مشهد هديه للحلوين
مجمع لعده ابطال (( تمام و ورد روايه عشق الرجال ))
(( جعفر و هدير نوفيلا حين التقيتك ))
(( بلال و موده روايه للعشق اسياد (( جاريتي ٣ )))
و يارب يعجبكمغادر الحمام يحاوط خصره بمنشفه كبيره و يخبىء وجهه خلف منشفه اخرى يجفف بها خصلات شعره الكثيفه التي تغلغلها الشعر الابيض و الذي يزيده وقار و هيبه و يزيده بداخل قلبها حبًا و قدرًا
كانت تتأمل جسده العاري و قطرات الماء التي تسيل فوق جسده تشعل بداخلها نار حب لا تنطفىء
الان هى ورد جديده بعد الوعكه الصحيه التى اصابته منذ عام و على اثرها خضع لجراحه كبيره تركت اثر واضح في منتصف بمعدته
و كم الكلمات الذى قالها و هو تحت تأثير المخدر و كم الحب الذي يحمله داخل قلبه لها
يده التى تمسك يدها بقوه و كأنها مصدر قوته و الدواء الموصوف له حتى يشفى جعلها تغلق صفحه الماضي دون رجعه له جعلها تتفتح كزهره ربيعيه عطرها ملىء الكون حوله و جعلت عيونه دائمه الابتسام
ابتسمت ببعض المشاغبه و هى تخلع خفها المنزلي بهدوء و سارت فى اتجاهه على اطراف اصابعها حتى وقفت امامه و مدت يدها تمسك المنشفه من يديه لتتوقف يديه من المفاجئه و عيونه تنظر الى اقدامها البيضاء الصغيره التى تقف بها فوق قدمه السمراء الكبيره و بدأت يديها فى تجفيف شعره ثم وجهه و عيونهم غارقه فى حديث صامت يحمل الكثير من الحب و الاشتياق اللهفه التى اصبحت لا تتوقف بينهم
بدأت يديها فى تجفيف كتفيه و ذراعه و هو ثابت بعينه على وجهها الجميل بسعاده لا يتحملها قلبه الذي لم يعد كافي لحبها و حين بدأت يديها الصغيره المختبئة داخل تلك المنشفه تجفف قطرات المياه عن صدره العاري اغمض عينيه براحه و استمتاع و لتزيد من سعادته همست قائله برقه تقتله حياً
- حمام الهنا يا شيخ الشباب
فتح عيونه ينظر اليها بمشاغبه و هو يقول
- الله يهنيكي يا روح قلب شيخ الشباب
ابتسمت بخجلها الفطري المميز ... توقفت يديها عما تقوم به و انزلت قدميها عن خاصته و كادت ان تبتعد ليمسك يديها يوقفها امامه ثم حاوط خصرها بيديه و رفعها قليلا حتى اوقفها من جديد فوق قدميه و هو يقول
- سيباني و رايحه فين ؟ انت مش عارفه اني مقدرش على بعدك
- عارفه . بس انا عمري ما هبعد عنك عارف ليه ؟
اجابته و هى تضع يديها فوق موضع خافقه ليتنهد بقوه لتكمل هى كلماتها
- علشان فى بعدك موتي ... علشان انا جوه قلبك و انت نبض قلبي
اصبح لا يستطيع الرد على كلماتها الرقيقه التى لم يحلم يوما ان يستمع اليها من بين شفتيها الرقيقه
لم يكن يحلم يومًا ان تكون تلك العصفورة الرقيقة زوجته ... وأصبحت... لم يتخيل ان يدق قلبها بحبه ... ودق
أصبحت أم اولاده شريان حياته الذي يملئها بالحياه و مقدار حبه لهم من مقدار حبه لوالدتهم
و لم يكن يحلم ان يستمع الى كلمات مشابهه لما تقول ... و أصبحت تقولها له ليلًا و نهارًا .. و فى كل وقت يرى الحب الكبير داخل عيونها ... قلبها الضعيف المريض يتحمل حبه الكبير برحابه صدر و يدعوه للمزيد
اخرجته من افكاره حين اكملت كلماتها قائله بحنان ام تخشى ان يمرض صغيرها
- هجيب هدومك علشان ما تبردش
لم يعقب على كلماتها لكنه انحنى قليلا ليقبل جبينها بحنان و احترام ثم وضع قبله صغيره على وجنتها و همس بجوار أذنها
- لولا ان عيالك قاعدين بره مستنينا علشان نتغدا سوا انا مكنتش سمحت ليكي تبعدي انى ابدا
لتبتسم بخجل و ابتعدت سريعا تحضر له ملابسه بدء فى ارتداء ملابسه و هو ينظر اليها بمشاغبه و كانت هى تنظر الى كل الاتجاهات الا مكان وقوفه ليضحك بصوت عالي لتنظر اليه باندهاش ليقول هو بصدق
- احلى ما فيكي ان لسه جواكي طفله خجوله .. و اوقات بتكوني صبيه مشاغبه و جريئه و اوقات تانيه أمرأه غيوره مليانه بالانوثه و مثيره و سعات بحس انك امي و فى اوقات تانيه بحس انك بنتي
اقترب منها قليلا و امسك يديها و هو يقول
- انت ماليا قلبي و حياتي و روحي ... معاكي بعيش الف حياه و بعيش مليون حكايه
لتحاوط خصره بقوه و هى تضع راسها فوق موضع خافقه و هى تقول
- خليني اسمع قلبك دلوقتي بيقولي ايه
ليحاوطها بحنان و هو يبتسم بسعاده لكنهم انتفضوا حين سمعوا طرقات على باب غرفتهم و وصل اليهم صوت حمزه الغاضب يقول
- احنى جعانين و عندنا مذاكره مش وقت عشق و غرام يا حج
لتخبىء ورد وجهها فى صدر تمام الذي سب حمزه بصوت منخفض ثم قال بصوت عالي لكن من بين اسنانه
- حاضر يا قلب الحج طالعلك
قال الاخيره بصوت تحذيري لتضحك ورد بصوت عالي حين قال حمزه
- لا يا حج خلاص خد راحتك هى المذاكره هطير يعني .. براحتك براحتك انا اسف
ليحرك تمام راسه يمينا و يسارا بعدم تصديق خاصه حين وصله صوت ابنته و هى تقول بلوم لحمزه
- يا ابنى قولتك بلاش استحمل بقا اللى هيجرالك
ليضحكوا من جديد بصوت عالي و عاد يضمها الى صدره بحنان و ابتسامه السعاده و الرضا ترتسم على وجوههم
و هو يحمد الله على نعمه تلك السعاده الكبيره بوجودها فى حياته و اولاده الذين يلونونها بالوان السعاده و الشقاوه
حياه تمناها و حلم بها و بذل كل ما يستطيع ليحصل عليها يكفيه انها قد اقتنعت و اخيرا ان مكانها الوحيد جواره و انها تستحق كل الحب و الاحترام و التقدير و تستحق ان تكون ملكه قلبه و حياته
و يكفي ان ابواب الماضي قد اغلقت و اضاع معها مفتاحها .
~~~~~~~~~~~~~~~~
غادرت هدير الغرفه غاضبه و اغلقت الباب خلفها بقوه لينظر هو الى الباب بغضب اكبر و تحرك حتى يلحق بها لكنه توقف قبل ان يفتح الباب ثم ضرب الحائط بقبضه يديه بقوه .... عاد ليجلس على السرير و هو يهز ساقه بقوه عقله يدور فى دوائر من الافكار لا تنتهي و ليس لها نهايه
كيف تشك به ؟ ... كيف تقف امامه تتهمه بالخيانه ؟ كيف صور لها عقلها و بعد كل تلك السنوات ان ينظر و لو نظره خاطفه لاى امرأة اخري غيرها
اخذ نفس عميق و هو يتذكر كل ما حدث
حين كان يجلس فى مكتبه بالمصنع بعد ان اصبح مسؤل التسويق و المشتريات و ذلك بعد سنوات من العمل و الاجتهاد و رغم عدم حصوله على شهاده جامعيه الا ان ثقه الحج صاحب المصنع هى ما جعلته يصل الى ذلك المنصب فوجىء بها تقف عند باب غرفه متكبه تنظر اليه و الى من تجلس امام مكتبه بنظرات تحمل الكثير من الغضب و الحزن و ايضا نظره لم يستطع تفسيرها فى لحظتها لكنه الان فهمها انها نظره عدم التصديق و الخزلان
لكن منذ متى تحضر هدير الى المصنع دون ان تخبره
و كانها اليوم اتت حتى تراه فى هذا الموقف بدء عقله يهدء من ثوره غضبه و يرتب افكاره بهدوء
ان ما حدث معه منذ الصباح غريب حقا .. اتصال مجهول لشخص لا يعلم من هو .. و حين اجاب الاتصال لم يصله رد من المتصل
و حضور تلك العميله التي لا تريد شراء شىء من الاساس هو اصبح خبير فى هذا الامر ... حين يجلس مع احد العملاء من اسلوب حديثه و حركه جسده يعلم اذا كان جدي فى الشراء و التعامل مع مصنعهم او لا
و هذه السيده كانت من النوع الثاني .. لم تريحه نظراتها ابدا و خاصه و هي تلوك تلك العلكه بتلك الطريقه الغريبه التى تتنافى تماما مع فستانها غالي الثمن
قرر ان يتحدث اليها عليه ان يسألها ما سبب زيارتها اليوم له و كيف تتهمه بذلك الاتهام
لكن صوت وصول رساله على هاتفها الملقي بجانبه على السرير اوقفه قليلا حيث وقعت عينيه على تلك الكلمات التي جعلت النار تشتعل فى رأسه
(( أنتِ أكيد اتأكدتي دلوقتي ان جوزك قعدك فى البيت علشان هو يتسرمح على حل شعره براحته .. و متبقيش تقولي بيحبني بثقه اوى كده ))
ترك الهاتف فى مكانه بعد ان كتب الرقم على هاتفه .. و تحرك ليقف فى الشرفه قليلا يحاول ترتيب افكاره و ربط كل الاحداث ببعضها
وجدها تجلس هناك تحت المظله الكبيره تبكي
المه قلبه بشده و قرر ان يذهب اليها عليه ان ينهي الامر من الواضح انها تتعرض لضغط منذ مده طويله و عليه ان يطمئنها الان ثم يأخذ حقه و حقها ممن تسبب فى كل هذا
تبكي بصمت دموعها تغرق عيونها و وجنتيها رغم انها لا تصدق ما رأته و الذي لم يكن بالكثير لكن كلمات تلك الفتاه و بعض الصور التي ارسلتها لها من داخل المصنع و هو يقف مع بعض الموظفات او عاملات الورش او العميلات تجعل نار الغيره تشتعل داخل قلبها و جعله يفقد المنطق فى افكارها خاصه و هى اصبحت تدمن حبه و وجوده في حياتها
لكن ما يؤلمها هو صوته العالي و عدم اهتمامه بالم قلبها
ظل كبير حجب عنها اشعه الشمس الحارقه جعلها ترفع عيونها لتجده ينظر أليها بإبتسامته المميزه بخشونتها المنبعثه من ملامحه الرجوليه و ذلك الجرح الذي يظهر فى وجهه كعلامه تجاريه مميزه تجعله يزيد وسامه فى عيونها لكنها الان حزينه منه
فأخفضت عيونها ارضا ليجثوا على ركبتيه امامها و امسك يديها يقبلها بحب و احترام و قال
- انا اسف يا هدير انى عليت صوتي عليكي بس انا عمري ما تخيلت انك ممكن تشكي فيا
رفعت عيونها اليه و قد اشتعلت بها نار الغيره من جديد و قالت
- يعني بتخوني و ليك عين كمان تزعق فيا
ارتفع حاجبيه الى منابت شعره من صدمه تحولها و كلماتها اللذيذه التي تجعل قلبه يقفز الان كطفل يلعب فوق شبكه مطاطيه يعلوا و يهبط بسعاده و انطلاق
لم يستطع ان يمسك ضحكاته اكثر من ذلك ليضحك بالفعل بصوت عالي
ليكون دورها فالاندهاش لكن بغضب شديد
فقطبت جبينها و لوت فمها وحين لاحظ هو تلك الحاله صمت و اقترب من جديد يمسك يديها و هو يقول
- انا عمري ما خنتك و لا عمري افكر انى اعمل كده عارفه ليه ؟ علشان أنتِ ماليه قلبي و عيني أنتِ حب عمري كله ... أنتِ الحلم اللي حلمت بيه و مصدقتش انه اتحقق
صمت لثوان ثم اكمل قائلا
- يا هدير انا لحد النهارده بصحى فى عز الليل ابص عليكي و أتأكد انك نايمه جمبي و انى مكنتش بحلم
رفع يديه يحاوط وجهها و هو يقول بتأكيد
- انا مقدرش على بعدك و لا اقدر افكر حتى فى كده و بعدين
نظرت اليه باستفهام ليكمل هو كلماته
- مينفعش تسلمي عقلك لحد غيران منك لحد بيتمني انه يخرب علاقتنا
كانت نظرات الصدمه و عدم الاستيعاب ظاهره على ملامحها الرقيقه ليقول هو موضحًا
- أنتِ كنتي ناسيه تليفونك فوق فى الاوضه و اللى دخلت الشك جواكي بعتت رساله و انا قريتها
- يمكن بطلت تحبني .. مليت او زهقت
ليضع يديه فوق فمها يسكت سيل كلماتها و هز راسه يمينًا و يسارًا و عيونه رغم انها لا تبتسم الا انها مليئه بالحب و قال
- انا حتى لو بقيت تحت التراب هفضل احبك
ليكون دورها ان توقف سيل كلماته ليقبل يديها بحب و ابعدها قليلا لكنه ظل محتفظ بها بين يديه و بدء فى سرد كل ما ادركه بعد ما حدث و علم من تسببت فى كل هذا و وعدها ان ينهي الامر بشكل يعيد اليها كرامتها امام من حاولت مضايقتها و زرع الحزن داخل قلبها
فى صباح اليوم التالي استيقظ مبكرا و ظل يتأمل ملامحها لعده ثوان ثم طبع قبله حانيه على جبينها و غادر السرير ثم الغرفه و الي المطبخ مباشره حتى يعد لها الفطار يريد ان يجعل اليوم مميز فما سيحدث اليوم لن تتخيله و لا فى احلامها
استيقظت هدير نظرت لمكان جعفر فلم تجده نظرت الى الساعه لتجد ان الوقت مازال باكرًا غادرت السرير و توجهت الى الحمام ابدلت ملابسها و غادرت الغرفه وحين وصلت الى الدرج سمعت صوت يأتي من المطبخ
اقتربت بهدوء و وقفت عند باب المطبخ تتابع ما يحدث بابتسامه سعاده
جعفر يقف امام المقود يعد البيض و باهر يعد السلطه و هديه تضع الاطباق على الطاوله بعد ان وضعت الزهور داخل المزهريه الصغيره التى تتوسط الطاوله
اخذت نفس عميق و هى تحمد الله على تلك العائله الرائعه و المميزه التى رزقها الله بها عادت بنظرها الى جعفر الذي يوليها ظهره و قالت بهمس
- ازاى شكيت فيك ؟ ازاى ؟
اغلق جعفر المقود و التفت ليجدها تقف هناك فابتسم و هو يقول بسعاده
- و اخيرا الملكه صحيت
وضع ما بيده على الطاوله و قال بمرح
- اشرقت الانوار مولاتي الملكه
و وقف باهر و هديه بجانبه و انحوا ثلاثتهم بإحترام لتضحك بسعاده و هى تقترب منهم تضم باهر و تقبل راسه ثم ضمت هديه و قبلت وجنتها
ثم اقترب من جعفر تحاوط عنقه و قبلت جانب فمه ثم اقتربت من أذنه و هى تقول
- انا اسفه يا جعفر قلبي .. بس اكيد انت عارف انه من حقي اغير عليك و لا ايه ؟
ليضحك بصوت عالي ثم قال بمرح و سعاده
- حقك طبعا ومفيش حد له حق فيا غيرك انت و القمرين اللى جمبك دول
لتبتسم بسعاده و راحه ... وظلت تحتضن نظرات عينيه بنظراتها التي تحكي حب مشابه حين قال باهر بصوت عالي
- الاكل هيبرد احنى جعانين
ليضحك جعفر بسعاده و هو يسحب لها الكرسي ليجلسوا يتناولوا طعامهم وسط ضحكات و سعاده الجميع
بعد اكثر من ساعه كانت تجلس جواره فى السياره متوجهان الى المصنع لا تعلم سبب اصراره على ذهابها معه و لكنها نفذت ما قاله بصمت هذا حقه خاصه و هو يقول
- انت ليكي حق و انا ليا حق و انا متعودتش اسيب حقي
اوقف السياره فى مكانها المخصص و ترجل منها ينظر اليها فترجلت هى الاخرى و اقتربت منه ليمسك يديها و دلفوا الى المصنع امام الجميع و بين نظرات تدعوا بالسعاده و عيون تتمني ان تحصل على تلك السعاده التي حصلت عليها هدير و ان يرزقها بزوج كجعفر رجل ندر وجوده فى هذا الزمان.
و عيون حاسده حاقده لا تحب الخير لغيرها و تتمنى زواله
وصل جعفر الى مكتبه و هدير تسير بجانبه تشعر بالفخر و السعاده و خاصه و هى تنتبه الان لكل تلك النظرات و تفهم كلمات جعفر لها بالامس و تستوعب كل حرف فيها
كان يعلم جيدا من هى تلك الفتاه التى راسلت هدير و يعلم جيدا تأثير ما قام به الان عليها و توقع وصول رساله لهدير و بالفعل هي لم تجعله ينتظر طويلا و وصلت لها بالفعل لتبتسم هدير له ثم اقتربت منه و هى تقول
- انا اسفه يا جعفر سامحني انا عملت كده من غيرتي عليك و حبي ليك
- و انا مش زعلان منك يا قلب جعفر من جوه انا بس عايزك تثقي ان قلبي ملكك انت بس و مفيش واحده تملا عيني غيرك
كانت تستمع لكلماته و هى تبتسم بسعاده حقيقيه لكنها قالت بتوتر
- هتعمل معاها ايه ؟
اخذ نفس عميق و هو يفكر ... ان تلك الفتاه تشبه هدير كثيرا فى ظروفها اخوه معلقين برقبتها و حمل والدها المريض فوق كتفيها لكنها ابدآ لا تشبه هدير فى اخلاقها و تحملها للمصاعب و ايضا فى قلبها الطيب الذي لا يحمل اى ضغينه او كره لآحد
نظر اليها بحيره لتقول هى بهدوء
- انقلها من المصنع هنا لفرع المصنع الجديد حرام تقطع عيشها
ليقترب منها يقبل جبينها بحب و قال مؤكدا
- هعمل كده فعلا
ثم انحنى يقبل يديها و هو يقول بحب صادق فى صوته و نظره عينيه و نبضات قلبه التى تكاد يستمع اليها كل من فى المصنع
- ربنا يخليكي ليا يا قلب جعفر و دقاته
- و يخليك ليا يا جعفر قلبي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصل الورشه بعد ان اتصل به احد عمال الورشه يخبره ان هناك سيده تريده بشكل عاجل
كانت موده تشعر بالغضب اليوم هو اليوم الوحيد الذي يقضيه فى المنزل بالكامل طوال الاسبوع يعمل ولوقت متأخر فلقد اصبحت الورشه من اكبر الورش حتى انه قد فتح مصنع كبير للاثاث
و اصبح تواجده الاكبر فى المصنع و سلم الورشه لاكثر من يثق به فى الورشه العم اسماعيل
لكن ان يتصل ببلال الان و يطلب حضوره اذا هناك شىء مهم او خطير
لذلك سمحت له بالذهاب على شرط الا يتأخر وقتها اقترب منها يقبل جبينها و هو يقول معتذرا
- مش هتأخر بس طالما عم اسماعيل اتصل بيا يبقا اكيد الموضوع مهم جدا
- عارفه يا بلال بس انت عارف راجح بيستنا يوم اجازتك ده كنوع من المكافئه ليه
اجابته بابتسامه هادئه ليقول هو بمشاغبه
- طيب و ام راجح ؟
لتنظر ارضا بخجل ليقول هو بابتسامه متفهمه
- على فكره يا موده مش معنى ان قلبك مال ليا و حبتيني تبقي كده مذنبه و لا حتى خنتي راجح
رفعت عيونها اليه ليكمل كلماته
- راجح فى مكان لا فيه غيره و لا حقد و لا كره و لا حتى احساس بالذنب و لا حزن بالعكس راجح شهيد يعنى ان شاء الله يكون حى يرزق فى جنه النعيم و فرحان و مرتاح لكن انك انتِ تكوني مش مرتاحه دي بقا حاجه تضايقه
انهى كلماته و توجه الى باب الغرفه ليغادر لكنه التفت اليها مره اخرى و قال
- كمان ياريت متنسيش رغم ان راجح ده اخويا و ابني لكن انا كمان راجل و بغير على مراتي حبيبتي
جحظت عيناها و كلماته تضرب مفاتيح الفهم لديها و هى تدرج ان الغيره تنهش قلبه لكنه ورغم كل شىء يتفهمها و يستوعبها و لا يظهر ضيقه او غيرته و عليها ان تقدر ذلك
يقف عند باب الورشه يستمع الى صوتها العالي و هى تصرخ فى وجه عابد ذلك الشاب الصغير الذي يعمل معه منذ فتره و يعلم كل ظروفه و اختبره اكثر من مره و يعلم اخلاقه جيدا
لماذا اذا تلك السيده تصرخ فى وجهه بتلك الطريقه
دلف الى الورشه ليقول اسماعيل سريعا
- الحمد لله باشمهندس بلال وصل
التفتت اليه تلك السيده التي تصل عمرها الى الخمسين تقريبًا و لكنها تلون وجهها بالوان كثيره جعلته يشعر بالاشمئزاز و التقزز و ترتدي ملابس لا تناسب سنها تجعله يود ان يلقيها خارج الورشه و لكنه قال بهدوء
- خير يا مدام ايه المشكله ؟
تلونت عيونها بنيران الشهوه و الاعجاب و قالت بدلال
- الصبي بتاعك مش محترم بيعاكسني يا اسطى
- والله ما حصل يا باشمهندس
قالها عابد سريعًا ليشير له بلال ان يصمت ثم نظر اليها و قال بهدوء
- حضرتك احكيلي ايه اللي الحصل ؟ و انا هتصرف
وضعت يديها على خصرها و هزت جسدها عده مرات فى حركه شعبيه معروفه و قالت
- كل ما عدي من قدام الورشه اسمعه بيغنيلي و يقولي كعب الغزال يا متحني
رفع بلال نظره الى عابد ليجده يفتح فمه بصدمه و عيونه جاحظه تكاد تخرج من محجرها ليعود بنظره اليها و هى تكمل قائله
- و النهارده بقا بيقولي ما تيجي يا غزال
- يا غزال ؟!
ردد بلال باندهاش لتمصمص شفتيها و هى تقول بتأكيد
- اه يا غزال ايه مش مصدقني و لا مش باين عليا ؟!
ليرفع بلال حاجبه و هو يقول ببعض الشر
- طيب يا مدام اسمعي بقا المفيد ... رجاله الورشه هنا كلهم رجاله بجد مش عيال سمعتهم كل الشارع يحلف بيها .. و لو انت بقا جايه ترمي بلاكي علينا فأحب اقولك ان العنوان غلط و انك وصلتي لحيطه سد و مش بلال العامري اللى يتعمل معاه كده
تراجعت تلك السيده الى الخلف ببعض التوتر و القلق ليقترب هو منها خطوه واحده وقال بقوه
- هسال سؤال واحد و تجاوبيني عليه و الا هتصل حالا بالبوليس
لترفع يديها و هى تقول بصوت مهزوز
- من غير متسأل المعلم رشيدي هو اللى قالي اعمل كده و هو عارف ان انت مش موجود هنا و قال يعمل شوشره على المكان علشان
رفع يديه لها فصمتت ونظرت ارضا ليقول هو بأمر وصوت عالي
- روحي و مشوفش وشك فى المنطقه نهائي و قولي للي باعتك الاسطى بلال ميتعملش معاه الحركات دى نهائي و لو ليه عندي حق يجي و يقعد و يتكلم بالادب و بالاصول و حقه ياخده و عليه ١٠٠٠ بوسه
اومئت بنعم و غادرت سريعا لينظر هو الى عابد و ابتسم ابتسامه صغيره ثم ربت على كتف عم اسماعيل و غادر الورشه بعد ان قال
- شدوا حيلكم يا رجاله ... عاش
عاد الى المنزل و هو يفكر فى حل نهائي لذلك الخلاف الذي لا يعلم ما سببه سوا انه يتقن عمله
و لا يغش فيه ... يتعامل باسعار مناسبه و لا يطمع فى ربح اكثر من اللازم لذلك اكثر المنافسين له يكرهونه و بشده
فتح الباب ليجد الظلام يقابله قطب جبينه بحيره و لكنه اغلق الباب و مد يديه ليشعل الضوء
ليجد ورود حمراء منثوره على الارض فى شكل سهم ... ابتسم ابتسامه صغيره مع حاجبه المرفوع بأندهاش و لكنه سار فى الاتجاه المشار اليه ليجد سهم اخر بورود بيضاء لتتسع ابتسامته و هو يجد نفسه يقف امام باب غرفتهم و قلب كبير من ورود الجوري متشابكه الاغصان و الفروع تخطف الانظار و دقات القلب من جمالها
فتح الباب ليجدها تقف هناك فى منتصف الغرفه ترتدي فستان غايه فى الروعه و الرقه ذراعيها مكشوفان و عنقها و يصل الى اسفل ركبتها
اقترب منها بهدوء و عيونه ثابته على عينيها و حين وصل بقربها همس قائلا
- هو انا دخلت الجنه و لا ايه ؟
اخفضت راسها بخجل و لكنها قالت
- انا عايزه اعتذر يا بلال و الله مكنتش واخده بالي اني كنت بغلط فى حقك من غير ما ...
ليضع يديه على فمها يسكت سيل كلماتها ثم وضع يديه اسفل ذقنها ليرفع عيونها اليه و قال بحب كبير
- مش محتاجه تعتذري و لا يليق بيكي يا ملكه قلبي الاعتذار انت حب حياتي ... انت الوحيده اللى دخلتي قلبي و مفيش غيرك ... راضي منك بكل حاجه و اى حاجه و معنديش استعداد انى اخسرك او افكر ابعد عنك مهما كان اللى بيحصل بينا
ابتسمت بسعاده كبيره و اقترب هى منه خطوه واحده و حاوطت عنقه و هى تقول بدلال
- عايزه اقولك على حاجه
- امريني يا قلبي
قال لها بحب كبير لتقول هى بخجل
- ايه رايك فى اخ او اخت لراجح
ليظهر الاندهاش و عدم التصديق على ملامحه و قال ببعض الشك
- موده أنتِ حامل ؟
اومئت بنعم ليحاوط خصرها و حملها عن الارض و بدء بالدوران و هو يضحك بسعاده تشاركه سعادته و اكثر
ثم وقف ينظر اليها و قال بأمر
- عايز بنت شبهك ماشي
- ولو جه ولد
قالت باستفهام ليقول بابتسامه مشاغبه
- يبقا شبهك بردوا
لتبتسم بسعاده و هى تخبىء وجهها فى عنقه يستنشق هو عبيرها الاخاذ و قلبه تتقافز دقاته شوقًا و لهفته لها حبيبته و كل ما يملك فى تلك الحياه
أنت تقرأ
للعشق أسياد (( جاريتى ٣ )) بقلمى ساره مجدى
Roman d'amourاجتماعى رومانسى بدأت ١٥ / ٨ / ٢٠٢٠