الفصل الخامس عشر

6.3K 240 31
                                    

(( الفصل الخامس عشر ))
..............................

....................................

شعرت بالدوار يباغتها فجأةً وهي ترى ريما والتي تحاشت رؤيتها طوال الأيام الماضية جالسةً أمامها ، ، لا تعلم  أشعرت بالإهانة؟؟؟ أو ربما هو شعورٌ آخر لا تعرف ماهيّته؟؟؟

أياً كان مسمى ماتشعر به فهو إحساسٌ غير حميد بالمرة، استغربت إيمان شرودها فسألتها: مابك حضرة الطبيبة؟؟ هل أنتِ بخير؟؟؟

اغتصبت على وجهها شبح ابتسامة لتهمس لها بثبات مهتز وصوت مبحوح: نعم، نعم أنا بخير.
أضافت الأخرى بحماس طفيف: سيحين دورنا بعد قليل.

أشارت لها باقتضاب ثم هربت عائدةً من حيث خرجت، دلفت إلى الحمام الملحق وهي تشعر بلهيبٍ يكوي مقلتيها، أيعقل أن يفعل بها هذا؟؟ لماذا؟؟ مالذنب الذي اقترفته بحقه لتستحقً منه هذه المفاجآت؟؟؟ ألم يكتفي عندما تركها كالمُعلقةِ بين الجحيم والنعيم؟؟؟

انتبهت على صوت جلبةٍ خفيفة في الخارج فعرفت أن المريضة التالية قد دخلت، غسلت وجهها لتخرج وهي فعلاً لا تعرف كيف ستتعامل مع ريما بعد قليل.

......................................................................

استفاقت ريما الصغيرة هذا الصباح، رغم سعادة أيمن العامرة لكنها تبقى سعادةٌ منقوصة، فابنته لم تحادثه أبداً كأنها تعاقبه، شعرت إيناس بجفاء ريما لوالدها فازداد شعورها بغرابة تصرفاتهما.

حضّرت طبق الصغيرة المفضل، الأرز مع اللبن ، دلفت إلى غرفتها ورفعت الطبق قائلة بحبور: احزروا لمن هذا الطبق؟؟

تبسمت ريما ومايزال التعب واضحاً عليها، أشارت إيناس لشقيقها فانتفض متحدثاً : اعطني الطبق، أنا سأطعمها.
أخذ الطبق من يديّ أخته واقترب من ابنته ليطعمها، إلا أنها أبت أن تأكل من يده وأشاحت بوجهها للجانب الآخر، بهتت ملامحه بحزنٍ جلي ،فرمى الملعقة في الطبق ليعيده إلى شقيقته، ليخرج بعدها وهو يشعر بالاختناق، مستعدٌ لأن يفديها بروحه على أن تعامله بهذه الطريقة.

مرّ بعض الوقت حتى دخلت إيناس لتخبره باضطرارها للعودة إلى منزلها، عاد إلى غرفة ابنته فوجدها تتخذ وضعية الجنين تريد النوم، اقترب منها ليغطيها فرأى عبراتها تسري على خديها الممتلئين، آلمه منظرها فأدارها إليه عنوةً، احتضنها بقوة وهو يهمس لها بندم : أسف حبيبتي، أعتذر إليك لم أقصد إيذاءك، سامحي بابا صغيرتي.

أخرجت رأسها من بين أحضانه لتتطلع إليه بمآقيها الخضراوين، ارتجف فكها السفلي وانتفض جسدها بخفة من حرقة البكاء، همست بشهقة بكائها ولهجتها العربية المتكسرة: لقد أخفتني دادي.

قبّل مقدمة رأسها معيداً اعتذاره على مسامعها، فأجابت الصغيرة: هل تريد مني أن اسامحك دادي؟؟

وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن