الفصل الثامن

11.6K 467 80
                                    

الفصل الثامن من للعشق أسياد بقلمى ساره مجدى

الفصل ممكن يكون مؤلم شويه بس مهم يارب يعجبكم

كان يرسم احدى لوحاته غارق فيها بكل جوارحه فمنذ ليله امس وهو يفكر بها يرى ضى عينيها كلما اغمض عينه يخطفه من ظلامه ويزرعه فى جنه خضراء غناء ليأتى للورشه باكرا يحاول ان يشغل عقله باى شىء سواها ولكن ذلك لم يستمر طويلًا فسريعا بدء باقى العاملين بالورشه حتى هى من اشعلت ليله وجعلته واقع بين ماضيه المؤلم وحاضره الذى يرفض ان يعيشه ومستقبل مجهول لا يعتقد ان لها مكان فيه فهى تستحق رجل يعشقها بكل كيانه تكون الاولى بقلبه والاخيره ان تكون حلمه الكبير و من اجلها يقوم بثورات وحروب
تذكر حين حضرت صباحا كانت ايه فى الجمال بملابسها المحتشمه و وجها الخالى من مساحيق تجميل الذى يشبه البدر فى صفائه ونوره بقلمى ساره مجدى
كانت تنظر اليه نظرات كان لا يريد تفسيرها او فهمها حتى لا تزيد حيرته وغضبه
عاد من افكاره على صوت خلفه نظر بطرف عينه ليرى علاء وهو شاب اسمر طويل وحالته الاجتماعيه جيده يتحدث الى ابراهيم مدير الورشه
- هو حضرتك تعرف الانسه مريم كويس يا استاذ ابراهيم يعنى اخلاقها مخطوبه مستواها الاجتماعى
شعر بنار .... نار تشتعل داخل قلبه تحرقه دون هواده زادت مع اجابه ابراهيم
- انا معرفهاش معرفه شخصيه بس هى بنت ناس ومن عيله محترمه ومعتقدش انها مخطوبه رغم انها قربت تعنس دى خلاص داخله على الثلاثينات
كان يود لو يذهب اليه ويقتله ضربا على كلماته الجيده منها والسيئه ايضا ولكن كلمات علاء كادت ان تفتك به وتخرجه عن وقاره حين قال
- يعنى الفرق بينى وبينها سنه واحده بس لا متنفعش انا عايز واحده بالكتير عندها ٢٢ سنه لكن مش واحده عانس
كان ينظر اليها وبداخله غضب كبير من كلمات ذلك المسمى علاء كيف يفكر وكيف يتحدث عن تلك الملاك ترك ما بيده وتحرك فى اتجاهها ووقف خلفها مباشره ينظر الى ما تخطه يدها من ابداع فوق اللوحه ليشعر ان رسمتها من اجله ولكن بشكلٍ عكسى هى رسمت فتاه فاقده لساقيها ولكنها تجلس فى مكان اخضر كبير ومبهج وحولها يركض ثلاث اطفال يضحكون بسعاده لم يستطع ان يتحدث او يقول شىء ليعود الى مكانه من جديد دون ان تشعر به او هكذا كان يفكر
•••••••••••••••••••
كانت غارقه فى التفكير فيه وفيما حدث امس ونظره عينيه الحزينه والحانيه رغم ظلامها وقوفه خلفها حتى يطمئن عليها هى متأكده انه ظل واقف فى مكانه حتى ترجل محمود من السياره كانت تسمع صوت انفاسه ولن تبالغ لو قالت انها تسمع صوت دقات قلبه كمان تسمعها الان وهو يقف خلفها ينظر الى لوحتها ولكن فجاءه لم تعد تسمع سوى صوت طرق العكازان على الارض وهو يعود لمكانه من جديد ... بقلمى ساره مجدى  ليتركها خلفه غارقه فى حيرتها وحدها
••••••••••••••••••••
ذهب صباحا الى مدرسه بناته وقدم طلب ان يكملوا العام الدراسي من المنزل فلقد حسم امره سوف ينتقل الى بيت اخته هو لا يعلم كيف يخبر البنات بحاله ملك وكيف سيتعامل معهم فجر ومهيره وسفيان ايضا مؤكد سيساعدوه فى ذلك بقلمى ساره مجدى
حين طلب من البنات جمع اغراضهم لم يخبرهم بالحقيقه بل قال لهم
_ قدمت طلب باسبوع اجازه ليكم هنروح عند عمتكم نقعد كام يوم كده ... بس هاتوا كل كتبكم  و لبسكم مش عايز ماما او عمتكم تتعب فى غسيل هدوم و كمان علشان متتأخروش فى مذاكرتكم
كانت الفتاتان ينظران الى والدهم باندهاش وعدم فهم ولكنهم قاموا بما امرهم به وها هو فى الطريق الى بيت اخته يصاحبه القلق والتوتر والخوف وخاصه مع حاله ملك الام تتدهور بشكل سريع ... وحين وصلا الى القصر كانت البنات وصلوا الى مرحله الا تحمل لتصعد بهم مهيره الى الغرفه التى خصصتها لهم بعد ان جعلت ملك ترتاح بغرفتها اقترب سفيان من الفتاتان وقال
- مش انتو بتثقوا فيا ؟
هزت الفتاتان راسيهما بنعم جلس امامهم وقال بهدوء
- ايه اكتر حاجه تفرح ماما ؟
نظرت الفتاتان لبعضهما ثما قالا معا
— اننا نكون كويسن وننجح فى دراستنا
ليبتسم سفيان وهو يقول
- طيب انا عارف انكم كبار بما فيه الكفايه علشان تفهموا الى هقوله دلوقتى 
ظلت الفتاتان تنظران اليه باهتمام شديد ليكمل وهو يمسك يدهم
- ماما تعبانه شويه
لتقاطعه شمس وهى تقول بشىء من الخوف
- ماما مالها عندها ايه انا هروحلها
ليعيدها سفيان لتجلس من جديد وهو يقول
- اهدى يا شمس وخلينى اكمل كلامى ممكن
هزت راسها بنعم لينظر لليل التى تسيل دموعها على وجنتيها بصمت ليقترب ايمن يجلس وسط ابنتيه يضمهم الى صدره بحنان وقال
- متخافوش ماما ان شاء الله هتبقا كويسه
- ماما كليتها تعباها وللاسف لازم عمليه استأصال بس المشكله انها عندها عيب خلقى ومولوده بكليه واحده يعنى احنى محتاجين حد يتبرع بكليته ليها
قال سفيان ذلك موضحا للبنان الموضوع بهدوء
لتقول ليل بصوت ضعيف
- يا حبيبتى يا ماما ... انا يا عمو انا هتبرع لماما بيها
ليبتسم سفيان وايمن بحنان ابوى لتقترب مهيره وهى تقول
- مينفعش يا حبيبتى انتِ لسه صغيره لكن ما تخافيش كلنا هنعمل التحاليل انا وبابا وعمو سفيان حتى ادم وفجر وهنكلم كل الناس الى نعرفها وان شاء الله ماما تعمل العمليه وهتبقا كويسه
ظلت الفتاتان ينظرون اليهم بصمت ثم قالوا معا
- ممكن نروح نقعد معاها شويه
ابتسمت مهيره وهى تفتح ذراعيها لهم ليركضوا اليها يبكون بصوت عالى ظلت هى تربت على ظهرهم حتى هدئوا تماما وكان ايمن وسفيان يتابعان ما يحدث بشفقه فالبنات لا تتحمل الم مثل هذا
حين هدأت الفتاتان اخذتهم مهيره الى الحمام حتى يمحوا اثار البكاء ويستطيعوا الذهاب الى امهم
وامام باب غرفتها قالت لهم بصوت منخفض
- مش عايزين عياط عايزنها تحس انكم معاها وجمبها وانكم كمان مش هتقصرو فى دروسكم علشان هى ما تتعبش زياده ماشى
هزت الفتاتان راسيهما بنعم ثم طرقا الباب برفق و دلفا الى الداخل وعلى وجههم ابتسامه صغيره ثم ركضا وجلسا بجانبها لتضمهم بحنان وهى تنظر الى مهيره بخوف لتقرب الاخيره وهى تقول
- البنات شاطرين متخافيش عليهم ... وكلنا جمبك
لتبتسم ملك وعيونها تمتلىء بالدموع وقبلت راس بناتها
كان ايمن يجلس مع سفيان فى مكتب الاخير يتحدثان فيما هى الخطوه القادمه بقلمى ساره مجدى
- هشوف دكتور كبير هنا ونشوف هيقول ايه ولو كلامه نفس كلام الدكتور الى كنا عنده نبدء نعمل الفحوصات
هز سفيان راسه بنعم ثم قال
- متقلقش يا ايمن ان شاء الله خير وكلنا جمبك ومعاك
ليبتسم ايمن بأمتنان وهو يقول
- ربنا يخليك يا سفيان انا بجد مش عارف من غيركم كنت عملت ايه
ليربت سفيان على كتف ايمن وهو يقول
- احنى عيله واحده يا ايمن ولازم نقف جمب بعض
•••••••••••••••••••
جالسه امامه تراجع الاوراق وهو ايضا ولكن عقله لا يستطيع التركيز فى العمل عقله يفكر فى احتمالات كثيره افكار مختلفه من يفعل بها هذا و كيف ولما هى تتحمل كل ذلك بقلمى ساره مجدى
ترك ما بيده ووقف على قدميه ليجلس على الكرسى المواجهه لها صامت يتابع حركه يديها بالاوراق وعينيها التى تتحرك فوق الكلمات حتى شفتيها المنفرجة قليلا بأغراء يحثه على تقبيلها
رفعت عيونها تنظر اليه لتشعر بالتوتر والقلق من نظره عينيه العميقه ظل يأسر عينيها بنظراته ثم قال
- عندى اسأله كتير محتاجه اجابه ... انا اول مره فى حياتى ارجو حد فأرجوكى جوبينى
لم تشعر بنفسها وهى تهز راسها بنعم ليقترب منها وهو مازال يأسر عينيها بعينيه و امسك يدها مكان الكدمه ورفع كم القميص لتظهر امامه اثار جروح كثيره وجرح جديد مازال عليه اثر الدماء لينظر اليها بصدمه وهو يقول
- مين اللى عمل فيكى كده ؟!
نظرت الى يديها ثم اليه وقالت
- معرفش انا بصحى كل يوم الاقى نفسى كده ... وحاجات غريبه حاسه انى عملتها ومش عارفه ازاى وفين
ليقطب جبينه و شكه القديم يعود من جديد وحلمه يعيد نفسه امامه و كأنه شريط فيديو انها صبحا فتاه تتنكر فى زى صبى ومساء فتاه ليل محترفه
ظل ينظر اليها بتمعن ثم قال بعصبيه
- عايزه تفهميني آنك مش عارفه بتنجرحى بالشكل ده ازاى انت عايزه تجننيى
لتتجمع الدموع فى عينيها وقالت بصوت مهزوز
- انا والله ما عارفه حاجه وتعبت اقسم بالله تعبت
ثم غادرت مكتبه سريعا ليشعر ان النار تشتعل داخل صدره المجهول صعب تحمله والجهل بالاشياء بصعوبه الموت
•••••••••••••••••••••
الارهاق فى إزدياد واحساسه بضعف عام فى كامل جسده وايضا بدء يفقد وزنه بشكل ملحوظ لم تحتمل جودى كل ذلك وهو عنيد لا يريد ان يريحها ويذهب الى الطبيب فى يوم وليله ظهر عليه اعراض المرض بشده
اتصلت بأخيها حتى يأتى ويرى حل مع صديقه العنيد ولكنها لم تكمل حديثها حين سمعت صوت سقوط شىء قوى لتركض الى الغرفه لتجد حذيفه ممدد ارضا فاقدا للوعى لتصرخ بصوت عالى جعلت من يحدثها يركض خارجا من القصر متوجها اليها و فى خلال عشر دقائق كانت سياره الاسعاف تحمل حذيفه متوجهين الى اقرب مستشفى وجودى وجورى و أواب ولمى بالسياره مع سفيان بقلمى ساره مجدى
وصلوا المستشفى وفى دقائق قليله حضر ايمن وفجر وظل الجميع واقف امام الغرفه التى يتم الكشف فيها على حذيفه وكانت جودى تستند على كتف اخيها تبكى بخوف وايضا جورى التى تحتضن الصغيره لمى التى تبكى هى الاخرى بقوه غير مستوعبه ما يحدث
وكانت فجر تقف بجانب أواب تحاول ان تدعمه لكنه صامت تماما ينظر امامه الى الباب المغلق دون ان تصدر عنه اى حركه
كانت الدقائق ثقيلة على الجميع حتى خرج الطبيب من الغرفه ليلتف الجميع حوله ليقول هو بعمليه
- احنى محتاجين ان الاستاذ يفضل عندنا كام يوم على ما نظبط السكر وكمان نتأكد من سلامه القلب
لتعلو الشهقات وظهرت الصدمه على وجوه الجميع ليقول سفيان باستفهام
- سكر ايه وقلب ايه انت بتتكلم عن حذيفه ؟!
ليقول الطبيب بتأكيد
- ايوه السكر كان عالى جدا ... وكمان رسم القلب كان غير مطمئن بالمره
لتقول جودى  بألم
- كنت بتحايل عليه يروح للدكتور ... كان تعبان و بيكابر .... انا اللى غلطانه كان لازم اخده للدكتور  بالعافيه
ليضمها أواب بقوه وهو يقول
- اهدى يا ماما بابا هيبقا كويس صدقينى متقلقيش
لتنظر اليه جودى برجاء ليقول هو بهدوء غريب
- لمى خايفه محتاجه انك تطمنيها ... كلنا محتاجين نحس انك قويه ... ده مش وقت ضعف وخوف وبكى
كان الجميع ينظر اليه بزهول واندهاش الا هى من تنظر اليه بخوف هى من تشعر به حقا تشعر بقلبه الذى يرتجف خوفا من فقدان السند والامان ... خوف من فقدان الاب الصديق 
مسحت جودى وجهها من الدموع واتجهت الى صغيرتها تضمها بحنان والتفت سفيان الى الطبيب يسأله
- طيب ممكن تطمنى عليه ..  الحاله مطمئنه ولا مقلقه
نظر اليه الطبيب وقال بوضوح
- ان شاء الله خير ... احنى بدأنا فى تعديل مستوى السكر وهنعمل رسم القلب تانى وان شاء الله خير
تحرك الطبيب خطوتان ليغادر ثم وقف ونظر الى سفيان وقال
- وجدكم هنا ملوش لزوم ... ممنوع الزيارات روحوا وتعالوا بكره الصبح
وغادر دون كلمه اخرى لتقول جودى بأقرار
- انا مش همشى واسيبه هنا لوحده جورى وأواب و
لم يدعها أواب تكمل حديثها وقال
- مش هينفع اسيبك لوحدك خالى هياخد البنات معاه وانا هفضل معاكى
ابتسم سفيان ابتسامه صغيره فخوره بذلك الشاب الذى يذن عقله عقل اكبر الرجال و قال بهدوء
- هوصل البنات البيت وهطمن الى هناك وارجعلكم على طول
ليقول ايمن الصامت منذ وصوله
- خليك يا سفيان انا هروحهم ولو إحتجت حاجه كلمنى وهتلاقينى قدامك فى دقايق
شكره سفيان بشده لتغادر الفتاتان مع ايمن بعد ان اصرت فجر على البقاء بجانب أواب
ورغم اعتراض جورى على رحيلها الا ان كلمات والدتها لها هى ما اجبرتها على ذلك
(( لمى مرعوبه ومينفعش تفضل هنا كمان لازم حد فينا يكون جمبها روحى دلوقتى ومن بدرى تعالى ولو فى اى حاجه هكلمك على طول ))
كانت ليله صعبه على الجميع والليل طويل لا ينتهى
••••••••••••••••••••
كانت جالسه  بجانبه صامته ولكنها لا تتحمل صمته فقالت بهدوء وصوت منخفض بقلمى ساره مجدى
- ما تيجى ننزل نقعد فى الجنينه تحت شويه ؟
نظر اليها طويلًا ثم هز راسه بنعم لتقف و وقف هو الاخر لتقول فجر لوالدها الذى نظر اليها باستفهام
- هنقعد فى الجنينه تحت شويه
هز سفيان راسه بنعم ليغادر الاثنان ليربت سفيان على قدم اخته التى نظرت اليه بخوف ثم قالت
- قولى انه هيبقا كويس يا سفيان و انا هصدقك علشان انت عمرك ما كذبت عليا
ليضمها الى صدره بحنان وهو يقول
- اهدى يا جودى اهدى ان شاء الله هيكون كويس ان شاء الله ازمه صغيره و هتعدى على خير
لتتشبث بقميصه وهى تقول
- يارب يا سفيان يارب
••••••••••••••
ينظر الى السماء بصمت لتقول هى بقلق
- أواب بلاش الصمت ده خرج الى جواك انا جمبك ومعاك بلاش تقلقنى عليك
اغمض عينيه لثوانى ثم فتحها ينظر اليها لتجد ظلام تام شعرت بالخوف حقا انه يتألم بشده و يشعر بالخوف حد الرعب امسكت يده لتدعمه وقبل ان تقول شىء قال هو
- زمان قبل انتِ ما تتولدى انا كنت بتعب كتير جدا  وكانت بتجيلى تشنجات كان وقتها و مع كل مره وانا نايم اسمعه بيقولى أواب انا مليش غيرك انت علامه ان ربنا راضى عنى انت بركه حياتى انت الباب اللى ربنا فتحه ليا للجنه فى الدنيا و الاخره اتمسك بالدنيا علشان خاطرى
صمت لثوانى كانت هى تكافح حتى لا تبكى ولكن تلك الدموع الخائنه لم تغضع لرغبتها وسالت فوق وجنتيها نظر الى الامام  واكمل قائلا
— كنت ديما بحس انى عبىء تقيل عليه طفل بظروف خاصه وهو وحيد لكن مع تكرار تشنجاتى ودخولى المستشفى ومع تكرار كلامه بدأت احس ان ليا مكان فى الحياه وان فى ناس بتحبنى وبعد دخول جودى فى حياتنا و كمان تيته نوال طنط مهيره وخالو سفيان وحبهم ليا وخوفهم عليا بدأت اتمسك بالحياه لكن السند الحقيقى والسبب القوى هو حذيفه كلامه واحساسه وازاى شايف  وجودى فى حياته بقلمى ساره مجدى
صمت من جديد ولكن تلك المره نظر اليها وهو يقول
- انا محتاج ادخله يا فجر محتاج اقوله ان انا الى محتاجه محتاج اقوله هو ايه بالنسبه ليا محتاج اقوله انه جنتى على الارض ان تراب رجليه عندى اغلى من الدنيا والى فيها محتاج اقوله انى من غيره خايف  ... خايف اوووى
لم تعد تتحمل كتم بكائها اكثر لتضع يدها على فمها فى محاوله واهيه ان تكتم ذلك البكاء و ظل هو ينظر اليها ودموعه تغرق عينيه لتهدء هى بعد عده دقائق ثم وقفت وهى تقول
- انا هخليك تدخله تعال معايه
وبالفعل صعدوا من جديد وظلت تبحث عن الممرضه المسؤله عن غرفه الرعايه و اعطتها بعض المال فسمحت لأواب بالدخول
جلس ارضا بجانب سرير والده وكانت فجر تتابعه من خلف الزجاج ظل صامت ينظر الى وجه والده الذى يبدو عليه الارهاق بشده ثم انحنى يقبل يده واغرقها بدموعه التى كان يحبسها ظل هكذا لعده دقائق ثم قال
- قوم يا صاحبى ... قوم ... انا خايف خايف اوووى يا صاحبى ... قوم يا بابا انا محتاجك انا ... انا
صمت لا يعلم ماذا يقول فبداخله كلمات كثيره يريد قولها ولكنه يشعر انها لا تساوى شىء او قليله عما يشعر به فقال
- نفسى اخرج قلبى من صدرى واحطه بين ايدك يمكن يقولك انا حاسس بأيه قوم يا حذيفه قوم انا حاسس انى بردان ... لا ... انا حاسس ... حاسس انى مشلول ... انا من غيرك مشلول يا بابا ارجعلى ارجوك
نظر الى يديه بصدمه حين شعر بضمه يد والده عليها لينظر الى وجهه ليجده يعافر فى فتح عينيه ليقف سريعا وقال بالقرب من اذنه
- خليك نايم مرتاح كفايه عليا انك سامعنى كفايه عليا انك بتحاول كفايه عليا انك عايز ترجعلى وانا مستنيك ... كلنا مستنينك
ابتسم ثم قال بهمس
- جودى قاعده بره ومستنيه وخايفه جدا عليك لكن كمان ناويه تعاقباك على اهمالك فى صحتك
ليشعر ان والده قد ابتسم فأكمل قائلا
- ولا جورى و لمى بقا استلقا و عدك
ثم قبل جبينه وقال بصدق
- ارجعلنا بسرعه وكون كويس ومش عايزين حاجه تانيه
دخلت الممرضه اليه وقالت بهمس
- ارجوك اخرج انا كده ممكن اتجازه
نظر اليها وهز راسه بنعم ثم انحنى من جديد يقبل راس والده ويديه وقال بهمس
- انا مستنيك بره
وغادر الغرفه تاركًا قلبه مع والده
••••••••••••••••••••••••••
كان ممدد على سريره فى غرفته فى السكن الجامعى الخاص بكليه الشرطه ينظر الى السقف وهو شارد يريد ان يتحدث فيما يجول بخاطره ولكنه يعلم جيدا رآى صديقه فى الحب ولكنه لا يعلم ما سبب ذلك الرآى نظر الى سرير صديقه ليجده جالس وبين يديه شىء ما لم يكن واضحا له اعتدل جالسا ثم غادر سريره واتجه الى صديقه جلس امامه وهو يقول
- بتعمل ايه يا صفى ؟
لم ينظر اليه ولكنه اجابه قائلا
- بنحت
ليردد آسر خلفه باندهاش
- بتنحت ... بتنحت إيه ؟!
فرد كف يده لتظهر قطعه خشبيه صغيره بحجم كف اليد منحوت عليها شىء ما غير واضح ليقول آسر باستفهام
- ايه بقا الى منحوت عليها ده ؟!
لم يجيب صفى بشىء ليكرر آسر سؤاله ليجيبه صفى بعد ان نظر اليه عده ثوانى
- فتون
قطب آسر حاجبيه بعدم فهم لدقيقه كامله حتى استوعب ذلك الاسم وايضا تخيل ما قصه ذاك الاسم ورغم فضوله فى السؤال عن الاسم وصاحبته الا انه يعلم صديقه جيدا انه لن يتحدث فى الامر فقال بخبث
- الا انت ليه ديما تقولى الحب نار و مرار هو انت حبيت قبل كده بقلمى ساره مجدى
لترتعش يد صفى بعد كلمات آسر مما جعل تلك الاله التى ينحت بها تخرج عن مسارها فوق القطعه الخشبيه وتجرح كف يده لم تصدر عن صفى اه الم واحده وكآن  من جروح شخص اخر غيره ليقف آسر سريعا و ركض الى الحمام ليحضر علبه الإسعافات الأولية وامسك يد صديقه وبدء فى تعقيم الجرح وتضميضه وهو يقول
- انا اسف مكنتش اعرف ان سؤالى هيضايقك للدرجه دى
نظر صفى الى اسر المنشغل فى لف الجرح جيدا وقال
- انا مشفتش من الحب غير ناره و شربت مراره كله
نظر اليه آسر بتعاطف وقال
- شاركنى حملك يا صاحبى وسرك فى بير
ظل صفى صامت لعده دقائق أحترمها آسر فهو يشعر ان صديقه يحارب نفسه فى اخراج ذلك الالم الساكن بقلبه والواضح فى عيونه والذى دفنه بداخله كثيرا على اقل تقدير من وقت دخولهم الكليه وها هم اوشكوا على انتهاء العام
اخذ صفى نفس عميق ثم قال
- مهقدرش اجولك حاچه يا آسر ...  ده وجع لزمن اشيله لوحدى ونار الحب الى كوت جلبى لازمن تندفن معايا
لم يستطع آسر قول شىء خاصه وان صفى بعد ان انهى حديثه و ضع ما بيده جانبا وتمدد حتى ينام ليقف آسر بجوار سرير صديقه عده ثوانى ثم عاد الى سريره والحيره تكاد تقتله يبدو ان صديقه يتألم بشده وان الامر اكبر مما تخيل وتصور
••••••••••••••••••••••••••
كان ينظر اليها بتعجب انه يحتقر تلك الحركات الرخيصه ولكن ما حدث الان جعل عقله سينفجر
اقتربت من جلسته وهى تركع على ركبتيها امامه وتمسد ساقه بيديها و عيونها ترسل اليه نظرات الهيام والاعجاب
- طول عمرى الرجاله بتركع تحت رجلى وتتمنى رضايا ... لكن دلوقتى انا الى راكعه تحت رجلك و مستعده ابوس تراب جزمتك واتوب رضاك
لتظهر علمات الرفض والتقزز على وجهه لتقول سريعا
- انت ارجل راجل شفته فى حياتى ... ونفسى اجرب الرجاله الى بجد بقلمى ساره مجدى
ابعد يدها التى ارتفعت لتلامس فخذه ووقف ينظر اليها من علو وهى جاثيه امامه على ركبتيها تتوسله ان يقوم معها بما يغضب الله هو لم يفعلها يوما ولن يفعلها فوالده زرع بداخله احترام المرأه واحترام الحب اخبره وعلمه الحلال والحرام و هو ابدا لن يسقط فى الحرام
استيقظ وهو يشهق بصوت عالى وكانه كان يكتم انفاسه لوقت طويل لماذا يراها بهذا الشكل فى احلامه لماذا دائما عقله الباطن يصور له الامر بذلك الشكل المقزز غادر سريره ليقف امام المرآه ينظر الى نفسه بتشتت كان يرتدى سروالا فقط و جزعه العلوى عار ورغم انه قد اشعل مكيف الهواء قبل نومه الا انه غارق فى العرق ... فتح باب الشرفه و دلف اليها يحاول استنشاق بعض الهواء عله يهدء تلك النار التى تشتعل داخل صدره استند بيديه الى سور الشرفه وهو يقول لنفسه
- انا كده هتجنن لازم اعرف الحقيقه لازم الاقى  طريقه اعرف حقيقتها.... ليه قلبى واجعنى عليها وليه ديما بشوفها كده فى احلامك ليه
كاد عقله ان ينفجر من كثره التفكير
وهناك فى مكان اخر .... كانت هى و كانت هناك يد تعرفها جيدا تقيدها من جديد تجردها من ملابسها تمسك تلك السكين وترسم تلك الخطوط على جسدها ولكن تلك المره كانت ترى عيونا حزينه تعرفها ايضا تبكى بقهر تريد ان تنادى بصوت عالى ولكن صوتها لا يغادر حنجرتها تريد ان تهرب ولكن قيودها تمنعها لا يوجد غير قلبها الذى يريد التوسل الى الله ان يخلصها من كل ذلك ولكنها تشعر بالخجل منه او انها لا تستحق فلم يجد عقلها حلا سوا ان يغيب تماما ويهرب من كل ذلك عله يجد فى ارض الاحلام من ينقذها من كل ذلك

للعشق أسياد (( جاريتى ٣ )) بقلمى ساره مجدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن