الجزء الاول من الفصل الخامس و العشرون من للعشق اسياد بقلمى ساره مجدي
كانت تقف امام النافذه الكبيره داخل غرفتها بالمستشفى التى تطل على حديقه كبيره مبهجه الشكل رغم الظلام الا ان الإضاءة اظهرت جمالها كانت تشعر براحه كبيره رغم انها ارتكبت ذنب كبير و هو القتل
و تعلم جيدا ان عقابها يجب ان يكون كبير الا انها تشعر براحه و متقبله ذلك العقاب بكل راحه و كأنها كانت تسير طريق طويل و اخيرا وصلت لمقصدها او كأنها كانت تحمل جبل كبير و قد تحطم بالكامل
ابتسمت وهى تتذكر صهيب انها تريد ان تقابله تريد ان تشكره انها مدينه له بالكثير يكفى وقوفه بجانبها حتى اخر لحظه
اغمضت عينيها وهى تتذكر نظره عينيه لها حين كانت تغادر مبنى النيابه
توجهت الى السرير و تمددت عليه وهى تتذكر كلمات الطبيب لها
- ياريت تتعاونى معانا علشان مهمتنا تكون سهله
اى تعاون ذلك الذى يطلبه منها انها مستسلمه لما سيحدث و متقبلاه و لا تعترض عليه فهى قد اكتفت من تلك الحياه و لا تريد منها المزيد
••••••••••••••••••••••
كان يجلس على السرير الخاص به بعد انتهاء يومهم الدراسى يقتله القلق يريد ان يعرف نتيجه حديثه مع سفيان امسك هاتفه و ظل يضرب به على يديه وهو يفكر ولكن شوقه و قلقه حسم الامر فأتصل به وهو يتوجه الى النافذه الصغيره المفتوحه حين اجابه سفيان قال آسر مباشره
- حضرتك عملت ايه فى موضوع خديجه ؟
ليضحك سفيان بصوت عالى وهو يقول
- طيب قول سلام عليكم او ازيك يا عمو ايه يا ابنى ده قطر من غير فرامل
ليبتسم آسر بخجل و قال بتردد
- معلش بقا يا عمى انت عارف الحب بهدله خلانى اندله بهدلى صحتى بالله عليك طمنى و فرحنى
ليضحك سفيان من جديد وهو يفكر آن آسر بخفه ظله قادرا على اخراج اى شخص من الضيق الى السعاده و الفرح
- يا خساره الرجاله .... انا كلمت اخوها و البنت طالبه تقعد معاك كمان مهيره عندها بعض التخوفات و عايزه كمان تقعد معاك حماتك بقا
ليبتسم آسر بسعاده كبيره و هو يقول بسعاده و فرح كبير
- حماتى على عينى وراسى اقعد معاها و تحت امرها و الله و حدد مع محمود معاد علشان اما انزل الاجازه اروح اقعد مع ديچه ... اقصد انسه خديجه
وقال كلماته الاخيره بهيام وحب ليضحك سفيان من جديد وهو يقول
- الله يرحمك يا رجوله
- يا عمو ما بلاش انت كلنا عارفين حكايتك مع طنط مهيره ان الله حليم ستار بقا
ليضحك سفيان من جديد و هو يقول بلوم مرح
- ولد ايه ان الله حليم ستار دى كنت بقابلها من ورى اهلها و لا كنت خاطفها
- لا كنت بتحبها بجنون وماتستحملش عليها الهوا يا عمو يا عمو ده انت قدوتنا فى الحب
شعر سفيان بسعاده كبيره من كلمات آسر رغم بساطتها الا انها جعلته يشعر بفخر رجولى انه استطاع ان يضع محبوبته فى المكانه التى تستحقها بين الجميع صمت لثوانى ثم قال
- مش هوصيك على خديجه يا آسر
اخذ اسر نفس عميق ثم قال
- عمرى فداها
اغلق الهاتف مع سفيان ليبدء فى الرقص و هو يغنى تلك الاغنيه الشعبيه
- و النبى يا ست انتِ عندك حته بت من عنيها دبت و فوت و النبى جوزيهالى .... تبقى حلالى فى البطاقه تبقا ام عيالى
ليضحك صفى على صديقه الذى يرقص بسعاده وهو يغنى من جديد
- يا ولاد بلادنا يوم الخميس تيرارارا هكتب كتابى و ابقا عريس تيرارارا و الدعوه عامه و هتبقا لمى و هيبقا ليا فى البيت و نيس ياه يا و لاد بلادنا
بعد ان هدء آسر و جلس فى سريره حين قص كل ما حدث لصفى و بارك له صفى على كل ذلك و تمنى له السعاده عاد الى سريره يفكر فيما حدث صباحا بعد استيقاظه كان يستعد للخروج من الغرفه استمع لصوت رنين هاتفه يدل على وصول رساله و حين فتحها شعر بالصدمه
كانت الرساله من فتون مضمونها
(( لو فاكر انك اكده بتخلص من ذنبك الجديم و هتبدء حياه چديدة تعيش فيها سعيد تبجى بتحلم انا انتجامي هيكون نار نار تحرجك و تحرج جلبك ونصيحه خاف عليها ))
شعر حقا بالخوف .... ان ما يحدث منها الان جنون ماذا لو علم اخيه بكل ذلك ماذا سيكون تصرفه و اذا وصل الامر الى نسيم
و اااااه من نسيم الرقيقه التى لم يفارق جمال وجهها مخيلته منذ رآها فقط نظره واحده جعلته يتعلق بها لا يعلم اذا كان هذا التعلق من اجل خلاصه من ذنبه فى حق اخيه و فتون ام تعلق لحاجته للبدء من جديد ام احساسه القوى بكم القبح و الحقد بداخل فتون و الذى رآى امامه نقاء و صفاء داخل عينين نسيم
نسيم اسم على مسمى هادئه طيبه و خجوله ان والدته حقا احسنت الاختيار و لكن الان ماذا عليه ان يفعل كان يود لو تحدث مع آسر فى الامر لكنه لا يود كسر فرحته او ان يتسبب له بضيق خاصه و هو فى انتظار تلك اللحظه من وقت طويل
اغمض عينيه لدقيقه كامله يحاول ان يهدء من نفسه حتى يصل الى الحل السليم فلم يجد امامه سوى امه عليه ان يتصل بها و يطلب منها ان تنتبه لتصرفات فتون و لكن لن يخبرها السبب الحقيقى سيقول لها ان فتون مؤكد ستغار فهى تريد ان تكون سيده البيت و تخشى من نسيم ان تأخذ مكانها
و هذا الامر كافى ان يجعل والدته تضع فتون تحت نظرها طوال الوقت و بذلك يبعدها تماما عن نسيم
اخذ نفس عميق براحه و هو يقرر محادثه والدته بعد اذان الفجر حتى يضمن ان تكون مستيقظه
•••••••••••••••••••••••••
فى غرفه اخرى كان يجلس على سريره يمسك بهاتفه ايضا و لكنه يبتسم وهو يكتب بضع كلمات لجورى يطمئنها عليه فى نفس اللحظه التى وضع راجح حافظه الثلج على جانب كاحله الايمن لينتفض آدم من الالم ليقول له راجح بمرح يحاول الهائه عن الالم القوى بقدمه
- حقك عليا يا سى آدم ... سلامه رجلك يا اخويا
أبتسم آدم وهو يقول محاولا نسيان ذلك الالم القوى الذى اصاب كاحله فى احدى التمرينات
- ايدك ناعمه اووووى يا بنتى ادعكيلى رجلى كمان
ليضحك راجح بصوت عالى و قال بصوت ناعم قليلا
- يعنى كان لازم تنزل تلعب مع العيال فى الشارع يا سى آدم انت كبرت يا خويا على الكلام ده
ليضربه ادم بقدمه السليمه ليضحك راجح بصوت عالى ثم قال بحزن مصطنع
- كده و كمان بتضربنى وانا اللى قاعد تحت رجليك
- ولا ارحمنى كفايه الوجع اللى فى رجلى متوجعش انت كمان دماغى يا دراما كوين انت
قاطعه ادم قائلا بمرح ليضحك راجح بصوت عالى ثم قال
- كوين انا ... يا هبتك اللى راحت يا راجح يا ابن سليم العلى مكنش يومك
رفع حافظه الثلج ينظر الى كاحل آدم و هو يقول
- يا ابنى انت محتاج تروح للدكتور مش عارف مقولتش للقائد ليه
اعتدل آدم قليلا ثم قال بألم
- كنت فاكر الحكايه بسيطه
ليقف راجح وهو يقول بقلق
- مش هينفع كده انا هروح ابلغ القائد
وخرج من الغرفه دون ان يستمع لرد آدم الذى اراح رأسه للخلف و هو يغمض عينيه بشده بعد اااه الم قويه
بعد عده دقائق كان الطبيب بغرفه آدم يفحص قدمه فوجد الأمر بسيط لا يحتاج للجبس لكنه عمل جبيره و اخبره بالراحه ليومان
اقترب راجح بعد رحيل الطبيب و اعطى آدم الدواء الذى وصفه له الطبيب و هو يقول
- الف سلامه عليك يا صاحبى
اخذ آدم الدواء و تناوله ثم اعتدل نائما وهو يقول
- الله يسلمك يا صاحبى
واغمض عينيه و غرق فى النوم مباشره ظل راجح ينظر اليه قليلا ثم ابتسم و هو يمسك بهاتفه ليتصل بمودته لا يعلم لما يشتاقها كثيرا
حين سمع صوتها قال بلهفه
- و حشتينى و الله العظيم و حشتينى
ابتسمت بخجل وهى تقول
- وانت كمان طمنى عليك
اغمض عينيه وهو يأخذ نفس عميق يستمتع بصوتها الحانى ثم قال
- طمنينى عليكى يا قلب راجح
قصت عليه يومها كما اعتادت معه
- بس بقا و انا راجعه البيت قابلت اخوك و بصراحه انا اتكسفت اووووى من اصراره على انه يشيل الحاجات اللى كنت شرياها و وصلهالى لحد البيت
ليبتسم راجح وهو يقول بابتسامه حنونه
- هو كده راجل و سند و حمايه طول عمره مصدر امان و طبيعى يعمل كده معاكى يا موده انت خطيبه اخوه
- حقيقى ربنا يباركلك فيه ... خلى بالك من نفسك و طمنى عليك ديما
اغلق الهاتف معها و تمدد على السرير بعد ان نظر إلى آدم و اطمئن عليه و شعر بشىء ما داخله فعاد جالسا من جديد ثم امسك بعض الاوراق الموجوده بجانب السرير و القلم وبدء بكتابه شىء ما
•••••••••••••••••••••
عاد سفيان الى البيت ليجد مهيره تجلس فى بهو القصر و يبدوا عليها الضيق و لكن ما قلقه حقا هو ذلك الجرح فى كف يديها التى تحاول تعقيمه اقترب منها سريعا و هو يمسك يديها واخذ من يديها القطن وبدء فى تعقيم الجرح و هو يقول بلهفه
- ايه اللى حصل ؟
لم تتحدث و بالاساس لا تعلم ماذا تقول له و كيف ستفسر له ما حدث هى حتى تلك اللحظه لا تستطيع تصديق ما حدث
رفع راسه ينظر اليها و هو مقطب الجبين و قال
- الجرح بسيط بس بردوا عايز افهم حصل من ايه ؟!
اخذت مهيره نفس عميق و هى تتذكر ما حدث منذ قليل
كانت تشرف على تجهيز الطعام التى تعده الخادمه لشمس و صعدت به اليها فتحت الباب و دلفت الخادمه و وضعت الطعام على السرير و غادرت الخادمه لتجلس مهيره امام شمس التى تنظر اليها بضيق شديد و غضب ابتسمت مهيره بحنان و هى تربت على قدمها بحنان وهى تقول
- عامله ايه النهارده يا حبيبتى
ظهرت معالم الامتعاض على وجه شمس التى قالت بغضب
- حبيبتك ؟! ده من امتى ... انت طول عمرك بتحبى ليل اكتر منى ... ديما تتكلمى معاها هى و انا لا ديما وخداها تحت جناحك لكن انا لا
قطبت مهيره حاجبيها باندهاش و هى تقول
- عمرى يا شمس انتِ واختك عندى واحد هى بس كانت محتجانى الفتره الى فاتت دى و لجأت ليا
وقفت شمس لتقول بصوت عالى و عصبيه
- انا محدش بيحبني محدش عايزينى كلكم بتحبوا ليل هى اللى هاديه و طيبه و انا الشريره اللى متستهلش الحب و الاهتمام
وقفت مهيره ومدت يديها تحاول ان تحتضنها لتدفعها شمس بقوه لتتراجع مهيره خطوتان للخلف بصدمه كبيره و بدأت شمس تلقى كل شىء ارضا و على مهيره حتى وصلت ان التقط صحون الطعام و بدات الاطباق فى الانكسار و كوب العصير الذى انكسر اسفل قدمى مهير لتتراجع للخلف خطوه اخر وكادت ان تسقط لتستند على السرير لتجرح يديها قطعه زجاج من الاطباق المتهشمه لم تجد مهيره حل لكل تلك الهستيريا
فأقتربت سريعا من شمس و صفعتها و هى تقول
- انتِ فاكره الجنان ده هيوصلك لحاجه لو فاكره كده تبقى غلطانه ...و مالكيش عذر انتِ زيك زى اختك عندنا كلنا و لو على المقارنات فهى كمان كانت بتحس بالنقص لمًا تشوفك اجتماعيه و محبوبه و الكل حوليكى و هى لا لكن عمرها ما فكرت تأذيكى ولو على جواد فهو حبها هى محبكيش انتِ و ده مش ذنبها كمان انتِ المفروض تفرحيلها لكن انتِ اللى حقوده و قلبك اسود
كانت شمس تستمع الى كلماتها و صدرها يعلو و يهبط من اثر العصبيه و صوت تنفسها عالى جدا تحركت مهيره نحو الباب و ندهت بصوت عالى على الخادمه التى حضرتك فورا و طلبت منها تنظيف الغرفه و ظلت واقفه معها حتى انتهت و غادرت الخادمه وقفت مهيره عند الباب و نظرت الى شمس وقالت
- راجعى نفسك يا شمس ... راجعى نفسك قبل فوات الاوان
واغلقت الباب خلفها لتجلس شمس ارضا تبكى بصوت عالى
كان سفيان يستمع لكلماتها بضيق و هو يفكر عليه ان يجد حل سريع
قبل يد مهيره بحب و قال
- الف سلامه عليكى يا قلبى .... وانتِ على فكره اتصرفتى صح متلوميش نفسك يا حبيبتى
وضعت رأسها فوق كتفه و هى تقول
- انا خايفه اووووى يا سفيان اووووى
ربت على يديها بحنان و هو يخرج هاتفه واتصل بأحد اصدقائه و سأله عن طبيب نفسى جيد يناسب حاله شمس
فمد يديه يمسك تلك (( النوت)) و القلم و سجل عليه
اسم الطبيب (( رحيم رضا النادى )