الفصل الرابع و العشرون من للعشق اسياد بقلمى ساره مجدى
و صل صهيب الى النيابه بعد ان اتصل بمحامي يعرفه و كان اكرم معه ايضا فهو لم يتركه انه يريد الاطمئنان على نور
كانت و الدتها تجلس على تلك الاريكه الخشبيه بجوار احد الابواب و بجوارها احد العساكر وقف امامها و هو يقول بلهفه
- نور فين ؟
رفعت عيونها شديده الحمره من كثره البكاء و قالت بصوت لا روح فيه
- جوه
واشارت برأسها تجاه الباب ليتقدم المحامى و قدم الكارت الخاص به للعسكرى و قال
- عرف سياده و كيل النيابه انى عايز احضر التحقيق
اخذ العسكرى الكارت و دلف الى الغرفه بعد ان طرق الباب و بعد عده ثوان عاد و هو يسمح له بالدخول
ظل صهيب بالخارج فى نفس الحاله منذ وقعت عينيه عليها تمسك السكين التى تخترق صدر عمها و صدمته الكبيره و شعوره بالخوف و الخساره
لم تعد قدماه تحملاه فتراجع خطوة للخلف واستند إلى الحائط ونظرا إلى أكرم برجاء وقال
- أنا خايف اوي حاسس بالضياع وخايف عليها تفتكر ايه إلى يحصل هي ممكن تتسجن ؟!
قال كلمته الاخيره برفض تام و ايضا بتوسل ان ينفى ذلك
اقترب منه اكرم وربت على كتفه و قال بهدوء قدر استطاعته فهو بشكل ما تعلق بنور انها حاله انسانية بكل المقايس ... وما عانته و عاشته مع تلك الاسره التى نشأت فيها لآمر صعب على اعتى الرجال فما بالها هى فتاه رقيقه و ضعيفه مثلها كيف كان تأثير كل ذلك عليها
- صهيب دى جريمه قتل و للاسف نور اعترفت و فى شهود على كده خلينا نستنى و نشوف اللى هيحصل بس كمان متنساش ان نور مريضه نفسية
ندم اكرم على كلماته حين شاهد انسحاب الدماء من وجه صهيب ذلك الشاب القوى الذى حين قابله اول مره وجده واثق قوى ذو شخصيه قياديه سويه و لكن ماذا كان سيقول فما قاله صحيح الامر معقد و صعب هو ليس لديه خبره كبيره فى. القانون لكن ايضا يعرف ان فى احسن الاحوال سيتم ايداع نور داخل مستشفى الامراض العقليه النفسيه
و بالداخل كانت نور جالسه امام و كيل النائب العام السيد ادهم الالفى بهدوء تام اندهش له المحامى السيد عزيز كاسب فحاله صهيب و ما قصه له فى عجاله جعله يشعر ان تلك الموكله ستكون فى حاله انهيار كامله واكد له ذلك حاله والدتها التى تجلس بالخارج و لكن ما يراه الان غير مفهوم بالنسبه له و غير طبيعى
انتبه من افكاره على سؤال ادهم لها
- يعنى انت معترفه انك قتلتيه بكامل وعيك ؟
هزت راسها بنعم و قال بثقه و ابتسامه واسعه
— وكان المفروض اقتله من زمان من يوم ما قتل براءه اخويا و هتك عرضه ومن يوم ما موت ابويا. بحسرته يوم ما حاول يعتدى عليا يوم ما كان بيخلينى اتفرج عليه و هو مع امى فى السرير يوم ما جاب واحد علشان يبيع شرفى و عذريتى ليه يو ما بقيت اشوف رجاله داخله خارجه من البيت و لا بيوت الدعاره و امى هى
صمتت دون ان تكمل كلماتها ..... كانت صدمه ادهم تماثل صدمه عزيز لتنظر نور الى ادهم بقوه و قالت بغضب مكتوم و عصبيه
- واحد زى ده يستحق يموت كل يوم .... كل يوم
ثم وقفت و بدأت فى اظهار ذراعيها و عنقها بطريقه هستيريه و هى تقول بقهر
- شايف و صلنى اليه ... انا كنت بقطع جسمى بالسكينه علشان اشوهه و محدش يشوف فيا جسم بنت حلو و ابقا مطمع لبست لبس ولاد قلعت حجابى و قصيت شعرى اخذت عذريته بأيدى علشان اقطع عليه طريق انه يعرف يتاجر بشرفى
صمتت لثوانى تأخذ انفاسها المتلاحقه و اقتربت من المكتب و ضربت عليه عده ضربات و قالت بصوت عالى
- اكتب اللى انت عايزه ... اقول اى حاجه وصل القضيه انى اخد اعدام انا تعبت و الله تعبت انا عايزه اروح لاخويا و ابويا الدنيا دى وحشه و حشه اوووى اوووى ملقتش اللى يحمينى منه و من امى و من نفسى انا ضعت ضعت و انتهيت من زمان و مكنش ينفع كل ده يروح هدر مكنش ينفع
وجلست ارضا تبكى بأنهيار امام صدمه من بالغرفه بروح القانون يشعر ادهم من داخله انه يريد فتح الباب لها وهو يقول
- اخرجى انتِ حره انتِ مش مجرمه مكانك مش هنا
و كان عزيز يشعر انه يود ان يحتضنها بحنان ابوكى فهو تخيل ابنته للحظه مكانها تتعرض لكل ما قالته انه بيده كان سيخرج احشاء ذلك القذر و يخلص العالم من شره
نظر عزيز الى السيد ادهم و مد يده ببعض الاوراق و هو يقول
- سيادتك موكلتى بتتعالج نفسيا منذ اكثر من شهر و دى تقارير الدكتور المعالج ليها و كمان قبل قيامها بجريمه القتل تم خطفها من منزلها و فى شهود كمان على كده ده غير الكلام اللى هى لسه قايلاه و حالتها النفسيه السيئه اللى اعتقد انها لا تسمح باستكمال التحقيق
هز ادهم راسه بنعم و قال بهدوء
- آمرت انا ادهم الالفى بتحويل المتهمه نور محرم سيد محرم الى مستشفى الامراض النفسيه و العقليه لمده ٤٥ يوم لتوقيع الكشف الطبى عليها و التأكد من سلامه قواها العقليه
ضغط ادهم على ذلك الذر الموجود بجانب مكتبه ليدلف اليه العسكرى و ادى التحيه باحترام ليقول ادهم
- ناديلى يا بنى سياده المقدم طارق الرشيدى و ابقا هاتلى الست اللى بره دى
فنفذ العسكرى ما آمر به من فوره لينظر ادهم الى عزيز و قال
- حضرتك تقدر تتفضل بره دلوقتى
ليشكره عزيز و غادر الغرفه ليجد صهيب ينتظره بالخارج فى حاله عصبيه شديده و حين وقعت عين صهيب على عزيز اقترب منه سريعا و هو يقول
- طمنى عليها ... هتتسجن؟
قص عزيز كل ما حدث سريعا الى صهيب و طلب منه عدم اثاره المشاكل من اجلها ليهدء صهيب تماما مما ادهش عزيز بشده و لكنه استعاد نفسه من اندهاشه و قال
- دلوقتى نور تم تحويلها لمستشفى الامراض النفسيه و العصبيه علشان يتأكدوا هى مريضه نفسيا و لا لا .... انا سلمت تقارير دكتور اكرم و كمان اثبت فى المحضر حدثه اختطافها و دلوقتى والدتها هيخدوا اقوالها و اقوالك و اقوال دكتور اكرم و لو فى اى شهود على اى واقعه او موقف لازم تقولوا اساميهم علشان يتم استدعائهم للتحقيق
نظر صهيب بغضب الى نوال وهى تدلف الى غرفه الضابط و قال
- انا لو اطول اقتلها زى الزفت التانى مش هتأخر
لم يعقب عزيز او اكرم على كلمات صهيب التى تنم عن خوفه و قلقه و ايضا شعور بغيط لا احد يستطيع تحمله وهو الخساره الوشيكه و الكره القوى لضعف ام تركت ابنتها تقع فى مستنقع اوصلها فى النهايه الى الضياع الكامل و لكن اقترب عزيز خطوه من اكرم و قال بصوت منخفض
- بختصار كده يا دكتور نور قتلت وهى بوعيها و لا لا
صمت اكرم لثوانى ثم قال
- نور من سن صغير جدا اتعرضت لمواقف كتير لا يتحملها اى انسان و من كتر الصدمات و الخوف و الدمار كانت حاسه ان خلاص روحها من اللعنه اللى لعنها بيها عمها هو موته هو حضرتك مستهين بكل اللى حصلها
صمت عزيز يفكر فى كلمات اكرم و يحاول استيعابها ثم قال
- على العموم مفيش قدمنا غير انتظار تقرير المستشفى و كمان شاهده الشهود و ربنا يستر من شهادته والدتها
هز اكرم راسه بنعم فى حين كان صهيب فى حاله اخرى وهو يراها تخرج من الغرفه بصحبه نفس الضابط الذى القى القبض عليها و مجموعه من العساكر و يديها محاطه بالاساور الحديديه البغيضه لتنحدر تلك الدمعه الخائنه من عينيه امام تلك الابتسامه الممتنه على وجهها .
•••••••••••••••••
كانت تجلس امام وكيل النائب العام و هى تضم مأذرها الذى لا ترتدى شىء اسفله لا تتوقف عن البكاء وكان السيد ادهم يتابع كل حركه منها بتركيز شديد ثم قال
- انتِ شفتى نور لمًا طعنت المجنى عليه ؟
رفعت عيونها تنظر اليه و قالت بصوت لا روح فيه
- حضرتك عايزها تعمل ايه و هو كان بيحاول يعتدى عليها و قدامى و انا مقدرتش اعمل حاجه مقدرتش
قطب ادهم حاجبيه و قال
- كان عايز يغتصبها قدامك ؟!
هزت راسها بنعم بهستيريا و قالت بصوت عالى نسبيا
- زى ما كان بينام معايا قدمها يجبرها انها تقعد تتفرج وهو ...... زى مكان هو كمان بيقعد يتفرج عليا وانا فحضن الرجاله اللى بيجبهم البيت
لتجحظ عين ادهم بصدمه لتكمل هى
- اشرف كان لازم يموت يا بيه ده الشيطان و الشيطان لازم يموت ده قواد و شاذ و كل حاجه قزره هتلاقيها فيه اسمه اشرف و هو عديم الشرف و النخوه و الرجوله
ثم بدأت فى لطم وجنتيها وهى تقول
- اغتصب ابنى و سكت موت جوزى بحسرته و سكت كان عايز يضيع بنتى و سكت غرزنى فى وحل الجنس و الدعاره و سكت انا كمان كان المفروض اموت انا كمان شيطانه الساكت عن الحق شيطان و انا سكت سكت و ضعت و ضعيت بيتى و ولادى انا كمان شيطانه انا كمان كان لازم اموت
كان ادهم يشعر من داخله بالغضب من تلك الجالسه امامه شبه عاريه تخبره بكل بجاحه عن مغامراتها الجنسيه والتى كان يسهلها لها زوجها انه من داخله يشكر نور على قتلها ذاك القذر و تخليص العالم منه و لو بيده لامر برجم الجالسه امامه حتى الموت و لكنه قال
- و قعى على اقوالك ... و متفكريش تسافرى او تختفى فأى مكان علشان لو احتجنا شهادتك تانى
هزت راسها بنعم و وقعت الاوراق و غادرت الغرفه ليقابلها صهيب عند الباب بنظراته الكارهه و المحتقره جعلتها تخفض راسها وهى تشعر بالخزي و العار
•••••••••••••••••••••••
جلس صهيب اما وكيل النيابه الذى بدء يسأله وهو يجيب بكل صدق ...... قص عليه كل ما يعرفه من اول مره وقعت عينيه عليها حتى لحظه رؤيته لها فى بيت والدتها و اخبره ايضا اسم حارس العقار الشاهد على واقعه الاختطاف
كذلك اكرم الذى بدء يشرح له كل اعراض مرض نور و ايضا نوباتها و اعترافاتها و حركات جسدها و حالتها وقت انفعالها و تعرضها لضغط نفسى شديد و محاولتها فى الهجوم عليه و جرح يده و قتها باظافرها
- نور مصابه بمرض اضراب ايذاء النفس غير الانتحاري و ده بيحصل للاشخاص اتعرض لصدمات كتير جدا او اعتداء جنسى او عاطفى او تعرض لشعور بالفشل او كراهيه النفس .... علشان كده نور كانت بتجرح جسمها و تشوهه كانت حاسه بالعجز امام جبروت عمها و ظلمه البين موت ابوها واخوها خلق جواها احساس ان كل اللى بيحبوها سابوها و مشيوا و مفضلش غير اللى بيكرهوها و بيتمنوا اذيتها كمان كانت ديما عندها شعور ان عمها زى اللعنه فى حياتهم و لازم يموت علشان كل حاجه ترجع زى الاول
ليهز ادهم راسه بنعم ثم قال باستفهام
- يعنى المرض ده يخليها تقتل بدون وعى ؟! او بشكر اخر بدون نيه مسبقه للقتل
هز اكرم راسه بنعم و قال
- لو تعرضت لتضغط نفسى قوى و شعور بالكراهيه و شعرت بخطر حقيقى من الشخص ده .... ممكن ... لانها و قتها بتكون داخل دايره الخوف و الاتهاض و ده بيخليها عدوانيه جدا
وقع اكرم على اقواله و خرج من الغرفه ليجد صهيب يتحدث فى الهاتف ظل واقف فى مكانه على مسافه مناسبه حتى ينتهى من مكالمته و بعد عده دقائق كان صهيب قد وصل حده الاقصى فى الغضب اقترب منه اكرم و وضع يده على كتفه و نظر اليه بهدوء ليغمض صهيب عينيه و ظل يأخذ عده انفاس متلاحقه حتى يهدء ثم قال
- خلال نص ساعه هكون فى البيت
واغلق الهاتف و نظر الى اكرم الذى قال
- بكره هعملك جلسه استثناء عن مواعيد جلساتك انت اكيد محتاج تتكلم
هز صهيب راسه بنعم و غادروا النيابه و قلبه معلق بتلك التى رحلت من امامه ذهابه الى مستشفى الامراض العقليه دون ان يستطيع منعها او حمايتها او طمئنتها
••••••••••••••••••••••••
حين وصل الى البيت كان والده فى انتظاره بعد ان اقنع ميما ان صهيب قد سافر مع صديق له لاحدى المدن الساحلية لتقضيه يوم خارج ايطار العمل و هى شعرت بالسعاده لذلك و بالفعل صعدت الى غرفتها و لا تشعر بشىء البته
وقف جواد امام ابنه ينظر اليه بتفحص ثم قال
- انا لازم اعرف كل حاجه و دلوقتى
اغمض صهيب عينيه وهو يفكر هو لا يستطيع اخبار والده بأى شىء لن يشوه صورتها امامه مهمها حدث اخذ نفس عميق ثم قال.
- دكتور اكرم صديقى عنده حاله من اللى بيعالجها قتلت عمها فكان مطلوب شهادته فى النيابه كمان طلب منى اشوفلها محامى كويس يمسك القضيه فكلمت استاذ عزيز
يشعر من داخله ان ابنه يقول الحقيقه خاصه و عزيز قد اخبره بذلك ايضا
فاقترب من ابنه و قال بهدوء
- صهيب انا مليش غيرك يا ابنى قدر خوفى وقلقي عليك و لو فى اى حاجه احكيلى عليها صدقنى هستوعبك وهسمعك
كان من داخله يود لو يلقى بنفسه بين ذراعى والده يبكى و يقص عليه كل ما بداخل قلبه يسأله العون لكنه لا يستطيع ...... انحنى صهيب يقبل يد والده و قال بإحترام
- انا عارف و فاهم و مقدر يا بابا بس ارجوك انت كمان خليك واثق فيا
ليبتسم والده وربت على كتفه وقال
- انا مش بثق غير فيك .... ربنا يطمنى عليك ديما
ليقف صهيب و قال بارهاق
- عن اذنك يا بابا هطلع اوضى لانى بجد مرهق جدا ومحتاج انام
ربت على كتف ولده من جديد و قال
- تصبح على خير يا حبيبى
- وحضرتك بخير
وغادر من امام والده و هو يدعو بصمت ان تكون بخير ان يستطيع غدا الاطمئنان عليها و رؤيتها
•••••••••••••••••
فى صباح اليوم التالى رغم مرار و صعوبه ما حدث بالامس استيقظ الجميع باكرا و خاصه ايمن الذى اخذ حمام سريع و غادر سريعا دون ان يشاهده احد فهو لم يتقبل ما حدث و لا يستوعبه ايضا و عليه ان يذهب الى المستشفى حتى يعلم متى موعد العمليه علها تعود الى الحياه تساعده و تدعمه اخبره بماذا اخطىء حتى يحدث ذلك بين زهرتى حياته
و استيقظ سفيان ايضا قبل مهيره ببعض الوقت انه يشعر بثقل المسؤليه ان الامور تتصاعد بشكل كبير و لابد من ايجاد حل سريع لها .... شمس تكاد تخرج عن السيطره صحيح قد اخذ منها هاتفها بالامس و لم يسمح لها بالخروج و اعطى اوامره لحراس القصر بعد السماح للتوأمتين بالخروج من باب القصر بمفردهم و لكنه يخشى ان تقوم بأى فعل متهور فعقلها يحمل الكثير من الافكار الشريره و قلبها به الكثير من الحقد
اخذ نفس عميق اخرجه بهدوء يحاول ان يهدء فعليه اليوم ايضا مهمه ثقيله عليه ان يقوم بها دون علم مهيره فيكفيها ما تمر به
فالان اصبحت مهيره كبيره العائله و لديها مسؤليات عده وهو يخشى عليها من كل ذلك فمهرته اصبحت فرس قوى قائد على قدر المسؤليه
دلف الى الحمام ثم ابدل ملابسه و ادى فرضه و دعى الله ان يمر اليوم بخير و غادر الغرفه بهدوء
•••••••••••••••••
خرج من الغرفه و توجه الى الغرفه التى نقل اليها ليل اطمئن عليها ليجدها على حالها كما قال الطبيب
- الدواء هيخليها نايمه طول اليوم علشان اعصابها ترتاح و نقدر نحدد هتحتاج دكتور نفسى و لا لا
ثم توجه الى غرفه شمس ليجدها تجلس فى منتصف سريرها تنظر الى الحائط الذى امامها بنظرات غريبه و قدميها يهتزان بشده دلف الى الغرفه و اغلق الباب و جلس امامها لتنظر اليه بغضب و كره ليبتسم ابتسامه صغيره ثم قال
- احنى مش بنكرهك يا شمس انتِ بنتنا و تهمينا لكن انتِ غلطتى غلط كبير و جرحتى اختك نصك التانى توأمتك
لم تتغير نظرات عينيها اليه فأخذ نفس عميق ثم وقف على قدميه و هو يقول
- واضح ان كلامى مش عاجبك و مش مصدقاه لكن احب اقولك انه حقيقى جدا و مع ذلك
صمت لثوانى ينظر اليها بتفحص ثم اكمل
- مفيش خروج من البيت و لا من الاوضه عمتك هتجبلك الاكل لحد عندك
لم ينتظر ردها و هى فى الاساس لن تقول شىء فخرج من الغرفه تتبعه نظراتها الحارقه وبعد ان اغلق الباب استمع لشىء يضرب به بقوه مع صوت صرخه عاليه
وكانت هى بالداخل تجلس ارضا تستند على الباب تبكى و تصرخ بصوت عالى
•••••••••••••••••••
كانت غارقه فى النوم فهى لم تستطع النوم بالامس بعد كل ما حصل ظلت تتحدث مع أواب عن خوفها على خالها و صدمته الكبيره فى ابنته و خوفها على والدتها فهى لم ترتاح بعد مرض الخاله ملك و بعدها اصابه زوجها و ولدها و الان مشكله بنات اخيها
تململت فى نومها على اثر ارتفاع رنين هاتفها بنغمه الرسائل المتتاليه فتحت عيونها و امسكت هاتفها لتجد مجموعه رسائل من أواب
(( صباح الخير ... لسه نايمه لحد دلوقتى يا كسلانه ))
(( محضرلك مفاجئه ))
(( لو مصحتيش دلوقتى هتروح عليكى ))
(( طيب انتِ حره انتِ الخسرانه ))
(( على فكره انتِ كده نومك تقيل اوووى ))
(( يلا اصحى بقا خلى شمسى تنور ))
(( انا زعلان على فكره ))
ابتسمت بسعاده وهى تعتدل جالسه و اتصلت به وحين اجاب قالت بصوت ناعس
- انا صحيت اهو ... هو فى احلى من انى اصحى على رسائل و مفاجئه كمان ومن مين من السيد أواب شخصياً ده تطور كبير
ليضحك بسعاده ثم قال
- طيب يلا اجهزى هعدى عليكى كمان نص ساعه حلو
- حلو جدا
قالتها بسعاده و اغلقت الهاتف و غادرت السرير سريعا و دلفت الى الحمام و بدأت فى الاستعداد فكم هى سعيده بذلك التغير الذى اصبح واضح فى شخصيه أواب و من يشعرها ذلك بأنها استطاعت ان تربح ذلك التحدى الذى وضعت نفسها فيه من اجله و اجلها
••••••••••••••••••••
وصل سفيان الى قسم الشرطه المحتجزة به روان حتى موعد المحاكمه و دلف الى غرفه الضابط بعد ان طلب الاذن بالدخول
جلس امام الضابط الذى رحب بعد ان عرف من هو و سبب حضوره و بعد عده دقائق كانت روان تجلس امامه و حين رآها شعر بالصدمه ان من تجلس امامه ليست روان الشامى تلك المرأه ذات النفوذ و السلطه المغروره ايقونه الجمال انها الان شبح لامرأه كانت ذات يوم رمز للجمال .... شعر مشعث و ملابس متسخه و ايضا ملامح باهته و حين رأته
هى شعرت بالامل يتجدد داخل روحها التى ماتت منذ تلك الرساله التى وصلت لها من عزمى
(( عزمى بيقولك انسيه و انسى اسمه املاكك و بقت ملكه و انت مكانك فى السجن هو كده اخد حقه و حق اخوه اللى اخدتى منه كل فلوسه و موتيه بحصرته ... ربنا معاكى بقا فى اللى هتشفيه فى السجن اتبسطى ))
اقتربت سريعا من سفيان و امسكت يديه و هى تقول بأسف و رجاء
- انا اسفه و الله اسفه انا مكنتش عايزه أذيك و لا أذى ولادك انا بس كنت عايزه .... عايزه
شعر بالشفقه عليها ليربت على يدها الممسكه به بقوه و قال فى محاوله منه لتهدئتها
- اهدى يا مدام روان اهدى و اقعدى خلينا نعرف نتكلم
جلست سريعا و هى تقول
- انا عارفه انى مستحقش منك اى مساعده او عطف و اللى عملته لا يمكن تسامحني عليه بس ارجوك انا محتاجه مساعدتك محتاجه
ليقاطعها و هو يقول
- لو سمحتى اهدى علشان انا مش فاهم حاجه
صمتت تنظر اليه بيأس انه لن يساعدها و كيف يساعدها وهى من حرضت على قتله و قتل اولاده من وجه نظره
اخذت نفس عميق ثم قالت
- انا والله كنت بس عايزه ..... عايزه اقرص و دنك غرورى صورلى انى اقدر اعمل ده و خليك تفكر فيا بس و الله انا مكنتش عايزه
اشار لها ان تصمت و قال بهدوء
- كل الكلام ده دلوقتى اعتقد يعنى انه ملوش لزمه خصوصا ان فى تسجيل بصوتك بتحريضك على قتلى و قتل ولادى
صمت لثوانى ليرى شحوب وجهها بسبب انسحاب اللون من وجهها ليكمل قائلا
- انا جاى دلوقتى علشان اعرف انتِ عايزه منى ايه تانى ؟ بعتالى ليه ؟!
اخفضت راسها تبكى بقهر وهو يتابعها بصمت حتى قالت
- انا هنا بنضرب و اتهان و بمسح الحمامات عزمى اخد كل فلوسى و بقيت بقيت ملطشة الحجز
اقتربت منه و امسكت يديه برجاء ليبعد بيده سريعا
- ارجوك يا سفيان خرجني من هنا انا محتاجه اخرج من هنا انا ممكن اموت لو فضلت كده ممكن اموت و الله هموت
اخفض سفيان راسه وهو يفكر ماذا سيقول لها ان الامر ليس بيده اخذ نفس عميق ثم قال
- مدام روان انا حتى لو اتنازلت عن حقى فى الحق المدنى يعنى انتِ كده كده لازم تتعاقبى
ظلت تنظر اليه بيأس ثم و قفت على قدميها و توجهت الى الباب و فتحته ليمسك بها العسكرى ليعيدها الى الحجز و دلف الضابط من جديد ليقول له سفيان برجاء
- ارجوك خدوا بالكم منها بتتعرض للضرب فى الحجز
ليقاطعه الضابط و هو يقول
- مفيش عندنا الكلام ده و اكيد هى اللى مشاغبه علشان كده المسجونات مش سيبنها فى حالها
ظل سفيان ينظر اليه و من داخله يشعر بالضيق ثم غادر دون ان يقول اى شىء فأى كلام يصلح مع شخص كهذا
••••••••••••••••••••••
اقترب ايمن من الرجل الكبير و جلس بجانبه صامت بداخله اشياء كثيره يريد اخراجها و لا يعلم كيف يخرجها او لمن يقولها انه كان يبحث عن ذلك الرجل فى محاوله منه ان يجد شخص اخر لديه مصيبه اكبر منه عله يشعر ببعض الامل و انه يستطيع تخطى تلك المشكله ليشعر بالاندهاش حين ربت الرجل العجوز على قدمه و هو يقول
- همك تقيل يا ابنى و شايل كتير احكيلى يمكن اقدر اساعدك
نظر ايمن بصدمه و قال بصوت ضعيف
- حضرتك عملت معايا كتير كفايه موافقتك على انقاذ مراتى رغم صعوبه الموقف عليك
ابتسم الحج راضى و قال
- انت عارف اسمى ايه ؟! اسمى راضى من صغرى و انا راضى بكل حاجه تحصلى و علشان كده ربنا كان ديما بيراضينى ابويا و امى ماتوا وانا صغير رزقنى بزوجه حنونه و ليها اب و ام فى حنيه ابويا و امى و رزقنى بخمس اولاد عزوه و فرحه و سند
- خمسه
ردد ايمن خلفه باندهاش ليبتسم الرجل وهو يقول
- ايوه الكبير استشهد فى عمليه من عمليات الخونه الارهابين اللى عايزين يدمروا البلد و التانى راجع من شغله دخل نام مصحيش و مراتى كانت مريضه فشل كلوى و ملقتش المتبرع اللى ينقذها و ولادى الثلاثه انت عارف ماتوا ازاى
و امام اندهاش ايمن و صدمته من كلمات الرجل و تعجبه من هدؤه و ايمانه القوى .... صمت الرجل لعده ثوان ثم قال
- اللى خلانى اقبل ان ابنى بعد ما يموت يفتحو بطنه و يخدوا منه حته هو انى شفت فى مراتك اللى شفته فى مراتى و شوفتك زى مفيش فى ايدك حاجه علشان كده وافقت قولت لنفسى انقذهم من كل اللى انت مريت بيه انت و ولادك يا راضى
وقف ايمن امام الرجل ثم انحنى وقبل راسه ثم جثى امامه و قال
- من النهارده انا ابنك و بناتى احفادك و بيتى هو بيتك حضرتك مش هتكون و حيد بعد النهارده
ليربت الرجل على كتفه و هو يقول
- ر بنا يبارك فيك و يطمنك على مراتك و بناتك يا ابنى
فى تلك اللحظه اقترب الطبيب من مكان جلوسهم وقال بتوتر
- عم راضى كريم خلاص جاهز انه
هز الحج راضى راسه بنعم و وقف حتى يوصل جسد ولده الى مثواه الاخير ليقول له ايمن
- انا جاى معاك يعم راضى
ليتكىء العم راضى على ذراع ايمن و سار بجانبه بضعف و وهن فما اصعب من ان يوصل الاب بيديه ولده قطعه من روحه الى القبر و تلك المره الخامسه فاللهم ألهمه الصبر و لا يذيقها لاى شخص