الفصل الثالث

8.8K 323 28
                                    

(( الفصل الثالث ))

...........

ليلة الخميس.

تأنق مجد ببذلة ذات ماركة عالمية لهذا اليوم المميز، فاليوم سيقدم على خطبة من اختارها قلبه دوناً عن باقي الفتيات، رتب شعره ورشّ عطره الثمين بكثرة، تنفس بعمق وهو يطالع هيئته في المرآة برضا، ثم خرج من غرفته متجهاً إلى شقيقه الذي كان بانتظاره في الأسفل.

تقدّم أدهم نحوه و هو يبتسم باتساع، تأمله بسعادة ليربت على كتفه: أتمنى لك السعادة دائما أخي.
بادله مجد ابتسامته ليتمتم : أنا سعيدٌ للغاية أدهم.
تجهم وجهه لثوان قبل أن يردف: لكن سعادتي ناقصة لعدم حضور ريما.

راوده القلق على شقيقه فسأله بتفحص: هل أنت حزين لأنها لم تحضر مجد؟؟ انت تعلم أنها تغيبت مُرغمةً أخي.
ابتسم مجد ابتسامة باهتة مجيباً وهو يشير بيده: لا أخي لا، فأنا أعلم أنها أُرغمت على عدم الحضور،وأعلم ايضاً أنها موهوبة في مجالها وأتمنى لها النجاح بالطبع.

ربت أدهم على كتفه بدعم وهو يتحدث: لا بأس ، فهي ستحضر حفلة خطبتك بالتأكيد، ومن ثمّ لاتنسى، فهي ستعود بعد العرض لتستقرّ معنا هنا.

ثم دفعه بخفة قائلاً: والآن هيا لنذهب قبل أن نتأخر عن موعدنا.

...........................................................................

كان الجميع في قصر عائلة الصاوي يعملون على قدمٍ وساق بانتظار الضيوف المُرتقبين،  كانت أماليا جالسةً مع والدها في صالة القصر الكبير ،تلبس فستاناً  طويلاً ذو أكمام تصل إلى مرفقيها، لونه الأزرق عكس على وجهها وعينيها التي ماثلته زرقةً ليشكل لوحة بهية ندر أن ترى مثلها،رغم أنها لا تحبذ ارتداء الفساتين لكنها اضطرت اليوم تحت إلحاح والدتها وشقيقتها.

سمعت جرس الباب فعرفت أن الضيوف قد وصلوا، أطلت عليا من المطبخ لتنادي عليها: أماليا حبيبتي، هل بإمكانك فتح الباب؟؟ فأنا أحضر الضيافة هنا.
استقامت من مكانها لتهتف بضيقٍ مصطنع: حاضر ،طبعاً فأنا البواب الخاص بكم هنا.

مشت بخطوات ثابتة لتفتح الباب، أطلّ مجد مُبتسماً من خلفه ليهتف: مساء الخير حضرة الطبيبة.
فابتسمت له مُرحبةً: أهلا وسهلا بك مجد، تفضل.
تنحى مجد للجانب قليلاً لترى الرجل الواقف خلفه،  اختفت ابتسامة كليهما عندما تقابلت العيون.

كان صوت مجد كالصدى بالنسبة إليها  وهو يردّد : أيتها الطبيبة،  أريد أن أُعرفك إلى أدهم، شقيقي الأكبر وبمقام والدي.
استدار نحو أخيه الواجم متابعاً: أدهم، هذه الطبيبة أماليا الصاوي،شقيقة نور الكبرى.

للحظات لم يستطع أن ينطق، بل كان شارداً بها وهي كأنها الكوكب الدريّ الذي سقط من علوّ.

انتبه لنفسه بعد هُنيهة، ليرفع يده نحوها بابتسامة مُختلقة لم تصل إلى عينيه، مُردّداً بنبرة بدى التأثر واضحاً فيها: تشرفتُ بلقائك حضرة الطبيبة.

وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن