الفصل السادس عشر

5.5K 253 36
                                    

( الفصل السادس عشر )

................

لم يضيع ايمن الوقت أبدا منذ أن أخبرته مربية ابنته بأنّ المرأة التي قابلتها ابنته ريما، هي مديرة ايمان في عملها ، وهاهو الآن جالسٌ في صالة منزل الأخيرة بعد عودة زوجها من عمله.

تفرس في وجه كليهما بعد عرضه لطلبه، الغريب بعض الشيء، حيث أخبرهما بما جرى مع ابنته مستثنياً بعض التفاصيل ، طالباً من إيمان مساعدته في الوصول إلى ريما ، تبادلت إيمان مع زوجها نظرات مترددة ، لاحظها أيمن فتحدث قائلا: سيدة إيمان ، أنا لا أطلب منك الكثير، فقط أن تعرفيني على مديرتك واتركِ الباقي لي.

قطبت إيمان جبينها بتفكير، قلبت الأمر في رأسها فوجدته ثقيلا وقد لا تقبل ريما اساسا ، فتحدثت بارتباك طفيف: نعم سيد أيمن ، ولكن....انا لا أريد أن أجلب لريما أية متاعب......

قاطعها بإصرار مختلط برجاء: لن يكون هناك أية متاعب سيدة إيمان أعدك.

زفرت باستياء من عناده ، فأردفت بحزم: سيد أيمن انت لم تفهمني، أنا اعتذر ولكن، هل تراه أمرا لائقا قدوم سيدة متزوجة كريما إلى منزل رجل أعزب؟؟

نعم إنها على حق لكن لا خيارمتاح أمامه سواها ، اسشعر الرفض في نبرتها فنظر إلى هيثم زوج إيمان طالبا المساعدة، فوضع الأخير يده على ذراع زوجته لينال انتباهها ، ثم قال بحسم لطيف: إيمان عزيزتي ، لا أعتقد أن ريما سترفض المساعدة في أمر إنساني كموضوع ابنة السيد أيمن ، لذا برأيي اتركِ الأمر لها فلتقرر هي.

نظرت إلى زوجها بشيء من التردد، فأشار لها مطمئناً، ضغطت على شفتيها بتفكير دام ثوانٍ، قبل أن تتطلع إلى الآخر .قائلة: حسنا سيد أيمن ، سأنتظرك غدا صباحا أمام منزلي.

انفرجت ملامحه عن رضا فأشار لها بامتنان ، رغم بعض االقلق المختلط بالامتعاض كلما فكر بأنه سيراها في الغد.

دخل منزله لتستقبله صورة كبيرة تجمعه مع زوجته الراحلة وابنتهما، تنهد بحسرة ثم فطن لأمر ما، لا ينبغي لريما رؤية صورة زوجته مهما كان الثمن، سار بخطوات ثابتة إلى الصورة فانتزعها من الحائط، ثم اتجه بها إلى غرفته، آخر مكان قد يسمح لريما بدخوله في المنزل.

.... ............................

دثرت عليا زوجها في سريره جالساً نصف جلسة، سحبت الغطاء السميك لتغطيه ثم جلست على طرف السرير، تطالع وجهه الشاحب، لا يبدو على مايرام هذه الأيام، رغم هذا حاول الابتسام متحدثا بوهن ولهاثٍ خفيف: ما الأمر عليا؟؟ هل اصبحتِ عجوزا ؟؟

ابتسامة باهتة ارتسمت على شفتيها ، أمالت رأسها للجانب متسائلة: هل ما زلت تذكر المرة الأولى التي التقينا بها؟

قطب جبينه بتفكير مردفا: ماالذي ذكرك بلقائنا الآن عزيزتي؟؟
تجهم وجهها لتنكزه في كتفه بخفة متصنعةً الغضب: لأن ذكرى لقائنا للمرة الأولى في الغد أيها العجوز الخَرِف.

وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن