الفصل الثانى و العشرون من للعشق اسياد بقلمى ساره مجدى
يمكن يكون الفصل مش كبير زى ما وعدتكم و انا اسفه جدا لده بس الاحداث كتير و متنوعه و القفله مفرحه كترضيه و يارب الفصل يعجبكم
جالسه امامه تشعر بالصدمه حين اوصلها محمود الى القصر طلب منها سفيان انتظاره لانه يريدها و جلس مع محمود بمفرده لاكثر من نصف ساعه
- محمود فى موضوع عايز اتكلم معاك فيه بس عايزك تكون هادى و تسمع الاخر
هز محمود راسه بنعم و قال بأندهاش
— اكيد طبعا اتفضل قول اللى حاضرتك عايزه انا سامعك
قص سفيان كل ما اخبره به آسر من حبه لخديجة ورغبته فى الزواج بها و كان محمود مع كل كلمه يشعر بالاندهاش و الصدمه مالهم اخوته كل منهم لدى شريكه قصه كبيره او مشكله
ترجم كل ما كان يدور فى راسه
- انا مش قادر استوعب محمد و عايز يخطب زينه و مريم متقدم لها ارمل و رجله مبتوره و دلوقتى خديجه يتقدملها آسر الى اصغر منها بسنتين و لا ثلاثه .... هو فى ايه ؟!
كان سفيان يسمعه بأندهاش مشابه فجديد عليه رغبه محمد فى خطبه زينه و لكنه يعلم جيدا قصه زينه و يعلم انها تحتاج لبعض الوقت و قليل من العلاج النفسى لكن من ذلك الشخص الذى تقدم لخطبه مريم و ما قصته ترجم افكاره قائلا
- مين ده و ايه حكايته ؟
صمتت محمود لثوان قليله ثم قص عليه كل ما قالته مريم ..... شعر سفيان بالاندهاش خاصه مع كلماته الاخيره
( و مريم موافقه عليه ومستعده تواجه معاه اى صعوبات او مشاكل )
- انت رايك ايه يا محمود
اخفض محمود راسه و اخذ نفس عميق ثم قال
- صدقنى يا عمو انا مش معترض عليهم علشان ظروفهم الصحيه او السن ده مش من حقى و من حقهم يحبوا و يتحبوا و كمان محمد راجل و قد اختياره انا خايف على البنتين اكون بموافقتى بأذيهم
ابتسم سفيان ابتسامه صغيره ليكمل محمود كلماته
- واضح ان حضرتك مش معترض على آسر ؟
اعتدل سفيان فى جلسته و قال بهدوء
- انا شفت فى عيون آسر حب حقيقى و ثقه و خديجه مش بس اخت مهيره لا دى بنتى و لو انا شايف انه مش مناسب ليها كنت رفضته و متكلمتش معاك و لا معاها
هز محمود راسه بنعم ثم قال بعدم استيعاب
- طيب فرق السن ؟!
ظل سفيان ينظر الى محمود و هو يتذكر نظره آسر له و رجائه و حبه الكبير فبتسم و قال بثقه
- اللى انا شفته من آسر يخلينى واثق ان فرق السن مش مشكله ابدا .... و بالنسبه لعمر ده نقعد معاه ونشوف هيناسب مريم و لا لا
ظل محمود صامت لعده ثوان ثم نظر الى سفيان و قال
- انا بثق فيك يا عمو و برتاح جدا فى الكلام معاك بس حضرتك بقا اتكلم مع خديجه ماشى
ليربت سفيان على ساق محمود و قال
- طيب اتفضل انت من غير مطرود بقا و ابعتلى خديجه
ابتسم محمود بخجل رجولى و غادر الغرفه
و ها هى خديجه تجلس امام سفيان تنظر اليه بخجلها الطبيعى ليبتسم سفيان بحب ابوى و قال
- متقدملك عريس يا ديچه
احمرت وجنتيها خجلًا و نظرت ارضا ليكمل هو
- بس عندى سؤال الاول
نظرت اليه بأهتمام و قالت
- سؤال ايه
ليقول مباشره
- انت بتثقى فيا و عارفه انك عندى زى فجر و لا لأ ؟!
- طبعا عارفه و واثقه جدا
اجابته سريعا ليهز راسه بنعم بأبتسامه صغيره و قال
- ايه رأيك فى آسر ؟!
قطبت جبينها بحيره و قالت باستفهام
- آسر زين ؟!
هز رأسه بنعم لتقول باندهاش
- ده انا اكبر منه بسنتين و شويه .... ازاى ده ؟
اعتدل سفيان و اقترب منها قليلا ثم امسك يديها و قال برفق
- اسمعيني كويس يا خديجه فروق السن مش سبب قوى نرفض علشانه شخص مناسب لينا ... و آسر بيحبك بجد ... لو شفتيه و هو بيتكلم عنك و ازاى هو متمسك بيكى و بيحبك هتفهمى اللى انا بقوله يمكن انت اكبر منه بسنتين بس شكلا هو اكبر و شخصيه هو راجل يعتمد عليه انا هكون مطمن عليكى و انت معاه
ظلت صامته تفكر فى كلماته و هى واقعه فى حيره كبيره كيف هذا ... كيف تتزوج بشخص يصغرها بسنوات السنه القادمه السنه الاخيره لها و هو سيكون امامه سنتان ايضا كيف تتعامل معه هى لا تنكر آن آسر ضخم الجثه طويل و عريض يشبه والده كثيرا الا انها لا تستطيع استيعاب الفكره
نظرت الى سفيان برجاء و قالت
- هو انا ممكن اقعد معاه ؟
هز راسه بنعم مع ابتسامه ناعمه و مطمئنة لتبتسم هى ابتسامه مهزوزه بقلق
•••••••••••••••••••••
جالس امام والدها الذى يبتسم الان بسماجه و يقول
- هانت اهى يا راجح كلها شهرين و تتخرج وابقا اكتب الكتاب و قتها ليه عايز تكتبه دلوقتى ؟!
نظر راجح الى موده بنفاذ صبر لتبادله موده النظره برجاء لينفخ بضيق ثم قال بطريقه موحيه يفهمها ذلك الجالس امامه جيدا
- هتفرق معاك ايه يا عمى الاسبوع الجاى من كمان شهرين ما احنى متفقين على كل حاجه و لا ايه ؟!
ابتسم مصيلحي بسماجه و قال
- صحيح معاك حق احنى متفقين على كل حاجه
ثم وقف على قدميه و هو يقول بسخافه جعلت راجح يشعر بضيق فى صدره فهو لا يتحمل ذلك الشخص لولا موده لقتله بدم بارد
- هقوم انا بقا اقول لام موده علشان لو هتعزم حد
و غادر الغرفه لينظر راجح الى موده و قال بضيق
- ابوكى ازاى ده ؟! المهم وحشتينى اووووى يا مودتى
لتضحك بخجل واخفضت وجهها و هى تقول
- وانت كمان يا راجح وحشتنى اوووى طمنى عليك
ليقول بطريقه موحيه
- بقيت كويس بعد ما شفتك يا مودتى
لتحمر وجنتيها خجلا ليقترب منها اكثر و احنى راسه و همس بجوار اذنها
- كلها اسبوع اسبوع واحد بس و تبقى مراتى و هنقول احلى كلام و هنعمل حاجات كتير اوووى
لتضرب كتفه بقوه ليصرخ بألم و هو يقول
- ايه يا بنتى العنف ده .... ايدك تقيله اوووى يا حبيبتى مش كده يا ماما انا محروم من الحنان
كانت تنظر اليه بغضب وتحولت نظراتها تدريجيا للخجل ليبتسم ابتسامه واسعه هو يقول
- ايوه كده غرقينى فى حنانك ده انا حتى يتيم و حنانك عليا هتخدى عليه ثواب
لتضحك بصوت عالى ليقول هو
- انا ليه قولتله الاسبوع الجاى ما كنا كتبنا الكتاب النهارده
لتضحك من جديد و شاركها هو الاخر الضحك وهو يمنى نفسه بالاسبوع القادم
••••••••••••••••••••
لم يستطع زين ترك ايمن تلك الليله بمفرده خاصه وهو يراه فى تلك الحاله الغريبه التى لم يتخيلها خاصه بعد ان و جدوا المتبرع الذى سينقذ حياه ملك فكان ايمن يقف امام النافذه الزجاجيه الصغيره ينظر الى ملك الموصوله بالاجهزه بنظره غريبه خليط بين خوف و شوق و ذنب فهم ينتظران قرار الرجل الذى ذهب الطبيب للتحدث معه
مر الوقت عليهم بطىء بشده فلم يتحمل زين ذلك فأقترب من ايمن وقال
- انا هروح اشوف الدكتور عمل ايه ... يمكن يحتاج مساعده فى اقناع الراجل
نظر اليه ايمن بنظره غريبه لم يفهمها زين ثم هز راسه بنعم
بداخله شىء يتمنى موافقه الرجل و انقاذ زوجته و شىء اخر يتمنى ان لا يتحدث اليه الطبيب فهو قد رأى المه و شاهد دموعه و شعر بحزنه و يعلم جيدا ان طلب كذلك الذى يريدونه منه كم هو مؤلم و قاسى
غادر زين تتابعه نظرات ايمن و كانه يتمنى ان يذهب خلفه
ظل زين يبحث عن الطبيب فى جميع انحاء المستشفى حتى وجده يجلس فى كافتيريا المستشفى امام رجل فى العقد الخامس يبدوا عليه الحزن الشديد و الارهاق ايضا
اقترب بهدوء و جلس على الطاوله التى تسبقهم حتى يستطيع سماع كلماتهم
كان الطبيب ينظر الى الرجل بشفقه كبيره فهو اب و يشعر بما يمر به و لكن عمله يحتم عليه ذلك
- البقاء لله ... ربنا يصبرك
هذا ما قاله الطبيب فى بدايه حديثه ليجيبه الرجل بصوت لا روح فيه
- البقاء لله و حده ..... يارب ... يارب يصبرنى و ينسينى علشان انا مش قادر استحمل .... الاختبار كبير اوووى من ربنا ..... اختبار كبير و صعب ... صعب اوووى
اخفض الطبيب راسه بحزن و كذلك تأثر زين بحديث الرجل و شعر بألم قوى فى قلبه
قال الطبيب من جديد
- حضرتك هتدفن بكره ان شاء الله مش كده
ليهز الرجل راسه بنعم ليقول الطبيب من جديد
- تحب اتصل بحد يكون معاك بكره
لينظر اليه الرجل بألم و قال
- من بعدهم مليش حد غير ربنا
ليخفض الطبيب راسه و هو يفكر بحيره كيف يفاتح ذلك الاب الذى فقد اولاده الثلاث في غمضه عين خسر كل من كانوا له فى الحياه عونا و سندا
اخذ نفس عميق ثم قال
- انا عارف انك فى موقف صعب و انا مقدر ده بس واجبى كطبيب يحتم عليا اللى هقوله دلوقتى
نظر اليه الرجل بحيره ليقول الطبيب مباشره
- فى ست مريضه زوجه و ام لبنتين حياتها فى خطر بتحارب مع المرض علشان ترجع لبناتها من جديد امل ناجتها الوحيد بين اديك
لتزداد حيره الرجل و قال بأستفهام
- انا ..... و انا فى ايدى ايه اعمله علشانها
ليصمت الطبيب لعده ثوان ثم قالت
- هى محتاجه كليه و كنا بندور على متبرع ليها .... و بقالها فتره طويله متوصله بالاجهزه علشان مكنش فى المتبرع ده الى تتطابق فصيله دمه و كمان الانسجه بتاعته معاها
ليقطب الرجل حاجبيه بحيره ليكمل الطبيب
- بصراحه واحد من ولادك الله يرحمهم ينفع يتبرع بكليته ليها و ينقذها من الموت و يرجعها لبنتها و جوزها
ظل الرجل صامت ينظر الى الطبيب بعدم استيعاب و كان الطبيب ينظر اليه بتوتر و قلق و ايضا زين الذى ينتظر رده بخوف شديد
طال صمت الرجل و ارتفع معدل التوتر و القلق عند الطبيب و زين و حين قرر زين الوقف و التوجه الى الرجل حتى يحاول اقناعه سمع صوت الرجل يقول
بضعف
- انت ..... انت بتطلب منى انى اوافق انك تفتح بطن ابنى اللى مات علشان تاخد حته من جسمه تزرعها فى حد تانى
هز الطبيب راسه بنعم و هو يقول
- دى هتكون زى الصدقه الجاريه على روحه حته من ابنك هتفضل عايشه و شوف كام و احد هيدعيله بالرحمه
ظل الرجل ينظر الى الطبيب بنظره غير مفهومه دون رد و الطبيب ينظر اليه برجاء و زين يقف خلف الطبيب يتابع ما يحدث بأحاسيس مختلفه
•••••••••••••••••••••••••••
فى اليوم التالى كانت تقف امامه مكتفه ذراعيها بضيق مصتنع و الاخر يقف مكتف ذراعيه ينظر الى الجه الاخرى بغضب طفولى لقد حاول لما لا تقدر تلك المحاوله نعم وعدها ان يحاول التغلب على خوفه و ركوب الخيل معها و لكنه لم يستطع تحكم به خوفه و لم يستطع و كأنها تستمع الى افكاره قالت بصوت هادىء
- انا مقدره محولتك يا أواب و عارفه ان ركوب الخيل حاجه مش سهله بس انت محاولتش بجد انت سلمت لخوفك و سلمت انك اضعف من آنك تركب حصان بمجرد انك هتحسسه بسيطرتك مع شويه حنان هيكون طوعك ... انا مش عايزاك تخاف و لا تسلم نفسك للهواجس اللى جوه دماغك انت قوى .... قوى اوى
كان يستمع لكلماتها بتركيز شديد انها تفكر عكس ما ظنه تماما انها لا تشعر بالاحراج منه او الخجل بل تريد منه ان يكون افضل لا تهتم الا به ابتسم ابتسامه صغيره دون ان ينظر اليها و قال
- انا نفسى افهم انت ازاى شيفانى كده ... ليه ديما متأكده انى اقدر على حاجات انا نفسى مش واثق فى نفسى كده و لا انى اقدر اعمل كده انت ازاى واثقه ؟
ابتسمت هى الاخرى ابتسامه صغيره و قالت بثقه و حب
- انا جواك يا أواب و علشان كده عرفاك اكتر من نفسك
ليلتفت ينظر اليها نظره لأول مره تراها فى عينيه نظره تحمل من الحب الكثير و ايضا من الثقه الكثير نظره لامست روحها جعلتها تشعر بأن كلماتها حفرت داخل قلبه و عقله شعرت من داخلها بسعاده كبيره بتلك النظره و زادت سعادتها حين قال
- تحبى نجرب تانى ؟
هزت راسها بنعم و هى تبتسم ابتسامه سعاده كبيره
سارت بجانبه و كل ثانيه و اخرى تنظر اليه و قبل ان يدلفوا آلى الإسطبل قالت بصوت هامس
- بحبك
ليقف مكانه ينظر اليها بأندهاش لترفع حاجبيها بمشاغبه مصاحبه بابتسامه واسعه و تحركت سريعا من امامه و هى تنادى على عم مدبولي ليحضر لهم فرسان
بعد عده دقائق كانت تنظر اليه الان بسعاده وفخر و هو يمتضى الفرس دون خوف يسير به برفق و لكن ايضا بثبات و قوه كانت تشعر بالسعاده حقا ان ما حققته اليوم معه لهو شىء
كبير .... الان سيكون لديه الثقه وايضا احساس قوى بأنه قادر على فعل ما يريد
و كان هو ينظر اليها من وقت لاخر يرى داخل عيونها نظره الفخر و السعاده يزداد قوه و ثقه ... يشعر و كأنه بطل احدى الافلام او الروايات ... نظرتها تشعل بداخله احاسيس لم يشعر بها من قبل ولم يتخيل يوما انها موجوده بداخله انه يشكر الله ان رزقه بها و يتمنى ان يكون يستحق ذلك الحب الكبير و الثقه
•••••••••••••••••••••
لم يكن لديه محاضرات اليوم فقرر البقاء فى المنزل مع معشوقته فجورى بالجامعه و أواب ذهب الى النادى مع فجر و لمى بالمدرسه فالبيت خالى و عليه ان يستغل الفرصه
دلف الى غرفه النوم ليشعر بالاندهاش حين وجدها فارغه ... اين ذهبت انها ليست بالمطبخ هل ذهبت لترتيب غرف الاولاد ... هكذا كان يفكر حين كاد يغادر الغرفه و اوقفه ذلك الصوت
— تعالى ... تعالى بقا ... انت متعب
سار خلف الصوت ليصل الى جانب الاريكه حيث و جد جودى منحنيه ارضا خلف الاريكه بالتحديد رفع حاجبيه باندهاش و هو يسمعها تقول من جديد
- ما انا هجيبك يعنى هجيبك
فانحنى على ركبتيه و اقترب منها و ربت على ظهرها و قال
- انت بتعملى ايه يا جودى ؟
اجابته و هى على نفس و ضعها
- الحلق بتاعى و قع و مش طيلاه
ليزداد اندهاشه و هو يقول بتعجب
- و بتقوليله تعالى .. على اساس انه هيجيلك !
اعتدلت تأخذ انفاسها و تنظر اليه بغضب و قالت
- بدل ما انت بتتريق اتفضل جيبه
ظل ينظر اليها بإبتسامه فشعرها مشعث و وجنتيها شديدى الحمره مع نظره الضيق التى ترتسم فى عيونها جعلتها تشبه الشخصيات الكرتونيه فلم يتحمل تلك الهيئه و اقترب منها يقبل تلك الوجنه الحمراء و الذى اكتشف ايضا انها ساخنه بشده لتزمجر هى بغضب و قالت
- ده وقته يا حذيفه
ثم وقفت على قدميها و اشارت له خلف الاريكه و قالت
- اتفضل هاتلى الحلق بتاعى
هز راسه بنعم واقترب خطوتان و هو مازال على ركبتيه و مد يده ليمسك بالحلق و نظر اليها و هو على جلسته و رفع اليها يديه الممسكه بالحلق و قال
- اتفضلى يا ستى الحلق
لتلوى فمها كالاطفال و قالت بحزن
- بسهوله كده ... و انا اللى بقالى اكتر من ربع ساعه بحاول اوصله انت تمد ايدك تطلع بيه
ليقف على قدميه و هو يقول
- قدرات يا حبيبتى
لتلوى فمها بضيق و هى ترتدى الحلق و قالت
- ماشى يا ابو قدرات
و كادت ان تغادر من امامه حين امسك يدها و قال
- رايحه فين بس ... ده العيال مش هنا و انا وانت لوحدنا و الشيطان تالتنا
لتنظر اليه باندهاش ليكمل هو
- ما تجيبى بوسه .. ده انا حتى عيان
لتنظر اليه بابتسامه جانبيه و قالت
- لا و الله ... بس البسبوسه خطر عليك
- بسبوسه
ردد خلفها بأندهاش لتقول هى ببراءه
- مش انت بتقولى هاتى بسبوسه
ليفهم لعبتها فقترب منها و حاوط خصرها و قال
- هو فى احلى من كده بسبوسه
و انحنى يخطف شفتيها فى قبله قويه متطلبه تجاوبت هى معها بكل حواسها و بادلته ايها بشوق و شغف ابتعد عنها لحتياجهم الى الهواء فى نفس اللحظه التى علا صوت هاتف حذيفه بصوت وصول رساله له اخذ نفس عميق ثم اخرج هاتفه من جيب بنطاله وفتح الرساله ليجدها صوره لأواب يمتضى الحصان شعر من داخله بالسعاده و الفخر. و لم تصدق جودى عيونها و شكرا فجر من قلبها انها حقا خير رفيق لولده
••••••••••••••••••••••••
يجلس فى غرفه مكتبه يراجع بعض الاوراق التى ارسلوها من الشركه حتى يعلم ما حدث بها خلال فتره مرضه فى نفس الوقت هو ينتظرها على اساس اتفاقه مع مهيره
طرقات على باب سمح لصاحبها بالدخول ليفتح الباب و يرفع عينيه عن الاوراق ينظر اليها و ابتسم و هو يقول
- تعالى يا شمس
اغلق الاوراق التى امامه و وقف على قدميه بهدوء و اقترب منها بعد ان اغلقت الباب و وصلت الى منتصف الغرفه اشار لها ان تجلس على الاريكه الكبيره فجلست و هى تقول
- عمتو قالتلى ان حضرتك عايزنى خير يا عمو ؟
هز راسه بنعم و قبل ان يقول شىء
علا صوت هاتفها لتنظر الى اسم المتصل بتوتر و قلق و اغلقت الصوت و عادت بنظرها الى سفيان و لكن الهاتف عاد رنينه من جديد ليقول سفيان بابتسامه
- ردى يا حبيبتى .... ردى
شعرت شمس انها محاصره فأجابت بصوت مهزوز
- ايوه ....... اه اه ... ايوه
ليمسك سفيان الهاتف و فتح مكبر الصوت ليصله صوت رجل لا يعرفه و هو يقول
- انا مستنيكى يا سنيوره انتِ فين و لا فاكره متجيش متنسيش ان رقم التليفون اللى بعتله الصوره معايا و ممكن اكلمه عادى و احكيله كل اللى حصل نظرت شمس الى سفيان نظره تحمل خوف كبير لكن ايضا هناك عند كبير و غرور
اغلق سفيان الصوت و قال لها
- قوليله انك جايه حالا
ظلت نظراتها عالقه بسفيان دون فهم لتخرج من افكارها على صوت ذلك البغيض
- مترديش مش مهم ... نص ساعه لو مكنتيش قدامى متزعليش بقا من اللى هيحصل
و اغلق الاتصال ليقف سفيان و قال
- شكلك مش بس مورطه اختك فى مشاكل و بلاوى انت كمان مورطه نفسك على العموم قومى معايا نخلص موضوع الراجل ده و لمًا نرجع نشوف موضوع اختك تؤمتك يا شمس
و قال الاخيره بأسلوب يحمل من اللوم و العتاب الكثير لتقف و تغادر خلفه و هى تفكر ماذا علم و ماذا سيحدث مع ذلك الشخص البغيض
•••••••••••••••••••••••
كانت تدور داخل غرفتها بغضب كبير ..... بداخلها نار كبيره اذا خرجت لاحرقت العالم اجمع ..... كيف هذا صفى اصبح لغيرها و بتلك السرعه كيف حدث هذا كيف لم تمنعه كيف سمحت بحدوث هذا
كيف تحقق انتقامها منه الان كيف تحرقه بنارها كيف تأخذ ثأرها منه و تنتقم لقلبها الذى اكتوى بنار الظلم و الغدر نار وجودها بين ذراعى شخص و قلبها و عقلها مع شخص اخر .... هل نسيها .... هل تخطى حبها و مستعد لحب جديد
و لكنها لن تسمح له بذلك لن تعيش هى فى نار و يعيش هو فى نعيم الحب لن تكون فتون ان سمحت له بذلك
••••••••••••••••••••••••••••
كان ينظر الى الواقف امامه بهيئه مزريه ملابس غير نظيفه و ذقن طويله فكان سفيان يشعر بالحيره كيف لشمس ان تعرف شخص كهذا
ابتسم سفيان ابتسامه صفراء و هو يقول
- و ادى صاحب رقم التليفون جه بنفسه ... عايز ايه بقا
ليشعر ذلك الرجل بالتوتر و قال بتوتر
- انا .... انا بس
- انت ايه .... هات تليفونك
قالها سفيان بقوه ليخرج ذلك الرجل هاتفه بخوف من جيب بنطاله فهيئة سفيان جعلته يشعر بالخوف و التوتر امسك سفيان الهاتف ينظر اليه بأزدراء ثم اخرج بعض المال و اعطاها لذلك الرجل الذى ابتسم بسعاده و نظر الى سفيان و قال بحزن
- على فكره انا بنتى تعبانه ..... و و الله ما كنت ناوى على اى اذيه انا بس كنت محتاج الفلوس دى ضرورى و علشان علشان كده
ليقاطعه سفيان وهو يقول
- بنتى غلطت و لازم تدفع تمن ده ... و انت انا كنت ممكن اسجنك بس خلاص عفا الله عما سلف روح و عالج بنتك بس اوعى تفتكر ان الحرام كان هينقذها انت كنت ممكن تخسرها
ليشعر الرجل بالسعاده و هز راسه بنعم و غادر سريعا لينظر سفيان الى شمس و قال
- من الواضح انك عديتى كل الحدود
لتخفض شمس راسها ليس خجلًا و لكن ضيقا من ذلك الموقف الذى وضعت فيه و التى لا تعلم كيف ستتخلص منه
••••••••••••••••••••
يجلس فى غرفه الانتظار داخل عياده دكتور أكرم ينتظرها ككل مره و لكنه الان يشعر ان هناك جبل كبير من الهموم فوق قلبه ... بعد حديثه مع والدته و ايضا تصرفات نور الغريبه انه حقا يحتاج الى التحدث مع الدكتور انه يشعر بأنه اصبح مريض نفسى فما يمر به حقا كثير
و لذلك اخذ موعد من الطبيب و سيأتى اليه غدا
و كانت هى تجلس امام اكرم تحرك قدميها بعصبيه ليقول هو بهدوء
- دى تالت جلسه تفضلى ساكته فيها ... انت جايه هنا علشان تتكلمى يا نور مهما كان كلامك مؤذى او مش طبيعى حتى لو حاسه ان اللى هيسمع هيحتقرك لازم تقوليه انا مش هنا علشان احكم عليكى انا هنا وانت جيالى علشان اساعدك فمن فضلك اتكلمى
نظرت اليه بعيون تحمل الكثير من الخوف و ايضا كانت هناك نظره كارهه هو لا يعلم اذا كانت هذه النظره موجهه له هو او لكل الرجال و لكنه ظل ينظر اليها بثقه و تركيز لتقول هى
- انا كنت بشوف رجاله كتير داخله خارجه من البيت كنت بحبس نفسى فى الاوضه كنت بخاف اعرف ايه اللى بيحصل رغم انى متأكده منه كنت كل يوم بشوف امى متعوره و بتنزف و ساعات كتير مغمى عليها و ساعات كتير بيكون بينها و بين الموت خطوه واحده بس .... لكن ساكته مكمله رافضه انها تبعد عن مستنقع القزاره ده
وقفت على قدميها تتحرك فى كل انحاء الغرفه بتوتر واضح و كان دائما يلاحظ و ضع يديها حول عنقها انفراج كف يديها و اغلاقها اكثر من مره كان يرى معالم التقزز ترتسم على ملامحها بقوه انتفض للحظه خاطفه حين اقتربت منه فجأه و قالت
- راجل ازاى ده و هو بيشوف مراته مع رجاله تانيين على سريره .... كان بيجيب المخدرات و التسالى و يفضل يخدمهم و يشكرهم و هما ماشين و ينزل يوصلهم لحد تحت و يطلع و هو بيعد الفلوس
وقفت تنظر حولها و هى تأخذ انفاسها بصعوبه و قالت بصوت عالى نسبيا
- ذنب ابويا ايه ان تكون واحده زى امى دى مراته ... ابويا اللى مكنش بيفوت فرض ... ابويا اللى طلب منى البس الحجاب و هو اللى جابلى اسدال الصلاه ابويا اللى من يوم ما مات و انا نفسى اصلى واقف بين ادين ربنا و اسجد ابكى و ادعى انه يخلصني من اللى انا فيه
ظلت تتراجع للخلف حتى وصلت الى الحائط لتلقى بحمل جسدها كاملا عليه و جلست ارضا و هى تقول ببكاء
- اقف قدامه ازاى و انا مش طاهره ... اقف قدامه ازاى و انا شايفه زنا و شرب خمر و انا بشوف عوره امى و جوزها اقف قدامه ازاى و انا بشوه جسمى كل يوم و انا حاسه ان الارض اللى واقفه عليها بتلعنى فى كل لحظه اقف قدامه ازاى بس ازاى
كانت كلماتها مؤلمه و صادمه شعر أكرم بشلل فى تفكيره لعده لحظات لا يعلم ماذا عليه ان يفعل
وقف على قدميه و تقدم منها و جثى على ركبتيه ينظر اليها و هى تخبىء و جهها بين ذراعيها التى تحتضن قدميها و كل جسدها ينتفض بسبب بكائها و قال
- نور .... كل الكلام اللى انت قولتيه ده كان زى السم اللى بيموتك بالبطىء .... و دلوقتى خرج انت يا نور انسانه طاهره ربنا عارف كده .... و علشان كده فتحلك طريق تخرجى منه بره كل اللى كان بيحصل خلا صهيب يظهر فى حياتك ... خلاكى تجيلى و كل ده دليل على ان ربنا بيحبك و مش زعلان منك
رفعت راسها تنظر اليه بوجه شديد الحمره مليىء بالدموع و لكن داخل عينيها نظره شك و عدم تصديق ليكمل كلماته
- ربنا ديما فاتح باب التوبه ... ده حتى بيقول لو ذنوبك قد ذبد البحر مستعد يغفرها ربنا بيحاسبنا على اللى نقدر عليه و هو الرحمن الرحيم اوعى تفكرى انك منبوذه من رحمه الله تبقى غلطانه ارجعى اقفى بين ادين ربنا و قوليله كل اللى فى قلبك و هو هيسمعك و هيطمنك
كانت تنظر اليه بعيون يملئها الامل و كانها و جدت حلم بعيد لم تعتقد يوما ان تصل اليه و قف على قدميه و مد يديه لها لتضع يدها بين يديه ليجذبها برفق و سار بجانبها حتى اجلسها على الكرسى امامه و توجه الى الكرسى الخاص به وجلس عليه و هو يقول
- هكتبلك شويه ادويه هتساعدك ان اعصابك تبقا هاديه علشان ديما تقدرى تلاقى من جواكى الاحساس اللى يخليكى تقفى تصلى و تقدرى تحاربى اى شعور سلبى
هزت راسها بنعم ليقول من جديد برجاء و تأكيد
- نور .. احنى فتحنا الجرح و نظفناه بس لازم نخيطه لازم نكمل علشان نخف
نظرت اليه لتجده ينظر اليها بثقه و قوه لتهز راسها بنعم و قالت
- هكمل علشان اخف
••••••••••••••••••••••••
اوصل شمس الصامته تماما الى البيت حتى يأخذ مهيره و يذهب الى بيت السيد عادل رحمه الله حتى يلتقى بذلك العريس مع اخوتها بناء على طلب محمود ...... و طلب من فرح ان لا تجعل الفتاتان يجلسان بمفردهما حتى يعود و وقف امام شمس التى تنظر ارضا ومن يراها يظنها خجله او تشعر بالذنب و لكنها كانت تفكر كيف تتخلص من ذلك الموقف هى ابدا لن تقع فى يد احد منهم هى شمس و لن يقف احد امامها
- انا رايح مشوار و راجع و لما ارجع لازم نتكلم
لتدلف هى الي غرفتهم التى تجمعها مع اختها و ظلت ليل بالاسفل مع فرح وزينه
••••••••••••••••
كان يجلس امامهم يشعر بالخوف حرفيا هو لم يعتقد يوما ان يجلس امام كل هؤلاء لقد ظن انه سيجلس مع اخيها محمود فقد كانت مهيره تنظر اليه بشفقه فهى تعلم احساسه الان .. فقالت بهدوء
- اهلا و سهلا استاذ عمر ... انا مش عايزاك تكون قلقان ان شاء الله كله خير
نظر اليها بأبتسامه صغيره فهو من اول لحظه وقعت عينيه عليها و خاصه حين وجدها تسير بجانب ذلك الضخم بعرج واضح شعر و كأنها ستكون هى اكثر شخص يشعر به و لم يخب ظنه فمحمود صامت تماما و ايضا محمد و لم يرى مريم حتى الان و ذلك زاد من توتره
نظر سفيان الى مهيره بأبتسامه صغير ثم عاد بنظره الى عمر و قال
- شرفتنا يا استاذ عمر ... و ياريت كده تعرفنا بنفسك
بدء عمر بالتعريف بنفسه و قص عليهم كل شىء يخصه و حين وصل بالحديث الى مريم قال
- انا كنت عايش جوه قبر بنيته بأيدى فوق الارض سجنت نفسى جوه احساس الذنب و انى مستحقش اعيش بعد اللى راحوا بس اللى الانسه مريم عملته فى حياتى بمجرد ظهورها قلب كل حاجه ... خلانى عايز ارجع اعيش من جديد رجعلي فكره انى ممكن اركب طرف صناعى و اعيش من غير العكاز اللى كان زى السجان ... مريم خلت الشمس تشرق من جديد فى ظلام روحى مريم هى الامل اللى رجعنى تانى الحياه
كان الجميع متأثر بكلماته الصادقه التى خرجت من قلبه لتسكن قلوبهم و تطمئنهم لينظر سفيان الى محمود بأبتسامه صغيره ليهز محمود راسه بنعم و كذلك محمد الذى ابتسم بثقه ليقول سفيان
- يبقا نقرأ الفاتحه
ليبتسم عمر بسعاده و تعلو زغاريد خديجه التى قالت قبل ان تدخل الى غرفه اختها التى كانت تقف عند باباها
- مبروك يا مريوم هيقروا الفاتحه
ليضحك الجميع بصوت عالى بسعاده غابت عن ذلك البيت لفتره كبيره