الفصل ٤٤

6.8K 339 20
                                    

الفصل الرابع و الاربعون

و صل صفى الى بلدته توجه مباشره الى بيته و حين طرق الباب وجده مفتوح بالأساس فدلف سريعا و هو يشعر بالخوف لأنه لم يجد والدته تجلس فى مكانها المعتاد صعد سريعا الى غرفه اخيه و كلما اقترب اتضح له صوت والدته و فتون و شخص اخر اقترب من الغرفة ليجد و الدته تجلس جوار عتمان و فتون تقف خلفها و بين ديها فتون الصغيرة و الطبيب يعاين عتمان الذى يبدوا عليه التعب بشكل واضح اقترب منهم سريعا و هو يقول
- خير يا دكتور طمني على اخوى
التفت الجميع اليه و لاول مره يرى فى عيون الحجه صفيه دموع والدته القوية التي وقفت جوار عتمان بعد موت والدهم كتف بكتف من تحملت كل المصاعب دون ان تتألم او تضعف الان تبكى مرض ولدها الكبير سندها بهذه الحياه وتد البيت و اساسه
قال الطبيب بعمليه
- الاعراض الواضحة تعب و ارهاق و فقد شهيه لكن ايه سبب ده كله مش عارف
ليقترب صفى من الطبيب و قال بسرعه
- شوف المفروض نعملوا ايه و هنعملوه تحاليل ندخله المستشفى اى حاچه
اعتدل الطبيب واقفا و هو يقول
- انا هكتب على شويه تحاليل و على اساس النتايج نحدد الخطوة الجاية
و غادر مباشره تارك خلفه قلب ام يتلوى الما على ولدها و اخ يبكى قلبه  ولاول مره خوفا من فقد  اخ بدرجه اب و قلب يقفز من السعاده و هى ترى بعينيها  هدفها يتحقق و تقترب منه بخطوات واثقه و ثابته
اقترب صفى من سرير اخيه و جلس بجانبه و انحنى يقبل يديه بحب و احترام و هو يدعوا الله ان ينجيه خرجت فتون من الغرفه بعد ان اقتربت من عتمان و ربتت على كتفه ثم قالت
- هروح اعمل الغدا
و وضعت فتون الصغيرة بين يديى حماتها و غادرت و هى تقول
- خليها چنب ابوها يمكن علشانها يجوم بالسلامة
كان صفى يتابع كل حركاتها نظراتها و الشك بداخله يزيد بل و يتأكد
ظل صامت يفكر كيف يخرجهم من البيت حتى يقوم بما يريد فلم يجد سوا حل وحيد و لو انه يخاطر قليلا 
•••••••••••••••••••
استيقظ من نومه و على وجهه ابتسامه سعادة اختفت حين لم يجدها بجواره اعتدل جالسا يبحث عنها فى الغرفة ليبتسم من جديد و هو يراها ترتدى اسدالها و تصلى ظل يتابعها بعينيه بابتسامة راضيه ... انها حقا ندى صباح جميل يجعل حياته نضره و رائعة
لا يصدق انها اصبحت زوجته كل يوم يضمها الى صدره يسقيها من نهر عشقه العذب ينقش فوق جسدها وروحها كل يوم اساطير عشقه لها يدخلها عالمه و يضع بين يديها مفاتيحه و هى رغم خجلها و براءتها الا انها تتعلم و تظهر حبها له و عشقها الكبير خاصه بالغيرة التى تجعل قلبه يقفز كالأطفال من السعادة 
انتبه انها قد انتهت من صلاتها فقال بصوت هادىء
- تقبل الله يا نادو
نظرت اليه بابتسامة خجولة وقالت
- منى و منك ... صباح الخير
مد يده لها لتضع ما بيدها على الكرسى القريب منها و توجهت اليه ... و وضعت يدها فى يديه ليقبلها بحب
و هو يقول
- صباح الورد على عيونك .... يارب نصليها انا و انتِ قدام الكعبة و فى المسجد النبوي
- امين يارب
اعتدل جالسا و هو يقول
- اجهزى بقا على ما اخد دش سريع علشان ننزل نفطر عايز اليوم كله نقضيه على البحر الصراحة نفسى اشوفه و اكيد انتِ كمان نفك
ابتسمت بسعادة و هزت راسها بنعم و تحركت سريعا لتنفذ ما قاله من فورها
ليغادر السرير و دلف الى الحمام و بعد عده دقائق خرج يلف حول خصره منشفه طويله
لتخفض نظرها ارضا ليبتسم بمشاغبة و هو يقول
- نسيت اخد هدومى معايا
و اقترب منها و اكمل فى مشاغبته
- و بعدين يعنى هو انا خارج كده قدام حد غريب ده قدام مراتى القمر و العسل و اللي هتقوم تغير اللي هيا لبساه ده علشان هى مش خارجه مع سوسن
نظرت اليه باندهاش بعد ان كان يبتسم و يغمز لها بمشاغبة قطب جبينه و علا صوته قليلا لتقف من فورها تنظر الى ما ترتديه فستان ابيض طويل مزين بزهور حمراء تطير فوقها بعض الفراشات بأكمام طويله مبطن و حجابها لا يظهر منها شىء و ايضا ليست شفافه إذا اين المشكله نظرت اليه و قالت باستفهام مندهش
- مالوا الفستان يا محمود ما هو كويس و محتشم
ليقترب منها و عينيه تلتهم تفصيلها  بحب و عشق كبير قال
- الفستان تحفه عليكى و يجنن و مخلى شكلك زى القمر و مجننى و انا بغير الصراحه
لتبتسم بسعاده و هى تقترب منه بأبتسامه واسعه و قالت بحب
- بتغير يعنى بتحب و طالما بتحبنى فأنا من ايدك دى لايدك دى اغيره حالا
ثم وقفت على اطراف اصابعها و قبلت وجنته وتحركت خطوه واحده لتبدل ملابسها ليمسك يدها يعيدها امامه و انحنى يقبل شفتيها بشوق كبير و كأنه كان غائب عنها منذ سنوات ... و انتهى بهم الامر ككل يوم منذ وصلهم لتلك المدينه الساحليه لم يغادروا الغرفه الا قليلا مكتفين بنفسهم و حبهم عن العالم
•••••••••••••••••
تسير بجانبه على شاطىء البحر يده تحتضن يديها بحب كبير يتحدثان بأبتسامه كبيره
سعادتهم لا توصف فكل منهم يثبت للاخر صحه اختياره حب أواب الكبير و اهتمامه و حرصه الشديد على اسعاد فجر بكل الصور و اثبات انه قادر ان يكون الزوج الذى تستحقه
و كانت هى بكل طاقتها تؤكد له انها سعيده بجواره و انه اكبر هديه فى قدرها كله بعد ان رزقها اب كسفيان و ام كمهيره و اخ كآدم و عائله كعائلتها 
نظرت اليه بأبتسامه واسعه و قالت بمشاغبه
- تقدر تلحقنى
ليقطب جبينه بعدم فهم و اندهاش و لكنه استوعب ما تقصده حين ركضت سريعا كان يتابعها بعينه و يتابع اثر قدميها على الرمال بأبتسامه واسعه ثم ركض هو الاخر خلفها و ضحكاتهم تعلو بسعاده و حب و كان يحاول الوصول اليها لكنها قد سبقته بمسافه كبيره و لكن فجأه سقطت فجر ارضا و هى تصرخ بألم ليركض اليها سريع  و جثى امامها يسألها بأهتمام
- مالك يا فجر ايه اللى حصل؟!
-  رجلى رجلى وجعانى اوووى
قالتها بألم لينظر الى قدمها و مد يديه ليمسكها برفق لتصرخ بألم ليشعر بالخوف عليها فوقف يحملها بين يديه و عاد سريعا الى الفندق و عند الاستقبال طلب لها الطبيب و صعد بها الى الغرفه و كانت هى رغم الم قدمها الا انها كانت تحمل همه فى حملها و انها ثقيله عليه حين وضعها على السرير نظرت اليه بأسف و قالت
- انا اسفه يا أواب تعبتك
ليقطب جبينه و هو يقول من بين انفاسه اللاهثه
- اسفه على ايه بس يا فجر المهم اطمن عليكى يا حبيبتى ....  لسه وجعاكى 
قال الاخيره و هو ينظر الى قدمها بقلق  لتهز راسها بنعم حين سمعت صوت طرقات على الباب ليركض اليه يفتحه سريعا
دلف الطبيب و أواب يقول من خلفه
- لو سمحت طمنى على رجليها مالها
نظر الطبيب الى أواب و فجر بأندهاش و لكنه قال بهدوء
- حاضر متقلقش كده ان شاء الله حاجه بسيطه
بدء الطبيب فى فحص قدميها وبعد عده ثوان  اعتدل واقفا و هو يقول
- بسيطه ان شاء الله التواء بسيط هنلفها برباط ضاغط و هديها مسكن و يومين راحه و هتبقا كويسه ان شاء الله
هزت فجر راسها بنعم و اقترب أواب و هو يقول
- لو محتاجه نروح للمستشفى نعمل اشعه و نطمن
نظر اليه الطبيب و قال بعمليه
- لو بعد يومين فضل فى وجع جامد و مقدرتش تدوس عليها هنعمل كده فعلا
و غادر سريعا ليقترب أواب منها و جلس بجانبها و هو يقول
- الف سلامه عليكى يا حبيبتى انشاء الله تكون حاجه بسيطه
ثم وقف سريعا و دخل الى الحمام و احضر منشفه كبيره و  بللها بالماء و عاد اليها و جلس بجانب قدمها يمسح عنها رمال الشاطىء  و هى تشعر بالحرج الشديد منه و حاولت منعه و سحب قدميها لكنه نظر اليها بحب و قال
- اهدى يا قلبى و بعدين احنى واحد يا فجر و  لازم نقف جمب بعض فى كل المواقف و انتِ دلوقتى تعبانه و ده واجبى نحيتك
لتبتسم بحب و مدت يدها لها  ليقترب منها و وضع يديه فوق يدها لتقبلها بحب و هى تقول
-  ربنا يخليك ليا يا حبيبى  و ميحرمنيش منك ابدا
ليقلدها و يطبع هو الاخر قبله على يديها بحب و هو يقول
- و يخليكى ليا يا قلب أواب و عمره كله
لتبتسم بسعاده ليقف سريعا و ساعدها على التمدد و هو يقول
- نامى يا حبيبتى و ارتاحى و انا جمبك
لتهز راسها بنعم و اغمضت عينيها فالمسكن بدء فى جعلها تشعر ببعض الراحه و ظل هو جالسا بجانبها يربت على راسها بحنان حتى تأكد من انها قد غفت فغادر من جوارها و دلف ليأخذ حمام سريع و عاد يجلس جوارها من جديد

للعشق أسياد (( جاريتى ٣ )) بقلمى ساره مجدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن