الفصل الحادي عشر

6.5K 285 30
                                    

(( الفصل الحادي عشر ))
..........................

دلفت أماليا إلى المشفى اليوم متجهمةَ الوجه ،جبينها مقطب بشكل يثير الريبة، رمت ثقلها على كرسي مكتبها وهي تنفخ وتزفر بملل، حملت ملفاً ما نقلته من يمين المكتب إلى يساره ثم أعادته إلى مكانه مجددا، خللت بيدها خصلات شعرها الأشقر وهي تشعر بيدٍ خفيّة تقبض على عنقها، كتفت يديها ثم أسندت رأسها عليهما، وهي تراجع في ذهنها حديث نور بالأمس، والذي كان سبب كل هذا الضيق الذي يعتريها.

Flash Back.

جلست نور برفقة شقيقتها تتسامر معها حول سهرة التعارف الناجحة بسلفتها المستقبلية، بعد أن اعتذرت منها وصالحتها.

تحدثت نور بإسهاب: لو رأيتها أماليا، كم هي جميلة، رقيقة وسلسة في التعامل، لاتشعرك بالغربة أو الحرج معها أبداً.
تبسمت أماليا مجاملةً وهي تحرك رأسها بتفهم، تحاول احتواء النيران التي أضرمت في صدرها من الحديث حول زوجة أدهم، ولا تعلم السبب الحقيقي خلفها.

فيما أضافت أختها بحماس:  هي وأدهم مثال للزوجين المتفاهمين والمحبين، أتعلمين؟؟ لقد أخبرني مجد أنهما طوال اثني عشر عاما من زواجهما لم يتشاجرا ولا حتى مرة واحدة، تخيلي؟؟
ادّعت  الانشغال بخيطٍ متمرد من طرف وسادتها لتخفي فكها الذي تشنج من كثرة الضغط عليه حتى كاد يُسمع صوت صرير أسنانها.

سكتت نور عن ثرثرتها لبضع ثوانٍ لتشرد بعيداً وهي تتنهد بسعادة، ثم صاحت كمن تذكر أمرا: احزري ما كانت هدية أدهم لها بمناسبة عودتها إلى البلاد؟؟
رفعت رأسها إليها فجأةً وقد زوت مابين حاجبيها، وصوت ناقم يصرخ داخلها: هدية؟؟ طبعا سعيد بعودة حبيبة القلب إلى هنا؟

تابعت الأخرى بلهفة وهي تضم يديها إلى صدرها بحنان:  لقد اشترى لها محلّاً ومشغلاً أيضاً، آه أماليا لو رأيتهما!! كانا  كعصفوري الحب الحقيقي ،في عينيه وميضٌ غريب كلما نظر إليها.

امتعضت ملامح أماليا وارتسم الأسى داخل مقلتيها، لكن نور لم تنتبه إليها، بل انتفضت من مكانها فجأة لتقبلها على وجنتها بغتةً وهي تردد: أنا ذاهبةٌ لأحادث مجد قبل أن ينام، تصبحين على خير.
سارت نحو الباب بخطوات متعجلة ثم وقفت لتستدير مجددا نحو شقيقتها مضيفةً: لقد تذكرت، سيأتي أدهم ومجد ليحددا موعد حفلة الخطبة مع والدي غداً مساء..

خرجت نور أخيرا تاركة شقيقتها تطالع آثرها بصدمة، ياآلهي كيف نسيت أمر الحفل؟؟
كيف ستقابل أدهم وزوجته أيضاً؟؟؟ مهما حاولت الاختباء لكنها لن تستطيع تجنبها لوقتٍ طويل، خاصة وأنها شقيقة العروس فمن المؤكد أن ريما ستودّ التعرف إليها.

...........................................................................

جفلت أماليا مع طرقاتٍ متتالية على باب مكتبها فأفاقتها، دخلت إحدى الممرضات تخبرها بوصول خديجة مع زوجها لتحديد موعد عملية التقليح الاصطناعي.

وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن