الفصل الخامس

8.1K 300 21
                                    

((الفصل الخامس ))

.....................

خرجت نور من محاضرتها وهي تحمل هاتفها، أرادت أن تهاتف مجد الذي تغيب عن الحضور لليوم فشعرت بالقلق عليه ،ثوانٍ حتى أتاها ردّه : صباح الخير حبيبتي.

تنفست براحة ماإن سمعت صوته ،ثم عقدت حاجبيها لتهاجمه: أين أنت مجد؟؟ لمَ لمْ تحضر إلى الجامعه اليوم؟؟

تبسم مجد على الطرف الآخر مُجيباً: حبيبتي، هل قلقتي عليّ؟؟
ازداد غيظها من بروده فصاحت به غير عابئةٍ بوجود الطلاب : مؤكد أنني  شعرت بالقلق أيها الأحمق.

لاحظت الهمسات حولها فتلفتت لتجد الجميع يحدق فيها باستغراب،  شعرت بالحرج الشديد فازدردت ريقها بتوتر وهي تمشي ناحية المقعد الخشبي، ثم همست له بغيظ: لعنكَ الله مجد، لقد أضحيتُ أضحوكة الجامعة بسببك!!

قهقه مجد على الطرف الآخر : وماذنبي انا حبيبتي؟؟ لقد أخبرتك الف مرة ألا ترفعي صوتك لكنك لا تسمعين الكلام.

نفخت بضجر بينما ترمي كتبها إلى جانبها ثم سألته: المهم الآن أخبرني، لمَ لمْ تأتي إلى الجامعة؟؟
_ وهل أجرؤ على عدم المجيء؟؟

كان هذا صوت مجد وقد أضحى أمامها مباشرةً، رفعت أنظارها إليه باستغراب ثم أغلقت الهاتف لتتحدث: مجد !!

أغلق الهاتف بينما جلس بقربها هاتفاً بسخرية: لأ، نسخة عنه!!
زمّت فمها بضيق فيما أردف بمشاغبة : حبيبتي لا تحزني ، وهل سيطيب لي اليوم دون أن أرى البدر؟؟؟

ابتسمت بخفة وقد عرف كيف يراضيها، لكنها سألته مجددا بجدية: أخبرني مجد، لمَ تأخرت؟؟

رفع يده ليضعها عل ظهر المقعد ثم اجاب: لقد كان لديّ بعض الأعمال في المصنع حبيبتي، وكنت اساعد أخي قليلاً .

..............................................

جلست وحدها على كرسي الانتظار أمام الغرفة التي أدخلوه فيها بعد أن أسعفه الأطباء من نوبة ربو حادة كادت تودي بحياته،  أفكارها تجرفها بلا هوادة وضميرها يؤنبها بلا رحمة .

استوعبت لتوها أن مافعلته مع الطبيب ضياء لا يجوز، كيف لها أن تكون قاسيةً عليه إلى هذه الدرجة؟؟

لكن ليس بيدها حيلة، فهي لم تعد تتقبل فكرةَ أن تفتح قلبها وتحب من جديد ،لا تريد أن تشعر بذلك الإحساس بالذل والهوان عندما تُخدع مجدداً ، وأيضاً لا تريد أن تظلم أحدا معها، قلبها قد مات فلم ترغب  أن تُعطي أملاً زائفاً للطبيب ضياء  وهي تعلم أنها لن تستطيع مبادلته بشيء.

لم يكن في نيتها أن تؤذِه أو تكسر قلبه أو أن توصله إلى هذه الحال ، ليس كالطبيب ضياء من يستحق الأذية منها، لكنها لم تكن في وعيها، كانت مُغيبةً وعقلها قد توقف عن التفكير السليم.

وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن