(( الفصل السادس ))
.................
ظلت تمشي بلا هدى او وجهة محددة وبداخلها شعرت ببعض الندم ،ضياء إنه ذلك الشاب الكامل تقريبا وحلم كل فتاة ،، لا زالت تذكر أول مرة قابلته فيها عندما حضر إلى المشفى منذ أربعة أعوام ،كان شاباً هادئاً خلوقاً ،لازالت تذكر كيف أنها كلما تلاقت نظراتهما كانت ترى في عينيه مشاعراً يختصها بها وحدها ،لربما لو كانت في ظروف أخرى لفتحت قلبها له ،لكنها أقسمت أن تغلق هذا القلب إلى غير رجعة.
كم هو عجيب أمر هذا القلب!! كيف له أن يعشق من يجرحه يؤذيه ويتخلى عمن يكرمه ويحفظه؟؟
ابتسمت بسخرية عندما خطرت في ذهنها تلك الكلمات ، حقاً إنه لأمر غريب!!!.
انتبهت إلى اقتراب الشمس من مغربها فقررت العودة إلى المنزل، استغربت أن لا أحد قد كلمها أو حادثها على الهاتف، أخرجت هاتفها من الحقيبة لتعلم أنه مُطفأٌ وقد نفذ شحنه، زفرت بضيق وهي تدفن رأسها في مقعد سيارتها خلفها، لا شكّ أن عليا غاضبة الآن.
دلفت إلى المنزل بخطى مترددة، لاحظت الهدوء المسيطر عليه فقررت الهروب الى غرفتها فورا.
ماإن وضعت قدمها على الدرجة الأولى من الدرج حتى سارعت تصعد بسرعة قبل أن يأتيها صوتٌ جمّد خطواتها، كان صوت عليا وقد صدق ظنها، فهي غاضبة!!.أغمضت عينيها بقوة تحاول أن تتنفس بمشقة، سمعت طرقات خفيفة علي الأرضية اللامعة فعلمت أنها لقدم عليا وهذ يعني أنها تنتظر إجابةً على سؤال لم تسأله بعد.
ابتسمت بتوتر وهي تستدير لتقابل والدتها، اهتزت ابتسامتها المتوترة أصلاً عندما رأت هذا الغضب الذي يغطي قسمات وجه والدتها التي كانت ترمقها بنظرات حارقة ، ازدردت ريقها بوجل ثم تمتمت بكلمات سريعة متلاحقة: أنا آسفة أمي حقاً والله لقد تأخر الوقت دون أن أشعر.وضعت عليا يدها على خصرها وهي تزفر من أنفها، ضيقت عينيها وهي تسألها بجدية مخيفة: أين كنتي إلى الآن آنسة أماليا؟؟
هل قالت آنسة؟؟؟
إذاً هذا يعني أنها تعلم الإجابة مسبقاً لكنها تختبرها، ازدردت ريقها مجدداً وهي تقول: لقد شعرت ببعض التعب والإرهاق أمي، لذلك تركت المستشفى ورحلت لأستنشق بعض الهواء النقي.تخلت عليا عن قناع البرود وهي تصرخ بها وقد أسبلت ذراعيها: ولم تكلفي نفسك عناء أن ترفعي هاتفك وتخبريني أماليا؟؟؟ هل لديكِ فكرة عن كمِّ الخوف والتوتر الذي أصابنا انا ووالدك عندما طلبناكِ في المشفى لنعلم أنكِ قد غادرتِ منذ ست ساعاتٍ كاملة ولا أحد يعلم أين ذهبتِ؟؟!! من ثم أين هاتفك أصلاً؟؟ لمَ هو مغلق؟؟
علمت الآن كم القلق الذي سببته لعائلتها دون سبب مقنع تقدمه لهم، سارعت مع سؤالها الأخير تخرج الهاتف من حقيبتها وترفع أمام والدتها لتهتف بعجالة: لقد نفذ شحنه أمي والله ولم أنتبه له.
أنت تقرأ
وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتب ممنوع النقل والاقتباس (((المقدمة ))) (( لكلًّ منّا ماضٍ ، يؤثر في حاضره وربما مستقبله أيضاً)) { لم أستطعْ تجاوزه بعد، مازلتُ عالقةً في تلك اللحظة حرفيّاً ،حين لفظني من حياته كأنني نكرةٌ لم أكن يوماً ،لم يكلف نفسه عناء التقد...