الفصل الحادي و الثلاثون

5.8K 255 39
                                    

(( الفصل الحادي والثلاثين))

.............................

أولا أيها السادة ، أودّ توضيح بعض النقاط ، يبدو أنها غابت عن البعض، أو أنني من فشل في إيصال المقصود بصورة فضلى، لذا اعذروا تقصيري أرجوكم، وأدعوكم دائما إلى قراءة مابين السطور.

كان مجد على دراية تامة بمرضه، لكن تشوّهه النفسي وقطعه العلاج ، ساهما في تفاقم أزمته وعدم اعترافه به ، خاصة مع خضوع كل من حوله له، واستجابتهم لكافة أوامره ، مما جعله يصدق الأوهام التي رسمها في عقله.د، بمعنى اخر، كان يتعامل مع الجميع كأنه ملك وهم حاشيته.

سبق واشرت، شعوره بالذنب تجاه ريما، أيضأ  لاعتقاده بأنها ضعيفة ذات ندبة عاطفية، أي أنها حزينة لفقدها والدتها ، إضافة إلى الحنان والحب الذي تلقاه منها ، هذا كله ساهم في تعزيز رغبته بتعويضها عن ألم كان هو السبب به ، و تعزيز صورة حياة مثالية بالنسبة لمجد ، وليس هناك حياة أفضل من التي كان يحياها هو نفسه ، زوج محب كما كان والده، وعائلة سعيدة  ؟؟!

اليس هذا التعويض أفضل أمر بعد حزن امتدّ طويلاً؟؟

ببساطه كل ما كان يريده مجد  هو استعادة عائلته الأصلية في صورة أدهم وريما ، وتعويض ريما وإسعادها  ، خاصة وأنه لم يعلم بكافة ملابسات زواجهما ، أضف إلى هذا كله خوفه من بقائه وحيدا لو انفصلا، فاحتمال الطلاق او الخيانة أساسا ليس موجودا ضمن قائمة خياراته، وهو دائما يسعى لحمايتها ومساعدتها ، حتى لو اضطره ذلك للتدخل في حياتهما ، لذا رأينا مثلا عندما عادت ريما في إحدى المرات باكية ، حينها سأل مجد شقيقه أدهم عن السبب ، وعما إن كانا قد تشاجرا ، وألحّ بالسؤال لدرجة جعلت أدهم ينتفض صارخا في وجهه ، كذلك عندما رأى أدهم يخرج بعد منتصف الليل ، واعتلال ريما في اليوم التالي ، مما استدعى دخوله إليها وسؤالها مباشرة عن السبب، وهلمّ جرّ....

وأعتقد أنكم لاحظتم ذكاء مجد ودهائه، لكن ليس فيما يخص حياة أدهم وريما ، ببساطة لأنهما استمرا دائما بالظهور أمامه بصورة الزوجين المحبين ، وإذعانهما الدائم له وامتثالهما لأوامره ، فهما إذا يتحملان مسؤولية جزء من تفاقم علته.

وسامحوني مجدداً أرجوكم........

..............................

سؤال للمشاركة.....

أيمكن للإنسان أن يكون ملاكاً وشيطاناً في الوقت ذاته ؟؟.

................................

على سبيل السؤال، انا بخير.
وعلى سبيل الصدق، قلبي معك.

.................................

جلسا في المقهى التابع للمطار ، كان كلاهما منكسٌ رأسه ، وفي حنجرته آلاف الكلمات المتعاقبة ، لكنها مختنقة داخله ، لم يعرف مجد كيف سيفتتح الحديث ، ببساطة لم يعتد يوما على الإعتذار ، تنفس بعمق قبل أن يحاول الكلام،  بذات الوقت حيث فتح أيمن فمه يريد أن يتحدث أيضا ، ابتسم مجد بخفة قائلا: تحدث أيمن.

وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن