(( الفصل الرابع عشر ))
...............................
مازال مجد على جلسته شارداً في طيف أخيه الذي غادر ،مذهولاً من تصرفات شقيقه معه ،وكذلك ريما والتي باتت تقلقه، لكن أكثر ماكان يشغله هو سبب بكاء ريما وعودتها باكراً إلى المنزل، فطوال الاثني عشر عاما التي عاشها مع ريما وأدهم خارجاً لم يرَهما في حالة التخبط تلك.
لم يفكر أكثر وهو ينتفض من مكانه متجهاً إلى محل ريما، سيتحدث مع إيمان صديقتها الجديدة ،علّها تخبره مالذي استدعى دخول ريما في هذه الحال ،و تنقذه من الوقوع في تفكيرٍ عقيم .
.......................
جلس مجد في المطعم القريب من المحل برفقة إيمان- وقد كان يملي طلباتهما للنادل- بعد أن طلب منها موافاته هناك ليتحدثا، حيث أن ريما لم تغلق المحل بعد .
والحق يقال فإن مجد كان بحاجة إلى من يتحدث معه حول تصرفات ريما المريبة.
تحدثت إيمان بتساؤلٍ قَلِقْ بعد رحيل النادل : مالأمر مجد؟؟ هل ريما بخير؟؟
تبسم مجد بخفة مجيباً: لا تقلقي إيمان ريما بخير.
عبست تعابيره مضيفاً: الحقيقة انا بحاجة إلى شخص ما لأحدثه.ظهر الاهتمام جلياً على قسماتها وهي تشير له بالإيجاب وتحثه على المتابعة ، لكن مجد توقف لثانية يفكر ،هل يصحّ أن يُشارك غريباً في أسرار أخيه وزوجه؟؟؟
لكن إيمان ليست غريبة !! فهو يعرف صداقتها مع ريما مع أنها مستحدثة لكن ريما مرتاحة معها وهذا مايهم، وهذا ما دفعه للقدوم إلى هنا ومقابلتها.تابع حديثه قائلا: الحقيقة لا أعلم السبب ولكن ، استشعر تبدل معاملة ريما معي منذ مدة.
تنفس بعمق ثم أضاف مبرراً لجوءه إليها : انا أعتذر إيمان إن كنت ازعجك، لكنك صديقة ريما الوحيدة وكذلك كنت معها في المحل منذ مدة، وقد تساعدينني في معرفة سبب تغيرها.زوت مابين حاجبيها بقلق فسألته: مالذي تقصده مجد؟؟؟
مطّ شفتيه بتفكير قبل أن يتحدث بما خطر على باله: لا أعرف تماماً ،لكنّ ريما باتت تتجاهلني وتغيرت معاملتها معي منذ حفل خطبتي.زمّت إيمان فمها بتفكير كأنها تحلل حديثه فيما أضاف مجد بآسىً: أنا لم أقترف ذنباً لتحاسبني عليه بتغيرها، لطالما كانت لي الآم والصديقة.
أجفلت إيمان بخفة فسألته كمن تذكر شيئا: هل لي أن أسألك أمرا مجد؟؟ لمَ ريما وأدهم لم ينجبا؟؟
تجعد جبينه باستغراب بينما تابعت فكرتها: أعني أنهما متزوجان منذ وقتٍ طويل صحيح؟؟؟ فلماذا إذاًلم ينجبا أطفالا؟؟؟؟رمش مجد قبل أن يجيبها بجدية رغم استغرابه أنها تسأله هو هذا السؤال: أذكر أنني سألتهما هذا السؤال منذ مدة طويلة ،أخبرتني ريما يومها أنها تعاني مشكلة ما تمنعها من الإنجاب، فاكتفيا بوجودي في حياتهما.
أنت تقرأ
وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتب ممنوع النقل والاقتباس (((المقدمة ))) (( لكلًّ منّا ماضٍ ، يؤثر في حاضره وربما مستقبله أيضاً)) { لم أستطعْ تجاوزه بعد، مازلتُ عالقةً في تلك اللحظة حرفيّاً ،حين لفظني من حياته كأنني نكرةٌ لم أكن يوماً ،لم يكلف نفسه عناء التقد...