الفصل السادس و الاربعونيجلس سفيان فى حديقه القصر فى نفس الوقت الذى كان يجلس فيه ايمن و ملك امامه ينتظرون مهيره حتى يتناولوا الافطار معهم لقد حضروا اليوم من اجل جلسه الفتايات مع الدكتور رحيم لكن سفيان عقله لم يكن حاضر فى تلك الجلسه كان يتذكر ما حدث من يومان حين اتصلت به جورى بعد خروجهم من البيت ببعض الوقت و طلبت منه انتظارهم عند باب القصر الداخلى فآدم ليس بخير .... لن يستطيع اى شخص وصف احساسه الان و كم خوفه و قلقه ماذا حدث له .. و لما هو ليس بخير ... و ايضا تعمق تفكيره لدرجه انه هل سيعيش ذلك القلق كلما خرج آدم من البيت ... حين وصلت سيارتهم كان هو قد وصل الى قمه قلقه و خوفه ... و كل عضله فى جسده متحفزه و دقات قلبه المرتعبه تكاد تصم اذنيه
توقفت السياره امامه ليراه مغمض العينين لينظر سريعا الى جورى التى طمئنته بأبتسامه ثم ربتت على كتف آدم فى نفس اللحظه التى فتح سفيان فيها الباب
فتح آدم عينيه ينظر الى والده ليشعر سفيان ان الامور ليست بخير و ان هناك شئ ما قد حدث ساعده على الترجل ليستند آدم بكل ثقله على والده و هو يقول
- انا تعبان اوووى يا بابا ... تعبااان اووووى شيل قلبى اللى بيوجعنى ده و خلى عقلى يبطل يفكر فيه
كانت الدموع تتجمع فى عيون جورى التى تستمع الى كلماته التى تقطر الما و حسره نظر اليها سفيان الذى رغم الم قلبه على وحيده و على حالته الصعبه الا انه عليه ان يتماسك
- ادخلى اقعدى مع مهيره و حاولى تشغليها و قوليلها ان انا وآدم مع بعض بنعمل اى حاجه
أومأت جورى بنعم و تحركت سريعا الى الداخل ... فى حين اخذ سفيان آدم الى ابعد مكان فى حديقه القصر و اجلسه ارضا و جلس امامه ينظر اليه بقلق ليقول آدم بحسره
- بلال هيتجوز موده ... ده لسه لسه راجح
شعر سفيان بالصدمه من كلمات ولده و لكنه اعتاد ان لا يحكم على احد دون ان يفهم اسبابه و الظروف المحيطه به اكمل آدم قائلا
- و ازاى ازاى راجح يوصى بحاجه زى كده .. ليه ليييييه يا بابا ليه يعنى انا لما استشهد جورى ممكن تتجوز
ليقطب سفيان حاجبيه بصدمه من كلماته و ايضا قبضه قويه اعتصرت قلبه خاصه بعد ان قال
- ليه نتوجع اووى كده على فراق الغالين ليه نحس بالصدمه من كل اللى حولينا .. ليه مات راجح و ليه بلال قبل يتجوز موده و ليه موده قبلت
ظل سفيان صامت لبعض الوقت ثم اخذ نفس عميق و قال
- اهدى يا آدم و اسمعنى كويس عايز احكيلك حكايه
انتبه اليه آدم رغم التعب الواضح على ملامحه ليكمل سفيان قائلا
- انت عارف انا اتجوزت ولدتك ازاى ... كل اللى تعرفه انت و اختك انى كت بحبها و اتجوزتها بعد مشاكل كتير ... لكن اللى متعرفوش يا آدم ان انا كنت شغال حارس خاص لجدك ... اللى كان بيعذب ولدتك بكل الطرق الممكنه و لما قرر انه يحميها من خطر كان علشان ايدوا متتلويش و جوزهالى غصب عنها ... قالى اتجوزها و لو هتعتبرها خدامه ... و قالها انها تحمد ربنا ان واحد زى قبل بيها بعرج رجلها و انها فاشله و مش نافعه فى حاجه و قالها انها ملهاش اى قيمه ... انا اقعدت سنين و لحد وقتنا هذا بحاول اكسب ثقه والدتك فى حبى ... و ازرع جواها ثقه فى نفسها
كان آدم يستمع اليه بصدمه و عدم تصديق ... و حيره لما يقص والده عليه ذلك الامر الان ليكمل سفيان كلماته قائلا بأبتسامه صغيره
- انا بقولك الكلام ده دلوقتى علشان تعرف ان كل حكايه وراها قصه معينه و كمان حاجات محدش يعرفها غير اصحابها ... فكر بهدوء كده ليه راجح اوصى اخوه بأنه يتجوز موده حب عمره زى ما واضح من كلامك ... اكيد فى سبب انت متعرفوش لكن بلال و موده عارفينه ... انت شايف حالتك عامله ازاى على صاحبك ما بالك بقا بأخوه اللى كان له اخ و أب و صديق و حامى و سند ... و موده اللى كان فرحها بعد ايام قليله ... حط نفسك مكنهم يا آدم و بلاش تحكم عليهم من غير متعرف اسبابهم
ظل آدم صامت ينظر الى والده بتفكير و كأن كلمات والده فتحت له ابواب كثيره كانت مغلقه امامه ولم يفكر من الاساس فى فتحها او التفكير فيما خلفها .... ربت سفيان على قدم ولده و هو يقول
- بلاش تخوفنى عليك يا آدم انا خلاص يا ابنى كبرت و مابقتش قادر على الخوف ده
قبضه قويه اعتصرت قلب آدم الذى تحرك سريعا يلقى نفسه بين احضان والده ... لا يعلم ان كان هو من يحتضن والده ام هو الذى يحتاج ذلك الحضن لكن فى الحقيقه الاثنان كانا بحاجه لتلك الضمه القويه من كل منهم و همسه كل منهم فى اذن الاخر بأنا جوارك *****************************************
يقف داخل الورشه يقوم بالعمل على قطعه اثاث بيديه و عقله لا يتوقف عن التفكير فيما حدث فى اليومين الماضيين .... اخذ نفس عميق و هو يتذكر ما حدث بعد عقد القران و حين اخذها من بيت والدها
فتح باب البيت و اشار لها ان تدخل كانت دموعها تغرق و جهها عيونها ثابته على الباب الاخر شقتها هى و راجح و كان هو يفهم ما تمر به و يقدره .. لقد اعتاد على ذلك الالم الذى ينحر قلبه كل مره يراها و يرى حبها الكبير لاخيه رغم سعادته التى كانت تضغى على كل شئ حين يرى سعاده راجح رحمه الله و ابتسامته الواسعه فكيف لاب ان يكره سعاده ابنه و راحته ... نادا عليها لتنظر اليه ليشير لها من جديد ان تدخل الى المنزل الذى اندهشت بشده من جماله و روعته فالاثاث راقى و حديث و البيت مرتب بطريقه مميزه اغلق بلال الباب و اقترب منها بعد ان وضع الحقيبه ارضا و قال
- نورتى بيتك يا موده
لتنظر اليه بأندهاش و رفض ليقول من جديد بتأكيد و ثقه
- ايوه بيتك ... لانه من انهارده بقا بيتك و ملكيش بيت غيره
ثم اشار الى الاثاث و الديكور و قال
- كل حاجه فى البيت هنا انا عاملها بأيدى و مصمها زى ما كنت بتخيلها بالظبط .
كانت صامته تتأمل كل ركن من اركان الصاله الواسعه حين اكمل قائلا
- كان فى حلم نفسى يتحقق لكن ربنا كان له رأى تانى ... و اختيارات ربنا كلها خير ... علشان كده انا كنت قاعد مع راجح الله يرحمه فى شقه ابويا تحت
صمت لثولنى ثم قال
- من النهارده البيت ده بيتك ... و ليكى فيه الحريه الكامله ... انا ضيف فى حياتك و بيتك لحد ما تتقبلى كل اللى حصل و توافقى على الوصيه بكامل ارادتك ... مش غصب و لا بسبب الظروف
كانت تنظر اليه بابتسامه امتنان و الدموع متجمعه فى عيونها ليتحرك خطوتان و حمل الحقائب و اقترب منها و هو يقول
- تعالى علشان افرجك على الشقه و تختارى الاوضه بتاعتك
و بالفعل اراها كل جزء فى الشقه و ها هى تجلس فوق السرير الكبير فى الغرفه الكبيره التى اصر على ان تكون لها تشعر بالحيرة و بالخوف ... لكن ما يضغى على كل احاسيسها هو الحزن و القهر . اتى اليوم التى تدلف فيه الى بيت راجح و لكن ليست معه و لا زوجته دخلته بثوبها الاسود و ليس بفستان زفافها الذى يشبه فساتين الاميرات و يدها ليست بيده طرقات على باب الغرفه اخرجتها من افكارها لتقف على قدميها و توجهت الى الباب تفتحه لتجد بلال يقف هناك ينظر ارضا و حين انتبه لوقفتها قال
- انا سخنت الاكل تعالى علشان تاكلى قبل ما تنامى
ظلت تنظر اليه بحيره و لديها رغبه قويه فى الرفض لكن اسلوبه الهادى الودود جعلها تشعر بالحرج من الرفض فأومأت راسها بنعم ليبتسم ابتسامه صغيره و غادر لتغلق هى باب الغرفه و سارت خلفه لتجد على طاوله الطعام (( صنيه بطاطس بالدجاج و ايضا الارز و سلطه )) نظرت اليه بأندهاش ليقول بأبتسامه صغيره
- لما امى اتوفت كان لازم اتعلم اعمل كل حاجه علشان راجح
لتهز راسها بتفهم .. ليتحرك خطوه و سحب لها الكرسى و هو يقول
- يارب الاكل يعجبك
لتبتسم و هى تقول بخجل
- تسلم ايدك .... من بكره ان شاء الله هعمل انا الاكل لو معندكش مانع يعنى .. علشان كمان محسش انى تقيله عليك
ليتوقف عن تانول الطعام و هو ينظر اليها بضيق و قال
- تقيله ايه يا موده ... انا قولت لك ان البيت ده بيتك و ملكيش بيت غيره ... انا اللى ضيف عندك و يارب مكنش تقيل عليكى
كادت ان تجيبه ليشير لها بالصمت و اكمل قائلا
- انا عارف و فاهم موقفك كويس و حاسس بيكى و صدقينى مقدر بس خلينا نتأقلم بسرعه على حياتنا الجديده علشان منتعبش اكتر من كده
لتهز راسها بتفهم ليبتسم ابتسامه صغيره حزينه و قال
- يلا كلى بقا
لتبتسم بخجل وهى تمد يدها لتتناول الطعام التى مدحته بشده ... و كان هو رغم حزنه الذى لم يقل و لن ينتهى يومان قلبه يقفذ داخل صدره بسعاده لوجودها جواره لاول مره يرى شعرها الاسود كسواد الليل و ايضا قدرته على النظر الى وجهها كما يحلو له .. دون خوف او احساس بالذنب .. اكمل طعامه بين نظرات لها و تشجيعها على تناول طعامها و بعد ان انتهوا رفض بلال عرضها بغسل الاطباق و طلب منها بصيغه امره ان تدلف الى غرفتها و ترتاح قليلا
*************************************
ذهب اليها قبل ان يعود الى كليته هو بحاجه ان يتحدث معها ... يشعر بألم قوى داخل قلبه و حزن شديد على عتمان ذلك الشخص الذى لم يقابله سوا مره واحده فقط لكنه لمس فيه الاب الحنون و الاخ و السند الابن الذى لم يكن عاقا بل افنى عمره اسفل قدمى امه و اخيه ... ايضا يشعر بحزن شديد على حال صفى الذى الذى فقد الداعم الاساسى فى حياته و لكن ما يقلقه حقا ما شعر به من نظره عين صفى .. و اسلوبه فى الحديث معه و ايضا خوفه من تهوره ... لقد حاول البقاء معه و لكن صفى بطريقه ما قرر طرده و لم يسمح ببقائه .. لذلك هو ذاهب لها يريد ان يفرغ كل ما بداخله من خوف و رعب و حزن فهو حقا لا يستطيع تكهن بما يفكر تلك الرأس الصعيدى
لم يرد الصعود فهو يشعر بالاختناق فجلس فى حديقه المنزل و طلب منها النزول اليه ... صوته جعلها تشعر بالخوف فهى نادرا ما تسمع تلك النبره الجاده فى صوت آسر و حين رأته فى الحديقه تأكدت ان هناك شئ سئ قد حدث فهو كان يجلس فوق الكرسى ممدد لقدمه فوق الكرسى الاخر يريح راسه الى الخلف و مغمض العينين ... شعرت بألم قوى داخل قلبها من اجله و اقتربت سريعا منه لكن بهدوء و جثت بجانبه و هى تهمس بأسمه ليفتح عيونه ينظر اليها لتشعر ان قلبها قد سقط اسفل قدميها من هول ما رأت عيناه شديده الحمره و يسكنها الم قوى لتقترب منه اكثر تضمه اليها فلقد شعرت بقلبها الذى تعلق به و غرق فى عشقه انه بحاجه الى ضمه قويه و حانيه منها ... اغمض عينيه ببعض الراحه و هو يستنشق عطرها الطبيعى و يشعر بدفئ قلبها و حنانها و هو يستسلم لربتات يديها على ظهره و صوتها الهامس بجوار اذنه
- مالك يا آسر فى ايه ؟ ايه اللى حصل ؟
- خلينى بس فى حضنك يا ديجه ... محتاج ارتااااح
شعرت بالخوف اكثر و لكنها زادت من ضمه اليها و بدات فى قرأه بعض ايات الذكر الحكيم عله يهدء و يرتاح قليلا و كان هو بضمه لها و كانه يلقى بكل خوفه خارج جسده يبحث عن راحه داخل احضانها و حنان قلبها .... بعد مرور بعض الوقت ابتعد عنها ينظر اليها بأبتسامه امتنان و قال
- كنت محتاجك جدا ... و مخيبتيش ظنى يا ديجه
و كانت نظراتها القلقه تتوسله ان يطمئنها و يريحها من ذلك القلق الذى يؤلم قلبها ليقص عليها كل ما حدث من بدايه تعب عتمان و شك صفى و قلقه من تصرف صديقه و كانت هى تستمع اليه بتركيز شديد و حين انتهى قالت بقلق
- انت عارف صاحبك كويس تفتكر ممكن يعمل ايه فى الموقف ده ؟
ظل صامت و هو يبدوا عليه معالم التفكير ثم قال بثقه
- هياخد تاره ؟ صفى صعيدى و عتمان مكنش اى حد بالنسبه له .. كمان انه يشك ان مرات اخوه هى اللى قتلته خصوصا بعد كل اللى الاحداث اللى سبقت موته معتقدش هيعدى الامر بالساهل ابدا
- بس لو عمل حاجه غلط هيترفد من الكليه كمان هيتسجن
قالتها سرعيا لياخذ اسر نفس عميق و هو يقول
- مش عارف يا خديجه مش عارف ... انا للاسف لازم ارجع الكليه و المفروض هو كمان بس مش عارف هو ناوى على ايه
ظلت صامته تشعر بالعجز فى ان تجد له حل لما يمر به فهى لا تستطيع تخيل ان يقوم انسان بقتل انسان اخر خاصه و ان تقوم امرأه بقتل زوجها والد طفلتها ... خرجت من افكارها لتنتبه الى القلق المرتسم على ملامح آسر لتربت على قدمه و قالت
- قول يارب يا آسر .. ادعيلوا و انت بتصلى ان ربنا يبعد عنه شيطانه و ينجيه من اى خطر
- يارب يا ديجه يارب
قالها بعد ان تنهد بتثاقل و هم .... و كانت هى تدعوا الله ان تمر تلك الامور على خير و يريح قلب آسر و يطمئنها عليه
**************************
كان صفى يجلس بغرفته بعد مرور اليوم الثانى للعذاء لا يعلم من اين اتى بتلك القدره على تحمل رؤيتها و صوتها و بقائها فى البيت و لكن ليقوم بواجب اخيه الاخير ثم يأخذ ثأره
طرقات على الباب اخرجته من افكاره التى تنهش روحه ليسمح للطارق بالدخول ليجدها نسيم التى تقف عند باب الغرفه بخجل تحمل بين يديها حامل طعام كبير ليقف سريعا و اقترب منها يحمل ما بيديها و وضعه على الطاوله الصغيره الموجوده امام الاريكة و نظر اليها لتقول هى بقلق
- انت بجالك يومين واجف على رچلك و لا بتاكل و لا بتشرب
اخفض راسه برفض و بعض الضيق لتقترب منه خطوتان و قالت
- صفى علشان خاطرى انا كل اى حاچة ... كل حاچة بسيطه علشان تفضل واجف على رچلك
ظل صامت لتدلف الى الغرفه ملقيه خلفها كل خجلها و امسكت يديه تقبلها بحب و قلق و قالت
- صفى انا جلجانه عليك و جلبى واچعني جوى ... علشان خاطر نسيم صافى تاكل معايا لجمتين بس من يدى
و جذبته برفق فى اتجاه الطعام ليسير معها باستسلام و جلس و هو صامت لتأخذ بعض الطعام و مدت يدها به امام فمه لينظر اليها بصمت لعده ثوان ثم فتح فمه يتناول ما بيدها .. وظلت هكذا تطعمه حتى امسك يديها يبعدها قليلا و هو يقول بأعتراض
- خلاص يا نسيم مش جادر شبعت
لتبتسم ابتسامه صغيره و هى تقول
- ماشى زى ما تحب ... المهم انك مكسفتنيش و اكلت من يدى
ليمسك يدها التى كانت تطعمه بها و قبلها بحب فى نفس اللحظه التى دلفت فيها فتون الى الغرفه تقول بصوت عالى
- و لا عال يا صفى اخوك لسه دمه مبرتش فى تربته و انت جاعد هنا تعشج و تتمعشج
ليقف سريعا ينظر اليه بغضب بعد ان اوقف نسيم خلف ظهره و قال
- اعدلى كلامك يا مرت اخوى ... بدل ما اعدله انا بطريقتى ... نسيم مرتى و كانت بتوكلنى و اعتجد ان ده دورها و واچيبها مش كده يا مرت اخوى
لتلوى فمها و هى تقول
- صحيح و مالوا واچيبها و دورها ... بس اللوم مش عليها عتمان مش اخوها لكن اخوك انت .. و واضح انك هتنسى بسرعه
قبل ان يجيبها بشئ علا صوت بكاء الصغيره لتغادر و هى تقول
- و حلو انك تنسى ... مُصلحه
ظل ينظر الى مكان وقوفها بجوار الباب و الغضب من داخله يتصاعد و جعله لن ينتظر لمرور الثلاث ايام سيقوم بما اجله من لحظه وفاه اخيه .... ليغادر الغرفه و المنزل بأكمله تاركا خلفا قلب قلق .. وقلب اخر يشتعل النار بداخله و قررت ان تتخلص منها هى الاخرى فالامر اصبح سهل للغايه .. و النتيجه يصبح صفى لها بالكامل
•••••••••••••••••••
خرج من البيت تلاحقه شياطين افعالها و يحركه غضبه انها لم تترك شىء لم تفعله و عليه ان يوقفها و لن يمر الليل الا و هى قد عوقبت على كل ما فعلته وصل امام مركز الشرطه و دون لحظه تفكير دخل مباشره الى مكتب الضابط الذى استقبله بترحاب كبير فهو يعرفه جيدا جلس صفى امام الضابط الذى قال
- البقاء لله ... ربنا يجعلها اخر الاحزان
هز صفى راسه بنعم و قال
- و نعم بالله البقاء لله وحده
صمت قليلا ثم قال بصوت حاد
- انا چاى ابلغ عن چريمه جتل
ليقف الضابط يشعر بالصدمه و قال بقلق و توتر
- جريمه قتل ؟ مين قتل مين و ليه ؟
ظل صفى صامت لعده ثوان ثم قال
- عايز ابلغ عن مرات اخويا المرحوم عتمان و اتهمها بجتله و عندى الدليل
كان الضابط يشعر بالصدمه و الاندهاش و ايضا التوتر و القلق و وقف ينظر الى صفى الذى لا يبدوا على وجهه اى شىء و كأنه تمثال من شمع لا روح فيه
ثم قال
- و ايه بقا دليلك
نظر اليه صفى بعيون كالصقر و قال
- اعمل محضر الاول و كله فى وقته
••••••••••••••••••••••
كانوا يجلسون فى الكرسى الخلفى سيارة والدهم كل منهم تمسك يد الاخرى كما ذهبا الى الطبيب كل منهم يدها تحتضن الاخرى يدعمون بعضهم او كأنهم يحتضنون قلوب بعضهم البعض و ليست ايديهم
خاصه بعد كلمات دكتور رحيم الذى سعد كثيرا حين وجدهم يدخلون يدهم بيد بعض و حين بدأوا فى قص كل ما كانوا يفعلونه خلال الفتره الماضيه من بعد اخر جلسه اقترب منهم و جلس امامهم مباشره و قال
- انا اقدر دلوقتى اقول انك خفيتى يا شمس لكن كمان خدى بالك من حاجه مهمه جدا ... النرجسيه طبع و مرض وراثى لازم ديما تقومى نفسك لازم ديما تكونى قريبه من اللى بيحبوكى بجد و زى ما قولتلك قبل كده لما يحصل اى حاجه ديما اتكلمى متسكتيش خرجى كل اللى فى قلبك علشان شيطان الافكار مايصنعش فجوه جديده و لا افكار سوداويه
ثم نظر الى ليل و قال بأبتسامه
- و انتِ يا ليل خليكى زى ما انتِ قلبك كبير و سند و قادره تسمعى و تقدرى و تعذرى خليكى قويه بلين قلبك و حنانك
ثم وقف على قدميه و هو يقول من جديد
- دى اخر جلسه ليكم لكن طبعا احنى بقينا اصحاب و فى اي وقت بابى مفتوح ليكم
عادوا من افكارهم لتنظر شمس الى لليل بأبتسامه مشاغبه و غمزت لها ثم قالت
- بابا
- نعم يا شمس
اجابها ايمن سريعا و هو ينظر اليها عبر زجاج المرآه الاماميه لتقول بأبتسامه مشاغبه
- عايزه اروح الملاهى
لتنظر اليها ملك بسعاده و ابتسامه واسعه و صفقت ليل بحماس ليقول ايمن بصوت عالى
- يلا على الملاهى