الفصل الثالث و الثلاثون

13.2K 446 156
                                    

《الفصل الثالث والثلاثون》{الأخير}

.................................................

عندما تعطيك الحياة فرصة السعادة فتمسك بها، لا تهدرها بعنادك، فكل جميل راحل، وحين يرحل فلن يعود.

..............................................

خرج أدهم بعد أن فجر قنبلته، وللحق فهي ليست قنبلة عادية، ربما نووية ؟
لا بل ذرية !!!

ظلت ريما تطالع سرابه بذهول، لا تستطيع تصديق ذلك البرود الذي نطق جملته بها، هل الأمر بهذه السهولة ؟؟

ظل الذهول مسيطر عليها حتى دخلت إيمان ، لتجدها على حالها، اقتربت منها حتى أضحت أمامها ، ثم سألتها باستغراب: ما الأمر ريما ؟؟

أجفلت الأخيرة بخفة، تطلعت إليها كمن تفاجأ برؤيتها، شردت في وجه إيمان وهي تفكر بأمر ذينك العنيدين، يجب أن تعرف آماليا قبل أن يتهور أدهم ، لكن كيف السبيل ؟؟

ثوان مرات حتى انفرجت ملامحها ببعض الراحة ، وهل ستجد أفضل من تلك الثرثارة الفضولية لتبعث برسالة خفية إلى آماليا ؟؟؟

ابتسامة ماكرة عرفت طريقها إلى وجه ريما، بينما كانت إيمان ترمقها بنظرات مستغربة، هل أثرت السعادة على عقلها؟؟

تلك المسكينة !!! هل جُنّتْ ؟!!

........................................

كان حفل الزفاف مقاماً في منزل أدهم ، لم يكن الحضور كُثر ، ولم تكن الصالة مبهرجة ولا مزينة بتكلف ، بل كان كل شيء بسيطاً بكمال، بناء على رغبة العروس، وفي صدر الصالة وُضِعت أريكة بيضاء عالية ، ذات حوافّ ذهبية ومفتوحة من أحد جانبيها، مخصصة لصاحبيّ الحفل الميمون.

استأذن أدهم من الطبيب بشأن مجد، فلم يعارض الطبيب البتة شرط ان يقدم وينتظره،  حضر مجد إلى غرفة ريما التي عانقته بقوة ، أخرجها من حضنه وهو يربت على وجنتها قائلا بحنان: لا تبكي ريما ، ستفسدين زينتك.

ابتسمت تمنع دمعتها ، بينما هو يرمقها بامتنان، نفخ بخفة قبل أن يتحدث بصدق: آسف ريما، على كل السنوات التي اهدرتها بسببي.....

قاطعته واضعة يدها على وجنته بحنان: أبدا لا تعتذر مجد، أنا لم أضيع عمري هباء ، أنت لي بمثابة ولدي.

أغمض عيناه لثانية ، فتحها من جديد ليسحب شهيقا عميقا ، ثم مدّ يده إليها لتتأبطها بابتسامةٍ متسعة، سار بها في الممر باتجاه السلم، حيث كان العريس ينتظر غزالته بكامل معاني الهيبة،  ومن خلفه وقفت شقيقته إيناس مع صغارها وزوجها، كذلك كانت إيمان برفقة عائلتها ، عدد من أصدقاء أيمن بالإضافة إلى بعض موظفي المصنع لدى أدهم ، ومن بينهم كان هادي.

وقفت الصغيرة ريما أمام والدها ببضع خطوات، مرتدية ثوب عروس منفوخ من الاسفل، ليلائم وجهها الطفولي البهيّ ، حاملةً في يدها باقة أزهار من زهرة البنفسج ، كانت الورود بيضاء تخللتها بضع زهور باللون البنفسجي.

وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن