مساء السعادة والهنا على الجميع
عيد حب سعيد
وعلشان النهاردة عيد الحب وعلشان انا بحبكم جدًا عملت ليكم المشاهد الحلوه دي تفكرنا بالغالين على قلوبنا
كل عيد حب وأنتم بالف خير
Happy Valentines Day ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹دلفت إلى المطبخ وهي تمسح دموعها الكاذبه ... وترسم إبتسامة صغيرة على وجهها تعلم أنه لن يتركها وسوف يأتي الأن خلفها ... وهذا بالفعل ما حدث
- أنا مقصدش يا فجر أنا بوصف ليكي البطله وكل بطلاتي فيهم جزء منك.
اخفت إبتسامتها وقالت ببعض اللوم
- أنت بطلت تحبني يا أواب ... خلاص بقيت مشهور وكل الناس بتحبك ... ومعجباتك في كل مكان هروح أنا فين بين كل دول
كان ينظر إليها بصدمة وإندهاش عينيه تكاد تغادر محجرها وهو يقول
- معجبات أيه يا حبيبتي ... هو لولا إنك هبله وفدائيه ومُضحيه كنتِ فكرتي في واحد زي
أحمرت عيناها وتغيرت نظرات الحب إلى غضب جعله يحاول البحث عن باب المطبخ الذي نسي أنه خلفه من شدة الخوف ... لكنه تراجع خطوتان للخلف حين إقتربت منه وهي تقول من بين أسنانها
- أنا هبله يا أواب ... تعرف يا حبيبي أنت النهارده هتنام على الكنبه يا إبن عمو حذيفة ... وهوريك الهبله هتعمل فيك أيه ؟
وغادرت المطبخ ليضحك بصوت عالي وهو يخرج خلفها يضمها إلى صدرة بقوة وهو يقول
- أنتِ كل دنيتي ... وحذيفة هو دليل حبنا وثمره حياتنا ... وأنا من غيركم مليش حياة ولا مكان في الدنيا دي
أبتسمت وهي تقول ببعض الدلال
- يعني لسه بتحبني يا أواب؟!
- أنا بعشق عيونك ... وصوتك...لمساتك .. حنانك ... حبك ليا .. أنا بموت فيكِ يا فجري
قال كلماته وهو يقبل جانب عنقها ... وبين كل قبلة وأخرى يقول كلمات عشقة ... وكان حذيفة ينظر إليه وهو يقول
- بابا بوس ماما
ويضحك بصوته الطفولي لتضع فجر يديها على وجهها وخبىء أواب وجهه في عنقها بخجل.
~~~~~~~~~~~~
وقفت أمام الخزانه تنظر إليها بصدمة ... جميع الملابس ملقاه أرضًا ويقف في المنتصف سفيان ينظر إلى نفسه في المرآة يقيم ما يرتديه ... لتقول بصوت عالي جعل الصغير ينتفض ينظر إليها ببعض الخوف
- أيه إللي أنت عاملة في الأوضة ده يا ابني.
ظل الصغير ينظر إليها ببعض الغضب يشبه غضب والده خاصه مع حاجبه المرفوع وهو يقول
- سيدرا جاية النهاردة يا ماما ... وكنت بشوف هلبس أيه ؟
كانت تنظر إليه بفم مفتوح وعيون جاحظة لكن صوت أدم من خلفها جعلها تنتبه لوقوفه خلفها
- أيوه يا سفيان يا جامد ... خليفه أبوه في الملاعب والله
لتصرخ مره أخرى وهي تقول بتزمر
- يعني علشان سيدرا جاية الدولاب يبقى كله على الأرض وأنا أتعب في ترتيبه
ليغادر سفيان غرفته... ووقف جوار والده وهو يقول
- هقول لنناه تبعت حد ينظفها ويرتبها ... متزعليش
وغادر وهو يعدل خصلاته المنسدله فوق جبينه .. تتابعه هي بعينيها والزهول يرتسم على وجهها جعل أدم يسقط أرضًا من كثرة الضحك على هيئتها رغم أنه يكتم ضحكاته لتصرخ به وهي تقول
- أنت بتضحك يا آدم .. أنت وإبنك هتجننوني
ليقول بحب بعد أن إستعاد هدوئه
- يا حبيبتي أنتِ بس أيه اللي مزعلك .. الواد بيحب .. ومن شابه أباه فما ظلم ولا نسيتي
لتلوي فمها ببعض المرح وهي تقول
- لا مش ناسيه ... بس الواد بدئها من بدري أوي
- واد ... واد مسمعكيش جدو
قال كلماته وهو يغمز لها بمشاغبه ... لتحاوط عنقه بذراعيها وهي تنظر إلى عينيه بحب وقالت
- عندي ليك مفاجئة
ليظهر الأهتمام على ملامحه وهو يقول بصدق
- بعشق مفاجئاتك
لتقترب من أذنه وقالت
- أنا حامل
ليضمها بقوه وكأنه يريد أن يزرعها داخل قلبه وهو يقول بحب خالص
- مبارك يا حبيبتي يا أحلى جوري في الدنيا ... ربنا يرزقنا ببنوته حلوه زي مامتها يارب
لتقبل وجنته وهي تقول
- يارب يا حبيبي أو بنسخه تانيه منك علشان عشقي يزيد ويكبر
~~~~~~~~~~~~
عاد إلى البيت وهو مجهد يحمل على كتفه حقيبة التمرين ... لكن حين دلف إلى المنزل قابله الهدوء والصمت ... صحيح أن بيته يتسم بالهدوء دائمًا لكن مجرد حركتها في البيت تجعل به حياة هو يحلم بها ويتمناها بل ويعشقها .. فروحها المرحه تملىء بيته بالسعادة
وضع الحقيبه أرضًا وتوجه إلى المطبخ ليجده خالي لكن لمساتها واضحة به وأيضًا رائحة الطعام المميز تملىء المكان
توجه إلى غرفتهم أيضًا لم يجدها لكن وجد باب الحمام مفتوح توجه إلى الباب وقبل أن يطرقة وجدها تجلس على حافة المغطس وبين يديها شيء ما تنظر إليه ودموعها تتساقط من عيونها ليؤلمه قلبه عليها ... أنه الموعد الشهري ... أقترب منها وجلس على ركبتيه أمامها وأخذ ما بين يديها ودون أن ينظر إليه ألقاه في سله المهملات ليحملها وغادر بها من الحمام اجلسها على السرير وقال
- {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } يا زينة أبوس أيدك سبيها على ربنا لكل حاجه وقت ومعاد وكل شيء قدر ونصيب ... يا حبيبتي أحنى عملنا إللي علينا كشفنا وحللنا والحمدلله أحنى الأتنين زي الفل .. توكلي على الله أحنى لسه صغيرين وبعدين يا ستي المفروض أنا إللي أخاف وأزعل أنا إللي عجوز يا زينه مش أنتِ يا مزتي.
رفعت عيونها الحمراء وهي تقول بأبتسامة
- ما ربنا كرمنا خلاص يا روح قلب مزتك ... أنا حامل يا محمد ... ولي العهد في الطريق
ظل صامت ينظر إليها بعدم تصديق ... وكأنه لم يسمعها لكنها كررت كلماتها بهمس
- أنا حامل
ليترك يديها الذي كان يضمها بقوة وتوجه إلى سلة المهملات يحمل ما ألقاه بداخلها وينظر إلى الشريطين الواضحيين أمامه والدموع تغرق وجهه ... لكنه غادر الحمام سريعًا وهي خلفه لتجده يسجد لله شكرًا وهو يقول بصوته الباكي
- اللهم لك الحمد... لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه
ثم وقف ينظر إليها بسعادة وأقترب منها يضمها بقوة وهو يقول
- ألف مبروك يا قلب محمد وروح محمد وعقل محمد من جوه
- يا محمد دوخت حرام عليك
قالت كلماتها وهي تضحك رغم الدموع التي تغرق عينيها ... ليوقفها إمامة ومازال يضم خصرها قائلاً
- حقك عليا يا عمري كله ...حماصه جاي ... وأخيراً يا أم حماصه
لتضحك بصوت عالي وهي تقول
- أنا هرجعه قبل ما يتعقد من أسمه
ليقول بمشاغبه
- حماصه ولا عبدالتواب أختاري
لتضحك بصوت عالي وهي تقول
- عيني عليك يا ابني يا حبيبي
ليعود يضمها من جديد بقوه ثم قال
- هروح أفرح محمود ومريم وخديجه ... وأقول كمان لعمو زين وطنط فرح مش بعيد الاقيهم هنا كمان ساعه
جلست على السرير وهي تضع يدها فوق بطنها وتقول
- الحمدلله ... الحمدلله
~~~~~~~~~
تقف في غرفة المرسم ترتب الأدوات التي خصصها عمر لها حتى تستمر في عملها دون توقف أو تأخير وتظل أيضًا تستطيع مراعاة سيدرا
وسيدرا التي تشبه والدتها كثيرًا ... تعشق الرسم مثل والدتها وتجلس أرضًا دائمًا بجوار حامل الرسم الخاص بمريم ترسم طوال اليوم
حين دلف عمر وقال بأبتسامة واسعة
- مساء الخير يا حلويات حياتي كلها
لتركض الصغيرة إليه وهي تقول
- فين شوكولاتة سيدرا
ليخرج من جيب بنطاله الشيكولاتة الخاصه بها وهو يقول
- أتفضلي يا شيكولاتة بابا الحلوة بس فين بوسة بابا الحلوة.
لتقبلة قبله عميقة وقوية ... وقالت
- بحبك عموري
كانت تقف تشاهد ما يحدث أمامها من عشق كبير وعلاقه مميزة بين زوجها وأبنته ... علاقه تشجعها وتحفزها رغم أنها أحيانًا تشعر بالشفقه على حاله ... أوقات كثيرة تستيقظ في منتصف الليل لا تجده جوارها ... وحين تغادر الغرفة تعلم جيدًا وجهتها غرفة إبنتها ... ومن باب الغرفة تظل واقفه تشاهده جالس جوارها يضمها إلى صدرة بقوة ... وصوته وهو يدعوا الله أن يحفظها ويطيل عمرها مختلط بدموعة ... تعلم ذلك الهاجس الذي يؤلم روحه ... وبكل ما لديها من قدرة تحاول أن تدعمة تطمئنه
رفع عينيه لها حين ركضت سيدرا إلى غرفتها وأبتسم وهو يقول
- وحبيبه عموري مش عايزة الشكولاتة بتاعتها ولا أيه ؟
لتقترب منه وهي تبعد خصلاتها عن عيونها وقالت بدلال
- لما تخلص دلال ودلع مع ضُرتي
ليضحك بصوت عالي وهو يقول
- يكفي إنك الأولى ... نبض قلبي إللي بيحيني
وانحنى يقبلها بشوق وحب ... وتجاوبت هي بكل كيانها ... ويدها تتغلل في خصلاته التي إستطالت قليلاً كما يفعل هو
وحين أبتعد عنها قال من بين أنفاسه
- أنتِ حياتي .. أنفاسي... نبضي ودمي إللي بيجري في عروقي.
لتمد يدها أمامه وقالت بمشاغبه
- الشكولاتة
ليبتسم وهو يخرج قالب الشكولاتة من حقيبته التي وضعها على الكرسي القريب منه وقال قبل أن يضعها في يديها
- بس هاخد نصيبي
لتومىء بنعم وهي تمسك الشكولاته تفتحها سريعاً وتكسر قطعة منها وهي تقول
- حلوة دي
ليومىء بنعم وأمسكتها بشفتيها وأقتربت منه من جديد تعطيه نصيبه كما يريد وكما حلم .. وككل مره .
~~~~~~~~
تحمل الصغيرة بين ذراعيها تطعمها بحنان وحب ... وعيونها تتابع عادل وهو يلعب ... عقلها سارح في حاله الذي تبدل قليلاً
ماذا يحدث معه هي لا تعلم ... لكن يبدوا على ملامحه الحزن ... صامت معظم الوقت هل أصبح يكرهها الأن ... لم يعد يحبها كما كان سابقًا
لتنحدر تلك الدمعة فوق وجنتها في نفس الوقت الذي وصل فيه هو إلي البيت ... لاحظ شرودها وتلك الدمعة الحزينه التي تسيل فوق وجنتها الورديه الذي أشتاق للمسها بشفتيه
أقترب منها لتنتبه له لتبتسم بخجل من أن يرد تلك الإبتسامة بعبوسة الذي إعتادت عليه في الأيام الأخيرة لكن عينيه إبتسمت لها في نفس اللحظة الذي قفز عادل إلى أحضان والده وهو يقول
- وحشتني
ليقبله محمود بحب وهو يقول
- وأنت كمان يا حبيبي
ثم أنزله أرضًا وهو يكمل
- إستعد يلا علشان عمك هياخدك معاه التمرين
ليقفز الصغير بسعاده وهو يركض إلى غرفته حتى يحضر حقيبته ويبدل ملابسه
أقترب منها يقبل جبين صغيرته التي تحمل إسم والدتها وقال وهو ينظر إلى عيونها الحزينه
- ممكن يا نادو تطلبي من مامي أنها تسامحني
ظلت نظرات ندى تحمل حزن شديد وأسئلة كثيرة ... ودموع تهدد بالهطول ليقترب من يدها التي تضم الصغيرة بحنان وقبل أطراف أصابعها وقال
- عارف أنى وحش أوى ... بس ممكن تسمعيني
أومئت بنعم ليحمل الصغيرة من يديها وقبل وجنتها برقه ثم وضعها على الأريكة وأخذ يد حبيبته ودلف إلى غرفتهم وأغلق الباب بعد أن قال بصوت عالي نسبياً
- أنزل لعمك يا عادل بسرعة
والتفت ينظر إليها وهي تقف برقتها التي تسرق نبضات قلبه .. وجمالها الذي لا يختلف كثيرًا عن جمال إبنتها الصغيرة ... إقترب خطوتان ووقف أمامها وقال
- عايزك تسمعيني كويس وبعدين أبقي قولي إللي أنتِ عايزاه ماشي.
أومأت بنعم ليقول هو بجديه
- عارف أن دمي كان تقيل الأيام إللي فاتت ... وأنك زعلانه مني خصوصًا وأنتِ مش فاهمه أنا فيا إيه؟ أو حتى أنا زعلان من أيه؟
لتؤمىء من جديد ليكمل كلماته
- بس أنا لا كنت زعلان ... ولا أنتِ ليكِ علاقه بالموضوع
لتقطب جبينها بحيرة ليقول موضحًا
- من أسبوعين وأنا في الجامعة تعبت شوية .. تجاهلت الموضوع لكن إتكرر كتير ... روحت للدكتور طلب مني تحاليل وإشاعات وحاجات كتير كده تخض
ظهر القلق على ملامحها ليكمل بأبتسامة مطمئنه
- هو كان شاكك في كانسر
لتشهق بصوت عالي ليمسك ذراعيها وهو يقول
- أطمني ... أنا كويس بس هو ده إللي كان شاغلني الأيام إللي فاتت .. كنت منتظر نتايج التحاليل والأشاعات خوفت أقولك وأشيلك معايا الحمل التقيل ده قولت بس أتأكد الأول وبعدين أشوف هعمل أيه
- المهم الدكتور قالك أيه ؟
قالت بلهفه وخوف والدموع تسيل فوق وجنتيها .. ليضمها إلى صدرة بحنان وقال موضحًا
- الحمدلله يا حبيبتي مفيش حاجه أنا كويس وزي الفل والموضوع كله شويه إرهاق على ضعف كالسيوم يعني محتاج شويه حنان وحب وإهتمام ودلع وإجازة كده أجدد بيها شبابي ونجيب أخ ولا أخت تاني
لتضربه في معدته بقبضة يدها ليتأوه بألم وهو يقول
- أنا بقول أدلع مش أدخل المستشفي
لتعود تضربه على كتفه وذراعه وهي تقول
- وتخبي عليا ليا ... ليه تبعد عني بجسمك وتفكيرك ... ليه تشيل الحمل التقيل ده لوحدك ليه؟!
ليمسك يدها الصغيرة يقبلها عدة قبولات وهو يعتذر منها قائلاً
- حقك عليا مش هعمل كده تاني ... أنا وحش
- اه وحش .. وحش أوى كمان
قالت بتزمر طفولي رقيق ليضمها من جديد إلى صدرة وهو يقول
- حقك عليا .. أنا آسف ... بحبك ياقلبي
وانحنى يخطف شفتيها في قبله طويله يطفىء بها بعض من شوقه لها وحنينه إلى لمساتها الرقيقة التي لم تبخل بها عليه يوماً كما تفعل الأن
لكن كان لإبنته رأي آخر ... حين بدأت في البكاء معلنه عن رغبتها في الحصول على حنان أمها ومعاقبته بطريقتها لتضحك ندى وهي تركض خارج الغرفة قائله بشماته واضحه
- أحسن
ليضحك بصوت عالي وهو يقول
- ماشي ماشي خليكي فاكرة
~~~~~~~~~~
تجلس في غرفتها تضع فوق ساقيها طبق كبير من الفشار وبين يديها كتابها المفضل
إن الأيام تمر عليها بطيئه حين يكون في مهمه ويقضي أيام وأيام خارج المنزل
الخوف الذي يملىء قلبها في تلك الأيام يجعلها في حاله من التوتر وتصل إلى حد الإكتئاب أحيانًا لكنه يعلم كيف يصلح الأمر ... إبتسامته المرحه وضحكاتها التي تخرج من القلب معه
كان يقف عند الباب ينظر إليها يتأمل كل إنش بها .. من أصابع قدميها الصغيرة .... ساقيها الرفيعتان ... يديها الرقيقتان التي تمسك حبات الفشار وتضعها في فمها الكرزي مرورًا ببطنها البارز الذي يحمل ثمره زواجهم ... عيونها التي تضم حروف ذلك الكتاب
هي تعلم بوقوفه ... وتمنحه عرض مغري ومميز
تعلم أنه سيقوم بشيء ما كعادته لكنها لا تستطيع تخمين ما سيقوم به
لكنها تستمع في كل مره وهذا يكفيها ... إقترب تلك المره بهدوء ... يعلم أنها تشعر به لذلك هو يسير بهدوء يعلم أنها سوف ترفع عيونها له مهما حاولت التجاهل ... وهذا بالفعل ما حدث أغلقت الكتاب ونظرت إليه ليبتسم وهو يقف مكانه ينظر إليها تقول
- بوظت ليك خطتك؟!
- محدش يقدر يبوظ خطتي يا قطتي حتى أنتِ.
قال لها بتحدي واضح لترفع حاجبها وهي تقول
- بس أنا مش متفاجئة ولا منبهرة من حاجة يعني ... ولا أنت تقصد أن وجودك في حد ذاته إنبهار؟!
ليضحك بصوت عالي وهو يقول بمشاغبة
- قطتي طلع ليها صوت وبقت تتحداني ... حلو أحلى حاجه التحدي بس مترجعيش تقولي حرمت
رفعت عيونها تنظر إلى سقف الغرفه وهي تقول بدلال
- هو أنت بقيت قفوش كده ليه يا حبيبي بس ده أنت وحشني حتى وكنت خايفه عليك
شمخ برأسه إلى الأعلى وقال بأمر
- طيب مش تقومي ترحبي بجوزك
لتقف سريعًا مقلدة الست أمينه وهي تقول
- نورت بيتك يا سي السيد قصدي يا سي أسر
وفي لحظة كانت ترتفع عن الأرض حين حملها بين ذراعيه وغادر الغرفة وهو يقول
- أنا محدش يتوقع مفاجئاتي يا قلبي
حين خرج من الغرفة وجدت الكثير من البالونات في منتصف الصاله يمسك بهم دب كبير يضم قلب أبيض كتب عليه إسمها بنقوش عربية مميزة
حاوط خصرها وأراح يديه فوق بروز معدتها وهو يقول
- زي النهاردة أول مره أكتشفت فيه أني بحبك والنهاردة حبيت أجيب ليكي هديه علشان أوعدك وأجدد عهدي ليكي بالحب والإخلاص .. أجدد شوقي ولهفتي وأجدد معاكى هعود الهوا والعشق
لتلتفت له تضمه بحب وهي تقول
- مفيش يوم بيعدي عليا إلا وأنا بحمد ربنا إني بقيت مراتك .. أنت قادر في كل لحظة تلغي مخاوفي أنا بحبك اوى يا أسر بحبك أوى أوى أوى
ليقبل جانب عنقها وهو يقول
- أنا أسعد راجل في الدنيا ... ما بين إيدي حبيبة قلبي وسيدة قلبي وعمري وبسمع منها أحلى كلام في الدنيا .. أنا لو موت دلوقتي
لتضع يدها على فمه وهي تقول بلوم
- ليه بقى الكلام ده ... هو أنت ليه عايز تخوفني
ليقبل يديها وهو يقول
- حقك عليا
ثم أقترب منها أكثر وهو يقول
- ما تيجي أوريكي الجروح إللي في جسمي
لتشهق بصدمة ليقبلها سريعًا وهو يقول
- داويني بقى
~~~~~~~~~~
أوقف السيارة في مرأب البيت وحمل حقيبته وترجل من السيارة ... وبيده الأخرى حقيبه كبيرة مليئه بالحلوى هو لا يستطيع نسيانها حتى يستطيع الدخول إلى المنزل
فأمان تقف له عند الباب تضع يدها حول خصرها تنظر إليه بشر حتى تأخذ الحلويات الخاصه بها
توجه إلى باب المنزل ليصله صوتها المحبب تتحدث مع والدتها التي يبدوا عليها العصبيه الشديدة
فتح الباب ليجد الموقف أمامة بلسم تقف والغضب يطل من عيونها تنظر إلى الصغيرة التي تنظر لها بهدوء
لم يصدر أي صوت حتى يفهم ما يحدث لتقول بلسم ببعض الغضب
- أمان أنتِ عارفة إنك غلطانة وعارفة كويس اوى أن إللي حصل ده مش مقبول أبداً .. صح؟
لم تعقب الصغيرة على كلمات والدتها لتكمل بلسم بتوضيح
- أختك الصغيرة محتاجه إهتمام ورعاية لأنها عيانه ومش بتعرف تقول وعلشان كده ماما بتهتم بيها شويه زيادة ... أمان بتقدر تتكلم وبتقدر تقول كل إللي هي حاسه بيه ... مثلاِ أمان بتقدر تطلب تاكل حياة مش بتقدر ... أمان بتقدر تقول لو في حاجه وجعاها لكن حياة لأ
ثم أنحنت وأقتربت من الصغيرة تمسك يدها بحب وقالت
- لكن إن أمان بدل ما تكون الأخت الكبيرة إللي تخلي بالها من أختها تضربها ... بدل ما تحاولى تخففي عنها وجعها تكوني سبب في وجع جديد ليها مينفعش يا أمان ده مينفعش
أخفض عينيه أرضًا وهو يشعر بألم قوي في قلبه ... حياة ملاكهم الصغير كانت ولادتها شديدة الصعوبة وحين ولدت أكتشفوا أنها تعرضت لنقص كبير في الأكسجين وأن لديها الكثير من المشاكل الصحيه وها هي لا تتحرك أو تتكلم وينتظرون موتها في أي لحظة يفهم مشاعر بلسم ويقدرها وما تقوله للصغيرة صحيح وعلى أمان أن تفهم كل ذلك هي ليست صغيرة لكن دلال والديه لها يجعلها أنانية بعض شيء ... لذلك وضع حقيبة الحلوى داخل حقيبة عمله ثم أغلق الباب وهو يقول
- السلام عليكم
لتلتفت أمان له وإبتسامة واسعه ترتسم على محياها لكنها إختفت حين وجدت يديه خاليه من حقيبتها المميزة كذلك حين لاحظت عبوس ملامحه لتتهدل أكتافها خاصه حين مر من جانبها دون أن يقبلها ويداعبها كعادته وأقترب من بلسم يقبل وجنتها برقه وقال
- إزيك يا مامي عاملة أيه ؟
فهمت بلسم أنه إستمع إلى حديثهم فقالت بهدوء
- حياه تعبانه شوية وكنت بتفق أنا وأمان هنعمل أيه علشان نخفف عنها وجعها
نظر إلى صغيرته وقال باستفهام
- بجد؟ أنتِ زعلانه علشان أختك يا أمان؟
لتنحدر دموع الصغيرة وهي تقول
- أنا بحبها بس بحس في أوقات أنكم بتحبوها أكثر مني ... ساعات بتمنى إني أكون أنا إللي عيانه علشان تفضل ماما قاعدة معايا بالساعات وتفضل تشيلني وأنت كمان يا بابا بشوفك لما بتقعد في أوضة حياه وتفضل تبوس فيها وتقولها حقك عليا ليه مش بتعملوا معايا كده ... بس
صمتت لثوانِ ثم أكملت بصوت باكي حزين
- أنا بحبها اوى ولما بتصرخ وماما تفضل تقولها يا بنتي والله ما عارفه أريحك إزاي ياريتي أنا وأنتِ لأ بفهم قد أيه أن أنا محظوظة وأني مش عايزة أبقى زيها ... أنا بحبها والله بحبها
وجلست أرضًا تبكي وهي تخبىء وجهها بيديها لتقترب منها بلسم سريعًا تضمها إلى صدرها وهي تقول
- أنتِ أول فرحه يا أمان ... بنتي الكبيرة الحلوه ... صاحبتي إللي بعتمد عليها وإللي المفروض أطمن على أختك وهي معاكي
ليقترب صهيب وجلس بجانبها وهو يقول
- مش أحنى أصحاب يا أمان ليه مش بتتكلمي معايا في كل إللي شاغلك ومضايقك ... أنا جمبك وأحب أسمعك ديماً قولي كل إللي جواكي علشان لو في حاجه أنتِ مش فهماها صح أوضحها ليكي
أومأت بنعم وهي تقول
- حاضر يابابي
ثم نظرت إلى والدتها وقالت
- أنا آسفه يا مامي .. متزعليش مني
وقبل أن يجيب أي منهم عليها سمعوا صوت صرخات حياه التي تؤلم قلوبهم لكن أول من ركض إلى غرفة حياه كانت أمان التي جلست جوار أختها تربت على رأسها بحنان كما ترى والدتها تفعل دائماً وتردد آيات بسيطة مما تحفظ من القرآن
كانا يقفا عند الباب يشاهدان ما يحدث ... بين ألم كبير وسعادة ... ودعوات بطلب الرحمة والمغفرة من الله
حين دلفوا إلى غرفتهم قال صهيب ببعض المشاغبه
- بقولك أيه يا بلسمي الشافي ... أنا قلبي بيوجعني مش ناوية بقى تخففي وجعه
لتنظر له بحاجب مرفوع وقالت ببعض المشاغبه
- لا خليه يوجعك .. أنا أصلاً زعلانه منك
ليشهق بصوت عالي وهو يقول
- ده أنا وحش أوى بلسمي زعلان مني لا لا ميصحش
وبدء في خلع ملابسة وهي تنظر إليه بصدمة ليكمل كلماته ويده تفك حزام البنطال
- أنا هصالحك حالًا
لتصرخ صرخه صغيرة كتمها هو بفمه وهو يقبلها بحب وشوق ... يحاول معها نسيان بعض الألم و إيجاد ولو قليل من الراحه بين ذراعي بعضهما بعضا
~~~~~~~~~~
بعبائته التي تزيده وسامة وهيبه وتجعل قلبها الذي يذوب به عشقًا يأن من الألم بسبب زيادة حبها له
عيونها التي تتبع خطواته بلهفه وشوق وكأنهم لم تمر سنوات على زواجهم .... لكن كل يوم يمر معه يزداد حبها ... تتنفس عشقه
وتتألم في بعده حتى ولو لثوانِ قليله
كان يعلم بوقفتها عند باب غرفتهم تنظر إليه كعادتها دائماً بين يديها حذائه التي كانت تقوم بتنظيفه رغم أنه نظيف لكن لم يستطع طوال سنوات زواجهم أن يقنعها بأنه لا يرتديه أحد بعد عودته إلى المنزل وتقوم بتنظيفه
فدائمًا تكون إجابتها
- أحب آني أچهزلك حل حاچه بيدي
أبتسم وهو يلتفت لها قائلاً
- كل السنين دي ولسه بتتأمليني يا نسيم
- ولآخر يوم في عمري يا جلب نسيم
أجابته وهي تقترب منه تجثوا على ركبتيها أمامه تضع الحذاء في قدمة و تنظف طرف عبائته
ثم ترفع عيونها إليه قائلة
- ربنا يحرصك من العين ... ويبعد عنك شر الكارهين والحاسدين جادر يا كريم
ليمد يده يوقفها أمامه وهو يقول
- ربنا يخليكي ليا يجلب صفي يا بت أنتِ سبياني ولا أيه مش عارف أشوف غيرك ولا لاجي في البلد كلها واحده كيفك ملكتي مفتاح جلبي وضيعته
لتبتسم بخجل وهي تقول بسعادة
- ربنا يجدرني وأجدر أسعدك وأفرحك ديماً يا سيد الرچاله ... يا صفي أنت كل دنيتي وحياتي من غير رضاك عليا وحبك ليا ملهاش طعم ولا لون
ليقطع تلك اللحظة الرومانسيه صوت السيدة صفية وهي تقول
- بكفياكم چلع ماسخ عاد يلا يا ولدي هتتأخر على الأرض
لتضحك نسيم بخجل حين قال صفي بتزمر
- الأرض هترحل إياك لما أتأخر عليها ... ربنا يسامحك يا أم عتمان ضيعتي عليا اللحظة الرومانسيه
قبل جبين نسيم وتحرك خطوة واحدة لكن يدها التي أمسكت يده أوقفته ينظر لها وهي تنحني بحب تقبل يده بإحترام ليقول بعيون لامعة بحب واضح
- عمركيش تنسي أبداً
- اليوم إللي يفوت من غيرها أعرف اني بجيت تحت التراب
إجابته بحب ليقترب منها يضمها بحنان وهو يقول
- ربنا يبارك في عمرك يا أم عتمان
ثم ربت على بروز بطنها وقال
- خلي بالك على حالك وبلاش تتعبي في شغل الدار
أومأت بنعم وهي تسير خلفه حتى وقف أمام والدته يقبل يدها ورأسها بإحترام ... ثم قبل جبين حبيبه وقبلت هي يديه بإحترام وكذلك فعل مع عتمان الذي كان ينتظره حتى يذهب معه إلى الأرض
حين أغلق باب الدار قالت صفيه بابتسامة جانبيه
- تعالي يا حبه جلب إبني أفطري علشان الواد إللي في بطنك
لتنظر نسيم أرضًا بخجل لتضحك صفيه بصوت عالي وهي تقول
- جال يعني البت بتتكسف .
~~~~~~~~~~~~~~~~
خرج من الحمام يحاوط خصره بمنشفه كبيرة ورأسه بين منشفه صغيرة يجفف شعره بقوة ... كانت تغادر المطبخ حين لمحته وهو يخرج بهذا الشكل من الحمام بعد أن أخذ حمامه الصباحي المعتاد منذ زواجه
تراجعت إلى الخلف حتى تختبىء منه
ليرتدي ملابسه أولا ثم تلقي عليه تحيه الصباح ... لا تعلم سبب ذلك الخوف الذي يتلبسها حين تراه في وضع حميمي ... أنها تعشقه بل تذوب به عشقًا وكانت تحلم بتلك اللحظات لكن حين أصبحت واقع لم تجد سوا شعورها بذلك الألم الذي شعرت به حين صفعها والدها وأتهمها أنها كانت بين ذراعيه بفجور
أنحدرت دموعها دون أن تنتبه أنه قد أرتدى ملابسه وحضر إلى المطبخ حتى يعطيها قبله الصباح ... لكنه وقف مكانه يشاهد تلك الدمعة التي سقطت من عيونها يعلم أنها تعاني ... ويفهم إحساسها كما شرحه له دكتور رحيم ... صحيح عمر زواجهم سنه ... وهي تحمل بين أحشائها ثمره حبهم لكن العلاقه بينهم ليست جيدة ... من الواضح أن عليه أن يقوم بتلك الخطة الذي أقترحها دكتور رحيم
ذهب إلى الغرفة سريعاً قبل أن تشعر به وتمدد على أرض الغرفة وصرخ بصوت عالي ينادي عليها
- ليل .... الحقيني يا ليل
لتفتح عيونها بخوف وتركت ما بيدها وركضت إلى الغرفة لتجده ممدد أرضًا وعلى وجهه يرتسم الألم
جثت على ركبتيها بجانبه وهي تقول بخوف
- مالك يا جواد أيه إللي حصل؟ وإزاي وقعت كده؟
تأوه وهو يقول
- حسيت بدوخه وقبل ما أنادي عليكي وقعت ... و
أغمض عينيه وهو يقول
- أتصلي ببابا وماما أنا مش عايز أتعبك وأخليكي تقربي مني غصب عنك
لتبكي وهي تقول بأعتذار
- متقولش كده يا جواد أنت عارف أنى بحبك ... عارفه إني تعباك وأنك زعلان مني ... وإني مستحقش أكون مراتك
ليضع يده على فمها وقال بلوم
- متستحقيش أيه يا ليل ... أنا ربنا بيحبني قوي أنه رزقني بحب حياتي تبقى مراتي وأم إبني ولا بنتي إللي جاي في السكه
أعتدل وهو يتألم بخفوت
- أنا لو كنت أعرف أن حبك ليا هيكون سبب عذابك أتمنى موتي ولا إنك تتألمي يا ليل
صرخت به وهي تقول
- بعد الشر عليك يا جواد متقولش كده بالله عليك أنا بحبك أوى ومليش غيرك حقك عليا والنبي ... أنا ممكن أروح لدكتور رحيم تاني .. يظهر أني هفضل طول عمري مريضه نفسيه ... أنت تستاهل واحده أحسن مني مليون مره
صمت ثوانِ ثم عادت تضرب كتفه وهي تقول
- أوعى تحب غيري ... أوعى تكون لحد غيري ... أنا بحبك
ليقترب منها وضمها إلى صدرة وأصبح وجهه ملتسق بوجهها وهو يقول
- أنت بتجري في عروقي وموشومة على قلبي .. وساكنه تفكيري وماليه كل حياتي
لتمسح دموعها بظهر يدها وهي تقول
- هتقدر تقوم معايا؟
أومأ بنعم وهو يقول
- مش أنتِ هتمسكي أيدي؟
أومأت بنعم ليقول هو بحب
- يبقى الدنيا كلها سنداني وبتدعمني وبتحبني
أقتربت تقبل جبينه وهي تقول
- حقك عليا يا جواد ... صدقني أنا بحبك وأتمنى قربك وحياتي جمبك هي كل منايا ... هتصبر عليا شويه
- هصبر عليكي لحد آخر عمري يا كل عمري
قالها بصدق ثم أقترب يخطف شفتيها في قبله كبيرة تجاوبت معها على أستحياء حينها قال لنفسه
((أنا إبن زهرة يا ليل ... زهره إللي رجعت صهيب للحياة إللي أتحدته ونصرت حبها إللي خلت المستحيل حقيقه وأنا حبي ليكي مش أقل من حبها لابويا ... أنا وأنتِ والزمن طويل يا ليل يا حب عمري ))
~~~~~~~~~~
تجلس في السيارة تنتظرة حتى يعود لها بالأيسكريم تنظر إلى النافذة بلهفه وكأنها تنتظر نتيجه الإمتحان أو شخص غالي سوف يصل بعد غياب طويل
حين لمحته يقترب من السيارة لمعت عيونها بحب ولعقت شفتيها بتلذذ
دلف إلى السيارة وقبل أن يغلق بابها كانت تخطف من يده الأيسكريم وبدأت في التهامة بتلذذ شديد كان ينظر إليها بأبتسامة واسعة وأندهاش
ثم أغلق باب السيارة وظل يتأملها وهي تتمتم بتلذذ مع كل قطعة آيسكريم
حين إنتهت منها رفعت عيونها إليه وقالت
- شكرًا يا وليد كان نفسي في الآيس كريم جداً وإبنك كمان كان نفسه فيه
- إبني ... يا بنتي حرام عليكي ... أنتِ كل يوم تمرمطيني في إنصاص اليالي مره نفسي في رنجه ومره شامه ريحه البحر يا وليد علشان خاطري نروح نقف قدام البحر ... ولا عايز الواد يطلع له ملحايه في وشه
قال بتزمر طفولي وبعض الضيق الذي يشوبه المرح لتضحك بصوت عالي وهي تقول
- مش لازم تشاركني كل حالاتي في فترة الحمل
ليضحك من جديد وهو يقول بتوسل
- يا شمس يا حبيبتي أشاركك كل حاجه بس بالنهار يا ماما مش في نص الليل وفي عز السقعه الرحمه أبوس إيدك
لتلوي فمها كالأطفال وقالت
- أنا عارفة أني تقيله عليك رجعني لأبويا مش هتعبك أكثر من كده يا دكتور
- بدأنا الدراما
قالها بنوع من الملل حين أكملت وهو يقول معها
- أنا عارفه إنك مش بتحبني علشان بقيت تخينه وطلباتي كترت بس على فكره دي طلبات إبنك لكن على العموم شكرًا مش عايزة منك حاجة
ليضحكوا بصوت عالي حين صمتوا سويًا لكنه لم يتمالك نفسه حين قالت برجاء
- ممكن واحد آيس كريم تاني
ليضمها إلى صدرة وهو يقول برجاء وتوسل
- يارب شهور الوحم تخلص بقى ... أنا بنهااااار
لتضحك وهي تقول
- ده إبنك إللي عايز
~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تغني بصوت رقيق وهي تحضر علب الطعام التي أصبحت تعدها يوميًا حتى يتناول بلال غدائه مع باقي عمال الورشة خاصة بعد التوسعات الكبيرة التي حدثت للورشة
((حاسب على قلبى حاسب لما تسلم على
حاسب على يدى حاسب لاحسن قلبى فى إيداى
لما تسلم على ياللى شفايفك ناى
قلبى يقوم مخطوف وأموت قوى من الخوف
وما شوفش بعنيا بكل قلبى أشوفه
كل الحياه تتحب ماعرفش ليه وإزاى
حاسب على قلبى حاسب لما تسلم على
لاحس قلبى فى إيداى))
كان الصغير يستمع إلى صوت والدته يبتسم إبتسامة صغيرة وهو يجلس فوق حصانه الخشبي وعلى كتفه بندقيته التي لا تفارقه ... خاصه بعد تلك القصص الذي يقصها بلال عليه كل ليله عن عظمة عمه وتاريخه المشرف وكيف كان بطل وقف أمام الأشرار بكل قوة وشجاعة وأنه يحمل إسمه لذلك عليه أن يكون مثله
وضعت كل شيء في الحقيبه وتحركت تغادر المطبخ وهي تقول
- جهز نفسك يا بطل على ما ألبس طرحتي
ليركض إلى غرفته يرتدي الجاكيت الخاص به .. وحذائه و أنتظرها عند الباب
غادروا المنزل وهي تحمل الحقيبه بيد وباليد الأخرى تمسك يد راجح الذي يلقي السلام على كل من يمر عليهم كما يفعل والده دائماً وطوال الطريق يظل يعد كم حسنه حصل عليهم بعد كل سلام
وصلت إلى الورشة لكنها ظلت واقفه بعيدًا تنظر لما يحدث بعيون حزينه ... كان يقف أمام سيدة ترتدي ملابس راقيه شعرها مصفف بعنايه نظرت إلى ذلك الفستان البسيط التي ترتديه وحاجبها المحتشم وتحسست وجهها الخالي من مساحيق التجميل ولأول مره تشعر بالخوف
هل هذا النوع من النساء ما يتعامل معه زوجها يوميًا؟ هل ستخسره قريبًا؟
لكن كل ذلك أختفى حين نظر إليها بابتسامته التي أصبحت لها عشق حد الجنون
وأعتذر من السيدة التي تقف إمامة وأقترب منهم يحمل عنها الحقيبه بعد أن حمل راجح وهو يقول بحب
- تسلم إيدك يا ست الكل ديماً تاعبه نفسك كده
وأشار لها أن تسير بجانبه لتقول بخجل
- مفيش تعب ولا حاجة هو أنا يعني عملت إيه ؟
حين وصل أمام الورشة نادا بصوت عالي
- منصور تعال خد الغدا
ليركض ذلك الشاب إلى خارج الورشة يحمل الحقيبه عن بلال وهو يقول
- تسلم إيدك يا ست أم راجح
- بالف هنا
أجابته بخجل ليشير إليها بلال وهو يقول
- مودة مراتي
ثم ربت على بطن الصغير وقال
- وده إبني راجح
لتقول السيدة بهدوء شديد وبعض اللؤم يغلف كلماتها
- أنت متجوز يا أسطى بلال مكنتش أعرف
ثم نظرت إلى موده وهي تقول
- اتشرفت يا مدام
ثم قالت ببعض الغرور
- ها هتبدء أمتى في الشغل إللي طلبته؟
- الأسطوات جوه شغالين والتسليم في معادة ... أنا مش بتأخر في تسليم شغلي وأستاذ خيري عارف الكلام ده
أجابها بثقه ووضوح ثم أشار إلى موده بالدخول إلى الورشة وهو خلفها تارك تلك السيدة بالخارج بعد أن طلب من الأسطى حسين الوقوف مع السيدة حتى تصعد إلى سيارتها
كان منصور قد رص الطعام على الطاولة الكبيرة الموجودة في إحدى الجوانب الداخلية
كانت هناك إبتسامة رقيقه تزين ثغرها لاحظها وأسعدته بشدة ... إقترب منها وهمس بجانب أذنها
- أتغديتي
هزت راسها بلا ... ليقول بنفس الإبتسامة
- خلاص يبقى تتغدي معانا
نظرت إليه بعدم تصديق ليكمل
- ده حتى الورشة زادت نور على نورها بوجود الست أم راجح وحضرة الظابط راجح باشا
ليقول حسين الذي دلف الأن من الباب
- طبعًا طبعًا ... تسلم أيدك يا ست أم راجح ... ورجلك كمان خليتي الواغش يرحل
ليبتسم الجميع حين نظرت هي إلى بلال الذي قال بصدق
- طبعًا يا عم حسين الأصل هو ديماً إللي بيكسب ... والست أم راجح هي الأصل ولا أيه ؟
قال الأخيرة بصوت منخفض لم يسمعه غيرها لتتلون وجنتيها بخجل ... لتتسع إبتسامته وهو يقول بهمس
- أيه رأيك نروح نتغدا في البيت أصلي جعان لحاجه تانية
لتبتعد عنه وهي تخبىء وجهها في طرف حجابها ليقول بصوت رجولي
- يلا يا رجاله معاد الغدا وجب
ثم أمسك يدها وقال
- جابري الزاد يا أم راجح
~~~~~~~~~~~
تمسك هاتفها تلعب إحدى تلك الألعاب الشهيرة لكنها تلاحظ نظرات والدها لها
أغلقت الهاتف ووضعته جانبًا وهي تقول
- خير يا دكتور بتبصلي كده ليه؟
لم يجيبها بشيء لتقول هي بابتسامة صفراء
- نفسك توزعني صح؟
ليرفع حذيفه حاجبيه بصدمة ... لتقف وأقتربت منه وهي تقول
- عيد الحب بقى وعايز تحتفل وكده ... على العموم أنا متفقه مع ورد وياسمين وهروح عندهم كمان شويه ... عيش يا دكتور بس متنساش تاخد حقنه السكر
وغادرت إلى غرفتها دون كلمه أخرى ... ظل صامت يشعر بالصدمة من كلمات صغيرته التي لم تصبح صغيرة ... كانت جودي تتابع ما يحدث وهي تعلم جيدًا ما سيحدث دائماً حين يجتمع حذيفه ولمى في مكان واحد
وبالفعل أنتفضت حين صرخ بأسمها رغم توقعها للأمر
أجابته بهدوء
- نعم يا حذيفه
نظر لها وهو يقول بصدمة
- أنت سمعتي بنتك بتقول أيه ؟
أومأت بنعم ليقف أمامها وهو يقول بغضب حقيقي
- البنت دي مش متربيه أنتِ أهملتي فيها
لتخرج لمى من غرفتها وهي تقول بتعجب
- أنت كنت بتسربني علشان تتخانق معاها يا دوك مش أسلوب ده النهاردة عيد الحب يا بابا.
ليشير لها وهو يقول
- أنتِ سامعة
- ايوه سامعة المشكلة يا حذيفه أن أنت سلمت نفسك تسليم أهالي لبنتك .. هي عارفه إزاى تناغشك لكن لمى مؤدبه ومش بتتكلم مع حد كده غيرك .. كنوع من الهزار وإنكم أصحاب
أوضحت كلماتها لتهدء ثورة غضبه خاصه حين خرجت لمى من غرفتها وقالت
- أنا بعتذر يا بابا لو كلامي زعل حضرتك بس أنا كنت بهزر
ليضمها حذيفه وهو يقول
- وأنا بحب هزارك يا لمى .. أنتِ نعمة كبيرة من ربنا
وقبل أعلى رأسها لتقول هي بمرح
- أنا عارفة يا بابتي ... مش عارفة من غيري كنتوا هتعملو أيه
ليضرب مؤخرة رأسها لتقول هي
- سواق أونكل صهيب وصل تحت أنا هنزل بقى وأنت أستغل الفرصه .... سلام
وغادرت ترافقه ضحكات والديها لينظر حذيفه إلى جودي وقال بمرح
- أنا هسمع كلام بنتي وأستغل الفرصه
لتقترب منه وهي تقول
- اه أستغل الفرصه وأدخل ألبس علشان رايحين لسفيان
ليلوي فمه بضيق لكنه سار خلفها وحاوط خصرها وهو يقول بحب
- طيب قليل من الحب أولا وبعدين سفيان ... ده حتى النهاردة يوم مبارك وعيد حب
وحين أنهى كلماته كانوا وصلوا إلى غرفتهم ليغلق الباب وهو يقول
- حلال الله اكبر
~~~~~~~~~~~~~~~
يقف في شرفه منزله يستمع الي محدثه لا يظهر على وجهه اي شيء لكن من يعلمه جيدا يعرف ويفهم ان ما يستمع اليه الان شيء خطير
نفخ الهواء من صدره بضيق ثم قال
-تمام ... انا جاي بكره واول حاجه عايز اشوفها على مكتبي الملف ده
اغلق الهاتف وظل واقف فس مكانه يحاول استعادة مرحه وابتسامته ... فزوجته وابنته ليس لهم ذنب في مشاكل عمله
لكنها اكثر من تعرفه ... وتعلم جيدا ما سيقوم به الان ... سوف يعود الي الداخل بابتسامة واسعه رغم ان بداخله يحترق بغضب
لكنها لن تسمح بذلك ... أقتربت منه ووضعت يدها فوق كتفه وقالت بهدوء
-لو في شغل مهم يا أدهم وميتأجلش تقدر تروح ومتقلقش مش هضايق وهشرح لروز الوضع متقلقش
التفت ينظر اليها بعين تطق بحب كبير فهي أصبحت الدماء في اوردته وأصبحت تعرفه آكثر من نفسه ... لكنه أيضًا يعلم انه مقصر في حقهم فكنذ اكثر من شهر لك يراهم الا لدقائق معدوده بسبب تلك القضيه التي يعمل عليها ويحاول حلها
اعتدل وواجهها بكليته وقال بصدق كما ه عادته الوضوح والصراحه
-صحيح ده شغل مينفعش يتأجل ... بس كمان انتوا وحشني اوي وطاقتي خلصانه ومحتاج اشحنها بحبكم ... كمان روز من حقها تقعد معايا شويه واصلا هي وحشاني اوي اوي يا فيروز ... وحاسس بالذنب نحيتها
ابتسمت بهدوء وهي تقول بصدق
-انت كمان وحشتنا اوي ... بس كمان احنا مقدرين اللي انت فيه خصوصًا انك في وقت ما بتكون فاضي بتعوضنا عن كل لحظة غياب
اقترب منها اكثر وحاوط كتفها بذراعه وتحرك معها الي الداخل قائلا بهدوء
-يبقا خليني النهاردة اعوضكم شوية عن غيابي ... واستمد منكم شويه طاقه تخليني اقدر اكمل في اللي جاي
اراحت راسها على صدره وهي تومىء بنعم ... ليربت على ظهرها ابتعتد عنه ليقترب من ابنته التي تجلس ارضا تعلب بدميتها الصغيره وجلس جوارها وهو يقول
-ايه رايك نروح الملاهي يا روز ؟!
ابتسمت الصغيرة وصفقت بسعادة وهي تقول
-يلا يا مامي نلبس
وقبل ان تذهب خلف ابنتها اوقفها سؤاله
-نور عامله ايه دلوقتي ؟!
ظلت على وقفتها توليه ظهرها ... ثم نظرت اليه وقالت
-على حالها يا أدهم ... للاسف الهلاوس بتزيد ... ومبقاش في امل ف شفائها
ليظهر الحزن على ملامحه .. لتذهب خلف ابنتها حتى تعطيه الفرصه كامله في تقبل كلماتها ... فمنذ فتره طويلع منعوا الزيارات عنها بسبب تلك النوبات التي تحدث لها مع كل زيارة بسبب اختفاء كل الشخصيات التي رسمتها داخل عقلها وتخيلت وصدقت وجودهم لذلك اصبح من الصعب عليه الذهاب اليها ورؤيتها الا من خلف الزجاج
مرت عده دقائق وهو على نفس جلسته غارق في الأفكار التي اخرجته منها ابنته وهي تقول ببرائه
-بابي انت تعبان؟
لينظر لها باندهاش.. لتقول فيروز وضحه
-بقالها شويه بتكلمك وانت مش بترد
أومأ بتفهم .. ثم ابتسم لابنته وقال بحب
-لا يا حبيبه بابي انا بس كتت سرحان وبفكر في حاجه
نظر الي هيئتها وملابسها وقال بأعجاب
-ايه الشياكه دي ؟!
لتبتسم روز بخجل ... ليقول هو بابتسامة
-الحلو ده كله هيخرج معايا .. انا محظوظ جدا
لتضع روز يديها تخبىء وجهها بخجل طفولي جميل لتقول فيروز ببعض الضيق المصطنع
-بلاش معاكسة لو سمحت .. ويلا علشان نلحق الملاهي
ليغادروا المنزل متوجهين الي الملاهي ... والسعادة تملىء قلبهم لكن فيروز كلنت تفكر هل هذا هو التوقيت الصحيح حتى تخبره بحملها الجديد ام تنتظر حتى تنتهي القضيه .
~~~~~~~~~~~
دلف إلى الغرفة بتزمر وهو يقول بغضب طفولي
- يعني ولادك يخرجوا يحتفلوا بعيد الحب ويدبسونا أحنى في ولادهم
التفتت تنظر إليه وقالت بمشاغبه
- هو أنت يا سيفو لسه فيك حيل تحتفل بعيد الحب
ليقترب منها وحاوط خصرها بيد ويده الأخرى تداعب وجنتها والشامة التي مازالت تأثر روحه وقلبه
- أنا أصبى من إبنك .. وحبك في قلبي كل يوم بيزيد يا مهيرة وهيفضل عايش حتى بعد ما أموت
لتضع يدها فوق فمه ونظرت له بلوم لكنها قالت بمرح
- في حد يجيب سيرة الموت في عيد الحب يا سيفو
أبتعدت عنه فجأة وهي تقول
- أصلا جودي وحذيفه جاين دلوقتي بعد ما وزعوا لمى ... وزين وفرح كمان جاين ... وأيمن في الطريق هو وملك
ليشير لها بغضب طفولي وهو يقول
- أنتِ إللي قولتلهم يجوا مش كده أنا عارف عارف ... أنا هاعقبك على فكرة مش هخليكي ترسميني تاني
لتبتسم وهي تسير في إتجاهه ببطىء يظهر عرجها بشكل واضح وقالت بحزن
- أنا عارفة إنك بطلت تحبني وهو معقول راجل حلو زيك كده طول بعرض وهيبه .. قلبه طيب وحنون وكل الستات بتجري وراه يبص لواحده عا
- والله يا مهيرة لو قولتي عارجه ولا جبتي سيرة رجلك لهعضك
قاطعها قائلاً بغضب لتضحك هي بصوت عالي وركضت إلى خارج الغرفة ليركض خلفها وهو يفهم حيلتها وكان يتوعدها بكل حب ورغبه لم تختفي يوماً رغم مرور كل تلك السنوات والشعر الأبيض الذي غزا شعرهمتمت