الفصل السادس من للعشق أسياد بقلمى ساره مجدى
كان يجلس فى غرفته يشعر بالضيق بالامس كان موعد التجمع الشهرى ..... اليوم الوحيد الذى يراها فيه ولكنهم لم يستطيعوا الذهاب فجدته كانت مريضه ولم يستطيعوا تركها خاصه و والده لا يذهب الى اى مكان بدون زهرته ولذلك لم يذهبوا جميعا رغم حزن الصغيرتين لرغبتهم فى رؤيه لمى بقلمى ساره مجدى
امسك هاتفه وفتح احدى التطبيقات الرسائل وكتب
- ليل طمنينى عليكى
وظل يمسك بالهاتف ينتظر ان تجيبه و بعد ثواني قليله
وصلته رساله
- انا كويسه كان نفسى اشوفك امبارح ... طمنى جدتك عامله ايه ؟
ابتسم بسعاده كم هى رقيقه وطيبه القلب كتب سريعا
- الحمد لله هى كويسه دلوقتى ... وانا كمان كان نفسى اشوفك وهستنه الشهر الجاى على نار
ظل ينتظر رسالتها و هو يسير فى كل اتجاهات غرفته بتوتر وابتسم حين سمع صوت وصول الرساله
- انا كمان ... انا هقفل دلوقتى علشان ماما بتناديني
ولم تنتظر رده لتغلق التطبيق بعد ان اخفت المحادثه دون ان تعلم ان شمس تعلم كل كلمه قيلت فى تلك المحادثه والمحادثات القديمه ايضا و انها تنتظر تلك المحادثات وكانت ايضا تنتظر قدوم جواد بالامس كليل واكثر
•••••••••••••••••••••••••••
كانت تجلس على الكرسى الموجود بجوار الباب تمسك بين يديها نوت صغيره وقلم تسجل فيها كل ما يدور فى الاجتماع حسب اوامر مديرها السمج بقلمى ساره مجدى كانت رغم تركيزها الشديد فى كل كلمه تقال الا انها ايضا كانت تتابع كل حركه من مديها انه شاب فى منتصف العشرينات ولكنه مختلف عن ابناء جيله
هو شخص مسؤل هادىء وايضا متميز فى عمله وناجح فيه بشكل يفوق الخيال و ذلك ما جعل والده يترك له اداره الشركه وهو يتابعه ويشارك من وقت لاخر
انتهى الاجتماع وانصرف جميع الموظفين ليقف هو الاخر حتى يعود الى مكتبه ولكنه وقف امامها و وضع يديه فى جيب بنطاله وهو يسأل بهدوء
- سجلتى كل حاجه يا انسه ؟
لتقول بابتسامه صفراء
- ايوه
ليبتسم ابتسامه واسعه وهو يقول
- كويس ... ورايا
ظلت تنظر اليه بغيظ فبرغم اعجابها باسلوب عمله و تفوقه ايضا فيه الا انه كشخص سمج وثقيل الدم
جلس خلف مكتبه وهو ينظر اليها بتسليه وقال
- قوليلى بقا سجلتى ايه
اخذت نفس عميق حتى تهدء فهى ترغب و بشده فى صفعه وقالت وهى تمد يدها بالنوت
- اتفضل حضرتك شوف الى اتكتب بنفسك
ظل ينظر اليها ثم قال بأمر
- انا لما اقول اقرى يبقا تقرى مفهوم
لتنظر الى النوت وبدأت فى قرأه ما سجلته ليقول هو باستحسان واندهاش مصتنع
- لا برافوا حقيقى برافوا
لتبتسم ابتسامه صفراء وهزت راسها هزه خفيفه ليكمل هو قائلا
- هتكتبى بقا كل الكلام ده وتضيفه للورق الى اتراجع النهارده مفهوم
- مفهوم
قالتها ببرود وكان هو ينظر اليها بتركيز لقد لاحظ تلك العلامه على عنقها رغم ان لونها طفيف ولكن مع شخص كصهيب حاد النظر علامه كتلك لا تمر من امامه مرور الكرام وقف على قدميه وتحرك ليقف امامها وقال مباشره
- ايه الى فى رقبتك ده ؟!
وضعت يدها سريعا على عنقها و هى تفكر انها وضعت عليها الكثير من ادوات التجميل عكس وجهها الخالى منه حتى لا تظهر فكيف لاحظها ذلك السمج كان ينتظر اجابتها و هو يراقب كل حركه منها ولاحظ توترها من سؤاله ليقرب وجهه من وجهها وقال بهدوء
- ايه مسمعتش اجابه على سؤالى
لتنظر اليه بتحدى وقالت
- اعتقد ان دى حاجه متخصش حضرتك
ظل ينظر اليها طويلًا ثم ابتعد و هو يقول
- تقدرى تتفضلى على مكتبك وربع ساعه واللى طلبته يكون قدامى
غادرت دون كلمه اخرى وبعد مرور ربع ساعه دلفت اليه وبين يديها الملف الذى طلبه منها اعطته اياه وظلت واقفه امامه بهيئتها الرجوليه التى تثير فضوله وتجعله يرغب فى ان يكتشفها و يكشف اسرارها وايضا معرفه سبب تلك العلامه على عنقها كان يتأملها دون ان يتكلم لتقول ببرود
- هو حضرتك عايز حاجه تانيه ولا اروح على مكتبى
ظل ينظر اليها بتفحص ثم قال
- لا تقدرى تروحى على مكتبك
وتحركت خطوتان لتغادر المكتب فى نفس الوقت الذى يفكر فيه هو كيف يحرجها كما احرجته منذ قليل ليقول سريعا
- بقولك صحيح
وقفت مكانها تنفخ بضيق دون ان يلاحظها ثم التفتت اليه وقالت بابتسامه سمجه
- خير يا فندم
وقف على قدميه وتحرك من خلف مكتبه ينظر اليها بتفحص ثم قال
- فى سؤال مهم من ساعه ما اشتغلتى عندى وانا نفسى اسئله
لتقول ببرود وخاصه بعد جملته (( اشتغلتى عندى ))
- اتفضل اسأل
ليقول بوقاحه
- هو انتِ كنتى ولد وبقيتى بنت ولا دى خلقه ربنا
قطبت جبينها بضيق وقالت بستهجان
- نعم
ليرفع حاجبه وقال ببرود
- يعنى انا عايز اعرف بس انتِ يا واد يا بت ولا بنت بميت راجل
قال الاخيره بغمزه موحيه لتظل تنظر اليه طويلًا وكان هو ينظر الى عمق عينيها بابتسامه تشفى ليصدم حين لاحظ بعيونها كل ذلك الحزن العميق والالم الحاد و ايضا وحده قاتله وانتفض قلبه مع كلماتها حين قالت
- مش مهم انت شايفنى ايه ولا مهم انا اساسا ايه المهم احساسى بنفسى المهم ان انا مش حاسه انى بنت لا انا ميت راجل متكسر فى بعض
و غادرت سريعا حتى لا تبكى امامه و ظل هو ينظر الى الباب بصدمه والم قوى فى قلبه لدرجه ان عينيه تجمعت بها الدموع
••••••••••••••••••••••••
كان يجلس على احدى الكراسى الموجود فى غرفه نومهم يبتسم لما يحدث فمهرته قد اغلقت الباب رافضه تماما ذهابه الى اى مكان حتى تعلم ما حدث فبعد ذهاب خديجه لجامعتها وخروج فجر وأواب معا احتفالا بخطبتهما وذهاب آدم لرؤيه چورى صعدت خلفه حين قال انه سيبدل ملابسه ليذهب لعمله و اغلقت الباب وتجلس امامه الان ترفض تماما خروجه من الغرفه قبل ان تعرف ما حدث منذ يومين وما يشغل باله و يضايقه
- هتقولى ايه اللى ضايقك هسيبك تخرج وتروح شغلك ... مش هتقول مفيش خروج من هنا
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- يبقا عمرى ما هقول حاجه ... ده احلى حاجه فى الدنيا انى افضل انا ومهرتى فى الاوضه كده لوحدنا
ظلت تنظر اليه ثم وقفت على قدميها وسارت باتجاهه ثم جثت امامه وهى تقول بابتسامه ناعمه
- فاكر اول يوم دخلت فيه بيتك ؟
لينظر اليها بتعجب وهو يقول
_ طبعا فاكر ودى حاجه تتنسى
لتبتسم وهى تقول
- فاكر كنت بخاف منك قد ايه
ليقطب جبينه فى نفس اللحظه التى تعود فيها الى عقله ذكرى ذاك اليوم وكل ما حدث فيه خاصه بجلستها تلك
لتضع يدها فوق حذائه لينتفضت و يحاول ابعاد قدمه لكنها قالت ما جعل قلبه رغم مرور اكثر من عشرون عام على زواجهم وحبهم الذى يذداد يوم وبعد يوم يرتعش و يقفز فرحا بقلمى ساره مجدى
- على قد وقتها ما كنت خايفه منك و على قد ما كنت حاسه بقهر وذل على قد ما انا دلوقتى بقيت اقدر افرق بين نبره صوتك واعرف اذا كنت كويس ولا فى حاجه ضايقتك وبدارى عليا .
رفعت يديها لتمسك يديه وهى تكمل
- وعلى قد ما كنت عديمه الثقه فى نفسى وفيك وفى حبك على قد دلوقتى ما انا مستعده اقطع اى حد يضايقك بسنانى ... وكمان عندى ثقه ان انا وانت اى حاجه نقدر نغلبها ومتقدرش تغلبنا
كانت نظرات عينيه المنبهرة بكل كلمه قالتها تلمع بقوه وخضارها المميز يشتعل من سعادته بكلماتها وضع يديه على كتفيها ليوقفها واجلسها على فخذه لترفع يديها تمرر اصبعها فوق جرح عينيه ليقول هو بحب
- لو قولتلك انى اسعد راجل فى الدنيا دلوقتى هتصدقينى
لتهز راسها بنعم وهى تقول
- مصدقاك لانى انا كمان اسعد ست فى الدنيا
ليقبل وجنتيها ثم انفها وختم تلك القبل بمعشوقته شامتها التى تأسره منذ اول يوم وتعمق فى تلك القبله حتى يرتوى ولا يظن نفسه يرتوى يوما ثم ابتعد عنها لحاجتهم للهواء وظل يضمها بقوه ثم قال بصوت قلق
- هحكيلك
وبدء يقص عليها كل ما حدث مع روان الشامى وما فعله هو وآدم وصمت لينتظر رده فعلها
ليجدها تبتسم ثم الابتسامه تحولت لضحكه عاليه مرحه وسعيده وقالت بعدم تصديق
- انت بتتكلم جد آدم عمل فيها كده
ليهز راسه بنعم وهو مندهش من رده فعلها لتكمل هى بتعجب
- وانا هستغرب ليه ابن ابوه
- هو انت مضيقتيش ؟!
قالها بتعجب لتهدء ضحكاتها وقالت بهدوء وثقه وحب كبير
- اضايق من ايه واقلق من ايه انا واثقه فى سفيان وعارفه ومتاكده ان قلب سفيان مفيهوش غيرى ولا هيبقا فيه
صمتت لثوانى ثم قالت
- انا بس عايزاك تخلى بالك من نفسك لانها ممكن تعمل اى حاجه علشان ترد الايهانه الى اتهانتها على ايدك وايد ابنك
ليقبل راسها بحب وحنان وقال
- حاضر يا قلب وعمر سفيان ... ممكن تفتحى الباب بقا علشان الحق شغلى
لتهز راسها بنعم وهى تقف على قدميها وتوجهت الى الباب تفتحه وهى تقول
- هكلمك اطمن عليك
هز راسه بنعم ثم قبل اعلى راسها وغادر ورغم ابتسامتها الواسعه الا ان قلبها يشعر ان القادم سىء
••••••••••••••••••••••••••••••
كانت تقف بجانبه امام السياج الذى يحاوط إسطبل الخيل بالنادى وهى تتذكر بالامس بعد ان تمت قراءه الفاتحه وتحديد موعد الخطبه سمح لها والدها ان تجلس معه قليلا بعيد عنهم كم كانت سعيده وهى تستمع لاعترافه الاول بحبه لها بقلمى ساره مجدى
- تعرفى يا فجر انا قلبى اتعلق بيكى من اول مره شفتك وانت فى اللفه
لتضحك بصوت عالى بسعاده حقيقيه وهى تقول
- بجد يا أواب يعنى مش انا لوحدى الى حبيتك من وقتها
نظر اليها باندهاش وهو يقول
- انا اسف يا فجر على ترددى الفتره الى فاتت بس انا عايز اطلب منك طلب
لتظل تنظر اليه بتركيز وهى تقول بحب
- انت تأمر مش تطلب بس
اخفض راسه بخجل قلبه لا يتحمل كل تلك السعاده ولكن ذلك الهاجس الذى يملىء راسه انها حين تقترب منه وتواجه به المجتمع كخطيب لها وزوج المستقبل انها لن تتحمله وسوف تتركه وترحل انه حقا لا يعلم مقدار حبه بداخل قلبها ..... اخذ نفس عميق ثم قال
- فتره الخطوبه اساسها علشان نشوف هنقدر نكمل مع بعض ولا لا فارجوكي لو حسيتى انك مش قادره تكملى قولى على طول متعمليش حساب العيله ولا القرابه
لتهز راسها بنعم هى تعلم جيدا كل هواجسه وخوفه وتعلم ايضا ان عليها مسؤليه كبيره الفتره القادمه لكى تثبت له انه يملىء عينها وعقلها وقلبها ابتسمت ابتسامه صغيره ثم قالت
- حاضر اتفقنا ... بس انا كمان عندى طلب اظهر اليها باهتمام لتقول هى بجديه شديده
- انت كمان خد كل وقتك وفكر كويس وشوف كده فى فتره الخطوبه انا انفع اكون زوجه ليك ولا لا
ليقطب جبينه برفض لكلماتها و صمتت هى لثانيه واحده واكملت قائله
- هو فى الحقيقه مش ده طلبى الى قولته ده البديهي لاى حد انا طلبى بقى اننا نروح النادى الصبح انا وانت وبس ... ممكن
ظل ينظر اليها كثيرا بصمت ثم هز راسه بنعم
وها هى تقف بجانبه تشعر بالسعاده وكأن الدنيا بكل من فيها يعلموا الان انها اصبحت خطيبته خرجت من افكارها
حين قال
- تعرفى يا فجر الحصان اكتر حيوان بحبه مسالم وهادىء وصاحب صاحبه كمان لما بيصاحب خياله تحسيهم هما الاتنين بقوا واحد
كانت تستمع لكلماته وعلى وجهها ابتسامه سعاده و اعجاب كبير وقالت
- ايه رايك يوم فرحنا نتزف على حصان
نظر اليها بنظره غامضه ثم ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقول
- افهم من ده انك شيفانى خيال وفارس فوق حصانه .... كان نفسى محبطكيش انا مش فارس ولا خيال يا فجر ولا انفع اكون حتى
قطبت جبينها و هى تقول بصدق وحب حقيقى
- انت فارس احلامك من وانا صغيره يا أواب ... انت حلمى الكبير و كفايه انك تكون خيالى
قالت كلمتها الاخيره وهى تغمز له بمرح ...... اخفض رأسه واخذ نفس عميق ثم نظر الى الأمام بإتجاه الحصان وقال
- طول عمرى نفسى افهم انتى ازاى شيفانى و عمرى ما تخيلت انى اكون كده بالنسبه ليكى انا ابسط من كده بكتير
ابتسمت وهى تمسك يده تحتضنها بيدها الاخرى وقالت
- انت اغلى و اعلى واكبر مما انت متخيل وشايف نفسك ... لاول مره هقولهالك انا بحبك يا أواب بحبك
وقبل ان يجيبها اقتربت تلك الفتاه الشقراء السمجه ووقفت خلفهم وقالت ببرود
- هاى فجر ما تيجى تركبى معانا خيل
ثم نظرت الى أواب وقالت بطريقه موحيه مستفزه
- ولا ملكيش فى الخيل والفروسيه
شعرت فجر بالغضب وخاصه مع اخفاض أواب راسه وهو يفكر وها هى المواجهه بدأت من الان ولكنه لم يكن يتخيل ما حدث حين قالت فجر
- مش كل من ركب فرس خيال ... فى خيال بقلمه و فى خيال برشته و فى خيال برجولته وشخصيته مش لازم اكون بركب خيل علشان اكون خيال لازم يكون عندى اخلاق الفرسان الاول
نظرت الى تلك الشقراء نظره ازدراء ثم ابتسمت لأواب ابتسامه صغيره بادلها اياها حين حاوطت ذراعه وقالت بحب حقيقى
- يلا يا أواب علشان انا جوعت اوووى وكمان الجو هنا بقا ملزق كده وشكل الدبان هيتلم
وغادروا متعانقى الايدى تاركين تلك الفتاه فارغه الفاه بصدمه ارادت احراجهم فتم قصف جبهتها بنجاح
•••••••••••••••••••••••
خرج صباحا على اساس ان لديه اجتماع مهم فى الجامعه وايضا محاضره هامه ولكنه يجلس الان فى عياده الطبيب حتى يعرف ما به .... تنهد بتثاقل انها المره الاولى من يوم زواجهم يكذب عليها ولكنه لا يريد ان يقلقها فليطمئن اولا ثم يطمئنها بقلمى ساره مجدى
حين دلف الى الطبيب قص عليه كل ما يشعر به من إرهاق شديد وشعور بالدوار وذلك الالم الذى يشعر به فى الجانب الايسر من صدره
ابتسم الطبيب بعمليه وقال بهدوء
- متقلقش يا دكتور حذيفه ان شاء الله حاجه بسيطه حضرتك هتعملى التحاليل دى ورسم القلب وان شاء الله خير
هز حذيفه راسه بنعم وغادر العياده وهو يفكر ماذا سيقول لها اخرج هاتفه واتصل بها لتجيبه سريعا ليقول
- وحشتينى
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
- وانت كمان وحشتنى وتعالى بسرعه علشان بنتك خلاص جننتني
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- چورى ومع ادم فى (...) يبقا الشكوه من لمى مالها حبيبه بابا
لتقول بمرح
- شايفه نفسها دكتوره وفيلسوفه زى ابوها
ليكون الدور عليه فى الضحك بصوت عالى وهو يقول
- ملكيش دعوه دى بنت ابوها وتعمل الى هى عايزاه وبعدين ابوها مش فيلسوف ابوها مهندس
صمت لثوانى يستمع الى همهماتها المعترضه ثم قال
- انا فى الطريق اجهزى انت وهى ويلا نتغدى بره ولا هو حلو لعيالك و وحش لينا
وفى خلال نصف ساعه كانوا يجلسون داخل احدى المطاعم الكبيره يضحكون و يشاكسون لمى التى تضحك تاره وتلوى فمها بضيق تاره اخرى
كادت جودى ان تقول شىء حين توقفت امام الطاوله فتاه فى عمر چورى ترتدى ملابس شديده الضيق تحدد جسدها بطريقه منفره وقالت بصوت مائع
- معقوله الصدفه الحلوه دى دكتور حذيفه ازى حضرتك يا دكتور
كانت جودى تنظر اليها بحاجب مرفوع وعيون تشتغل غضب
وكان حذيفه ينظر الى الفتاه باندهاش وحين وقعت عيونه على تعابير وجه جودى كاد ان يضحك بشده ولكنه تماسك بشق الانفس وقال
- الحمد لله شكرا ليكى
لتتحول نظرات الغضب اليه لينظر هو فى صحنه حتى لا يتفاقم الموضوع ولكن تلك الفتاه كان لها راى اخر حين قالت بصوت (( مسرسع ))
- والله احنى كلنا بنحب حضرتك جدا وانا فرحانه اوووى انى شفت حضرتك هنا
وصمتت لثوانى ثم قالت باستفهام مستفز
- هو حضرتك ساكن فى المنطقه هنا
لتجيبها جودى باستخفاف وهى تقلد صوتها (( المسرسع ))
- لا ... ساكن المنطقه اللى هناك مش المنطقه اللى هنا
ليضحك حذيفه بصوت عالى تزامننا مع كلمات لمى فى اذنيه
- ربنا يستر شكلنا هنضحك ضحك .. انا براهن على ماما هتراهن على مين
لينظر اليها بخوف مصتنع وهو يقول
- اكيد على امك انا اقدر اعمل غير كده .... بس بقا خلينا نركز علشان نلحق الضحك من اوله
لتنظر الفتاه الى جودى باستفهام وكانها لم تراها من قبل ثم نظرت للمى وهى تقول بصوتها المستفز
- سورى يا طنط مااخدتش بالى ان دكتور حذيفه قاعد مع حد اصل حضرتك متعرفيش هو غالى عندنا قد ايه
ليقترب حذيفه من لمى وقال
- ١ / ٠ للبت الملزقه
لتقول جودى وهى مستمره فى تقليد صوت الفتاه
- لا ولا يهمك اصل انا ساعات بلبس طاقيه الاخفاء ومش ببان
لتنظر الفتاه اليها باندهاش ثم تجاهلتها وعادت بنظرها الى حذيفه وهى تقول
- فرصه سعيده خالص يا دكتور
ولكن حذيفه لم يجيبها لتقول جودى بشىء من العصبيه
- فرصه سعيده ليكى انت لكن لينا احنى لا واعتقد انك معندكيش لا زوق ولا دم احنى قاعدين كعيله مع بعض وانت نزلتى علينا زى القضى المستعجل
لتقول لمى بابتسامه
- القاضيه من ماما
لينظر اليها حذيفه بابتسامه وغمزه شقاوه
لتظل الفتاه تنظر اليها بنظرات تجعل جودى تود لو تقف الان وتمسك بخصلات شعرها وتسحبها خلفها خارج المكان ولكن الفتاه قالت ببرود متجاهله كلمات جودى
- بعد اذنك يا دكتور وفرصه سعيده
وغادرت ليضحك حذيفه ولمى بصوت عالى لتنظر اليه جودى بغضب ثم قالت
- انت بتضحك يا حذيفه ... حضرتك بتروح الجامعه تعلم الطلبه ولا تعمل علاقات غراميه
لينظر اليها حذيفه باندهاش وهو يردد خلفها
- علاقات غراميه
لتقف وهى تقول
- انا مكنتش اتخيل ابدا آنك كده
وغادرت المطعم دون اى كلمه اخرى لينظر للمى باندهاش لترفع الاخرى كتفيها بمعنى لا اعرف ثم قالت
- قابل يا دكتور
سريعا دفع الحساب وخرج من المطعم هو و لمى يبحثان عنها فهو لم يتوقع رد الفعل ذلك ابدا
فلم تكن جودى المرأه الغيوره من قبل ولم يتخيل يوما ان تشك به الى تلك الدرجه وقف امام السياره يبحث بعينيه فى كل مكان ولا يجدها تحرك خطوتان ليفتح الباب للمى حين وجهدها تجلس على الرصيف خلف السياره ابتسم ابتسامه صغيره وهو يهمس للمى فى اذنها بشىء لتضحك الطفله بسعاده وقالت
- شفت بقا انت تغلط وانا ادفع التمن انا عايزه مامتى
ليقول هو بصوت حزين
- انا عملت ايه بس يا لمى هو انا الى روحت سلمت على البنت ولا هى الى جت كمان هو انا قولت اى حاجه اصلا غير الحمد لله ساعه ما قالتلى ازيك يا دكتور واصلا يعنى انا مش بشوف اى ست تانيه غير امك ده هى حب عمرى كله دى اغلى عليا من نفسى
كانت تستمع لكلماته بسعاده لم تغضب منه وتعلم جيدا مدى اخلاصه وحبه لها ولكنها ارادت ان تجعله يشعر بغيرتها عليه انه مازال مرغوب وانه من الممكن ان تحدث بينهم مشادات بسبب الغيره حتى يظل يرى نفسه فى عيونها ذلك الشاب القديم
قالت لمى بصوت شبه باكى ومصتنع
- يا ترى انت فين يا ماما
ليجيبها حذيفه بصوت حزين
- انا قلقان عليها اوووى
لتقول هى بتهكم
- طيب ما تجرب تتصل عليا كده يمكن ارد
لم يستطع كتم ضحكاته لتنظر اليه بابتسامه واسعه وهى تقف على قدميها تنظر اليه والى ابنتها بحاجب مرفوع وقالت
- حلو فيلم البؤساء الى عملتوه من شويه ده
ثم اقتربت من حذيفه وهى تقول
- وانت يا شيخ الشباب
و اكملت وهى تقلد صوت الفتاه
- يلى كل البنات بتحبك اوووى عايزه اكل حمص الشام
قالت اخر الجمله بصوت امر ومحذر ليضحك بصوت عالى و هو ينظر اليها بحب كبير يسكن عينيه مصاحب بابتسامه عاشقه لكل تفاصيلها وامسك يدها و احنى راسه يقبل يديها بحب وهو يقول بابتسامه مرحه
- من عيون شيخ الشباب
لتصفق لمى بسعاده حين صعدا الى السياره وتحرك. بها ليحضر لملكه قلبه حمص الشام
••••••••••••••••••••••••
كان يجلس امامها فى احدى اكبر مطاعم السمك فى تلك المدينه الساحليه ينظر اليها بحب ثم قال
- انا راجل غيور ومش بستحمل اشوفه بيكلمك
لتتوقف عن تناول الطعام وهى تقول
- طيب ما بابا غيور وخالى غيور و عمو ايمن وعمو زين كمان رجاله غيوره بس مش شكاكين زيك
لينفخ بضيق ثم قال
- انا مش شكاك انا شايفه امبارح وهو بيبص عليكى جامد ومركز معاكى
ليكون عليها الدور فى النفخ بضيق ثم قالت بنفاذ صبر
- طيب يا آدم انا هقولك بس علشان تهدى وتفهم انك غلطان رغم انه مش من حقى اتكلم فى الموضوع ده .... دكتور محمود معجب بندى صاحبتى وهى كمان بتحبه وامبارح كنا بتكلم عنها حبيت اتاكد اذا كان شايفها زى ما هى شيفاه ولا لا فهمت بقلمى ساره مجدى
ظل صامت وهو ينظر اليها يحاول ان يستوعب كل ما قالته حك راسها وهو يقول
- يعنى هو انا كنت هشم على ظهر ايدى انه بيحب صحبتك
لتقول هى بغضب
- لا بس المفروض ان فى ثقه فيا كمان ثقه فى ان دكتور محمود راجل محترم ومش معقول يبص لخطيبه ابن اخته
ليقول سريعا
- بس هو مش اخو ماما
لتلوى فمها بضيق وقالت بنفاذ صبر
- فى مقام اخوها ما هو اخو خالتك يا ناصح و بعدين ما انت طول الوقت بتقوله يا خالى
صمت لثوانى ثم قال
- خلاص بقا حقك عليا يا ستى انا قولتلك انى حمار المفروض اعمل ايه تانى اكتر من اعترافه بحمريتى فى موضوع الغيره من محمود ده
ظلت صامته تنظر اليه بما معناه (( على ماما يلا ))ثم عادت لتناول طعامها بصمت ليغمز لها بشقاوه وهو يقول
- والنبى عسل
لتضحك بسعاده ليبدء هو الاخر فى تناول طعامه
•••••••••••••••••••••••
كانت تجلس بجانب اختها الصغيره فى غرفه الاخيره يشاهدان البوم الصور الذى يجمعهم بوالدتهم يضحكون مره ويبكون مره حتى وقفت مهيره امام احدى الصور لسفيان واقف يتحدث مع والدتها رحمها الله يوم سبوع خديجه وقالت وهى تشير الى الصوره
- بصى ماما بتبص لسفيان ازاى وكانه كائن فضائى
لتضحك خديجه بصوت عالى وهى تقول
- صحيح هى بتبصله كده ليه
ليصلها صوت سفيان الواقف عند الباب يقول بمرح
- كنت بسألها ليه مهيره تعبانه اوووى فى حملها مش زى الستات الى بنشوفهم فى التلفزيون الست حامل وبطنها قدمها مترين و بتتحرك بسهوله وتسافر وتشتغل فى البيت ولا كأنها حامل خالص غير الواقع ظهرها واجعها ورجليها وارمه ده غير الوحم بقا حدوته تانيه خالص
لتقول خديجه باستفهام وهى تنظر اليه باهتمام شديد
- وماما جوبتك وقالت ايه ؟!
اعتدل فى و قفته ووضع يديه فى جيب بنطاله وقال
- قالتلى معلش هما معندهمش مصدقيه
لتضحك خديجه بصوت عالى وابتسم مهيره وهى تتذكر كل ما حدث بعدها ورغبته فى ان تريح قدميها وترفعها من على الارض وتضعها فوق ساقه حتى يهدء الورم قليلا
خرجت من افكارها على صوت خديجه وهى تقول
- هو حضرتك فعلا مكنتش عارف انه مجرد تمثيل
ليقترب خطوتان وقال بقلمى ساره مجدى
- مهيره كانت تعبانه جدا ومكنتش قادر استوعب ان الحمل يعمل فيها كل ده وكنت خايف عليها جدا
لتنظر خديجه الى مهيره وهى تقول بمرح خجول
- يارب يرزقنى باللى يحبنى كده
لتضرب مهيره راس خديجه من الخلف وهى تقول
- متقلقيش يا حلوه هيجى انت طيبه وتستهلى كل خير
لتدلف فجر الى الغرفه وهى تقول بمرحها المعتاد
- انا جيت يا بشر
لينظر اليها والدها بابتسامه واسعه وهو يقول
- حمد الله على السلامه ... أواب تحت
لتهز راسها بنعم ليربت على ظهرها بحنان وقال
- طيب يلا علشان نتغدى كلنا مع بعض
و غادر الغرفه وخلفه مهيره وبعدهم خديجه وفجر التى قالت
- ده حصل النهارده موقف جبار بعد الغدا هحكيهولك
لتهز خديجه راسها بنعم مع ابتسامه واسعه
••••••••••••••••••••
عادت الى البيت فى وقت متأخر فقد كانت تبحث عن مكان تستطيع الانتقال اليه تعلم جيدا ان تأخرها لن يمر مرور الكرام وستعاقب عليه بشده ومع ذلك لم تهتم هى لم تعد تتحمل ما يحدث معها لقد انهك عقلها وجسدها ايضا هى لم تعد تتحمل كل ما يحدث معها ساقيها لم يبقا بها مكان لجرح جديد وايضا عقلها لم يعد يحتمل ما تحتسيه بقلمى ساره مجدى
وجسدها لم يعد يحتمل عريها ولمسات الرجال القذره لها لابد ان تجد حل وان لم تجد حل قريبا سيكون الحل الاخير بتلك السكين التى ترسم خطوط الالم على ساقيها سترسم بها خط الم اخر فوق عنقها وتتخلص من تلك الحياه الى الابد