الجزء الثانى من الفصل ٢٥

9.2K 441 42
                                    

الجزء الثانى من الفصل الخامس و العشرون من للعشق اسياد بقلمى ساره مجدى

اوصل ايمن الحج راضى الى بيته و جلس معه بعض الوقت احضر له طعام و اصر ان يطعمه بنفسه قبل رحيله و لم يتركه الا بعد ان تأكد من نومه عاد الى المستشفى حتى يعيد زين و فرح الى البيت فمنذ امس و هم هناك يكفى ذلك ليذهبوا ليستريحوا قليلا
و حين غادرو توجه الى النافذه الزجاجيه ينظر الى ملك الغائبه عن الوعى تماما يرجوها بقلبه ان تعود اليه فهو بمفرده يشعر بوحده شديده و ضياع و خوف
لقد قرر الطبيب اجراء عمليه زرع الكلى غدا و هو يشعر ان قلبه من شده خوفه سيتوقف
ظل على وقفته تلك لبعض الوقت ثم تحرك خطوتان و جلس على احدى الكراسى المتراصه فى جوانب الرواق
و اخرج هاتفه و اتصل بمهيره التى اجابته سريعا بلهفه و قلق
- ايمن حبيبى طمنى عليك انا طول اليوم بتصل بيك و انت مش بترد عليا انت كويس يا حبيبى
انه يحتاج ذلك الاحساس ان هناك من يحمل معه ذلك الحمل الثقيل و ان هناك من يهتم لامره و يقلق من اجله
- انا تعبان يا مهيره تعبان اووووى و خايف .... مش قادر اسيب ملك اللى بكره داخله اوضه العمليات و لا ارجع و اقعد جمب بناتى و اخدهم فى حضنى اخبيهم من كل الدنيا و من الناس امسح كل اللى حصل و هيحصل و احميهم حتى من نفسهم
كانت تبكى لكلماته هى تشعر بكل ما يمر به ان شمس و ليل قطعه من روحها و هو اخيها حبيبها هو حاضرها التى تمنت و جوده فى ماضيها البعيد
- حبيبى هون على نفسك كل حاجه ان شاء الله هتكون بخير و ملك هتقوم بالف سلامه و اطمن سفيان شاف دكتور كويس وهنكلمه علشان شمس و ليل .... كمان ليل المفروض انها هتصحى خلال ساعتين و هطمنك عليها ان شاء الله
ظل صامت لعده ثوانى ثم اخذ نفس عميق وهو يقول
- ان شاء الله ... انا مش عارف من غيركم كنت هعمل ايه لوحدى فى كل ده ..... بس بالله عليكى يا مهيره اول ما ليل تفوق كده طمنينى عليها
اغلق الهاتف و هو يغمض عينيه و يريح رأسه على الحائط خلفه فهو حقا يشعر بالإنهاك و الضعف فما يمر به صعب جدا لا يستطيع احد تحمله و هو يشعر ان طاقته كادت ان تنتهى
••••••••••••••••••••••
اقترب محمد من مكان جلوس اخيه فى حديقه منزلهم الخلفيه جلس ارضا بجانب كرسى اخيه ينظر الى السماء بصمت كصمت اخيه العميق الذى لم يشعر به حتى الان
ضرب قدمه ضربه خفيفه لينظر محمود اليه باندهاش و قال
- انت هنا من امتى ؟
اخذ محمد نفس عميق و هو يتمدد على العشب ثم قال
- الحب بهدله يا محمود يا خويا ... مين كان يقول ان سياده الدكتور الجامعى المحترم يقعد كده بليل يبص للسما و يعد النجوم
ابتسم محمود ابتسامه صغيره فأخيه على حق هو لم يتخيل نفسه يوما يشعر بالحب الذى يصل حد العشق و يحرمه النوم و يجلسه تحت السماء الواسعه ينظر اليها بصمت و تفكير 
اخذ نفس عميق ثم قال باستفهام
- تفتكر اتصل بعمو سفيان و اطلب منه يروح معانا و انا بخطب ندى و لا احنى كفايه
ظل محمد صامت يفكر قليلا ثم قال
- اعتقد ممكن تقوله اكيد وجود حد كبير يكون معانا قدام باباها علشان يعرف ان لينا عيله كبيره و مش مقطعوعين كفايه خيلانك اللى من زمان محدش فيهم فكر يسأل عن ماما الله يرحمها و لا علينا
هز محمود راسه بنعم ثم قال بعد تفكير
- خلاص بكره هكلمه و اقوله ... مقولتليش صحيح حددت معاد مع عمو زين ولا لسه
اخذ محمد نفس عميق و اخرجه ببطىء ثم قال بضيق
- الحاله الان لا تسمح .... عمو زين قاعد عند عمو سفيان علشان حاله طنط ملك هنستنى شويه كده لحد ما يرجعوا بيتهم انا اصلا حاسس ان فى حاجه غريبه
هز محمود راسه بنعم ثم و قف على قدميه و هو يقول
- ربنا يصلح الحال ...... انا خلصت عد النجوم اسيبك انت بقا تعدهم و اروح انام انا ... تصبح على خير
ابتسم محمد ابتسامه صغيره و هو يهز راسه بنعم ليغادر محمود لينظر محمد الى السماء من جديد و هو يتنهد بشوق ثم همس
- امتى بقا تبقى ليا ومعايا .... ياااارب
••••••••••••••••••••
كانت تجلس فى منتصف سريرها تتحدث مع جورى عبر الهاتف بعد ان ابلغها والدها بأن محمود اتصل به و حدد معه موعد يوم الخميس القادم لخطبتها رغم سعادتها الكبيره بذلك الخبر الا انها تشعر بخوف كبير و توتر
- كنت هطير من الفرحه يا چوچو انا بجد مكنتش مصدقه انه كلم بابا و خطبنى منه و كلامه معايا فى الجامعه كنت حاسه انه حلم جميل اتمنيته و مش قادره اصدق انه اتحقق ده غير بقا انى خايفه اوووى بصراحه
لتضحك جورى بصوت عالى و هى تقول
- واقعه واقعه يعنى ... يا بنتى اتقلى يا بنتى كده و متبقيش خفيفه
صمتت ندى عده ثوانى ثم قالت بعد تنهيده طويله
- تفتكرى هو كمان بيحبني يا جورى ... و لا الموضوع بالنسبه ليه مجرد بنت كويسه شاف فيها انها تنفع تكون مراته
- ايه التفكير ده يا بنتى ... بلاش شيطانك يلعب فى دماغك بالافكار دى علشان كده مش صح ... يا ستى يوم الخميس قرب جدا و اكيد عمو عماد هيخليكى تقعدى معاه ابقى اسئليه و قتها على كل اللى فى دماغك بس بتقل ها بلاش تبانى مدلوقه يا واقعه
لتضحك ندى بصوت عالى و هى تقول
- معاك حق ... انا نفسى يوم الخميس يجى بقا
لتضحك جورى من جديد و هى تقول بمرح
- يا واقعه ... ربنا يفرحك ديما يا نادو
- امين يارب ... و اشوفك فى بيت سى ادم قريب يا چوچو قلبى
••••••••••••••••••••••
كانت تمسك بهاتفها تنظر الى تلك الصور التى ارسلها لها عمر منذ قليل تتفحص كل صوره بدقه و تعلق عليها بما تريد  
كان ذلك يحدث بعد حديثه معها بعد اتفاقه مع اخوتها على كل شىء و قرأه الفاتحه
انه سيقوم بتغير كل شىء بالشقه حتى تكون جاهزه لفرشها كما تريد هى
ان الشقه الخاصه به كبيره و واسعه هى لم تفكر فى ذلك الامر من قبل لكن ذلك اسعدها بشده انها تحب الاماكن الواسعه تكون مريحه للأعصاب من وجه نظرها
ارسلت اليه
- طمنى عليك انت ؟
انتظرت الرد و لكنه لم يصلها رغم انه شاهد الرساله بماذا يفكر لماذا هو صامت لماذا تأخر فى الرد و لكنها لاحظت انه يكتب شىء ما فأنتظرت رغم ان فضولها سيقتلها لمًا كل ذلك الصمت الطويل و كل تلك الفتره فى الكتابه فسؤالها بسيط و اجابته ابسط و لكن حين وصلها رده كانت الدهشه و الصدمه يرتسمان على ملامحها بوضوع
- كويس جدا ... اول مره احس انى كويس من فتره طويله اوووى ... انا كنت نسيت احساس ان الواحد يكون كويس ... انتِ نعمه كبيره من ربنا هفضل اشكره عليها فى كل ركعه و فى كل وقت لولا دخولك فى حياتى انا عمرى ما كنت هرجع احس بأحساس انى كويس
ثم رساله اخرى
- شكرا لوجودك فى حياتى .... شكرا لنورك الى محى ظلمه ايامى ... شكرا بجد يا مريم
كانت الدموع تسيل فوق وجنتيها رغم تلك الابتسامه الكبيره و السعاده التى تشعر بها اقتربت منها خديجه تنظر اليها بتعجب وهى تقول باستفهام
- مالك يا مريم انت بتعيطى و لا بتضحكى ؟!
نظرت اليها مريم من بين دموعها و قالت بأبتسامه كبيره فما تشعر به الان لا تستطيع وصفه بالكلمات كيف تشعر بأهميتها فى حياه عمر يكفى كلماته انها نور ظلمته و نجاته من وحدته و ضياعه جعلتها تشعر بأهميتها ..... كيف تصف ذلك الاحساس هى لا تعلم لكنها سعيده سعيده جدا
- حلو اوووى احساس انك مهمه فى حياه انسان و ان وجودك بيفرق معاه و يخلى حياته تختلف احساس عمرى ما حسيته و مستعده ادفع عمرى كله مقابل الاحساس ده
ظلت خديجه صامته تفكر فى كلماتها ان ذلك الاحساس حقا رائع ولكن هل هو كافى ليكون اساس الزواج و اقتراننا طوال حياتنا بذلك الشخص ام هناك اشياء اخرى اهم مثل التفاهم و التوافق الاجتماعى و الثقافى
ربتت على قدم اختها و قالت برفق
- مريم انتِ بتحبى عمر بجد و لا انت بس فرحانه بالاحساس اللى و صفتيه دلوقتى
ابتسمت مريم و هى تفهم كلمات اختها و تفهم خوفها و قلقها عليها و قالت بتفهم
- اكيد بحبه و وجوده مهم فى حياتى ... بس الاحساس اللى انا بتكلم فيه ده احساس انا محتاجه احسه حلو اوووى ان وجودك يكون مهم اوووى لحد بأهميه حياته انتِ فهمانى
هزت دچه راسها بنعم وهى تقول بأبتسامه مع نظره غير مفهومه بالنسبه لمريم
- فاهمه ... فاهمه جدا
وربتت من جديد على قدم مريم و هى تقول
- ربنا يسعدك يا قلبى
ثم عادت الى مكتبها و نظرت الى الكتاب الذى امامها و هى تفكر فى كلمات سفيان لها عن آسر و كم هو يحبها و يريدها و انه مستعد لاى شىء من اجل ان تكون له
اخذت نفس عميق و هى تدعوا من داخلها ان تشعر بما تشعر به مريم الان فكم هى بحاجه لان تشعر بأنها بتلك الاهميه لدى آسر  
لتنتبه لما تفكر به فمنذ متى اصبح آسر و كيفيه تفكيره بها مهم لديها لتلك الدرجه هزت راسها حتى تخرجه منها و تعود بتركيزها الى دراستها و لكن ظل عقلها يدور فى دوائر حتى تجلس معه و تسمع كلماته و ما سيقوله لها
••••••••••••••••••••••••••
دلفت مهيره الى الغرفه التى تتواجد بها ليل و اقترب بهدوء من السرير لتجدها مستيقظه تنظر الى النافذه المفتوحه على منظر النجوم فى السماء صامته تماما جلست بجانبها و وضعت يدها برفق فوق خصلات شعرها تداعبه برفق لكن ليل وكأنها فى عالم اخر منفصل تماما عن ما يدور حولها لم تشعر بها او بلمساتها اقتربت منها اكثر و قالت بالقرب من أذنها بصوت هادىء
- حبيبتى ليل
لم تجيبها و لم يبدوا عليها انها سمعتها من الاساس شعرت بالقلق وهى لا تستجيب الى ضمتها و قبالتها و كلماتها قطبت مهيره حاجبيها بقلق و هى تجذب ليل لتنظر اليها و لكنها لا تنظر اليها تنظر الى السقف بنظرات ثابته فربتت على وجنتها برفق وهى تقول
- ليل حبيبتى ردى عليا مالك ياقلب عمتك ... متخوفينيش عليكى
ولكنها لا تستجيب اليها بأى شكل شعرت بالخوف حقا و القلق لتخرج من الغرفه سريعا وهى تنادى على سفيان بلهفه و قلق ليخرج لها سفيان من الغرفه و هو يقول بتوتر  
- مالك يا مهيره فى ايه ؟ ايه اللى حصل ؟
لتشير الي غرفه ليل وهى تبكى و تقول بتوتر و قلق
- ليل يا سفيان ليل مش بترد عليا مش بتتحرك
ليدلف الى الغرفه سريعا و اقترب من ليل برفق و ربت على يديها لتتشنج يديها قليلا ليقول برفق
- ليل حبيبتى ردى عليا حاسه بحاجه فى حاجه تعباكى
لم تتحرك و لم تجيب نظر الى مهيره بقلق و كاد ان يتحرك ليجد ليل تمسك بأصبع يديه القريب من يدها بقوه نظر الي يديها ثم الى وجهها الذى لا يبدوا عليه اى اختلاف فعاد بنظره الى مهيره التى تبكى بصمت فأخذ نفس عميق و ربت على يد ليل و هو يقول
- انا جمبك متخافيش .... مش هسيبك ابدا يا ليل اطمنى
لترخى يديها الممسكه بأصبعه ليسحب يده برفق ثم ربت على خصلات شعرها و غادر الغرفه و هو يقول لمهيره
- انا هتصل بالدكتور رحيم لازم يجى يشوف ليل حالا
جلست مهيره على احدى كراسى غرفه المعيشه الموجوده بين غرف النوم تبكى بخوف و قلق ان ما يحدث مع تلك الفتاتان لا تتحمله حقا تشعر بالخوف ماذا كانت ستفعل دون سفيان حقا كانت ستموت خوفا
عاد سفيان من الغرفه وهو يقول
— الدكتور جاى حالا
هزت راسها بنعم ليلاحظ تلك الدموع فى عينيها و نظرات الخوف الساكنه فى عيونها فأقترب منها و جلس بجانبها يضمها الى صدره و هو يقول
- متقلقيش يا حبيبتى ان شاء الله هتكون بخير
- يارب
ظل يربت على كتفها برفق حتى اقتربت منهم الخادمه و هى تقول
- الدكتور و صل
••••••••••••••••••••••
كانت ورد تجلس بجانب ياسمين فى منتصف سرير الاخيره بعد عودتهم من تلك النزهة الرائعه التى رتبت لها زهره تبتسم وهى تشاهد تلك الصور التى التقطتها اختها لهم اليوم وهم فى تلك النزهه مع والديها و اخيها قالت ياسمين بابتسامه
- بصى جواد واقف مكشر ازاى
لتضحك ورد وهى تقول بهمس و كأن هناك احد معهم بالغرفه يستمع لحديثهم
- بقالوا كتير ماشفش ليل فأكيد مضايق الحب بهدله
صمت ياسمين قليلا و هى تقول بتفكير
- ايوه معاكى حق الله يكون فى عونه بقا
ثم ضحكت ورد بصوت عالى و هى تقول
- بصى ماما و هى مكشره و بابا بيحاول يراضيها
- انا مش قادره اتخيل حب و غيره ماما على بابا رغم حب بابا الكبير و الواضح ليها و بعد سنين جوازهم دى كلها
اعتدلت ورد تنظر الى ياسمين وهى تقول
- تفتكرى يا سيمو لما نكبر ممكن نحب حد قوى كده زى ما ماما بتحب بابا او نلاقى حد يحبنا زى بابا ما بيحب ماما
نظرت اليها ياسمين بتفكير عميق و نظره عميقه لا تليق على طفله فى العاشره و قالت بهدوء
- معتقدش يا ورد علشان اصلا مفيش زى بابا يا بنتى انت مش شايفه بيتكلم ديما على ماما ازاى
كانت زهره تقف عند الباب منذ بدايه حديث الفتايات و كانت تبتسم بسعاده فحبهم هى و صهيب قد زرع داخل اولادهم حب كبير بينهم و بين بعضهم البعض   اغلقت الباب و ذهبت الى غرفتها و اقتربت من صهيب المدد على السرير و جلست بجانبه و هى تقول
- البنات مبسوطين اووووى فسحه النهارده فرحهتم جدا
ليفتح ذراعه فوضعت راسها على كتفه و هو يقول
- الحمد لله كانوا وحشنى اوووى .... بس جواد فى حاجه غريبه مكنش على طبيعته كان ساكت و حزين
هى ايضا لاحظت ذلك و ليس اليوم فقط انه على هذا الوضوع منذ اكثر من اسبوع حاولت اكثر من مره ان تفهم ما به و التحدث معه لكنه يرفض الحديث رغم اهتمامه بدراسته و عدم تقصيره بها الا انها حقا قلقه عليه و لا تعلم ماذا عليها ان تفعل
- اقعد معاه يا صهيب يمكن تعرف مالو انتوا رجاله زى بعض و يمكن يحكيلك اللى فى قلبه
اخذ نفس عميق وهو يفكر فى حال ولده بقلق و قال بهدوء
- هكلمه ... لازم اكلمه
••••••••••••••••••••••••••••
كان العسكرى يصعد السلم سريعا وهو يلهث بتوتر و قلق و طرق باب الضابط ثم دخل سريعا و هو يقول من بين انفاسه
- إلحق يا باشا المسجونات اللى تحت مقطعين بعض و مش قادرين عليهم
ليغادر الضابط مكتبه وهو يسب و يلعن فى تلك المسجونات الخارجات عن القانون كم يود لو كان بيده الامر لاغرق ذلك الحجز بالنزين و اشعل عود ثقاب واحد فقط و القاه فيه ليتخلص منهم جميع دفعه واحده
و لكن ما حدث بالاسفل حين و صل الى الحجز كان صادما و غير متوقع

للعشق أسياد (( جاريتى ٣ )) بقلمى ساره مجدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن