((الفصل الثاني عشر ))
...................
(( لاتصدق شيئاً مما تسمعه، وصدّق نصف ما تراه))
إنها حكمة انكليزية، لكن على مايبدو فإنّ أماليا لم تسمع بها مطلقاً ،فقد قضت ليلتها في تفكير عقيم، محوره أدهم وعلاقته بريما، كلّ ماكان يشغلها هو معرفة تاريخهما سوياً ، بناءً على حديث ريما للمجلة فمعرفتهما ببعض تسبق معرفتها هي به ، لكن أين وكيف ومتى؟؟تكاد تُجنّ وتفقد عقلها في محاولةٍ يائسة لإيجاد إجابة عن هذا السؤال.
......................
لم يكن الوقت بالمتأخر جداً عندما عادت عائلتها بسيارتهم الخاصة، تتبعها سيارة أخرى حملت أمينة وباقي العاملات في المنزل.
ترجلت عليا من السيارة التي كان يقودها سائق خاص، عقدت حاجبيها بريبة عندما رأت سيارة أماليا مركونةً في مرآب المنزل، رفعت رأسها الى الأعلى فلم ترَ أيّ إضاءةٍ في غرفتها، لمَ تشعر بأن أماليا تتصرف بغرابة أحيانا.؟؟؟
جفلت بخفة على لمسة عمار الخفيفة على كتفها متسائلاً: مالأمر عزيزتي؟؟
ابتسمت بزيف ثم أجابته بارتباك طفيف: لا شيء عزيزي، فقط أتأكد من أمر ما، ادخل أنت إلى المنزل.تقدمت نور التي كانت تراقب بتعب فتحدثت وهي تتأبط ذراع أبيها: أبي تعال لندخل، لقد تعبتَ هذه الليله كثيراً.
سار عمار مع ابنته باتجاه للمنزل وهو يحادثها بتسلية وانتظرتهما عليا حتى دخلاه، ثم توجهت إلى سيارة أماليا، تلمست غطاءها الأمامي فوجدته بارداً، إذاً فالسيارة هنا منذ وقتٍ ليس بقصير !!
وقفت لثوان تفكر قبل أن تدخل هي الأخرى، استغلت انشغال عمار بممازحة نور في الصالة وغياب الخدم مع أمينة داخلاً لتصعد إلى الأعلى.
شعرت أماليا بخطوات تقترب من غرفتها فأدارت ظهرها للباب، لحظات قليلة حتى ظهرت عليا من خلفه، قطبت جبينها ثم صاحت عليها بجمود: أماليا؟؟
أغمضت الأخيرة عينيها بقوة وهي تعضّ على شفتها، لقد عادت عائلتها أبكر مما كانت تظنّ، تنفست بانتظام حتى تصدق عليا بأنها نائمة حقاً، فلم يكن بها من الجلد مايؤهلها للحديث معها وهي بهذا القدر من الارتباك والتوتر.
وقفت عليا تطالع ظهر ابنتها بتفكر، ثلاث أو ربما أربع ساعات فقط هي التي غابتها أماليا، وهذا ليس الوقت الكافي أبداً لولادة مريضتها والاطمئنان عليها وعلى وليدها، ثم العودة إلى المنزل والغطّ في النوم العميق هكذا.
أمالت رأسها للجانب وهي تضع يدها على خصرها وتضغط على شفتيها بقوة، ربما هي لاتعرف سر تصرفات أماليا المريبة ،لكنها متأكدة من أن ماتخفيه امرٌ لا يطمئن بالمرة.
اعتدلت في رقدتها بعد مغادرة والدتها، نفخت بسأم ووضعت يديها على وجهها، لم تتوقع أن ينتهي الحفل باكرا هكذا وتعود عائلتها إلى المنزل، كذلك لم تحسب حساب أن ينتبه أحدهم إلى سيارتها المركونة في المرآب، وأيضاً لم يتوارد إلى ذهنها أن تشكك والدتها بها أبداً لاعتقادها أن خدعتها قد انطلت عليها حالها حال الجميع.
أنت تقرأ
وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتب ممنوع النقل والاقتباس (((المقدمة ))) (( لكلًّ منّا ماضٍ ، يؤثر في حاضره وربما مستقبله أيضاً)) { لم أستطعْ تجاوزه بعد، مازلتُ عالقةً في تلك اللحظة حرفيّاً ،حين لفظني من حياته كأنني نكرةٌ لم أكن يوماً ،لم يكلف نفسه عناء التقد...