خير يا دكتور
نظر الطبيب الى سفيان بضيق شديد و قال
- انهيار عصبى حاد .... ايه اللى يوصل طفله للحاله دى انا مش قادر افهم
نظر سفيان الى مهيره التى نظرت الى ايمن الجالس منكس الراس ليقول الطبيب من جديد
- محتاجه هدوء و بلاش توتر و الادويه دى تتاخد بأنتظام و لو الموضوع طول ممكن تكون محتاجه دكتور نفسى
صمت تام ان ما يحدث حقا كثير وغير متوقع
غادر الطبيب لتأخذ فجر الورقه المكتوب عليها الوصفات الطبيه و قالت
- هخلى السواق يجيبها
لم يعقب احد على كلماتها لتجلس مهيره بجانب اخيها ليضع راسه على كتفها و بكى وااااه من ما يشعر به من قهر و المر شعرت زينه بالاحراج من الموقف فغادرت بهدوء ليجلس سفيان يحاول ان يجمع الخيوط داخل راسه و يفكر فى حل لكل ذلك فشمس ايضا بحاجه لعلاج نفسى الفتاه لديها غرور و هوس يصل حد المرض
هدء بكاء ايمن و ابتعد عن كتف اخته لتقول فرح بهدوء
- ايمن حاول تتمالك اعصابك احنى عارفين ان اللى بتمر بيه مش سهل بس كلنا معاك كلنا اخوات و عيله واحده و ايد واحده
نظر اليها بعيون تحمل اثار الدموع و قال
- انا مش عارف اعمل ايه ... انا كنت جاى فرحان لقينا متبرع لملك و خلاص هتعمل العمليه و ترجعلنا انصدم فى اللى حصل ده .... انا مش عارف اعمل ايه
اعتدل سفيان فى جلسته واخذ نفس عميق ثم قال
- ايمن لا العنف و لا الضرب حل ومش هسمحلك مره تانيه تمد ايدك على بنت من البنات مهما كان غلطها لان المشاكل مش بتنحل بالضرب
لم يعقب ايمن على كلمات سفيان و ظل صامت ليكمل سفيان
- شمس محتاجه تعامل خاص احنى محتاجين دكتور علشان نعرف نتصرف صح و الموضوع ميكبرش عن كده
هز ايمن راسه باستسلام ليربت سفيان على قدم ايمن و قال
- ركز انت فى عمليه ملك خلينا نطمن عليها و انا هشوف دكتور نفسى كويس
خيم الصمت على الجميع لتقول فرح بشفقه
- قوم يا ايمن ارتاح شويه و انا هروح لزين المستشفى علشان تبقى مطمن
- ايوه يا ايمن قوم ارتاح شويه انت محتاج تنام و ترتاح علشان تقدر تواصل و تتحمل اللى جاى لان اللى جاى مش سهل ابدا
قالتها مهيره وهى تربت على كتف اخيها الذى نظر اليها بحزن ثم وقف وتوجه الى الغرفه التى كان ينام فيها قبل دخول ملك الى المستشفى  
لقد تحولت حياته الهادئه المميزه لكابوس مزعج لا نهايه له زوجته تصارع الموت و ابنتيه يتناحران و تكن أحدهن للاخرى الكره و الحقد و شركته لا يعلم عنها شىء منذ دخول ملك للمستشفى تمدد على السرير بملابسه بعد ان خلع حذائه فليس لديه الطاقه و لا قدره لفعل اى شىء
•••••••••••••••••••••••••
خرجت من الغرفه تحاول التماسك فمن كان معها تلك الليله لم يتركها الا وكل جزء من جسدها يقطر دما تنظر اليه بوهن و اقتربت منه دون ان تستر جسدها بشىء سوا مأذر مفتوح جلست على الكرسى المواجه له و قالت بوهن
- هو مش خلاص بقا ... و كفايه كده و لا ايه
نظر اليها بابتسامه استهزاء ولم يجيبها لتقول من جديد
- مشبعتش انتقام .... مأختش حقك موت اخوك و ابن اخوك دبحته بسكينه بارده قبل ما يموت و انا و ضيعتنى و مسحت بيا الارض و بنتى ضاعت منى
ليضحك اشوف بصوت عالى ثم قال بنوع من السخريه
- متقلقيش على بنتك شويه و تلاقيها قدامك
لتظهر معالم الصدمه على وجهها فرغم ابتعاد نور عنها الا انها بعيده عن يد اشرف و هذا افضل بكثير ليظل يبتسم باستخفاف دون ان يحيد بنظره عنها
•••••••••••••••••••••••••
قبل ذلك بقليل كانت تجلس ارضا داخل الشرفه تنظر الى السماء فى عاده اكتسبتها منذ سكنت تلك الشقه لا تعلم اذا كانت تدعوا الله دون ان تشعر ام تفكر فى كل ما حدث لها .. اليوم لم يمر صهيب عليها كعادته انها لا تفكر حتى فى لومه انها تريد ان تجد طريقه تشكره بها فما فعله معها لم يفعله احد ولن يفعله احد طرقات على الباب اخرجتها من افكارها توجهت الى الباب ظنا منها انه صهيب و لكن حين فتحت الباب دلف رجلان ضخام الجثه امسكى بها و سحباها خارج الشقه لم تستطع المقاومه نزلا بها الى الشارع ليقف الحارس ينظر اليها بصدمه و لكنه لم يتسطع ان يفعل شىء فالرجلين يبدوان من رجال العصابات و هو لن يستطيع مواجهتهم
و ضعوها داخل سياره و جلسوا بجانبها و كان هناك ثالث يجلس خلف المقود انطلق بها من فوره كانت هى تشعر بالخوف بالصدمه و لا تعلم من هم او الى اين يأخذونها و لكنها تشعر بشعور غريب و كأنها ذاهبه لمكان مميز .... او لرؤيه شخص مميز
•••••••••••••••••••••••••••
انتبهت من افكارها على وقوف السياره اسفل بيت والدتها و عمها ليتأكد احساسها ها هى عادت الى هنا من جديد فاليوم اذا يوم الخلاص من كل ما مضى
صعدت الى الشقه و ذلك الرجل يمسك ذراعيها و هى لم تتذمر او تعترض
طرق الرجل الذى بجانبها الباب ليبتسم أشوف و هو يقف على قدميه يفتح الباب و اغلقت منال مأذرها و وقفت بلهفه حين دلفت نور بجوار ذلك الرجل التى تعرفه جيدا انه احد بلطجيه الملهى الليلى الذى يجبرها أشرف على العمل به همست بأسم ابنتها ولكن نور لم تنظر اليها لتخفض منال راسها مع هطول عده دمعات لا تساوى شىء امام تلك الواقفه امامها لا تشعر تجاه تلك السيده بأى مشاعر سوا الكره ... ضحك أشرف باستهزاء وهو يقول بسخريه
- عوده الابن الضال و لا البنت مش فارقه كتير
هزت نور راسها و قالت بسخريه مشابهه
- فعلا مش فارقه بس احنى هنتكلم فى وجود الاخ ده و لا ايه ؟
واشارت الى من يمسك ذراعها ليشير له اشرف بالانصراف وهو يقول
- لا طبعا ... ده احنى بنا كلام كتير لازم يتقال
اغلق ذلك الشخص الباب خلفه ليقول اشرف وهو يشير لها بالجلوس
- عايزين نتحاسب ما هو مش معقول كل الفتره اللى فاتت دى تكونى عايشه فى خير الواد اياه ده وانا منولش من الحب جانب
قطبت نور حاجبيها بعدم فهم ثم قالت بأندهاش
- هو انت فاكر انى كنت عايشه معاه فى الحرام و بستغله وباخد منه فلوس ليه هو انت فكره زيك
ليقترب منها و هو يقول بسخريه
- اومال كان بيصرف عليكى شفقه و لا كان عايش معاكى زى اخوكى
شعرت ان النقاش مع ذلك الشخص الذى لا يفكر سوا بنصفه السفلى و لا يرى الناس سوا رجل و أمرأه و متعه محرمه و مال كثير لن تخرج بها بأى شىء مفيد اغمضت عينيها وهى تتذكر كل ما فعله معها صهيب دون غرض او نيه سيئه و لاول مره منذ زمن طول تدعوا الله من قلبها حتى يحميه و يسعده فتحت عيونها و نظرت الى اشرف وقالت
- ايه رايك نخلى النهارده يوم الحقيقه ... انا نفسى افهم انت دمرتنا كلنا ليه قتلت اخويا و ابويا و ضيعتنى زرعت امى فى وحل القزاره و الجنس انت ايه و ليه عملت كل ده ؟
جلس اشرف على الكرسى المواجه لنور و جلست منال على الكرسى البعيد عنهم و وضعت راسها بين يديها بهم فما سيحدث الان تحملت من اجله كل ما حدث لها طوال كل تلك السنوات الحقيقه المؤلمه
ظل اشرف ينظر الى نور ثم قال
- ابوكى اخد منى كل حاجه و كان لازم انتقم منه واخذ منه كل حاجه و ضيعه زى ما انا ضعت .... من صغري جدك كان بيحب ابوكى اكتر من اى حد كل الحلو لابوكى و الشقا و التعب و الذل ليا ..... التعليم لمحرم و اشرف لا محرم يركز فى الدراسه و ميشتغلش واشرف يشتغل و يشوف كل طلبات اخوه حتى لما حبيت اخدها منى و مع ذلك لا هو طالها و لا انا ماتت ماتت وهى على اسمه بعد ما كنت بحلم بيها طول عمرى ابوكى اخد منى كل حاجه اخد منى كل حاجه و كان لازم ارجع حقى كان لازم اخد كل حاجه معاه ولاده و بيته و مراته و عمره و شرفه انا مش بسيب حقى ابدا .... ابدا
كانت نور تستمع اليه بصدمه غير مستوعبه هل لتلك الامور دمر حياتهم بالكامل و اضاعهم فى وحل الاخلاق و ذبح ارواحهم على ابواب الشرف
- انت علشان كده اعتديت على اخويا و تجارت بلحم مراتك و ضيعتنى
ليضرب يد الكرسى بيده وهو يقول
- وانتِ مفكرتيش للحظه انا ازاى بقيت كده ازاى بقيت قواد راجل عايش من لحم الحريم تحت امر الزبون اللى عايز واحده متجوزه و جوزها يقعد يتفرج و الى عايز بنت بنوت و اللى عايز واحده عندها عيل انت مفكرتيش انا بقيت كده ازاى كان لازم اخد تارى مهما كان التمن
جحظت عينيها من صدمتها بكلامه ليكمل هو بغل و غضب
- حتى ابويا مفكرش انا كنت بشتغل ايه و بجيب الفلوس منين .... انا اقولك دلوقتى .... صاحبى جابلى شغل فى الكباريه كنت بلطجى و هناك بقا اتعرفت على طوب الارض ناس عليوى اوووى و بلساني الحلو و المططيه شويه بشويه بيقت الايد اليمن لصاحب المحل و شويه و شاركته و كل ده بقا و انا بجيب بنات تشتغل و اخد فلوس كتير كتيرررر اوووى ابوكى اتعلم و نجح و اتجوز و خلفكم و انا كل يوم بغرق اكتر بير القزاره و العهر كل يوم بفقد حته منى و من رجولتى لحد ما بقيت اشرف
وقال الاخيره بسخريه شديده واستهزاء و هو يضرب صدره بقوه
ظلت نظراتها معلقه به ثم نظرت الى امها وقالت بسخريه
- هو وابوه اللى ضيعه و غضبه من ابويا خلاه ينتقم وانتِ بقى ايه مبرراتك اللى وصلتى ليه انتِ كمان كنت عايزه تنتقمى من بابا ......بابا اللى كان مستتك و مريحك و بيحبك
شهقت منال بصوت عالى وهى تهز راسها بلا ثم قالت دون ان تظر الى ابنتها
- انت مش عارفه حاجه يا بنتى اصلا انا كنت بنت من بنات اشرف اللى كان بيجيهم فى الكباريه اصلا هو كان بيجيب البنات بطريقه محترفه يرسم الحب و الغرام و يوصلها للسرير و يصورها من غير ما تعرف و بعدين يهددها و يسحبها على الكباريه بس انا بقا كنت غاليه عنده شويه فقرر يخلينى محظيته هو بس و وقتها ابوكى شافنى حلمت بحياه نظيفه حياه كنت بحلم بيها من يوم ما وعيت على الدنيا حاولت انسى اشرف و اللى حصلى و عيشت مخلصه لابوكى و عشت عمرى معاه ست محترمه و لو كان فضل عايش كنت عشت عمرى كله تحت رجليه و رجلك انتِ و اخوكى
لتضحك نور بصوت عالى ضحك هستيرى جعل الاثنان يشعران بالاندهاش اليها والصدمه و القلق
•••••••••••••••••••••••••••
وصل صهيب الى الشقه بعد اتصال البواب به و اخباره بما حدث وقف امامه يسأله بصوت لاهث بقلمى ساره مجدى
- ايه اللى حصل
قص عليه كل ما حدث صعد سريعا الى الشقه ليجد الباب مفتوح و لا وجد لاعراض عنف او كسر بالباب عاد بنظره الى البواب و سأله
- امتى حصل الكلام ده
- من ساعه
ليصرخ فى وجه الرجل وهو يقول بعصبيه
- و لسه فاكر تتصل بيا دلوقتى
و تركه و غادر سريعا و هو يتصل بالدكتور اكرم يخبره ما حدث و شكه فى عمها اخبره اكرم ان يذهب الى هناك و سيتصل هو بالشرطه و يلحق به و بالفعل و صل صهيب الى هناك وطرق الباب بعنف و قوه ولكن لا احد يفتح الباب ليضربه بكتفه بقوه ليفتح الباب و يقف مكانه فى زهول مما يرى
نور تجلس ارضا وجوارها جثه اشرف المطعون بسكين مطبخ فى منتصف صدره و والدتها تحتضنها و تبكى بصوت عالى بقهر وحزن
و فى تلك اللحظه وصل اكرم و معه الشرطه لتلتفت هى تنظر اليه بأبتسامه واسعه رغم احمرار عينيها و الدموع التى تغرق وجهها وقالت
- قتلته .... قتلته واخد حقى و حق ابويا و حق اخويا
كان صهيب ينظر اليها و هو يشعر بالم قوى فى صدره نار تحرقه هو الان تأكد انه يحبها الان اكتشف انه و من اول لحظه وقعت عينيه عليها وقع اسير حبها و ظلامها و اراد بشده اخراجها من ذلك الوحل الذى سقطت فيه
اشار الضابط الى العساكر التى تقف خلفه ان يحضروها ليقول اكرم موضحا
- انا قولت لحضرتك انها مريضه نفسيه و
ليشير اليه الضابط بالصمت و قال برسميه شديده
- والله انا قدامى جريمه اقتل و اعتراف من القاتله كمان التحريات و التحقيقات لازم تتم و القاضى بقا هو اللى يحكم
قال اخر كلماته بابتسامه صفراء .. ليظهر الضيق على وجه اكرم مما يحدث لو فقط حضروا ابكر من ذلك و منعوها من قتله  
و كان صهيب فى عالم اخر يشعر بالصدمه و الجنون و الرفض التام لما يحدث تحرك خلفها بعد ان سحبها العسكرى من حضن والدتها و سارت هى معه مستسلمه تماما و قبل ان تغادر الشقه نظرت اليه وهو ينظر اليها بصدمه و غير استيعاب و قالت
- انا مش عارفه اشكرك ازاى ... انت اكتر حد وقف جمبى و ساعدنى انت جميلك هيفضل دين فى رقبتى و لو مقدرتش ارده فلينا لقاء قدام الملك الجبار .
صمتت لثوان ثم قالت
- اشوف وشك بخير .
و سارت مع العسكرى ليحاول صهيب اللحاق بها ليمنعه اكرم و هو يقول
- محتاجين محامى شاطر ضرورى يا صهيب الموضوع مش سهل
لينظر اليه صهيب بتشتت ثم هز راسه بنعم ليغادروا الشقه تاركين اشرف و بجواره احد العساكر بعد اخذ نوال ايضا فى انتظار الطب الشرعي

للعشق أسياد (( جاريتى ٣ )) بقلمى ساره مجدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن