الفصل السابع و العشرون

5.2K 244 74
                                    

(( الفصل السابع والعشرين ))

......................................

ابتسم في وجه خيباتي بدبلوماسية، لكن يقبع خلفها دمعٌ يختبئ على حافتها، أجبر مشاعري على الاستكانة والخنوع الدائم ، وكل ذكرياتي الجميلة تتسابق للظهور أمامي ببرود موجع ، فيما مقصلة الألم تعدم آخر أمل لي في الوصال.

.....................................

تلك الليلة لم تكن الأخيرة حيث لا ينام فيها أحد ، حتى مجد لم يغمض جفنه من فرط السعادة ، آخيرا لقد حُلّت جميع المشاكل العالقة ، حسب ظنه  ، فبعد نبأ حمل ريما ستتحسن علاقة شقيقه وزوجته، ولن يفكر أدهم بأماليا أو سواها، فضلا أن الأخيرة ستخطب قريبا ولن تشكل تهديداً على حياة شقيقه الهادئة من جديد.

فور أن أطلت الجوناء، استقام مجد من فراشه ، ليشرع في تنفيذ ما دار في رأسه طيلة الليلة الماضية ، يجب أن يعرف الجميع بنبأ حمل ريما ، وحين أقول الجميع فأنا أقصد  الجميع دون استثناء،  خاصة آماليا...

..........................

إنها من أثقل الليالي عليها، من بعد حديثها مع أدهم أخذت دواءها، آملةً في أن يساعدها للغط في النوم والهرب من كل تلك الضغوط، لكن وعلى مايبدو حتى العقار الدوائي قد تخلى عنها ورفض مساندتها..

كانت جالسة على فراشها، هي حتى لم تدخل تحت الغطاء طوال الليل، كأنها تأمل بأن يساعد برد الشتاء على إطفاء مايعتمل داخل صدرها من نيران
، نار لا يعرفها سوى من تاه في دروب عشق مستحيل.

كانت تسند رأسها على لوح السرير الخشبي، منقلبةٌ على جانبها شاردة في زجاج نافذة الشرفة ، سمعت صوت طرقات أدهم اتبعها فتح الباب ، لكنها لم تتحرك من رقدتها ، طالعها أدهم بنظرات نادمة وهو الذي لم يصدق وأن تحسنت علاقتهما بعد تلك الليلة المجنونة ، ليشعر الآن باتساع الشرخ بينهما.

تنهد بضيق وهو يتأمل شرودها، سار ناحيتها ليهمس باسمها، أدارت رأسها إليه لتقرأ في عينيه اعتذاره ، لم تأبه فأعادت بصرها إلى وضعه الأول ، لتقول بهمس ميت: الاعتذار لن يصلح خطأك أمس أدهم.

زفر أدهم بكمد ليقترب حتى جلس على حافة السرير، تطلع الى حيث تنظر هي ، ليتحدث بندم دون أن يرفع عينيه إليها: أعلم ريما ، وأعلم أن مجد يسحبنا إلى الهاوية.

لثوان ساد الصمت بينهما، حتى نطق أدهم: كل المواقف التي مررنا لم تكن بصعوبة هذه المعضلة ، كيف سنحل هذه المشكلة ريما ؟؟

اجابته ببساطة كأنها كانت تفكر في الحل طول الليلة الماضية: فلننتظر فترة قصيرة، ثم نزعم أنني أجهضت .

في الحقيقة أدهم لم يعجزه الحل، إنما أراد اختلاق أي حديث ليتكلم معها ، لكن يبدو أنها قررت معاقبته ، حسنا هو يستحق هذا بكل الأحوال.

وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن