الفصل الثامن و العشرون من للعشق اسياد بقلمى ساره مجدى
دلف جواد الى غرفه ليل بعد ان اخذ الاذن من جودى التى كانت لديها فى غرفتها منذ قليل كما اتفق مع مهيره
ترك الباب مفتوح و كانت جودى تجلس على الاريكه التى تواجهه الباب لتلاحظ كل ما يحدث بالداخل ..... كانت تعطيه ظهرها و تنظر الى النافذه الكبيره لضوء النهار كعادتها منذ ذلك اليوم .... جلس على الكرسى الذى و ضعه رحيم سابقا بجوار السرير و نظر اليها بحب كبير و قلق و خوف ان حبيبته تتألم بصمت عانت كثيرا من انطوائيتها و اهتزاز ثقتها فى نفسها خوفها ضعفها و استسلامها امام شخصيه اختها القويه و ها هى تدفع ثمن كل ذلك دون ذنب سوا طيبه قلبها
اسند ذراعيه على قدميه و قرب وجهه من وجهها حتى تكون عينيه تنظر الى عينيها مباشره و قال بهدوء
- ليل
ليرف جفنيها حين سمعت صوته ولكنها ظلت صامته لتتجمع الدموع فى عينيه و هو يراها على ذلك الوضع فنادا عليها مره اخرى ثم قال
- ليل ارجوكى متخوفينيش عليكى ردى عليا و طمنينى
لم تجيب بأى شىء ليقترب بوجه منها اكثر و قال
- وحشتينى ... و حشتينى اوووى حياتى من غيرك وحشه و ضلمه محتاج اسمع صوتك و اكلمك و تكلمينى تطمنى عليا و تطمنيني عليكى تشجعينى على المذاكره و النجاح تكونى الحافز اللى بسببه هطلع مهندس زى بابا
ليلاحظ تلك الدمعات التى تسيل من عينيها مرورا بأنفها ليبتسم و هويسمح لتلك الدمعات حبيسه عينيه بالسقوط على وجنتيه و قال
- ارجعى بقا ... ارجعيلي
و مد يديه يحتضن كف يدها رغم انه يعلم ان ما يقوم به خطىء الا انه لا يستطيع منع نفسه من تقديم الدعم و ان يشعرها انه بجانبها و يشعر بها
و كما كان يشعر انها بحاجه ذلك بشده كان هو يحتاج لذلك اكثر .. فهو من داخله يتلوى الما على حبيبته الذى لا يملك شىء يريحها به و لا يعلم ماذا عليه ان يفعل من اجلها سوا كلماته الصادقه التى تخرج من قلبه
ظل بجوارها يتحدث اليها احيانا يشعر بضحكه عينيها و احيانا يرى دموعها تتساقط كحبات المطر
و كانت جودى تدلف الى الغرفه تنظر اليهم نظره خاطفه تطمئن عليهم و ان كل شىء بخير و تغادر بصمت
وقامت بأدخال الطعام لشمس كما اخبرتها مهيره و اغلقت الباب من جديد رغم صراخ شمس و غضبها الشديد
•••••••••••••••••••••
كانت تقف امام لوحتها تخط عليها بعض الخطوط النهائيه لقد انتهت منها و اخيرا
تراجعت خطوه للخلف تنظر الى اللوحه بابتسامه واسعه
كانت تتأمل كل جزء فيها بتركيز شديد و سعاده و ابتسامه كبيره
- رسمتيني ازاى بالدقه دى ... و اعتقد النور ده انتِ
قال كل ذلك بعد و قوفه خلفها لعده دقائق يتأمل تلك اللوحه التى خطفت قلبه و روحه من اول لحظه التفتت اليه تنظر الى عينيه ليقول وعينه ثابته على اللوحه
- فعلا كنت عايش جوه ظلمه و عذاب لحد ما ظهرت ِفى حياتى وبدأت الدنيا تتغير صحيح ساعات الالم و العذاب و ضميرى بيرجع يألمنى و يلومنى بس
نظر الى عينيها ليرتجف جسدها من تلك النظره بسبب ما تحمل من رجاء و توسل و هو يقول
- بس ديما نظره عينك ليا اللى بتخلينى اتمسك بالحياه الحلوه اللى بتوعدنى بيها و اللى محتاج اعيشها
اخفضت بصرها ارضا بخجل لتجحظ عينيها بصدمه و هى تراه يقف على قدمين و بدون العكاز لترفع عينيها اليه باستفهام مندهش
ليخفض نظره ينظر الى قدمه الصناعيه بابتسامه متألما
و هو يفكر كيف اخذ القرار قبل ذهابه لاخوتها انها تستحق ان تسير بجانبه دون شعور بالخجل من هيئته و ايضا انها من حقها ان تعيش معه حياه سليمه و مريحه مثلها مثل باقى البنات لذلك ذهب اللى الطبيب الذى يتابع حالته من وقت وقوع الحادث و الذى طالما عرض عليه امر القدم الصناعيه و لكنه كان دائما يرفض و طلب منه تجهيزها فى اقرب وقت
و بالامس اتصل به الطبيب و اخبره ان القدم الصناعيه جاهزه و رغم الالم الذى يشعر به لعدم تعوده عليها الا ان الشعور المسيطر عليه هو الخوف الخوف من رفضها الخوف من ان يكون غير لائق بها خرج من افكاره على كلماتها
- حصل امتى ده ... و الاهم مريحاك مفيش الم مرتاح و انت ماشى بيها
كان ينظر الى عينيها التى يبدوا عليها القلق حقا و صوتها الناعم الرقيق الذى يهتم و يحنوا و يقلق غير مصدق ان الاهم لديها هو راحته و قال بابتسامه صغيره
- فى شويه الم و كمان مش متعود عليها بس احساسى و انا ماشى من غير العكاز يستاهل الالم البسيط ده كمان انك تكونى مبسوطه و سعيده و انى اشوف الاهتمام و الخوف ده عليا يستاهل يا مريم الالم
ظلت تنظر اليه بحنان ثم اقتربت خطوه نحوه فهى تعلم جيدا بما يفكر و مما يخاف
اخفضت نظرها تنظر الى قدمه الصناعيه ثم رفعت عينيه الى خاصته و قالت بحب و صدق
- انا اللى هيبسطنى انك تكون مبسوط و سعيد و مرتاح انا حبيتك و انت على حالك القديم يعنى لو كل ده يفرق معايا اعتقد حتى مكنتش خطرت على بالى لكن
صمتت لثوانى كان هو ينتظر تكمله كلماتها على شوق و قلق .... لتبتسم ابتسامه صغيره و قالت
- بس تعرف انك من غير العكاز و انت واقف على رجليك كده بالشياكه دى بقيت شبه نجوم السينما و صغرت يجى عشر سنين و شكلى كده هغير و هتبقا مشكله
قالت كلمتها الاخيره بغمزه مرحه .... ليضحك بصوت عالى لتتسع ابتسامتها و يرتسم الفرح على ملامحها و تشعر ان قلبها يرفرف عاليا بسعاده كبيره لو كانت تظن نفسها غارقه فى حبه فهى الان غارقه حد الموت فى هواه فكم ضحكته تخطف الانفاس و كم هو شديد الوسامه مع تلك الضحكه الرائعه
لم يكن يعلم هو عن كل ما يدور داخلها و لكنه حين هدئت ضحكاته نظر اليها بحب و قال
- مفيش اى حاجه فى الدنيا تخليكى تغيرى فى الاساس انا ليكى انتِ و بس الدنيا كلها عندى انتِ و بس ... انا اتولد من جديد على ايدك انتِ طفل متعلق بطرف توبك انا روحى متعلقه بروحك
صمت لثوانى و نظر الى عمق عينيها و قال
- مريم انا بحبك
كانت فرشات الحب ترفرف بداخل قلبها تحملها الى جنتها الخاصه بهم حين سمعوا صوت يقول
- عشت حياتك و نسيت اللى كان خلاص يا عمر
ليلتفت عمر لصاحب ذلك الصوت الذى ينظر اليه بغضب شديد و ينظر اليه عمر بنظره غير مفهومه جعلت قلبها يسقط ارضا متهشما بعد ان كان يرفرف فى السماء بسعاده
•••••••••••••••••••
و صل امام بوابه مستشفى الامراض النفسيه و العصبيه و اظهر تصريحه بالدخول لتفتح له البوابات ليعبرها بهدوء ثم اوقف السياره امام البوابه الداخليه لمبنى المستشفى و ترجل منها و دلف الى المستشفى و سأل عنها ليتصل الموظف بالطبيب المعالج الذى حضر من فوره و وقف أمام أدهم الذى عرف نفسه للطبيب و قال مباشره
- عايز اعرف رأيك المبدئ فى حاله نور و كمان عايز اشوفها
هز الطبيب راسه بنعم و اشار اليه ان يسير معه وهو يقول
- طيب اتفضل حضرتك معايا
سار بجانبه حتى وصل اللى مكتب الطبيب الذى قال و هو يشير لأدهم بالجلوس
- اتفضل حضرتك اقعد تحب تشرب حاجه
هز أدهم رأسه بلا ليجلس الطبيب امامه و قال
- انا قعدت جلسه واحده مع الحاله لكن طبعا من وقت دخولها هنا و هى تحت الملاحظه و تم الكشف الطبى على كامل جسدها للتأكد من ادعائها بتشويه جسدها
كان أدهم يستمع اليه بتركيز شديد ليكمل الطبيب كلماته قائلا
- فى الحقيقه معظم جسمها فى خطوط كتيره جدا و كلها بسبب جروح بأله حاده رجليها و دراعتها حتى منطقه البطن و فى جروح متفرقه اعلى الصدر و العنق
قطب أدهم حاجبيه بضيق و شعر بألم قوى داخل قلبه ليكمل الطبيب كلماته
- و فى الجلسه اللى حصلت لاحظت كم الكره اللى جواها تجاه القتيل و كمان احساسها الكبير بأنها هى المسؤله عن رد حق ابوها و اخوها ... كمان تجنبها الكلام عن امها كمان الحاله العصبيه اللى بتحصل لها لما ايدحد يجيب سرته او يتكلم عنه
صمت الطبيب و ظل أدهم صامتا ليفكر فى كلمات الطبيب بتركيز شديد ثم نظر اليه وقال
- تقدر تقولى اذا كانت قتلته بوعيها و لا لا يعنى هى مذنبه او لا
طرق الطبيب على سطح المكتب بأطراف اصابعه ثم و قف على قدميه و دار حو المكتب و جلس اما أدهم و هو يقول
- شوف حضرتك انا مش هقدر اقول دلوقتى اى حاجه غير ان الانسانه دى شافت حاجات تضيع عقل اى انسان انا لما تخيلت نفسى مكانها لثوانى حسيت انى محتاج اقتله تانى ... لكن التقرير النهائى هيوصل لحضرتك و مفصل
لمعت عينيى أدهم و هو يتأكد من إحساسه فوقف و هو يقول
- ممكن اشوفها ؟
هز الطبيب راسه بنعم و سار بجوار أدهم و هو يقول
- لاحظت انها طول الوقت صامته جدا ..... كمان بتنام كتير جدا و الأهم من كل ده انها ساعات كتير الممرضه بتسمعها بتكلم حد و لما سألتها قالتلها بكلم ضياء
نظر اليه أدهم باندهاش مستفهم ليكمل الطبيب حديثه و هو يقول
- معرفش مين ضياء ده كمان انا محتاج اتكلم مع الطبيب المعالج ليها قبل وقوع الجريمه
انهى كلماته و هو يقف امام احد الابواب و قال و هو يشير الى الباب
- اتفضل
ابتسم أدهم ابتسامه صغيره و هز راسه بنعم و طرق الباب ثلاث طرقات ثم فتح الباب و دخل و اغلق الباب خلفه
كانت هى تقف امام النافذه الزجاجيه الكبيره تنظر الى الحديقه الكبيره الواسعه التى تطل عليها غرفتها صامته و هادئه تماما ان ما تشعر به الان لا يستطيع احد استيعابه و تفهمه لا احد يستطيع فهم كم هى تشعر بالراحه و الهدوء و السلام
ظل واقف عند الباب يتأمل وقفتها الصامته الهادئه و من داخله يزداد ذلك الشعور الذى لا يستطيع تفسيره
اقترب منها بهدوء و وقف امامها لتشعر به و رفعت عيونها تنظر اليه بهدوء شديد لم يدهشه فى الحقيقه ظلت صامته تنظر اليه و هو كذلك ظل يتأملها بصمت لم تقطعه هى او هو كل منهم ينظر الى الاخر و بداخله افكار كثيره لا يعلم عنها الواقف امامه شىء
بعد بعض الوقت اغمضت عينيها لثوان ثم نظرت الى النافذه من جديد ليقول هو مباشره حتى يتحقق مما يفكر به
- اغتصب اخوكى
لتنظر اليه بسرعه كبيره و بغضب شديد ليكمل هو بهدوء يصل حد البرود
- موت ابوكى بحسرته .... قتله يعنى
ليبدء ذلك العرق النابض فى عنقها بالنفور و تشتد نظرات عينيها غضبًا ليكمل بهدوء مستفز
- كمان كان قواد على امك و كان عايز يخليكى انتِ كمان ....
و لم يكمل كلماته لكن ما يقصده وصل اليها بوضوح لتشتعل عينيها غضبًا و حقداً و انتفخت اوداجها و تحولت نظراتها لنظرات لم يستطع تفسيرها
ليكمل قائلا
- وكمان كان بيخليكى تتفرجى عليهم و هما
لم تدعه يكمل كلماته لتهجم عليه و تخدش وجنته بأظافرها و لولا رده فعله السريعه لكانت افقدته عينيه و هى تصرخ به
- كلكوا حيوانات كلكو زباله كلكو ميهمكوش الا الفلوس و اجسام الستات كلكو كلاب
كل ذلك وهى تحاول الوصول الى وجهه لولا انه يقيد يديها بقوه كانت ستؤذيه بشده
كانت تصرخ به بحقد و غل و هى تراه عمها و ترى امامها كل ما فعله معها و مع اخيها و ابيها و كان هو يشعر بالراحه لرؤيته بعينه ما يحدث لها حين يتم الضغط عليها او التحدث فيما حدث او مرت به
دلف الطبيب و الممرضه حين وصل اليهم صوت صراخها ليجدوها تحاول الاعتداء على أدهم الذى يكبل يديها بهدوء شديد دون تزمر او حديث امر الطبيب الممرضه بإحضار حقنه مهدئه و استغل امساك أدهم لها جيدا و غرز الحقنه فى وريدها لتبدء يديها فى الارتخاء و جسدها ايضا
ليترك ادهم يديها بهدوء و سريعا حملها ليضعها على السرير و هو ينظر اليها بشفقه وحزن و احساس اخر لا يفهمه او لا يصدقه
•••••••••••••••••••••
كان فى طريقه الى شركه والده بعد ان اتصل بوالدته و علم انه بعد ان اطمئن على الخاله ملك ذهب الى بلدتهم ليطمئن على سير العمل بشركته و شركه ايمن
فقرر الذهاب اليه مباشره قبل الذهاب للقصر و رؤيه والدته
كان زين يجلس داخل مكتبه فى مقر شركته يراجع كل الاوراق و كل ما تم الفتره الماضيه
و رغم تركيزه الشديد على العمل الا ان عقله كان يدور فى دوائر الحيره و القلق هل قصر فى حق ولده و لم يهتم بمشاعره و افكاره
حتى يلجىء الى سفيان الذى رغم كل ما يمر به اهتم بطلبه و نفذه من فوره
اخذ نفس عميق و هو يحاول اخراج كل تلك الافكار من من راسه لكن صوت طرقات على الباب و دخول آسر المرح الذى رسم الابتسامه على وجهه ابيه جعله يغادر من خلف مكتبه ليقابل ولده الذى حين اقترب من والده القى الحقيبه ارضا و انحنى يقبل يديه و هو يقول
- بابا ارجوك سامحنى لو تصرفى ضايقك و كلامى مع عمو سفيان زعلك
ليوقفه زين عن فعل ذلك و نظر الى عين و لده وربت على كتفه وهو يقول بأقرار
- انا اللى اسف يا ابنى انى مكنتش مهتم بالقدر الكافى اللى خلاك تلجىء لسفيان
فتح آسر فمه حتى ينفى ما قاله والده و لكن زين اكمل قائلا
- ربنا يفرحك يا حبيبى و تبقا ان شاء الله خديجه من نصيبك
ليبتسم اسر بسعاده و هو يسير بجانب والده ليجلسوا على الاريكه الكبيره و هو يقول
- تفتكر يا بابا هتوافق عليا و لا فرق السن هيكون مشكله كبيره عندها
ربت زين على قدم ولده و هو يفكر كم انه ولده رائع محب و قوى و محارب يقف فى وجه العالم من اجل من يحب
- خليك واثق فى حبك و من قلبك الكبير خليك واضح و صريح و خليك ديما صريح و صدقنى اللى بيخرج من القلب بيوصل للقلب
قال جملته الاخيره و هو يضع يده موضع قلب ابنه الذى ابتسم بسعاده و هو يمسك يد والده يقبلها باحترام و حب
••••••••••••••••••••••
كانت تجلس فى غرفتها بعد ان اغلقت كل نوافذ المنزل و الباب تتلفت حولها بخوف و هستيريا فبعد ما حدث و تأكدت شكوك كل الجيران واصبحت فضيحتها يعلما القاصي و الدانى اصبح الجميع يرغب فى رحيلها من المنزل والمنطقه الكل يرفض بقائها يرفضون بيع اى شىء لها لا طعام و لا شراب و لا دواء
كانت تبكى بصوت عالى تلعن نفسها و اشرف و تلك الحياه التى تقبلتها بضعف رغم ان الموت كان افضل لها من كل ذلك و من تلك الحياه التى خسرت فيها كل شىء نفسها و اولادها و زوجها الذى اكرمها و هى قابلت كل ذلك بهوان و ضعف و رضا بالسقوط فى وحل الخطيئه
لم يتبقى لها سوا ابنتها انها املها الوحيد ... و لكن هل هناك امل فى مسامحتها و ان تنال يوم ما رضا ابنتها و مسامحتها
••••••••••••••••••••••••••
و صل ادم الى القصر بعد ان اوصل صديقه الى بيته و وعده بحضور عقد القران مساء
ركضت مهيره تحتضنه بحب و شوق و كأنها تريد ان تطمئن بوجوده
القى التحيه على الجميع و دلف الى غرفته بعد ان اخبر والدته انه سيرتاح قليلا حتى يستطيع الذهاب الى عقد قران صديقه
حين اغلق باب غرفته اتصل على جورى فهو منذ ذلك اليوم لم يتصل بها فهو نفسه كلما تذكر ذلك الفيديو لم يستطع منع نفسه عن الضحك لذلك لم يتحدث معها فهو يعلم جيدا انها لن تمرر الامر مرور الكرام
ضحك و هو يتذكر ما فعله براجح حين انتظره حتى انتهى يومه الدراسى و عاد الى الغرفه ليدعى النوم حتى بدء راجح فى تبديل ملابسه ليقف على قدميه بصعوبه و انقض عليه من الخلف و كبل يديه خلف ظهره و ظل يلكمه و الاخر يضحك و هو يقول
- يا صاحبى عايزها تشوف الوجه الاخر لآدم الحديدى
- و انت مالك انت ... دخلك ايه ها ليه تهز هيبتى قدامها
قالها بغيظ مصتنع ليستطيع راجح الهروب من يديه و لكماته و هو يقول بضحكه واسعه
- بس متنكرش انها كانت حركه جامده
ليجلس آدم على سرير راجح و هو يضحك و قال باستسلام
- انا مش مصدق نفسى يا لمبى
ليقترب راجح منه و جلس وهو يقول
- مع راجح كل جديد ... بس انا لن اتنازل عن رقصه يوم كتب كتابى ماشى يا كبير
ليربت آدم على قدم راجح و هو يقول
- ربنا يتمملك على خير يا صاحبى ... و عقبال ما اشوف ولادك
ليبتسم راجح وهو يقول
- نوصل بس لمرحله الفرح ومش عايز اكتر من كده
عاد من افكاره حين سمع صوتها تقول بمرح
- مكنتش اعرف آن آدم الحديدى بيتكسف
رفع حاجبيه و هو يقول لنفسه (( و بدأنا ))
لتكمل هى بابتسامه واسعه
- مكنتش اعرف انك بتحبنى اوووى كده و كمان مكنتش اعرف انك بتعرف ترقص يا اين خالى
ليقول بصوت عالى نسبيا
- جورى خلصنا بقا ... الله يخربيتك يا راجح يا فاضحني
لتضحك بصوت عالى حين قال هو من جديد
- النهارده كتب كتاب راجح تحبى تيجى معايا
- بجد يا آدم
قالتها بسعاده و عدم تصديق ... ليقول لها باندهاش
- ايه يا بنتى هو انا مش بخرجك و لا ايه
- لا مش كده ... بس استغربت انك عايزينى اروح معاك فرح صاحبك آدم الغيور انت عارف بقا
قالت موضحه ليأخذ نفس عميق و هو يقول
- انا بحب راجح جدا و عايز اكون معاه و افرحه و كمان انتِ اغلى ما ليا و عايزك كمان تكونى معايا ... علشان انت حبيبتى
•••••••••••••••••••••••••••
وصل اسر القصر هو و زين لتستقبله فرح بشوق و اخذته مهيره مباشره الى غرفه المكتب دون ان تسمح لاحد منهم للانضمام الى تلك الجلسه ليضحك سفيان بصوت عالى و هو يقول
- بقت قويه و محدش بقا قادر يقف قدامها
ليضحك زين بصوت عالى وهو يقول بمرح
- يا ابنى اصلا مين فينا يقدر يقف قدامهم اسكت يا عم خلينا ناكل عيش
- بتقول حاجه يا زين
قالتها فرح بصوت يحمل الكثير من التحذير ليقول هو بابتسامه سمجه
- ابدا يا روحى ده انا بدعى ربنا يخليكم لينا
- الله يرحمك يا رجوله
قالها سفيان بمرح ليضحك زين بصوت عالى و هو يقول
- نقرالها الفاتحه كلنا بقا
لتضحك فرح على منوشاتهم و كانت زينه تتابع ما يحدث و على وجهها ابتسامه سعيده خاصه مع رسائل محمد المستمره الذى يرغب فى الاطمئنان عليها و رؤيتها و عن نفاذ صبره و عدم تحمله الصمت اكثر و الانتظار و انه سيتصل بوالدها يطلب منه مقابله عاجله
••••••••••••••••••••••
جالس امامها ينظر اليها بابتسامته المرحه لتقول هى بعصبيه لعدم قدرتها على محو ابتسامتها
- واد انت مش هتقدر تضحك عليا بضحكتك دى انا عايزه اتكلم جد
اعتدل آسر فى جلسته و قال بهدوء
- و انا تحت امرك
ابتسمت ابتسامه صغيره و هى تقول
- ليه خديجه يا آسر ؟!
ابتسم ابتسامه جذابه و ناعمه و هو يقول
- علشان بحبها و مش شايف غيرها .... خديجه عامله زى نسمه صيف فى يوم حر شربه المايه لحد كان ماشى لايام فى الصحراء طوق النجاه للغريق هى دى خديجه بالنسبه ليا
صمت لثوانى ثم اكمل قائلا
_ انا بحب خديجه بعشق ضحكتها خجلها ..... اسرت قلبى بأدبها و هدؤها تعرفى انا هقولك على حاجه محدش يعرفها
- قول
قالتها بابتسامه مندهشه
- انا بغير من عمو سفيان علشان بيقدر يتكلم معاها و هى بتحكيله كل حاجه انه بيحضنها و بيطمنها و بيحتويها و قت قلقها و خوفها .... انا عايز اكون ليها كل ده مش عايز حد تانى غيرى يكون كل دنيتها و حياتها
ظلت مهيره صامته تنظر اليه بابتسامه اعجاب و اندهاش و عدم تصديق اخذت نفس عميق ثم قالت
- عارف لو زعلتها فى يوم انا ممكن اعمل فيك ايه
ليبتسم بسعاده و هو يغادر كرسيه و جثى امامها و هو يقول
- ده انا اموت قبل ما ازعلها
ربتت على كتفه بحب و قالت
- استعد بقا علشان تروحلها
هز راسه بنعم و غادر سريعا و بالخارج كان زين يجيب محمد الذى لم يتوقف عن الاتصال به طوال اليوم
- يا ابنى ما انا قولتلك ان انا معنديش مانع بس انت شايف الظروف
ليستمع الى صوته المتزمر المعترض و هو يقول
- مريم و قرينا فتحتها و آسر جاى يقعد مع خديجه و بكره محمود رايح يخطب يعنى هى جت عليا انا
ليضحك زين بصوت عالى و هو يقول
- خلاص هستناك بعد بكره
- بجد حضرتك بتتكلم بجد ؟!
سأله باندهاش غير مصدق ليقول زين بغضب مصتنع
- لو فضلت مش مصدق كده كتير هلغى المعاد
- لا لا خلاص ده انا ما صدقت
قالها سريعا و بلهفه و اغلق الهاتف ليعود زين الى سفيان الذى كان يجلس بجانب زوجته فقال بمرح
- الحمد لله افرجت عن الواد و طلع نتيجه التحقيق ايه
لتضحك مهيره و هى تقول بتحذير
- انت عارف يا زين لو ابنك زعل اختى هعمل فيه ايه ؟!
ليجلس زين بجانب فرح الصامته تماما و قال
- هو حد يقدر عليكم ربنا يستر بس و اختك هى اللى متزعلوش
•••••••••••••••••••
وصل آدم و جورى الى الشارع التى تسكن فيه موده خطيبه راجح لتبتسم جورى حين و جدت الاضواء تملىء المكان و الاغانى الشعبيه و اغانى الافراح تملىء المكان اوقف آدم السياره فى مكان مناسب و ترجل منها و سار بجانب جورى التى تنظر الى كل شىء بانبهار و سعاده حين قابله اخو راجح و رحب به بشده و اجلسه فى مكان مناسب حتى يحضر راجح الذى ذهب ليحضر العروس من مركز التجميل
بعد مرور نصف ساعه كانت تعلو اصوات السيارات التى تحمل العريس و العروس ترجلوا من السيارات ليتجمع حولهم المهنئين و بعد ان هدء الامر قليلا أقترب آدم من صديقه يحتضنه بسعاده و هنئته جورى بئمائه من راسها ثم اقتربت من موده و هنئتها بسلام مرحب
تم عقد القران و بدء الاحتفال ليلتف الجميع حول العريس الذى رفض بشده رقص العروس لتجلس جورى بجانبها و التفت صديقاتها حولها يشجعون الشباب بحماس
و بعد بعض الوقت تحرك آدم الى مشغل الدى جى و قال له شىء ما ثم أمسك الميكروفون وقال
- احلى تحيه لأحلى عريس صاحبى و حبيبى و شريك رحله الكفاح
وقف الشاب جميعا صامتين يستمعون لكلمات آدم و حين انتهى منها قال راجح بصوت عالى
- ربنا يخليك ليا يا صاحبى
ليعود آدم يقول من جديد
- هو انت عارف انت عندى ايه و لا لا
ليقطب راجح حاجبيه باستفهام ليبتسم ادم و هو يقول
- الاغنيه دى علشانك يا صاحبى
لتعلو نغمات تلك الاغنيه الشهيره و بدء آدم فى الرقص مع نغماتها
(( لو جبنا سيره الجدعنه اسمك لازم يتقال صاحبى اللى بيه بفتخر من يوم ما كنا عيال مهما الايام تتعبه عمره ما بص شماااال فى الشده راجل جدع واقف كما الابطال و الدنيا مهما ادته ميغيروش المال لا عمره منى اشتكى و لا عمر قلبه ما شاااال ))
و بدء آدم فى القيام ببعض الحركات الراقصه التى يقوم بها الشابب و امام زهول راجح وصدمه جورى و احتفال باقى الناس من حولهم كانت حركات آدم الراقصه تزداد و تشعل السعاده داخل قلب صديقه و حبيبته التى تراه فى تلك الهيئه و الشخصيه
((تشرف اى حد عشان راجل بجد لو وسط النار تسد عمرك ما تجيب ورى بتكبر بالى منك جدعك من صغر سنك مقدرش استغنى عنك حبيبى و ربنا ... بحبك يا صاحبى من وانا لسه بحبى و انا مسنود عليك اخويا و حبيبى من الاوجاع طبيبى حلوه حياتى بيك
توب الرجوله معمول عموله على قد جسمك لو غبت حتى فى اى حته كفايه اسمك
توب الرجوله معمول عموله على قد جسمك لو غبت حتى فى اى حته كفايه اسمك لو غبت حتى فى اى حته كفايه اسمك بحبك يا صاحبى من و انا لسه بحبى وانا مسنود عليك اخويا و حبيبى من الاوجاع طبيبى حلوه حياتى بيك ))
لينضم راجح إلى آدم و بدء الاثنان بالرقص امام بعضهم البعض بحركات متوازنه و متناسقه و الضحكه الواسعه تزين و جههم و السعاده التى بداخل راجح لا توصف و هو يرى ادم صديقه و لاول مره بذلك الانفتاح و حولهم باقى الشباب و الفتيات من جوار العروسه يشجعونهم بحماس شديد
(( يميل عليا الزمن ايدك برتفعنى بتحب من غير تمن عمرك ما بتبعنى يميل عليا الزمن اديك بترفعنى بتحب من غير تمن عمرك ما بتبعنى .. بتحس بيا من غير ما قول و لا حرف ديما فى ظهرى فى كل لحظه ضعف بتحس بيا من غير ما اقول و لا حرف ديما فى ظهرى فى كل لحظه ضعف بتخاف عليا ديما معايا ... معايا كتف بكتف توب الرجوله معمول عموله على قد جسمك لو غبت حتى فى اى حته كفايه اسمك بحبك يا صاحبى من و انا لسه بحبى و انا مسنود عليك اخويا و حبيبى من الاحزان طبيبى حياتى بيك ))
وحين انتهت الاغنيه احتضن راجح آدم بقوه و هو يقول
- ربنا يخليك ليا يا صاحبى
ليبتسم آدم بسعاده و هو يربت على ظهر راجح و رفع عينيه ينظر الى جورى غير المصدقه لكل ما حدث امامها فآدم ابن خالها رجل الغرور الاول يرقص الان امامها تلك الرقصه الشعبيه التى شاهدت الشباب يرقصونها فى الكثير من الافلام اليوم اكتشفت انها لم تعرف آدم يوما فهى عشقت تلك الشخصيه التى يخفيها عن الجميع
ولن تسمح له ان يخبئها مره اخرى